الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب الفارسی / الأغلب العجلي /

فهرس الموضوعات

الأغلب العجلي


تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/16 ۱۳:۲۰:۰۱ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَغْلَبُ الْعِجْليّ، الأغلب بن جُشَم (تـ 21ه‍ / 642م)، أحد أكبر الشعراء الرُّجاز المخضرمين. وقيل إن اسم أبيه، جعشم (الكلبي، 549) وعمرو (الآمدي، 23) أيضاً. كان ينحدر بنسبه إلى بني عجل في اليمامة (الكلبي، ن.ص؛ ابن قتيبة، الشعر...، 2 / 613؛ ابن دريد،346). ولايعرف تاريخ ولادته على وجه الدقة، لكن لما كان ابن قتيبة (ن.ص) يقول: إنه عاش 90 سنة، يمكن أن يعد تاريخ ولادته حوالي سنة 69 قبل الهجرة. وتقتصر معلوماتنا عن حياته على عدة روايات تبقت في النصوص الأدبية والتاريخية القديمة. وأبو عبيدة هو الوحيد الذي نقل عن الأغلب مقطوعة عندما أشار في أيام العرب إلى الحرب بين بكر بن وائل وبني تميم والتي عرفت بيوم الزَّورَين، أو يوم الزُّوَيرين (2 / 440-441؛ أبو عبيد، 2 / 801-802؛ أيضاً ظ: ابن الأثير، الكامل، 1 / 604-606). 
كـان الأغلـب معمـراً عندمـا أدرك الإسـلام وأسلـم؛ لكنـه لم يتشرف بمصاحبة النبي (ص) على ما يبدو، ذلك أن أحداً لم يورده في عداد أصحابه (ابن حجر، 1 / 56؛ قا: ابن حزم، 313؛ ابن الأثير، أسد...، 1 / 105). ومع ذلك، فقد أشار أبو الفرج إلى هجرته (21 / 29؛ قا: ابن حجر، ن.ص). 
وعند ارتداد مسيلمة وسجاح كان الأغلب في اليمامة على ما يبدو. ولما تزوجت سجاح من مسيلمة، نظم شعراً لاذعاً جداً بحقهما (ظ: أبو الفرج، 21 / 31-32)، مما ليس لدى أي شاعر كما يقول الآمدي (ن.ص) شعر مثله في البذاءة، على الرغم من أن البعـض نظر بعيـن الريبـة إلى صحـة نسبة هـذه الأبيات إليـه (ابن سلام، ط ليدن، 149، ط القاهرة، 2 / 743؛ أيضاً ظ: الأسد، 327- 328، 350-351).
ذهب الأغلب إلى المدينة بعد مقتل مسيلمة على ما يبدو. ومنذ ذلك الحين وحتى خلافة عمر بن الخطاب ليس لدينا معلومات عنه. وبحسب رواية أشبه ما تكون بالأسطورة، فإنه كان في الكوفة على عهد خلافة عمر، وقيل إن عمر طلب إلى عامله على الكوفة، المغيرة بن شعبة أن يجمع له أشعار العصرين الجاهلي والإسلامي للبيد والأغلب؛ وبدوره أبلغ المغيرة هذين الاثنين بطلب الخليفة؛ فردّ لبيد الذي كان قد أقسم قبل ذلك بأن لاينظم شعراً بعد الإسلام، بذكاء لقد أبدلني الله بآيات القرآن مكان الشعر. أما الأغلب، فقد سأل «أرجزاً تريد، أم قصيداً»؟ ولهذا أنقص الخليفة من عطاء الأغلب وزاد في عطاء لبيد (ظ: ابن سلام، ط القاهرة، 1 / 135-136؛ ابن قتيبة، ن.م، 1 / 275-276؛ الطبري، 2359-2360؛ أبو الفرج، 15 / 369-370، 21 / 30). وعقب تلك الواقعة، شكا الأغلب إلى عمر، فأُعيد إليه عطاؤه السابق (م.ن، 15 / 370، 21 / 31).
وخلال هجوم سعد بن أبي الوقاص، توجه الأغلب برفقته من الكوفة إلى نهاوند (م.ن، 21 / 29)، وقُتل في تلك الحرب التي يسميها العرب فتح الفتوح (ابن قتيبة، ن.م، 2 / 613) ودفن هناك (أبو الفرج، ن.ص). ويقال إن الأغلب العجلي عمّر طويلاً (أبوحاتم، 108)، وكان كما يقول أبو عبيد البكري (2 / 801) من المعمرين، عُمِّر في الجاهلية عمراً طويلاً (أيضاً ظ: البغدادي، 2 / 240).
يقف الأغلب في مصاف أول وأكبر الرجّازين (أبو عبيدة، الديباج،14)، بحيث وضعه ابن سلام في طبقاته (ط القاهرة، 2 / 737) في الطبقة التاسعة مقدَّماً على بقية الرجّازين (أيضاً ظ: القيسي، 111)، ويرى أن الأغلب كان أول من نظم الرجز، ثم ذكر أبا النجم والعجاج ورؤبة على التوالي في تبويبه الرباعي. كما استند أبو هلال العسكري (ص 344) إلى قول ربيعة وعدّ الأغلب أول رجّاز (نلينو، 150)؛ لكن لما كان بحر، أو وزن الرجز هذا يبدو قديماً جداً في اللغة العربية (عن ظهور الرجز وآراء من يعدّونه أول شعر للعرب، ظ: زيدان، 1 / 64-66)، ينبغي تصور أن ما يقصده الكتّاب بالرجز هو نظم قصيدة في بحر الرجز (نلينو، 149-150). ويؤيد ابن قتيبة هذا الرأي بنظرة ناقدة، عندما يقول كان الأغلب أول من شبه الرجز بالقصيدة وأطاله (ن.ص؛ أيضاً ظ: ابن رشيق، 1 / 189)، ذلك أن الرجز ــ وكما مرّ بنـا ــ كان قبل ذلك، النمط الغالب على شعر الفتوحات، وكان في الحروب والفخر وغير ذلك (خليف، 333)، ويقتصر على بيتين، أو ثلاثة (أبو الفرج، 21 / 29). وكان مثل هذه الأشعار شائعاً، بحيث يقال إن الأغلب نفسه كان يحفظ 14 ألف رجز (القلقشندي، 1 / 293). 
ونظراً لهذه الأمور، ينبغي الإذعان إلى أن تلك البدعة الأدبية ظهرت على أيدي المخضرمين والإسلاميين (البكري، 4) في النصف الأول من القرن 1ه‍ وليس بعد ذلك (ظ: بلاشير، 616)، وبحسب قول الآمدي، فقـد كـان الأغلب أول من قصّـد الرجز (ص 23)، ثم سلك العجاج بعده طريقته ورسّخ قواعده (ابن رشيق، أبو الفرج، ن.صص؛ قا: أبو عبيدة، ن.م، 13). وقد رأى ابن رشيق (ن.ص) أن الأغلب العجلي والعجاج مشهوران في الرجز كشهرة امرئ القيس والمهلهل في القصيدة. 
وظلت ملامح من الشعر الأصيل الجاهلي والمخضرم باقية في بعض القصائد المنسوبة للأغلب، لكن دلائل الاختلاق (عن الاختلاق في الشعر الجاهلي، ظ: حسين، 61-67؛ بلاشير، 196-205؛ ضيف، 170-171) واضحة في شعره، بحيث أقلق حتى الرواة الأوائل؛ ذلك أن الأصمعي ذكر أن عدد أشعار الأغلب تقتصر على قصيدتين ونصف وقال إن أبناءه كانوا ينظمون شعراً وينسبونه إلى أبيهم (ص 13)؛ لكنه هو نفسه عرض له في موضع آخر حوالي 20 قصيدة، ومع ذلك، ظل على شكه في الأمر (ظ: المرزباني، 193؛ الأسد، 477؛ GAS,II / 164). وحتى في الطبعتين الموجودتين من طبقات ابن سلام، فإن عدد الأبيات التي نسبت إلى الأغلب، متباينة (ظ: ط القاهرة، 2 / 743-745، ط ليدن، 148-149). والأشعار المنسوبة له متناثرة في ثنايا المصادر القديمة: بشكل شاهد شعري حيناً (ظ: سيبويه، 3 / 505-506؛ أبو عبيدة، أيام العرب، 2 / 440-441؛ ابن السكيت، 615؛ المبرد، 4 / 199؛ الأزهري، 1 / 487، 3 / 358، 5 / 122، مخ‍ (، وكـمثل حـيناً آخر (الـميدانـي، 2 / 306-307؛ الأسود، 148-150). وفضلاً عن ذلك، فقد نسبت إليه أبيات في وصف البهائم أيضاً (ظ: الجاحظ، 2 / 280-281؛ ابن قتيبة، كتاب المعاني...، 1 / 53-54، 475؛ البطليوسي، 324).
وأشهر أشعاره القصيدة الهجائية الفاضحة والملأى بالشتائم بحق سجاح والتي دُونت في المصادر بقليل من الاختلاف (ابن سلام، ط سلام، ط ليدن، ن.ص، ط القاهرة، 2 / 739-742؛ أبو الفرج، 21 / 31-32). 
نسب له البغدادي ديوان شعر (4 / 434؛ أيضاً ظ: GAS، ن.ص؛ القيسي، 110) فُقد على ما يبدو. 
انبرى نوري حمودي القيسي لجمع أشعار الأغلب في 1400ه‍ / 1980م، فجمع 61 مقطوعة (و 5 مقطوعات اختُلف في نسبتها إليه، أو إلى شعراء آخرين) ونشرها في مقالة له في مجلة المجمع العلمي العراقي تحت عنوان «الأغلب العجلي حياته وشعره» (ص 104-144).

المصادر

الآمدي، الحسن، المؤتلف والمختلـف، تق‍ : عبد الستار أحمد فراج، القاهرة، 1381ه‍ / 1961م؛ ابن الأثير، علي، أسد الغابة، القاهرة، 1286ه‍ ؛ م.ن، الكامل؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الإصابة، القاهرة، 1328ه‍ ؛ ابن حزم، علي، جمهرة أنساب العرب، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ ابن دريد، محمد، الاشتقاق، تق‍ : عبد السلام محمد هارون، القاهرة، 1378ه‍ / 1958م؛ ابن رشيق، الحسن، العمدة، تق‍ : محمد محيي الديـن عبد الحميـد، بيروت، دار الجيـل؛ ابـن السكيـت، يعقـوب، كـنز الحفـاظ، تق‍ : لويس شيخو، بيروت، 1896- 1898م؛ ابن سلام الجمحي، محمد، طبقات (فحول) الشعراء، ليدن، 1913م؛ ن.م، تق‍ : محمود محمد شاكر، القاهرة، 1394ه‍ / 1974م؛ ابن قتيبة، عبد الله، الشعر والشعراء، تق‍ : أحمد محمد شاكر، القاهرة، 1386ه‍ / 1966م؛ م.ن، كتاب المعاني الكبير، بيروت، 1405ه‍ / 1984م؛ أبوحاتم السجستاني، سهل، المعمرون والوصايا، تق‍ : عبد المنعم عامر، القاهرة، 1961م؛ أبوعبيد البكرى، عبد الله، سمط اللآلى، تق‍ : عبد العزيز الميمني، القاهرة، 1354ه‍ / 1936م؛ أبو عبيدة، معمر، أيام العرب قبل الإسلام، تق‍ : عادل جاسم البياتي، بيروت، 1407ه‍ / 1987م ؛ م.ن، الديباج، تق‍ : عبدالله بن سليمان جربوع وعبد الرحمان بن سليمـان العثيمين، القاهـرة، 1411ه‍ / 1991م؛ أبـو الفـرج الأصفهانـي، الأغانـي، تق‍ : محمد أبو الفضل إبراهيم و آخرون، القاهرة، 1393ه‍ / 1973م؛ أبو هلال العسكري، الحسن، الأوائل، تق‍ : محمد سيد وكيل، المدينة، 1385ه‍ / 1996م؛ الأزهري، محمد، تهذيب اللغة، تق‍ : عبد السلام محمد هارون وآخرون، القاهرة، الدار المصرية؛ الأسد، ناصرالدين، مصادر الشعر الجاهلي، القاهرة، 1956م؛ الأسود الغندجاني، أبومحمد، فرحة الأديب، تق‍ : محمد علـي السلطاني، دمشق، 1400ه‍ / 1980م؛ الأصمعـي، عبد الملك، فحولة الشعـراء، تق‍ : ش. توري، بيروت، 1400ه‍ / 1980م؛ البطليوسي، عبد الله، «كتاب المسائل والأجوبـة»، تق‍ : إبراهيم السامرائـي، مجلة المجمع العلمي العربـي، دمشـق، 1382ه‍ / 1963م، عد (2)38؛ البغدادي، عبد القادر، خزانة الأدب،تق‍ : عبد السلام محمد هارون، القاهرة، مكتبة الخانجي؛ البكري، محمد توفيق، أراجيز العرب، القاهرة، 1346ه‍ ‍؛ بلاشير، ريجيس، تاريخ الأدب العربي، تج‍ : إبراهيم الكيلاني، دمشق، 1404ه‍ / 1984م؛ الجاحظ، عمرو، الحيوان،تق‍ : عبد السلام محمد هارون، القاهرة، 1385ه‍ / 1966م؛ حسين، طه، في الأدب الجاهلي، القاهرة، دار المعارف؛ خليف، يوسف، حياة الشعر في الكوفة إلى نهاية القرن الثاني للهجرة، القاهرة، 1388ه‍ / 1968م؛ زيدان، جرجي، تاريخ آداب اللغة العربية، تق‍ : شوقي ضيف، القاهرة، 1957م؛ سيبويه، عمرو، الكتاب، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ ضيف، شوقي، العصر الجاهلي، القاهرة، دار المعارف؛ الطبري، محمد، «المنتخب من كتاب ذيل المذيل»، مع التاريـخ، تق‍ : دي خويه، ليدن، 1964م؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشى، القاهرة، 1383ه‍ / 1963م؛ القيسي، نوري حمودي، «الأغلب العجلي، حياته وشعره»، مجلة المجمع العلمي العراقي، بغداد، 1400ه‍ / 1980م، عد (3) 32؛ الكلبي، هشام، جمهرة النسب، تق‍ : ناجي حسن، بيروت، 1407ه‍ / 1986م؛ المبرد، محمد، المقتضب، تق‍ : محمد عبد الخالق عضيمة، بيروت، عالم الكتب؛ المرزباني، محمد، الموشح، تق‍ : محب الدين الخطيب، القاهرة، 1385ه‍ / 1965م؛ الميداني، أحمد، مجمع الأمثال، تق‍ : محمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت، 1374ه‍ / 1955م؛ وأيضاً:

GAS; Nallino, C.A., La Littérature arabe, tr. Ch.Pellat, Paris, 1950
إيران نازكاشيان / م
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: