الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / الأغواط /

فهرس الموضوعات

الأغواط


تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/17 ۰۸:۴۷:۳۸ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَغْواط، محافظة ومدينة تقع في جنوب الجزائر. ويمكن لهذا الاسم الذي ورد في المصادر الغربية بشكل لاغوات، أن يكون كلمة عربية: جمع غوط وغاط (قا: غوطة دمشق) وفي هذه الحالة يمكن أن يُعدّ بمعنى الواحة (المنخفضة والمنبسطة). ومن جهة أخرى ومع الأخذ بنظر الاعتبار الكثير من أسماء هذه المنطقة مما لايبدوعربياً، يمكن أن تكون كلمة بربرية، أو إحدى اللهجات المحلية. 
تقع محافظة الأغواط على بعد 420 كم جنوبي الجزائر العاصمـة، ومدينة الأغواط على خطي الطول 2°و55´ شرقاً والعرض 33°و48´ شمالاً (EI2,V / 595). في بداية سنة 1984م / 1404ه‍ ، م‍قُدِّر عدد سكان هذه المحافظة 817,391 نسمة ومساحتها 052,112كم2 («الشرق الأوسط...»، 284). وكان اقتصاد هذه المنطقة يعتمد بالدرجة الأولى على بساتين النخيل الوفيرة وتربية الأغنام وإنتاج الصوف، وهذا بحد ذاته دليل على وجود المصادر المائية الكافية هناك ولما كانت واقعة على مفترق طرق مختلفة، فقد حظيت بأهمية كبيرة من الناحية التجارية، ولهذا كانت في فترة احتلال الفرنسيين إحدى قواعدهم العسكرية. وتقع مدينة وواحة الأغواط على الضفة اليمنى لوادي مزي، وتمتد الواحة على شكل نصف دائرة شمالي غرب البلدة وجنوبي شرقها. وقسمهـا الشمالي الغربي أكثر اتساعـاً، وهي مركز أحراج النخيل وحقول الحبوب. 
وعن الحوادث التاريخية لهذه المنطقة، فإنه لاتتوفر معلومات، سوى عدة أمور مختصرة. فقد خضعت لهيمنة الفاطميين في القرن 4ه‍ / 10م، وفي القرن 5ه‍ / 11م وبعد وصول بني هلال إليها، انضمت إليهم قبائل عربية أخرى أيضاً وكانت قبائل البربر تعيش في المناطق المحيطة بهم. وفي القرن 10ه‍ / 16م، كانوا يؤدون الجزية إلى سلطان مراكش. ومنذ القرن 12ه‍ / 18م، وما تلاه يمكن الحصول على معلومات أكثر بشكل متناثر (EI2,V / 595-596). وجدير بالذكر أن مراكش لم تفقد نفوذها في هذه المنطقة بشكل مطلق، إذ كانت تحارب حكومة الأتراك العثمانية بشكل ما، سواء بالوسائل العسكرية، أو الطرق الدينية ـ السياسية وبشكل خاص عن طريق نفوذ أتباع الطرق الصوفية وتثير مشاعر السكان المحليين المطالبة بالاستقلال، لكنها تستسلم في نهاية المطاف للهزيمة والانسحاب. وخلال الحكم التركي، كانت أربعة أقسام من الجزائر تحت إشراف مباشر من القادة الأتراك، بينما كان كل واحد من الأقسام الثلاثة الأخرى تحت إشراف «باي» (حاكم) يعيِّنه الأتراك لمدة محدودة؛ إلا أن أغلب العشائر والقبائل التي كانت متناثرة في الجزائر كان لها رئيس في مناطقها التي يسمونها الوطن وكانوا شأنهم شأن الأمراء الإقطاعيين والنظام السائد في القرون الوسطى مستقلين في أمورهم الداخلية وضمن ولائهم للحكم التركي لم‌يكونوا يتوانون عن تقديم المساعدات الإنسانية والمالية عند الحاجة (الجيلالي، 3 / 20). وكان هذا القدر من الصلاحيات يؤدي إلى أن يعلنوا العصيان أحياناً ويتمردوا. وكان محمد بن الشريف، حاكم سجلماسة يروم ربط الجزائر (المغرب الأوسط) بالمغرب الأقصى ويخطو خطوة على طريق تحقيق الوحدة المغربية (م.ن، 3 / 136). ولما شنّ السلطان العلوي في المغرب هجوماً على الجزائر واستولى على الأغواط وما يحيط بها، استعد الأتراك لمجابهة السلطان، بينما انسحب السلطان بالغنائم التي كان قد حصل عليها. وبغية إنهاء النزاع، أرسل الحاكم التركي إليه مجموعة يرافقها فقيهان، فأبرمت معاهدة صلح وصداقة في 1064ه‍ / 1654م (م.ن، 3 / 137)، إلا أن الفتنة لم تخمد هناك. 
في 1110ه‍ / 1698م، تمكن سيدي الحاج عيسى التلمساني الذي كان يحظى بنفوذ معنوي وروحي من أن يخرج جزءاً من الأراضي من تحت هيمنة المؤيدين لمراكش، وحقق أهالي الأغواط بزعامته أول انتصاراتهم، لكنهم اضطروا في النهاية إلى دفع الجزية لسلطان مراكش، مولاي إسماعيل (1120ه‍ / 1708م) الذي كان قد أقام مخيمه خارج سور المدينة. وعقب وفاة عيسى التلمساني (1151ه‍ / 1738م)، نشب نزاع بين الفريقين، أي سكان الجنوب الغربي وسكان الشمال الشرقي. وخلال ذلك تمّ تداول السلطة عدة مرات بينهما (EI2,V / 596). 
في 1192ه‍ / 1778م، قرر أتباع الطائفة الدرقاوية الذين كانوا ساخطين على الحكم التركي العثماني، الخروج عن طاعة الأتراك. أما باي الولاية الغربية الذي كان قد هبّ لمواجهتم، فقد توفي بعد فترة. وعندها أصبح محمد الكبير بايَ الولاية الغربية واستطاع إخماد تمرد الدرقاويين وقمع بقية القبائل المتمردة (ابن هطال، 
17)؛ ثم شن هجوماً على جنوب صحراء الجزائر واستولى على مدينة الأغواط (1199ه‍ / 1785م)، وأخيراً تقبلت جميع القبائل المحيطة بالأغواط حكم الأتراك وأذعنت لدفع الضرائب السنوية (م.ن، 17- 18). 
وينبغي البحث عن جذور أعمال التمرد هذه في المشاعر الجياشة لدى السكان المحليين المطالبة بالاستقلال والتي كانت تنجم عن سوء تصرفات حكام الدولة العثمانية وفرضهم الضرائب الثقيلة، وكذلك التشجيع والمساعدات المباشرة وغير المباشرة من قبل حكومة المغرب ــ لتوسيع منطقة نفوذهـا ــ وكذلك مكائد الدول الاستعمارية الأوروبية. ومن جهة أخرى، كان بعض الزعماء البعيدي النظر يفضلون سوء معاملة العثمانيين لهم على هيمنة الأجانب وخاصة الفرنسيين ويعتقدون أن ضعف الحكومة العثمانية لن يؤدي إلى استقلالهم، بل سيكون مدعاة لهيمنة الأجانب. ونتيجة لهذا التضارب في الآراء، حدثت أعمال تمرد بشكل متكرر ومتلاحق. وقد استغل الأتراك العثمانيون بدورهم النزاعات والخلافات الناشبة بين أسر سرغينة (سكان الجنوب الغربي) والهلّاف (سكان الشمال الشرقي) في الأغواط. فمثلاً إثر المجزرة الوحشية التي ارتكبها محمد تشاقر، باي قسنطينة، اندلعت ثورة في بلاد الأغواط واتسع نطاقها ليشمل أطرافها أيضاً (1229ه‍ / 1813م)، وقد أُخمدت بواسطة جلب قوات من مدينتي الجزائر ووهران وشارك فيها الباي بنفسه (الجيلالي، 3 / 311). 
ومن الحوادث المهمة الأخرى يمكن أن نذكر تمرد محمد الصغير التجيني الذي كان الابن الأصغر للسيد أحمد من شرفاء المغرب والذي كان يعيش لفترة بين بني تجين. فقد أعلن التمرد بمساعدة بني الأغواط الغرابة. وعندما هاجم الأمير عبد القادر الجزائري، الحاكم العثماني في 12 ربيع الأول 1254ه‍ / 5 حزيران 1838م بستة آلاف من الخيالة و 000,3 من المشاة مع مدافع، قلعةَ عين ماضي واستولى عليها بعد قتال شرس، لجأ التجيني إلى بني الأغواط الغرابة. وبعد عدة أسابيع، ذهب الأمير عبد القادر بخمسة آلاف فارس إلى الجنوب وهاجم على حين غرة موطن بني الأغواط الغرابة الذين كانوا يسكنون فيما يزيد على 10 آلاف خيمة، وبعد ارتكابه مجزرة فظيعة اضطر هؤلاء إلى إعلان الطاعة ودفع 000,4 جمل و 000,30 رأس غنم وزكاة خمس سنين. وقد امتنع الأمير من معاقبتهم بشكل أكبر من ذلك وعاد إلى مقره (الجزائري، 1 / 301-305)، وانتهى ذلك التمرد في 29 شعبان 1259ه‍ / 24 أيلول 1843م بتوقيع محمد التجيني (الجيلالي، 4 / 157). 
ومنذ ذلك الحين وما تلاه وقعت صراعات بين الأغواط في الشمال الشرقي والجنوب الغربي. وفي 1844م، وضع أحمد بن سالم نفسه تحت الانتداب الفرنسي وعيّنه الفرنسيون خليفة على تلك البلاد، وأقام الجيش الفرنسي قاعدة له قرب سور المدينة. وقد حدثت المرحلة التالية من الاحتلال في 1847م، والاستيلاء الكامل للفرنسين في 1852م (EI2، ن.ص). وهكذا، انتهى حكم العثمانيين للجزائر الذي دام 326 سنة، على الرغم من استمرار المقاومة الوطنية بزعامة الأمير عبد القادر الجزائري، لكنه اضطر أخيراً للجوء إلى سلطان مراكش (الجيلالي، 4 / 202-203). 

المصادر

ابن هطال التلمساني، أحمد، رحلة محمد الكبير، تق‍ : محمد بن عبد الكريـم، عالم الكتب؛ الجزائري، محمد عبد القادر، تحفة الزائر في تاريخ الجزائـر، تق‍ : ممدوح حقي، بيروت، 1384ه‍ / 1964م؛ الجيلالي، عبد الرحمان، تاريخ الجزائر العام، بيروت، دار الثقافة؛ و أيضاً: 

EI2; The Middle East and North Africa, 1986, London. 
عبد الأمير سليم / ه‍
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: