الصفحة الرئیسیة / المقالات / أفراسیاب /

فهرس الموضوعات

أفراسیاب


تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/18 ۱۳:۲۷:۴۷ تاریخ تألیف المقالة

أَفْراسياب، أُسْرَة، أسرة حكم 3 من أفرادها البصرة وما حولها بين السنوات 1005-1080ه‍ / 1597-1669م: 

1. أفراسياب باشا

(حك‍ 1005-1034ه‍ / 1597-1625م). لايعرف منشأه ونسبه على وجه الدقة. ورأى البعض مستنداً إلى نسبته «الديري» أنه خرج من أطراف نهر الدير شمالي البصرة، بينما نسبه البعض الآخر إلى السلاجقة. وقد كان أفراسياب في وقت ما يشغل منصب كاتب للجند في خدمة الوالي العثماني للبصرة المسمى علي باشا (العزاوي، 4 / 139-140؛ لونغريغ، 100). وبسبب الصراعات المتواصلة مع سكان البصرة العرب الذين كانوا قد هبوا لمناوأة الدولة العثمانية، فقد قام علي باشا في 1005ه‍ / 1597م ببيع حكومته لأفراسياب شريطة أن يذعن للدولة العثمانية (تافرنيه، 229؛ العزاوي، 4 / 139). 
ومنذ ذلك الحين، بادر أفراسياب باشا لتوسيع نطاق سلطته المستقلة. وكان أفراد جيشه في البدء ذوي أصول قَبَلية، لكنهم نُظّموا تدريجياً وشكلوا قسماً من جيشه. وفي أول إجراءاته أخضع القبائل المحيطة بالبصرة لسلطته، ثم آوى البرتغاليين الذين كانوا قد هُزموا لتوّهم في هرمز على يد القوات الإيرانية ـ البريطانية المتحالفة. وفي ظل حمايته، شرع البرتغاليون بممارسة التجارة في البصرة، وهذا ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في التبادل التجاري في مينـاء بندر عباس. ولذا، فقد غضب عليه الشاه عبـاس (سلـ 996-1038ه‍ / 1588- 1629م)، وكلف حاكم فارس، إمام قلي خان بأن يدعوه إلى الإذعان للدولة الصفوية (الخال، 5) وإيقاف تجارة البرتغاليين في البصرة. فلم يخضع أفراسياب لأمر السلطان الصفوي (ن.ص؛ لونغريغ، 103-104)، لكنه تزامناً مع هجوم إمام قلي خان، على البصرة توفي، فخلفه ابنه علي (الخال، ن.ص). 

2. علي باشا

(حك‍ 1034-1062ه‍ / 1625-1652م). وبغية مواجهة الجيش الصفوي، فقد طلب العون من السلطان العثماني (لونغريغ، 104)، لكن يبدو أن مساعدة كهذه لم تأته من العثمانيين، بل أتته من البرتغاليين وأشراف البصرة، ولم يحقق إمام قلي خان شيئاً في مواجهة قوات البصرة المتحالفة، كأنه تراجع عن البصرة بسبب المشاكل التي حدثت في شيراز (العزاوي، 5 / 95؛ لونغريغ، ن.ص). 
و في 1038ه‍ / 1629م، هاجم إمام قلي خان البصرة مرة أخرى، فمنـع أميرُها هذه المـرة ــ وبخطـة عسكريـة ماهـرة ــ القـوات الصفوية من دخول المدينة. وتزامناً مع هذه الأيام، توفي الشاه عباس، فابتعدت القوات الإيرانية عن مشارف البصرة (تافرنيه، 230؛ الخال، 7- 8). 
ومنذ ذلك الحين وحتى نهاية حكمه ــ الذي تزامن و حروب إيران مع الدولة العثمانية للاستيلاء على بغداد ــ حكم علي باشا البصرة بشكل مستقل. وتعدّ هذه الفترة عصر الازدهار الاقتصادي والثقافي في تاريخ آل أفراسياب (تافرنيه، 230-231). واستناداً إلى تافرنيه، فإن الكثير من التجار كانوا يأتون إلى البصرة للتجارة من بقاع الدولة العثمانية ومن الهند ومصر وبريطانيا وهولندا وفرنسا وسائر البلدان، وكان أتباع الأديان والمذاهب المختلفة وخاصة أتباع المذاهب المسيحية يمارسون نشاطاتهم بحرية في ظل الاستقرار الذي كان يسود المدينة (ص 231 وما بعدها). 
كان علي باشا نفسه يعشق الثقافة والأدب كثيراً، وقد قدم إلى بلاطه عدد كبير من الأدباء والشعراء من مختلف البلدان وتفتحت مواهبهم. ومن بين هؤلاء الأعلام، كان الشاعر الشهير، الشيخ عبد علي بن ناصر، المعروف بابن رحمة الحويزي الذي يضم كتابه السيرة المرضية في شرح الفرضية أشعاره ومشاهداته ويحتوي من الناحية التاريخية على الحوادث المهمة في فترة حكم علي باشا (الخال، 3؛ سركيس، 128-129؛ لونغريغ، 104-105).

3. حسين باشا

(حك‍ 1062- 1078ه‍ / 1652-1667م). كان يفتقر إلى خصال أبيه الحميدة، وعلى الرغم من أنه كان يداري الأجانب، لكنه بسبب قسوته وظلمه، جعل الكثيرين أعداء له. وكانت إهانته للباشا العثماني لبغداد واستيفاؤه الضرائب من السكان الخاضعين لحكمه، من الأمور الأخرى التي عرضت مكانته للخطر (م.ن، 110). وقد أساء حسين باشا معاملة حتى مع عميه أحمدبك وفتحي بك ، بحيث غادرا إلى إستانبول واشتكياه إلى السطان العثماني، ثم حصلوا منه على فرمان بحكم البصرة (وحيد، 177- 178). وعقب اطلاعه على هذا الخبر، طلب حسين باشا من عميه في رسالة ودية أن يعودا إلى البصرة وتظاهر بأنه يريد إشراكهما في الحكومة (ن.ص). ولدى عودة أحمد بك وفتحي بك إلى البصرة، قرر حسين باشا أن يقتلهما بادئ الأمر، لكنه لما ينجح في ذلك، نفاهما إلى الهند، غير أنهما هربا وهما في الطريق واتجها إلى الأحساء، ومن هناك اشتكيا إلى مرتضى باشا، الوالي العثماني في بغداد (ن.ص؛ لونغريغ، 111). 
بادر مرتضى باشا الذي كان على ما يبدو طامعاً بالبصرة منذ زمن بعيد إلى مهاجمة المدينة بالجيش وسلاح المدفعية الحربية. فقام أهل البصرة الذين كانوا ساخطين على حسين باشا و مطالبين بحكم أحمد بك، بتسليم المدينة دون مقاومة في 1064ه‍ / 1654م، وهرب حسين باشا إلى إيران (وحيد، ن.ص؛ ابن الغملاس، 57- 58؛ العمري، 173). ومن كهكيلويه، أرسل حسين باشا إلى الشاه عباس الثاني مبعوثاً وطلب منه العون؛ لكن الملك الصفوي الذي لم ‌يكن يريد المخاطرة بعلاقته الودية مع العثمانيين، لم يكتفِ بعدم تلبية طلب حسين باشا، بل أرسل مبعوثاً إلى السلطان العثماني، وأكد على استمرار العلاقات الودية بين البلدين الجارين (وحيد، 178-179، 222).
وبعد حوالي نصف قرن، وبهجوم ناجح من مرتضى باشا، ضُمّت البصرة إلى الإمبراطورية العثمانية مرة أخرى (لونغريغ، 112). وكان أحمد بك والياً للبصرة في الظاهر، لكنه لم ‌يكن أكثر من صنيعة وكانت مقاليد الأمور في الواقع بيد مرتضى باشا. وقد أصدر باشا بغداد بادئ الأمر فرماناً بإعداد قائمة بممتلكات آل أفراسياب، ثم صادر أموال تجار البصرة وانبرى مع حاشيته لإيذاء أهل البصرة وإهانتهم. وبعد فترة قصيرة قُتل أحمدبك وفتحي بك ومجموعة من وجهاء البصرة بأمر من مرتضى باشا (ن.ص؛ وحيد، 179؛ العمري، ن.ص). وسرعان ما سحب أهل البصرة والقبائل المحيطة بهم دعمهم لباشا بغداد، وفي رسائل بعثوا بها إلى حسين باشا طلبوا إليه أن يعود إلى البصرة ليتسلم الحكم. وبدوره قدم حسين باشا الذي كان آنذاك متوجهاً من كهكيلويه إلى البلاط الصفوي، إلى البصرة مع مجموعة من أمراء تلك البلاد (وحيد، 179-180). أما مرتضى باشا الذي لم ‌يكن يجد في نفسه القدرة على الثبات في مواجهة ثورة سكان المدينة وكذلك هجوم حسين باشا، فقد هرب إلى بغداد (1068ه‍ / 1658م)، وتسنّم حسين باشا العرش في البصرة (ابن الغملاس، 58؛ العمري، ن.ص).
إن طموح حسين باشا استمر في الفترة الثانية من حكمه أيضاً، فهيأ الفرصة مرة أخرى لتدخل الدولة العثمانية. وقد استولى على الأحساء التي كان يحكمها محمد باشا من قِبل الدولة العثمانية، وذلك بإرساله جيشاً بقيادة الأمير براق (م.ن، 174)؛ فهرب محمد باشا إلى إستانبول، وأمر السلطان العثماني بعد اطلاعه على هذه الواقعة إبراهيم باشا (الطويل)، والي بغداد الجديد أن يسقط حسين باشا عن ولاية البصرة ويُحِلَّ محمد باشا محلّه. فتوجه إبراهيم باشا في 1076ه‍ / 1665م مع جيش من بغداد وديار بكر وحلب والموصل و شهرزور والرقة نحو القرنة، حيث كان حسين باشا يتحصن فيها (ن.ص؛ هامر پورغشتال، 4 / 2470). دام حصار القرنة لما يقرب من 4 شهور، وأخيراً عُقد اتفاق صلح مع حسين باشا يتسلم بموجبه أفراسياب، نجل حسين باشا الولاية في البصرة بدلاً من أبيه، وفضلاً عن إرساله نفقات الحرب، عليه أن يرسل 20 ألف إكو (مسكوكات ذهب، أو فضة) سنوياً إلى البلاط العثماني (ابن الغملاس، 59-60؛ هامرپورغشتال، ن.ص). 
وعقب هذا الصلح، عاد إبراهيم باشا إلى بغداد وحسين باشا إلى البصرة؛ لكن تجار البصرة كانوا قد تسلموا مقاليد الأمور لدى غياب حسين باشا وقتلوا بعض أقاربه ورجاله (ابن الغملاس، 59). وبالمقابـل، أمـر حسيـن باشـا بدوره أن ينتقـم مـن بعض القتلـة و تصادر أموالهم (ظ: هامرپورغشتال، 4 / 2471). ثم أرسل ابن عمه يحيى آغا إلى السلطان العثماني مع قسم من غرامة الحرب وتعهد بأن يرسل الباقي تباعاً. وتزامناً مع وصول يحيى آغا إلى إستانبول قَدِم تجار البصرة أيضاً إلى السلطان العثماني ليشكوا حسين باشا. وقد هبّ يحيى آغا للدفاع عن حسين باشا بحضور أولياء ديوان العدالة العثماني، ولما لم يتمكن من إثبات براءته، أصدر السلطان العثماني فرماناً بعزل حسين باشا وعيّن يحيى آغا والياً على البصرة بعنوان يحيى باشا (ن.ص)، وكلّف والي بغداد، قره مصطفى باشا بأن ينصّب والي البصرة الجديد لحكومتها. وفي 1077ه‍ / 1666م، توجه قره مصطفى إلى البصرة، ولما لم يتمكن حسين باشا من الثبات هرب إلى إيران (1078ه‍ / 1667م) وتسلم يحيى باشا الحكم في البصرة (ن.ص؛ لونغريغ، 116-117)، لكن لم‌يمضِ طويل وقت حتى جوبه الوالي الجديد بتمرد جيش البصرة، فآثر الفرار (1080ه‍ / 1669م)، فعُيّن مصطفى باشا القابوچي باشي (= باشا البوابين) ــ أحد أقارب السلطان ــ والياً على البصرة خلفاً له (ابن الغملاس، 62؛ هامر پورغشتال، 2 / 2471-2472). وهكذا انتهى عهد حكم آل أفراسياب في البصرة وأعادت الدولة العثمانية سيطرتها على تلك الولاية. 

المصادر

ابــن ‌الغمـلاس، ولاة البصـرة ، بغـداد، 1381ه‍ / 1962م؛ تافرنيـه، جـان باتيست، سفرنامه، تج‍ : أبوتراب نوري، تق‍ : حميد شيراني، طهران، مكتبة سنائي؛ الخال، محمد، تاريخ الإمارة الأفراسيابية، بغداد، 1380ه‍ ؛ سركيس، يعقوب نعوم، مباحث عراقية، بغداد، 1374ه‍ / 1955م؛ العزاوي، عباس، تاريخ العراق بين احتلالين، بغداد، 1372ه‍ / 1953م؛ العمري، ياسين، غاية المرام، بغداد، 1968م؛ هامرپورغشتال، يوزف، تاريخ إمپراطوري عثماني، تج‍ : زكي علي آبادي، طهران، 1368ش؛ وحيد قزويني، محمد طاهر، عباس نامه، تق‍ : إبراهيم دهگان، أراك، 1329ش؛وأيضاً: 

Longrigg, S.H., Four Centuries of Modern Iraq, Beirut, 1968.
مهرداد قدرت ديزجي / م

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: