الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / الأعمی التطیلي /

فهرس الموضوعات

الأعمی التطیلي


تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/16 ۰۹:۲۶:۵۴ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَعْمَى التُّطَيْليّ، أبو جعفر (أو أبو العباس) أحمد بن عبد الله بن هريرة العتبي القيسي (نسبة إلى قبيلة قيس) الإشبيلي (ح 485-525ه‍ / 1092-1131م)، شاعر وشّاح خلال عصر المرابطين في الأندلس.
ولد في تطيلة في الشرق من سرقسطة، ثم رحل مع أسرته إلى إشبيلية و من هنا تأتي نسبته التطيلي والإشبيلي (ظ: ابن بسام، 2(2) / 728؛ الصفدي، الوافي...، 7 / 126؛ عباس، «ألف ـ ب»؛ شتيرن، 100؛ EI2). ولما كان ضريراً فقد اشتهر بالأعمى وكذلك ورد مصغراً بالأعَيْمى (الضبي، 175؛ الصفدي، ن.م، 7 / 126، 127، نكت...، 110؛ شاكر، 1 / 90). ويحتمل أن يكون رحيل أسرته إلى إشبيلية بسبب اضطراب الأوضاع في تطيلة والصراعات الناشبة بين المسلمين والمسيحيين الإسبان التي أدت أخيراً إلى سقوط تطيلة في 502ه‍ / 1109م (ظ: ناجي، 231). وخلال عصر الأعمى التطيلي، كان يعيش في إشبيلية شاعر أعمى آخر بنفس الاسم أيضاً وبكنية أبي إسحاق ذكرته المصادر باسم التطيلي الأصغر (ظ: ابن الأبار، 39). 
ترعرع الأعمى في إشبيلية وأمضى فيها أغلب حياته وهناك تفتحت موهبته الشعرية. لكنه وبسبب الحروب المدمرة والمجازر التي وقعت هناك، رحل عنها ــ شأنه شأن الكثيرين من الشعراء ــ وأمضى فترة في مرسيه وسرقسطة، ثم ذهب إلى قرطبة وأقام فيها فترة إلى جانب أصدقائه وأصحابه القدماء وخاصة ابن بقيّ (ن.ع) (ابن ظافر، 255-256؛ المقري، نفح...، 3 / 347- 348؛ الفاخوري، 3 / 252؛ فروخ، 5 / 161؛ نيكل، 254). وكان أحد حماته في قرطبة قاضيها أبا القاسم ابن حمدين الذي نظم الشاعر الكثير من القصائد في مدحه (ظ: ص 4- 8 ، 85- 88، 161-163؛ أيضاً ظ: عباس، «ل»).
و لم تدم إقامة الأعمى في قرطبـة طويلاً، ويبدو أنه ــ شأنه شأن ابن بقي ــ سلك طريق المغرب ونزل عند أسرة اشتهرت ببني عشرة، أو بني القاسم والتي كان أفرادها يعملون في القضاء بمدينة سلا، ومدحهم بقصائد (ظ: ص 89-94، 218-220؛ عباس، «ف ـ ص»؛ آل طعمة، 222-223). ويستشف من المدائح العديدة التي أهداها إلى علي بـن يوسف بن تـاشفيـن (حك‍ 500-537ه‍( (ظ: ص 100-105، مخ‍ ( أنه كان ولفترة يعيش في كنفه. ومن بين ممدوحيه الآخرين يمكن أن نذكر أبا العلاء ابن زهر ومحمد بن عيسى الحضرمي (ظ: ص 48-63، 94-96). وقد رأى بعض المعاصرين أن وفاة الأعمى كانت في 520ه‍ / 1126م (الركابي، 315؛ الحلو، 59؛ عاصي، 109؛ مونرو، 40 ؛ قا: جنثالث پالنثيا، 157، الذي قال إنها كانت في 534ه‍(. 
كان للأعمى باع طويل في نظم الموشحات، و هو يدين لهذا الفن الشعري بكل شهرته تقريباً. وإن هذا الأسلوب الشعري الجديد الذي كان قد شاع في الأندلس منذ القرن 4ه‍ ، ولتمتعه بخصائص مثل الحلاوة ورقة المعاني ومناسبته لأذواق عامة الناس وبشكل خاص عذوبة وخفة وزن ولحن الأبيات التي تجري بسلاسة على أوتار الآلات الموسيقية وشفاه المغنين، كان له آنذاك عشاق كثر، وقد توجّه الأعمى الذي وجد هذا الفن الجديد ينسجم وطبعه الرقيق، إلى الفن بشغف وتفوق سريعاً على أترابه مثل ابن بقي (تـ 540، أو 545ه‍( وأصبح في عداد أكبر الوشاحين في عصره (ظ: ابن الخطيب، 16؛ المقري، أزهار...، 2 / 208). وكان للأعمى مجالس شعر في إشبيلية يشارك فيها الشعراء والأدباء والأعيان ويعرضون فيها فنونهم. وكانت مجالسه الأدبية تتحول أحياناً إلى ميدان للمسابقات الشعرية ينبري فيها الشعراء لمنافسة بعضهم. وفي أحد هـذه المجالس واستناداً إلى ابن سعيد المغربي ( المقتطف، 256)، فإن الأعمى عندما أنشد موشحاً في منتهى الجمـال والرصانة (مطلعه: ضاحكٌ عن جمـانْ ـ سافرٌ عن بدرِ) أقرّ ابن بقي وسائر الوشاحين بأفضليته وخرّقوا ما نظموه (أيضاً ظ: المقري، ن.ص).
و قد عدّته جميع المصادر تقريباً في مقدمة الوشّاحين في القرن 6ه‍ ، و فضلته على بقية أقرانه (ظ: الركابي، 290، ها 3؛ عتيق، 366؛ الكريم، 114). جُمعت بعض موشحاته في آثار ابن سناء الملك (ص 57-60) وابن سعيد المغربي ( المغرب...، 2 / 453-456) والصفدي ( توشيع...، 106-109، 121-123) وابن الخطيب (ص 16-45) (أيضـاً ظ: آل طعمـة، 51-52، 57- 58، مخ‍ (؛ كمـا ترجم بعضها إلى الإنجليزية والإسبانية (ظ: ن.ص؛ مونرو، 249-255؛ نيكل، 255-258). 
وفضلاً عن الموشحات، فإن للأعمى أيضاً قصائد في المدح والغزل والوصف والرثاء، نظم أغلبها بأسلوب شعراء المشرق، وتتجلى فيها بوضوح آثار تقليد لشعراء مثل أبي تمام والمتنبي. وتُعدّ رصانة المفردات والتراكيب وشدة المبالغة واستخدام التشبيهات والاستعارات بكثرة من خصائص قصائده (فروخ، 5 / 161). وقد بُينت بشكل جلي في الكثير من أشعار الأعمى الحوادث التاريخية لتلك الفترة وبشكل خاص الفوضى السياسية وجـور حكـام الأنـدلس ومعـانـاة النـاس (ظ: ص 100-112، مخ‍ ؛ عماد‌الدين، 3 / 511؛ عباس، «ف»؛ مونرو، 40). و لذا، فإن لها أهمية كبيرة من الناحية التاريخية أيضاً. 
أورد ابن بسام في الذخيرة مقطعات من نثره المسجع وأغلبها في قالب رسائل «الإخوانية» (2(2) / 729-731).
طبع إحسان عباس ديوان الأعمى مع مجموعة موشحاته ببيروت في 1409ه‍ / 1989م. 

المصادر

آل طعمة، عدنان، المختار الأنيس، طرابلس، 1987م؛ ابن الأبار، محمد، تحفة القادم، تق‍ : إحسان عباس، بيروت، 1406ه‍ / 1986م؛ ابن بسام الشنتريني، علي، الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، تق‍ : إحسان عباس، بيروت، 1975م؛ ابن الخطيب، محمد، جيش التوشيح، تق‍ : هلال ناجي، تونس، 1967م؛ ابن سعيد المغربي، علي، المغـرب في حلى المغـرب، تق‍ : شوقـي ضيف، القاهـرة، 1955م؛ م.ن، المقتطـف، تق‍ : حنفي حسنين، القاهرة، 1983م؛ ابن سناء الملك، هبة الله، دار الطراز في عمل الموشحات، تق‍ : جودت الركابي، دمشق، 1400ه‍ / 1980م؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، فوات الوفيات، تق‍ : إحسان عباس، بيـروت، 1973م؛ ابن ظافر، علي، بدائع البدائه، تق‍ : محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1390ه‍ / 1970م؛ الأعمى التطيلي، أحمد، ديوان، تق‍ : إحسان عباس، بيروت، 1409ه‍ / 1989م؛ جنثالث پالنثيا، آنخل، تاريخ الفكر الأندلسي، تج‍ : حسين مؤنس، القاهرة، 1955م؛ الحلو، سليم، الموشحات الأندلسية نشأتها وتطورها، بيروت، 1965م؛ الركابي، جودت، في الأدب الأندلسي، القاهرة، 1970م؛ الصفدي، خليل، توشيع التوشيح، تق‍ : ألبير حبيب مطلق، بيروت، 1966م؛ م.ن، نكت الهميان، تق‍ : أحمد زكي، القاهرة، 1329ه‍ / 1911م؛ م.ن، الوافي بالوفيات، تق‍ : إحسان عباس، فيسبادن، 1402ه‍ / 1982م؛ الضبي، أحمـد، بغية الملتمس، تق‍ ‌: ف. قداره، مدريد، 1884م؛ عاصي، ميشال، الشعر والبيئة في الأندلس، بيروت، 1970م؛ عباس، إحسان، مقدمة وحواش على ديوان الأعمى التطيلـي (هم‍‍ (؛ عتيق، عبد العزيز، الأدب العربي في الأندلس، بيروت، 1976م؛ عماد الدين الكاتب، محمد، خريدة القصر، تق‍ : آذرتاش آذرنوش، تونس، 1972م؛ الفاخوري، حنا، الموجز في الأدب العربي وتاريخه، بيروت، 1985م؛ فروخ، عمر، تاريخ الأدب العربي، بيروت، 1985م؛ الكريم، مصطفى عوض، فن التوشيح، بيروت، 1959م؛ المقري، أحمد، أزهار الرياض، تق‍ : مصطفى السقا وآخرون، القاهرة، 1359ه‍ / 1940م؛ م.ن، نفح الطيب، تق‍ : إحسان عباس، بيروت، 1388ه‍ / 1968م؛ ناجي، هلال، مقدمة وحواش على جيش التوشيح (ظ: هم‍ ، ابن الخطيب)؛ وأيضاً:

EI2; Monroe, J. T., Hispano -Arabic Poetry, Berkeley, 1974; Nykl, A. R., Hispano-Arabic Poetry, Baltimore, 1946; Stern, S.M., Hispano-Arabic Strophic Poetry, Oxford, 1974.

عنايت الله فاتحي نژاد / م

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: