الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / الأعراف، السورة /

فهرس الموضوعات

الأعراف، السورة


تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/18 ۱۰:۴۳:۲۱ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَعْراف، اسم السورة السابعة من القرآن الكريم، وتحتوى على 26 وحدة موضوعية (ركوع) و 206 (أو 205) آيات و325,3 كلمة و 310,14 حروف.
أُخذ الاسم المشهور للسورة من كلمة الأعراف الواردة في الآية 46 منها، حيث وردت كلمة الأعراف مرتين في القرآن الكريم، وكلتاهما في هذه السورة فقط (ظ: الأعراف / 7 / 46-48)؛ كما سميت بسورة الميقات لمناسبة ما ورد في الآية 143 منها، وسورة الميثاق لمناسبة الآية 169 منها، وسورة المص إذا أخذنا الحروف المقطعة الواردة في بدايتها بنظر الاعتبار (الفيروزآبادي، 1 / 203-204؛ السيوطي، الدر...، 3 / 412).
وسورة الأعراف هي سادس سورة من السبع الطُّوَل، أي السور السبع الطويلة في أول القرآن الكريم (عن هذا المصطلح، ظ: الأندرابـي، الأوراق 38 ب ـ 39 ألـف؛ السيوطـي، الإتقان، 1 / 220)، و من حيث رقم الآيات تأتي بعد سورة البقرة، و من حيث عدد الكلمات والحروف تأتي بعد سورتي البقرة والنساء أطول السور القرآنية (ظ: الفيروزآبادي، 1 / 133، 169، 203؛ دروزة، 2 / 112)، و من حيث ترتيب التلاوة، جاءت سورة الأعراف بين سورتي الأنعام والأنفال، و من حيث ترتيب النزول وبحسب الرواية المشهورة، فهي السورة 39 والتي نزلت بعد سورة ص وقبل سورة الجن (ابن الجوزي، 116، 149). و في روايات أخرى غالباً ما خُصص أيضاً لهذه السورة تسلسل 35- 38 بحسب ترتيب النزول (ظ: الطبرسي، 5 / 405؛ الخـازن، 1 / 8؛ السيوطي، ن.م، 2 / 40-43؛ راميار، 670-671). 
وباتفاق الآراء، عُدّت سورة الأعراف مكية (الفيروز آبادي، 1 / 203)، سوى أن بعض المفسرين استثنى الآية 163 منها (الطبرسي، 3 / 393؛ السيوطي، الدر، ن.ص)، بينما استثنى البعض الآخر الآيات 163-170 منها (القرطبي، 7 / 160؛ دروزة، 2 / 112، 175-176؛ قا: النيسابوري، 8 / 56) و عدّوها مدنية، كما تشير بعض روايات أسباب النزول (ظ: الواحدي، 184، 188؛ الطبرسي، 3 / 505-506؛ السيوطي، «لباب...»، 167- 168) إلى كون الآيات 175، 187، 204 و ما على نمطها، أي 10 آيات من السورة على الأقل، مدنية. و إن وجود عبارات وتعابير متشابهة ومشتركة في سورتي الأعراف والبقرة (ظ: البقرة، 2 / 49، 60، أيضاً 58-59؛ الأعراف / 7 / 141، 160، 161-162)، والأوضح من ذلك الطابع التوضيحي التفصيلي في كثير من آيات سورة الأعراف مقارنة بالآيات المتناظرة في سورة البقرة (مثلاً ظ: البقرة / 2 / 49-54، 65-66؛ الأعراف / 7 / 127-153، 163-166؛ أيضاً ظ: ابن الجوزي، 197، 244-246، 267، 282)، مثل سورة آل عمران (أيضاً ظ: البقرة / 2 / 21-49، 49-63؛ قا: الأعراف / 7 / 10-102، 103-171)، يجعل نزول سورة الأعراف في المدينة وحتى بعد النزول الكلي لآيات سور البقرة و آل عمران والنساء والمائدة بسنوات، أمراً محتملاً؛ بحيث عدت آخر سورة مدنية من حيث ترتيب النزول نقلاً عن مقاتل عن علي (ع) (راميار، 663، 670). كما أن كون سورة الأعراف وأغلب آياتها أطول بكثير مقارنة ببقية السور والآيات المكية، وسعة الخصائص البيانية والبلاغية للآيات والسور المدنية في سورة الأعراف، هو من جهة أخرى يدعم كون أغلب آيات هذه السورة مدنية، و هو ما أثار انتباه وعجب بعض الباحثين والمفسرين (ظ: دروزة، 2 / 112؛ قطب، 3 / 1245). وعلى هذا، فإن المسوغ الوحيد الذي يبقى لاشتهار سورة الأعراف بأنها مكية هو أن هذه السورة أيضاً من السور التي عُدّت مكية بسبب نزول أولها (الآيات 1-9 فيما يحتمل) في مكة المكرمة وفقاً للتعبير المشهور المنسوب لابن عباس (ظ: الطبرسي، 5 / 405؛ السيوطي، الإتقان، 1 / 42؛ ظ: ن.د، الإسراء، سورة؛ قا: دروزة، 2 / 112، 175-176). 
بدأت سورة الأعراف بتركيب من أربعة أحرف «ألف، لام، ميم، ص» من الحروف المقطعة الرمزية لفواتح السور. ولذا، فهي قرينة لسورة الرعد التي بدأت بـ «المر». وبحسب رأي، فإن هذا التماثل في الحروف الثلاثة من الحروف الأربعة الأول يدل على أن هاتين السورتين تحتويان، فضلاً عن مضامين وموضوعات السور البادئة بـ «الم» (ظ: ن.د، آل عمران، سورة)، على مضامين وموضوعات سورة «ص» والسور الخمس في مجموعة «الراآت» (ظ: ن.د، إبراهيم، سورة؛ أيضاً ظ: النيسابوري، ن.ص؛ الطباطبائي، 8 / 2، 18 / 6).
كما أن المحور الموضوعي لسورة الأعراف هو نفس المحور الموضوعي المشترك بين سورتي البقرة وآل عمران المدنيتين، أي «الأساليب العملية لتعامل المسلمين مع الكفار» الذي جرى توضيحه والتأكيد عليه في هذه السورة أيضاً نظراً للأهمية الخاصة والمصيرية لتعامل المسلمين مع اليهود في كل زمان ومكان بنفس الأرضية الموجودة في سورة البقرة (ظ: ن.د، آل عمران، سورة)، والتي ارتطبت أيضاً بالمحور الموضوعي لسورة «ص» الذي هو القصص القرآني (ظ: الأعراف / 7 / 1-9، 59-93؛ قا: ص / 38 / 12- 48؛ أيضاً ظ: الآلوسي، 8 / 74؛ الطباطبائي، 8 / 2-4).
و من بعد الحروف المقطعة، تبدأ سورة الأعراف بمقدمة موجزة قائمة على التعريف بالقرآن الكريم، وتبيان مهمة رسالة النبي المكرم (ص)، والدليل العملي لأهل الإيمان مع أعداء الله، ومعاملة الماضين للأنبياء، وعاقبتهم الدنيوية والأخروية، والإشارة إلى يوم الجزاء والبعث (7 / 2-9)؛ وتتناول بالتفصيل الموضوع الخاص لخلق أول إنسانين وانخداعهما بإبليس وخروجهما من رياض الجنة وكيفية بدء الحياة الأرضية للإنسان، وتبين بشكل ضمنـي وبعبارة «يا بني آدم» المتكـررة الخاصة بهذه السـورة (ظ: 7 / 26، 27، 31، 35؛ أيضاً ظ: عبدالباقي، 24)، مجموعة من المعارف الأساسية في الدين؛ وكما هو الحال في سورة البقرة (2 / 38-39)، وبعد إيراد قصة آدم وإبليس، تورد تقسيم بني البشر الدائمي إلى فريقين: أتباع الأنبياء وأعداء الأنبياء (7 / 35-36)، وتتناول حال الإنسان عند الموت و من بعده في عالم البرزخ، وتقدم لدى تفصيلها الموضوع، حوارات بين أصحاب الجنة وأصحاب النار، فتتحدث عن موضع «الأعراف» (ن.ع) و«أصحاب الأعراف» وحوارات أصحاب الأعراف مع أصحاب الجنة وأصحاب النار (7 / 46-50). وتذكر القرآن الكريم بوصفه الكتاب الذي فُصل تحت إشعاعات العلم الإلٰهي بغية هداية رب العالمين ورحمته الخاصة تجاه أهل الإيمان. وتصف البعث بأنه يوم ظهور تأويل القرآن وزمان خسران غير العارفين بالقرآن وحرمانهم (7 / 52-53). 
وتعود مرة أخرى إلى بدء خلق السماوات والأرض وتحدد هداية وضلال المخلوقين في إقامتهم العلاقة مع خالقهم. و من خلال تمهيد يشتمل على تمثيل السحاب وهطول المطر بشكل متساوٍ وتأثيره المتباين في البلد الطيب والبلد الخبيث (7 / 57- 58)، تبدأ بسرد سلسلة حكايات الأنبياء الماضين مع أقوامهم، فتتناول قصة قوم نوح وقوم عاد وقوم ثمود وقوم لوط وقوم شعيب؛ وتذكر بالدعوة الواحدة لأنبياء الله ووحدة هدفهم وتصف النهاية المتشابهة والمشتركة لمناوئيهم، وأخيراً تُجمل في 9 آيات (7 / 94-102) هذا المسار الطويل من تاريخ حياة بني آدم في هذا العالم. ثم تعرّج على أكثر الشروح تفصيلاً لقصة موسى (ع) في القرآن وتبين في البدء تعامل فرعون وقومه معه (7 / 103-136)، ومن ثم تبين وبشكل مفصل تعامل بني إسرائيل مع موسى (ع) والمصاعب التي واجهت دعوته بشكل خاص (7 / 137-171). وتذكّر بعهد «ألستُ» (ن.ع)، وبموجبه تعدّ كل واحد من بني آدم مسؤولاً عن شركه وإيمانه (7 / 172-173)؛ وتأتي بمثل لسوء عاقبة المكذبين بالأنبياء (7 / 175- 178)، ارتبط هذا المثل في كتب الحديث والتفسير بقصة بلعم بن باعور (ن.ع) (كمثال، ظ: الطبرسي، 3 / 449-501؛ الخازن، 2 / 149-152). وإثر ذلك تتناول بالتحليل مسألة الهداية والضلالة المعقدة وكيفية ظهور هؤلاء الغافلين بين الناس (7 / 178-186). وخلال ذلك و لكي تجنِّب العباد الشرك بالله سبحانه، تشير في آية إلى أسماء الله الحسنى ومكانتها (7 / 180)، حيث ينقل المفسرون عادة في تفسيرهم هذه الآية، الأحاديث المشتملة على الأسماء الحسنى، ويوردون الأسماء التسعة والتسعين لله تعالى (ظ: الطبرسي، 3 / 502-503؛ الخازن، 2 / 153-154). 
وعندها تأتي الإشارة إلى قيام الساعة وزمان وقوع القيامة والتي علمها خاص برب العالمين، و لم يُنبَأ بها حتى النبي المكرم (ص) (7 / 187- 188)، ثم تتناول السورة تمثيلاً آخر ذا علاقة بظاهرة الشرك (7 / 189-190) له شكل قصصي ويُعدّ من معضلات تفسير القرآن (ظ: الطبرسي، 3 / 508-510؛ الخازن، 2 / 157-159؛ الطباطبائي، 8 / 390-393)؛ ثم تتناول مرة أخرى مسألة شرك المشركين وشركائهم الكاذبين وشقائهم وعجزهم، وأخيراً تنتهي السورة بخاتمة منسجمة ومتناغمة مع مقدمتها (7 / 199-206) مشتملة على الآية الشهيرة «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين»، وتلخيص للموضوعات المفصلة في السورة استناداً إلى محورها الموضوعي وتبيان مكانة القرآن وطريقة التعامل معه: «وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون»، وأدب المناجاة مع الله تعالى والإشارة إلى العبادة والتسبيح والسجود المتواصل للملائكة بين يدي الله تعالى.
ولسورة الأعراف ارتباط وتناسق ملحوظان مع السورة المجاورة لها، أي سورة الأنعام التي تُعدّ قرينتها أيضاً، من حيث الموضوعات والمضامين ولحن البيان والعبارات والآيات و قد أشار بعض المفسرين إلى عدد من أشكال هذا التناسق (ظ: السيوطي، تناسق...، 87- 88؛ الآلوسي، 8 / 74). وفضلاً عن ذلك، فإن علاقة الإجمال والتفصيل بين سورتي الأنعام والأعراف ملحوظة، بحيث تذكِّر بعلاقة الإجمال والتفصيل القائمة بين سورتي البقرة و آل عمران (أيضاً ظ: السيوطي، ن.ص؛ قا: قطب، 3 / 1244-1245). 
ومنذ القدم، فقد سُميت الآية 54 من سورة الأعراف وبسبب وجود كلمة «مسخَّرات» فيها، وكذلك مضمونها، بـ «آية السُّخْرة» وأوصي بتلاوتها عند الضيق توسلاً وتمسكاً (ظ: ابن فهد، 275-276). كذلك أوصي بالمواظبة على تلاوة سورة الأعراف بأكملها مرة كل شهر، بل مرة في كل أسبوع (ظ: المجلسي، 86 / 349، 89 / 276؛ قا: الفيروزآبادي، 1 / 221).

المصادر

الآلوسي، محمود، روح المعاني، تق‍ : محمود شكري الآلوسي، بيروت، 1372ه‍ ؛ ابن الجوزي، عبد الرحمان، فنون الأفنان، تق‍ : محمد إبراهيم سليم، القاهرة، 1408ه‍ / 1988م؛ ابن فهد الحلي، أحمد، عدة الداعي، قم، مطبعة حكمت؛ الأندرابي، أحمد، الإيضاح، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ الخازن، علي، لباب التأويل، بيروت، دار المعرفة؛ دروزة، محمد عزة، التفسير الحديث، القاهرة، 1381ه‍ / 1962م؛ راميار، محمود، تاريخ قرآن، طهران، 1362ش؛ السيوطي، الإتقان، تق‍ : محمـد أبـو الفضـل إبراهيـم، القاهـرة، 1387ه‍ / 1967م؛ م.ن، تنـاسـق الـدرر، تق‍ : عبد القادر أحمد عطا، بيروت، 1406ه‍ / 1986م؛ م.ن، الدر المنثور، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ م.ن، «لباب النقول»، مع تفسير الجلالين، إستانبول، 1342ه‍ ؛ الطباطبائي، محمد حسين، الميزان، طهران، 1389ه‍ ؛ الطبرسي، الفضل، مجمع البيان، صيدا، 1354ه‍ ؛ عبد الباقي، محمد فؤاد، المعجم المفهرس، القاهرة، 1364ه‍ ؛ الفيروزآبادي، محمد، بصائر ذوي التمييز، تق‍ : محمد علي النجار، القاهرة، 1383ه‍ ؛ القرآن الكريم؛ القرطبي، محمد، الجامع لأحكام القرآن، بيروت، 1965م؛ قطب، سيد، في ظلال القرآن، بيروت، 1402ه‍ / 1982م؛ المجلسي، محمدباقر، بحار الأنوار، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ النيسابوري، الحسن، «غرائب القرآن»، مع تفسير الطبري، القاهرة، 1327ه‍ ‍؛ الواحـدي، علي، أسبـاب النـزول، تق‍ : السيد الجميلي، بيروت، 1405ه‍ / 1985م          

محمد علي لساني فشاركي / م.
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: