اعتماد الدولة الطهراني

اِعْتِمادُ الدَّوْلَةِ الطَّهْرانيّ، غيـاث الدين محمـد، الشهير بغياث بـك (تـ 1031ه‍ / 1622م)، رئـيس ديوان بـلاطـي أكبـر وجهانگير من الملوك الكوركانيين في الهند. و كان أبوه الخواجه محمد شريف وزيراً على يزد وأصفهان ضمن جهاز ديوان الشاه طهماسب الأول الصفوي، وكان ينظم الشعر متخلصاً بهجري (الرازي، 3 / 67-69؛ الأوحدي، 1170).
وعقب وفاة أبيه (984ه‍ / 1576م)، توجه غياث الدين بك إلى الهند. وخلال سفره ذاك سرقت أمواله، فوصل قندهار بمشقة (شاهنوازخان، 1 / 128-129؛ خوافي‌خان، 1 / 263). بعدها و بتوصية من ملك مسعود التاجر رئيس القافلة التي كانت ترافقه إلى الهند دخل فتح پور العاصمة الجديدة لأكبرشاه، وبتوصية منه أيضاً والذي كانت له من قبل معرفة بالملك الكوركاني، انبرى للعمل في جهاز ديوانه (شاهنوازخان، ن.ص؛ معتمدخان، 58). و في 1003ه‍ / 1595م، أسند إليه ديوان كابل. ثم أصبح على رأس ديوان البيوتات و هو في منصب «هزاري» (قائد ألف جندي) (شاهنوازخان، ن.ص؛ أبو الفضل، 3 / 670).
وبعد وفاة أكبر شاه (1014ه‍ / 1605م)، بلغ غياث بك لدى الملك الجديد، جهانگير أيضاً منصباً رفيعاً، وأسندت إليه في نفس السنة وبلقب اعتماد الدولة (ن.ع) «وزارة نصف الممالك المحروسة»، ونال منصب «هزار و پانصدي» (قائد ألف وخمسمائة جندي) (توزك...، 14؛ حسيني، 72)، لكنه و في 1016ه‍ / 1607م، عندما اعتقل ابنه الأكبر محمد شريف بتهمة التآمر على جهانگير وأُعدم، أقيل اعتماد الدولة أيضاً عن منصبه وسجن، لكنه أطلق سراحه من السجن بعد فترة بدفعه 200 ألف روبية (شاهنوازخان، ن.ص).
و في 1020ه‍ / 1611م، و إثر زواج جهانگير بنور محل (نور جهان بيگم)، ابنة اعتماد الدولة، ازدادت حظوة أبيها لدى الشاه وسرعان ما أصبح الوزير الأعظم ونال منصب «دوهزاري» (قائد ألفي جندي) (توزك، 114؛ حسيني، 143-144؛ ياسين، 821). وفي 1027ه‍ / 1618م، أضيف «صوبه داري بنجاب» (حكم البنجاب) أيضاً إلى مشاغله على الرغم من أن صهره قاسم خان كان يحكمها نيابة عنه (توزك، 255). ومنذ ذلك الحين، استغلّ اعتماد الدولة نفوذه على جهانگير، فطرد مناوئيه من البلاط. وبعد أن ترقى حتى بلغ منصب «7 هزاري» (قائد سبعة آلاف جندي) (ظ: ن.م، 158، 182)، توفي في 1031ه‍ و هو في طريقه إلى كشمير برفقة جهانگير (ن.م، 382، 386). و ماتزال مقبرته التي بنيت بأمر من ابنته نورجهان بيگم قرب أغره قائمة حتى اليوم (برن،179).
وعقب وفاة اعتماد الدولة، ظل أبناؤه وأحفاده لسنوات أصحاب نفوذ في الجهاز الحاكم للكوركانيين، فقد نال أحد أبنائه المدعو آصف خان (ن.ع) مناصب سياسية وعسكرية في حكومة جهانگير. كما حكم ابنه الآخر إبراهيم خان، الملقب بـ «فتح جنگ» في بيهار والبنغال (ظ: شاهنوازخان، 1 / 135-139). 
كان اعتماد الدولة خطاطاً، كما كان يحب الأدب الفارسي، وقد عرّف الكثيرين من الشعراء الناطقين بالفارسية على بلاط جهانگير، نال من بينهم طالب الآملي منصب ملك شعراء البلاط (الرازي، 3 / 70؛ فخر الزماني، 550-551، 919-920).

المصادر

أبـو الفضـل العلامـي، أكبر نامـه، تق‍ : عبد الرحيم، كلكتـا، 1886م؛ الأوحدي البلياني، محمد، عرفات العاشقين، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ توزك جهانگيري، تق‍ : محمد هاشم، طهران، 1359ش؛ حسيني، كامگار، مآثر جهانگيري، تق‍ : عذرا علوي، الهند، 1978م؛ خوافي خان، محمد هاشم، منتخب اللباب، تق‍ : كبير الدين أحمد وغلام قادر، كلكتا، 1869م؛ الرازي، أمين أحمد، هفت إقـليـم، تق‍ : جـواد فـاضـل، طهـران، 1340ش؛ شـاهنـواز خـان، مـآثـر الأمـراء، تق‍ : عبد الرحيم، كلكتا، 1888م؛ فخر الزماني، عبد النبي، تذكرۀ ميخانه، تق‍ : أحمـد گلچين معاني، طهـران، 1362ش؛ معتمدخان، إقبـال نامۀ جهانگيـري، تق‍ : محمد رفيع، الله آباد، 1931م؛ وأيضاً:

Burn, R., «Jahangir», The Cambridge History of India, New Delhi, 1987, vol. IV; Yasin, M., «Jahangir and Nurjahan», The Indian Historical Quarterly, New Delhi, 1938, vol. XIV.
مجيد سميعي / م