الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / اعتضاد السلطنة /

فهرس الموضوعات

اعتضاد السلطنة


تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/17 ۱۳:۳۵:۲۱ تاریخ تألیف المقالة

اِعْتِضادُ السَّلْطَنَة، علي قلي خان (1234- 1298ه‍ / 1819-1880م)، من الأمراء العلماء والمجددين في أواسط العصر القاجاري، والابن الرابع والخمسون لفتح علي شاه، والذي أسدى من خلال تولّيه وزارة العلوم ورئاسة إدارة الطباعات ومديرية دار‌التأليف الحكومية، خدمات قيمة لنشر الثقافة ودعم العلماء وتنوير الأفكار وتوجيه العقول نحو العلوم الجديدة. و قد ذكرت أغلب المصادر ولادته في 1234ه‍ ، لكن إذا كانت رواية ديوان بيگي (2 / 1291) التي تقول إن علي قلي ميرزا لم‌ يكن قد تجاوز الثالثة عشرة عند وفاة أبيه (1250ه‍(، صحيحة، فإن ولادته كانت في 1237ه‍ / 1822م. وكانت والدة علي قلي ميرزا، المسماة گل پيرهن خانم من أرمن تفليس في الأصل (بامداد، 2 / 442)، وكان لها ابنان آخران هما عباس قلي ميرزا ونور الدهر ميرزا وبنت باسم خاور سلطان خانم (نوائي، 2 / 1294). 
ومنذ طفولته كانت لعلي قلي ميرزا رغبة شديدة وشغف بالتعلم، و لم ‌يكن ليسأم القراءة والكتابة على الإطلاق (يغمائي، 6). و قد أوكل أمر تربيته وتعليمه في البدء إلى الميرزا نظر‌علي حكيم باشي، واتجه بعدها لقراءة الكتب الفارسية ودواوين الشعراء القدماء والمعاصرين وعندها انبرى لدراسة الجغرافيا والفلك وبقية العلوم المتداولة. وكان مايزال شاباً عندما تولى بأمر من محمد شاه، ابن شقيقه منصب موظف ووزيرٍ ومديرٍ مالي لدى مهد عليا زوجة الشاه و أم ناصرالدين ميرزا ولي العهد. وبعد فترة وجيزة، أسند إليه محمد شاه حكومة خلخال؛ لكنه لم يتخلَّ عن إدارة أمـوال الملكة وأرسل شقيقه ــ عبـاس قلـي ميـرزا ــ إلـى تلك المدينة بدلاً منه (هدايت، رضا قلي، 10 / 561-562). وشيئاً فشيئاً أدركت مهد عليا التي كانت امرأة ذكية وواعية، علم وحميمية علي قلي ميرزا و وفائه، فجعلته في عداد المقربين منها ونشأت بين الاثنين علاقة وثيقة (يغمائي، ن.ص). 
ولما توفي محمد شاه، وقبل أن يأتي ولي العهد، ناصر الدين ميرزا من تبريز إلى طهران، تسلمت مهد عليا زمام أمور البلاد وكانت تدير شؤونها بمساعدة اعتضاد السلطنة (سپهر، 3 / 5؛ خورموجي، 36-37)، ولما كان أغلب رجال الحكم يرغبون بعزل الحاج الميرزا آقاسي، فقد اضطرته مهد عليا إلى الاستقالة وكانت تريد وبدعم من علي قلي تعيين أحد الذين تثق بهم، أي الميرزا آقاخان نوري صدراً أعظماً؛ إلا أن هذه الخطة لم تُنفذ، وأصبح اعتضاد السلطنة موضع سوء ظن الملك الجديد وصدر أعظمه أمير كبير (إقبال، 54؛ بامداد، 2 / 443). ولهذا، فالبرغم من أنه وعلى مدى فترة الصدارة العظمى لأمير كبير التي استمرت 3 سنوات، كان يعيش مكرّماً، لكنه لم يتسلم منصباً مهماً و لم يسند إليه عمل خطير (إقبال، ن.ص؛ يغمائي، 9). 
و في هذه الفترة وجد علي قلي ميرزا فرصة أكبر ليبادر إلى اكتساب العلوم الجديدة، وبذلك زاد من مستوى معلوماته وعلمه بحضوره مجالس الأساتذة، وكذلك من خلال مجالسته المتواصلة للعلماء؛ كما جمع لنفسه مكتبة ضخمة وقيمة. وهكذا، وقبل أن يتم فترة شبابه سلك طريق أهل العلم وشرع بالتأليف (إقبال، 55). ومن مشاهير معلميه كان الميرزا عبد الرحيم الهروي الذي أصبح فيما بعد في عداد أتباع الميرزا علي محمد الباب. و قد غدا عبدالرحيم هذا فيما بعد مدعاة لإثارة مشاكل لاعتضاد السلطنة؛ ذلك أنه عندما حان وقت اعتقال مؤيدي الباب، طُلب إلى اعتضاد السلطنة تسليم الميرزا عبد الرحيم الذي كان قد توارى عن الأنظار، فاضطر إلى تسليمه بادئ الأمر خوفاً من أمير كبير؛ لكنه توسط وتشفع إليه، فعُفي عن ذنبه (خورموجي، 113؛ نوائي، ن.ص). ولما عُزل أمير كبير وقُتل، دخل معارضوه ومنهم اعتضاد السلطنة المجال السياسي تدريجياً. و لم يمض طويل وقت حتى تسلم علي قلي ميرزا مناصب عديدة مثل وزارة العلوم ورئاسة دار الفنون. و في شعبان 1272‍ مُنح لقب اعتضاد السلطنة (خورموجي، 163؛ بامداد، ن.ص). و في هذه السنة، أو السنة التي تلتها أسند إليه منصب رئاسة مدرسة دار الفنون (يغمائي، 12؛ اعتماد السلطنة، المآثر...، 1 / 42). وطوال فترة توليه رئاسة دارالفنون أسدى خدمات قيمة في سبيل تطوير هذا المركز العلمي المهم الذي كان له دور في الارتقاء بالمستوى العلمي في البلاد؛ حتى إنه أرسل في 1275ه‍ / 1859م مجموعة من خريجيها إلى أوروبا لإكمال دراستهم (بامداد، ن.ص؛ مستوفي، 1 / 86). ومهما يكن، فإن كفاءة اعتضاد السلطنة وخبرته في هذا المجال أديا إلى أن تُسند إليه وزارة العلوم الحديثة عند تأسيسها في 1276ه‍ / 1860م. و في هذا المنصب أيضاً قام اعتضاد السلطنة بخدمات كثيرة. و قد أصدر في تلك الفترة عدة صحف ونشر فيها مقالات باللغة الفرنسية. وواصل إرسال طلاب الجامعات إلى أوروبا وبذل جهوداً لتعرف الشباب على الحضارة الحديثة. وأنشأ في دار الفنون مختبراً مجهزاً وحفز معلمي الفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية إلى إعداد بعض المواد الكيميائية في البلاد (يغمائي، 5، 16-17). 
و من بين خدمات اعتضاد السلطنة الأخرى، مدُّ خطوط التلغراف في إيران. و قد طرح موضوع هذا الاختراع ملكم خان الذي كان من بين مدرسي دار الفنون وتناهى خبره إلى أسماع الشاه؛ فكلّف اعتضاد السلطنة بأن يبادر بمساعدة ملكم خان وكرسيس النمساوي، المعلم الآخر في دار الفنون، إلى توفير المعدات والأجهزة اللازمة لمدّ خط التلغراف في طهران. وبذلك تم في 1274ه‍ / 1858م، مدّ خط التلغراف بين قصر الشاه وحديقة لاله زار (خورموجي، 236؛ أفشار، سواد... ، 231-232). وبعد عدة أشهر كُلف اعتضاد السلطنة بمد خط التلغراف بين طهران وسلطانية مصيف القاجارية، فنجح في ذلك (ن.ص؛ اعتماد السلطنة، تاريخ، 3 / 1815؛ يغمائي، 12-13). و قد تحدث اعتضاد السلطنة نفسه عن هذه الجهود بشكل مفصل (ظ: ن.ص). وفي 1276ه‍ ، كُلف بمدّ خط التلغراف إلى تبريز، فأنجز ذلك العمل في رجب 1277 / كانون الثاني 1861، وعُين الميرزا جواد خان سعد الدولة رئيساً لدائرة التلغراف في تبريز (م.ن، 14-15). وبسبب هذه الجهود، و على الرغم من أن اعتضاد السلطنة لم ‌يكن على دراية بفن التلغراف، فقد أسندت إليه وزارة التلغراف العامة عندما أنشئت في 1294ه‍ (أفشار، ن.م، 233-234). ويبدو أن آخر خدماته في مجال توسيع نطاق التلغراف في إيران كان إنشاء خط آخر من بوشهر إلى جلفا وإنشاء خط إلى جيلان (اعتماد السلطنة، تاريخ، 3 / 1887؛ روزنامه...، 1 / 492).
وبعد إنجازه هذه الخدمات المهمة التي كانت بأسرها جديدة في إيران حظي اعتماد السلطنة بالاهتمام أكثر من ذي قبل؛ بحيث كُلف في 1283ه‍ / 1866م فضلاً عن مناصبه السابقة، بإدارة الشؤون الخاصة بالصناعة والتجارة والمعادن. و قد ذكر اعتماد السلطنة مناصبه في تلك السنة على النحو التالي: وزارة العلوم والصناعة والتجارة، رئاسة مدرسة دار الفنون ودائرة التلغراف، رئاسة مديرية المناجم، إدارة الصحف الحكومية العلمية، إدارة مطابع طهران والولايات، إدارة المعامل، حكم ملاير وتويسركان (ن.م، 3 / 1884-1885). وكان قد أسند إليه حكم هاتين المدينتين لأجل أن ينفق ضرائبهما ودخلهما في دار الفنون (خورموجي، 300). كما أن حكم بروجرد أيضاً كان بعهدته لفترة (اعتماد السلطنة، المآثر، 1 / 58). 
و في 1291ه‍ / 1874م، عاد ناصر الدين شاه وحصر الأجهزة الحكومية في 6 وزارات وأوكل أمر وزارة العلوم وبعض الدوائر الأخرى إلى اعتضاد السلطنة (م.ن، تاريخ، 3 / 1933، 1953). وفضلاً عن ذلك كان يستخدم أساليب حكيمة في تنظيم الأمور التجارية والحرفية وكان من خدماته الجليلة والمبتكرة في هذا المجال، وضع حدود لأنشطة الأصناف المتنوعة مثل مجلّدي الكتب وباعة الورق وباعة الكتب (يغمائي، 19). 
وكانت السنوات الأخيرة من حياة اعتضاد السلطنة مصحوبة بإجلال وشهرة واسعة. ففي هذه الفترة كانت وزارة العلوم وجميع الدوائر العلمية والثقافية في البلاد تقريباً تحت تصرفه وإشرافه. فحينما أصبح اعتضاد السلطنة وزيراً للعلوم، لم‌تكن في هذه الوزارة أية تنظيمات ومؤسسات (مستوفي، 1 / 87؛ ظل السلطان، 176)، لكنه لم يتوان عن السعي و حسب، بل بعث فيها النشاط 
و الحيوية ووسعها. كما كان يكلف أحياناً بمهام أخرى مثل الإشراف على تطعيم الأطفال بلقاح الجدري في جميع أرجاء البلاد (اعتماد السلطنة، ن.م، 3 / 2008). و من المهام الأخرى لاعتضاد السلطنة توليه إدارة بناء الديوان ومديرية دار التأليف ورئاسة دائرة الطباعات (م.ن، المآثر، 1 / 44، 46). وكان يُسنِد بعض مناصبه أحياناً إلى آخرين، ومنها أنه كان قد أسند مسؤولية دار‌التلغراف إلى مخبر الدولة وإدارة المدارس إلى نيِّر الملك (صفائي، 176). 
وعندما أسس ناصرالدين شاه دار الشورى الكبرى في 1288ه‍، كان اعتضاد السلطنة أيضاً من بين أعضائها الأصليين (يغمائي، ن.ص؛ بامداد، 2 / 446). و في 1290ه‍ / 1873م، ذهب إلى أوروبا برفقة الشاه، وعقب عودته ــ وعندما أُسس في صفر 1291‍ / نيسان 1874 بإشارة وتشجيع من الميرزا حسين خان سپهسالار، مجلس باسم «تنظيمات حسنة» ــ كُلف بتنفيذ هذا المشروع، ثم عُين بمنصب رئاسته العامة (آدميت، 218-219؛ يغمائي، 19-20). وجدير بالذكر أنه كان يدعم دائماً البرامج الإصلاحية للميرزا حسين خان سپهسالار أيضاً (آدميت، 251). 
وأخيراً و في ليلة عاشوراء في 1298ه‍ / 12 كانون الأول 1880 توفي اعتضاد السلطنة بطهران ودفن جثمانه في الصحن الشمالي لحرم السيد عبد العظيم (اعتماد السلطنة، المآثر، 1 / 262؛ هدايت، مهدي قلي، 109). 
وفيما بعد، أي في 1309ه‍ / 1892م، مُنح نجله الوحيد، محمد حسن ميرزا لقب معتضد السلطنة، وأصبح في 1322ه‍ / 1904م حاكماً لجرباذقان وخوانسار وتوفي في 1307ش (بامداد، 5 / 226-227). 
كان اعتضاد السلطنة كاتباً وأديباً ومؤرخاً وكان يكرم العلماء والأدباء والشعراء. وكان هو أيضاً ينظم الشعر ويتخلص بفخري. وكان جمع من مشاهير شعراء وأدباء ذلك العصر يعيشون في كنفه. وكان ممن يرعى سروش والقاآني، وبشكل خاص القاآني الذي وفّر له ــ بتعريفه على مهد عليا ــ ظروف الإقامة الدائمة بطهران (اعتماد السلطنة، ن.ص؛آرين پور، 1 / 95-96)، وعندما غضب أمير كبير على القاآني وأصدر أمراً، فقُطع راتبه، توسط اعتضـاد السلطنة وعيّن الشاعرَ الـذي كان يعرف الفرنسية إلـى حدّ ما، مترجماً (م.ن، 1 / 100). 
و في مجال البحوث العلمية، كان يبدي مرونة. و يشكل مع العلماء جمعيات (اعتماد السلطنة، ن.م، 1 / 261-262)، و قد نظم بعض مشاهير الشعراء قصائد في مدحه (ديوان بيگي، 2 / 1291). وكان خليفته، أي اعتماد السلطنة يعارضه، بحيث اتخذ من ذمّه لقائم مقام ذريعة وانبرى لنقده في صدر التواريخ (ص 146-147). 
كان اعتضاد السلطنة من الوطنيين في العصر القاجاري. وعلى الرغم من توليه وظائف عديدة، إلا أن دوافعه كانت في الحقيقة خدمة الوطن، وكان يتهرب من الاحتيالات السائدة في البلاط. ومع كل النقود التي وجهها رجل الدين المستنير آنذاك، سيّاح لبقية رجالات تلك الفترة، فقد تحدث عنه بلهجة مرضية وقال إن اعتضاد السلطنة كان المسؤول عن دار الضرب ولأنه لم يقدم هدية للشاه فقد عزله أمين السلطان عن عمله، و لم يمضِ طويل وقت حتى هبطت قيمة العملة الإيرانية (ص 78) واستناداً إليه، فإن اعتضاد السلطنة كان يدعم إجراءات الصدر الأعظم القتيل لإيران، أمير كبير ويرى أنه كان وراء إعمار إيران (ص 95). وخلال توليه وزارة العلوم سعى إلى إصلاح الخط الفارسي وراسل آخوند زاده بهذا الشأن، فكان بدوره يكتب إلى وزير العلوم فوائد خطته لإصلاح الخط الفارسي، أو تغييره (آخوندزاده، 94، 219). وكان فرهاد ميرزا معتمد الدولة، الشقيق العالم لاعتضاد السلطنة أيضاً يذكره باحترام على الدوام ويبعث إليه بالكثير من الرسائل (ص 60-61، 67- 68، 149-150). 
و من الآخرين الذين كانوا موضع اهتمام اعتضاد السلطنة ومن مجالسيه ينبغي أن نذكر يغما الجندقي والميرزا طاهر الشعري الأصفهاني والميرزا عبد الرحيم الهروي والميرزا أحمد الطبيب الكاشاني الذي كان بعضهم ينظم الشعر في مدحه (يغمائي، 15). كما دعا الملا علي محمد الأصفهاني، أستاذ الرياضيات القديم للقدوم من أصفهان إلى طهران وانتدبه للتدريس في دار الفنون (اعتماد السلطنة، المآثر، 1 / 268). 
و من وجهة نظر منتقديه، فإن اعتضاد السلطنة لم ‌يكن شخصية مرموقة كثيراً؛ حيث يقول معاصره الرجل الوطني البارز احتشام السلطنة عنه: كان وزير العلوم منغمساً باللهو والملذات (ص 29). كما وضع مجد الملك وجهات نظر اعتضاد السلطنة ونهجه السياسي خلال توليه الوزارة، تحت مجهر الانتقاد و عدّ أعماله ــ تلميحاً وصراحة ــ مدعاة لضحك الأجانب وسخريتهم (ص 45، 59، 63). وهذه الآراء ليست مقرونة بمجملها بالإنصاف والحياد. فقد كان له دور كبير في نشر العلوم والفنون الحديثة وترويج الأفكار الجديدة وطبع الكتب، وقد أسدى خدمات جليلة في هذا المضمار. 
و قد خلّف اعتضاد السلطنة مكتبة قيمة اشتراها بعد وفاته الميرزا حسين خان سپهسالار وجعلها جزءاً من مكتبة مدرسته وهي محفوظة اليوم هناك. وربما اتُهم اعتضاد السلطنة بالبابية بسبب حمله أفكاراً جديدة؛ وبطبيعة الحال، فإن علاقاته ببعض زعماء البابية لم يبق خافياً عن الأنظار. ولهذا وعندما نشبت فتنة الباب وانبرى أمير كبير لقمعها، تمّ مؤاخذة اعتضاد السلطنة من قبل الصدر الأعظم (إقبال، 57- 58). 

آثـاره

1. إكسير التواريخ، و هو تاريخ عام يقع في مجلدين. يبدأ المجلد الأول بكيومرث، أول ملك أسطوري في إيران وينتهي بنهاية العصر الزندي. أما المجلد الثاني والذي هو القسم المهم والقيم من هذا الأثر، فيشتمل على تاريخ أوائل الملوك القاجارية وماضيهم وتواصلت فيه الحوادث حتى السنة الثامنة من حكم محمد شاه. وفضلاً عن ذلك، وردت فيه تراجم علماء وشعراء ومتصوفة ذلك العصر بشكل مفصل تقريباً. و قد تم تأليف المجلد الأول منه خلال رحلته إلى هراة في 1253ه‍ / 1837م بأمر من محمد شاه، بينما دوّن المؤلف المجلد الثاني في 1258ه‍ / 1842م (كيان فر، 25، 27). وإكسير التواريخ هو من المصادر التاريخية الأساسية للعصر القاجاري، غير أن مؤلفه وبغية إرضاء الشاه، ذمّ قائم مقام فيه. وبعد سنوات انبرى اعتماد السلطنة للرد عليه في صدر التواريخ واتهمه بأنه مغرض (ص 146-147). وتوجد من إكسير التواريخ مخطوطتان إحداهما في المكتبة المركزية بجامعة طهران والأخرى في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة. و في السنوات الأخيرة تم طبع المجلد الثاني استناداً إلى مخطوطة جامعة طهران (كيان فر، ن.ص). 
2. المتنبئين، و هو كتاب في ترجمة حياة مدّعي النبوة مثل ماني ومزدك و به آفريد وغيرهم، ينتهي بترجمة حياة الميرزا علي محمد الباب والأعمال التي قام بها، وتكمن أهمية هذا الأثر في جزئه الأخير هذا. ولأن اعتضاد السلطنة كان على علاقة وصداقة بمجموعة من زعماء البابية، وكان هو ولفترة عرضة للاتهام بالتعاون معهم، أقدم على تأليف هذا الأثر لتبرئة نفسه. ومـع هذا، فقد التزم جانـب الإنصـاف لدى بحثـه هذه الواقعـة ولم ينجر إلى المبالغة والتهويل. ونثر هذا الكتاب بسيط وسلس وفصيح وخال من التكلف. و قد حقق عبد الحسين نوائي القسم الأخير منه، وطبعه تحت عنوان فتنۀ باب (طهران، 1351ش). 
3. فلك السعادة، ألفه في دحض آراء المنجمين والكّهان والمعتقدين بعلم الفلك وسعود الكواكب ونحوسها في 3 «أبراج» و «دقيقة» واحدة. و من مضمونه يمكن معرفة أفكار الكاتب الراقية؛ فهو يذم الاعتقاد بسعود الكواكب ونحوسها، خاصة من حيث تأثيرها الضار على الحياة اليومية للناس، و هو يؤمن بأصالة العمل واختيار الإنسان. و قد كتب هذه الرسالة استناداً إلى بحوث نيوتُن ونظراً لآراء العلماء المسلمين المتقدمين وبشكل خاص البيروني والفارابي، واعتبر جميع الأحكام النجومية ترّهات؛ لكن وبعد تأليفه هذا الكتاب ناصبه فريق من الناس العداء (آدميت، 21-23). انتهى تأليف فلك السعادة في 1278ه‍ / 1861م وطبع بطهران في نفس السنة (إقبال، 56-57). 
4. تاريخ وقايع وسوانح أفغانستان، و هو أول أثر من آثار الإيرانيين خلال عهد ناصر‌الدين شاه حول أفغانستان وحوادثها. ألفه اعتضاد السلطنة في 1273ه‍ / 1857م وطبعه بطهران في نفس السنة. ويشتمل الكتاب على جغرافية أفغانستان وقدمها وعنصر الأفاغنة وقبائلهم و قد أظهر المؤلف بتأليفه إياه سعة اطلاعه على الجوانب التاريخية لتلك البلاد (م.ن، 55). أعيد طبع هذا الكتاب في 1365ش بتحقيق هاشم محدث. 
5. ترجمة يك فصل أز الآثار الباقية. ترجم اعتضاد السلطنة هذا القسم إلى الفارسية بمساعدة الملا علي محمد الأصفهاني وكتب له ديباجة. و قد طبع بنفس العنوان بتحقيق أكبر دانا سرشت. 
6. جغرافياي محال مازندران، شحذ اعتضاد السلطنة همته لتأليف هذا الكتاب في سفره في 1285ه‍ / 1868م عندما كان يرافق ناصر الدين شاه إلى كلاردشت. وأغلب نصوصه ترجمات لمواضيع من معجم البلدان ومراصد الاطلاع حول چالوس وكومش (قومس)؛ لكنه أضاف إليه أيضاً موضوعات قيمة. وتوجد لهذا الأثر عدة مخطوطات (منزوي، 6 / 3957). 
7. رسالة در تفصيل رصد خانۀ مراغة، و هي حصيلة زيارته للآثار الباقية من مرصد مراغة و هي تذكار سفره إلى هذه المدينة برفقة ناصرالدين شاه في 1276ه‍ / 1859م. تتضمن الرسالة تاريخ مرصد مراغة والتعريف بالزيجات التي كانت قد كُتبت حتى ذلك التاريخ (م.ن، 1 / 293). 
8. ديوان أشعار، أو جواهر منظومة، اشتهر غالباً باسمه الشعري و «تخلّصه»، أي «فخري» وإن هذا الكتاب الذي يتضمن الغزل والرباعيات وأنواعاً أخرى من الشعر، لم يطبع حتى الآن. وتحفظ مخطوطاته في المكتبة رقم 1 لمجلس الشورى الإسلامي و في المكتبة المركزية لجامعة طهران (المركزية، 12 / 2596؛ منزوي، 3 / 2460).
9. تنبيه الخواص في مقام الإخلاص، و هو مثنوي عرفاني يقع في حوالي 810 أبيات ويتضمن حكاية الكلب وابن آوى. وتتوفر لهذا الأثر مخطوطة واحدة (طاهري، 6 / 617؛ منزوي، 4 / 2732).
10. نامه‌ها يا مكاتبات منظومة، و هو مثنوي على غرار فرهاد وشيريـن لـوحشي البافقي. و له عـدة مخطوطات في المكتبة رقـم 1 لمجلس الشورى الإسلامي ومكتبة آستان قدس رضوي (م.ن، 4 / 3268-3269). 
11. سرگذشت إمام زادگان شهر ري، في ترجمة السيدين عبد العظيم وعبد الله الأبيض (الشهير بإمام زاده عبد الله). توجد مخطوطات عديدة لهذا الأثر (ظ: ملي، 6 / 53؛ ملك، 9 / 199، 201). 
12. رسالة سؤال و جواب با حاجي محمد كريم خان شيخي (ملي، ن.ص). 
13. رسالة در أوقاف ووقفهاي لازم در قرآن (ن.ص). 
14. رسالة گفت و گو با أمير نظام گروسي در قرية حصار بوعلي (ن.ص). 
15. منظومة قصيرة في 200 بيت حول بوذاسف و بلوهر موجودة في ديوان شعره. 
16. مجموعة مخطوطة ضخمة توجد في المكتبة رقم 1 لمجلس الشورى الإسلامي تتضمن رسائل وكتباً ومذكرات عديدة (أفشار، «جنگ...»، 718)؛ ونشرت أجزاء قصيرة من هذه المجموعة في مجلات مختلفة منها جهان نو (س 3، عد 1). 
17. مجموعة مخطوطة ضخمة أخرى محفوظة اليوم في المكتبة رقم 2 لمجلس الشورى الإسلامي (دانش‌پژوه، 2 / 259 وما بعدها). 
18. من الأعمال الأخرى لاعتضاد السلطنة اهتمامه بإعداد خارطة لطهران، حيث أعد هذه الخارطة بمساعدة كرسيس، المعلم في دار الفنون ومعاونة طلابه في تلك المدرسة، ثم طبعها (سيفي، 66؛ كريمان، 218). و في 1305ه‍ / 1888م أعيد طبع هذه الخارطة بشكل أكمل (م.ن، 224). 
وكان من الخدمات القيمة الأخرى لاعتضاد السلطنة إنشاء دائرة بهدف تأليف وتدوين دائرة معارف موسعة. و قد أُلّف هذا الأثـر الذي ظل ناقصاً ــ و إن ما دوّن منه حمل عنـوان نامۀ دانشوران ــ بأقلام أربعة من أشهر علماء ذلك العصر، أي شمس العلماء الشيخ محمد مهدي عبدرب‌آبادي والميرزا أبو الفضل الساوجي والملا عبد الوهاب القزويني والميرزا حسن الطالقاني (آرين پور، 1 / 196- 198). ويضم هذا الأثر تراجم العلماء في المجالات العلمية المتنوعة. 
وكانت جمعية دار التأليف منذ سنة تأسيسها، أي 1294ه‍ / 1877م وإلى 1298ه‍ / 1881م عندما كان اعتضاد السلطنة مايزال حياً، تحت إشرافه، وأصبحت بعد وفاته تحت إشراف محمد حسن خان اعتماد السلطنة، وزير الطباعة التالي (م.ن، 1 / 200؛ اعتماد السلطنة، المآثر، 1 / 174). 
ويقال إن اعتضاد السلطنة كان قد بذل جهداً كبيراً أيضاً في إصدار أول ترجمة لرسالة ديكارت المهمة تحت عنوان گفتار در روش به كاربردن عقل أسوة بغوبينو (آدميت، 17- 18).

الصحف

أسس اعتضاد السلطنة في فترة توليه وزارة العلوم عدة صحف، إذ أنشأ في البدء صحيفة ملت سنيۀ إيران التي صدر العدد الأول منها في 15 محرم 1283ه‍ / 30 أيار 1866م (صدر، 4 / 237؛ يغمائي، 17). و قد حجبت هذه الصحيفة عن الصدور مدة شهرين بعد صدور عددين منها، وعقب ذلك صدر العدد الثالث بعنوان روزنامۀ ملتي في المطبعة الحكومية الإيرانية التي كانت في دار الفنون (صدر، 4 / 237- 238). وكانت هذه الصحيفة تصدر بخط النستعليق الممتاز والطبع الحجري بالقطع الرحلي، وكانت ذات طابع أدبي. و في كل عدد منها كانت تنشر ترجمة لشعراء قدماء ومعاصرين مثل الفردوسي والخاقاني والقاآني وسروش (گلچين، 2 / 632). وصدر من هذه الصحيفة ما مجموعه 34 عدداً. 
وكانت صحيفته الأخرى المسماة روزنامۀ علميۀ دولت عليۀ إيران تصدر ابتداء من أول شعبان 1280ه‍ / 11 كانون الثاني 1864م بثلاث لغات هي الفارسية والعربية والفرنسية (صدر، 4 / 45؛ بامداد، 2 / 447). وكانت هذه الصحيفة أول صحيفة إيرانية تحتوي على بعض المقالات باللغة الفرنسية (اعتماد السلطنة، ن.م، 1 / 161؛ يغمائي، 14). وكان اسمها في العددين الأولين روزنامۀ ملت عليۀ إيران، ثم أصبحت تصدر في الأعداد الثلاثة والخمسين التالية تحـت عنوان روزنامـۀ علميۀ دولـت عليۀ إيـران (بامـداد، ن.ص).

المصادر

آخوند زاده، فتح علي، ألفباي جديد ومكتوبات، تبريز، 1357ش؛ آدميت، فريدون، أنديشۀ ترقي و حكومت قانون، عصر سپهسالار، طهران، 1356ش؛ آرين پور، يحيى، أزصبا تا نيما، طهران، 1355ش؛ احتشام السلطنة، محمود، خاطرات، تق‍ : محمد مهدي موسوي، طهران، زوار؛ اعتماد السلطنة، محمد حسن، تاريخ منتظم ناصري، تق‍ : محمد إسماعيل رضواني، طهران، 1367ش؛ م.ن، صدر التواريخ، تق‍ : محمد مشيري، طهران، 1357ش؛ م.ن، المآثر و الآثار، تق‍ : إيرج أفشار، طهران، 1363ش؛ أفشار، إيرج، «جُنگ اعتضاد السلطنة»، راهنماي كتاب، طهران، 1354ش، س 18، عد 7-9؛ م.ن، سواد و بياض، طهران، 1344ش؛ إقبال الآشتياني، عباس، «اعتضاد السلطنة و ظهور بابيه»، يادگار، طهران، 1324ش، س 2، عد 1؛ بامداد، مهدي، شرح حال رجال إيران، طهران، 1357ش؛ خورموجي، محمد جعفر، تاريخ قاجار (حقايق الأخبار ناصري)، تق‍ : حسين خديوجم، طهران، 1344ش؛ دانش‌پژوه، محمد تقي و بهاء الدين أنواري، فهرست كتابهاي خطي كتابخانۀ مجلس سنا، طهران، 1359ش؛ ديوان بيگي، أحمد، حديقة الشعراء، تق‍ : عبد الحسين نوائي، طهران، 1365ش؛ روزنامۀ دولت عليۀ إيران، طهران، 1370ش؛ سپهر، محمد تقي، ناسخ التواريخ، تق‍ : جهانگير قائم مقامي، طهران، 1351ش؛ سياح، محمد علي، «خاطرات»، مجموعۀ خاطرات و سفرنامه‌هاي إيران، تق‍ : إيرج أفشار، طهران، 1356ش، عد 5 ؛ سيفي قمي تفرشي، مرتضى، تهران در آئينۀ زمان، طهران، 1369ش؛ صدر هاشمي، محمد، تاريخ جرايد و مجلات إيران، أصفهان، 1332ش؛ صفائي، إبراهيم، أسناد نويافته، طهران، 1349ش؛ طاهري شهاب، محمد، «فهرست نسخه‌هاي خطي مجموعۀ طاهري شهاب»، نسخه‌هاي خطي، مجلة المكتبة المركزية لجامعة طهران، طهران، 1348ش؛ ظل السلطان، مسعود ميرزا، خاطرات، تق‍ : حسين خديوجم، طهران، 1368ش؛ فرهاد ميرزا القاجاري، منشآت، طهران، 1321ش؛ كريمان، حسين، تهران در گذشته و حال، طهران، 1355ش؛ گلچين معاني، أحمد، تاريخ تذكره‌هاي فارسي، طهران، 1363ش؛ كيان فر، جمشيد، مقدمة و حواش على إكسير التواريخ لاعتضاد السلطنة، طهران، 1370ش؛ مجد الملك سينكي، محمد، رسالة مجدية، تق‍ : سعيد نفيسي، طهران، 1321ش؛ المركزية، المخطوطات؛ مستوفي، عبدالله، شرح زندگاني مَن، طهران، 1341ش؛ ملك، المخطوطات؛ ملي، المخطوطات؛ منزوي، المخطوطات؛ نوائي، عبد الحسين، مقدمة وحواش على حديقة الشعراء (ظ: هم‍ ، ديوان بيگي)؛ هدايت، رضا قلي، ملحقات روضة الصفا، طهران، 1339ش؛ هدايت، مهدي قلي، گزارش إيران، تق‍ : محمد علي صوتي، طهران، 1363ش؛ يغمائي، إقبال، وزيران علوم و معارف و فرهنگ إيران، طهران، 1375ش      

علي آل داود / م

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: