الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أطفیح /

فهرس الموضوعات

أطفیح


تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/13 ۱۰:۰۰:۵۲ تاریخ تألیف المقالة

أَطْفيح، مدينة صغيرة في مصر الوسطى (الصعيد). تقع هذه المدينة على الضفة الشرقية من نهر النيل على بعد 65كم إلى الجنوب من القاهرة، على خط العرض 29°و25´ شمالاً، و خط الطول 31° و 15´ شرقاً ( البستاني، 14 / 387؛ نصار، 94). وكان اسم المدينة القديم تپ يه، أو پرهاثور نبت تپ يه (بيت‌هاثور سيدة تپ يه) الذي تحول في اللغة القبطية إلى پتپه، و في العربية فيما بعد إلى أطفيح وكان اليونانيون يساوون هاثور بأفروديت إلٰهـة الحب والجمال، لذا أطلقوا على هـذه المدينة اسم أفروديتو ـ پوليس، أو أفروديتو (EI2,I / 735). و في المصادر القديمة وردت إطفيح بكسر الهمزة (ظ: ياقوت، 1 / 311؛ القلقشندي، صبح...، 3 / 393)، وكذلك بشكل إتفيح (ابن حوقل، 1 / 133؛ الهروي، 41؛ ياقوت، 1 / 112؛ القلقشندي، ن.ص). 
والمتوفر من المعلومات عن خلفية أطفيح قليل؛ ويقال إنها كانت مهمة في العهد المسيحي بسبب وجود كنائس عدة فيها ظل عدد منها قائماً حتى القرن 7ه‍ / 13م (EI2 ، ن.ص). ولاتتوفر معلومات مهمة بشأنها في القرون الإسلامية الأولى، سوى أن ذكرها ورد بشكل عابر في حوادث سنة 562ه‍ ، خلال هجوم أسد‌الدين شيركوه من الشام على مصر (ظ: ابن ظافر، 115؛ ابن الأثير، الكامل، 11 / 324، التاريخ...، 132). 
ولأول مرة قدم محمد الوطواط (تـ 718ه‍(، وصفاً موجزاً لهذه المدينة (ص 76). وعلى حد تعبيره، فإن الأطفيحية التي كانت تقع قبل ذلك (في العصر الفاطمي على ما يبدو) تحت حكم والي الجيزة، كانت آنذاك في عداد كور (صفقات) مصر الستين، ويديرها ــ شأنها شأن بقية الكور ــ ثلاثة عمال حكوميين، أي والي الحرب وعامل الخراج والقاضي. وكانت قاعدة هذه 
الكورة أطفيح و هي مدينة عامرة بأسواق مزدهرة ومزدحمة تضم بدورها نواحي عدة (أيضاً ظ: السيوطي، 1 / 26-27). وبسبب وقوعها في أول بلاد صعيد مصر (الهروي، ن.ص)، فقد كانت تعد من محطات نزول القوافل التجارية المتجهة إلى الشام (ابن الدواداري، 9 / 115). وفضلاً عن ذلك، فقد كانت تتمتع من الناحية الزراعية بموقع مهم. وبحسب وثائق العهد الأيوبي، فإن مجموع خراج كورة الأطفيحية سنة 585ه‍ كان 728,59 ديناراً (المقريزي، الخطط، 1 / 87). و قـد ذكر ابن مماتـي (تـ 606ه‍( نواحـي هـذه الكورة من غير ذكر خراجها ومساحتها (ص 102). و في أواخر القرن 7ه‍ ، أصبحت هذه الكورة ضمن المناطق الخاصة بالسلطان المملوكي (المقريزي، السلوك،1(3) / 843). و من بينها كانت مدينة أطفيح حاضـرة هـذه الكورة تدفـع فيمـا بعـد وعلـى عهد ابن دقمـاق (تـ 809ه‍( وبمساحـة تبلغ 290,4 فداناً، خراجاً يعـادل 000,25 دينار، وكانت ماتزال مرتبطة بشكل مباشر بديوان السلطان المملوكي (ظ: ابن دقماق، 1 / 133؛ لمعرفة مقدار خراج بقية نواحي كورة الأطفيحية، ظ: م.ن، 1 / 133-136). والأطفيحية التي اشتهرت في هذه الفترة بالشرقية أيضاً (م.ن، 1 / 128؛ القلقشندي، ن.م، 3 / 376؛ ابن شاهين، 32)، كانت كورة مستقلة استقر واليها برتبة أمير العشرات (تأتي بعد رتبة أمير الطبلخانات) في مدينة أطفيح. و مع ذلك، يستشف من كلام القلقشندي أن هذه الكورة لم تعد لها في عصره أهمية كبيرة، بل كانت تتجه نحو التدهور (صبح، 3 / 376، 393، 4 / 26-27). و الأطفيحية التي كانت بعـد الفتح الإسلامي ــ شأنها شـأن بقيـة مناطـق صعيـد مصـر ــ مسكناً لأرهاط من العرب اللخميين (ظ: ن.م، 1 / 334-335؛ م.ن، قلائد...، 70، نهاية، 53، 166، مخ‍ ؛ المقريزي، البيان...، 59-60)، أصبحت خلال العصر المملوكي ــ ولمرات عديدة ــ عرضة لتمرد الأعراب البدو وفتنهم ومدعاة لقلق الأمراء المماليك (ظ: م.ن، السلـوك، 1(3) / 921، 2(2) / 345، 2(3) / 706، مخ‍(. وخـلال العهـد الخديوي أيضاً بذلت جهود لإحلال الأمن في المنطقة والحيلولة دون هجوم البدو وكذلك تطوير الزراعة بإنشاء قنوات الري وإصلاح الأراضي؛ لكن أطفيح اليوم فرضة صغيرة ذات نشاط محدود، يبلغ عدد سكانها حوالي 000,5 نسمة ( البستاني، ن.ص). 
ومحافظة أطفيح التي تشكلت في 1249ه‍ / 1833م باسم مديرية شرق أطفيح ألحقت سنة 1257ه‍ / 1841م بمديرية الجيزة، وهبطت إلى مستوى مركز بحسب تقسيم أكثر تجزئة. و في 1898م انتقل المركز من أطفيح إلى الصف وعُدّت أطفيح إحدى نواحي مركز الصف في مديرية الجيزة، وماتزال هذه العلاقة الإدارية قائمة (رمزي، 2(1) / 12؛ كشف...، 296). 
كما كان يوجد في أطفيح بعض الآثار القديمة. ففي بداية القرن 7ه‍ و فـي الوجه القبلي، كان هناك موضع يعرف باسم مقـام موسى(ع) وموضع قدميه (الهروي، 41؛ ياقوت، 1 / 311؛ أيضاً ظ: ابن دقماق، 1 / 136). 

المصادر

ابن الأثير، علي، التاريخ الباهر، تق‍ : عبد القادر أحمد طليمات، القاهرة / بـغـداد، 1382ه‍ / 1963م؛ م.ن، الكـامـل؛ ابـن حـوقـل، مـحـمـد، صـورة الأرض، تق‍ : كرامرس، ليدن، 1938-1939م؛ ابن دقماق، إبراهيم، الانتصار، القاهرة، 1310ه‍ / 1893م؛ ابن الدواداري، أبوبكر، كنزالدرر، تق‍ : هانس رويمر، القاهرة، 1379ه‍ / 1960م؛ ابن شاهين الظاهري، خليل، زبدة كشف الممالك، تق‍ : بولس راويس، باريس، 1894م؛ ابن ظافر، علي، أخبار الدول المنقطعة (القسم الخاص بالفاطميين)، تق‍ : أندري فيري، القاهرة، 1972م؛ ابن مماتي، أسعد، قوانين الدواوين، تق‍ : عزيز سوريال عطية، القاهرة، 1411ه‍ / 1991م؛ البستاني؛ رمزي، محمد، القاموس الجغرافـي للبلاد المصرية، القاهـرة، 1954-1955م؛ السيوطـي، حسن المحاضـرة، تق‍ : محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1387ه‍ / 1967م؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشى، القاهرة، 1383ه‍ / 1963م؛ م.ن، قلائد الجمان، تق‍ : إبراهيم الأبياري، القاهرة، 1383ه‍ / 1963م؛ م.ن، نهاية الأرب، بيروت، 1405ه‍ / 1984م؛ كشف أسماء المدن والنـواحـي المعتبرة، القـاهـرة، 1955م؛ المـقـريـزي، أحمـد، البـيـان والإعـراب، تق‍ : عبد المجيد عابدين، القاهرة، 1961م؛ م.ن، الخطط، القاهرة، 1270ه‍ ؛ م.ن، السلوك، تق‍ : محمد مصطفى زيادة، القاهرة، 1942- 1958م؛ نصار، حسين، مقدمة وحواشٍ على النجوم الزاهرة لابن سعيد، القاهرة، 1970م؛ الهروي، علي، الإشارات إلى معرفة الزيارات، تق‍ : ج. سورديل، دمشق، 1953م؛ الوطواط، محمد، مباهج الفكر ومناهج العبر، تق‍ : عبد العال الشامي، الكويت، 1401ه‍ / 1981م؛ ياقوت، البلدان؛ وأيضاً:

 EI2. 
محمد رضا ناجي / م

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: