الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أصیلا /

فهرس الموضوعات

أصیلا


تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/12 ۱۴:۰۰:۴۸ تاریخ تألیف المقالة

أَصيلا، مدينة ساحلية في شمال بلاد المغرب على شاطئ المحيط الأطلسي. ورد اسمها الذي يقال إنها تعني «الجيِّدة» (أبوعبيد، 2 / 792)، في المصادر الإسلامية بأشكال مختلفة منها: أزيلا (أزيلى) (الإدريسي، 2 / 530؛ ليون، 1 / 311؛ ابن حوقل، 1 / 60، 61)، أصيلى (الإدريسي، ن.ص؛ أبو عبيد، 2 / 762)، أصيلة (ابن الفرضي، 249؛ أبوعبيد، 2 / 790؛ الضبي، 328؛ ابن عبد المنعم، 42) وأزيلة (الإصطخري، 39؛ حدود العالم،180؛ الضبي، ابن عبد المنعم، ن.صص)، وأحياناً زيلا (الخوارزمي، 34؛ قا: سهراب، 43: ذيلا). ويبدو أن الحرف «ز» كان متداولاً في اللهجة الإفريقية بدل «ص» (ظ: ليون، ن.ص). كما يبدو أن هذا الاسم مستقىً من كلمة زليس (سترابون، II / 17زيليس، أو زيليا (EI2). 
لاتتوفر معلومات واضحة عن التاريخ العريق لهذه المدينة التي يحتمل أنها كانت في الأصل مركزاً تجارياً فينيقياً (ن.ص؛ أيضاً ظ: البستاني، 14 / 371؛ عصفور، 70). وعدّت مصادر الجغرافيا الإسلامية أصيلا من مدن الإقليم السابع (الخوارزمي، سهراب، ن.صص) التي كانوا يذهبون منها إلى الأندلس. وكانت هذه المدينة من توابع طنجة ويفصلها عن فاس 8 مراحل (الإصطخري، 39، 41، 49؛ ابن حوقل،أيضاً حدود العالم، ن.صص؛ أشكـال العـالـم، 63). و قـد قـدّم أبـو عبيـد البـكـري (تـ 487ه‍( وصفـاً شاملاً لهذه المدينة، فوصفها بأنها مدينة محدثة وأول مدن العدوة من جانب الغرب، كانت تبعد عن طنجة مسافة مرحلة. وكانت مدينة في سهل من الأرض على ساحل البحر وحولها رواب، يحيط بها سور له 5 أبواب؛ ولجامعها 5 بلاطات و هو مطل على البحر؛ وتقع مقبرة المدينة في جانبها الشرقي؛ ومرساها مأمون والمدخل إليه من الشرق. وكان يسكن طرف القبلة وغرب أصيلا مجاميع من قبائل لواتة و هوارة البربرية، و في كلا جانبيها خنادق 
(2 / 790-792؛ أيضاً ظ: ابن عذاري، 1 / 232-235؛ ابن عبد المنعم، ن.ص). واستناداً إلى ابن حوقل (1 / 79، 103-104)، فإن المحاصيل الزراعية لهذه المدينة كالقمح والشعير كانت وفيرة، وكان لسكانها البربر حياة رغيدة في منتهى الوفرة ورخص الأسعار (أيضاً ظ: مؤنس، 585-586؛ ليون، 1 / 312). 
ويرى ابن عذاري نقلاً عن المسالك والممالك لمحمد بن يوسف القروي، المعروف بالوراق (292-363ه‍( الجغرافي الأندلسي أن أصيلا من المدن الساحلية القديمة والعريقة هُدمت بسبب طغيان ماء البحر وأعيد بناؤها فيما بعد (1 / 232)، لكنه لايذكر تاريخ إعادة بنائها (أيضاً ظ: مؤنس، 73-74)؛ برغم أن بعض الروايات التاريخية (مثلاً ظ: الإصطخري، 44؛ أخبار مجموعة، 62) تدل على وجود هذه المدينة عند استيلاء الأمويين على الأندلس. و قد أورد ليون الإفريقي (الحسن الوزان الفاسي) بهذا الصدد، رواية مختلفة وأكثر تفصيلاً. فاستناداً إليه، فإن هذه المدينة كانت قد أُسست على أيدي الرومان، وكان أمير سبتة يحكمها من قِبَلهم. وبعد استيلاء القوط عليها، انتزعها المسلمون في 94ه‍ وظلوا يحكمونها مدة 220 سنة (إلى حوالي سنة 314ه‍(. وعندها هاجمها الإنجليز بإيعاز من القوط بأسطول ضخم وحرقوها وارتكبوا المجازر فيها. فظلت أصيلا بعد ذلك مخربة ومهجورة زهاء 30 سنة، إلى أن أعاد خلفاء قرطبة بناءها بشكل أفضل من السابق. و أصبح سكانها واسعي الثراء ومثقفين ورجال حرب (1 / 311-312). إلا أن أبا عبيد البكري يرجع تأسيس هذه المدينة وإعادة بنائها إلى زمن يسبق ذلك، أي بعد الدخول الثاني للنورمانيين (الروايات الإسلامية: المجوس، أو الأردمانيين) إلى ميناء هذه المدينة. واستناداً إليه، فإنهم جاؤوا إلى المنطقة للمرة الأولى في 229ه‍ بذريعة استخراج الأموال والكنوز، لكنهم بعد تدخل البربر، غادروها إلى إشبيلية في الأندلس. و في المرة الثانية أيضاً وعندما دفعت الرياح سفنهم من الأندلس إلى هذا الجانب، عطبت لهم على باب المرسى من ناحية الغرب مراكب كثيرة (2 / 791-792). ولهذا، ظل هذا الباب وإلى عصر أبي عبيد البكري يسمى باب المجوس. وفيما بعد، بنى الناس في موضع أصيلا رباطاً وأنشأوا مساجد هناك، وانتاب الناس إليه من جميع الأمصار. وفضلاً عن السوق الدائم هناك، فإن الناس كانوا يأتون أيضاً من الأندلس وبقية البقاع ببضائعهم المتنوعة إلى السوق الكبير الذي كان يقام ثلاث مرات في السنة. وشيئاً فشيئاً أنشئت مبانٍ واتجهت المدينة نحو العمران (ن.ص؛ أيضاً ظ: ابن الأثير، 7 / 16-18، 90، الذي تحدث عن هجومين للمجوس على الأندلس في 230و 245ه‍ ؛ اليعقوبي، 354). 
وعلى هذا يبدو أن أصيلا كانت قد ازدهرت على عصر الأدارسة في المغرب الأقصى (172-363ه‍(. وعندما تولى الحكم محمد بن إدريس الحسني في 213ه‍ واستقر في فاس، أسند حكم المدن المحيطة بها إلى إخوته (أبو عبيد 2 / 806؛ قا: ابن أبي زرع، الأنيس...، 51؛ ابن خلدون، 4(1) / 27- 28). ويستفاد من رواية أبي‌عبيد أن أصيلا لم‌ تكن آنذاك قد أصبحت بعد بشكل مدينة جديرة بالاهتمام. ولأول مرة وإثر صراعه مع محمد وبقية إخوته، توجه القاسم بن إدريس إلى أصيلا واستولى عليها؛ فبنى قلعة وقصراً، ويبدو أنه بعد ذلك آثر الزهد والورع وانبرى للتعبد في المسجد الذي بناه في أصيلا على ساحل البحر. و من بعده حكم أصيلا ابنه إبراهيم وكانت له مراسلات مع عمر بن حفصون الذي كان قد ثار في بُبَشْتَر (من الأندلس) على الدولة الأموية. وعقب ذلك تولّى أحفاد القاسم مقاليد الأمور، و من بينهم كان حسن الحجّام يعيّن ولاة عليها (أبو عبيد، 2 / 792، 806-807؛ ابن عذاري، 1 / 233-234؛ ابن أبي زرع، ن.م، 52؛ ابن خلدون، ن.ص). وبعد ذلك بفتـرة، تحـدث جغـرافيون مثل الإصطخـري (ص 41) ومؤلـف حدود العالم (ص 180) عـن أصيلا بوصفها مدينـة كبيرة. 
و في 323ه‍ ، استولى موسى بن أبي العافية الذي كان قد بدأ الدعوة في بلاد العدوة باسم الأمير الأموي في الأندلس عبد‌الرحمان الناصر ومعاداة للفاطميين في إفريقية (ابن حيان، ط مدريد، 5 / 369) على جميع أرجاء مكناس وطرد الأدارسة من فاس وأصيلا وبقية مدن المغرب وهيمن على هذه المنطقة (أبوعبيد، 2 / 792؛ ابن أبي زرع، ن.م، 83-84؛ السلاوي، 1 / 186)، وعقب ذلك عيَّن حاكماً على أصيلا وأطاع الناس والي الأندلس (ابن حيان، ن.م، 5 / 325-326؛ ابن عذاري، 1 / 234).
جدير بالذكر أن أمير هذه المدينة ثار على حكومة الأندلس في 322ه‍ ؛ لهذا أعاد الخليفة الأموي إخضاع المنطقة بإرساله أسطوله بقيادة عبد الملك بن سعيد بن أبي حمامة وعيّن عليها إبراهيم بن العلاء، أحد البربر الأوفياء للأمويين ووضع قوة عسكرية تحت تصرفه (ابن حيان، ن.م، 5 / 347). وبرغم أن مجموعة من المرتبطين بالأدارسة ويُدعون بني ميالة تحركوا في نفس السنة (322ه‍( ــ وبينما كان جيش الأندلس مشتبكاً مع الفاطميين ــ لاستعادة أصيلا، لكن جهودهم لم تثمر (ن.م، 5 / 349). ولهذا أكد ابن أبي العافية المكناسي في 323ه‍ في رسالة بعث بها إلى الخليفة الأندلسي على ضرورة إرسال قوات لحفظ طنجة وأصيلا التي كان لها موقع عسكري معرض للخطر بشكل أكبر (ن.م، 5 / 369-371). لكن مع معاودة الأدارسة هجومهم الذي وقع بعد ذلك بعدة سنوات، وبرغم المساعدة العسكرية لمدينة سبتة التي انضمت إليها بأمر من الخليفة الأندلسي، فقد وقعت أصيلا تحت سيطرة الأدارسة في 326ه‍ (ابن عذاري، 1 / 234-235). وعلى أي حال، فقد تمكن الأدارسة فيما بعد من ترسيخ سلطتهم بوفائهم لحكومة قرطبة. وبامتثال أبي العيش أحمد بن قنون (كنون)، المعروف بالفاضل لأمر عبد الرحمان الناصر، فقد أسند الأخير إليه سبتة وطنجة في 337ه‍ ، فتمركز في أصيلا والبصرة مع بقية الأدارسة (ابن أبي زرع، ن.م، 88؛ قا: ابن القاضي، 1 / 111-112). وهكذا، اقتصرت رقعة الحكم الواسعة لهذه الدولة في المغرب الأقصى بأسره على أصيلا والبصرة في المغرب نتيجة ضغوط القوتين العظميين فاطميي مصر وإفريقية وأمويي الأندلس (ظ: ابن أبي دينار، 76: أصيلة؛ ابن القاضي، 1 / 177). 
وبعـد سنوات، حيث استوسقـت الأمـور لحسن بـن قنـون (حك‍ 343-364ه‍(، خليفة أبي العيش أحمد بعد إعلانه التأييد للفاطميين (ظ: ابن حيان، ط بيروت، 102)، فتح الوزير والقائد الأندلسي، محمد بن القاسم بن طُملس مدينة أصيلا بجيش الأندلس أواخر سنة 361ه‍ ، ودخل المسجد الجامع فيها واقتلع المنبر الذي كان قد أقيم لتوّه باسم معد بن إسماعيل الإمام الشيعي وأحرقه، واقتلع النقش الذي زُخرف باسمه وأرسله مع رسالة إلى الخليفة الأندلسي (ن.م، 90-91؛ ابن عذاري، 2 / 246). وبعد فترة من مراسلة الحَكَم بن المستنصر لقادته بطنجة في جمادى الآخرة 362، وعبد الرحمان بن يوسف بن أرمطيل قائد أصيلا (ظ: ابن حيان، ن.م، 96-97)، هزم حسن بن قنون في المعركة الطاحنة التي دارت رحاها في نفس السنة بينه وبين هؤلاء القادة؛ فأُرسل كتاب فتح المدينة من قبل القوّاد المتمركزين في أصيلا إلى الحكم (ن.م، 102-103؛ ابن عذاري، ن.ص). و مع ذلك، و إلى فترة تلتها، فإن القوات البحرية الأندلسية وباستقرارها في طنجة وأصيلا، فقد بقيت في حالة صراع مع حسن (ظ: ابن حيان، ن.م، 116-136). 
و في أواخر القرن 4ه‍ ، و مع استقرار الأوضاع لزيري بن عطية في المغرب ومعارضته لابن أبي عامر الذي كان قد استولى على الخلافة بالأندلس، سلم ابن أبي عامر حكم المغرب لخادمه واضح وأرسله لقتال زيري، فاستولى على حصن أصيلا وألحق الهزيمة بجيش زيري في أطراف أصيلا (ابن خلدون، 7(1) / 67). وفي فترة ضعف الحكم الأموي وتدهوره هذه، وبينما تسلم سليمان المستعين، نجل الحكم مقاليد الأمور في الأندلس مرة أخرى (403-407ه‍(، أسند حكم مدن من المغرب للعلويين من بني حمود الذين ينتسبون إلى الأدارسة و من بينهم تسلم القاسم بن حمود ولاية أصيلا وطنجة (ابن عذاري، 3 / 113-114؛ ابن الخطيب، أعمال...، 119). 
وبعد ما يقرب من قرن ونصف (أواسط القرن 6ه‍(، تحدث الإدريسي (تـ 560ه‍( عن أصيلا بوصفها مدينة صغيرة ما بقي منها إلا نزر يسير (2 / 530). وعقب ذلك بفترة ليست بالطويلة ذكرها الضبي (ص 328) وياقوت (1 / 302) بوصفها مدينة خربة. وفي 663ه‍ أيضاً قام الفقيه أبو القاسم محمد بن أحمد العَزَفي الذي كان قد تسلم حكم سبتة المستقلة إثر ضعف حكومة الموحدين في المغرب (647-677ه‍(، وبإرساله قوات إلى أصيلا بتهديم مركز المدينة الذي كان قد خلا من السكان، خوفاً من تمركز العدو فيها (ابن أبي زرع، الذخيرة...، 101، الأنيس، 303-304؛ المقري، 2 / 374؛ السلاوي، 3 / 34). 
وبعـد ظهـور الحاكـم المرينـي، الأميـر أبي سالـم إبراهيـم (حك‍ 760-762ه‍( على مسرح الأحداث في المغرب لم يمض طويل وقـت حتى خضعت لسلطته أصيلا ثم طنجة و من بعدها سبتـة (ابن ‌الخطيب، الإحاطة، 1 / 315، نفاضة...، 233-234؛أيضاً ظ: العبادي، 26-27). وهذه الفترة هي التي كان فيها ابن بطوطة قد أمضى عدة أشهر بأصيلا خلال رحلته في مدن المغرب الأقصى (ص 672)، لكنه لم يقدم أي وصف لزيارته إياها. 
ويقال إن التجارة كانت مزد‌هرة في أصيلا خلال القرن 9ه‍ / 15م؛ ذلك أنه عندما حلت الكارثة بالبرتغاليين أمام طنجة في 1437م، كان التجار اليهود والموظفون الجنويون والقشتاليون موجودين هناك، بحيث اتخذ السلاطين الوطّاسيون الفاسيون من أصيلا مركزاً مهماً لهم (EI2). 
ومنذ أواخر حكم المرينيين في المغرب الأقصى (592-957ه‍( يبدأ عهد جديد من تاريخ هذه المنطقة. ذلك أن البرتغاليين سيطروا في هذه الفترة على أغلب موانئ المغرب الأقصى. و في 876ه‍ / 1471م سقطت أصيلا بأيديهم (الزركشي، 158؛ السلاوي، 4(2) / 110؛ قـا: ليـون، 1 / 312)، و نُقـل جميـع سكـانهـا أسـرى إلـى البرتغـال. وخـلال ذلك كـان محمـد الـوطاسي (المعـروف بـالبرتغالي) في السابعة من عمره عندما تولى مقاليد الأمور في فاس (ن.ص). و قد قاد هذا الهجوم ألفونسو الخامس (حك‍ 1438-1481م)، الملقب بالإفريقي وبمساعدة ابنه الذي أصبح فيما بعد ملكاً للبرتغال باسم جان الثاني. وإثر سقوط أصيلا سقطت طنجة هي الأخرى بسهولة بأيدي المهاجمين. و قد بنى الحكام الجدد في أصيلا قلعة حصينة وسجناً وسوراً يحيط بالمدينة بأسرها وماتزال آثار هذه التحصينات باقية حتى اليوم (EI2 ؛ أيضاً ظ: البستاني، 14 / 372-373). 
وبعد تحرره وتسلمه السلطة، حاول السلطان محمد مراراً الانتقام من البرتغاليين واستعادة أصيلا. فهاجمها بجيشه في أول وأخطر هذه الهجمات التي حدثت في 914ه‍ / 1508م وهدم جزءاً كبيراً من أسوار المدينة ودخلها وحرّر جميع الأسرى المسلمين، غير أن المسيحيين تحصنوا بالأبراج، وتمكنوا من النجاة بالاستفادة من الأسطول الصغير الذي وصلهم من البرتغال والذي عُزِّز بسرعة بالأسطول الإسباني الكبير بقيادة پدرو نافارو؛ فاضطر السلطان محمد الوطاسي إلى مغادرة أصيلا، وزاد البرتغاليون من تحصيناتهم في المدينة (ليون، 1 / 313؛ EI2). وعاود سلطان فاس محاولاته لتحرير أصيلا بهجمات شنها في الفتـرة الواقعـة خـلال 914-921ه‍ ، لكنـه ــ استنـاداً إلى ليون الإفريقي (ن.ص) الـذي شارك بنفسه في تلك الهجمات ــ كان يضطر في كل مرة إلى الانسحاب مخلفاً العديد من القتلى. 
و في شعبان 957 / آب 1550 أصدر ملك البرتغال جان الثالث (حك‍ 1521-1557م) أمراً بإخلاء أصيلا بعد إخلائه القصر الصغير بعدة أسابيع، ليجمع كل قوّاته في طنجة وسبتة شمالي المغرب. لذا أصبحت المدينة تحت هيمنة السلطان محمد السعدي (EI2 ؛ البستاني، 14 / 372). 
و في 985ه‍ / 1577م، قام البرتغاليون بقيادة الملك سباستيان (1557- 1578م) باحتلال أصيلا، فنزلت قوات مسيحية فيها، ومن هناك خرجت في 29 تموز 1578 لقتال القوات المراكشية. وعقب ذلك أعادها ملك البرتغال فيليب الثاني الذي تسنم العرش في 1580م إلى السلطان منصور السعدي في 997ه‍ / 1589م. وفيما بعد احتلها الإسبان لفترة، وأخيراً استعادها سلطان المغرب إسماعيل بن علي في 1102ه‍ / 1691م (EI2 ؛ البستاني، ن.ص؛أيضاً ظ: السلاوي، 5 / 78، 119، 7 / 77). ومنذ ذلك التاريخ و ما بعده، عاشت أصيلا فترة هادئة ومظلمة. وعندما احتلها الإسبان للمرة الثانية في 1912م، كانت جزءاً من المنطقة الواقعة تحت نفوذ الشريف الريسوني. وأخيراً أعيدت أصيلا إلى المملكة المغربية في 1956م (EI2 ؛ بريتانيكا، I / 634). 
وتوجد في أصيلا آثار إسلامية عديدة من العصرين السعدي والعلوي مثل باب الحبل والأسوار المحيطة بالمدينة القديمة وباب البحر، وكذلك القصر الذي شيّده مولاي أحمد الريسوني والذي يُعَدّ بصحنه وصالاته وغرفه المزينة والمزخرفة بأشكال هندسية جميلة أثراً رائعاً في العمارة. و من عصر سيطرة البرتغاليين أيضاً توجد صومعة ببناء بديع في أعلى باب البحر يسميه سكان المدينة القمراء. يقال إن ابنة ملك البرتغال قد أمرت ببنائه بغية مشاهدة سواحل بلادها (بن العربي، 57). 
و قد نبغ في أصيلا علماء مشاهير يمكن أن نذكر من بينهم أبا محمد عبدالله بن إبراهيم الأصيلي (تـ 392ه‍( الفقيه والمتكلم وعالم بالحديث (ابن الفرضي، 249؛ الضبي، 327- 328؛ ابن‌عبدالملك، 6 / 252-253). 
و قد ازداد عدد سكان أصيلا، بحسب الإحصاءات الإسبانية من 6 آلاف نسمة في 1935م إلى حوالي 16 ألف نسمة في 1949م، حيث يشكل المسلمون غالبيتهم، وتوجد أقلية يهودية وعدد قليل من المسيحيين أغلبهم من الإسبان (EI2 ؛ قا: بريتانيكا، ن.ص). 

المصادر

ابن أبي دينار، محمد، المؤنس، تق‍ : محمد شمام، تونس، 1387ه‍ / 1967م؛ ابن أبي زرع، علي، الأنيس المطرب، الرباط، 1972م؛ م.ن، الذخيرة السنية، الرباط، 1972م؛ ابن الأثير، الكامل؛ ابن بطوطة، رحلة، بيروت، 1384ه‍ / 1964م؛ ابـن‌حوقل، محمد، صورة الأرض، تق‍ : كرامرز، ليدن، 1938م؛ ابـن ‌حـيـان، حـيـان، المقتبس، تق‍ : شـالميتـا وآخـرون، مـدريـد، 1979م؛ ن.م، تق‍ : عبد‌الرحمان علي الحجي، بيروت، 1384ه‍ / 1965م؛ ابن الخطيب، محمد، الإحاطة، تق‍ : محمد عبد الله عنـان، القاهرة، 1375ه‍ / 1955م؛ م.ن، أعمـال الأعلام ، تق‍ ‍‌: ليفي پروفنسـال، بيروت، 1956م؛ م.ن، نفاضة الجراب، تق‍ : أحمد مختار العبادي وعبد العزيز الأهواني، القاهرة، دار الكاتـب العربـي؛ ابـن خلدون، العبـر؛ ابـن عبدالملك، محمـد، الذيـل والتكملـة، تق‍ : إحسـان عباس، بيروت، 1973م؛ ابن عبـد المنعم الحميري، الروض المعطـار، تق‍ ‍‌: إحسان عباس، بيروت، 1975م؛ ابن عذاري، أحمد، البيان المغـرب، تق‍ : كولن وليفي پروفنسال، ليدن، 1948-1951م؛ ابـن الفرضي، عبدالله، تـاريـخ علمـاء الأنـدلس، القـاهـرة، 1966م؛ ابن القاضي، أحمد، جذوة الاقتباس، الرباط، 1973م؛ أبوعبيد البكري، عبدالله، المسالك والممالك، تق‍ : فان ليوفن و أندري فيري، تونس، 1992م؛ أخبار مجموعة، مدريد، 1867م؛ الإدريسي، محمد، نزهة المشتاق، بيروت، 1409ه‍ / 1989م؛ أشكال العالم، المنسوب إلى أبي القاسم الجيهاني، تج‍ : علي بن عبد السلام الكاتب، تق‍ : فيروز منصوري، مشهد، 1368ش؛ الإصطخري، إبراهيم، مسالك و ممالك، ترجمة فارسية قديمة، تق‍ : إيرج أفشار، طهران، 1347ش؛ البستاني؛ بن العربي، الصديق، المغرب، بيروت، 1404ه‍ / 1984م؛ حدود العالم، تق‍ ‌: منوچهر ستوده، طهران، 1340ش؛ الخوارزمي، محمد، صورة الأرض، تق‍‌‍ : هانس فون مجيك، فيينا، 1345ه‍ / 1926م؛ الزركشي، محمد، تاريخ الدولتين، تونس، 1966م؛ السلاوي، أحمد، الاستقصـاء، تق‍ : جعفر الناصري ومحمد الناصري، الدار البيضاء، 1954-1956م؛ سهراب، عجائب الأقاليم السبعة، تق‍ : هانس فون مجيك، فيينا، 1347ه‍ / 1929م؛ الضبي، أحمد، بغية الملتمس، مدريد، 1884م؛ العبادي، أحمد مختار، مقدمة وحواش على نفاضة الجراب (ظ: هم‍ ، ابن الخطيب)؛ عصفور، محمد أبو المحاسن، المدن الفينيقية، بيروت، 1981م؛ ليون الإفريقي، الحسن بن محمد الوزان، وصف إفريقيا،تج‍ : محمد حجي ومحمد الأخضر، بيروت، 1983م؛ المقري، أحمد، أزهار الرياض، تق‍ : مصطفى السقا وآخرون، القاهرة، 1359ه‍ / 1940م؛ مؤنس، حسين، تاريخ الجغرافية و الجغرافيين في الأندلس، القاهرة، 1406ه‍ / 1986م؛ ياقوت، البلدان؛ اليعقوبي، أحمد، « البلدان»، مع الأعلاق النفيسة لابن رسته، تق‍ : دي‌خويه، ليدن، 1891م؛ وأيضاً:

Britannica, 1986; EI2; Strabo, The Geography, tr. H. L. Jones, London, 1960.
محمد رضا ناجي / م

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: