الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / اصطخر /

فهرس الموضوعات

اصطخر


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/29 ۰۸:۴۵:۰۸ تاریخ تألیف المقالة

إصْطَخْر، أو إستخر، إسطخر، مدينة ساسانية وأحد‌ التقسيمات الإدارية الخمسة في أوائل العصر الإسلامي في «أستان» فارس (إقليم فارس). جاءت كلمة إصطخر التي تعني الصلب والقوي (بارتولمه، 1591؛ رايشلت، 269)، في النقش البهلوي لسابور وكرتير في بناء كعبة زرادشت (بك، 259,342,410؛ برونر، 105؛ نيبرغ، 180) والنقش البهلوي لسابور سكانشاه على الجدار الحجري للإيوان الجنوبي من قصر تچر في تخت جمشيد (فراي، «نقوش...»، 84-85) وكذلك في أفستا (بارتولمه، رايشلت، ن.صص) و أرداويرافنامه (76,77) وكارنامۀ أردشير بابكان (ص 4) ورسالة «شهرستانهاي إيران» (ص 131). 
ورغم أننا لانعلم بالضبط سبب إطلاق هذا الاسم على منطقة خاصة، ولكن البعض يرى أن كلمة إصطخر كانت تعني القلعة العسكرية (هرتسفلد، «تاريخ...» 45؛ فراي، «العصر الذهبي...»، 10). ويسمي السكان المحليون أطلال مدينة إصطخر تخت طاووس (مصطفوي، 21). 

إصطخر قبل الإسلام

تقع أطلال مدينة إصطخر في واد واسع بين سهلي خضرك ومرودشت ( فرهنگ...، 169؛ مصطفوي، ن.ص) على بعد 65 كم جنوب پاسارگاد و 5 كم شمال تخت جمشيد (فاندن برغ، 23). وتحد جبال حاجي آباد الجانـب الشمالي من هذا الــوادي ــ الشمال الغربي من مدينة مـرودشت ــ وتحد السفـوح الشمالية من جبـل رحمـت فـي تخـت جمشيـد، جنوبـه ( فرهنگ، أيضاً مصطفوي، ن.صص؛ شميت، 108؛ غوتش، 162). و قـد قدر فلاندن محيط هذه المدينـة بـ 8 إلى 9كم (ص 291). ومن جهة أخرى، فإن بالإمكان أن يتصور بوضوح سعة مدينة إصطخر من خلال اختيار مواضع لتصوير نقوش الملوك الساسانيين والتي كانت تعتبر دون شك جزءاً من إصطخر، أي نقش رجب على مسافة 5 / 1كم جنوبي المدينة ونقش رستم على بعد 5 / 2كم غربيها (شميت، 106؛ فاندن برغ، ن.ص). ورغم عدم وجود إشارة في المصادر قبل الإسلام إلى النطاق الجغرافي لهذه المدينة، ولكن يبدو أن التقسيمات الإدارية لإيران في القرون الإسلامية الأولى كانت الامتداد للتقسيمات الإدارية في نهاية العصر الساساني، ولذلك يمكن أن نحتمل أن الطسوجات التي نسبت إلى كورة إصطخر في المصادر الجغرافية الإسلامية، كانت قائمة على أساس تقسيمات هذه المنطقة في عصر ما قبل الإسلام (ظ: ابن خرداذبه، 45-46). ويعتبر نهر فرواب، أو پرواب (پُلوار حالياً، أو سيوند) الذي كان يمر من شمال غربي المدينة، ثم يصب في سهل مرودشت، النهر الوحيد الذي كان يروي المدينة (الإصطخري، مسالك الممالك، 121؛ ابن البلخي، 127). 

الخلفية التاريخية

دار الحديث في مصادر العصر الإسلامي حول الخلفية التاريخية لمدينة إصطخر من العصرين الپيشدادي والكياني، وتفيد تلك الروايات بأن كي كواد (كيقباذ) اتّجه إلى إصطخر بعد تغلبه على أفراسياب (الفردوسي، 2 / 73)، فأسس كيومرث هذه المدينة وجلس هوشنگ على العرش في إصطخر (ظ: الطبري، 1 / 570؛ حمزة، 23؛ ابن البلخي، 121؛ مجمل التواريخ...، 39). ويعين شميت تاريخ أول استقرار في هذا الموضع على أنه الألف الرابع ق.م مستنداً في ذلك إلى القطع الفخارية المزخرفة التي تم العثور عليها في مدينة إصطخر الأثرية (ص 105)، كما أنه لايستبعد احتمال وجود استقرار وتوطن في العصر العيلامي، أي الألف الثاني ق.م في هذه المنطقة. ومما يؤيد هذا الرأي وجود نقش عيلامي بارز تحت أحد النقوش الساسانية البارزة (نقش بهرام الثاني) في مقابر نقش رستم (ن.ص؛ هرتسفلد، «اكتشافات...»، 228، «تاريخ»، 5). 
و قد حدث خلط في بيان خصوصيات پرسيپوليس و إصطخر بين الكثير من المصادر اليونانية والإسلامية، وذلك لأن الحديث عندما يدور عن أطلال پرسيپوليس، فإن مواصفاتها تعود إلى مدينة إصطخر الحديثة التأسيس و في بعض الحالات يذكر اسم پارسه مرادفاً لإصطخر (ابن البلخي، 126-127؛ حمد الله، 120؛ المسعودي، مروج...، 4 / 76-77؛ أيضاً ظ: هرتسفلد، ن.م، 45). 
وتعد معلوماتنا عن مدينة إصطخر في العصر الأخميني قليلة للغاية ويبدو أن هذه المدينة كانت مدينة عادية إلى جانب پرسيپوليس (شميت، ن.ص)، ويبدو أنها حلت محل تخت جمشيد بعد دمارها (هرتسفلد، ن.ص). و قد دار الحديث في كتب الأحداث السريانية حول مدينة إصطخر و انتقال الأسر الإيرانية إلى مدينة كرخ بيت سلوق، أو كركوك الحالية في عهد داريوس (522-486 ق.م) و قد ورد في هذا النوع من النصوص بوضوح أنهم كانوا 5 أسر من أستان إصطخر (پيغولوسكايا، 61)؛ كما تم ترحيل بعض الأسر من أشراف إصطخر إلى كركه (ما بين النهرين العليا) وذلك في عهد سلوقوس الأول (312-281 ق.م) (بيكرمان، 17) و أما تحديد المواصفات التاريخية لمدينة إصطخر في عهد السلوقيين فيقوم على المسكوكات التي تم العثور عليها خلال التنقيبات الأثرية (شميت، 107؛ بالسر، 86). 
ويمكن تقسيم تاريخ المدينة إلى 3 عهود إذا أخذنا بنظر الاعتبار تصميم المسكوكات المكتشفة وتركيبتها: الأول هو العهد الذي كان فيه طرز وتركيبة المسكوكات يشبه إلى حد كبير مسكوكات الملوك السلوقيين. و قد احتمل سلوود أن تاريخ ضرب أولى مسكوكات فارس كان حوالي 250 ق.م، و من المحتمل أن يكون ضربها قد توقف في 205ق.م (ص 302؛ قا: هيل، مقدمة، 161؛ هرتسفلد، ن.م، 49). ويرتبط العهد الثاني بالعهد الذي كان فيه ملوك فارس لايتّبعون السلوقيين. و قد كانت هذه المجموعة من مسكوكات فارس التي تختلف في الطراز و التركيبة من المسكوكات السابقة، تضرب بشكل مستقل ولعلها ضربت بعد 190 ق.م بقليل (سلوود، 303). ويبدو أن ضرب المسكوكات المحلية توقف في العهد الثالث بسبب سيطرة الأشكانيين على بلاد ما بين النهرين وإصرارهم على الاستيلاء على فارس بشكل كامل في حوالي 140 ق.م، ولكن بالإمكان الحديث عن تاريخ المدينة بعد عهد من الفترة على إثر استئناف ضرب هذه المسكوكات من قبل ملوك فارس في حوالي 90 ق.م، حيث يدل ذلك على توفر حرية أكبر من هذا العهد. وعلى أي حال، فقد كانت إصطخر عاصمة فارس و المدينة التي لم تكن تبعد كثيراً عن تخت جمشيد، و موضع ضرب هذه المسكوكات (هرتسفلد، ن.م، 47؛ سلوود، 302-304). 
و في العصر الأشكاني كانت النار المقدسة موقدة في معبد أناهيتا في إصطخر وكان ساسان أحد رجال الدين في ذلك العصر يتولى رئاسة بيت النار هذا (الطبري، 2 / 37؛ كريستن سن، 106؛ شميت، 195). و قد أدت حركات التمرد والتطورات التي حدثت في ولاية فارس في بداية القرن 3م، إلى زوال الأشكانيين والأسرة الحاكمة في مدينة إصطخر. و في هذا التاريخ سقطت إصطخر بيد جوزهر البازرنجي (الطبري، 2 / 38). ويبدو أن بابك والد أردشير ثار على حاكم إصطخر بعد 212م وقتل جوزهر، وأمسك بزمام أمور المدينة (م.ن، 2 / 37- 38؛ كريستن سن، ن.ص). وبعد مجيء الساسانيين، بقيت إصطخر الموضع التقليدي للأسرة الساسانية وأصبحت تتمتع بأهمية كبيرة (شميت، 106)، رغم أن أردشير بنى عاصمة جديدة باسم أردشيرخره (ن.ع) قرب فيروزآباد الحالية وأصبحت طيسفون الحاضرة الإدارية للإمبراطورية. ويبدو أن عدد سكان المدينة تقلص في عهد سابور ذي الأكتاف (310-379م)، ذلك لأنه قام بترحيل 12 ألف شخص من أهاليها وأهالي المدن الأخرى إلى نصيبين (الطبري، 2 / 60). 
ورغم أن معظم الملوك الساسانيين كانوا يتوَّجون في طيسفون، فإن من المحتمل أن آداباً و تشريفات أخرى كانت تقام أيضاً في إصطخر التي كانت الموطن الرئيس للساسانيين في ولاية فارس (فراي، «تاريخ...»، 121). وبالإضافة إلى الأهمية التقليدية للمدينة، فإن ذلك يوضح القدرة الكافية لكبار إصطخر على إدارة الدولة الساسانية وكذلك دور موطن الساسانيين في التغييرات السياسية وعمل رجال الحكم. ويروي الطبري أن كتاب أفستا كان باقياً هو أيضاً بإصطخر في موضع باسم دزنبشت (1 / 561) و قد زار المسعودي المدينة في 303ه‍ ، ووصفها بأنها مركز العلوم وأخبار الملوك ( التنبيه...، 106). وفضلاً عن وجود النار المقدسة في إصطخر، فإن من المحتمل أن وسام الإمبراطورية والخزانة الملكية كانا يحفظان فيها (شميت ، ن.ص). 
و في أواخر عصر الساسانيين، ظلت إصطخر تحافظ على مكانتها، فقد دخلها يزدجرد بعد سقوط طيسفون في سنة 14ه‍ ويبدو استناداً إلى المسكوكات التي تم العثور عليها أنه أقام بلاطه الثاني فيها (حصوري، 50-51؛ أيضاً قا: واكر، 1-3، الصورة I ، رقم 1، «a»). ولذلك، يبدو أن الأهالي في فارس ثاروا على العرب بتحريك يزدجرد، أو بسبب تواجده القصير فيها على الأقل (ظ: الطبري، 4 / 265؛ البلاذري، 388-389). و تفيد الروايات بأن مدينة إصطخر خضعت لسيطرة والي البصرة، عبدالله بن عامر بن كريز في 29ه‍ / 650م مع مدينة أردشيرخره التاريخية (ن.ص؛ 
تاريخ سيستان، 79-80). 

الآثار التاريخية

نسب بناء بعض الأبنية والقلاع في إصطخر في المصادر الإسلامية إلى الملوك الپيشداديين و الكيانيين (ظ: الدينوري، 27؛ الطبري، 1 / 570؛ حمدالله، 120؛ أيضاً ظ: المقدسي، محمد، 446-447؛ ابن البلخي، 126). 
و قد تمت أولى التنقيبات الأثرية في إصطخر في 1932م على يد إرنست هرتسفلد و تواصلت فيما بعد من قبل إريش شميت خلال السنوات 1935-1939م (شيپمان، 178؛ شميت، 107). و من جملة الآثار المكتشفة، يمكن أن نذكر قسماً من مدخل حجري كان المدخل الرئيس للمدينة وكذلك عمود بتيجان تمثل رأسي ثورين وعدد من الأعمدة ذات الأخاديد، حيث يعود طرازها المعماري إلى العصر الأخميني. كما تطالعنا في أطلال إصطخر أعمدة عديمة الأخاديد لاتتمتع بالدقة الفنية اللازمة و من المؤكد أنها لاتعود إلى العصر الأخميني، و من المحتمل أن يعود تاريخها إلى عهد ما بعد سيطرة اليونانيين، أي إلى عصر السلوقيين (هرتسفلد، إيران...، 276, 278؛ شميت، 106). وتدل تيجان الأعمدة ذات الطراز الكورنثي ذات الأشكال الحلزونية (اللبلبيات) الجانبية على تأثير الفن اليوناني، إلا أن هذه الحلزونيات لاتتمتع بالدقة الأصلية و من المحتمل أن يعود تاريخ بناء هذه الأعمدة إلى أوائل القرن 3 ق.م (هرتسفلد، ن.ص). كما توجد أعمدة وقواعد أعمدة وقطعة حجرية من العصر الأخميني من أطلال أبنية إصطخر، حيث استخدمت في العصر الإسلامي لبناء أحد المساجد (م.ن، أيضاً شميت، ن.صص؛ بير، 307). كما تم العثور خلال هذه التنقيبات على قطعة حجرية منحوتة تعود إلى العصر الساساني (م.ن، 307,309). 
و قد كان يتم الحفاظ على هذه المدينة في العصر الساساني بواسطة سور منيع ذي أبراج في جوانبه، وكان هناك خندق يحيط بما حول السور، وتطالعنا بقايا هذا الخندق في الجنوب الشرقي من المدينة (شميت،107). و قد استخدم اللبن الخام في بناء تحصينات مدينة إصطخر كما يبدو أن الأسوار المذكورة بنيت قبل عصر الساسانيين (م.ن، 121؛ غيرشمن، 389). 

المصادر

في نهاية المقالة.      

جواد نيستاني


إصطخر في العصر الإسلامي

اعتبر المؤلفون الجغرافيون المسلمون إصطخر التي كانت حاضرة كورة بنفس هذا الاسم في فارس، من الإقليم الثالث (ابن رسته، 97). واعتبر البعض المكان الـذي سمـي فيما بعـد سهل مرودشـت ــ قرية جلوگيـر و حتى جلودار ــ مدينة إصطخر بكاملها، أو قسماً منها (حمدالله، 121؛ فرصت، 132؛ سامي، 2). ويذكر محمد المقدسي أن إصطخر كانت تتمتع بموقع إستراتيجي خاص، وأنها كانت قد بنيت في وسط الوادي (ص 71)، ويجري في هذا الوادي، كما ذكر، نهر پرواب الذي يصب في نهر كر وكان قد شيد عليه عند جهة باب خراسان في خارج المدينة جسر عجيب باسم «جسرخراسان». وكانت قد بنيت إلى جواره بعض الأبنية والبيوت التي تعود إلى العصر الإسلامي (الإصطخري، مسالك الممالك، 123؛ ابن حوقل، 2 / 276، 278؛ المقدسي، محمد، 436؛ ابن البلخي، 127). و كانت المدينة تمتد على ضفتي نهر پرواب وكان قسمها الرئيس في الجانب الغربي (بارتولد، 173). و قد قدم شميت تقريراً عن وضع بناء هذه البيوت في العصر الإسلامي. و هو يذكر أن قسماً من مدينة إصطخر من المحتمل أن يكون قد أقيم على بناء يعود إلى ما قبل التاريخ، و أن تكون الأقسام الأخرى قد شيدت على أساس أحد العهود السابقة (ص 111؛ أيضاً ظ: دياكا‌نوف، 96). 
وكانت طرق المواصلات، تربط إصطخر بالمدن الأخرى وكان هناك طريق يتجه من إصطخر إلى سيرجان، كما كانت هذه المدينة تقع على طريق شيراز إلى نيسابور (ابن خرداذبه، 50-52، 53؛ الإصطخري، مسالك وممالك، 114-115؛ ابن حوقل، 2 / 263، 283، 284). وكانت المسافة من إصطخر إلى شيراز تبلغ 5 منازل، أو 12 فرسخاً (ابن خرداذبه، 42، 47، 226؛ الإصطخري، ن.م، 114، 117). 
وتفيد بعض الروايات أن أولى عمليات الزحف نحو إصطخر تمت في فارس خلال عهد خلافة عمر عن طريق ولاية البحرين. و في 17ه‍ اجتاز العلاء ابن الحضرمي والي البحرين، البحر بجيوش المسلمين وتقدم نحو فارس. وعندما تقدموا نحو إصطخر، قاومهم أهالي فارس و حالوا بين المسلمين وسفنهم. ونشبت حرب ضروس في موضع يدعى طاووس و قتل الكثير من الإيرانيين. ثم إن المسلمين أرادوا العودة إلى البصرة، ولكن سفنهم غرقت؛ و من جهة أخرى، فقد أغلق أهالي إصطخر بقيادة «شهرك» في فارس الطريق عليهم، ولذلك فقد غضب عمر على العلاء وعزله وكلف عتبة بن غزوان من البصرة باستنفار قوة لدعم المسلمين (ظ: الطبري، 4 / 79-82؛ ابن الأثير، 2 / 538-539). وتولى عثمان بن أبي العاص الثقفي ولاية البحرين وعمان من جانب عمر، بعد العلاء (الدينوري، 133؛ قا: ابن حجر، 2 / 221، 259، الذي اعتبر 15ه‍ سنة ولاية عثمان بن أبي العاص). 
واستناداً إلى رواية الطبري (4 / 94)، فإن عمر أذن في 17ه‍ بالتقدم في بلاد‌إيران، ونشر‌ الأمراء والجند في كل جانب، فأمسك عثمان بن أبي العاص في أثناء ذلك بلواء كورة إصطخر. و قد عمدوا في 17ه‍ إلى التجهيز والاستعداد العسكريين وبدأوا تقدمهم في السنة التالية. ويذكر ابن إسحاق (ظ: خليفة، 1 / 151) وأبومعشر والواقدي (ظ: الطبري، 4 / 174)، أن أول فتح لمدينة إصطخر تم فـي 23ه‍.‍ وعندما سمع عثمـان بن أبي العـاص ــ الذي كان يعمل تحت إمرة أبي موسى على ما يبدو (ظ: قدامة، 389) ــ خبر فتح 
كورة الأهواز، تقدم في فارس واستولى على قسم من مناطقها ومن جملتها مدينة إصطخر (الدينوري، ن.ص؛ أيضاً ظ: اليعقوبي، 2 / 157). وقيل إنه خاض في جور معركة ضارية مع أهالي إصطخر و فُتحت جور على يده وفتح المسلمون إصطخر ورضخ أهاليها أخيراً للجزية بعد المفاوضات (الطبري، 4 / 175؛ ابن الأثير، 3 / 40). ولكن شهرك فارس أحد الأمراء انبرى للمعارضة في أواخر خلافة عمر و بداية خلافة عثمان (23ه‍( وجمع الكثير من أهالي فارس حوله. ثم إن أبا موسى الأشعري الذي استتب له فتح أصفهان، جيّش المسلمين وتوجه إلى إصطخر. كما وصلت الإمدادات من البصرة وواجه عثمان بن أبي العاص أهالي فارس مرة أخرى مع قوات إسناد، وهزم جيش شهرك وقُتل الأخير وابنه في معركة ضارية (الطبري، 4 / 176؛ ابن الأثير، 3 / 40؛ أيضاً ظ: ابن أعثم، 2 / 315-317؛ قا: خليفة، 1 / 135، الذي ذكر مقتل شهرك ضمن حوادث 19ه‍(. و حاصر أبو موسى على إثر ذلك إصطخر لمدة شهر وفتحها صلحاً في قبال أخذ 200 ألف درهم نقداً وفرض الجزية عليها (ابن أعثم، 2 / 319؛ قا: الطبري، 4 / 177؛ ابن الأثير، 3 / 41). 
ويبدو أن ما كان قد دفع المسلمين إلى فتح إصطخر، هو تواجد يزدجرد آخر الملوك الساسانيين في هذه المدينة. وتدل الروايات على أنه خلال الفتح الأول لإصطخر كان في حالة فرار بين مدن فارس أمثال جور وإصطخر وكان يقوم بتحريض وإثارة الناس (ظ: الطبري، 4 / 176؛ ابن أعثم، 2 / 315). و قد هرب بعد انتصار المسلمين في نهاوند (21، أو 22ه‍( إلى إصطخر التي كانت مقر الأسرة الملكية، كي يعد هناك جيشاً (البلاذري، 315؛ الطبري، 4 / 89-90). وعندما كان يزدجرد في أصفهان، بعث «سياه» مع 300 مقاتل كان 70 منهم من أبناء أشراف فارس، نحو إصطخر وأمره بتعبئة القوات المقاتلة من المدن، وولى هو نفسه رجلاً من المرازبة كان يحمل لقب «پاذگوسپان» (پادكوست پان)، على أصفهان ودخل إصطخر على إثر سياه (البلاذري، 374؛ ابن أعثم، 2 / 313). 
وهناك روايات تفيد بأن إصطخر فتحت بشكل كامل في عهد خلافة عثمان. ويذكر البلاذري أن مساعي أبي موسى وعثمان بن أبي العاص فشلت في فتح إصطخر (ص 315). ففي عهد عثمان، اجتمع يزدجرد مرة أخرى مع مجموعة من أهالي فارس في إصطخر و أعلنت المدينة تمردها. وانفرط عقد الأمور في فارس على إثر ذلك وثار الإصفهبذ ماهك بن شاهك الذي كان يزد‌جرد قد استخلفه، وذهب إلى دارابجرد خوفاً من جيش المسلمين (ظ: المقدسي، مطهر، 5 / 194-195)، مع الكثير من الأهالي واستعاد المنطقة من المسلمين (ابن أعثم، 2 / 336؛ أيضاً ظ: الدينوري، 139). ولذلك، فعندما ولي عبد الله بن عامر بن كريز ولاية البصرة بعد أبي موسى الأشعري من جانب عثمان، سار نحو إصطخر في 28ه‍‌. فقد تصالح معه ماهك من جانب أهل المدينة، ولكن الأهالي ثاروا مرة أخرى (29ه‍ ( عندما انطلق عبد الله بن عامر من إصطخر إلى مدينة جور وقتلوا عامله [عبيد الله بن معمر التيمي]. وبعد أن فرغ عبد الله من فتح جور، فتح إصطخر (البلاذري، 389؛ قدامة، ن.ص). ويقال إنه استخدم المنجنيق في هذا الفتح وقتل خلال معركة ضارية الكثير من أهالي فارس وقضى على معظم أهل البيوتات (ن.ع) وكبار الأساورة الذين كانوا قد لجؤوا إليها. وتبدو الروايات مختلفة ومبالغاً فيها بشأن عدد قتلى معركة إصطخر (ظ: البلاذري، 389-390؛ قدامة، ن.ص). وحسب رواية أبي معشر (ظ: الطبري، 4 / 176؛ أيضاً ابن الأثير، ن.ص) والواقدي (ظ: الطبري، 4 / 263)، فقد كانت آخر معارك إصطخر في 28ه‍ ولكن الواقدي ذكر أن قائد هذه المعركة هو هشام بن عامر و هو يشير على ما يبدو إلى المواجهة الأولى بين ابن عامر وأهل إصطخر والصلح مع ماهك. 
وتفيد الرواية الأخرى بأن عبد الله بن عامر ولي البصرة في 29ه‍ (الطبري، 4 / 264؛ البلاذري، 315)؛ و قد بعث عبيد الله بن معمر إلى إصطخر لقمع تمردها، ولكنه فارق الحياة في هذه المعركة. ولذلك، فقد تحرك ابن عامر مع جيشه وفتح إصطخر في تلك السنة نفسها (ظ: م.ن، 390؛ خليفة، 1 / 168؛ اليعقوبي، 2 / 166؛ قا: الطبري، 4 / 265)، ولكنه عندما انطلق نحو مدينة جور، ثارت إصطخر مرة أخرى. وبعد فتح جور توجه ابن عامر إلى إصطخر من جديد (29ه‍( وفتح المدينة بعد معركة طاحنة وقتل الكثير (ظ: ابن الأثير، 3 / 101)، و دخل المسلمون المدينة وحصلوا على الكثير من الغنائم. فما كان من ماهك إلا أن بعث رسولاً وطلب الأمان، فأمنه عبد الله بن عامر شريطة الإقامة في إصطخر ودفع الجزية (ابن أعثم، 2 / 336-337). و قد قيل إن عثمان ابن أبي العاص كان من قادة الجيش في هذا الهجوم أيضاً (الطبري، 4 / 265، قا: 4 / 257، حول رواية عن الواقدي تفيد بأن «الفتح الثاني» لإصطخر كان على يد عثمان ابن أبي العاص في 27ه‍ ؛ أيضاً ظ: ابن الأثير، 3 / 94). 
و في زمن فتح إصطخر، كانت مدن مثل البيضاء (الإصطخري، مسالك و ممالك، 112؛ ياقوت، 1 / 791) وشيراز (الإصطخري، ن.م، 111؛ ابن حوقل، 2 / 279) معسكراً للمسلمين. 
وعلى إثر استقرار الدولة الإسلامية في إيران، تمرد تدريجياً أهالي بعض الولايات والمدن وكانت إصطخر من جملتها (39ه‍( (الطبري، 5 / 137- 138؛ أيضاً ظ: البلاذري، ن.ص؛ قدامة، 389-390؛ ابن حوقل، 2 / 272-273). كما كانت مدن إيران منطلق الثورات المعارضة للأمويين، حيث اشتبكت مع الجيش الأموي الأزارقة من فرق الخوارج مـراراً فـي أستان فـارس، و من جملتها في سنتـي 68و77ه‍ (ظ: الطبري، 6 / 119-120، 301؛ الـدينـوري، 276؛ ابن أعثم، 7 / 26-27، 31؛ المسعودي، مروج، 3 / 101، 193؛ ابن الأثير، 4 / 282؛ ابن أبي الحديد، 4 / 167 و ما بعدها، أيضاً 201). و قد تضررت إصطخر خلال هذه الحروب كثيراً و تعرضت للدمار. وكان من جملة ذلك أن قطريّ بن الفجاءة (78ه‍( أحد زعماء الأزارقة و أبطالهم والذي كان قد أوقع الهزيمة لمرات بجيش الحجاج، قام بتدمير مدينة إصطخر لأن أهاليها كانوا يرفعون أخباره إلى المهلب (المبرد، 3 / 1331؛ ابن أبي الحديد، 4 / 201). و بالإضافة إلى ذلك، وعلى إثر إعادة بناء شيراز في 74ه‍ ، فقد فقدت إصطخر ازدهارها السابق (ظ: فسائي، 2 / 901؛ أيضاً ظ: حمد الله، 114). 
و مع ذلك، فقد كانت إصطخر ماتزال مركز حركات مقاومة، سواء في زمن الأمويين، أو العباسيين من جانب زعماء المعارضين مثل ابن الأشعث في 81ه‍ (المسعودي، التنبيه، 314-316)، عبد الله بن معاوية الطالبي في 129ه‍ (ظ: الطبري، 7 / 371-373؛ خليفة، 2 / 586؛ أبو الفرج، 165-169؛ ابن الأثير، 5 / 370-371)، ابن قريش في 249ه‍ (اليعقوبي، 2 / 497- 498) و محمد بن الليث في 268ه‍ (ظ: الطبري، 9 / 601؛ ابن الأثير، 7 / 370)،بل إن المسكوكات كانت تضرب في إصطخر أحياناً من قبل أعداء الحكومة المركزية، وعلى سبيل المثال، فقد نقش اسم عبد الله بن الزبير بالخط الفارسي الوسيط (البهلوي) على مسكوكة فضية تعود إلى 63ه‍ (ظ: شپولر، 1 / 32، 2 / 241، 242). 
وفضلاً عن ذلك، فقد كانت إصطخر مقر علي عماد الدولة عندما بسط البويهيون سلطتهم في فارس في النصف الأول من القرن 4ه‍ (321ه‍ و ما بعدها) (ابن الأثير، 8 / 326). و مع كل ذلك، فإن إصطخر لم تستطع أن تعيد مكانتها السابقة. واستناداً إلى الإصطخري (ظ: مسالك الممالك، 123، أيضاً مسالك وممالك، 110) وابن حوقل (2 / 277- 278) اللذان كانا يعيشان في هذا العصر، فإن إصطخر كانت مدينة متوسطة في حدود منتصف القرن 4ه‍ ، وكانت مساحتها ميلاً واحداً وكانت أسوار المدينة مدمرة في ذلك العصر. ويقول محمد المقدسي بعد وصف هذه المدينة: هي اليوم معمورة ومنعزلة و قد قل عدد أهاليها (ص436). و قد تعرضت إصطخر بعد ذلك بفترة للدمار خلال الحرب التي نشبت في أواخر عهد أبي كاليجار صمصام الدولة الديلمي (حك‍ 380-388ه‍ ( )ابن البلخي، 127؛ مجمل التواريخ، 39؛ حمد الله، 121؛ أحمد زركوب، 25؛ قا: زين العابدين، بستان...، 94؛ EI2,IV / 220)، بحيث كانت قرية صغيرة بمائة رجل في بداية القرن 6ه‍ (ابن البلخي، 127- 128). و قد ظهرت بعد فترة في موضع إصطخر بعض القرى وسميت تلك المنطقة «بلوك مرودشت» (زين العابدين، حدائق...، 59). وهكذا، فقد آلت إصطخر إلى الاضمحلال والدمار بعد أن كانت في وقت ما حاضرة أكبر كور فارس، وأكثرها عمراناً وثروة (ابن حوقل، 2 / 264، 278) وبعد أن كانت تتمتع بمكانة إدارية سامقة، و عظمة وجلال من نوع خاص في العصر السابق (المقدسي، محمد، ن.ص؛ الإدريسي، 1 / 406). ويبدو أن بعض الأسر الإيرانية المعروفة والمهمة كانت ماتزال مشهورة في إصطخر حتى القرن 4ه‍ و كان بإمكانها حفظ شيء من التراث الثقافي للعصر الساساني (ظ: المسعودي، التنبيه، 106)؛ و قد كانت غالبية أهالي إصطخر ومناطق فارس الباردة الأخرى (الصرود) كأهالي بغداد على مذهب أهل السنة، وكانوا يتبعون مذهب أهل الحديث في الفتوى (الإصطخري، ن.م، 121؛ ابن حوقل، ن.ص). و قد ظهر من إصطخر العديد من الشخصيات والعلماء، و من مشاهيرهم المؤلف الجغرافي الشهير إبراهيم بن محمد الإصطخري. 
وقيل إن الجو داخل المدينة كان ملوثاً فيما كان نقياً خارجها (ياقوت، 1 / 299؛ الإدريسي، ن.ص). وكانت هناك جداول تتفرع من نهر پرواب في المدينة. ويبدو أن الزراعة فيها كانت جيدة. فقد كانت تتوفر فيها الغلة والحبوب وبعض الفواكه بكثرة (المقدسـي، محمـد، ن.ص؛ حمـدالله، 74، 121؛ قـا: ابـن‌حوقـل، 2 / 278، 288). و قيل إن منجماً للحديد كان يوجد في جبال إصطخر (حدود العالم، 403؛ ابن حوقل، 2 / 300). 
و في منتصف القرن 4ه‍ كان خراج إصطخر قابلاً للمقارنة مع خراج مدن مزدهرة مثل شيراز (الإصطخري، ن.م، 137؛ ابن حوقل، 2 / 302) وتدل الضرائب الباهظة التي كانت بعض الأسر الثرية في هذه المدينة تدفعها، على أنها كانت تتمتع بوضع اقتصادي جيد نسبياً (ظ: الإصطخري، ن.م، 123-124). وكانت تصنع في إصطخر الكرابيس والثياب الإصطخرية الحسنة، وتصدر إلى المدن الأخرى (ابن عبد ربه، 6 / 253؛ الإصطخري، ن.م، 135). 
وكانت المسكوكات البهلوية ذات الحروف المخففة «س ت» متداولة في العصر الإسلامي وحتى فترة. كما تم فيما بعد ضرب مسكوكات مشابهة باسم الخليفة، أو الولاة، حيث يعود تاريخها إلى 78ه‍ )EI2؛ أيضاً ظ: مايلز، 366). وبعد 77ه‍ حيث بدأ ضرب نوع من المسكوكات بكتابات عربية في رقعة الخلافة الإسلامية، تم ضرب مسكوكات فضية في مدن إيران المختلفة، وتحمل بعض النماذج من هذا القبيل والتي تم ضربها في إصطخر تاريخ 88-129ه‍ (شپولر، 2 / 244-245). ويبدو أن عدداً من الدراهم وقليلاً من المسكوكات النحاسية كانت قد ضربت في مدن إيران في سنوات 127-132ه‍ ، و من جملتها إصطخر وكان قد نقش عليها الشعار العباسي «قل لا أسألكم عليه أجراً، إلا المودّة في القربى» (الشورى، / 42 / 23) (مايلز، 368). كما كانت إصطخر في العصر العباسي من الأماكن المعروفة بضرب الفضة في إيران. وهناك مسكوكات من هذا العصر يعود تاريخ ضربها إلى 138 وحتى 167ه‍ )شپولر، 2 / 250). و في عصر الإصطخري لم تعد دار‌الضرب قائمة في إصطخر (ظ: الإصطخري، ن.م، 137). 
و قد تم العثور خلال التنقيبات التي قام بها شميت في أطلال إصطخر، على نماذج من فخار العصر الإسلامي الأول وتشمل آنية تخلو من اللعاب وكوزاً مطلية باللعاب ومزينة بالرسوم (ص 112,113,115). 
ومايزال يطالعنا بين خرائب إصطخر في وسط المدينة بعض الأعمدة ذات الأخاديد العديمة القواعد وبعض أنصاف الأعمدة والتي تمثل آثار أول مسجد في المدينة. و قد قيل إن هذا المسجد كان قد بني على أنقاض بيت قديم للنار. ونلاحظ على أحدهما قسماً من تاج عمود على شكل رأسي ثورين. ويبدو أن أحجار هذه الأعمدة الضخمة كانت من بقايا الأبنية الأخمينية في إصطخر (هرتسفلد، إيران، 276، «تاريخ»، 48 ؛ شميت، 106؛ ماتسون، 221-222؛ فاندن برغ، 23). واستناداً إلى رواية الطبري (4 / 301)، فإن شريك بن الأعور الحارثي عامل عبد الله بن عامر في إصطخر هو الذي بنى المسجد المذكور في 31ه‍‍. ويتفق الوصف الذي قدمه محمد المقدسي عن هذا المسجد، مع الدراسات الجديـدة، فهو يقول: يقـع جامع إصطخـر في السوق شأنه شـأن جوامع الشام. وأعمدته مدورة وتيجان أعمدته على شكل رؤوس ثيران ويقال إنه كان بيتاً للنار قديماً، وتحيط الأسواق به من ثلاثة جوانب (ص 436). و قد تم استخدام بناء ضخم آخر لايعلم لأي غرض كان يستخدم، بنفس الطراز في العصر الإسلامي الأول (هرتسفلد، إيران، 278). 
كما دار الحديث في آثار المؤلفين الجغرافيين المسلمين عن قلعة إصطخر الكبيرة في العصر الساساني (فاندن برغ، 27- 28؛ ظ: ابن حوقل، 2 / 272). وكانت مساحة هذه القلعة الحصينة للغاية والقديمة والتي كانت تسمى «إستخريار» (ظ: ابن البلخي، 156، 159) تبلغ فرسخاً واحداً وكانت فيها خزانات المياه، وكان يحكمها أحد الأمراء في العصر الإسلامي (المقدسي، محمد، 446-447). وكانت هذه القلعة تقع إلى الشمال الغربي من إصطخر (لسترنج، 297) وكانت تسمى هي و القلعتان المحيطتان بها «شكسته» و«شكنوان» (أشكنوان) قديماً بـ «سه گنبدان» (القباب الثلاثة)، إلا أن شكسته و شكنوان كانتا قد خربتا على عهد ابن البلخي (ص 126، 156؛ قا: وصاف، 2 / 154). و كانت مياه الأمطار تتجمع في وسط الوادي الذي كان في إستخريار ويجري نحو الصحراء من الجانب الآخر. ويقال إن عضد الدولة الديلمي شيد سداً في ذلك الجانب وأقام بركة كبيرة بالصاروج والحجر والجص وبنى أعمدة في وسطها وقام بتسقيفها وشيّد قصراً عظيماً فوقها (حمد الله، 120، 132؛ أحمد زركوب، 23، 50-51). و قد كانت هذه القلعة قائمة لمدة طويلة، حتى هدمها الأتابك جلال الدين چاولي حاكم فارس مع قلاع فارس الأخرى (م.ن، 23)؛ ومع ذلك، فإن مما يجدر ذكره أن هذه القلعة كانت تتعاقب في السيطرة عليها الأجنحة المتنافسة والمتصارعة خلال عمليات الكر و الفر التي حدثت بينها في العهود المختلفة، وذلك باعتبارها ملجأ حصيناً وسجناً منيعاً أحياناً (ظ: وصاف، ن.ص؛ أحمد زركوب، 88؛ فصيح، 1(2) / 279؛ ميرخواند، 4 / 616؛ روملو، 267، 619؛ أفوشته‌إي، 360-361؛ إسكندربيك، 22-23، مخ‍ ؛ فسائي، 1 / 264، 433-435، مخ‍(. و قد زارها دلاواله في 1621م (كرزن، 2 / 165، 167) وكذلك زين العابدين الشيرواني (حدائق، 59) بعد قرنين ووجداها على شكل أطلال. و قد قدم سامي وصفاً عن خرائب هذه القلعة وبركها (ظ: ص 11-12). 

المصادر

ابن أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة، تق‍ : محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1379ه‍ / 1959م؛ ابن الأثير، الكامل؛ ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح، تق‍ : علي شيري، بيروت، 1411ه‍ / 1991م؛ ابن البلخي، فارس نامه، تق‍ : كي لسترنج ونيكلسون، لندن، 1339ه‍ / 1921م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الإصابة، بيروت، دار الكتب العلمية؛ ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، تق‍ : كرامرس، ليدن، 1938-1939م؛ ابن خرداذبه، عبيدالله، المسالك والممالك، تق‍ : دي خويه، ليدن، 1306ه‍ / 1889م؛ ابن رسته، أحمد، الأعلاق النفيسة، تق‍ : دي‌خويه، ليدن، 1309ه‍ / 1891م؛ ابن عبد ربه، أحمد، العقد الفريد، تق‍ : أحمد أمين وآخرون، بيروت، 1402ه‍ / 1982م؛ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، تق‍ : أحمد صقر، 1368ه‍ / 1949م؛ أحمد زركوب، شيراز نامه، تق‍ : إسماعيل واعظ جوادي، طهران، 1350ش؛ الإدريسي، محمد، نزهة المشتـاق، بيـروت، 1409ه‍ / 1989م؛ إسكندربيـك المنشي، عالـم آراي عبـاسي، تق‍ : إيـرج أفشـار، طهـران، 1350ش؛ الإصطخـري، إبراهيـم، مسـالك الممـالك، تق‍ : دي‌خويـه، ليدن، 1927م؛ م.ن، مسـالك وممـالك، ترجمـة فارسيــة قديمـة، تق‍ : إيـرج أفشار، طهران، 1347ش؛ أفوشتـه‌‌إي، محمـود، نقـاوة الآثـار، تق‍ : إحسان إشراقي، طهران، 1350ش؛ بارتولـد، ف.ف.، جغرافياي تاريخي إيران، تج‍ : حمزة سردادور،طهران، 1358ش؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، تق‍ : دي‌خويه، ليدن، 1865م؛ پيغولوسكايــا، ن.، شهرهـاي إيـران در روزگـار پارتيـان وساسانيـان، تج‍ : عنايت الله رضا، طهران، 1367ش؛ تاريخ سيستان، تق‍ : محمد تقي بهار، طهران، 1366ش؛ حدود العالم، تق‍ : مينورسكي، كابل، 1342ش؛ حصوري، علي، آخرين شاه، طهران، 1371ش؛ حمد الله المستوفي، نزهة القلوب، تق‍ : كي لسترنج، ليدن، 1331ه‍ / 1913م؛ حمزة الأصفهاني، تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء، برلين، 1340ه‍ / 1922م؛ خليفة بن خياط، تاريخ، تق‍ : سهيل زكار، دمشق، 1387-1388ه‍ / 1967- 1968م؛ دياكونوف، م.، تاريخ ماد، تج‍ : كريم كشاورز، طهران، 1357ش؛ الدينوري، أحمد، الأخبار الطوال، تق‍ : عبد المنعم عامر، القاهرة، 1960م؛ روملو، حسن، أحسن التواريخ، تق‍ : عبد الحسين نوائي، طهران، 1349ش؛ زين العابدين الشيرواني، بستان السياحة، طهران، مكتبة سنائي؛ م.ن، حدائق السياحة، طهران، 1348ش / 1969م؛ سامي، علي، «ويرانه‌هاي شهر باستاني إستخر»، هنر ومردم، 1354ش، س 14، عد 158؛ شپولر، برتولد، تاريخ إيران در قرون نخستين إسلامي، ج 1، تج‍ : جواد فلاطوري، طهران، 1364ش، ج 2، تج‍ : مريم ميرأحمدي، طهران، 1369ش؛ «شهرستانهاي إيران»، تج‍ : صادق هدايت، مهر، 1321ش، س 7، عد 2؛ الطبري، تاريخ؛ غيرشمن، رمان، إيران أز آغاز تا إسلام، تج‍ : محمد معين، طهران، 1355ش؛ فاندن برغ، ل.، باستان شناسي إيران باستان، تج‍ : عيسى بهنام، طهران، 1348ش؛ الفردوسي، الشاهنامه، تق‍ : برتلس، موسكو، 1966م؛ فرصت، محمد نصير، آثار عجم، بومباي، 1314ه‍ ؛ فرهنگ جغرافيايي آباديهاي كشور، مديرية الجغرافيا في الجيش، طهران، 1362ش، ج103؛ فسائي، حسن، فارسنامۀ ناصري، تق‍ : منصور رستگار فسائي، طهران، 1367ش؛ فصيح الخوافي، أحمد، مجمـل فصيحـي، تق‍ : محمود فـرخ، مشهـد، 1340ش؛ فلاندن، أوجن، سفر‌نامـه، تج‍ : حسين نورصادقي، طهران، 1356ش؛ قدامـة بن جعفـر، الخـراج، تق‍ : محمد حسين الزبيدي، بغداد، 1981م؛ القرآن الكريم؛ كارنامۀ أردشير بابكان، تج‍ : بهـرام فـره وشي، طهـران، 1354ش؛ كـرزن، ج. ن.، إيـران و قضيۀ إيـران، تج‍ : وحيد مازندرانـي، طهـران، 1362ش؛ كريستن سن، أرثور، إيـران در زمان ساسانيـان، تج‍ : رشيـد ياسمي، طهران، 1351ش؛ لسترنج، كـي، سرزمينهاي خلافت شرقـي، تج‍ : محمود عرفان، طهران، 1337ش؛ المبرد، محمد، الكامل، تق‍ : محمد أحمد دالي، بيـروت، 1406ه‍ / 1986م؛ مجمل التواريـخ والقصص، تق‍ : محمـد تقي بهار، طهـران، 1318ش؛ المسعودي، على، التنبيه والإشراف، تق‍ : دي خويه، ليدن، 1893م؛ م.ن، مروج الذهب، ج 3، بيروت، 1385ه‍ ، ج 4، تق‍ : باربيه دي مينار، باريس، 1916م؛ مصطفوي، محمدتقي، إقليم پارس، طهران، 1343ش؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسيم، تق‍ : دي خويه، ليدن، 1906م؛ المقدسي، مطهر، البدء والتاريخ، باريس، 1916م؛ ميرخواند، محمد، روضة الصفا، طهران، 1339ش؛ وصاف، تاريخ، بومباي، 1269ه‍ ؛ ياقوت، البلدان؛ اليعقوبي، أحمد، تاريخ، بيروت، 1379ه‍ / 1960م؛ وأيضاً:

Ardā Wirāz Nāmag, ed. F. Vahman, London, 1986; Back, M., «Die sassanidischen Staatsinschriften», Acta Iranica, Leiden, 1978, vol. XVIII; Balcer, M., «Parthian and Sasanian Coins and Burials», Iran, London, 1978, vol. XVI; Bartholomae, Ch., Altiranisches Wörterbuch, Berlin, 1961; Bickerman, E., «The Seleucid Period», The Cambridge History of Iran, London, 1983, vol. III(1); Bier, L.,«A Sculpted Building Block from Istakhr», Archaeologische Mitteilungen aus Iran, Berlin, 1983, vol. XVI; Brunner, Ch. J., «The Middle Persian Inscription of the Priest Kirdēr at Naqš-i Rustam», Near Eastern Numismatics Iconography, Epigraphy and History¸ Beirut, 1974; EI2; Frye, R. N., The Golden Age of Persia, London, 1977; id, «The Persepolis Middle Persian Inscriptions from the Time of Shapur II», Acta Orientalia, Copenhagen, 1966, vol. XXX; id, «The Political History of Iran under the Sasanians», The Cambridge History of Iran, London, 1983, vol. III(1); Gotch, P., «The Imamzadeh High Altar and Subsidiary Monuments», Iran, London, 1971, vol. IX; Herzfeld, E. E., Archaeological History of Iran, London, 1935; id, Iran in the Ancient East¸ Tehran, 1976; id, «Recent Discoveries at Persepolis», JRAS, 1934; Hill, G. F., Catalogue of the Greek Coins of Arabia, Mesopotamia and Persia, Bologna, 1965; Matheson, S.A., Persia: An Archaeological Guide, London, 1976; Miles, G.C., «Numismatics», The Cambridge History of Iran, Cambridge, 1975, vol. IV; Nyberg, H.S, A Manual of Pahlavi, Wiesbaden, 1974, vol. II; Reichelt, H., Avesta Reader, Strassburg, 1911; Schippmann, K., Die iranischen Feuerheiligtümer, Berlin, 1971; Schmidt, E., The Treasury of Persepolis and Other Discoveries in the Homeland of the Achaemenians, Chicago, 1939; Sellwood, D., «Minor States in Southern Iran», The Cambridge History of Iran, London, 1983, vol. III(1); Vanden Berghe, L., Archéologie de l’Irān ancien, Leiden, 1959; Walker, J., A Catalogue of the Arab-Sassanian Coins, London, 1941-1967.

محمد رضا ناجي / ع.خ

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: