الصفحة الرئیسیة / المقالات / الاصطبل /

فهرس الموضوعات

الاصطبل


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/29 ۰۷:۵۵:۳۱ تاریخ تألیف المقالة

اَلْإصْطَبْل، المكان الذي توضع فيه الدواب و بشكل خاص الخيول، أو الحيوانات المستخدمة في نقل الأحمال.
وكلمة إصطبل يونانية في الأصل، كما استخدمت في اللاتينية ولغات أوروبا الغربية. و في اللغة اليونانية المتأخرة أُطلقت كلمات ستابلون و ستابليون وستاوليون3، وفي اللاتينية ستابولوم على الموضع الذي تُودع فيه الدواب. ثم دخلت اللغة العربية عن طريق الغساسنة صنيعة البيزنطيين (EI2,IV / 213-214)، و من هناك شقت طريقها إلى اللغة الفارسية. و قد عدّ بعض للغويين العرب هذه الكلمة شامية (الخليل، 7 / 180)، بينما رأى البعض مثل أبي عمرو و ابن دريد أن أصلها ليس عربياً (ظ: الجوهري، 3 / 1623؛ الجواليقي، 19)، لكن الجوهري عدّ همزتها أصلية (ن.ص)، كما عدّها السخاوي خماسية مجردة (ص 71). واستخدمت لجمعها صيغة إصطبلات وأحياناً أصابيل (الخليل، ن.ص). وتحدث بعض المؤلفين و من غير ذكر المصدر، عن استخدام هذه الكلمة في اللغة الآرامية (ظ: فرنكل، 124)؛ فإذا صح هذا الافتراض أمكن نسبة قدم دخول هذه الكلمة إلى اللغات السامية إلى ما قبل الغساسنة. و قد استخدمت هذه الكلمة في اللغة الفارسية منذ القرن 5ه‍ بشكل إسطبل (ناصر خسرو، 25؛ السور آبادي، 380). كما أن حرف السين حل محل الصاد من هذه الكلمة في بعض النصوص العربية (الصولي، 208؛ ابن الفرات، 7 / 152؛ المقريزي، اتعاظ...، 287). 

الإصطبل في البلاد الإسلامية الوسطى

على عهد عمر بن الخطاب كانت توجد خارج المدينة المنورة، أماكن لتربية خيول الفروسية تدعى الحِمى (الدقدوقي، 150). 
وبرغم أهمية الفرس والفروسية في الثقافة الإسلامية، فإنه لم‌تول في المصادر المدونة للقرون الأولى، أهمية كبيرة لمكانة الخيول والبغال، ويرجع الوصف المهم الوحيد الخاص بالإصطبلات إلى عهد الخليفة المقتدر العباسي، والوارد في كتاب الذخائر والتحف (أُلف في القرن 5ه‍(. فقد جاء على عهد هذا الخليفة سفير من قبل قسطنطين السابع في 305ه‍ / 917م بصحبة مترجم إلى بلاط الخلافة و دخل بوابة القصر الرئيسة ممتطياً جواده و توجه نحو الإصطبلات المعروفة بخان الخيل. و كان أكبر أقسام تلك البناية أروقة ذات أعمدة رخامية يُلاحظ في أحد جانبيها 500 فرس ذات سروج مفضضة و مذهبة من غير رحال، وفي الجانب الآخر 500 فرس عليها جلّ ديباج ببراقع متجانسة وبغير أغشية. وقد أمسك بكل فرس أحد الشاكرية (ظ: ابن الزبير، 130-135؛ أيضاً EI2، ن.ص)؛ برغم أن تلك المراسيم كان قد أُعدّ لها مسبقاً و لم‌تكن الخيل لتوضع عادة في الإصطبلات على تلك الهيئة. ويغلب على الظن أن الأمويين أيضاً كانوا يستخدمون هذه الإصطبلات البيزنطية لحفظ خيولهم و العناية بها. 
و بعد عرضه خريطة لتقسيم أراضي المدينة، يضيف اليعقوبي أنه تقع خلف قطيعة حزام بن غالب الإصطبلات الخاصة بالخليفة والإصطبلات الحكومية، وكان حزام وشقيقه يعقوب يتولون إدارتها (ص 260؛ قا: EI2,IV / 215). ويتحدث اليعقوبي أيضاً عن قطيعة ياسين صاحب النجائب و عن خان النجائب الذي كان يقع دونه إصطبل الموالي (ص 243). وعندما بنى الخليفة العباسي المهدي الرصافة في الجانب الآخر من بغداد وانتقل إليها، أقام إصطبلاته أيضاً في ناحية المخرِّم، وكانت إدارة هذه الإصطبلات بيـد المولى نازي. وكان فـي هذا القسم ــ فضـلاً عـن الخيـول ــ الجمال والجمازات والفيلة أيضاً (EI2، ن.ص). 
و قد استفاد الديالمة من إصطبل المخرم عند حربهم ضد ابن رائق في الهجوم على بغداد (الصولي، 207). 
ومما ورد في عدة مصادر، يمكن من خلال المقدار، أو المبلغ المدفوع لسياسة الخيل و البغال، معرفة سعة إصطبلات الماشية وكثرتها. و خلال حديثه عن علوفة الماشية وأجور ساسة الخيول والماشية و ثمن علاجها وما يلزمها من قبيل السروج وغيرها، ذكر الصابي مبلغ 200 ,8 ديناراً شهرياً (رسوم...، 22-23)؛ و قد أورد 5 أنواع من الإصطبلات الديوانية: إصطبل الخاص، إصطبل العامة، إصطبل الدواب و الحمليات، إصطبل البغال و إصطبل بقصر الطين في الشماسية لمَبارك الإبل و الجمازات ( الوزراء، 22). و لما ذهب المعتصم إلى سامراء في 223ه‍ ونقل إصطبله و أثاثه إليها أيضاً ووضعه في شارع سريجة (EI2، ن.ص)، كانت نفقات إصطبلات الخلفاء ــ فضلاً عن كونها تؤمَّن بواسطة الإدارات المختلفة من قبيل بيت مال المظالم ــ تُدفع على عهود المنصور والمهدي والهادي من ديوان النفقات الخاصة. وعلى عهد هارون الرشيد و عدد ممن خلفوه كانت رواتب الموظفين أيضاً تدفع من ديوان الأحشام، وفيما بعد من ديوان الموالي والغلمان، بينما تؤمن نفقات الإصطبلات الحكومية من ديوان البريد وديوان الأهراء (ن.م، IV / 216). 
وكان لرجال البلاط والأمراء و النبلاء أيضاً إصطبلات تتناسب وعدد خيولهم، برغم أننا لانعلم شيئاً عن كيفيتها وكميتها. فمثلاً كان لأحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف أيام ولايته الكرخ، إصطبلات تشتمل على أكثر من 20 ألف دابة، و يستخدم أحياناً في يوم واحد ما يزيد على ألف فرس لحمل الأثقال، و كانت له خزانة سروج فيها 500,6 سرج (ابن الزبير، 228). 
كما لم ‌يكن بلاط الخلفاء الفاطميين في القاهرة ليقل عن بلاط العباسيين في هذا المجال. فقد كان للفاطميين إصطبلان: إصطبل الطارمة مقابل قصر الشوك، والآخر في زويلة. وكان للخليفة حوالي 000,1 فرس قُسمت بين هذين الإصطبلين. وكان يعمل في كل إصطبل 3 مجاميع من الموظفين بوظائف: سائس وشداد وعريف، وكان قرب كل إصطبل مخزن للشعير و بقية الأعلاف، وكذلك بئر لسقي الخيل. وكان يدير كل واحد من هذين الإصطبلين رائض له سمة «ميرآخور» (= أمير إصطبل). وعندما كان الخليفة يريد الركوب، كانوا يأخذون الخيول قبل ذلك في جولة يضربون خلالها بالطبول كي تتعود ولاتنفر يوم الركوب (ابن الطوير، 135-137؛ أيضاً ظ: ناصر خسرو، 82 ؛ للاطلاع على أسماء بعض هذه الإصطبلات، ظ: الهريري، 3 / 15-17؛ المقريزي، السلوك، 3(3) / 1303-1304؛ ابن شاهين، 125).

الإصطبل في إسبانيا والمغرب

يبدو أن مصطلح «إصطبل» لايستخدم في اللغة العربية المعاصرة في شمال أفريقيا، برغم أنه كان متداولاً في اللهجة العربية الإسبانية. فمثلاً في اللهجة المتداولة ببلنسية كانت تستخدم كلمة إصطبل وكذلك صَبَل (جمعها: صبول) بدلاً من إستابولوم خلال القرن 7ه‍ ‍. و في القرن 9 ه‍ / 15م و في لهجة غرناطة كانت كلمة رِوا (جمعها: أَرْويَه) دارجة بدلاً من كلمة إصطبل، كما كانت إمالة هذه الكلمة بحسب طريقة عربية غرناطة، أي روي (جمعها: أَروية)، رائجة. و قد ظلت هذه الكلمة في اللهجات المعاصرة للمغرب من مراكش حتى تونس بشكل روا (جمعها: رويه، روايات) بمعنى سرادق الخيل والبغال (EI2,IV / 216). 
وتتوفر معلومات عن الإصطبلات الملكية لحفظ خيول الفروسية و دواب الحمل خلال الحكم الأموي بإسبانيا في القرنين 4و5ه‍ (ابن الخطيب، 62) وكان للحكم بن هشام 000,1 فرس في قصره، يدير كل 100 منها شخص برتبة عريف، وكانت تلك الخيول تستخدم لإخماد الفتن المفاجئة (ابن عبد ربه، 5 / 233). كما قيل إنه كان للحكم إصطبلان شُيِّدا إلى جانب قصره في قرطبة، يحتفظ في كل إصطبل بـ 000,1 فرس مستعدة للقتال، و كان كل 100 فارس تحت إشراف عريف واحد، وكانت قيادتهم بإمرة قائد الخيل الذي يُدعى قائد الأعِنّة (جمع عِنان) (EI2، ن.ص). 
كان تحت إمرة المنصور مدير القصر الملكي لهشام الثاني، 000,12 فارس منظم (ن.ص)، وكانت إدارة الإصطبلات بيد صاحب الخيل، وإدارة بغال الحمل بيد عريف. وكانت حيوانات الحمل هذه تسمى الزواميل وخيل الحملان، كما كانت الإبل تستخدم للحمل. و في أواخر القرن 11ه‍ أعدّ مولاي إسماعيل في مكناسة (مراكش) لخيوله وبغاله، إصطبلات مزوّدة بكافة المستلزمات، و قد اشتهرت كثيراً (ن.م، IV / 217). وكان أحد تلك الإصطبلات مسقفاً ويسمى رواقاً، طوله ثلاثة أرباع الفرسخ، وضعت فيه الخيول في صفَّين (ن.م، IV / 214). 

الإصطبل في إيران

إن تربية الخيول والفروسية في إيران قبل الإسلام وبشكل خاص في بلاد ميديا الشهيرة بتربية الخيول، وكذلك هجمات قورش و قمبيز وداريوس ــ و اجتياز الجنود نهر دجلة على عهد داريوس استناداً إلى نقش بيستون ــ كان يستلزم وجود أمكنة مناسبة لرعاية و تربية الخيول. ووفقاً لرواية كارنامۀ أردشير بابكان، فإن أردشير اضطر وبأمر من أردوان الأشكاني للإقامة في إصطبل البغال، و مُنع من الذهاب إلى الصيد واللعب بالصولجان (ص 19)، وعلى حدّ تعبير الفردوسي، فقد اضطر إلى إدارة الإصطبل (ص 1497). و كان في إصطبل كسرى أبرويز، 500,8 فرس خاصة، و ما يزيد على هذا الرقم من خيل الخدم والحاشية و 960 فيلاً و 000,12 بغل و 000,120 من الجِمال البخاتي (حمزة، تاريخ...، 41-42). وكان رئيس الإصطبلات يدعى آنذاك «آخور بذ»، أو «آخورسالار» (كريستن سن، 417؛ أيضاً ظ: ن.د، آخورسالار). وبغية إدارة شؤون الإصطبل كانت هناك حاجة إلى هيئة إحصاء للخيول والبغال، والتي ذكرها حمزة الأصفهاني بشكل «آخر همار دفيره» ( التنبيه...، 23)، والخوارزمي بشكل «آهر همار دفيره» (كتابة الإصطبلات) (ص 139). و پايگاه و پايگه في اللغة الفارسية (ظ: برهان...) هو مكان البغال، كما أن پايگاه في الهند كانت تعطي نفس المعنى، و يبدو أن كلمة «پَيَه» في لغة آذربايجان الحالية تبقت من هذه الكلمة. 
و في فترة تدهور الدولة العباسية، ولما كانت دول صغيرة تتمتع بحكم ذاتي، و من بعدها حكومات مستقلة ظهرت في بلاد إيران الكبرى، فقد سعت إلى اتّباع تقاليد العصر العباسي و بأسماء إيرانية بطبيعة الحال بشكل يتناسب وظروفها. وكانت مراكز ترويض الخيول تقع في خراسان وجوزجان والختل، وفيما بعد في طخارستان ولدى القبائل الرُّحَّل قرب أصفهان و في جزيرة كيش. وفضلاً عن ذلك، فقد كانت قطعان الخيول في آسيا الوسطى تتمتع بشهرة كبيرة، ذلك أن استخدام الخيول كان يؤدي دوراً مهماً في حياة قبائل تلك البقاع (شپولر، 2 / 207). و في بلاطات الملوك والأمراء الكبار، كان الإصطبل ملحقاً بالقصر الملكي، لأن الخيل ــ وفضلاً عن أهميتها الدفاعية ــ كانت تستخدم للسباق واللعب بالصولجان وللصيد. ولهذا كان قرب الإصطبلات من القصر أمراً مهماً (EI2,IV / 217). فمثلاً يتحدث الخواجه نظام الملك عن خزانة نصر بن أحمد الساماني و إصطبله و قصره (ص 291)، ويبدو أن هذه الثلاثة ينبغي أن تكون إلى جانب بعضها بحسب المتعارف آنذاك. و في القرن 4ه‍ / 10م قام نصر بن إبراهيم طمغاج خان قرب أحد بوابات بخارى، بتشييد شمس آباد وألحق به مرعىً للدواب الخاصة وسماه «غورق» وسوّره بأسوار حصينة (النرشخي، 40-41). 
كما كان يستفاد من خبرة أهل الختل للحصول على الخيول الأصيلة، لأن الختل كانت أحد مراكز تربية الخيول. وبرغم أنه كان لأمير بخارى في إصطبله000,4 حيوان للركوب، كان ثمن بعضها 000,100 درهم، فإنه وإثر انتقاص خبير خيل ختلي لم‌يعجبه أي أحد من تلك الخيول، قام بإرسال هذا الخبير إلى الختل ليجد له خيولاً مناسبة (فخر مدبر، 218-219). و مع هذا، فلا تتوفر لدينا معلومات عن وضعية أماكن إيوائها. 
إن معلوماتنا بهذا الصدد عن العهد الصفوي أكثر نسبياً. ففي تلك الفترة كان بإمكان الملك فقط في إيران أن يمتلك قطيعاً من الخيول. أما حكام الولايات وموظفوها ممن كانت لهم قطعان من الخيول، فقد كانوا يحتفظون بها باسم الملك. وكانت قطعان خيول الملك الصفوي في أرجاء إيران متناثرة في آذربايجان و فارس. وكانت أرقى خيول الملك بشكل خاص تحفظ بجوار پرسيپوليس الأثرية. كما كان للملك إصطبلات خاصة في جميع الولايات وأغلب المدن الكبيرة. وكانت خيول الملك توسم بميسم على شكل شقائق النعمان المتفتحة (شاردن، 4 / 109-110). وكان أمير الإصطبل يكسب دخله من ضرائب المراعي (كمپفر، 103). واستناداً إلى تذكرة الملوك، فإنه كان خلال العصر الصفوي أميران للإصطبل، أحدهما يدعى «أمير آخور باشي جلو»، والآخر «أمير آخور باشي صحراء» يعملان تحت إشراف أمير الإصطبلات العام. و كان «أمير آخور باشي جلو» يتولى تنظيم وترتيب الإصطبلات و تعيين المروضين والسُّقاة (ظ: ص 14-15). و كانت الخيول كلها لاتودع في إصطبل واحد، بل كانت تقسم على إصطبلات مختلفة بحسب ألوانها وأثمانها وكان فريق كبير من المروضين ينبري لرعايتها (كمپفر، 152). ورأى مينورسكي أن كلمة «جلو» ذات الأصل المغولي، تعني الزمام واللجام، وأورد أن ماسك اللجام هو المروض الذي يتقدم سيده ولما كانت مداخيله ونفقاته مرتبطة بالبلاط، فإن تعيين تابعيه كان بيد ناظر البيوتات (ص 94؛ لمزيد من التفاصيل، ظ: ن.د، آخور سالار). 
وكانت مخصصات ناظر الدواب الخاصة الشريفة، تفوق مخصصات «أمير آخور باشي صحراء» (مينورسكي، ن.ص). وكان «أمير آخور باشي جلو» يتقاضى مخصصات سنوية قدرها 182 توماناً ونيفاً، كما كان يمنح من العطايا والهدايا شيئاً بصفة ضريبة. كما كان لـ «أمير آخور باشي صحراء» سنوياً مخصصات قدرها 127 توماناً و نيفاً، كما كان يصله شيء من العطايا والهدايا (فلسفي، 2 / 405-406). 
وخلافاً لكثرة مصادر العصر الصفوي، فإنه لاتتوفر لدينا معلومات كثيرة عن وضع الإصطبلات في العصور التي سبقته كالعصور البويهية والسامانية والسلجوقية والإيلخانية. و خلال العصر القاجاري كانت إدارة «إصطبل خاصۀ مباركه» و رئاسة الإصطبل وكذلك الإصطبل الخاص بسلاح المدفعية، تسند إلى أشخـاص مـن الأسـرة القاجاريـة، أو المحسوبيـن عليها (اعتماد ـ السلطنة، 18؛ المستوفي، 1 / 417؛ ظ: ن.د، آخورسالار). و استناداً إلى ماكتبه المستوفي، فإن إدارة إصطبل المدفعية كانت في الواقع هي إدارة إصطبل الخيول الخاصة بسلاح المدفعية ومخزن الأسلحة، وكان رئيس إصطبل المدفعية دائماً أحد أفراد البلاط ويعدّ جزءاً من الأُسَر السلطانية إلى حدّ ما. وكان رؤساء إصطبل المدفعية يديرون أحياناً قطعان الخيول الحكومية، سواء في أطراف طهران، أم على حدود مغان، وكانوا يستخدمون خيولها إذا ما أرادوا إرسال مدافع إلى مكان ما أحياناً (ن.ص). 
و في الماضي عندما كان تقليد الاعتصام شائعاً كانت الإصطبلات السلطانية أحد الأماكن التي يُعتصم فيها (خالصي، 26). 

الإصطبل في الدولة العثمانية وآسيا الصغرى

كانت «إصطبل عامرة» و«إصطبل همايون» و«إصطبل شهنشاهي» و«إصطبل خاص» و«آخورخاص» و«إصطبل سلطاني» (پاكالين، II / 7-8؛ أوزون چارشيلي، 337)، عناوين تطلق على الموضع الذي تحفظ فيه الخيول السلطانية و الحكومية في العصر العثماني. و إن من البديهي القول إن العثمانيين كانوا قد أخذوا إدارة الإصطبلات وتنظيمها من سلاجقة آسيا الصغرى وأضافوا إليها أساليب المماليك أيضاً (IA,VIII / 348). 
وكان «إصطبل عامرة» يقسم إلى قسمين كبير وصغير تقع إدارتهما على عاتق «مير آخور» (= رئيس الإصطبل) الأول، أو الكبير (الآقسرائي، 70؛ «مختصر...»، 44). أما «مير آخور» الثاني و«الكدخدائيّون» الذين كانوا مساعدين له و«البلوكباشية» والأمناء والكتّاب و«روزنامه جي» (= مسؤول الحسابات اليومية)، فقد كانوا يشرفون مالياً على نفقات العلوفة (پاكالين، IA، ن.صص)؛ وكان السرّاج و نصّاب الحذوة والجمّال و سائس البـغال والمسؤول عن البرذعات وعمـال الإصطبـل ــ آت أوغلانلاري، تاي آقالاري ــ فقد كانوا يعدّون مسؤولين عن تربية الفِلو؛ وكان «يونت أوغلانلاري» مسؤولين عن العناية بأنثى الحصان، وكانت جميعها تعدّ من مداخيل «إصطبل عامرة» والذين كانوا يدعون «آخور خلقي» ــ عمال الإصطبـل ــ حيث كانوا يعملون تحت إشراف «مير آخور الكبير» (IA,VIII / 348-349). 
وكان «إصطبل عامرة»، أو «آخور خاص» يقع في داخل سور قصر طوب قاپو، كما كان سرج خيول الملك وزينتها أيضاً تحفظ في نفس المكان. وفضلاً عن ذلك، فقد كانت توجد في القسم الساحلي من قصر طوب قاپو (القصر الجديد) أيضاً إصطبلات. وفي الموضع الذي يسمى اليوم في إستانبول، «آخور كاپي» كانت تقع الإصطبلات الخاصة برجال البلاط و الحكومة (ن.ص). 
و في 1251ه‍ / 1835م و بالتغييرات التي أُدخلت على النظام الإداري للدولة العثمانية خلال حكم السلطان محمود الثاني، اختلفت إدارة الإصطبلات أيضاً، و تحول لقب «مير آخور» إلى «مدير إصطبل عامرة» (ن.ص؛ پاكالين، II / 8). و ينبغي التذكير أن «إصطبل عامرة» و «ميرآخور» كان يتمتع في الدولة العثمانية خلال القرن 10ه‍ / 16م بأهمية يُعَدّ معها مير آخور من رجال البلاط و المقربين من السلطان لدرجة أن بعض هؤلاء بلغوا الصدارة العظمى أيضاً (IA,VIII / 348). و كانت خيول البلاط و رجاله تُربى في الأراضي و المراعي الواقعة في أطراف إستانبول و التي أصبحت من ممتلكات «إصطبل عامرة» (پاكالين، II / 7). 

المصادر

 الآقسرائي، محمود، مسامرة الأخبار و مسايرة الأخيار، تق‍ : عثمان توران، أنقرة، 1943م: ابن الخطيب، محمد، أعمال الأعلام، تق‍ : ليفي پروفنسال، بيروت، 1956م؛ ابن الزبير، أحمد، الذخائر والتحف، تق‍ : محمد حميدالله، الكويت، 1959م؛ ابن‌ شاهين الظاهري، خليل، زبدة كشف الممالك، تق‍ : ب. راويس، باريس، 1894م؛ ابن الطوير، عبد السلام، نزهة المُقلتين، تق‍ : أيمن فؤاد سيد، شتوتغارت، 1412ه‍ / 1992م؛ ابن‌ عبد ربه، أحمد، العقد ‌الفريد، تق‍ : عبد المجيد الترحيني، بيروت، 1404ه‍ / 1983م؛ ابن‌ الفرات، محمد، تاريخ، تق‍ : قسطنطين زريق ونجلاء عز الدين، بيروت، 1942م؛ اعتماد السلطنة، محمد حسن، المآثر و الآثار، طهران، 1307ه‍ ؛ برهان قاطع، محمد حسين بن خلف التبريزي، تق‍ : محمد معين، طهران، 1361ش؛ تذكـرة الملوك، تق‍ : محمـد دبير سياقـي ، طهـران، 1332ش؛ الجواليقـي، موهـوب، المعرَّب، طهران، 1966م؛ الجوهري، الصحاح، بيروت، 1404ه‍ / 1984م؛ حمزة الأصفهاني، تاريخ سنيّ ملوك الأرض و الأنبياء، برلين، 1304ه‍ ؛ م.ن، التنبيه على حدوث التصحيف، تق‍ : محمد أسعد طلس، دمشق، 1388ه‍ / 1968م؛ خالصي، عباس، تاريخچۀ بست نشيني، طهران، 1366ش؛ الخليل بن أحمد الفراهيدي، كتاب العين، قم، دار الهجرة؛ الخوارزمي، محمد، مفاتيح العلوم، تق‍ : إبراهيم الأبياري، بيروت، 1409ه‍ / 1989م؛ الدقدوقي، وفيق، الجندية في عهد الدولة الأموية، بيروت، 1406ه‍ / 1985م؛ السخاوي، علي، سفر السعادة، تق‍ : محمد أحمد الدالي، دمشق، 1403ه‍ / 1983م؛ السورآبادي، عتيق، تفسير قرآن كريم، طهران، بنياد فرهنگ إيران؛ شاردن، جان، سياحت نامه، تج‍ : محمد عباسي، طهران، 1336ش؛ شپولر، بارتولد، تاريخ إيران در قرون نخستين إسلامي، تج‍ : مريم مير أحمدي، طهران، 1369ش؛ الصابي، هلال، رسوم دار الخلافة، تق‍ : ميخائيل عواد، بغداد، 1383ه‍ / 1964م؛ م.ن، الوزراء، تق‍‌ : عبد الستار أحمد فراج، القاهرة، 1958م؛ الصولي، محمد، الأوراق، أخبار الراضي بالله والمتقي لله، تق‍ : ج. هيورث دن، القاهرة، 1355ه‍ / 1936م؛ فخر مدبر، محمد،آداب الحرب والشجاعة،تق‍ : سهيلي الخوانساري، طهران، 1346ش؛ الفردوسي، شاهنامه، تق‍ : جول مل، طهران، 1369ش؛ فلسفي، نصر الله، زندگاني شاه عباس أول، طهران، 1344ش؛كارنامۀ أردشير بابكان، تج‍ : بهرام فره وشي، طهران، 1354ش؛ كريستن سن، آرثر، إيران در زمان ساسانيان، تج‍ : رشيد ياسمي، طهران، 1345ش؛ كمپفر، ا.، سفرنامه، تج‍ : كيكاووس جهانداري، طهران، 1360ش؛ «مختصر سلجوق نامۀ ابن بي بي»، أخبار سلاجقۀ روم، تق‍ : محمد جواد مشكور، طهران، 1350ش؛ المستوفي، عبدالله، شرح زندگاني مَن، طهران، 1341ش؛ المقريزي، أحمد، اتعاظ الحنفاء، تق‍ : جمال الدين الشيال، القاهرة، 1387ه‍ / 1967م؛ م.ن، السلوك، تق‍ : محمد مصطفى زيادة، القاهرة، 1958م؛ مينورسكي، فلاديمير، سازمان إداري حكومت صفوي، تج‍ : مسعود رجب نيا، تق‍ : محمد دبير سياقي، طهران، 1334ش؛ ناصر خسرو، سفرنامه، تق‍ : محمد دبير سياقي، طهران، 1356ش؛ النرشخي، محمد، تاريخ بخارا، تق‍ : مدرس رضوي، طهران، 1362ش؛ نظام الملك، حسن، سير الملوك (سياست نامه)، تق‍ : هيوبرت دارك، طهران، 1355ش؛ الهريري، أحمد، فهرست خطط مصر، القاهرة، المعهد العلمي الفرنسي؛ اليعقوبي، أحمد، «البلدان»، مع الأعلاق النفيسة لابن رسته، تق‍ : دي خويه، ليدن، 1891م؛ و أيضاً:

EI2; Fraenkel, S., Die aramäischen Fremdwörter im Arabischen, Hildesheim, 1962; IA; Pakalın, M. Z., Osmanlı tarih deyimleri ve terimleri sözlüğü, Istanbul, 1946; UzunçarŞılı, İ.H., Osmanlı devlet teԫkilâtına medhal, Ankara, 1984.

عبد الأمير سليم / ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: