الاصطخري، ابو سعید

اَلْإصْطَخْريّ، أبوسعيد الحسن بن ‌أحمد (244- 328ه‍ / 858- 940م)، فقيـه شافعي. لايعرف شيء عن مسقـط رأسـه ودراستـه و حياته في فترة صباه، لكن يبدو من انتسابه إلى إصطخر، أنه ربما يكون قد أمضى فترة فيها. تعلم الإصطخري الفقه على تلامذة المزني والربيع بن سليمان (الذهبي، سير، 15 / 252)، و سمع الحديث من محدثين مثل سعدان بن نصر وحفص بن عمرو الربالي و أحمد بن منصور الرمادي و أحمد بن حازم ابن أبي غرزة و حنبل بن إسحاق و محمد بن عبد الله بن نوفل، وروى عنه الحديث علماء مثل الدارقطني و ابن شاهين ومحمد بن المظفر البغدادي و يوسف بن عمر القواس وأبي الحسن ابن الجندي (الخطيب، 7 / 268؛ الذهبي، ن.م، 5 / 251؛ السبكي، 3 / 230). و قد أورده العبّادي في عداد الطبقة الثالثة من الفقهاء الشافعية (صص 61، 66؛ قا: ابن قاضي شهبة، 1 / 109-110). 
وكان الإصطخري في الفقه من الشهرة ما جعله يذكر في العراق بألقاب مثل الفقيه المقدم (ابن النديم، 267) والعلّامة وشيخ الشافعية (الذهبي، العبر، 2 / 29؛ اليافعي، 2 / 290؛ أيضاً ظ: الخطيب، 7 / 269). 
وكان ابن سريج (ن.ع) من منافسيه، كما جرت مناظرة حادة بينهما (ظ: ن.ص).
كان الإصطخري لفترة قاضياً على قم، و قد هبّ لمعارضته سكانها الذين كانوا شيعة بسبب كيفية قضائه في تقسيم الإرث، فهرب إلى همذان خوفاً على حياته (ظ: السبكي، 3 / 233). و على عهد الخليفة العباسي المقتدر (295-320ه‍(، عُيِّن قاضياً على سجستان (الإسنوي، 1 / 46)، و في تلك الفترة (أبو يعلى، 295؛ الماوردي، 283) كان يتولى رئاسة حسبة بغداد أيضاً. و قد أحرق مراكز اللهو واللعب في سوق المدينة (أيضاً ظ: الخطيب، ن.ص). كما كان على عهد الخليفة العباسي القاهر (320-322ه‍( يحظى بمنزلة رفيعة لديه. و قد استفتاه القاهر بشأن الصابئة، ولكونه تصوّرهم عبدة للنجوم ومخالفين لليهود والنصارى، فقد أفتى بقتلهم (ن.ص). 
وكان الإصطخري يجتهد أحياناً في المسائل الفقهية بشكل يتجاوز مبادئ وقواعد الفقه الشافعي (كمثال، ظ: السبكي، 3 / 231؛ 233؛ الخطيب، ن.ص) وكانت له آراء غريبة في بعض المواضع، وربما كان ذلك هو الذي أدى إلى اتهامه بزلات كثيرة في القواعد الفقهية (السبكي، 3 / 232). و قد أورد السبكي بعض آرائه الخاصة (ظ: 3 / 234-253). توفي في جمادى الآخرة سنة 328‍ ودفن في باب الحرب ببغداد (السمعاني، 1 / 287). 
لايتوفر شيء من مؤلفات الإصطخري، لكن فيما يلي أسماء بعض آثاره: 1. أدب القضاء، في مجلد واحد كبير (ابن قاضي شهبة، 1 / 110) الفريد من نوعه والدال على سعة علمه (الخطيب، ن.ص؛ ابن كثير، 11 / 193). و قد أورد ابن خلكان من بين آثاره كتاب الأقضية (2 / 74)، الذي يغلب كثيراً على الظن أنه هو نفسه أدب القضاء؛ 2. الشروط والوثائق والمحاضر و السجلات؛ 3. كتاب الفرائض الكبير (ابن النديم، ن.ص). 

المصادر

ابـن خلكان، وفيـات؛ ابـن قاضـي شهبـة، أبوبكر، طبقـات الشافعيـة، تق‍ : عبد العليم خان، بيروت، 1407ه‍ / 1987م؛ ابن كثير، البداية؛ ابن النديم، الفهرست؛ أبو يعلى، محمد، الأحكام السلطانية، تق‍ : محمد حامد الفقي، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ الإسنوي، عبد الرحيم، طبقات الشافعية، تق‍ : عبد الله الجبوري، بغداد، 1390ه‍ / 1970م؛ الخطيب البغدادي، أحمد، تاريخ بغداد، القاهرة، 1349ه‍ / 1931م؛ الذهبي، محمد، سير أعلام النبلاء، تق‍ : شعيب الأرنؤوط و آخرون، بيروت، 1404ه‍ / 1984م؛ م.ن، العبر، تق‍ : محمد السعيد بن بسيوني زغلول، بيروت، 1405ه‍ / 1985م؛ السبكي، عبد الوهاب، طبقات الشافعية الكبرى، تق‍ : محمود محمد الطناحي و عبد الفتاح محمد الحلو، القاهرة، مطبعة عيسى البابي الحلبي؛ السمعاني، عبدالكريم، الأنساب، تق‍ : عبدالرحمان المعلمي اليماني، حيدر آباد الدكن، 1382ه‍ / 1962م؛ العبادي، محمد، طبقات الفقهاء الشافعية، ليدن، 1964م؛ الماوردي، علي، الأحكام السلطانية،تق‍ : محمد فهمي السرجاني، القاهرة، المكتبة التوفيقية؛ اليافعي، عبدالله، مرآة الجنان، بيروت، 1390ه‍ / 1970م.

علي أكبر ضيائي / ه‍