الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / الأصفر /

فهرس الموضوعات

الأصفر


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/29 ۱۱:۰۰:۵۳ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَصْفَر، كلمة عربية عدّها اللغويون العرب من الأضداد (أبو الطيب، 1 / 424)، أو شبيهة بالأضداد (ابن الأنباري، 160)، ولذا أخذت أحياناً بمعنى الأسود. كما أن مفسري القرآن لدى تفسيرهم الآيات التي استخدمت فيها هذه الكلمة (البقرة / 2 / 69؛ المرسلات / 77 / 33)، فسّروها بالمعنيين مع اختلاف. ووردت هذه الكلمة في الشعر العربي القديم أحياناً بمعنى الأسود أيضاً (ظ: ابن الأنباري، 160-161؛ الطبرسي، 1 / 268-269، 10 / 634؛ البغدادي، 5 / 424). 
و قد تكررت هذه الكلمة في الشعر الجاهلي والإسلامي بشكل تركيب إضافي: بنو الأصفر، أو بنات الأصفر، كما جاء في شعر عدي بن زيد وأبي تمام وأبي نواس (ظ: أبو تمام، 1 / 79؛ ابن قتيبة، عيون...، 1 / 48؛ ابن المعتز، 196؛ المسعودي، مروج...، 2 / 294؛ الشابشتي، 100؛ الهمداني، 167، 200)، و في النصوص التاريخية مراراً (ظ: ابن هشام، التيجان، 220؛ الطبري، 2 / 648؛ البلعمي، 1 / 263؛ المسعودي، أخبار...، 93؛ ابن الأثير، الكامل، 1 / 126)، و كان المقصود من بني الأصفر في جميعها، الرومان، أو اليونانيين. كما ورد في الأحاديث النبوية ذكر لحرب بني الأصفر للمسلمين في معركة تبوك، ووعد بنيل خزائن كسرى وبني الأصفر (أحمد بن حنبل، 2 / 174، 6 / 22، مخ‍ ؛ ابن ماجة، 2 / 1371؛ الواقدي، 3 / 992، مخ‍ ؛ ابن هشام، السيرة...، 4 / 159؛ علي، 2 / 527). 
و قد عُدّ شعب إسبانيا أحياناً من بني الأصفر (ابن قتيبة، المعارف، 39؛ الطبري، 1 / 317). و لذا أُطلق هذا الاسم فيما بعد على جميع الأوروبيين وبشكل خاص شعب الأندلس. ورأى غولد‌تسيهر أن تسمية تاريخ إسبانيا بتاريخ الصُّفر إنما هو لهذا السبب (EI1). 
ورد في تاج العروس (ظ: مادة صفر) أن بني الأصفر يُدعون اليوم مسقووليه (أقرب الاحتمالات أنها مسكوي: أهل مسكو؛ عن شكل موسقوه على هيئة مسكو، ظ: مثلاً سامي، 6 / 4473). يقول لامنس الذي كان بين النُّصيرية أواخر القرن 19م إنهم كانوا يدعون إمبراطور روسيا بالملك الأصفر (EI1). 
رأى بعض علماء النسب أن الأصفر كان لقب عيسو بن إسحاق (ظ: ابـن هشـام، التيجـان، ن.ص؛ الخطيـب، 1 / 79؛ هـوار، 190)، و عدّه آخرون لقب روم (روميل) بن عيسو، أو حفيده (ابن قتيبة، ن.م، 38؛ اليعقوبي، 1 / 146؛ الطبري، ن.ص). كما رأى فريق أن الأصفر (في الترجمة السبعينية لسفر التكوين، 36: 11؛ أيضاً حمزة، 46: صوفر؛ ظ: EI1)، هو اسم حفيد عيسو ووالد روميل (الترجمة السبعينية لسفر التكوين، 36: 10: رؤئيل؛ ظ: EI1)، جدّ الروم (المسعودي، مروج، ن.ص؛ EI1؛ قا: تاج العروس)، ولهذا سُمي الروم بني الأصفر؛ لكن البعض فسر هذه التسمية بشكل آخر: تحدثوا مثلاً عن كون الروم صفر الوجوه، أو كون عيسو (أدوم) وأبنائه سمر الوجوه (ابن قتيبة، ن.ص؛ الطبري، 1 / 318-319؛ البلعمـي، 1 / 263)، أو انبـروا لروايـة الأسـاطيـر بهـذا الشـأن (ظ: الخطيب، ن.ص؛ ابـن خلكان، 6 / 126؛ تاج العروس). 
و من الجانب الآخر، فإن البعض و في نفس الوقت الذي عدّوا فيه بني الأصفر من نسل عيسو، لكنهم رفضوا تطبيق ذلك على الـروم وأنكـروا انتسابهـم إلـى عيسو (ابـن حـزم، 511؛ أيضـاً ظ: حمزة، ن.ص؛ قا: ابن خلدون، 2(2) / 432). واستناداً إلى ابن حزم (ن.ص) فإن بقايا ذرية عيسو (بني الأصفر) كانوا يسكنون في جبال الشراة ــ منطقة بين الشام و الحجاز ــ و كانوا هم هدف النبي (ص) في غزوة تبوك، و قد انقرضوا فيما بعد. 
واستناداً إلى تفسير دي ساسي الذي قبله إردمان أيضاً، فإن الأصفر هي ترجمة حرفية لاسم أسرة فلاوين من أباطرة الروم والذي عُمم فيما بعد على جميع الشعوب الأوروبية (ظ: إردمان، 237-241 ؛EI1). 
و على أية حال و بإزاء هذه التسمية أشير إلى العجم (الإيرانيين بشكل خاص) بوصف الأحمر و العرب بوصف الاسود، أو الأخضر (ظ: البلاذري، 280؛ ابن الأثير، المبارك، 1 / 437؛ غـولـدتسيهـر، 268). كـمـا أن النبـي (ص) تحـدث ــ بحسـب روايـة ــ عن العرب و جيرانهم آنذاك بأسماء الأخضر و الأحمر و الأصفر (ابن الأثير، أسد الغابة، 1 / 274). 

المصادر

ابن الأثير، علي، أسد الغابة، طهران، المكتبة الإسلامية؛ م.ن، الكامل؛ ابن الأثير، المبارك، النهاية، تق‍‌ : طاهر أحمد الزاوي و محمود محمد الطناحي، القاهرة، 1383ه‍ / 1963م؛ ابن الأنباري، محمد، الأضداد، تق‍ : محمد أبو الفضل إبراهيم، الكويت، 1960م؛ ابن حزم، علي، جمهرة أنساب العرب، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ ابن خلدون، العبر؛ ابن خلكان، وفيات؛ ابن قتيبة، عبد الله، عيون الأخبار، بيروت، 1343ه‍ / 1925م؛ م.ن، المعارف، تق‍ : ثروت عكاشة، القاهرة، 1380ه‍ / 1960م؛ ابن ماجة، محمد، سنن، إستانبول، 1401ه‍ / 1981م؛ ابن المعتز، عبدالله، طبقات الشعراء، تق‍ : عبد الستار أحمد فراج، القاهرة، 1375ه‍ / 1956م؛ ابن هشـام، عبـدالملك، التيجـان، حيـدرآبـاد الدكـن، 1347ه‍ ؛ م.ن، السيـرة النبويـة، تق‍ : مصطفى السقا و آخرون، القاهرة، 1355ه‍ / 1936م؛ أبو تمام، حبيب، ديوان، مع شرح الخطيب التبريزي، تق‍ : محمد عبده عزام، القاهرة، 1951م؛ أبو الطيب اللغوي، عبد الواحد، الأضداد في كلام العرب، تق‍ : عزت حسن، دمشق، 1382ه‍ / 1963م؛ أحمد بن حنبل، مسند، إستانبول، 1402ه‍ / ‍1982م؛ البغدادي، عبد القادر، خزانة الأدب، القاهرة، 1404ه‍ / 1984م؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، تق‍ : دي‌خويه، ليدن، 1865م؛ البلعمي، محمد، تاريخ، تق‍ : محمد تقي بهار، طهران، 1353ش؛ تاج العروس؛ حمزة الأصفهاني، تاريخ سنيّ ملوك الأرض و الأنبياء، برلين، 1304ه‍ ؛ الخطيب التبريزي (ظ: هم‍ ، أبو تمام)؛ سامي، شمس الدين، قاموس الأعلام، إستانبول، 1306ه‍ / 1889م؛ الشابشتي، علي، الديارات، تق‍ : كوركيس عواد، بغداد، 1386ه‍ / 1966م؛ الطبرسي، الفضل، مجمع البيان في تفسير القرآن، تق‍ : هاشم الرسولي المحلاتي و فضل الله الطباطبائي، بيروت، 1408ه‍ / 1988م؛ الطبري، تاريخ؛ علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، بغداد، 1969م؛ القرآن الكريم؛ الكتاب المقدس؛ المسعودي، علي، أخبار الزمان، بيروت، 1386ه‍ / 1966م؛ م.ن، مروج الذهب، تق‍ : دي مينار، باريس، 1914م؛ الهمداني، محمد، تكملة تاريخ الطبري، تق‍ : ألبرت يوسف كنعان، بيروت، 1381ه‍ / 1961م؛ الواقدي، محمد، المغازي، تق‍ : مارسدن جونس، لندن،1386ه‍ / 1966م؛ اليعقوبي، أحمد، تاريخ، بيروت، 1379ه‍ / 1960م؛ و أيضاً:

EI1; Erdmann, F., «Über die sonderbare Benennung der Europäer, Benu-l-asfar», ZDMG, 1848, vol. II; Goldziher, I., Muslim Studies, tr. C. R. Barber and S. M. Stern, New York, 1977; Huart, C., «Nouvelles et Mélanges», JA, Paris, 1908, vol. XII.
محمد رضا ناجي / م

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: