الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أشکنجي /

فهرس الموضوعات

أشکنجي


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/27 ۱۲:۲۴:۰۱ تاریخ تألیف المقالة

أَشْكِنْجي،   أو أشكينجي، أشكُنجي، مصطلح في المؤسسة العسكرية للحكومة العثمانية و يعني الجندي المتأهِّب للقتال، وكذلك اسم جيش مؤلف من أفراد متدربين على الأسلوب الأوروبي على عهد محمود الثاني (سل‍‍ 1223-1255ه‍/ 1808-1839م).
و تعني كلمة أشكن، أو أشكين، الراكض و الجاري و الحصان السريع (الكاشغري، 1/100؛ سامي، 119)، من المصدر أشمك بمعنى السعي و المسارعة إلى القتال (ن.ص)، و إرسال الجند في مهمة، أو تغيير مواضعهم (پاكالين، I/563)، التي تعني بالتركية العثمانية الملازمة (سامي، 1399؛ EI2,II/714)، والأشكنجي: البريد المسرع الفارس (الكاشغري ن.ص). 
و كانت أشكنجي تطلق في الجيش العثماني على الجندي الذي يلتحق بالجيش في خروجه لحملة من الحملات (اوزون چارشيلي، I/430,456). كما كانت في تنظيمات الإنكشارية جماعة، أو منظمة باسم «اشكينجي أجاغي» أيضاً (ظ: پاكالين، I/560). وكانت أشكنجي تطلق بشكل خاص على جنود الاحتياط  
الذين يُختارون من بين الرعايا و يُجَهّزون للقتال («دائرة المعارف...»، XI/469)، و يقع عبء نفقاتهم في الحرب على عواتق أولئك الرعايا (EI2، ن.ص). و في نظام ملكية الأراضي المعمول به في الدولة العثمانية والذي كان يسمى «تيمار» (= نوع مـن الإقطاع يلزم صاحبه الذهاب راكباً إلى الحرب)، كان مالكو الـ «تيمار» أيضاً يُدعون أشكينجي (صورت...، 63,108-109؛ أيضاً EI2 ، ن.ص). و كان فريق من أصحاب «التيمار» الذين يسمون «مُلك تيمار» (ظ: پاكالين، II/613) لايشاركون بأنفسهم في الحروب، بل يبعثون نيابةً عنهم أشخاصاً بوصفهم أشكينجيين و يُدعى واحدهم «جبه لو» (= المسلَّح) («دائرة المعارف»، EI2 ، ن.صص). و كان ذلك الفريق من أصحاب التيمار الذين يقيمون في المقرات و القلاع بدلاً من الاشتراك في الحروب يدعى واحدهم «محافظاً» و «قلعه آري» (اينالجيك، مقدمة، 23، ها 124؛EI2، ن.ص). كما كانت تلك المجموعة من أفراد الجيش التي تمارس الأعمال غير‌القتالية مثل المسلّم و اليايا و الياماق واليوروك و ... مكلَّفين بتسليم الدولة سنوياً عدداً معيناً من الأشكينجية. و كانت هذه الفرق غير‌القتالية التي تُنظم في مجاميع ذات 5، أو 10، أو 24-30 شخصاً، تختار من بينها 3، أو 5 أشخاص أشكينجيين من كل مجموعة و ترسلهم إلى الجيش، بينما يُعدّ بقية الأفراد قوات احتياط («دائرةالمعارف»، ن.ص؛ ميدان لاروس، IV/401). و كان الأشكنجيون العائدون لفريق الدعم، يمارسون في الخطوط الخلفية للقتال أعمالاً مثل إقامة الجسور وتمهيد الطرق و بناء الأبراج والأسوار و غير ذلك (ن.صص). 
و على عهد محمد الفاتح كان الياماقيون يؤمِّنون نفقات الأشكنجيين. و معدل هذه النفقات التي تُدعى «خرج ليق» (النفقات)، أو «رسم أغنام»، كان 50 آقچة لكل ياماق تدفع في الحرب و السلام. و على عهد بايزيد الثاني قُرِّر أن يُدفع هذا المبلغ لمرة واحدة و في حالة الهجوم فقط (ن.صص؛ EI2 ، ن.ص). و لأجل توفير نفقات طعام كل واحد من الأشكنجيين الذين يشاركون في الحروب كانت تدفع مسكوكتا ذهب في الحروب إلى صندوق الوحدة التي كانوا أعضاء فيها (ميدان لاروس، ن.ص). و في شبه جزيرة البلقان كان يشترك في الحرب من كل 10 أسر، شخص واحد بكامل عُدَّته بوصفه أشكنجياً. و كان هؤلاء الأشكنجيون يُسمون وويْ نوق (إينالجيك، فاتح...، 154؛ إرجان، 49). و كان الأشكنجيون مسلحين بالأقواس و السهام و الدروع، و كانت هناك خيمة و فرس واحد تحت تصرف كل 10 أشخاص (EI2,II/715). و في القرن 9ه‍/15م كان الأشكنجيون يشكلون السواد الأعظم من الجيش العثماني. و لغرض زيادة عدد أفراد الجيش العثماني و قدرته القتالية، أصدر السلطان محمد الفاتح في رمضان 881/كانون الأول 1476 أمراً فُرض بموجبه على مُلّاك الأراضي الموقوفة و الأملاك الخاصة أيضاً أن يرسلوا أشكنجيين. و فيما بعد نُفِّذ مضمون هذا الأمر في أرجاء الإمبراطورية و خاصة في الأناضول الوسطى و الشمالية و كان هذا النوع من الأملاك يدعى «أشكنج لو» (ن.ص). 
و في فترة ما كانت رواتب الأشكنجيين تدفع على شكل أوراق و قسائم تسمى «أشكنجي أسامه سي». و تقديراً لخدمات الأشكنجيين في فتح قلعة آناپولي في شبه جزيرة موره سنة 1152ه‍/ 1739م، سمحت الحكومة العثمانية لمن لديهم هذه القسائم بالتقاعد من الخدمة. و قد أدى بيع هذه القسائم و استبدالها بأوراق نقدية إلى إلحاق أضرار بخزينة الدولة (پاكالين، I/562). و قد حافظت تنظيمات و تشكيلات الأشكنجيين على أهميتها حتى منتصف القرن 10ه‍/16م بوصفها النواة الأساسية للجيش العثماني. و مع اتساع نطاق استخدام الأسلحة النارية في المؤسسة العسكرية قلّت أهمية الأشكنجيين تدريجياً. 
و على عهد سليم الثالث جوبه برنامجه للإصلاحات العسكريـة ـ الإدارية بمعارضة الإنكشاريين و تمردهم، و قد دفع حياته ثمناً لذلك. لكن البذرة التي غرسها آتت أكلها بعد 18 سنة على عهد محمود الثاني (أوزون چارشيلي، II/268). و كان عجز الإنكشاريين عن الدفاع عن هيمنة الدولة في مواجهة الأعداء الخارجيين و إخماد الاضطرابات الداخلية و الثورات (م.ن، I/532؛ شاو، 2/51؛ باربر، 126) من جهة، و بزوغ نجم الجيش المتدرب لمحمد‌علي باشـا المصري، المعروف بـ «جهادية» (أحمد راسم، 4/1805) من جهة أخرى، يظهر أهمية تأسيس جيش مدرب وفق الأساليب الحديثة (أوزون چارشيلي، I/532-533؛ باربر، ن.ص). ولهذا عقد السلطان محمود العزم على تأسيس جيش حديث باسم أشكنجي من خلال اختياره أفراداً من بين صفوف الإنكشاريين. وبغية الوثوق بتعاون القادة الإنكشاريين من ذوي الرتب العليا، جرى الاتصال بهم، و تمّ تبادل وجهات النظر بشأن صدور فتوى بضرورة تعلّم المبادئ و الفنون القتالية و التعرف إلى الأسلحة الحديثة، و ذلك بين رجال الدولة و رؤساء الدواوين و الصدر الأعظم و شيخ الإسلام (جودت، 12/263-266)، و تم تدوين قانـون تشكيل الجيش الحديـث، المعروف بـ «لايحۀ أشكنجي» وصدر بذلك «خط همايون» (مرسـوم سلطانـي) (ن.ص؛ أوزون ـ چارشيلي، I/534-536). 
و بعد المصادقة على القانون بفترة، أوكلت مهمة تدريب الجيش الحديث إلى المعلمين و المدربين المصريين (هامرپورغشتال، 5/3666). كما تمّ اختيار قادة الجيش الحديث الذين كانوا يدعون «أشكنجي ناظري»، أو «أشكنجي نفراتي ناظري» (پاكالين،I/563). و عقب 3 أيام من بدء التدريب، أقدم الإنكشاريون الذين كانوا يرون في تشكيل الجيش الأشكنجي خطراً يتهددهم، على رفع راية العصيان بهجومهم على منازل قادة الجيش و بقية رجال الدولة (جودت، 12/154 ومابعدها؛ شاو، 2/53؛ أوزون چارشيلي، I/607-608). لكن السلطان محموداً الذي كان قد توقّع ردود أفعال كهذه و أعدّ لذلك جيشاً مؤلفاً من 000,14 مقاتل، أصدر أمراً بالتصدي لهم، فقُمع الجيش الإنكشاري (باربر، ن.ص؛ شاو، 2/53-54؛ أوزون ـ چارشيلي، ن.ص). و تعرف هذه الحادثة في التاريخ العثماني باسم «واقعۀ خيريه» (ن.صص). و بهذا انحلّ الجيش الإنكشاري. و إثر ذلك و بعد فترة قصيرة تم حل الجيش الأشكنجي أيضاً و أُسس بدلاً منه جيش جديد باسم«عسكر منصورۀ محمديه» (فوسينيج، 33؛ «دائرة‌المعارف»،XI/471). 

المصادر

أحمد راسم، عثمانلي تاريخي، إستانبول، 1327- 1329ه‍ ؛ باربر، نوئل، فرما‌نروايان شاخ زرين،تج‍ :عبدالرضا هوشنگ مهدوي، طهران، 1364ش؛ جودت، أحمد، تاريخ، إستانبول، 1309ه‍ ؛ سامي، شمس الدين، قاموس تركي، إستانبول، 1317ه‍ ؛ شـاو، أ. ج. و أ.ك. شــاو، تاريـخ إمپراتـوري عثمانـي وتركيـۀ جديـد،تج‍ : محمود رمضان‌زاده، مشهد، 1370ش؛ فوسينيج، وين، تاريخ إمپراتوري عثماني، تج‍ : سهيل آذري، طهران، 1346ش؛ الكاشغري، محمود، ديوان لغات الترك، إستانبول،1333ه‍ ‍؛ هامرپورغشتال، يوزف، تاريخ إمپراتوري عثماني، تج‍ : زكي علي‌آبادي، طهران، 1369ش؛ و أيضاً:

EI2; Ercan, Y., Osmanlı imparator luğunda Bulgarlar ve Voynuklar, Ankara, 1989; İnalcık, H., Fatih devri üzerinde tetkikler ve vesikalar, Ankara, 1987; id, introd. (vide: Sûret-i…); Meydan-Larousse, Istanbul, 1987; Pakalın, M.Z., Osmanlı tarih deyimleri ve terimleri sözlüğü, Istanbul, 1946; Sûret-i defter-i sancak-i Arvanid, ed. H. İnalcık Ankara, 1987; Türkiye dianet vakfı İslâm ansiklopedisi, Istanbul, 1995; UzunçarŞılı, İ. H., Osmanlı devleti teŞkilâtından Kapukulu ocakları, Ankara, 1984.

علي أكبر ديانت/ ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: