أشیر
cgietitle
1442/9/28 ۰۸:۲۱:۱۲
https://cgie.org.ir/ar/article/236313
1445/3/20 ۰۲:۲۸:۵۱
نشرت
8
أَشير، مدينة قديمة في شمال أفريقيا. وردت أشير أيضاً بأشكال آشير (ابنخلكان، 2 / 343؛ النويري، 24 / 160؛ نويهض، 197)، و آشَر (ابنالخطيب، 229). و كانت مشهورة باسم أشير زيري (الإدريسي، 1 / 254؛ ابن عبد المنعم 60؛ جوليان، 87). كانت أشير مدينة حصينة (ابنحوقل، 90؛ أبوعبيد، 60)، ارتفاعها حوالي 400,1 متر عن مستوى سطح البحر، تقع في منطقة جبلية (جبال تيتري)، على بعد 92كم إلى الجنوب الشرقي من بلاد الجزائر (العربي، 52، 53) في منطقة تاهرت (مؤنس، 158). و نظراً لموقعها المتميز (العربي، 52)، لعبت هذه المدينة دوراً أساسياً في التطورات التاريخية لمنطقة إفريقية الغربية و شمالي أفريقيا خلال النصف الأول من القرن 4ه / 10م (EI2,I / 699).نسب إنشاء هذه المدينة إلى زيري بن مناد زعيم قبيلة صنهاجة (ياقوت، 1 / 286؛ ابن عذاري، 1 / 224؛ الدمشقي، 237؛ أبوعبيد، ن.ص)، حيث أنشأها سنة 324ه / 936م على عهد القائم بأمر الله نجل المهدي (النويري، 24 / 160-161؛ زبيس، 81-82؛ العربي، 48؛ الجيلالي، 1 / 220). فقد استدعى زيري بن مناد المعمارين و النجارين من مدن طُبْنة و مسيلة و سوق حمزة (بويرة)، كما أرسل القائم بأمر الله إليه صناعاً مَهَرَة لهذا الغرض (النويري، العربي، ن.صص). و شكّل إنشاء هذه المدينة منعطفاً في الصراعات التي كانت قد نشبت بين بربر الجبال (أنصار فاطميي إفريقية) و قبيلة زناتة (أنصار الأمويين) (ظ: ياقوت، ن.ص؛ النويري، 24 / 163 و ما بعدها؛ ابنخلدون، 6 / 204-205؛ EI2 ، ن.ص). و عقب موت زيري في 360ه / 971م (ابنخلدون، ن.ص)، بادر الخليفة الفاطمي المعزّ بن المنصور سنة 361ه عندما غادر إفريقية متوجهاً إلى القاهرة، إلى تعيين بلكين بن زيري حاكماً على إفريقية و دعا الناس إلى إطاعته (ابنخلكان، 1 / 286). فنقل يوسف بلكين مقرّ الحكم من أشير إلى القيروان حاضرة إفريقية (المقدسي، 184؛ ابنخلدون، 6 / 206). و عدّ البعض بلكين مؤسساً لسلالة بنيزيري (هوغ، 74). و قد بنى سنة 370ه قلعة قرب أشير (ياقوت، 4 / 163-164). و فضلاً عن ذلك، فقد نُسب إليه بناء حصن مدينة أشير (أبوعبيد، ن.ص). و ربما كانت هذه الإجراءات هي ما أدى إلى أن ينسب البعض بناء مدينة أشير إليه (ظ: ابن الأثير، الكامل، 8 / 623، 624؛ أيضاً EI2 ، ن.ص).و بعد وفاة بلكين في 373ه / 983م (زامباور، 109)، خلفه ابنه أبوالفتح المنصور أوائل سنة 374ه (ابن خلدون، 6 / 207- 208؛ سالم، 2 / 644) و حكم حتى وفاته في 386ه / 996م (ابن عذاري، 1 / 248؛ سالم، 2 / 645). و من بعده حلّ محلّه ابنه باديس و كان يكنى أبا مناد (ابن خلكان، 1 / 265؛ ابن الأثير، الكامل، 9 / 127). فقد تسلّم حكم الولاية من الحاكم بأمر الله في مصر (ابنخلكان، ن.ص). و في 387ه أقطع أشير لعمه حماد بن يوسف بلكين (ابنالأثير، ن.م، 9 / 128؛ ابنعذاري، 1 / 258). و منذ ذلك الحين أصبحت أشير عرضة للاضطرابات بشكل أكبر. فقد هاجمها ماكسن بن زيري (عم باديس) في 391 و392ه ، لكنه قتل برفقة أولاده في الحرب مع حماد (ابن الأثير، 9 / 154-155؛ النويري، 24 / 190-191). و في 440ه قام يوسف بن حماد بتدمير أشير خلال إغارته عليها (أبوعبيد، 60؛ ابنعذاري، 1 / 224). و في 468ه / 1076م أصبحت أشير تحت سلطة زناتة، و أعقب ذلك أن وقعت مرة أخرى بيد ابنحماد (EI2,I / 699 ). و قد أدى المرابطون الذين كانوا يريدون الهيمنة على بنيحماد، إلى أن تسقط هذه المدينة بيد محمد بن تينمار تاشفين سنة 495ه و يقوم بتدميرها مرة أخرى (الجيلالي، 1 / 285؛ أيضاً العربي، 203). و برغم أن أشير قد أُعيد بناؤها من جديد على أنقاض خرائبها بأيدي زعماء بنيحماد، لكن اسمها منذ ذلك الحين امّحى من صفحات التاريخ (EI2 ، ن.ص).و في الموقع الحالي لمدينة أشير آثار ثلاث مراكز حيوية منفصلة عن بعضها: الأول مَنْزَه و قلعة بنت السلطان الواقع في غرب أشير بجوار عين ماء تدعى عين يوسف؛ و محلان آخران يقعان في القسم الشرقي من أشير و يُدعيان يشير و بنيه. و من الآثار الباقية من هذه المدينة مسجد أشير و يقع في هذا الموضع (العربي، 53-54؛ أيضاً لقبال، 88). عُدّت أشير من المدن التي كانت تُتخذ مقراً للأمراء، و كان لها أهمية من الناحية الزراعية أيضاً (ياقوت، 1 / 286؛ غرابار، 143). و قد بقي في موضع مدينة أشير آثار لقصور و خانات وحمّامات (ابنخلدون، 6 / 204؛ EI2 ، ن.ص)؛ و من بين هذه الآثار قصر يختلف بوضوح عن القصور الأموية و العباسية (هوغ، 74). ويعدّ بناء هذا القصر الذي يعتبر من آثار الفاطميين النادرة في شمال أفريقيا، راجعاً إلى حوالي سنة 335ه / 947م و خاصاً بعصر سيادة سلالة بني زيري (إتينغهاوزن، 170، أيضاً 167-169). و هذا القصر بناء مستطيل الشكل أبعاده 72×40 متراً، ذو أبراج أحجامها متباينة حُوّلت بوابة الخروج فيه فحسب إلى مدخلين إلى موضع القصـر (ن.ص). و هو من حيث التخطيط و المتانة ذو قيمة فائقـة و معبِّر عن العمارة في شمال أفريقيا (ن.ص). و في الحقيقة، فإن الأنموذج المعماري لبني زيري و خاصـة «بيت زيري»، ظل يُعَدّ و إلى القرن 19م الأنموذج السائد للعمارة في أغلب أبنية السلالات التالية في المغرب (هوغ، ن.ص)؛ و قد لوحظت أيضاً أوجه شبه بين عمارة بني زيري في أشير و عمارة صقلية (م.ن، 113). و من بين علماء أشير و شخصياتها يمكن أن يُذكر: أبو عمران موسى بن حجاج بن أبي بكر الأشيري المتوفى 589ه / 1193م (نويهض، 196-197)، و أبومحمد عبدالله بن محمد الصنهاجي، المعروف بابن الأشيري (ابن الأثير، اللباب، 1 / 68؛ ياقوت، 1 / 287؛ أيضاً ابنتغري بردي، 5 / 372؛ الجيلالي، 1 / 304).
ابن الأثير، الكامل؛ م.ن، اللباب، بيروت، دار صادر؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، ليدن، 1938م؛ ابن الخطيب، محمد، أعمال الأعلام، تق : ليفي پروفنسال، بيروت، 1956م؛ ابنخلدون، العبر، تق : خليل شحادة، بيروت، 1981م؛ ابنخلكان، وفيات؛ ابن عبد المنعم الحميري، محمد، الروض المعطـار، تق : إحسـان عباس، بيروت، 1980م؛ ابنعذاري، أحمـد، البيان المغـرب، تق : رينهارت دوزي، ليـدن، 1848م؛ أبـوعبيـد البـكـري، عبـدالله، الـمسالك والممالك، تق : دوسلان، بغداد، مكتبة المثنى؛ الإدريسي، محمد، نزهة المشتاق، بيروت، 1989م؛ جوليان، ش. أ.، تاريخ أفريقيا الشمالية، تج : محمد مزالي و البشير بن سلامة، تونس، 1985م؛ الجيلالي، عبدالرحمان، تاريخ الجزائر العام، بيروت، 1403ه / 1983م؛ الدمشقي، محمد، نخبة الدهر، تق : مـرن، لايبزك، 1923م؛ زامباور، معجم الأنساب و الأسرات الحاكمة، تج : زكي محمد حسن و حسن أحمد محمود، بيروت، 1400ه / 1980م؛ سالم، عبدالعزيز، المغرب الكبير، بيروت، 1981م؛ العربي، إسماعيل، دولة بني حماد (ملوك القلعة و بجاية)، الجزائر، 1980م؛ لقبال، موسى، دور كتامة في تاريخ الخلافة الفاطمية، الجزائر، 1979م؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسيم، بيروت، 1408ه / 1987م؛ مؤنس، حسين، أطلس تاريخ الإسلام، القاهرة، 1987م؛ النويري، أحمد، نهاية الأرب، القاهرة، 1403ه / 1983م؛ نويهض، عادل، معجم أعلام الجزائر، بيروت، 1971م؛ ياقوت، البلدان؛ و أيضاً :
EI2; Ettinghausen, R. and O. Grabar, The Art and Architecture of Islam: 650-1250, Middlesex, 1987; Grabar, O., The Formation of Islamic Art, New Haven, 1973; Hoag, J. D., Islamic Architecture, New York, Harry N. Abrams Inc; Zbiss, S. M., «Mahdia et Şabra-ManŞûriya», JA, 1956, vol. CCXLIV.
عباس سعيدي / ه.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode