الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أشونة /

فهرس الموضوعات

أشونة


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/27 ۱۳:۴۳:۴۴ تاریخ تألیف المقالة

أُشونَة،   مدينة في محافظة إشبيلية في جنوب الأندلس (إسبانيا)، على بعد 85كم إلى الجنوب الشرقي من مركز هذه المحافظة. تقع على خط العرض 37°و14´ شمالاً، و خط الطول 5°و7´ غرباً (983/EUE,XL؛ بريتانيكا، ميكرو، VII/619). ورد اسم هذه المدينة في المصادر الإسلامية بصورة عامة بشكل أشونة، و حيناً بشكلها الإسباني، أُسونه (النويري، 5/331 و ها6)، أو قريباً من شكلها اللاتيني القديم، أرسونه (المكناسي، 185 وها1). 
يرجع قدم أشونة إلى العصـر الروماني و حتى إلى ماقبل ذلك ( البستاني، 14/255؛ EUE,XL/984). و استناداً إلى أبي‌عبيد البكري، فإن أشونة و بموجب التقسيمات الإدارية المنسوبة إلى قسطنطين، كانت من مدن المحافظة السادسة التي مركزها إشبيلية (2/893، حيث طبعت أشبونة خطأً؛ مؤنس، 543). و فيما بعد وخلال العصر الإسلامي أيضاً، كانت كذلك (ظ: أميرعلي، 123). و ذكر ابن سعيد المغربي أشونة في عداد كُوَر إشبيلية الواقعة بين تلك المدينة و غرناطة (1/232، 317). و مع هذا فإن ياقوتاً (1/285) و ابن عبدالمنعم الحميري (ص 60) وصفاها بأنها حصن، أو كورة في إستجة، و قال السلفي (ص 124) إنها قلعة من توابع قرطبة. و دعاها الإدريسي إقليماً صغيراً يحده من الشمال إستجة، و من الجنوب ريّة. و قال إن فيه حصوناً كمدن عامرة مثل أشونة و لورة. و المسافة بين حصن أشونة العامر و المزدحم بالسكان إلى إستجة، مسير نصف يوم (2/537، 572).
أصبحت أشونة التي تقع على سفح جبل بجانب سهل واسع عقب الفتح الإسلامي، موضعاً لاستقرار مجاميع من قبائل بربر مصمودة و صنهاجة مثل بني‌طريف و بني‌عبدالوهاب و بني طاهر. و كان بنو عبدالوهاب رهطاً كثير العدد و الثروة، و هم من أقارب طـارق بن زياد، ذاع صيتهم لفترة، و نبـغ من بينهم قادة وكتّـاب و فقهاء (ابن حزم، 500-502). و بعد ترسيخ سلطة عبدالرحمان الناصر (حك‍ 300-350ه‍ ( في مدن الأندلس و أطرافها، خضعت كورة أشونة و توابعها أيضاً لحكم الأمويين (ابن حيان، ط مدريد، 5/180-181)، و خلال عهده عُيِّن عمّال عديدون مثل عريب بن سعد من قرطبة لحكم أشونة (المراكشي، محمد، 5(1)/143؛ لمعرفة بقية الولاة، ظ: ابن حيان، ن.م، 5/253، 355، 391، 489). كما حدث على عهد خليفته الحكم المستنصر (حك‍ 350-366ه‍ (، و خـلال المراسيم التي أجريت فـي قرطبة سنة 360ه‍ ، أعلـن أهل كـورة أشونـة عن إطاعتهـم (م.ن، ط بيـروت، 56-57، 201). 
و مع بدء عصر الطوائف في الأندلس، أعلن الحاجب أبوعبدالله محمد بن عبدالله البرزالي، استقلاله في قرمونة سنة 404ه‍/1013م، و استولى على إستجة و أشونة و مدن أخرى (ابن‌عذاري، 3/311)، لكن القاضي أبا القاسم محمد بن إسماعيل‌بن عباد (تـ 433ه‍ ( حاكم إشبيلية و عميد أسرة بني عباد، قام في أواخر 430ه‍ بضمّ ممتلكات البرزالي إلى رقعة حكمه، غير أن البرزالي استعان ببني حمود و بني زيري حكام مالقة و غرناطة وألحق الهزيمة بجيش إشبيلية، و استعاد الحكم في أوائل 431ه‍ (الحميدي، 29؛ الضبي، 25؛ المراكشي، عبدالواحد، 61؛ عنان، دول...، 39، 47، 150). إلا أن هيمنة بني برزال على هذه المنطقة لم‌تدم طويلاً، فبعد موت إدريس بن يحيى العالي حاكم مالقة الحمودي (446-447ه‍ (، استعاد بنو زيري سيطرتهم على مناطق واسعة من جنوبي الأندلس، من بينها قسم من توابع إشبيلية مثل أشونة و قرمونة. و مع كل هذا كان بنو برزال (العزيز المستظهر) يحكمون في قرمونة من قِبَلِ بني زيري، إلى أن قام الحاكم العبادي لإشبيلية المعتضد بالله أبوعمرو عباد بن محمد بانتزاع توابع إشبيلية منهم سنة 459ه‍ (المراكشي، عبدالواحد، 69؛ ابن‌ عذاري، 3/312؛ عنان، ن.م، 47، 151). و عقب سقوط قرطبة في 633ه‍ بأيدي المسيحيين، كانت أشونة من المدن التي خضعت لهيمنتهم و تعهّد أهلها بدفع الضرائب (م.ن، عصر...، 2/424-425). و فيما بعد جرت محاولات لاستعادة مدن جنوبي الأندلس و منها أشونة. ففتحها أمير غرناطة أبوعبدالله محمد (من بني الأحمر، أو من بني‌نصر) في 771ه‍/ 1369م بمعونة جيش المسلمين، لكنه اضطر لمغادرتها بسبب انعدام مياه الشرب (ابن الخطيب، 2/90؛ أيضاً ظ: النويري، 5/331). و يبدو أنه لم‌يعد لأشونة خلال فترة مهمة المكناسي في الأندلس (1193ه‍( تلك السعة و الأهمية السابقة، ذلك أنه ذكرها بوصفها قرية. و استناداً إليه أيضاً، فإن بعض الآثار الإسلامية كانت ماتزال ماثلة للعيان في ذلك التاريخ (ص 185).
نبغ من أشونة محدِّثون و فقهاء و أدباء وردت أسماؤهم في كتب التراجم، يمكن أن نذكر من بينهم الشاعر و الأديب غانم بن الوليد المخزومي الأشوني (تـ 470ه‍ (، و عبدالرحمان بن محمد‌ ابن‌عبدالملك (تـ 564ه‍(، الفقيه المحدث الأديب (السلفي، ياقوت، ن.صص؛ ابن الأبار، 239-240، 258؛ الضبي، 346؛ أيضاً ظ: ابن‌ الفرضي، 1/ 58، 63، 125، 2/ 49، 202).

المصادر

ابن الأبار، محمد، المعجم، مدريد، 1885م؛ ابن حزم، علي، جمهرة أنساب العرب، بيروت، 1403ه‍/1983م؛ ابن حيان، حيان، المقتبس، تق‍ : عبدالرحمان علي الحجي، بيروت، 1384ه‍/1965م؛ ن.م، تق‍ : شالميتا و آخرون، مدريد، 1979م؛ ابن الخطيب، محمد، الإحاطة في أخبار غرناطة، تق‍ : محمد عبدالله عنان، القاهرة، 1394ه‍ ؛ ابن سعيد المغربي، علي، المغرب في حلى المغرب، تق‍ : شوقي ضيف، القاهرة، 1953م؛ ابن عبدالمنعم الحميري، الروض المعطار، تق‍ : إحسان عباس، بيروت، 1975م؛ ابن عذاري، أحمد، البيان المغرب، تق‍ : ليفي پروفنسال، بيروت، دارالثقافة؛ ابن الفرضي، عبدالله، تاريخ العلماء و الرواة للعلم بالأندلس، القاهرة، 1373ه‍/1954م؛ أبـو عبيدالبكـري، عبدالله، المسالك و الممالك، تق‍ : فـان ليوفـن و فيري، تونس، 1992م؛ الإدريسي، محمد، نزهة المشتاق، بيروت، 1409ه‍/1989م؛ أميرعلي، تاريخ عرب و إسلام، تج‍ : فخر داعي گيلاني، طهران، 1320ش؛ البستاني؛ الحميدي، محمد، جذوة المقتبس، تق‍ : محمد بن تاويت الطنجي، القاهرة، 1372ه‍/1952م؛ السلفي، أحمد، أخبار و تراجم أندلسية، تق‍‌ : إحسان عباس، بيروت، 1963م؛ الضبي، أحمد، بغية الملتمس، مدريد، 1884م؛ عنان، محمد عبدالله، دول الطوائف، القاهرة، 1380ه‍/1960م؛ م.ن، عصر المرابطين و الموحدين، القاهرة، 1384ه‍/1964م؛ المراكـشي، عبدالواحـد، المعجـب فـي تلخيـص أخبـار المغـرب، تق‍ : محمد سعيد العريان و محمد العربي العلمي، القاهرة، 1368ه‍/1949م؛ المراكشي، محمد، الذيل و التكملة لكتابي الموصول و الصلة، تق‍ : إحسان عباس، بيروت، 1965م؛ المكناسي، محمد، الإكسير في فكاك الأسير، تق‍ : محمد الفاسي، الرباط، 1965م؛ مؤنس، حسين، فجر الأنـدلس، القاهرة، 1959م؛ النويري، محمد، الإلمام، تق‍ : عزيز سوريال عطية، حيدر آباد الدكن، 1393ه‍/1973م؛ ياقوت، البلدان؛ و أيضاً:

Britannica, 1978; EUE. 
محمد رضا ناجي/ ه‍
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: