الأشموني

اَلْأُشْمونيّ،   أبوالحسن نورالدين علي بن محمد بن عيسى (838-917، أو 918ه‍/1435-1511، أو 1512م)، نحوي و مقرئ وفقيـه شافعي مصري. ولد بنواحـي قناطر السباع. و فـي البـدء ــ وكمـا هو السائـد فـي ذلك العصـر ــ حفظ القـرآن و عـدة منظومات فقهية و أدبية، و حين بلوغه السادسة عشرة بدأ بحضور دروس شيوخ عصره (السخاوي، 6/5). فدرس الفقه و أصول الفقه والكلام و الأدب و الفرائض و القراءات، بل و حتى الذكر والتصوف لدى مشاهير عصره من أمثال البلقيني و أبي‌بكر ابن محمد الحصني و نورالدين العجمي‌ و شمس‌ الدين ابن الجزري (م.ن، 5/ 219، 6/5؛ الغزي، 1/284؛ الشوكاني، 1/491)، إلى أن انبرى هو نفسه منذ 864 ه‍ لتعليم طلاب العلم و المعرفة و ذاع صيته و تحلّق حوله الطلاب (السخاوي، الغزي، ن.صص).
و منذ حوالي سنة 886ه‍/1481م تولى الأشموني القضاء في مدينة دمياط لمدة 3 سنوات، و منذ ذلك الحين و إلى آخر حياته شغل منصب نيابة القضاء (السخاوي، ن.ص؛ ابن إياس، 4/251-252). و قد أُثني عليه ببلاغة البيان و الزهد و التقوى (الشعراني، 49). 
و قد ذكر تواريخ أخرى أيضاً لوفاة الأشموني (ظ: حاجي خليفة، 1/153، 196؛ الغزي، ن.ص؛ ابن العماد، 8/165). 

آثـاره

كتب الأشموني في النحو و الفقه و أصول الفقه والمنطـق و الكـلام مؤلفات كانـت ــ بشكـل رئيـس ــ شروحاً وتفصيلاً لمتون أكثر قدماً. و قد تكرر بعض هذه الآثار في قوالب شعرية (منظومات تعليمية)، و بعضها نثرية (شروح، أو حواش): 
1. منهج السالك إلى ألفية ابن مالك، أكثر الشروح المطبوعة لألفية ابن مالك تفصيلاً. قام الأشموني في هذا الأثر باختياره أسلوب الشرح المزجي بتبيان أبيات الألفية الغامضة نثراً، فضلاً عن شرح مقاصدها بشكل واف. و من خلال اطلاعه على آراء من سبقه من الشرّاح، قدّم شرحاً جامعاً و شاملاً و كان يبدي بين الحين و الآخر رأيه في النقود التي وجهها بعضهم إلى آراء ابن مالك. و فضلاً عن ذلك، فقد أكثر الأشموني من الاستشهاد بشواهد قرآنية و شعرية مما يوضح متن الألفية المتمازج جداً والغامض أحياناً. 
و منذ البدء حظي هذا الأثر الذي يعدّ أهم مؤلفات الأشموني باهتمام العلماء، فكتبت عليه حواش عديدة يمكن الإشارة من بينها إلى الحاشية العلمية التي كتبها محمد بن علي الصبـان (تـ 1206ه‍/ 1791م)، و حاشية ابن سعيد التونسي (تـ 1199ه‍/1784م) المعنونة بـ زواهر الكواكب لبواهر المواكب (لمعرفة بقية الحواشي على شرح الأشموني، ظ: الصبان، 1/3). و كما هو سائد بين النحاة، فقد كتبت على هذه الحواشي أيضاً شروح و تفاصيل أكثر حداثة يمكن أن نذكر من بينها تقريرات الشيخ أحمد الرفاعي على حاشية الصبان في النسخة المطبوعة ببولاق، و تقريرات إسماعيل الحامدي على هذه الحاشية في الطبعة الأزهرية. و قدطُبع هذا الشرح مراراً بشكل منفصل، أو مع إحدى حواشيه. و آخر طبعة جديرة بالذكر لهذا الكتاب، هي التي حققها محمد محيي‌الدين عبدالحميد و التي طبعت مراراً مع إيضاحاته، بمصر و لبنان. 
2. شرح على الأنوار لعمل الأبرار الذي ألفه جمال‌الدين يوسف ‌ابـن إبراهيـم الأردبيلـي (تـ 799ه‍/1397م)، في الفقـه الشافعـي (السخاوي، حاجي خليفة، ن.صص؛ البغدادي، 1/ 739). 
3و4. نظم إيساغوجي،من مؤلفات أثيرالدين المفضل بن عمر الأبهـري (تـ ح 663ه‍/1265م)، الذي يتناول الصناعـات الخمس و بقية بحوث علم المنطق. قام الأشموني أولاً بنظم هذا الكتاب (السخاوي، 6/5؛ حاجي خليفة، 1/ 208؛ الشوكاني، 1/491؛ الزركلي، 5/10)، ثم شرح منظومته (السخاوي، ن.ص). 
5. شرح قسم من تسهيل الفوائد و تكميل المقاصد لابن مالك (ن.ع) في علم النحو (السخاوي، الشوكاني، ن.صص).
6و7. نظم و شرح جمع الجوامع في أصول الفقه من مؤلفات تـاج‌الديـن عبـد الـوهـاب بـن علـي السبكـي (تـ 771ه‍/ 1369م) (السخاوي، الغزي، ابن العماد، الشوكاني، ن.صص). يقول السخاوي إنه نفسه كتب تقريضاً لمنظومة الأشموني هذه (ن.ص). و قد تحدث بروكلمان عن طبع هذه القصيدة في القاهرة سنة 1332ه‍ تحت عنوان البدر اللامع في نظم جمع الجوامع (GAL,S,II/106).
8و9. نظم و شرح المجموع في علم الفرائض. و المجموع هو المسـائـل التـي جمعهـا محمـد بـن شـرف الكـلائـي الشافعـي (تـ 777ه‍/1375م) في مجموعة واحدة (السخاوي، ن.ص؛ حاجي خليفة، 2/1605). 
10. الينبوع، في شرح المجموع في فروع الشافعية الذي ألفه الحسيـن بـن شعيب، المعـروف بابـن السنجـي (تـ 430ه‍/ 1039م) (م.ن، 2/1606، 2052؛ البغدادي، ن.ص).
11. مجموع المسائل، منتخب من المسائل الفقهية الواردة في الكتب المعتمدة لدى المفتين الشافعيين الذي يبدو أنه جُمع بواسطة الأشموني. توجد نسخة من هذا الأثر في مكتبة الأوقاف بمدينة الموصل (ظ: أحمد، 8/113). 
12و13. نظم و شرح منهاج الدين في شعب الإيمان من تأليف الحسيـن بـن الحسـن الحليـمي الشافعـي (تـ 403ه‍/1012م) الذي يتضمن بحوثاً في العقائد و الأحكام الفقهية (الشعراني، ن.ص؛ حاجي خليفة، 2/1872؛ البغدادي، الزركلي، ن.صص). 
14. استناداً إلى السخاوي، فإن الأشموني كتب رداً على نقد إبراهيم بن عمر البقاعي (تـ 885ه‍/1480م) لرأي الغزالي الذي قال فيه «ليس في الإمكان أبدع مما كان» (ن.ص).
و مع أن الأشموني كان ذا قريحة شعرية، لكن المتوفر بين أيدينا من شعره لايتجاوز بيتين ذكرهما ابن إياس (4/223). 

المصادر

ابن إياس، محمد، بدائع الزهور، تق‍ : محمد مصطفى، القاهرة، 1404ه‍ / 1984م؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، بيروت، دارالفكر؛ أحمد، سالم عبدالرزاق، فهرس مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة في الموصل، وزارة الأوقاف، بغداد؛ البغدادي، هدية؛ حاجي خليفة، كشف؛ الزركلي، الأعلام؛ السخاوي، محمد، الضوء اللامع، بيروت، دار مكتبة الحياة؛ الشعراني، عبدالوهاب، الطبقات الصغرى، تق‍ : عبدالقادر أحمد عطا، القاهرة، 1390ه‍ / 1970م؛ الشوكاني، محمد، البدر الطالع، القاهرة، 1348ه‍ / 1929م؛ الصبان، محمد، حاشية الصبان على شرح الأشموني، القاهرة، دار إحياء الكتب العربية؛ الغزي، محمد، الكواكب السائرة، تق‍ : جبرائيل سليمان جبور، بيروت، 1945م؛ و أيضاً

 GAL,S. 
عبدالأمير جابري زاده/ ه‍.