أشکنان

أَشْكَنان،   ناحية و ريف في قضاء لامرد جنوبي محافظة فـارس. تقـع ناحيـة أشكنـان تقريبـاً بيـن خطّي الطـول 53°و17´ـ 54° شرقاً، و خطَّي العرض 27° و6´ـ 27° و 25´ شمالاً. ومساحتها 383,1كم2. يحدها من الشمال قضاء لار، و من الجنوب و الشرق محافظة هرمزگان، و من الجنوب الغربي محافظة بوشهر، و من الغرب ناحية مركزي من قضاء لامرد، و تضم ريفَي أشكنان وكال ( آمارنامه...، 24، 25، 37).
تقع ناحية أشكنان في سهل و مناخها حار و جاف، و النهر الفصلي الوحيد الذي يجري فيها هو نهر شور الذي يصب في نهاية المطاف في الخليج الفارسي ( فرهنگ جغرافيايي آباديها، 4). و قُدِّر عدد سكانها بـ 176,16 نسمة (مذكرة...) يعمل أغلبهم في الزراعة و تربية المواشي و كعمال في الأعمال البسيطة. ومنتوجاتها الزراعية هي بشكل رئيس، الحبوب و التمور والخضروات ( فرهنگ جغرافيايي آباديها، ن.ص). يتحدث سكانها باللغة الفارسية بلهجة لارية، و هم على المذهبين السني و الشيعي ( فرهنگ جغرافيايي إيران، 7/11). 
لم‌يرد ذكر لأشكنان في المصادر القديمة، لكن أنصاري الذي كان بين يديه نسخة من مخطوط قديم عنوانه تاريخ لارستان، يقول: إن قرية أشكنان بناها هوشنگ بن منوچهر لأشك الأول من الملوك الأشكانية و سمّاها أشكنان تيمناً باسمه. و على هذا، فإنه يُرجِع تاريخ أشكنان إلى ما قبل العصر الإسلامي، أي العصر الأشكاني (ص 24). و استناداً إلى أنصاري، فإن حاكماً يدعى أحمدخان الأشكناني يرجع نسبه إلى الأشكانيين عن طريق أمه، كان يحكم أشكنان حوالي سنة 300ه‍/913م. و على عهد أتابكة فارس هاجم أبوبكر ابن سعد زنكي (623- 658ه‍/1226-1260م) هذه المنطقة بغية الاستيلاء على لارستان و أشكنان، فهُزم حاكم أشكنان آنذاك و الذي كان محمد‌خان و هو من أحفاد أحمد خان، أمام جيش أبي‌بكر و ولّى هارباً، لكنه استعاد حكم أشكنان مرة أخرى. و في 699ه‍/1300م توالى على حكم أشكنان سهراب خان‌ ابن علي‌خان الأشكناني، و من بعده باقرخان شقيق سهراب‌خان، وعقب مقتله زوجة سهراب خان، و من ثم ابن سهراب‌خان الذي كان سَمِيَّ أبيه (ص 51، 63- 68، 70-73، 77- 78). و في 874ه‍/ 1469م قُتل حسن‌خان الأشكناني الذي كان حاكماً لأشكنان، فخلفه ابنه غياث‌خان. و في 913ه‍/1507م اعتزل غياث‌خان الحكم ولم‌يتولَّ حكم أشكنان من بعده أيٌّ من أبنائه عدا سبطه (م.ن، 81-83). 
و بعد اعتزال غياث‌خان، نشبت لفترة صراعات بين أربع قبائل تدعى كردي و كمچولي و مزارعي و رئيس قوچي و اختارت كل واحدة لنفسها زعيماً. و استمر القتال فيما بينها، إلى أن تولى حكم أشكنان في العصر القاجاري حاكم يدعى رئيس محمد‌تقي الذي كان من أسباط غياث‌خان، فعمّ السلام أهل أشكنان. و على عهد ناصر‌الدين شاه القاجاري، و لما رفع الأشكنانيون راية العصيان بوجه الحكومة المركزية أرسل هذا من شيراز جيشاً لقمعهم، وبرغم أن هذا الجيش احتلّ أشكنان بادئ الأمر، لكنه هُزم بعد هجوم الناس عليه بقيادة رئيس محمد تقي، و عادت أشكنان مرة أخرى للأهالي و رئيس محمد‌تقي. و عقب ذلك كلَّف الأمير جلالي بقمع الأشكنانيين، حيث انتهى الأمر إلى الصلح. و من بعد محمد‌تقي، تسلم ابنه رئيس علي الأشكناني الحكم و تسلم منصب الخانية من الحكومة القاجارية و أصبح حاكماً مستقلاً لأشكنان وتوابعها، أي أَهِل و كال و چهارده و حتى گاوبندي و بندر مقام و بندرلنگه و بندرعباس و جزيرة كيش. و من بعده حكم أشكنان ابنه محمد‌باقرخان الذي كان مستبداً و ظالماً. و أعقبه الميرزا علي‌خان ابنه و حفيد رئيس‌علي (م.ن، 83، 90، 128، 131-132، 139-142). 
توجد في أشكنان أبنية و آثار يعود أغلبها للعصر القاجاري وعهد رئيس علي الأشكناني و أبنائه. لكن توجد قرب أشكنان قلعة أثرية من العصر القديم، و برغم كونها متهدمة، لكن لاتزال أجزاء منها كانت قد بنيت بالصخر و الصاروج، قائمة إلى يومنا هذا. و توجد أيضاً مقبرة قديمة منذ صدر الإسلام و ما تلاه على بعد 15كم من أشكنان، و إلى جانبها ضريح و مقام أحد أبناء الأئمة و هو  مير‌محمد‌مراد، و هو مزار. و كان اثنان من أحفاد الإمام زين‌العابدين (ع) و هما مير‌أحمد و مير‌حسين قد قدما إلى أشكنان في 170ق/786م؛ و توجد اليوم قبة و ضريح مير‌أحمد في القسم الجنوبي من أشكنان في جبل أهِل، بينما يقِع ضريح مير‌حسين في الجهة الغربية منها (م.ن، 45، 46؛ دراسات ميدانية). كما توجد قلعة باسم قلعة قلات زنكي تذكّر بزمن هجوم عثمان‌بن سعد زنكي من أتابكة فارس على أشكنان، يسميها السكان اليوم قلات زنگنه (أنصاري، 62-64). 
و من الآثار التي خلّفها رئيس‌علي الأشكناني يمكن أن يُشار إلى قلعة سفيد أشكنان و التي كان قد حفر حولها خندقاً، و ماتزال أطلالها قائمة. و لهذه القلعة 4 أبراج في جوانبها الأربعة مع برج كبير وسطها. و بإزاء هذه القلعة يوجد مخزن كبير للماء، و في غربيها تتراءى للعيان أطلال مسجد قديم مبني بالصخر والصاروج. و من آثار رئيس‌علي الأخرى قناة فارياب علي‌آباد قرب أشكنان و حمام يشبه كثيراً حمام «فين» في كاشان من حيث الهندسة المعمارية. و أعمدته عبارة عن قطع كاملة من الصخور، كما أن جميع جدرانه من الصخر والصاروج. و كانت هذه الجدران قد جُصِّصت و صُبغت في عصر بنائها بأشعار و زخارف و صور من الشاهنامه، و مايزال القليل من تلك الأشعار و الزخارف باقياً. وتثير الانتباه فيه الحنفيات و النافورات الصخرية و السقف الذي على شكل قبة و المزيَّن بالزخارف و الرسوم، و شبكة المياه الممتدة داخل كافة جدران الحمام و المغطاة بالصخور. و لهذا الحمـام مسقاة خاصة به، و مدخـل و منـزع للملابس مـع حوض و نافورة من الصخر و موقد لتحميته، مع قبة جميلة و أعمدة صخرية و حوضين فيهما نافورتان صخريتان، و موضع خاص لجلوس الحاكم مع ثلاثة أحواض للمياه. و إلى جانب هذا الحمام يوجد مسجد جميل من آثار رئيس‌علي له أعمدة ضخمة و مرتفعة مجصصة و سقف من الخشب مزين  بالزخارف و الرسوم. و يوجد تحت المسجد صحن كبير كان يستخدم في فصل الصيف. و هذا المسجد عامر اليوم يؤمه الأهالي للصلاة (م.ن، 142-144؛ دراسات ميدانية).
و لناحية أشكنان 32 قرية يمكن أن نذكر من أهمها ركن‌آباد وكال و أهل. و استناداً إلى القرار رقم 364,14/ت 108ك المؤرخ في 3/11/1373ش الصادر عن مجلس الوزراء، عُدّت هذه الناحية مدينة، و صدر عن وزارة الداخلية قرار يسمح بتأسيس إدارة بلدية فيها، و هي الآن في طور التأسيس (مذكرة).
تضـم حاضرة الناحية 7 مساجد و 3 من الحسينيات و التكايـا و 8 مراكز للتعليم و التي تشمل مدرسة ابتدائية و أخرى متوسىطة و ثالثة ثانوية و روضة للأطفال و مجمعاً للرفاه العام (دراسات ميدانية). 

المصادر 

  آمارنامۀ أستان فارس (1372ش)، مؤسسة التخطيط و الميزانية لمحافظة فارس، شيراز، 1373ش؛ أنصاري، حبيب الله، منتخب التواريخ لارستان، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ فرهنگ جغرافيايي آباديهاي كشور(بيرم، كلات، بندرلنگه)، المؤسسة الجغرافية التابعة للقوات المسلحة، طهران، 1368ش؛ فرهنگ جغرافيايي إيران، المحافظة السابعة، الدائرة الجغرافية في هيئة أركان الجيش، طهران، 1330ش؛ مذكرة مديرية ناحية أشكنان في 1374ش؛ دراسات ميدانية للمؤلف                                                

  علي رفيعي/ه‍.