الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / أشرف اوغوللري /

فهرس الموضوعات

أشرف اوغوللري


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/26 ۱۲:۳۸:۲۰ تاریخ تألیف المقالة

أَشْرَفُ أوغولْلَري، أو بنوأشرف، سلالة تركية حاكمة في الأناضول عاصرت سلاجقة آسيا الصغرى، حكمت جزءاً من هذه البلاد منذ حوالي سنة 686 حتى 726ه‍ / 1287حتى1326م. 

الخلفية التاريخية

إن المعلومات المتوفرة عن هذه السلالة التي تنتسب إلى أشرف بك والد سليمان بك مؤسس هذه السلالة، قليلة و مقتصرة على عدة مصادر من القرن 8ه‍ / 14م. وكان بنـو أشــرف و القـرامانيــون مـن بيـن القبائــل التركمانيــة التـي ــ استناداً إلى الروايات ــ كانت تقيم في سفوح جبال بالخان الواقعة على الضفة الأخرى لنهر جيحون قبل أن تهاجر إلى آسيا الصغرى. و قد قُدِّر عددهم عندما قدموا إلى الأناضول بحوالي 20 ألف خيمة (طوغان، I / 320). و قـد شكّـل أمـراء هـذه القبائـل ــ على مشارف سقوط سلاجقة آسيا الصغرى، و بينما كان المغـول يحكمـون المناطــق السهليـة و الصحـراويــة مـن الأنـاضـول ــ دولاً و إمارات في المناطق الجبلية من هذه البلاد (ابن‌فضل‌الله، 3 / 164؛ قا: كونيالي، 79-91). و كانت المناطق الخاضعة لحكم أشرف أو غوللري و المسماة قديماً پيسيديا (أوزون چارشيلي، «إمارات...»، 58؛ سامي، 2 / 1590)، تضم مدن بكشهري، سيدي شهري، يني‌شهر و آق‌شهر (أوزون چارشيلي، ن.ص؛ زامباور، 231)، و التي أضيف إليها فيما بعد بُلوادين و إيلغين أيضاً (أوزون چارشيلي، ن.ص). و كان يحدّ هذه الإمارة من الغرب إمارات دوندارــ بني حميد ــ و من الجنوب إمارات القرامانيين، و من الشرق و الشمال ممتلكات المغول (ابن فضل الله، 3 / 165؛ كونيالي، 79). و كانت عاصمة هذه الدولة المستقلة (ن.ص) في البدء غُرغُروم، ثم انتقلت إلى بكشهري التي سميت سليمان شهر (أوزون چارشيلي، ن.ص؛ EI2,I / 703). و كان لهذه السلالة 70 ألف فارس و65 مدينة صغيرة و 155 قرية (ابن‌فضل‌الله، ن.ص). 
أما حكام هذه السلالة فهم: 

1. سيـف الديـن سليمـان الأول

(تـ‍ 2 مـحـرم 702ه‍ / 27 آب 1302م)، مؤسس الدولة و أول أفراد هذه الأسرة. و لاتتوفر معلومات عن تاريخ ولادته و تفاصيل حياته، لكننا نعلم أنه كان أحد أمراء حراس تخوم دولة سلاجقة آسيا الصغرى، و كان في خدمة غياث‌الدين كيخسرو الثالث (حك‍ 663-682ه‍ / 1264-1283م) (أوزون چارشيلي، ن.ص)، لكنه شارك في حملات القرامانيين وأمراء منتشا في قونية عاصمة السلاجقة (تاريخ...، 60) و من ثم في آق‌شهر (ن.م، 64). و عقب مقتل غياث‌الدين كيخسرو على‌ يـد مبعوث الإيلخان‌المغولي (الآقسرائي، 139؛ EI2 ، أوزون چارشيلي، ن.صص)، و نشوب الصراع على العرش بين غياث‌الدين مسعود و أبناء كيخسرو، بقي سليمان في قونية وأيد حكم السلطـان عزالدين و السلطان ركن‌الديـن ــ ابـنـي كيخســرو ــ اللذين عَيَّنهما هولاكوخان للحكم بالمناصفة (الآقسرائي، 138؛ أوزون چارشيلي، ن.ص؛ كاين، 295). و قامت أم كيخسرو باختيار سليمان‌بك نائباً للسلطنة، بينما عيّنت أمير قرامان بمنصب بيگلربيگي (قائد الجيش) (تاريخ، 66؛ أوزون چارشيلي، «تاريخ...»، I / 48). و من جهة أخرى اضطر غياث‌الدين مسعود المطالب بالعرش للذهاب إلى قيسارية (كاين، الآقسرائي، ن.صص؛ أوزون چارشيلي، «إمارات»، 58)، لكنه ــ وبعـد فتـرة وجيـزة ــ أنهى حكم أبناء كيخسرو الذي دام 7 أشهر، و تولى مقاليد الأمور بشكل رسمي، غير أن سليمان بك هبّ لمعارضته (ن.ص). وتزامناً مع ذلك شنّ الأمراء الكرميون عدواناً على المناطق الخاضعة لحكم سليمان‌بك، واستولوا على غرغروم و نهبوها (تاريخ، 69). فبادر سليمان بـك ــ و بـعـون مـن السـلاجـقــة و الـمـغـول ــ بتحرير بلاده («دائرة المعارف...»، XI / 484). و حينما هاجمت القوات المغولية أميرَ قرامان الذي كان قد احتل طرسوس، احتل سليمان بدوره إيلغين و قتل حراس المدينة و بعث برؤوسهم إلى قونيـة (تاريخ، 70). وبعـد فترة تخلـى سليمـان ــ بالتضامن مع غونري بك أمير قرامان ــ عن معارضة مسعود و أتى إلى قونية و أعلن عن طاعته له و نال عفوه (أوزون چارشيلي، ن.م، 7-8؛ تاريخ، 77؛ EI2,I / 703). ثم قدم إلى بكشهري، و استناداً إلى نقش مؤرخ في 687ه‍ / 1288م فإنه بنى قلعة هذه المدينة و منذ ذلك الحين أصبحت بكشهري تدعى سليمان شهر أيضاً (أوزون چارشيلي، ن.م، 59).
و قد قام غياث‌الدين مسعود الذي كان يريد إبقاء شقيقه سياوش ــ منافسـه فـي السلطـة ــ تحت مراقبته (EI2، ن.ص)، باستدعائه من سينوپ و أرسله لخطبة ابنة سيف‌الدين سليمان، لكـن هذا أسر سيـاوش في ويـران شهر و ألقى بـه فـي السجـن. و بذيوع هذا النبأ اندلعت اضطرابات في قونية و أوشك الأمر أن يتطور إلى حرب بين الجانبين. فأطلق سليمان في 689ه‍ / 1290م سراح شقيق السلطان بوساطة من أمير قرامان و أرسله إلى قونية مكرّماً (تاريخ، 73-74).
و بموت الحاكم المغولي أرغون في 690ه‍ / 1291م و تولي گيخاتو الحكم (الآقسرائي، 167- 168)، رفع تركمان ثغور المناطق الخاضعة للسلاجقة راية العصيان. و خلال ذلك قام أمير قرامان بالهجوم على حاضرة حكومة سليمان بك، لكن سليمان‌بك استبسل في الدفاع في حربه (تاريخ، 83-84). و من جهة أخرى فإن السلطان مسعوداً جوبه بمعارضة شقيقه قليچ أرسلان، فضلاً عن تمرد التركمان (الآقسرائي، 170-171)، فدعا إلى الأناضول گيخاتو الذي كان قد توجه إلى بلاد أران وآذربايجان (م.ن، 168)، و ذلك في 691ه‍ / 1292م (م.ن، 170؛ تاريخ، 87). و قد استولى گيخاتو على لارنده (قرامان) و توجه نحو المناطق الخاضعة لبني أشرف، فأسر الكثيرين و جاء إلى قونية (م.ن، 87-88). و قد أدى نبأ عودة گيخاتو إلى آذربايجان (الآقسرائي، 179)، و كذلك انشغال السلطان مسعود في حرب أخيه في قسطموني (م.ن،170-171)، إلى اندلاع الاضطرابات في الأناضول مرة أخرى. و قد استولى سليمان‌بك على قلعة كواله والمناطق المحيطة بها فـي 692ه‍ / 1293م، لكنـه اضطر إلـى التخلـي عنها بعد 40 يومـاً ( تاريخ، 89). و منذ ذلك الحين لاتتوفر لدينا معلومات كثيرة عن نشاطات سليمان العسكرية والسياسية. 
دفن سليمان في المقبرة التي كان قد بناها قبل وفاته بسنة بجوار المسجد الذي أنشأه. و يستفاد من النقوش الباقية منه، أنه كان يلقب بـ «الأمير المعظم» و «الأمير الكبير» و «الأمير العادل». و لهذا ينبغي القول إنه كان يعد من الأمراء السلاجقة (لين پول، 344؛ EI2، ن.ص). 
و قد بقيت من عهد سيف‌الدين سليمان آثار تاريخية عديدة، منها المسجد الذي بناه في بكشهري سنة 696ه‍ / 1296م، و هو أحد أجمل الآثار الفنية للعصر السلجوقي. و يُعدّ محراب هذا المسجد و منبره و كذلك تزيينات سقفه ذي‌الشكل المستطيل والمقام على 48 عموداً من الخشب، من الروائع الفنية. و قد زُين محيط محراب المسجد بالقاشاني المزين بالآيات القرآنية والأحاديث. كما صنع منبر المسجد من خشب الآبنوس، و فيه زخارف محفورة بمهارة. و بأعلاه حُفرت أسماء الخلفاء الراشدين، و بأسفله ألقاب الملوك السلاجقة بالخط الكوفي (EI2، ن.ص؛ أوني، 38-39). و بجوار هذا المسجد، تقع مقبرته و قبر زوجته وابنه أشرف، و كذلك حمام و سوق مؤلف من 32 دكاناً مع رباط واحد، مجاورة لبعضها. و كان قد وَقَف الرباط والدكاكين التي كانت عائداتها 12 ألف درهم («دائرة‌ المعارف»، XI / 485)، و كان اثنان من أبنائه و هما محمد و أشرف يتوليان الإشراف على تلك الأوقاف (لين پول، ن.ص؛ أوزون چارشيلي، «إمارات»، 59؛ «دائرة المعارف»، EI2، ن.صص).

2. مبـارز‌الديـن محمـد‌بك

(تـ بعد 720ه‍ / 1320م)، نجـل سليمان بك وثاني الحكام من أشرف أوغوللري الذي تولّى مقاليد الحكم عقب وفاة أبيه. و كان يُلقب بمبارز‌الدين و ملك الأمراء (الأفلاكي، 2 / 924). و قد قام بتوسيع نطاق المناطق التي كانت خاضعة لحكم أبيه، فضم إليها آق‌شهر (م.ن، 2 / 908)، وبلوادين (EI2,I / 703 ؛ أوزون چارشيلي، «تاريخ»، I / 48، «إمارات»، ن.ص)، و غِلنِدوست، و يالواج («دائرة ‌المعارف»، XI / 484). لكنه سلَّم هذه المناطق بعد فترة لجاره المقتدر حميد أوغوللري (ن.ص).
و خلال ذلك اضطرت مظالم الحاكم المغولي في الأناضول إيرينجين (ظ: الآقسرائي، 304-310)، قبائلَ هذه المناطق إلى التمرد مرة أخرى. فقدم الأمير چوبان إلى الأناضول بجيش جرار من أجل إعادة الهدوء و قمع المتمردين. فبادر الأمراء الأتراك للذهاب إليه و منهم مبارز‌الدين محمد‌بك و أعلنوا طاعتهم (م.ن، 311؛ «دائرة ‌المعارف»، ن.ص). و أخيراً أخمد الأمير چوبان تمرد إيرينجين (الآقسرائي، 319-320). 
كان مبارز‌الدين محمد من أتباع الطريقة المولوية ومن مريدي عارف‌چلبي حفيد‌‌المولوي جلال‌الدين الرومي. و لما قدم عارف‌‌‌چلبي إلى بكشهري، جاء مبارز‌الدين محمد، ضمن تكريمه له بولده سليمان، فأصبح هو‌ الآخر مريداً لعارف‌چلبي، فانضم إلى الطريقة. فقام چلبي بشدّ حزام نفيس على وسطه وبطلب من أبيه تنبأ له بمستقبله، فأخبره بعاقبته المشؤومة (الأفلاكي، 2 / 925). 
و عندما عيّن الأمير چوبان ابنه تيمورتاش خليفة له في آسيا الصغرى (الآقسرائي، 312)، لم‌يتقبل الأمراء الأتراك هذا التعيين وأعلنوا تمردهم (م.ن، 322). و قد أعلن مبارز‌الدين محمد‌بك استقلاله و زاد من المناطق الخاضعة لحكمه باستيلائه على سلطان‌داغ و چاي و إسحاقلي و بلوادين («دائرة المعارف»، XI / 485). 
بنى محمد‌بك مساجد في بلوادين و كذلك في آق‌شهر. ولاتتوفر معلومات دقيقة عن تاريخ وفاته. و يظهر نقش المسجد المؤرخ في 720ه‍ / 1320م أنه كان حياً في هذا التاريخ (ن.ص؛ أوزون چارشيلي، «إمارات»، 229، 60). و كان محمد رجلاً محباً للعلم إلى الحد الذي ألف معه شمس الدين محمد التشتري باسمه الفصول الأشرفية في أصول البرهانية، الذي هو كتاب فلسفي باللغة العربية يتضمن 9 فصول. كما أُلِّف على عهده كتاب بعنوان تقارير المناصب في فن الإنشاء بقلم كمال‌الدين القونيوي و ذلك في سنة 720ه‍ (EI2 ، «دائرة‌ المعارف»، أوزون چارشيلي، ن.صص). 

3. سليمان الثاني، أو سليمان شاه

(تـ 726ه‍ / 1326م)، نجل محمد‌بك، ثالث حكام بني أشرف و آخرهم، تولى مقاليد إدارة الإمارات عقب وفاة أبيه. وتزامن حكمه مع حكم الأمير تيمورتاش بن چوبان في الأناضول. و قد قام تيمورتاش الذي كان ينوي إزالة إمارات الأناضول، بقمع أبنائها بكل قسوة (الآقسرائي، 323). و بعد انتزاعه قونية من القرامانيين أعلن استقلاله عن خان المغول و ذلك بسكّه العملة («دائرة ‌المعارف»، ن.ص)، بل إنه سمى نفسه مهديَّ زمانه (ن.ص؛ الآقسرائي، 325-326). غير أن سليمان و فلك الدين دونـدارــ شأنهم شأن بقية الأمـراء الأتـراك الذيـن كانوا يستشعـرون الخطر ــ أبلغوا الأمير چوبان بذلك، فاستدعى بدوره تيمورتاشَ إلى تبريز. لكن أبا سعيد إيلخان المغول عفا عنه و عيّنه مرة أخرى حاكماً على الأناضول. فقدم تيمورتاش إلى بكشهري بهدف الانتقام («دائرة ‌المعارف»، ن.ص)، و ألقى القبض على سليمان و مَثّل به، ثم ألقى به في بحيرة بكشهري و قتله ( تاريخ، 94؛ ابن‌فضل‌الله، 3 / 165؛ أوزون چارشيلي، «إمارات»، 60، «تاريخ»، I / 48). ولذلك تحققت نبوءة عارف چلبي بحقه (الأفلاكي، ن.ص)، وانقرضت سلالة أشرف أوغوللري. فسقطت المناطق الخاضعة لحكمهم بيد خضر‌بك أمير‌بن حميد أولاً، و بعد ذلك و في 793ه‍ / 1391م ضمّ بايزيد إيلدرم مدن بكشهري و سيدي شهري و آق‌شهر و كذلك المناطق التابعة إلى ممتلكات الدولة العثمانية (لين‌پول، 344-345؛ أوزون چارشيلي، «إمارات»، ن.ص). 

المصادر

الآقسرائي، محمود، مسامرة الأخبار و مسايرة الأخيار، تق‍ : عثمان توران، أنقرة، 1943م؛ ابن فضل الله العمري، أحمد، مسالك الأبصار، تق‍ : فؤاد سزگين، فرانكفورت، 1408ه‍ / 1988م؛ الأفلاكي، أحمد، مناقب العارفين، تق‍ : تحسين يازيجي، أنقرة، 1961م؛ تاريخ آل سلجوق در آناطولي، إستانبول، 1950م؛ حمدالله المستوفي، تاريخ گزيده، تق‍ : عبدالحسين نوائي، طهران، 1362ش؛ زامباور، معجم الأنساب و الأسرات الحاكمة، تج‍ : زكي محمد حسن و حسن أحمد محمود، بيروت، 1400ه‍ / 1980م؛ سامـي، شمس الدیـن ، قامـوس الأعـلام ، إستانبول ، 1306ه‍‍ ؛ لین پول، ستنلي وآخرون، تاريخ دولتهاي إسلامي و خاندانهاي حكومتگر، تج‍ : صادق سجادي، طهران، 1370ش؛ و أيضاً:

Cahen, C., Pre-Ottoman Turkey, tr. J. Jones-Williams, London, 1968; EI2; Konyalı, İ. H., Âbideleri ve kitabeleri ile Şereflikoçhisar tarihi, Istanbul, 1971; Öney, G., Beylikler devri sanatı XIV.-XV. yüzyıl (1300-1453), Ankara, 1989; Togan, Z.V., Umumî Türk tarihine giriŞ, Istanbul, 1981; Türkiye diyanet vakfı İslâm ansiklopedisi, Istanbul, 1995; UzunçarŞılı, İ.H., Anadolu beylikleri, Ankara, 1969; id, Osmanlı tarihi, Ankara, 1982.

 

.علي أكبر ديانت / ه‍ 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: