الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / أشرف جهانگیر /

فهرس الموضوعات

أشرف جهانگیر


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/26 ۱۳:۰۸:۲۱ تاریخ تألیف المقالة

أَشْرَفْ جَهانْگير، نجل إبراهيم السمناني، من المتصوفة ذوي الأصول الإيرانية في شبه القارة الهندية. ولد في سمنان بين السنوات 709-712ه‍ / 1309-1312م (وحيد أشرف، 28). و كان أبوه إبراهيم حاكماً على سمنان، و أمه خديجة بيگم من ذرية الخواجه أحمد اليسوي (اليمني، 1 / 387، 2 / 90). و قد حفظ القرآن بسبع قراءات و هو في السابعة، و انبرى حتى الرابعة عشرة لدراسة العلوم المتداولة في عصره، و في الخامسة عشرة خلف أباه على إمارة سمنان بعد وفاته (م.ن، 2 / 90-91).
و خلال حكمه كان أشرف يبدي رغبة في السلوك في العوالم الروحيـة و مطالعـة كتب التصـوف و يجـالس مشايـخ الصوفيـة و يحاورهم (م.ن، 2 / 92). و قد حكم عشر سنوات، و إثر رؤيا رآها و هو في الخامسة و العشرين، اتجه نحو الحياة الصوفية والعرفان. و أسند الحكم لأخيه سلطان محمد، و توجه إلى الهند. ورافقه إلى عدة منازل الشيخ علاء‌الدولة السمناني الذي كان من أقاربه (م.ن، 1 / 87، 2 / 92-93). و عن طريق بخارى و سمرقند ذهب أشرف إلى مدينة أوج، و هناك التقى بجلال‌الدين حسين البخاري المعـروف بمخـدوم جهانيـان جهانگشت (تـ 785ه‍ / 1383م). و قد استقبله جلال‌الدين بحفاوة و ودّ (م.ن، 2 / 94). و من هناك توجه إلى پندوه إحـدى مدن البنغـال و التقى علاء‌الدين عمر بن أسعد البنغالـي (تـ 800ه‍ / 1398م)، و أصبح مريداً له. و لمدة 12 سنة اجتاز طريق السلوك الصوفي لدى علاء‌الدين و أخذ منه لقب جهانگير (م.ن، 2 / 94-99؛ غلام سرور، 1 / 372-373). و قد قام علاء‌الدين بتكليف أشرف بمهمة الإرشاد في جونپور، فذهب إليها من البنغال. و بعد فترة من المكوث في ظفر آباد اختار منطقة تدعى بهدوند التي تسمى اليوم رسول‌پور كچهوچهه للإقامة فيها (اليمني، 2 / 100-101، 106؛ وحيد أشرف، 78). 
و بعد فترة عاد أشرف جهانگير إلى السفر و التنقل، فتجول لثلاثين سنة في الهند و البلدان المجاورة (اليمني، 1 / 289). و ربما كان السبب في رحلاته الكثيرة هو أنه كان يرى أن مَن رأى مشايخ كثراً له الأفضلية على مَن رأى القليل منهم (ظ: م.ن، 2 / 22)، كما قال عن نفسه: «إن هذا الفقير نال النعمة من 114 شيخاً، و تحدث إلى كل واحد من أفراد هذه الطائفة ممن سمع بهم القاصي و الداني، و رأى من أبصار و بصائر لقائهم...» (ظ: م.ن، 1 / 327). و قـد سافـر إلـى بـلاد مـاوراء‌النهر و فارس و العـراق و الروم و الشام و فلسطين و تركستان، و التقى بمشايخ مثل الإمام عبدالله اليافعي و الشيخ قثم و خليل أتا و بهاء‌الدين النقشبندي والسيد علي الهمداني و كبير‌الدين نجل فخر‌الدين العراقي، و نجل سلطان ولد. و قد وردت أخبار هذه اللقاءات في لطائف أشرفي (م.ن، 1 / 20، 54، 109، 303، 2 / 26، 31). و استناداً إلى رواية، فإن أشرف جهانگير عندما وصل إلى شيراز التقى حافظاً أيضاً و كان له معه حديث لفترة (م.ن، 1 / 81). و برغم أن أشرف جهانگير استفاد روحياً من مشايخ طرق عديدة، لكنه كان يعدّ نفسه خريج الطريقة الچشتية (م.ن، 1 / 354). 
ذكر اليمني أن تاريخ وفاة أشرف جهانگير هو 28 محرم 798ه‍ / 10 تشرين الثاني 1395م (2 / 407، 410). لكن مع الأخذ بنظر الاعتبار أن خليفته عبد‌الرزاق نور العين حكم لمدة 40 سنة، و توفي في 848ه‍ / 1444م (م.ن، 2 / 413-414)، فينبغي أن تكون وفاته قد حدثت في حوالي 808ه‍ / 1405م، كما حدث عندما ذكرت بعض المصادر الأخرى أيضاً 27، أو 28 محرم 808 تاريخاً لوفاته (ظ: الچشتي، 1059؛ غلام سرور، 1 / 377)؛ لكن وحيد أشرف يرى أن وفاته حدثت بين السنوات 829-832ه‍ / 1426-1429م (ص 28). وقـد ووري أشـرف جهانگيـر الثـرى في نفس قريـة كچهوچهه، و أصبح مرقده مزاراً (عبدالحق، 172؛ الچشتي، 1060؛ غلام سرور، ن.ص). و من خلفاء جهانگير، ورد ذكر شمس‌الدين الأودهي، وكبير العباسي، و عثمان بن خضر (اليمني، 1 / 398-412)، لكن أهمهم هو عبدالرزاق نور العين البغدادي الذي حلّ محله (فخر‌الدين، 2 / 413). 

آثـاره

كتب السيد عبدالرزاق نور العين و بعبارات مبالغ فيها يقول: «ليس من المعلوم أن يكون قد صدر على مدى الدهر، من أي عالِمٍ...، هذا القدر من التصانيف العجيبة و المؤلفات الغربية، الذي أنتجه سيادةُ القدوة الكبرى» (ظ: وحيد أشرف، 207). والمتوفر الآن أسماء 30 أثراً من آثاره (م.ن، 207-209)، الموجود من بينها مجموعة مكاتبات وعدة رسائل فقط. و كما يستفاد من لطائف أشرفي (ظ: اليمني، 1 / 17، 106، 213)، فقد كان للسيد أشرف عدة آثار مستقلة منها: رسائل بشارة الإخوان، إرشاد الإخوان، فوائد الأشرف، أشرف الفوائد، رسالة در بحث وحدة الوجود، و رسالۀ غوثيه. و في خاتمة لطائف وردت رسائل «حجة الذاكريـن» (ظ: م.ن، 2 / 425 و مـا بعدها) المعروفة بـ «نصيحـت نامه»، «بشارت المريدين»، و كذلك «رسالۀ قبريه» (منزوي، 3 / 1834). 
و فضلاً عما ذُكر، ينبغي الحديث عن رسالتيه اصطلاحات أيضاً. يقول أشرف إنه ذهب في الصالحية بدمشق إلى كبيرالدين نجل فخرالدين العراقي و جمع الشروح التي كان قد بيّنها في تفسير المثنوي حول مصطلحات الصوفية. و هذه المجموعة موجودة في لطائف أشرفي تحت عنوان «اصطلاح‌نامۀ مختصر تصوف» (ظ: اليمني، 2 / 31-37). و إضافة إلى ذلك، فإنه توجد مجموعة مصطلحات أخرى أيضاً في اللطائف (م.ن، 1 / 213-252)، استناداً إلى اليمني، فإن عبدالرزاق الكاشاني سمعها من ابن‌عربي وإن أشرف قد أخذها عنه و أملاها على اليمني. و يتطابق شرح بعض مصطلحات هذه المجموعة مع ما يشاهد في اصطلاحات الصوفية المنسوب لابن‌عربي (القاهرة، عالم الفكر)، لكن هذا الشرح يتطابق بشكل أكبر مع اصطلاحات الصوفية لعبد‌الرزاق الكاشاني. 
و فيما عدا هذه الآثار، يوجد كتابان أيضاً على صلة بأشرف جهانگير، أحدهما لطائف أشرفي الذي يضم أحاديثه و ترجمة حياته و مقاماته و كراماته، الذي جمعه أحد مريديه المدعو نظام‌الدين غريب اليمني سنة 787ه‍ (دلهي، 1297ه‍(؛ و الآخر مكتوبات أشرفي الذي يتضمن رسائل أشرف جهانگير إلى الأمراء و كبار الشخصيات في عصره، الذي جمعه عبدالرزاق نورالعين الحسني الحسيني السمناني (لكناو، 1390ه‍) (منزوي، 3 / 1978-1979).
لكن هناك نقاشاً بشأن أصالة هذين الأثرين و بشكل خاص لطائف أشرفي: عدّهما ركن‌الدين همايون فرخ مختلقين، بل إنه أنكر حتى وجود أشرف (5 / 3998-4007)، و رأى أن الكتابين من صنع عبدالرزاق الحسني الحسيني و يعودان للقرن 10ه‍. و يزعم هذا الكاتب أنه اختلق شخصية ليس لها وجود في الواقع و جعل نفسه خليفةً لها، و نسب إليه آثاراً كهذه لينال هو شأناً و مقاماً. كمـا وصف پرويز ناتل خانلري الكتابين بالمختلقيـن (ص 551)؛ و دحض محمود عابدي أيضاً أصالة لطائف أشرفي و عدّه من صنع مريدين غير مخلصين جمعوا معلومات في القرن 10ه‍ و صنعوا منها هذا الكتاب (ص 33-34). و بإزاء ذلك، كتب نذير أحمد لإثبات أصالة لطائف أشرفي و مكتوبات أشرفي، و حاول إزالة هذه الشكوك («أصالت...»، 1-23، «گزارش...»، 873-886، «نخستين...»، 246- 248). 
و من الأسباب الرئيسة للتشكيك في أصالة هذا الكتاب، مـواضع التشابه، بل تطابق بعض الموضوعات بين لطائف أشرفي و نفحات الأنس للجامي، و الأخطاء و المعلومات المغلوطة حول حافظ الشيرازي التي وجدت طريقها إلى هذا الكتاب. و لاشك في أن قسماً كبيراً من هذا الكتاب نُقل بحذافيره من نفحات الأنس للجامي، و لما كانت تلاحظ فيه موضوعات جمة تتعلق بالفترات التالية [لعصر أشرف جهانگير]، فربما أمكن القول إن أصل الكتاب كان مؤلَّفاً مختصراً، أضاف إليه شخص، أو أشخاص آخرون موضوعات في الفترات اللاحقة. 
و مع الأخذ بنظر الاعتبار وجود مرقد أشرف جهانگير في كچهوچهه، و أن أشخاصاً معروفين من أسرته يعيشون في شتى مناطق الهند في زماننا (ظ: مقالات نذير أحمد)، لايمكن التشكيك في وجود أشرف و السلالة الأشرفية، و وصف الأقوال المنسوبة إليه بأنها مختلقة بأسرها.

المصادر

الچشتي، عبدالرحمان، مرآة الأسرار، تج‍ : چشتي صابري، لاهور، 1411ه‍ ؛ خانلري، پرويز، إيران نامه، 1368ش، س 7، عد 3؛ عابدي، محمود، مقدمة نفحات الأنس للجامي، طهران، 1370ش؛ عبدالحق محدث دهلوي، أخبار الأخيار، ديوبند، 1332ه‍ ؛ غلام سرور لاهوري، خزينة الأصفيا، لكناو، 1873م؛ فخرالدين أشرفي دهلوي، «كوايف أشرفي»، مع لطائف أشرفي (ظ: هم‍ ، اليمني)؛ منزوي، المخطوطات المشتركة؛ نذير أحمد، «أصالت لطائف أشرفي و مكتوب (مكتوبات) أشرفي تأليف سيد أشرف جهانگير سمناني» (ظ: مل‍ ، إيندو إيرانيكا)؛ م.ن، «گزارش مختصري دربارۀ شخصيت واقعي جهانگير سمناني سيد أشرف»، هشتمين كنگرۀ مكتوبات تحقيقات إيراني كرمان، تق‍ : محمد روشن، 1358ش، الكتاب الثالـث، 27 محاضـرة؛ م.ن، «نخستين جايـزۀ تاريخـي ـ أدبي بـراي تعميـم زبان فارسي»، آينده، طهران، 1369ش، س 16، عد 1-4؛ همايون فرخ، ركن‌الدين، حافظ خراباتي، طهران، 1352ش؛ وحيد أشرف، حيات سيد أشرف جهانگير سمناني، لكناو، 1975م؛ اليمني، نظام‌الدين غريب، لطائف أشرفي، دلهي، 1297ه‍ ؛ و أيضاً: 


Indo-Iranica, Calcutta,1979,vol.XXXII, nos. 3-4.
.مسعود جلالي مقدم / ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: