الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب الفارسی / أشرف المازندراني /

فهرس الموضوعات

أشرف المازندراني


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/27 ۰۸:۲۵:۱۴ تاریخ تألیف المقالة

أَشْرَفُ الْمازَنْدَرانيّ، محمـد سعيـد (تـ 1116ه‍ / 1704م)، أديب و خطاط و رسام و فقيه و شاعر في بلاط أورنگ زيب وعظيم الشأن الكوركاني. 
و هو نجل محمد صالح المازندراني و سبط محمد تقي المجلسي الأصفهاني (النصرآبادي، 181؛ افتخار، 15؛ حزين، 69؛ إبراهيم، 9). وُلد في أسرة من أهل العلم و التقوى. و قد توجّه والده الذي كان هو الآخر فقيهاً و باحثاً من الطراز الأول و شارحاً لعـدة كتـب مثـل أصـول الكافـي و اللمعـة و زبـدة الأصـول (ظ: البهبهاني، 1 / 93-95؛ القمي، 542-543؛ النوري، 3 / 412؛ الأفندي، 5 / 110)، و بوصية من أبيه أحمد، من مازندران إلى أصفهان و هو لمّا يزل شاباً و شق طريقه إلى حلقات دروس محمد تقي المجلسي، و أخيراً أصبح صهره أيضاً (البهبهاني، 1 / 94-95؛ القمي، 543-544؛ النوري، 3 / 412-413). و لذا ولد محمد ‌سعيد في أصفهان و ترعرع فيها (آذر، 170؛ آقا بزرگ، 9(1) / 78؛ لكهنوي، 1 / 58). و فضلاً عن تلقيه العلم على أبيه و خاله محمد باقر المجلسي، فقد حضر أيضاً حلقات درس الميرزا القاضي شيخ‌‌الإسلام بأصفهان و آقاحسين الخوانساري، المعروف بالمحقق الخوانساري (آرزو، 143؛ گلچين، 1087؛ سيدان، 18- 19). 
و فضلاً عن العلوم الدينية كانت لأشرف ميول إلى الشعر والأدب و الفن. و كان في الشعر تلميذ صائب التبريزي، كما كانت له علاقة بميرزا طاهر الوحيد، و تعلم الخط على عبد‌الرشيد الديلمي ابن شقيقة مير عماد القزويني، و كان له نصيب أيضاً من فن الرسم (آرزو، 144؛ سرخوش، 7؛ گلچين، ن.ص؛ سيدان، 19-21، 28؛ إبراهيم، ن.ص؛ البهبهاني، 1 / 97؛ كوپاموي، 54)، لكن أستاذه في هذا الفن غير معروف. و قد أثنى أشرف في ديوانه على أساتذته في شتى العلوم (ظ: ص 51-62، 74-77، 82-85)، لكنه لم‌يورد أية إشارة إلى أستاذه في الرسم؛ و ليس مستبعداً أن يكون قد تعلم هذا الفن من تلقاء نفسه، غير أنه تلاحظ في ديوانه أحياناً إشارات إلى الرسم (ظ: ص 365-366)، و في موضع آخر عَدَّ نفسه مثل ماني في الرسم (ظ: ص 370). 
و بعد وفاة اثنين من أعزائـه، الأول محمد رفيع نجله الصبي، و من ثم جدّه محمد تقي المجلسي الذي أثر فيه تأثيراً عميقاً (ظ: ص 118-125)، نظم قصائد رثائية في رثائهما و قرر فجأة مغادرة ذلك البلد (گلچين، 1088؛ سيدان، 21-22)، و توجه إلى الهند عن طريق خراسان (النصر‌آبادي، ن.ص؛ آرزو، 143؛ افتخار، حزين، گلچين، ن.صص). و قد أشار هو نفسه في «الترجيع‌بند» الذي نظمه لدى مغادرته أصفهان إلى حزنه العميق لهذا السفر (ظ: ص 125-126). و يغلب على الظن أن هذا السفر حدث في 1070ه‍ / 1660م، ذلك أن المصادر عدّت وصول أشرف إلى الهند كان في أوائل اعتلاء أورنگ‌زيب العرش (حك‍ 1068- 1118ه‍(، من جهة ( افتخار، ن.ص؛ الكشميري، 185؛ آزاد، 2 / 116؛ شفيق، 42)، و من جهة أخرى، كان تاريخ وفاة محمد‌تقي المجلسي كما ذكره أشرف أيضاً (ص 125) في المادة التاريخية التي نظمها في «مرثيته» هو 1070ه‍ . و في بلاد الهند شقّ طريقه إلى بلاط أورنگ زيب وشحذ همته لتعليم ابنته الكبرى زيب‌النساء بيگم (النصر‌آبادي، آرزو، افتخار، إبراهيم، آزاد، ن.صص؛ أحمد علي، 197؛ خوشگو، 3 / 17- 18). و كان أشرف يحضر المحافل الشعرية و الأدبية هناك و ينظم الشعر البديهي. و قد نظمت بعض قصائده في هذه الأوساط على البداهة (سرخوش، ن.ص؛ خوشگو، 3 / 18-19). وأدّى ذيوع صيته في الهند إلى أن يصبح بعض كبار الشخصيات ورجالات الحكم مثل الأمير مؤتمن‌الدولة من بين تلامذته (ظ: آرزو، 144؛ خوشگو، ن.ص). 
و مع أن أشرف قد نال في بلاط أورنگ‌زيب و في ظل دعم زيب النساء، منزلة سامية، فقد كان يحمل في قلبه دوماً الأمل بالعودة إلى وطنه و رؤية أحبّـته. و إن الأشعار التي نظمها في فراقه زوجته و ولده (ظ: ص 158-170)، دالة على لواعجه التي جعلته أخيراً و بعد إقامته لما يقرب من 13سنة في الهند أن يستـأذن زيب‌النساء ــ من خـلال قصيدتيـن نظمها في مدحهـا ــ في العودة إلى إيران (ظ: ص 91-100). و في شتاء 1083ه‍ قدم أشرف إلى إيران عن طريق أفغانستان (آرزو، ن.ص؛ سيدان، 31). و بعد مكث قصير في خراسان (ظ: أشرف، 100-107؛ گلچين، 1091)، توجه إلى أصفهان (النصر‌آبادي، 181؛ آزاد، 2 / 117). وليس معلوماً العمل الذي زاوله بعد وصوله إلى أصفهان، بل إن الغموض يكتنف هذا الجزء من حياته إلى حين عودته إلى الهند. وإن النصر‌آبادي هو الوحيد الذي يشير إلى تردده على مسجد اللنبانيين و إدراكه صحبته، و قد امتدح علم أشرف و أدبه (ن.ص). 
و برغم أن أشرف كان ينظم أحياناً قصائد في مدح بعض عمّال الدولة المحليين في أصفهان (ظ: ص 62-74، 82-85)، إلا أن عودته إلى الهند ربما تكون ناجمة عن أنه كان في إيران غير متمتع على الأقل بالحظوة و المنزلة التي نالها في البلاط الهندي. و في هذه المرة ذهب أشرف إلى الهند برفقة زوجته و ابنه وسكن لدى الأمير عظيم الشأن الذي كان يحكم پاتنا ( افتخار، 15؛ الكشميري، آزاد، ن.صص؛ أصلح، 1747؛ شفيق، ن.ص). و يقال إن الأمير كان يبجله كثيراً و كان قد سمح بأن يبقى أشرف في مجالسه جالساً و ذلك بسبب الشيخوخة و العجز (الكشميري، آزاد، شفيق، ن.صص؛ كوپاموي، 55). و في أواخر حياته قرر أشرف الذهاب إلى الحج عن طريق البنغال، لكنه توفي في مونغير من توابع پاتنا و دفن هناك ( افتخار، الكشميري، آزاد، ن.صص؛ صديق، 32؛ قا: إبراهيم، 9). 
و من بعده توجه بعض أقاربه العلماء أيضاً إلى الهند، و قد خلّـف بعضهم و كذلك ابناه محمد أمين و محمد علي، المتخلص بـ «دانـا» آثاراً قيمـة فـي الفقـه و الكـلام و الشعـر و الأدب (ظ: البهبهاني، 98؛ آزاد، ن.ص؛ النصرآبادي، 182-183). 
و كان أشرف من أتباع الأسلوب الهندي و المتمرّنين في مدرسـة صائب التبريـزي، و منه أخـذ أيضـاً تخلّصـه بـ «أشرف» (ظ: خوشگو، 3 / 18؛ إخلاص، 30). و كان يقرأ أحياناً أشعاره على صائب، فينظـم صائب بدوره بيتـاً في إكمالها (خوشگـو، ن.ص). و فـي ديوانه دعا صائبـاً بالأستاذ، كما نظـم قصيدة في مدحـه (ظ: ص 60-62). و مع هذا فقد انتقد مرة شعرَ صائب بحضوره، وتقبل هذا هو الآخر رأيَ أشرف (خوشگو، ن.ص). و استناداً إلى خوشگو: «فإن شاه گلشن تتبع غزله و أنشد ديواناً في جوابه» (3 / 20). 
كمـا كـان أشـرف ــ شأنـه شـأن بقية شعـراء الأسلـوب الهنـدي ــ يولـي اهتمـامـاً كبيـراً بالصـور الشعـريـة و الإيهـام و الصناعات الأدبية. و قد بادر في عصره إلى إبداعات في صور الخيال وكذلك وصـف مظاهر مـن الطبيعة قلمـا لفتت انتباه غيره من الشعـراء (ظ: ص 62- 68، 85 - 88 ، 100-107). وقد أثنى أغلب كتّاب التراجم ممن عاصروه وممن تلوه على إيهامه و رقّة الخيال و تجديده المبدع (ظ: آرزو، 145؛ إبراهيم، خوشگو، ن.صص؛ سرخوش، 7؛ حزين، 69). و خلافاً لأشعار كثيرين من شعـراء الأسلـوب الهندي، فـإن أشعـار أشـرف ــ باستلهامـه مـن الطبيعـة الخضـراء فـي الهنـد ــ مفعـم بالحيويـة (ظ: ص 77-85، 135-153، 182-189؛ سيدان، 405)، لكن الاهتمام الفائق بالصناعة اللفظية والتصوير الشعري، أدى إلى أن يُعدّ شعره، فاقداً للمعاني العميقة واللوعة الشعرية (ظ: آرزو، إبراهيم، ن.صص). و فضلاً عن ذلك، فإنه تلاحظ لديه أحياناً أخطاء في العروض في البحور الصعبة (ظ: آرزو، 145-146). 
و في معارضته لأشعار بعـض الشعراء، فإن لدى أشرف قصائد؛ فمثنوي «قضا و قدر» (ظ: ص 170- 178)، نظمه معارضة لـ «قضا و قدر» لمحمد قلي سليم الطهراني (آرزو، 145؛ خوشگو، 3 / 19). و لـه أيضاً قصائد في مـدح النبي (ص) والأئمـة (ع) (ظ: ص 43-51، 77-82، 100-107، 125-126). و إن القصيدة التي نظمها لدى دخوله خراسان في مدح الإمام الرضا (ع) مع مقطعة الغزل التي في مطلعها وصف لسقوط الثلج (ص 100-107)، تعدّ من أفضل ما نظمه أشرف. وكان فـي نظـم القصيدة يميـل إلـى كمـال‌الـديـن إسمـاعيـل أيـضـاً (مق‍ 635ه‍ / 1238م) (سيدان، 403). كما أثنى على كمال‌الدين في بيتٍ (ظ: ص 67). و له أيضاً قصيدة تنتهي بكلمة «برف» (ص 85- 88)، بارى فيها قصيدة «برف» لكمال‌الدين في الوزن و القافية (سيدان، ن.ص). و يقال إنه كانت له يد في نظم الألغاز (النصرآبادي، 181؛ حزين، ن.ص؛ خوشگو، 3 / 20). و قد امتدح أغلب كتّاب التراجم ظرفه و طبيعته المرحة (ظ: آرزو، 144؛ إبراهيم، 9؛ إيمان، 70). يقول افتخار: «كانت له غاية المهارة في توشيح الشعر» (ص 15). 
طبع ديوان شعر أشرف المازندراني بتحقيق محمد حسن سيدان مع مقدمة وافية تضمنت دراسة حياته و شعره، في طهران سنة 1373ش. كما توجد نسخة من هذا الديوان كتبها أشرف نفسه بخط النستعليق مع تصحيحات له على بعض القصائد، بعدد أقلّ من الأبيات، محفوظة في مكتبة الروضة الرضوية المقدسة (رقم 348) (ظ: آستان، 7 / 363-367؛ منزوي، 3 / 1846). و فضلاً عن ديوانه، فإن لأشرف قاموس كتبه بخط النسخ (ظ: شفيق، 42). 

المصادر

آذر بيگدلي، لطف علي، آتشكده، بومباي، 1277ه‍ ؛ آرزو، علي، مجمع‌النفائس، تق‍ : زيب النساء سلطان علي، طهران، 1356ش؛ آزاد بلگرامي، غلام علي، سرو آزاد، لاهور، 1913م؛ آستان قدس، الفهرست؛آقا بزرگ، الذريعة؛ إبراهيم خان خليل، علي، صحف، تق‍ : عابد رضا بيدار، پاتنا، 1978م؛ أحمد علي الهاشمي السنديلوي، مخزن الغرائب، تق‍ : محمد باقر، لاهور، 1968م؛ إخلاص، كشن شند، هميشه بهار، تق‍ : وحيد قريشي، كراتشي، 1973م؛ أشرف المازندراني، محمد سعيد، ديوان، تق‍ : محمد حسن سيدان، طهران، 1373ش؛ أصلح، محمد، تذكرۀ شعراي كشمير، تق‍ : حسام‌الدين راشـدي، كراتشي، 1346ش؛ افتخار، عبدالوهاب، تذكرۀ بي نظير، الله آباد، 1940م؛ الأفندي، عبدالله، رياض العلماء، تق‍ : أحمد الحسيني، قم، 1401ه‍ ؛ إيمان، رحم‌علي‌خان، منتخب اللطائف، تق‍:‍ محمد رضا جلالي ناييني وآخرون، طهران، 1349ش؛ البهبهاني، أحمد، مرآت الأحوال جهان نما، تق‍ : علي دواني، طهران، 1372ش؛ حزين، محمد علي، تذكره، أصفهان، 1334ش؛ خوشگو، بندار، سفينه، پاتنا، 1959م؛ سرخوش، محمد أفضل، كلمات الشعراء، تق‍ : صادق علي دلاوري، لاهور، 1942م؛ سيدان، محمد حسن، مقدمة و حـواش على ديوان أشرف المازندراني (هم‍ )؛ شفيق، لچهمي نرائن، شام غريبـان، تق‍ : محمد أكبر الدين صديقـي، حيدر آباد الدكن، 1977م؛ صديــق‌حسن‌خـان، محمـد، شمـع أنجمـن، تق‍ : محمد عبدالمجيد، بهوپال، 1293ه‍ ؛ القمي، عباس، الفوائد الرضوية، طهران، 1327ش؛ الكشميري، محمد علي، نجوم السماء، قم، مكتبة بصيرتي؛ گلچين معاني، أحمد، «أشرف مازندراني»، گوهر، طهران، 1352ش، عد 11-12؛كوپاموي، محمد قدرت‌الله، نتائج الأفكار، بومباي، 1336ش؛ لكهنوي، آفتاب راي، رياض العارفين، تق‍ : حسام‌الدين راشدي، إسلام‌آباد، 1355ش / 1976م؛ منزوي، المخطوطات؛ النصرآبادي، محمد طاهر، تذكره، طهران، 1317ش؛ النوري، حسين، مستدرك الوسائل، النجف، 1321ه‍ .      

 مينا حفيظي / ه‍. 
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: