الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أشرف الأفغاني /

فهرس الموضوعات

أشرف الأفغاني


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/26 ۱۱:۴۹:۳۴ تاریخ تألیف المقالة

أَشْرَفُ الْأَفْغانيّ (مق‍ 1142ه‍ / 1729م)، ثاني حاكم أفغاني في إيران بعد سقوط السلالة الصفوية. كان ينتمي إلى رهط هوتكي من قبيلة الغلزائيين. و كان أبوه عبدالعزيز شقيق مير‌ويس حاكم قندهار، و تولى الحكم في قندهار بعد وفاة شقيقه، لكنه عُزل و قُتل على يد محمود نجل ميرويس (دراني، 73؛ غبار، 323). 

كان أشرف أحد القادة لدى محمود الأفغاني، و قد شارك في هجومه على أصفهان و الاستيلاء عليها في 1135ه‍ / 1723م، و بعد هروب الأمير الصفوي طهماسب ميرزا إلى قزوين، هاجمها بأمر من محمود الأفغاني، لكنه هُزم و عاد مع مجموعة من أنصاره إلى قندهار (گيلاننتز، 71-79؛ كروسينسكي، الـورقة 116؛ ملكم، II / 6-7). و قد اضطر محمود الذي لم‌يكن يقوى على الثبات في مواجهة القوات الموالية للصفويين و الذي جوبه بتمرد جنده أيضاً، إلى استدعاء أشرف من قندهار، لكنه توجس خيفة من شعبيته في أوساط جنده، فألقى به في السجن بعد دخوله أصفهان. و إثر اشتداد الأزمة النفسية لمحمود و عجزه عن إدارة البلاد، أُطلق سراح أشرف بمعونة مجموعة من القوات الأفغانية، و ذلك في 12 شعبان 1137، فأطاح بمحمود و جلس هو على العرش و سكَّ العملة باسمه (لوكهارت، 238؛ فلور، برأفتادن...، 261-263؛ إسترابادي، دره...، 170؛ حزين، 62-63). و استناداً إلى مستوفي (الورقة 218) وكروسينسكي (الورقة 113)، فإن محموداً قُتل بأمر من أشرف. 
و خلال تلك الفترة كانت عدة مدن كبيرة مثل أصفهان وشيراز و كرمان فقط، تابعة للحكومة المركزية. و كان شطركبير من الغرب و آذربايجان تحت السيطرة العثمانية، و كان الروس يسيطرون على جيلان و مازندران و إستراباد و المدن الساحلية لبحر الخزر و منها باكو و دربند. و في قندهار كان حسين سلطان شقيق محمود الأفغاني يحكم، بينما كانت هراة بأيدي الأبداليين، وخراسان تحت هيمنة الملك محمود السجستاني. 
و لأجل مجابهة خصومه و كخطوة أولى، أصدر أشرف أمراً بقتل مؤيدي محمود، و بغية كسب دعم أنصار الصفويين طلب إلى الشاه سلطان حسين أن يجلس على عرش السلطنة، فرفض الشاه الصفوي ذلك، لكنه عقد قران ابنته على أشرف (فلور، أشرف...، 1-3؛ كروسينسكي، الأوراق 113، 117- 118؛ ملكم، II / 27). و في اليوم التالي لجلوسه على العرش الملكي، أعدم أشرف بعض القادة الأفغان الذين كانو قد أعانوه على تسنّم العرش (فلور، ن.م، 2؛ مفتون، الورقتان 121-122). و في 26 رمضان دعا إلى قصر فرح‌‌آباد حوالي 25 شخصاً من الأمراء و القادة الصفويين و قتلهم جميعاً. و قد قيل: إن سبب هذه المجزرة هو أن هؤلاء الأمراء كانوا قد أرسلوا إلى طهماسب مبعوثاً يخبره بالمؤامرة التي كان أشرف قد دبرها له، ولكن المبعوث وقع بأيدي أنصار أشرف (كروسينسكي، الورقتان 119-120؛ فلور، ن.م، 4-5). 
و في ذي‌القعدة 1137 / تموز 1725، هاجم طهماسب ميرزا أطراف طهران، لكنه هُزم أمام أشرف، و أُسر قائد جيشه أيضاً (حزين، 77؛ مستوفي، الورقة 220؛ إسترابادي، جهانگشا...، 19). واستناداً إلى كروسينسكي (الأوراق 118-121) و ملكم (II / 27-28)، فإن طهماسب ميرزا كان قد قدم إلى طهران بدعوة من أشرف لغرض التفاوض. ثم إن أشرف عاد إلى أصفهان بينما استولى جنده على ساوه و قم و طهران و يزد (فلور، ن.م، 5-6؛ إسترابادي، ن.ص؛ نائيني، 265-276). 
و في محرم 1138، أرسل أشرف إلى البلاط العثماني مبعوثاً وطلب إلى السلطان العثماني أن يخرج قواته من إيران و يعترف رسمياً بحكمه. لكن العثمانيين لم‌يكتفوا بأن لم‌يستجيبوا لهذه المطالب، بل إن أحمد باشا ــ و إثر فتوى علماء الدولة العثمانية القائمة على إعلان الحرب على أشرف ــ قاد جيشاً إلى أصفهان في 19 رجب، و في رسالة بعث بها إلى أشرف عدّه مغتصباً للسلطنة، و أن سلطان حسين هو الملك الشرعي لإيران. و بعد تسلّم أشرف لهذه الرسالة أصدر في البدء أمراً بقتل سلطان حسين، ثم ألحق الهزيمة بأحمد باشا في معركة وقعت على بعد 120كم من همدان (فلور، ن.م، 15، 18-19؛ حزين، 63؛ مستوفي، الورقة 218؛ هامر پورغشتال، 4 / 3122-3124)؛ غير أن أحمد باشا عاد بقوات جديدة، فهاجم كرمانشاه و استولى عليها. و لما لم‌تكن لأشرف القدرة على مجابهة الجيش العثماني طلب الصلح هذه المرة بإرساله مبعوثاً إلى البلاط العثماني، و بسبب الأوضاع الداخلية المضطربة و النفقات الباهظة للحرب، انتهجت الدولة العثمانية طريق السلام و عقدت معاهدة مع أشرف الأفغاني في ربيع الأول 1140 / تشرين الأول 1727، كان السلطان العثماني بموجبها يدعى خليفة كل المسلمين و يُعترف رسمياً بحكم أشرف على إيران ( أسناد...، 1-10؛ لوكهارت، 335-336). 
و بعد استتباب الأمن على الحدود الغربية، أرسل أشرف جيشاً إلى جيلان بقيادة سيدال‌خان ليسترجع الولايات الشمالية لإيران من أيدي الروس، لكن هذا الجيش هُزم أمام الروس قرب رودسر و انسحب إلى قزوين. و أخيراً عقد في 25 رجب 1141، معاهدة صلح بين الجانبين في مدينة رشت كان من بين بنودها: خروج القوات الروسية من جيلان و مازندران و إستراباد؛ السماح للروس بالإقامة في إيران و ممارسة التجارة؛ حرية عبور القوافل الروسية إلى الهند (فلور، ن.م، 29؛ لوكهارت، 203-210، 269، 339-340؛ روشن‌ضمير، 64-66؛ تاج بخش، 11-12، 146-154). 
و على عهد أشرف الأفغاني في إيران و بسبب انعدام الأمن في الطرق، لم‌تكن التجارة مزدهرة، بل كان القحط و الجوع يعمّان البلاد، و الأفغان يرتكبون المجازر بشتى الذرائع، بل كانوا يعدّون ــ استناداً إلى فتـوى زعيمهم الدينـي ــ جميعَ الإيرانيين رافضةً وكفرةً (فلور، أشرف، 13، 17- 18، 22-23؛ كروسينسكي، الورقتان 97- 98؛ الميرزا رفيعا، 497). لهذا انضم الناس الذين كانوا قد ضاقوا ذرعاً بأوضاعهم المأساوية التي يعيشونها، إلى المجاميع المعارضة لأشرف الأفغاني. و استناداً إلى حزين فإن 18 شخصاً كانوا آنذاك يطالبون بعرش إيران، جمع كل واحد منهم فريقاً من الناس حوله (ص 61-62). و كانت الأسرة الصفوية ماتزال تعدّ المحور الوحيد لاستقطاب معارضي أشرف؛ لكن لم‌يكن من بين الزعماء الذين هبّوا لمقاومة أشرف سوى اثنين من الأسرة الصفوية: أحدهما طهماسب ميرزا، و الآخر سيد أحمد خان؛ أما الباقون فكانوا ينسبون أنفسهم إلى هذه الأسرة. 
و قد هرب سيد أحمدخان الذي كان حفيد ابنة الشاه سليمان الصفوي برفقة طهماسب ميرزا من الحصار المضروب على أصفهان، لكنه انفصل عنه بعد فترة. ثم جمع فريقاً حوله و احتل مناطق من فارس و كرمان و أعلن نفسه ملكاً و ضرب النقود باسمه؛ غير أنه هُزم أمام القوات الأفغانية في 1140ه‍ / 1728م، وبينما كان قد أخذ الأمان من أشرف، قُتل بأمر منه عندما وصل إلى أصفهان (مرعشي، 59-80؛ إسترابادي، جها‌نگشا، 202-203؛ أيضاً ظ: پري، 60-61). وقد ثار ضد الأفغان شخص آخر كان يدعو نفسه محمد ميرزا الابن الأكبر للشاه سلطان حسين، في ميناب والمناطق الساحلية لبحر عمان، لكنه هو الآخر هُزم في 1139ه‍ وهرب إلى الهند (فلور، ن.م، 105- 109، 123-124؛ إسترابادي، ن.م، 24). 
كان طهماسب ميرزا أبرز زعماء المقاومة ضد أشرف الأفغاني. و لم‌يمضِ طويل وقت حتى استولت قواته بقيادة نادرقلي ميرزا على مشهد و هراة (ن.م، 61-62، 71-72، 88-95؛ هنوي، 31-33). و قد توجّه أشرف الذي كان مطمئن البال من جانب أ‌عدائه الخارجيين، نتيجة عقده معاهدات صلح مع الروس و العثمانيين، والذي كان قد قمع المطالبين بالعرش في الداخل أيضاً، إلى خراسان في 1142ه‍ / 1729م لمواجهة نادرقلي ميرزا. لكنه هُزم في جمادى الأولى من تلك السنة في مهمان‌دوست (قرب دامغان) أمام هذا القائد المتمرس في القتال و المحنّك. و خلال هروبه إلى أصفهان طلب العون من حاكم طهران، و انبرى لحرب نادر في مدخل وادي خوار (قرب گرمسار الحالية)، لكنه هزم هذه المرة أيضـاً و أخيـراً هرب إلى أصفهان. و بعـد وصولـه إلى أصفهـان و بسبب خوفه من ثورة الناس، قام أشرف بقتل جمع منهم. فتوجه نادر إلى أصفهان لمطاردة أشرف و اشتبك معه في مورچه‌خورت (على بعد 60كم من أصفهان) و دحره إلى شيراز. فاشتبك أشرف مع جيش نادر مرة أخرى في زرقان (قرب شيراز)، و هنا هُزم أيضاً، فأرسل أشرف مبعوثين إلى نادر يطلبون السماح له بالذهاب إلى قندهار، لكن نادراً رفض ذلك. و بعد إطلاقه سراح الرهائن الصفويين لديه و قتله أغلب حريمه، هرب أشرف من شيراز أيضاً (إسترابادي، ن.م، 95-111؛ حزين، 86؛ هنوي، 36-40، 51-52؛ ملكم، II / 34-36,39-40؛ لوكهارت، 42-43). و خلال طريق عودته إلى قندهار، توقف في لار، لكنه لم‌يلبث أن خرج منها بسبب المعارضة التي لقيها من قبل كبار شخصيات المدينة. ثم إنه أرسل مجموعة ممن كانوا معه إلى البصرة لطلب العون من العثمانيين، غير أن قسماً من هؤلاء قُتل بأيدي العرب، بينما أُسر الباقون (حزين، 87- 88؛ ملكم، II / 41-42). 
و لدى اقتراب أشرف من قندهار، استشعر حسين سلطان حاكم قندهار و شقيق محمود الأفغاني الذي كان يحمل في قلبه الضغينة على أشرف، الخطرَ منه، و أرسل فريقاً لمطاردته و قتله، فتمكن هؤلاء من قتله في 1142ه‍ بمنطقة زرد كوه (إسترابادي، ن.م، 124-125؛ لوكهارت، 44-45). لكن حزيناً كتب يقول إن أحد ابناء الخانات البلوشستانيين، قتل أشرف و بعث برأسه إلى طهماسب ميرزا (ص 89). و بقتل أشرف انتهى حكم الأفغان الغلزائيين لإيران و الذي استمر لمدة 7 سنوات. 
و استناداً إلى تقارير الهولنديين المقيمين في إيران آنذاك، كان أشرف مولعاً بامتلاك بلاط ذي أبهة و جلال، و كان يقضي أغلب أوقاته في الصيد و تشييد أبنية جديدة، و كان ينوي تأسيس مدينـة جديـدة في أصفهـان يكون مـن حـق الأفغـان فقط السكنى فيها، و لأجل بنائها أصدر أمراً بتهديم الخانات والكثير من بيوت و دكاكيـن وسط المدينة (فلور، أشرف، 22-23). 

المصادر

إسترابادي، محمد مهدي، جهانگشاي نادري، تق‍ : عبدالله أنوار، طهران، 1341ش؛ م.ن، درۀ نادره، تق‍ : جعفر شهيدي، طهران، 1347ش؛ أسناد ومكاتبات تاريخي إيران، العصر الأفشاري، تق‍ : محمد رضا نصيري، طهران، 1364ش؛ تاج بخش، أحمد، روابط إيران و روسيه در نيمۀ أول قرن نوزدهم، تبريز، 1337ش؛ حزين، محمد علي، تاريخ، أصفهان، 1332ش؛ دراني، محمد، تاريخ سلطاني، بومباي، 1298ه‍ ؛ روشن ضمير، مهدي، «پژوهشي نو دربارۀ روابط إيران با بيگا‌نگان...»، بررسيهاي تاريخي، طهران، 1350ش، س 6، عد 6؛ غبار، غلام محمد، أفغانستان در مسير تاريخ، كابل، 1346ش؛ فلور، فيلم، أشرف أفغان در تختگـاه أصفهان، تج‍ : أبوالقاسم سري، طهـران، 1367ش؛ م.ن، برأفتادن صفويـان و برآمدن محمود أفغان، تج‍ : أبوالقاسم سري، طهران، 1367ش؛ كروسينسكي، «عبرت نامه»، بررسيهاي تاريخي، تج‍ : عبدالرزاق مفتون دنبلي، طهران، 1352ش، س 8، عد 5؛ گيلاننتز، سركيس، سقوط أصفهان، تج‍ : محمد مهريار، أصفهان، 1344ش؛ لوكهارت، لورنس، إنقراض سلسلۀ صفويه و أيام إستيلاي أفاغنه در إيران، تج‍ : مصطفى قلي عماد، طهران، 1343ش؛ مرعشي صفوي، محمد خليل، مجمع التواريخ، تق‍ : عباس إقبال الآشتياني، طهران، 1362ش؛ مستوفي، محمد حسن، زبدة التواريخ، مخطوطة مكتبة الحضرة الرضوية المقدسة‌، رقم 242؛ مفتون دنبلي، عبدالرزاق، تعليقات على «عبرت نامه» (ظ: هم‍ ، كروسينسكي)؛ الميرزا رفيعا، «دستور الملوك»، مع «دستور الملوك للميرزا رفيعا و تذكرة الملوك للميرزا سميعا» لمحمد‌تقي دانش‌پژوه، مجلۀ دانشكدۀ أدبيات و علوم إنساني دانشگاه تهـران، طهران، 1347ش، س 11، عد 5، 6 ؛ نائينـي، محمد جعفر، جامع جعفـري، تق‍ : إيرج أفشار، طهران، 1353ش؛ هامر پورغشتال، يوزف، تاريخ إمپراتوري عثماني، تج‍ : الميرزا زكي علي‌آبادي، تق‍ : جمشيدكيان فر، طهران، 1368ش؛ هنوي، جونز، زندگي نادرشاه، تج‍ : إسماعيل دولتشاهي، طهران، 1365ش؛ و أيضاً:

 

Lockhart, L., Nadir Shah, London, 1983; Malcolm, J., The History of Persia…, Tehran, 1976; Perry, J. R., «The Last Safavids, 1722-1733», Iran, London, 1971, vol. IX.

 .مجيد سميعي /  ه‍

 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: