الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أشجع السلمي /

فهرس الموضوعات

أشجع السلمي


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/26 ۱۰:۰۱:۴۶ تاریخ تألیف المقالة

أَشْجَعُ السُّلَميّ، أبوالوليد (أو أبوعمرو) أشجع بن عمرو (تـ بعد 203ه‍ / 818 م)، شاعر من مادحي هارون الرشيد.
خصص الصولي في القرن 4ه‍ ، حوالي ربع قسم أخبار الشعراء من كتابه الأوراق (ص 74-137) للحديث عن حياة أشجع و ذكر أشعاره، كما انبرى أبوالفرج في الأغاني ــ مستنداً إلى الصولي في أغلب الأحيان ــ للتحدث عنه بشكل مفصل. و من بعدهما لم‌يصنع الكتّاب الآخرون شيئاً سوى تكرار ماذكره هذان الاثنان، ونادراً ما أضافوا شيئاً إلى ما قالاه بشأنه (مثلاً ظ: الصولي، ن.م، 102-103؛ قا: ابن عساكر، 3 / 61-63، الذي أورد قصيدة مدح بحق جعفر البرمكي بشكل أكمل). كان أبوه عمرو من أهل البصرة، وكان موسراً، و هو من أولاد الشريد بن مطرود السلمي. تزوج امرأة من أهل اليمامة و ذهب معها إليها، حيث وُلد أشجع هناك. وبعد فترة توفي عمرو، فعادت زوجته مع أبنائها إلى البصرة لأخذ إرث زوجها. و كان أشجع منذ شبابه يحضر الأوساط الأدبية في البصرة و ينبري لنظم الشعر (الصولي، ن.م، 74؛ أبوالفرج، الأغاني، 18 / 212)، و من حينها تمكن من شق طريقه إلى مجالس كبار الشخصيات. و في أواخر عهد المنصور مدح ابنه جعفراً (الصولي، ن.م، 91-92؛ أبوالفرج، ن.م، 18 / 232). و خلال ذلك حققت الصراعات و المنافسة بين القبائل العربية التي كانت تبحث عن مزيد من المفاخر و المناقب، نفعاً لأشجع. فقد رحبت قبيلة قيس عيلان الكبيرة التي لم‌يكن قد نبغ فيها منذ صدر الإسلام، شاعر كبير (عدا بشاراً، و كان هذا بدوره من الموالي) بادّعاء نسبة الشاعر إلى قيس، و أصرّ القيسيون على هذه النسبة في منافستهم لليمنيين و الربعيين، و كرّموا شاعرهم و فخروا به (الصولي، ن.م، 74؛ أبوالفرج، ن.م، 18 / 292؛ أيضاً ظ: ثعلب، 2 / 380). و عرفاناً منه بالجميل مدحهم الشاعر بدوره مراراً (الصولي، ن.م، 119، 122). 
كان أشجع مدّاحاً لهارون‌الرشيد و كذلك لأسرة البرامكة وخاصة جعفر بن يحيى، لكن لايعلم على وجه الدقة ما إذا كان دخـل بـلاط أيّ منهمـا أولاً: هـارون، أم البرامكـة (ظ: الأميـن، 3 / 449). و استناداً إلى رواية، فإن الشاعر الشاب تعرف بأحد المجالس الأدبية بالبصرة إلى أنس بن أبي شيخ النصري صاحب جعفر البرمكي، أو بحسب قولٍ، إلى المبارك أحد أساتذة الفضل البرمكي، و هو الذي هيأ الأرضية لدخوله إلى بلاط جعفر (أبوالفرج، ن.م، 18 / 218-219). و منذ ذلك الحين حظي أشجع برعاية جعفر الكبيرة و نال صِلاته (ن.م، 18 / 224-226)؛ بل إن جعفراً و استنـاداً إلـى إحـدى الـروايات، عيّنه بوظيفة حكومية أيضاً؛ لكن لما كان يظلم الناس، شكوه إلى جعفر الذي بادر بدوره إلى عزله (ن.م، 18 / 230-231). 
و يبدو أن جعفراً كان قد هيّأ المقدمات لدخول أشجع إلى بلاط هارون (ظ: ن.م، 18 / 212؛ الخطيب التبريزي، 1 / 354)، لكنه و بسبب ارتباطه بالبرامكة في ظاهر الحال (الصولي، ن.م، 79، 80؛ ابن‌عساكر، 3 / 59)، أو ربما بسبب قبح منظره، لم‌يتمكن من أن يسترعي اهتمام الرشيد به (ابن المعتز، 251). و لذا فقد كان يبادر بشكل أكبر إلى مدح البرامكة، و كان يصاحبهم في الحل والترحال، بل و حتى خلال المهمة التي كُلِّف بها جعفر في الشام، كان أشجع إلى جانبه (الأزدي، 289؛ الصولي، ن.م، 78-79؛ أبوالفرج، ن.م، 18 / 219؛ ابن عساكر، ن.ص). و متى ما بَعُدَ عنهم، أطلق لسانه بالشكوى و التأوّه (ظ: الصولي، ن.م، 117، 127). 
مدح أشجع البرامكة بصدق، و عندما عُزل يحيى (ظ: ن.م، 87؛ أبوالفرج، ن.م، 18 / 225-226)؛ بل و حتى خلال نكبة البرامكة وعزلهم لم‌يتوان أيضاً عن مدحهم و رثائهم (ظ: المسعودي، 3 / 391، 392). و عقب البرامكة، قدّمه الفضل بن الربيع إلى الرشيد بوصفه أشعر شعراء زمانه، و كان مولعاً بالبرامكة حتى ذلك الحين (ظ: الصولي، الأوراق، 96؛ أبوالفرج، الأغاني، 18 / 232-234، حيث يشير أشجع نفسه إلى هذا الأمر). و منذ ذلك الحين كان أشجع بوصفه الشاعر الخاص بهارون الرشيد يمدحه و ولديه الأمين والمأمون في كل مناسبة (ظ: الصولي، ن.م، 94؛ أبوالفرج، ن.م، 18 / 226: مدح الأمين؛ ن.م، 18 / 228-229: مدح المأمون)، و بفضل صلات الخليفة الوافرة، كان يمضي حياته برفاهية في بغداد والبصرة و الرَّقّة (مصيف الرشيد). و يبدو أنه و بسبب تردده بين الرقة و البصرة و بغداد، عدّه الخطيب البغدادي خطأً من أهل الرقة(7 / 45؛ أيضاً ظ: ابن خلكان، 4 / 89، الذي يعده رَقّياً و من سكان البصرة). 
و تاريخ وفاة أشجع ليس معلوماً، لكن يبدو أنه نظم آخر قصائده في وفاة هارون (193ه‍) و مدح الأمين. و برغم كل هذا فقد نسبت إليه قصيدة في مدح الإمام الرضا (ع)؛ و لوصحت نسبة هذه القصيدة إليه فينبغي أن تكون وفاته قد حدثت بعد 203ه‍ (استشهـاد ذلك الإمام). و قـد ذكر كـل مـن الصفـدي (9 / 267) و ابن‌شاكر (1 / 197) اللذين اعتمدا على مصدر واحد أن وفاته كانت حوالي 200ه‍. و قد عدّه الصولي في الأوراق بشكل صريح إمامياً (ص 74)، كما يدعوه ابن شهر آشوب بأنه من شعراء أهل البيـت‌(ع) «المتكلِّفين» (ص 153)، لكن المتوفر اليوم عن تشيعه ــ عـدا القصيدة المنسوبة إليـه في رثـاء الإمـام الرضا (ع) ــ هو فقط الإشارة المختصرة الموجودة في الأمالي (ص 281-282) للطوسي عن لقائه بالإمام جعفر الصادق (ع) و نظمه بيتين من الشعر متمنياً سلامته، و تلقّيه صِلة من ذلك الإمام (أيضاً ظ: الأمين، 3 / 447- 448). 
و فيما يتعلق بالقصيدة المذكورة فإنه لايمكن إبداء رأي جازم بشأنها. فقد أورد الصولي 7 أبيات منها في رثاء هارون (ن.م، 129)؛ أما أبوالفرج فلم يذكرها في الأغاني، لكنه أوردها بأسرها (22 بيتـاً) فـي المقـاتل (ص 568-570؛ قــا: الأميــن، 3 / 448)، و أضاف أن القصيدة لما ذاع صيتها، جعلها أشجع باسم هارون ربما خوفاً منه. و لما كان جثمان الإمام الرضا (ع) قد دفن إلى جانب هارون، فلا مناص من أن يتصور الممدوح في الكثير من أبياتها، هو الإمام الرضا (ع)، أو الخليفة هارون. و على أية حال، فإنه ليس واضحاً ما إذا كان الشعر في الأصل مدحاً للإمام (ع) وتحول إلى اسـم هارون، أم العكس. فأشجع شاعـر قديـر (ظ: ابن‌ عساكـر، 3 / 59؛ الخطيب البغدادي، ن.ص)، و قد خلّف قصائد كثيرة في مناسبات مختلفة يشكل المديح أغلبها. و هذه الأشعار سلسة وذات عبارات رصينة، و هي في نفس‌الوقت بسيطة بعيدة عن أي شكل من أشكال التصنع، بل إن النسيب فيها يعطي مكانه للغزل الرقيق غير المتكلّف. 
و أشجع من بين الشعراء المحدَثين في العصر العباسي، احتل حيناً ــ و بشكل مبالغ فيه ــ موقعاً بين أفضل شعراء هذه الفترة (ظ: الصولي، أخبار...، 172؛ الخطيب التبريزي، 1 / 354؛ القلقشندي، 1 / 292)، بل إنه وُضع ــ فـي مقـام المقارنـة ــ بموقع أفضل من أبي‌نواس (ظ: أبوالفرج، الأغاني، 18 / 220-221؛ البديعي، 301-302). لكن ربما كان أفضل وصف لأشعاره و تعريف بها، هو رأي البحتري الصريح و الدقيق الذي يقول ــ آخذاً بنظر الاعتبار نقد علـي بن الجهم ــ إن ظاهر أشعار أشجع له رواء، لكنه يُخلـي (ظ: الصولي، ن.م، 172، 173؛ المرزباني، 452). ومع كل هذا، فإن أشعاره كانت على الدوام موضع قبول كتّاب المجاميع الأدبيـة (ظ: ابن‌ قتيبة، عيون...، 1 / 12، 31، 90، الشعر...، 373-376؛ المبرّد، 2 / 517، مخ‍ ؛ ثعلب، 2 / 379؛ ابن عبدربه، 1 / 38؛ الحصري، 1 / 75، مخ‍ ؛ ابن‌عبدالبر، 1(1) / 267، مخ‍ ؛ أبوهلال، 1 / 102)، بل إن بعض أبياته تُمثِّل بها (النويري، 13 / 87)؛ و بشكل خاص البيتان اللذان فـي مدح هارون‌ الرشيـد اللذين استرعيا الانتبـاه بشكل أكبــر (ظ: الجاحظ، 1 / 160؛ الباخرزي، 1 / 562؛ البصري، 1 / 30-31؛ الثعالبي، 359-360). و لقصائده نفس تركيبة القصائد الكلاسيكية العربية، و المضمون الغالب عليها هو المدح. فهو، فضلاً عن مدحه البرامكة و هارون (ظ: الصولي، الأوراق، أيضاً أبوالفرج، الأغاني، مخ‍ ؛ أيضاً ظ: ابن‌المعتز، 253)، فقد انبرى لمدح أشخاص مثل الفضل بن الربيع و إبراهيم وعثمان ابني نهيك و محمد بن منصور بن زياد و طاهر بن الحسين و آخرين (الصولي، ن.م، 82، 84-85، مخ‍ ). و برغم أن غزله رقيق و آسر، لكنه لايتجاوز النسيب؛ و هو ينهيه حيناً خوفاً من الإطالة على مايبدو، أو مراعاة لمقتضى حال المجلس (ن.م، 75-76؛ أبوالفرج، ن.م، 18 / 212-213). و مـن بين آثار أشجـع تحظى مراثيه أيضـاً ــ إلى جانب المديـح ــ بمكانة خاصة (ظ: الصولي، ن.م، 128-136). وفضلاً عن المديح والرثاء، فإن الهجاء هو الآخر كثير في شعره بطبيعة الحال، فقد كان الشاعر يطلق لسانه بالعتاب متى ما حدث تأخير في منح الصلة (ن.م، 88، 118-119، مخ‍(. و لم‌تكن تربطه بأبي‌نواس علاقة طيبة، بحيث لم‌يكن بمأمنٍ من سهام هجوه المسمومة (ابن نباتة، 424؛ ابن حجة، 11-12). 

المصادر

ابن حجة الحموي، أحمد، ثمرات الأوراق، تق‍ : محمد أبوالفضل إبراهيم، القاهـرة، 1971م؛ ابن خلكـان، وفيات؛ ابن شاكـر الكتبي، محمد، فوات الوفيـات، تق‍ : إحسان عباس، بيروت، 1974م؛ ابن شهر آشوب، محمد، معالم العلماء، النجف، 1380ه‍ / 1961م؛ ابن عبدالبر، يوسف، بهجة المجالس و أنس المجالس، تق‍ : محمد مـرسي الخولي، بيروت، 1981م؛ ابن عبدربه، أحمد، العقد الفريد، تق‍ : أحمد أميـن و آخرون، بيروت، 1402ه‍ / 1983م؛ ابن عساكر، علي، التاريخ الكبير، تق‍ : عبدالقادر بدران، دمشق، 1331ه‍ / 1913م؛ ابن قتيبة، عبدالله، الشعر و الشعراء، تق‍ : مصطفى السقا، القاهرة، 1350ه‍ / 1932م؛ م.ن، عيون الأخبار، بيروت، 1343ه‍ / 1925م؛ ابن المعتز، عبدالله، طبقات الشعراء، تق‍ : عبدالستار أحمد فراج، القاهرة، 1375ه‍ / 1956م؛ ابن‌نباتة، محمد، سرح العيون، تق‍‌: محمد أبوالفضل إبراهيم، القاهرة، 1964م؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، تق‍ : عبد الكريم العزباوي، بيروت، 1390ه‍ ؛ م.ن، مقاتل الطالبيين، تق‍ : أحمد صقر، القاهرة، 1368ه‍ / 1949م؛ أبوهلال العسكري، ديوان المعاني، تق‍ : أحمد سليمان معروف، دمشق، 1984م؛ الأزدي، يزيد، تاريخ الموصل، تق‍ : علي حبيبة، القاهرة، 1387ه‍ / 1967م؛ الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تق‍ : حسن الأمين، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ الباخرزي، علي، دمية القصر، تق‍ : محمد التونجي، دمشق، 1391ه‍ ؛ البديعي، يوسف، الصبح المنبي، تق‍ : مصطفى السقا و آخرون، القاهرة، 1963م؛ البصري، علي، الحماسة البصرية، حيدرآباد الدكن، 1383ه‍ / 1964م؛ الثعالبي، عبدالملك، خاص الخاص، تق‍ ‍: صادق نقوي، حيدرآباد الدكن، 1405ه‍ / 1984م؛ ثعلب، أحمد، مجالس، تق‍ : عبدالسلام محمد هارون، القاهرة، 1960م؛ الجاحظ، عمرو، البيان و التبيين، بيروت، دار الكتب العلمية؛ الحصري، إبراهيم، زهر الآداب، تق‍ : علي محمد البجاوي، القاهرة، 1372ه‍ / 1953م؛ الخطيب البغدادي، أحمد، تاريخ بغداد، القاهرة، 1349ه‍ ؛ الخطيب التبريزي، يحيى، مقدمة وشرح ديوان الحماسة لأبي تمام، دمشق، 1331ه‍ ؛ الصفدي، خليل، الوافي بالوفيات، تق‍ : ي. فان إس، بيروت، 1393ه‍ / 1973م؛ الصولي، محمد، أخبار البحتري، تق‍ : صالح الأشتر، دمشق، 1378ه‍ / 1958م؛ م.ن، الأوراق، تق‍ : هيورث دن، القاهرة، 1934م؛ الطوسي، محمد، الأمالي، قم، 1414ه‍ ‍؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشى، القاهرة، 1383ه‍ / 1963م؛ المبرد، محمد، الكامل، تق‍ : محمد أحمد الدالي، بيروت، 1406ه‍ / 1986م؛ المرزباني، محمد، الموشح، تق‍ : علي محمد البجاوي، القاهرة، 1965م؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، تق‍ : محمد محيي‌الدين عبدالحميد، بيروت، القاهرة، 1377ه‍ / 1958م؛ النويري، أحمد، نهاية الأرب، القاهرة، 1403ه‍ / 1983م. 

.مريم صادقي / ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: