الأشدق
cgietitle
1442/9/26 ۱۰:۰۵:۵۶
https://cgie.org.ir/ar/article/236261
1446/11/7 ۰۲:۴۸:۲۷
نشرت
8
اَلْأَشْدَق، أبوأميـة عمرو بـن سعيـد بن العاص الأمـوي (تـ 70ه / 689م)، من مشاهير الولاة و القادة في الدولة الأموية. ويبدو أن اشتهاره بالأشدق إنما كان بسبب اعوجاج فمه الناتج عن اللقوة، و لهذا السبب دُعي أيضاً بلطيم الشيطان و لطيم الجن (البلاذري، 4(1) / 441؛ ابن دريد، 79؛ الثعالبي، 75)، برغم أن أولاده زعموا أن معاوية دعاه بهذا اللقب بعد مشاهدته طلاقة لسان أبيهم (البلاذري، 4(1) / 94، 135، 441). كان والد الأشدق فاتح جرجان و طبرستان و آذربايجان، و لفترة والي أرمينية والمدينة و الكوفة (خليفة، 1 / 169، 170،180؛ الزبيري، 176). يرى بعض المؤرخين أنه ولد في السنة 3ه (الزركلي، 5 / 78؛ البستاني، 14 / 53؛ قا: ابن حجر، 3 / 175، أيضاً 2 / 47- 48، 126). و العقد الفريد هو أول مصدر تحدث عن إمارة الأشدق على مكة نقلاً عن أبي عبدالرحمان محمد بن عبدالله العتبي (ابنعبدربه، 4 / 218؛ قا: البستاني، ن.ص؛ أيضاً ظ: زامباور، 27، 35، الذي عدّ ولاية الأشدق على مكة في 53ه(. إلا أن حضور الأشدق في الساحة السياسية بوصفه أحد الشخصيات البارزة في الدولة الأموية، يرجع إلى السنوات الأخيرة من حكم معاوية. ففي 56ه / 676م و عندما قرر معاوية أخذ البيعة ليزيد، ألقى الأشدق ــ بطلب منه ــ خطبة في مدح يزيد، حَثَّ فيها الناس على مبايعة يزيد (ابن قتيبة، 1 / 95؛ ابن عبدربه، 4 / 217؛ ابن الأثير، 3 / 508). كان الأشدق يتولى إمارة مكة عند وفاة معاوية (رجب 60ه) وقد أبقاه يزيد بدوره في هذا المنصب (البلاذري، 4(1) / 299؛ الطبري، 5 / 338). و بعد فترة ولّاه أيضاً على المدينة ليأخذ البيعة مـن الإمام الحسين بن علي (ع) و عبداللهبنالزبير، لكن الأشـدق ــ شأنه شأن الولاة الذين سبقوه ــ لميتمكن من أخذ البيعة منهما (خليفة، 1 / 278، 280؛ البلاذري، 4(1) / 309؛ الطبري، 5 / 340). وبعد أن ذهب الإمام الحسين (ع) إلى مكة و توجه منها إلى الكوفة بدعوة من أهلها، أصدر الأشدق أمراً إلى صاحب شرطة مكة بعدم السماح للإمام بالخروج. فهبّ الإمام الحسين (ع) لمقاومة ذلك، و اشتبك الطرفان مع بعضهما، لكن الأشدق الذي خشي عاقبة ذلك، فتح الطريق، فتوجه الإمام الحسين (ع) نحو الكوفة (الدينوري، 244؛ ابن الأثير، 4 / 39). و بحسب قول ابنسعد ــ في روايـة فريـدة من غيـر ذكر اســم الراوي ــ فإن يزيد أرسل بعد واقعة كربلاء رأس الإمام الحسين (ع) إلى المدينة لدى الأشدق الذي كان آنذاك والياً عليها، فقام الأشدق بدفنه في مقبرة البقيع إلى جانب قبر فاطمة (ع) (5 / 238). و في نفس السنة أصدر يزيد الأمر إلى الأشدق بالقضاء على عبداللهبنالزبير، و بدوره أرسل الأشدق إلى مكة جيشاً بقيادة عمروبنالزبير شقيق عبدالله (ن.ص؛ الزبيري، 178؛ البلاذري، 4(1) / 311)، لكن جيش عمرو لميتمكن من الثبات في المعركة، فهُزم هزيمة نكراء و وقع عمرو في الأسر و مات و هو في سجن أخيه (الزبيري، ن.ص؛ البلاذري، 4(1) / 312-313). و حين استوسق الأمر لعبداللهبنالزبير في مكة و المدينة، و بعد وفاة يزيد (64ه( أعلن نفسه خليفة و طرد مروان من المدينة، فذهب مروان إلى الشام و أصبح خليفة و بايعه الناس. و منذ ذلك الحين وما تلاه نجد الأشدق ولفترة طويلة إلى جانب مروان، أي خاله؛ وقد حارب إلى جانب مروان في معركة مرجراهط التي نشبت بينه وبين الضحاك بن قيس (البلاذري، 4(1) / 442؛ الطبري، 5 / 537). كما اشتبك ــ بوصفه قائد جيش مروان ــ قرب فلسطين مع جيش عبداللهبنالزبير بقيادة مصعب بن الزبير و ألحق الهزيمة بجيشه (البلاذري، ن.ص؛ الطبري، 5 / 540). و لأجل أن يكسب الخليفة وفاء الأشدق أكثر، وعده بولاية العهد (البلاذري، ن.ص؛ وفي رواية: ولاية عهد عبدالملك، ظ: الزبيري، 179). كذلك خاض حرباً ضد عامل عبدالله على مصر ففتحها، و بايع أهلُها مروانَ (البلاذري، الطبري، ن.صص؛ اليعقوبـي، 3 / 4). و في ذلك الوقت، و عندما تعزز موقع مروان و لميعد يستشعر الخطر من جانب عبداللهبنالزبير، نكث بالعهد الذي كان قد قطعه للأشدق . وعندما عاد إلى دمشق أخذ البيعة من الناس لولديه عبدالملك وعبدالعزيز بولاية العهد (البلاذري، ن.ص)، و عين الأشدق أميراً على دمشق (البلعمي، 773). و لما تولى عبدالملك الخلافة (66ه ) هبّ الأشـدق لمعارضته، لكـن وجهـاء الشـام و بنـيأميــة ــ و بغية الحيلولـة دون وقوع اضطرابـات ــ أصلحوا بين هذين الاثنين (الدينوري، 286). و في 70ه و عندما توجه عبدالملك إلى العراق للقضاء على مصعببنالزبير، وجد الأشدق الفرصة مؤاتية، فنادى بنفسه خليفـة و انصاع الناس لأوامره، و لما تناهى الخبر إلى مسامع عبدالملك، عاد إلى دمشق، فمنعه الأشدق من الدخول. و أخيراً و نتيجة وساطة وجهاء الأمويين، فتح الأشدق أبواب المدينة و بايع عبدالملك بشروط من بينها إعطاؤه الأمان و تعيينه ولياً للعهد، لكن عبدالملك تمكن منه أخيراً بحيلة و قتله (70ه( )السدوسي، 35؛ ابن سعد، الزبيري، ن.صص؛ خليفة، 1 / 337؛ البلاذري، 4(1) / 443-444).
ابنالأثير، الكامل؛ ابنحجر العسقلاني، أحمد، الإصابة، القاهرة، 1328ه ؛ ابندريد، محمد، الاشتقاق، تق : عبدالسلام محمد هارون، بغداد، 1378ه / 1958م؛ ابنسعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صـادر؛ ابن عبدربه، العقد الفريـد، تق : عبدالمجيد الترحيني، بيروت، 1404ه / 1983م؛ ابن قتيبة، عبدالله، عيون الأخبار، بيروت، 1343ه / 1925م؛ البستاني؛ البلاذري، أنساب الأشراف، تق : إحسان عباس، بيروت، 1400ه / 1979م؛ البلعمي، محمد، تاريخ نامۀ طبري، تق : محمد روشن، طهران، 1366ش؛ الثعالبي، عبدالملك، ثمار القلوب، تق : محمد أبوالفضل إبراهيم، القاهرة، 1985م؛ خليفة بن خياط، تاريخ، تق : سهيل زكار، دمشق، 1967م؛ الدينوري، أحمد، الأخبار الطوال، تق : عبدالمنعم عامر، القاهرة، 1960م؛ زامباور، معجم الأنساب و الأسرات الحاكمة، تج : زكي محمد حسن و آخرون، بيروت، 1400ه / 1980م؛ الزبيري، مصعب، نسب قريش، تق : ليفي پروفنسال، القاهرة، 1953م؛ الزركلي، الأعلام؛ السدوسي، مؤرج، حذف من نسب قريش، تق : صلاحالدين المنجد، بيروت، 1396ه / 1976م؛ الطبري، تاريخ؛ اليعقوبي، أحمد، تاريخ، النجف، 1358ه .
. مينو أخوان فرد / ه
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode