الصفحة الرئیسیة / المقالات / أشترجان، مسجد جامع /

فهرس الموضوعات

أشترجان، مسجد جامع


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/9 ۰۹:۴۴:۱۹ تاریخ تألیف المقالة

أُشْتُرْجان، مَسْجِدُ جامِع، يقع هذا‌ المسجد على مسافة 36كم إلى الجنوب الغربي من أصفهان، في منطقة لنجان (هي اليوم تابعة لفلاورجان: سرشماري عمومي، 17). و استناداً إلى نقوشه التاريخية فقد أُسس مسجد جامع أشترجان بأمر من الخواجه فخرالدين محمد ‌بن محمود بن‌ علي الأشترجاني سنة 715ه‍ / 1315م، ويُعد و احداً من‌ النماذج النفيسة للفن المعماري الإيلخاني في أواخر سلطنة محمد خدابنده (أولجايتو) (هنرفر، 267، 270، 272، 273، 277؛ مايلز، 90-91,93-94؛ ويلبر، 141-142,145). 
و في النقش الذي ورد فيه اسم باني المسجد، ذكر فيه الخواجه محمد الأشترجاني بوصف «الصاحب الأعظم ملك الوزراء في العالم». و قد تولى، و هو الذي كان من المستوفين و الكتّاب لدى الأمراء الإيلخانيين (هنرفر، 270؛ مايلز، 90-91)، حكومة لنجان أيضاً لفترة (الآوي، 68-69؛ هنرفر، ن.ص). و برغم أن «الخواجه» لم‌يكن في منصب الوزارة، لكنه مُنح في نقوش هذا البناء عناوين خاصة بالوزراء و من هنا يُعتقد أن هذه الألقاب لم‌تكن تمنح آنذاك للوزراء فحسب، بل كان يستعيرها بقية رجال الدولة أيضاً (ظ: مايلز، ن.ص؛ بلر، 9). 
 و المسجد الإيلخاني هو متمم لمسجد أقدم منه أضيفت إليه أقسام عدة خلال عمليات الترميم و التغيير (ويلبر، 144). و خلال ترميم البناء سنة 1333ش ظهر نقش آجرى على نمط نقوش العهد السلجوقي تحت التزيين الإيلخاني للواجهة الخارجية لجبهة الباب الشمالي (هنرفر، 277- 278). و ليس لدينا معلومات دقيقة عن التغييرات التالية التي طرأت على البناء، لكن استناداً إلى نقش باللغة الفارسية في الرواق الشرقي من البناء فإن الجزءين الشرقي و الغربي من المسجد الإيلخاني تم ترميمهما في 881ه‍ / 1476م على عهد أبي النصر حسن بهادرخان [؟] بدعم مالي من شخص يدعى كمال‌الدين إسماعيل بن ظهير‌الدين إبراهيم الأشترجاني (م.ن، 275-277؛ مايلز، 97-98). 
و من بين الذين ذكروا المسجد الجامع لأشترجان، ينبغي أن نذكر ابن بطوطة الذي رآه في 727ه‍ / 1327م و ذكره في رحلته بقوله: «و لها مسجد بديع يشقه النهر» (ص 199). و النهر الذي أشار إليه ابن بطوطة يجري اليوم خارج المسجد مقابل جبهة بابه الشمالية (هنرفر، 278). 
و قد استرعى هذا المسجد في 1315ش / 1936م انتباه سميث نحوه. فقد انبرى هذا الباحث و بهدف نشر مقالة شاملة عن هذا البناء، لدراسته و تصويره بشكل كامل، و في 1318ه‍ / 1939م دعا جورج مايلز لمطالعة ما يزيد على 47 نقش نفيس في هذا المسجد (ظ: مايلز، 89-90). وبعد وفاة سميث انبرى مايلز مستعيناً بأرشيفه الثري المحفوظ في واشنطن بمؤسسة سميثسوني لدراسة نقوش هذا البناء بشكل دقيق و قام بطبعها (م.ن، 89، الهامش). كما خصص أرثر أپم پوپ في كتابه قسماً صغيراً لهذا المسجد المهم (ص 1079-1080). وإن أكمل لقطات تفصيلية حول هندسة هذا البناء مرفقة بخارطة المسجد و مقطع من مقصورته، و كذلك صور عديدة له هي تلك التي أعدّها دانلد ويلبر (ظ: ويلبر، 141-145، الصور 91-102، و أيضاً التخطيطات 26-27). 
و قبل مايلز، درس لطف‌الله هنرفر الذي كان قد تولى في 1333ش رئاسة لجنة ترميم المسجد، هذا البناء مع نقوشه العديدة (ص 267-279). كما ذكر أبوالقاسم رفيعي مهرآبادي في آثار ملي أصفهان، المسجد الجامع لأشترجان و بعض نقوشه (ص 822-826). و انبرى دو‌غلاس بيكت أيضاً لدراسة تزيينات القاشاني نظراً لأهميتها في هذا البناء في تطور فن القاشاني في إيران (ص67-70). و فضلاً عن هذه البحوث، فقد ورد ذكر للمسجد الجامع لأشترجان على الدوام في الدراسات الخاصة بفن الهندسة الإسلامية بسبب مكانته المهمة في عمارة العصر الإيلخاني بإيران. 

و مساحة مسجد أشترجان 1500 م2 (30×50 متراً). و بني باللَّبِن و الآجر، و أحيط بسور من اللبن، و له مدخلان، يقع المدخل الرئيس شمالي البناء، و الآخر في شرقيه. و لايقع أيٌّ منهما على المحاور الرئيسة للبناء. فقد بني إيوانان على المحور الشمالي ـ الجنوبي، و ثلاثة صحون في شمال و شرق و غرب الصحن المركزي. و يقع دار قبة المقصورة الكبير خلف الإيوان الجنوبي. و على هذا النحو تؤكد هذه العناصر على المحورية العامة للمخطط الداخلي للمسجد. 

و يزيد ارتفاع جبهة المدخل الرئيس الواقع في النصف الشرقي من الضلع الشمالي للبناء على 12 متراً. و على طرفي الإيوان الذي يشكل جبهة المدخل، تلاحظ أطلال منارتين مايزال ثلثهما فقط قائماً. و قد امتد الطاق الأصلي للإيوان بامتداد ارتفاع جبهة المدخل بأسرها. و زُيّنت واجهة الإيوان من جانبي طاقه بثلاثة صفوف عمودية على شكل طاق، يقع كل منها في إطار مستطيل‌الشكل الواحد فوق الآخر. و قد دارت ثلاثة إطارات حول محيط الإيوان بأسره و ضمت جميع هذه العناصر. و قد نصب نقش من القاشاني على ثلاثة من جدران الفناء الداخلي لمدخل الإيوان وقسمته إلى نصفين. أما القسم الأسفل للجدار الجنوبي فله طاق يحتوي على باب الدخول إلى المسجد. و يقع طاقان صغيران مزينان في إطارين مستطيلي الشكل على الضلعين الجانبيين لمدخل الإيوان. و القسم العلوي فقد خصص لوحده لمقرنصات طاق الإيوان. 
وقد تشكلت زينة جبهة المدخل هذه من عناصر البناء بالآجر و القاشاني و بالاستعانة بالنقوش الهندسية و الكتابية و قليل من النباتية. وتلعب الطيقان التزيينية العديدة مع الأقواس الجؤجؤية النازلة على أ‌عمدة في داخل البناء بشكل مضلَّع، أو دائري و التي تموضعت في إطارات مستطيلة الشكل، دوراً رئيساً في تقسيم متوازن لأسطح الإيوان. و قد تشكل فناء الطاق المقرنص للإيوان من ست طبقات، زُينت كؤوسه الصغيرة بمزيج من الزخارف الهندسية من القاشاني الأزرق باللونين اللازوردي و الفيروزجي والآجر الصقيل الخالي من الطلاء. أما داخل الطاق الأصلي للإيوان وجميع السطوح المسطحة لجبهة المدخل هذه (المثلثات و فضاء الطيقان التزيينية و الأطر و الألواح المختلفة) فقد زينت هي الأخرى بنقوش هندسية، أو نقوش عديدة بخطي الثلث والكوفي البنائـي من الآجر الصقيـل، أو من خليـط من الآجر غيـر المطلي و القاشاني الأزرق بلونيه (اللازوردي و الفيروزجي). و قد تركزت اليوم جميع تزيينات قاشاني المسجد في جبهة المدخل الشمالي ماعدا موضعاً واحداً و هو نقش من القاشاني كان يقع على الجانب الداخلي من طاق الإيوان الجنوبي للمسجد، و لم‌يبق منه اليوم سوى بضع كلمات. و قد ضمت جبهة المدخل الأصلي لوحدها 19 نقشاً من نقوش المسجد (مايلز، 90-93). و من بين ذلك يحظى النقش التاريخي الذي يضم اسم باني المسجد و هو بالقاشاني اللازوردي على أرضية فيروزجية و بخط الثلث على شريط عريض يظهر على القسم الأوسط من مدخل الإيوان و على واجهة الطاق التزييني لمدخل المسجد، بأهمية كبيرة. و قد خلد نقشان صغيران بين ثنايا التزيين الهندسي لإطار هذا الطاق التزييني اسم البنّاء و كذلك المزيِّن بجملتي: «عمل بنّاء أحمد بن محمد البنّاء المعروف حدّاد» و «عمل حاجي محمد قطاع تبريزي» (م.ن، 90-91؛ هنرفر، 267، 270-271). و قد أخذ هذان الاثنان على عاتقهما بناء و تزيين جبهة المدخل هذه بالآجر و القاشاني، وفيما يحتمل المسجد الإيلخاني أيضاً. و يعتقد بيكت أن مصطلح القطاع ورد لأول مرة في هذا النقش (ص 68؛ مايلز، 91). أما بقية نقوش جبهة المدخل هذه فتضم مفاهيم قرآنية و مضامين دينية. فقد نقشت على هذا الإيوان أسماء محمد (ص) و علي (ع) والأئمة الاثني عشر (ع) و المعصومين الأربعة عشر (ع)، و كذلك أسماء الخلفاء الراشدين بالخط الكوفي البنائي (م.ن، 91-93؛ هنرفر، 267-271). 
تحظى جبهة المدخل الرئيس للمسجد الجامع لأشترجان بأهمية خاصة في مسار تطور الهندسة المعمارية الإيرانية. و كان الاهتمام بالمدخل الرئيس و هيكلية إيوانه بمنارة ثنائية و الاتجاه للارتفاع بهذا القسم من البناء، قد بدأ منذ العهد السلجوقي. و قد بقي أحد أولى النماذج المعروفة لهذا النوع في إيوان مدخل المسجد السلجوقي المسمى مسجد الإمام الحسن بأردستان. و إن جبهة المدخل المتبقية من مسجد المدرسة النظامية بأبرقوه، و الجبهة المسمـاة بـ « دو منـار» في «دردشت» بـأصفهـان، و المنارات المتهدمة لجبهة مدخل المسجد الجامع بكرمان، و جبهة مدخل المسجد الجامع في يزد، و كذلك إيوان مدخل مسجد الإمام (مسجد الشاه سابقاً) في أصفهان، هي نماذج تابعت هذا النمط منذ القرن 8 ه‍ وما بعده. 
و إن تزيين جبهة مدخل المسجد الجامع في أشترجان بالقاشاني هي من النماذج البارزة لهذا النوع من التزيين في العصر الإيلخاني، مما يمكن مقارنته بالتزيين بالقاشاني للأبنية المهمة في هذا العصر مثل «گنبدسلطانية» (قبة السلطانية) و المسجد الجامع في ورامين و كذلك مقبرة پير بكران. و قد بلغ استخدام الآجر المطلي الذي تلاحظ نماذجه الأولية في الأبنية السلجوقية، ذروته في العصر الخوارزمشاهي و شهد تطوراً أكبر خلال العصر الإيلخاني. و قد تواصل تطور فن استخدام القاشاني في القرون التالية أيضاً. فإلى جانب القاشاني اللازوردي و الفيروزجي للمسجد الجامع في أشترجان، يلاحظ أيضاً أول نموذج يحمل تاريخاً من القاشاني «الزعفراني» (بيكت، 69). 
و تقع جبهة المدخل الثانية للمسجد الجامع بأشترجان في النصف الجنوبي من الواجهة الخارجية الشرقية. و قد امتد طاقه الوحيد ــ كمـا هـو حال جبهة المدخـل الرئيس للمسجـد ــ على ارتفاع المدخل بأسره. و تم تزيينه بالمقرنصات الجصية المكونة من ثلاث طبقات من طيقان صغيرة. وقد غُطيت سطوح الطيقان الصغيرة بالجص الذي حفرت فيه نقوش آجرية. و قد قطع الغطاء الجصي على حافات الطيقان الصغيرة أيضاً بشكل يبدو معه و كأن صفاً من الآجر قد شكلها. بينما زُينت العناصر الواصلة بين الطيقان الصغيرة بتزيين جصي جميل مكون من نقوش نباتية. و قد نصب على الجدران الثلاثة للمدخل نقش جصي بخط الثلث على قاعدة الطاق المقرنص داخل شريط عريض. و يضم هذا النقش المكتوب على أرضية ذات نقوش نباتية داخل إطار ضيق من التزيينات الهندسية، الآية 18 من سورة الجن (72) و تاريخ 715ه‍ (مايلز، 93؛ هنرفر، 277). 
و في القسم الشرقي من المدخل الشمالي يقع داخل المسجد سلم ينتهي بصحن شتوي تحت هذا القسم (ويلبر، 143). و يشغل الصحن المركزي مساحة أقل مقارنة بالمساحات المسقوفة المحيطة به. و للصحن الشمالي ثلاثة فتحات طيقان، و لكل من الصحنين الشرقي و الغربي، فتحتا طاقان عمقيان. و تقوم جميع طيقان الصحون على قواعد مربعة الشكل. أما الطيقان التزيينية المسدودة فقد شغلت جميع سطوح الجدران الداخلية للمسجد من جهاته الشمالية و الغربية و الشرقية في محور فتحات الطيقان، وكأن فتحات الطيقان استمرت حتى الجانب الآخر من الجدران أيضاً. 
و تشكل الواجهة المحيطة بالصحن من إيوان كبير و مرتفع وقائم على الضلع الجنوبي بأسره و إيوان صغير بارتفاع أقل وفتحتي طاقين إلى جانبيه على الضلع الشمالي و 4 فتحات طيقان مشابهة على كل من الضلعين الشرقي و الغربي. و يقع كل واحد من طيقان في الواجهة المقابلة لصحنه في إطار مستطيل الشكل ينحدر على إفريز ارتفاعه 20 / 1متر. 
و يفضي الإيوان الشمالي بواسطة مدخلين في كل واحد من جداريه الشرقي و الغربي، إلى الأقسام الأخرى من الصحن. و قد غُطي الطاق الشبيه بالمهد لهذا الإيوان بطبقة من الجص حُفرت عليه أرضيه شطرنجية الشكل تقليداً لرصف الآجر الصيني وتكحيله. و قد نقشت على تلك الأرضية و بمساعدة تزيينات جصية عبارة «الله أكبر» بالخط الكوفي البنائي بشكل متكرر (هنرفر، 275). و تموضع نقش جصي يضم الآية 56 من سورة الأحزاب (33) بخط الثلث على أرضية زرقاء مع نقوش نباتية على الجهة الداخلية من طاق هذا الإيوان. و يقع هذا النقش داخل إطار ضيق بتصميم هندسي و باللون الأحمر (هنرفر، مايلز، ن.صص). كما تلاحظ بقايا نقش جصي آخر على القسم الأعلى من الجدار الشمالي للإيوان على أرضية باللون الأزرق. و يزين شريطٌ عريض بتصميم هندسي جميع أرجاء الجدران الثلاثة للإيوان في قاعدة الطاق. و قد حُفرت على جدار داخل الإيوان وفي مربعات صغيرة أسماء «الله، محمد، علي، أبوبكر، عمر» بشكل متناثر (هنرفر، ن.ص). 
و قد شغل الإيوان الرئيس للمسجد الضلع الجنوبي للصحن بأسره. و يفضي هذا الإيوان عن طريق مدخلين في ضلعيه الشرقي و الغربي و 3 مداخل في ضلعه الجنوبي إلى الصحون من جهة وإلى قبة المقصورة من جهة أخرى. و يتميز المدخل الرئيس للمقصورة و الواقع في القسم الأوسط من الضلع الشمالي للإيوان بارتفاع أكبر. و قد تم ترميم و تجديد بناء الطاق و الجدران الجانبية للإيوان (ويلبر، 144). و تدل بقايا بضع كلمات من نقش بخط الثلث من القاشاني الفيروزجي على أرضية جصية ذات رسوم نباتية صفراء ماتزال باقية في الجهة الداخلية لطاق الإيوان على أن نقش جميل كان موجود في هذا القسم، و ربما كان نقش آخـر يحيط بأعالي طيقان المدخل علـى جدران الإيـوان الثلاثـة. و لم‌يبق من هذا النقش اليوم سوى أرضيته الجصية. و قد وضعت سطوح جدران الإيوان في الزاويتين الشمالية الغربية و الشمالية الشرقية في إطار ضيق يضم الآيات 1-9 من سورة يٰس (36) والآية 23 و قسم من الآية 24 من سورة الحشر (59) و الأسماء الحسنى بالخط الكوفي البنائي. و في الفواصل بين طابوق هذه الجدران كُتبت بالجص كلمات: الله، علي، رسول الله، محمد، الملك لله (مايلز، 93). 
وقد بُنيت مقصورة المسجد الجامع بأشترجان بشكل مربع، وجدران دار القبة من اللًّبِن و قد كُسي ظاهرها بطبقة من الجص بسمك 5 / 3 سنتيمترات كانت في الأصل باللون الحمّصي المائل للون الرمادي (ويلبر، ن.ص). و كانت المداخل الثلاثة التي فُتحت في كل واحد من الجدران الشمالية و الشرقية و الغربية تُسهل اتصال المقصورة بالإيوان الجنوبي للمسجد و الصحون المحيطة به. و قد أُغلقت اليوم المداخل الجانبية في شرقي المقصورة وغربيها. أما المداخل الرئيسة فتقع في القسم الأوسط من الجدران، و هي أوسع من المداخل الجانبية. و يتكرر التخطيط الثلاثي لهذه المداخل في الجانب الجنوبي لدار القبة بواسطة المحراب و طاقي التزيين على طرفيه. 
و تتكون المقصورة في قطعها العمودي من 3 أقسام متمايزة: قسم مربع هو قاعدة البناء و قسم كثير التضلعات الانتقالي يوصل بين القاعدة و دائرة القبة، و أخيراً القبة. و قد تكونت المنطقة الانتقالية من طبقتين ذات 8 أضلاع و 16 ضلعاً. و تضم الطبقة الأولى 4 إسقنشات مقرنصة و 4 طيقان تزيينية عادية، بينما تضم الطبقة الثانية 8 إسقنشات و 8 طيقان تزيينية عادية. و القسمان الشرقي والغربي للطبقة الأولى مفتوحان يوفران إمكانية دخول الضوء الكافي إلى المقصورة. و قد جعل القسم الكثير التضلعات الانتقالي على هذا النحو، تحويل الأرضية المربعة إلى دائرة لتنفيذ المراحل النهائية من إكساء القبة أمراً ممكناً. و إن استقرار القبة بمساعدة الإسقنشات على بناء مربع شهد له تحولاً ملحوظاً في العصر الإسلامي تعقيباً للتقليد المعماري لإيران ماقبل الإسلام. وقد استخدم في بناء دار قبة المسجد الجامع في أشترجان ماكان قد جُرِّب خلال العصور السابقة في أبنية مثل: مقبرة السامانيين في بخارى، مقبرة عرب أتا في تيم قرب سمرقند، مقبرة دوازده إمام [مقبرة الاثني عشر إماماً] في يزد، و بشكل خاص في دور قباب مقصورات المساجد السلجوقية. و قد أصبح استخدام الطبقة الثانية ذات السـت عشرة زاويـة المستقلة فـي المنطقة الانتقاليـة ــ التي يُلاحظ أول نموذج لها في المقصورة السلجوقية للمسجد الجامع بأصفهان ــ طليعة حدوث تحولات مهمة في أساليب إكساء طيقان البنايات و كذلك ارتفاعاتها. و يذكر التركيب المقرنص لإسقنشات الطبقة الثمانية الزوايا للمسجد الجامع بأشترجان بأول نموذج لإسقنش المقرنص المعروف في المقصورة السلجوقية في المسجد الجامع بگلبايگان، و من ثَم نماذجها الإيلخانية الأخرى مثل المسجد الجامع في ورامين. 
و قد غطت العناصر القوسية الجؤجؤية، سواء أكانت طيقاناً حاملة، أو طيقاناً تزيينية، جميع أرجاء جدران القاعدة و المنطقة الانتقالية و أحدثت تركيباً متناسقاً في جميع السطوح الداخلية للبناء. و خلافاً لدور قباب مقصورات المساجد السلجوقية، أو المساجد المعاصرة لمسجد أشترجان التي غالباً ما يحتل فيها المحراب مساحة واسعة من جدار القبلة، فإن محرابه الجصي يتمتع بمساحة أصغر. و قد بني تجويف المحراب على نصف شكل مثمَّن. و طاقه الوحيد مكون من 3 طبقات من الزينة المقرنصة، وينحدر على عمودين غائرين. و يقع المحراب داخل ثلاثة أطر متوالية و تقع لوحة من التزيين الجصي بنقوش نافرة مع رسوم نباتية أعلى المحراب تحت الطاق التزييني الجنوبي للمنطقة الانتقالية الثمانية الزوايا، و قد زُين قوس هذا الطاق التزييني بنقش، وغُطيت مساحته كلها بتزيين من الرسوم النباتية النافرة نَقَلَت التشكيل التزييني للمحراب إلى القسم الأعلى من البناء، وكأن المحراب قد امتد إلى ماتحت القبة. و لهذه القبة 8 أشرطة زركشية ظاهرة انفصلت عن المنطقة الانتقالية بواسطة النقش الذي يدور على قاعدتها. 
و فضلاً عن العناصر المعمارية، فقد زُينت مقصورة المسجد الجامع بأشترجان بواسطة تزيين جصي ذي رسوم نباتية و هندسية و كتابات و باستخدام الألوان. و قد نُحت الكساء الجصي في القسم الأسفل من الجدران على إزارة بارتفاع 7 / 1متر و برسوم هندسية بشكل عُقَدٍ. و قد ظهر نفس النوع من التزيين هذا على القسم الأعلى من مساحة الطيقان التزيينية الجانبية و على الجهة الداخلية لطاق المدخل الرئيس للمقصورة في شماليها؛ و قد ظهرت على بقية سطوح الجدران و تقليداً لرصف الآجر، أرضيةٌ شطرنجية. وعلى هذه الأرضية و على القسم الأسفل من عرض الطيقان من جهة، و فوق الجدران من جهة أخرى، و بمساعدة تزيينات جصية في الحد الفاصل بين الآجر المرصوف بشكل هندسي، ظهرت على التوالـي رسـوم هندسية بسيطـة و أسمـاء: محمـد، علي، حسـن وحسين في مربعات كبيرة بالخط الكوفي البنائي. و على هذا النحو تشكل اسم «الله» بشكل مكرر على الأرضية الشطرنجية في الشريط الذي يحيط بأعلى الجدران الأربعة للمقصورة (هنرفر، 273).

و قد استخدمت الألوان الأزرق و الأخضر و الأبيض و الأحمر في التزيين الجصي للمحراب. و فضلاً عن الألواح المزينة بالرسوم النباتية النافرة، تلاحظ في المحراب 14 نقشاً أيضاً (مايلز، 95-96). و قد نفذت هذه النقوش ذات الخطوط الكوفي و الثلثي والكوفي البنائي بواسطة الجص، أو الأصباغ على ألواح مختلفة في أطر على أرضية الطيقان الصغيرة المقرنصة و كذلك على أرضية من الرسوم النباتية و تشتمل على مضامين قرآنية و دينية (ن.ص). 
و على الأقواس الأربعة للطيقان التزيينية للطبقة الثمانية الأضلاع للمنطقة الانتقالية، و على المحاور الأصلية للبناء، وضع نقش جصي بخط الثلث على أرضية ذات رسوم نباتية زرقاء اللون تضم الآيات 18-22 من سورة التوبة (9). و في النقش الرئيس لمقصورة المسجد الجامع بأشترجان الواقع على قاعدة قبتها كتبت الآية 1 و حتى قسم من الآية 6 لسورة الفتح (48) بالجص وبالخط الكوفي المتشابك على أرضية من الرسوم النباتية. و بين ثنايا حروف القسم الأخير من النقش و في قسمه العلوي كتب تاريخ التنفيذ بالجص و بخط الثلث على النحو التالي: «و ذلك في أواخر صفر سنة خمس عشرة و سبعمائة». و يحيط بالقبه فوق هذا النقش شريطان ضيقان من التزيين الجصي أحدهما باللونين الأحمر و الأزرق و الآخر بالألوان الأحمر و الأبيض و الحمصي (مايلز، 94-95 ؛ ويلبر، 145). 
و قد زينت الأشرطة الزركشية الثمان بواسطة المفخور مع تصميم ذي رسوم هندسية و تقع من الجانبين في إطار ضيق مزيَّن برسوم نباتية من الجص باللونين الأزرق و الأبيض. و لسطح القبة بين الأشرطة الزركشية غطاء من الجص حُفر على شكل الآجر المرصوف، و رسمت الفواصل بين هذا الآجر باللون الأبيض، وزُين باستخدام اللونين الأزرق و الأحمر في فواصل معينة وبالاستعانة بالتزيين الجصي (ن.ص). 
و قد استخدم المعمار و الفنان المتعهد ببناء المسجد الجامع بأشترجان بكل مهارة تامة ما تمت تجربته في القرون السابقة و ما كان قد رُسخ في مجال التحول المعماري بمساجد إيران، و خلّف مسجداً جديراً بالفن المعماري المزدهر للإيرانيين. و يظهر هذا المسجـد الإيلخاني المكمِّل لمسجد أكثر قدماً بأواوينه المضاعفة و دار قبة مقصورته و جبهة مدخله ذات المنارات المزدوجة، خصائص مساجد العصر السلجوقي، التي ظلت لقرون بعد ذلك أيضاً قائمة في عمارة المساجد التي هي أهم الأبنية الدينية في المدن. 
و يتمتع هذا البناء ذو النقوش السبع و الأربعين التي تشتمل على مضامين قرآنية و دينية و تاريخية مختلفة و بشتى أساليب الكتابة، بغنىً خاص لدراسات معرفة النقوش. و إن تزيين المسجد بانعكاسات لتحولات القرون الماضية جدير بالمقارنة بأبنية إيلخانية أخرى مثل قبة السلطانية، المسجد الجامع بورامين، ومقبرة پير بكران في أصفهان. 

المصادر

الآوي، حسين، ترجمة و تحرير محاسن أصفهان للمافروخي، تق‍ : عباس إقبال الآشتياني، طهران، 1328ش؛ ابن بطوطة، رحلة، بيروت، 1384ه‍ / 1964م؛ رفيعي مهرآبادي، أبوالقاسم، آثار ملي أصفهان، طهران، 1352ش؛ سرشماري عمومي نفوس و مسكن (1365ش)، الحصيلة التفصيلية، قضاء فلاورجان، مركز إحصاء إيران، طهران، 1368ش؛ القرآن الكريم؛ هنرفر، لطف‌الله، گنجينۀ آثار تاريخي أصفهان، أصفهان، 1344ش؛ و أيضاً:

Blair, Sheila., S., The Ilkhanid Shrine Complex at Natanz, Iran, Cambridge, Massachusetts, 1986; Miles, G. C., «The Inscriptions of the Masjid-i Jāmiʿ at Ashtarjān», Iran, London, 1974, vol. XII; Pickett, D., «The Significance of the Friday Mosque, Ushturjān…», The Art of the Saljūqs in Iran and Anatolia, California, 1994; Pope, A. U., «Islamic Architecture, The Fourteenth Century», A Survey of Persian Art, London etc., 1967, vol. III; The Splendour of Iran, ed. N. Pourjavady, London, 2001, vol. II; Wilber, D. N., The Architecture of Islamic Iran (The IlKhānid Period), New York, 1969.
هائدة لاله / ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: