الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / الأشترخانیون /

فهرس الموضوعات

الأشترخانیون


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/26 ۰۸:۵۰:۱۰ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَشْتَرْخانيّون، أو الأشترجانيون، سلالة حكام ماوراء‌النهر (1007-1199ه‍ / 1598-1785م)، يرجع نسبهم إلى‌ جوجي ابن‌جنكيزخان. و كان أمراء هذه الأسرة من أحفاد خانات حكام أشترخان (هشترخان)، أو حاجي طرخان (مدينة تقع شمالي بحر الخزر)، الذين قدموا بعد سقوط تلك الدولة على أيدي الروس في 963ه‍ / 1556م إلى بخارى عاصمة دولة الشيبانيين، و حلّوا محلهم. لهذا، ظلوا يحملون اسم الأشترخانيين (الأشترخانية)، برغم أنهم لُقبوا أيضاً بـ «الأمراء الجانيين»، أو «الجانيّة» نسبة إلى جان، الأب المؤسس لهذه الدولة. 
عندما استولى الروس على منطقة هشترخان في 963ه‍ ، لجأ أمير من أسرتها الحاكمة يدعى يار محمد إلى بخارى لدى إسكندرخان الشيباني (حك‍ 968-991ه‍ / 1561-1583م) (اللاهوري، 1 / 217). و هناك تزوج ابنه جان، أو جاني‌خان من زهرا خانم ابنة إسكندر (هاورث، II / 744؛ قا: اللاهوري، ن.ص). و على عهد عبدالله‌خان الشيباني (991-1006ه‍ / 1583-1597م) ابن إسكندر وخليفته، أصبح أبناء جان: دين محمد و باقي محمد و ولي محمد و پاينده محمد، في خدمة الشيبانيين. و بعد وفاة عبدالله خان وتولّي ابنه عبدالمؤمن‌خان الحكم في 1006ه‍ / 1597م، أعلن دين‌محمد الاستقلال في هراة، لكن بعد مرور سنة و تزامناً مع مقتل عبدالمؤمن‌خان، هُزم دين‌محمد أيضاً هو الآخر في حرب مع الجيش الصفوي و قُتل (م.ن، 1 / 217- 218؛ أفوشته‌إي، 591). 
و في تلك الأيام كان يحكم بخارى پير محمد من الأسرة الشيبانية، بينما ولّى باقي‌محمد الابنَ الآخرَ لجان حكمَ سمرقند. وعقب مقتل أخيه دين‌محمد، توجه باقي‌محمد إلى بخارى، وبعد إلحاقه الهزيمة بپيرمحمد الشيباني في 1007ه‍ / 1598م، اعتلى عرش مملكة بخارى، و من ثَمَّ استولى على بلخ و بدخشان أيضاً (شاهنوازخان، 1 / 435-436؛ أيضاً ظ: لين پول، 70)؛ كما هزم في 1011ه‍ / 1602م التركمانَ المتحالفين مع الشاه عباس الصفوي (هاورث، II / 745)، غير أن حكمه لم‌يدم طويلاً، حيث توفي في 1014ه‍. و قيل إن أباه جاني‌خان و جده يارمحمد‌خان حاولا التدخل في شؤون الدولة، لكنهما لم‌يحققا نجاحاً يُذكر على مايبدو (شاهنوازخان، ن.ص).
عقب وفاة باقي‌محمد، تسلم مقاليد الأمور شقيقه ولي‌محمد (حك‍ 1014-1020ه‍ / 1605-1611م)، و أسند حكم بلخ و أندخود لابني شقيقه: إمام‌قلي‌سلطان و نَدْر (نذْر) محمد‌سلطان (م.ن، 1 / 436-437)، لكن إمام‌قلي كان يطمح في حكم بخارى و من جهة أخرى كانت المظالم التي ارتكبها ولي‌محمد قد أدت إلى سخط الأمراء و ميلهم إلى إمام‌قلي. و لهذا لم‌يجد ولي‌محمد في نفسه القدرة على الثبات، فتوجه نحو البلاط الصفوي فتسلم إمام‌قلي الحكم في بخارى بسهولة (م.ن، 1 / 437- 438؛ إسكندربيك، 1 / 834-835). أما ولي‌محمد فبعد ستة أشهر من إقامته في إيران و يأسه من الحصول على عون من الشاه عباس، عاد إلى ماوراء‌النهر. فخاف إمام‌قلي و غادر بخارى، و عندها دخل ولي‌محمد عاصمته من غير مقاومة، لكنه هُزم في مواجهة إمام قلي و قُتل في الحرب التي دارت رحاها قرب سمرقند (اللاهوري، 1 / 220-221؛ كنبو، 1 / 255-256). 
أسند إمام‌قلي (حك‍ 1020-1051ه‍ / 1611-1641م)، خليفة ولي‌محمد، حكومة بلخ و بدخشان لأخيه ندر محمد (اللاهوري، 1 / 221) و هدّأ الأوضاع الداخلية، لكنه لم‌يحقق نجاحاً ملموساً في مجال السياسة الخارجية؛ بحيث أخفق في صد هجمات القوزاق على طشقند وكذلك على خراسان (إسكندربيك، 1 / 865، 927، 963). و في 1031ه‍ / 1622م عندما استعاد جيش الشاه‌عباس قندهار من أيدي حكام الهند، و أنهى أيضاً هيمنة العثمانيين على بغداد، فكّر الأوزبك ــ و لأجل مواجهة الصفويين ــ في الاتحاد مع العثمانيين و حكام الهند الكوركانيين. فدعا إمام‌قلي في ربيع‌الأول 1033 / كانون الثاني 1624، السلطان مراد الرابع العثماني في رسالة كتبها إليه، إلى الاتحاد ضد الصفويين. فحرّض السلطان مراد في 1035ه‍ في جواب رسالته و كذلك في رسالة أخرى كتبها إلى جهانگير الكوركاني هذين الاثنين على إيران، لكن و بوفاة جهانگير في السنة التالية لم‌يحقق الاتحاد الثلاثي شيئاً (رياض‌الإسلام، 144-145). و برغم أن إمام‌قلي طلب إلى شاه‌جهان خليفة جهانگير بغية الاستيلاء على قندهار، جيشاً ليحتل تلك البلاد برفقة جيش الأوزبك (خوافي‌خان، 1 / 405)، لكن شاه‌جهان أرسل بنفسه جيشاً في 1044ه‍ / 1634م إلى قندهار فاستولى على هذه المدينة و على أجزاء من سجستان و خراسان. و في 1053ه‍ / 1643م أيضاً صدّ جيش الكوركانيين الهنود هجوم الجيش الذي كان الشاه عباس الثاني قد أرسله لاستعادة قندهار، ثم توجهوا إلى ماوراء‌النهر (مهدوي، 113-114). و في تلك الفترة كان إمام‌قلي قد اعتزل الحكم بسبب إصابته بالعمى (اللاهوري، 2 / 252، 255-256؛ خواجگي، 307)، و كانت مقاليد الأمور بيد ندرمحمد (حك‍ 1051-1055ه‍(. 
توجه ندر‌محمد أثر هجوم الجيش الكوركاني على ماوراء‌النهر، و كذلك تمرد ابنه عبدالعزيز عليه، إلى إيران و طلب العون من الشاه‌عباس الثاني ( أسناد...، 87- 88؛ مهدوي، ن.ص). ولم‌تكن قوات الدعم التي قدّمها ملك إيران قد وصلت بعدُ إلى بلخ حين انسحب الكوركانيون من ماوراء‌النهر، و استطاع ندر‌محمد أن يستعيد حكمه الضائع. و في 1055ه‍ ، و لما اشتدت الاضطرابات الداخلية في عاصمة الأشترخانيين، توجه ندرمحمد مرة أخرى نحو الصفويين، لكنه و بسبب الشيخوخة و المرض توفي في سبزوار ( أسناد، 89؛ مهدوي، ن.ص).
بعـد وفاة ندر‌محمد، تسلـم مقاليد الحكم ابنه عبدالعزيـز (حك‍ 1055-1091ه‍(، و جعل من خراسان منذ البدء ميداناً للكرّ والفر (القزويني، 55). و برغم كل هذا، فعندما هجم أبوالغازي بهادرخان والي أورگنج على رقعة حكم الأشترخانيين، طلب عبد‌العزيز العون من الشاه‌عباس لمجابهة أبي‌الغازي و الاستيلاء على أورگنج، لكن الملك الصفوي الذي كانت تربطه بأبي الغازي علاقات ودية رفض تلبية ذلك الطلب (م.ن، 69-70). و في 1091ه‍ / 1680م تنازل عبدالعزيز عن حكم بخارى لأخيه سبحان‌قلي و توجه إلى مكة (هاورث، II / 754؛ أسناد، 232-233). و خلال ذلك و في 1092ه‍ شن أنوشه خان نجل أبي‌الغازي حاكم أورگنج هجوماً على بخارى و استولى عليها و أعمل النهب فيها ( إيرانيكا، IV / 517-518). 
و من جهة أخرى، هجم سبحان‌قلي هو الآخر على أورگنج واحتلها (هاورث، II / 757). و برغم كل هذا، فقد بدأت قوة الأشترخانيين بالتدهور على عهد سبحان‌قلي و كذلك عهد ابنه عبيدالله الأول (حك‍ 1114-1123ه‍ / 1702-1711م)، و ازدادت قوة الأمراء المحليين المعروفين بـ «بي». و في 1112ه‍ / 1700م، استقلت خوقند فرغانة أيضاً، و بذلك تقلّصت رقعة حكم ملك بخارى أكثر من ذي قبل (EI2,II / 446,VI / 418 ؛ غروسيه، 797). 
و على عهد حكومة أبي‌الفيض‌خان (حك‍ 1123-1160ه‍ / 1711-1747م)، اقتدر خدايا‌ربي نجل سبحان‌قلي من قبيلة المنغيتي الأوزبكية في بلاط الجانيين. و في 1126ه‍ / 1714م نال منصب أتاليق (أفضل متولّ للشؤون الحكومية بعد الأمير). و من بعده تسلم ابنه محمد‌حكيم‌بي هذا المنصب. و يبدو أنه كان من الذين دعـوا نادرشاه الأفشاري لاحتلال ماوراء‌‌النهر (سامي، 7؛ أيضـاً ظ: EI2، ن.ص). فقاد نادر شاه الذي كان غاضباً من عجز ابنه رضا‌قلي عن القضاء على الأوزبك الذين كانوا يهاجمون خراسان، بنفسه جيشاً من هراة إلى ماوراء‌النهر و وصل إلى مشارف بخارى في 1153ه‍ / 1740م. أما أبوالفيض الذي لم‌يكن قادراً على الثبات، فقد خرج باقتراح من محمدحكيم أتاليق لاستقبال نادرشاه، فعُفي عنـه وتعهّد بأن لايتعرض للمناطق الجنوبية من جيحون، و نال من نادر لقب الشاه، وحظي حكيم أتاليق باهتمام خاص من ملك إيران و سمي نفسه الأمير‌ الكبير (سامي، ن.ص؛ الإسترابادي، جهانگشاي...، ط 1341ش، 295، 335-336، 350-352، أيضاً ط 1368ش، 384، 431، 449-451، دره...، 402، 510-512؛ أيضاً ظ: هاورث، II / 763-764؛EI2، ن.ص). 
عقب وفاة محمد‌حكيم أتاليق و الاضطرابات التي ظهرت في بخارى، توجه محمد‌رحيم بي، نجل محمد‌حكيم إلى بخارى من قِبل نادرشاه على رأس مجموعة من الجنود الإيرانيين، فَقَتَلَ أبا‌الفيض في 1160ه‍ / 1747م، و نصب ابنه عبدالمؤمن الذي كان ابن التاسعة حاكماً، و تولى هو زمام الأمور بلقب «نائب» و«وكيل» (سامي، 8-10؛ هاورث، II / 764-765). و بعد سنة قَتَلَ عبدالمؤمن أيضاً و نصب عبيدالله الثاني نجل أبي‌الفيض الذي كان صبياً، حاكماً، و أخيراً أزاح هذا أيضاً و باشر هو الحكم بنفسه (سامي، 12). لكن مقاليد الأمور كانت بشكل رئيس بيد عمه دانيال‌بي‌أتاليق (م.ن، 13؛ هاورث، II / 766). لم‌يكن أبوالغازي خان (حك‍ 1171- 1199ه‍ / 1758-1785م) آخر الملوك الأشترخانيين على عهد حكومة دانيال بي (1172- 1199ه‍ / 1759-1785م) سوى ألعوبة، قُضي عليه أخيراً في 1199ه‍ على يد الأمير معصوم شاه مراد‌خان (حك‍ 1199-1215ه‍ / 1785-1800م). لكن آخر مسكوكة بقيت من عهد أبي‌الغازي تحمل تاريخ 1203ه‍ / 1789م (هاورث، II / 767 ؛EI2 ، ن.ص).

المصادر

الإسترابادي، محمد مهدي، جهانگشاي نادري، طهران، 1368ش؛ ن.م، تق‍‌: عبدالله أنوار، طهران، 1341ش؛ م.ن، در‌ۀ نادره، تق‍ : جعفر شهيدي، طهران، 1366ش؛ إسكندربيك المنشي، عالم آراي عباسي، تق‍ : إيرج أفشار، طهران، 1350ش؛ أسناد و مكاتبات سياسي إيران، تق‍ : عبدالحسين نوائي، طهران، 1360ش؛ أفوشته‌إي، محمود، نقاوة الآثار، تق‍ : إحسان إشراقي، طهران، 1350ش؛ خواجگي أصفهانـي، محمد معصوم، خلاصة السير، طهـران ، 1368ش ؛ خوافي خـان، محمـد هاشم، منتخب اللبـاب، تق‍ : كبيرالديـن أحمد و غلام قادر، كلكتا، 1869م؛ رياض‌الإسلام، تاريـخ روابط إيـران و هنـد، تج‍ : محمـد باقـر آرام و عبـاس‌قلـي غفـاري فـرد، طهـران، 1373ش؛ سامي، عبدالعظيم، تاريخ سلاطين منغيتيه، تق‍ : ل. م. يپيفانوا، موسكو، 1962م؛ شاهنوازخان، مآثر الأمراء، تق‍ : عبدالرحيم، كلكتا، 1888م؛ غروسيه، رينيه، إمپراطوري صحرانوردان، تج‍ : عبدالحسين ميكده، طهران، 1353ش؛ القزويني، أبوالحسن، فوايد الصفوية، تق‍ : مريم ميرأحمدي، طهران، 1367ش؛ كنبو، محمد‌ صالح، عمل صالح (شاهجهان نامه)، لاهور، 1967م؛ اللاهوري، عبدالحميد، بادشاه نامه، تق‍ : كبير الدين أحمد و عبد الرحيم، كلكتا، 1868م؛ مهدوي، عبدالرضا هوشنگ، تاريخ روابط خارجي إيران، طهران، 1364ش؛ و أيضاً: 

EI2; Howorth, H. H., History of the Mongols, New York, 1876; Iranica ; Lane-Poole, S., The Coinage of Bukhara in the British Museum, London, 1882. 
مهرداد قدرت ديزجي / ه‍
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: