الأشتر العلوي

اَلْأَشْتَرُ الْعَلَويّ، عبـدالله بـن ‌محمـد النـفس الـزكيـة (مق‍ 151ه‍ / 768م)، من مشاهير العلويين. كانت أمه سلمة بنت محمد بن الحسن بن الحسن (ع) (البخاري، 7- 8). ولد في المدينة و ترعرع فيها. دعي بالأشتر بسبب انقلاب في جفن عينه (البيهقي، 1 / 225). أول ذكر للأشتر في المصادر يرجع إلى سنة 140ه‍ عندما كان الخليفة العباسي المنصور قد وصل إلى مكة لغرض الحج؛ وقد قدم محمد النفس الزكية و شقيقه إبراهيم اللذان كانا يعيشان متخفيين، إلى مكة أيضاً مع جمع من العلويين. فقرر بعضهم اغتيال الخليفة و تعهد عبدالله الأشتر بأداء هذه المهمة، لكن النفس الزكية عارض ذلك (ظ: الطبري، 7 / 525). 
و استناداً إلى رواية الطبري (8 / 33-36)، فإنه بعد ثورة النفس الزكية في المدينة (145ه‍( فإن عبدالله الأشتر ذهب مبعوثاً من أبيه برفقة جمع من الزيدية إلى عمر‌بن‌حفص الصفري الذي كان والياً على السند المعيَّن من قبل المنصور و يميل إلى الطالبيين. فاستجاب عمر لدعوتهم و بايع عبدالله للنفس الزكية، كما أخذ البيعة له من أسرته و زعماء بلاده و وجهائها، لكن وبعد فترة حين بلغه نبأ هزيمة النفس الزكية، ثم مقتله، أرسل عبدَالله الأشتر إلى أحد ملوك السند، أو الراجات (ظ: حبيبي، 1 / 408)، ليكون بمأ‌من هناك. و بعد فترة قصيرة التحق بعبد الله جمع آخر من الزيدية، وقيل إن التشيع إنما انتشر في السند منذ ذلك الحين (ن.ص). ولما بلغ المنصورَ خبرُ عبدالله، طلب إلى عمربن‌حفص إيضاحاً بهذا الشأن ضمن رسالة كتبها إليه، لكن عمر لم يرد عليه بجواب واضح. و بعد فترة قليلة عيّن المنصور هشام بن عمرو التغلبي بدلاً منه.‌ لكن شقيق هشام بدوره ــ و برغم أن هشاماً كان يتهرب بعد دخولـه السنـد مـن اعتقـال عبدالله ــ خاض أخيراً معركة مع عبدالله و 10 من أنصاره، فقتلهم جميعاً، و أبلغ هشام بن عمرو الخليفة المنصور بالخبر، فأثنى عليه (الطبري، 8 / 35-36). 
و رواية أبي‌الفرج الأصفهاني بشأن ذهاب الأشتر إلى السند لاتنسجم مع رواية الطبري. فاستناداً إلى هذه الرواية فإن عيسى‌بن‌ عبـدالله بـن مسعـدة ــ الذي كان أبوه معلماً لأبناء عبدالله بن‌ الحسن بن الحسن (ع) (جد الأشتر) ــ قال إن الأشتر بعد مقتل النفس الزكية ذهب من الكوفة و البصرة إلى السند، فقام المنصور بتكليف هشام بن عمرو بالقضاء عليه. فقُتل الأشتر أخيراً هناك، وأرسل هشام برأسه إلى المنصور (ص 311-312). و استناداً إلى رواية المسعودي (3 / 307) أيضاً، فإن الأشتر عقب مقتل النفس الزكية هرب إلى خراسان و من ثمّ إلى السند و قتل هناك. و كتب ابن الصوفي (ص 39)، و ابن عنبة (عمدة...، 105) أن الأشتر قُتل في كابل عند جبل يدعى علج. 
و حول أبي الحسن محمد نجل الأشتر، رويت أخبار متباينة. فبحسب الطبري (8 / 36)، فإنه عندما كان الأشتر لدى الراجا السندي ولد له من جارية ولدٌ أرسل مع أمه بعد مقتله إلى المنصور، فأرسلهما هذا بدوره إلى المدينة و أيّد النسب العلوي لمحمد، فأصدر أمراً إلى والي المدينة بأن يسلمه إلى أقاربه. وبرغم كل هذا، قيل إن الإمام الصادق (ع) أبدى دهشته من مسألة نسب محمد و رسالة المنصور بهذا الشأن (البخاري، 8). لكن بحسب رواية أبي‌الفرج الأصفهاني (ص 314) عن ابن مسعدة، فإن نجل الأشتر عقب مقتل أبيه ظل في السند برفقة ابن مسعدة إلى أن مات المنصور (158ه‍(، و عندها قدم إلى المدينة على عهد المهدي العباسي. كما يظهـر مصدر آخـر أن نجل الأشتر رحل مـن السند فيمـا بعـد (ظ: ابن‌الصوفي، ن.ص). 
و اشتهـرت أسـرة النفس الزكيـة من نسل عبدالله الأشـتر (ظ: البخاري، ابن عنبة، ن.صص) ببني الأشتر، أو الأشترية الذين كانوا يسكنون الكوفة و ما حولها (البيهقي، 1 / 225)، و لم‌يبق منهم ذرية فيما بعد (ابن عنبة، الفصول...، 108). 

المصادر

ابن الصوفي، علي، المجدي، تق‍ : أحمد مهدوي دامغاني، قم، 1409ه‍ ؛ ابن عنبة، أحمد، عمدة الطالب، تق‍ : محمد حسن آل الطالقاني، النجف، 1380ه‍ / 1961م؛ م.ن، الفصول الفخرية، تق‍ : جلال‌الدين المحدث الأرموي، طهران، 1387ه‍ / 1346ش؛ أبوالفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، تق‍ : أحمد صقر، القاهرة، 1368ه‍ / 1949م؛ البخاري، سهل، سر السلسلة العلوية، تق‍ : محمد صادق بحرالعلوم، النجف، 1381ه‍ / 1962م؛ البيهقي، علي، لباب الأنساب، تق‍ : مهدي رجائي، قم، 1410ه‍ ؛ حبيبي، عبدالحي، تاريخ أفغانستان بعد أز إسلام، كابل، 1345ش؛ الطبري، تاريخ؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، تق‍ : محمد محيي‌الدين عبدالحميد، القاهرة، 1384ه‍ / 1964م.            

علي بيات / ه‍