الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أسوان /

فهرس الموضوعات

أسوان

أسوان

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/21 ۲۲:۱۲:۲۷ تاریخ تألیف المقالة

أَسْوان، محافظة و مدينة قديمة، و كذلك سد كبير في مصر. ذكر هذا الاسم في المصادر المختلفة بأشكال شتى منها أُسْوان (ابن عبدالحكم، 6، 9؛ الإصطخري، المسالك...، 39؛ ياقوت، 1/ 269؛ ابن خلكان، 1/163؛ القلقشندي، 1/ 118) وسوان (سهراب، 17؛ الخوارزمي، 8؛ ياقوت، ن.ص) و أصوان (خانجي، 9(1)/266؛ ضرار، 58). و قد كان اليونانيون يتلفظون أسوان على شكل سوئنه (پاولي، VII/1018؛ هيرودوتس، I/295,305,309؛ سترابون، VIII/137؛ أفريقيا ... I/283). كما جاء اسم هذا المدينة في العهد القديم أيضاً (حزقيال، 29: 10).

 

محافظة أسوان

تقع هذه المحافظة في أقصى جنوب جمهورية مصر و هي من أصغر محافظاتها، و تبلغ مساحتها 679كم2 و تقع في مصر العليا («تقويم...»، 589)، في المناطق الجنوبية الجافة من البلد و لذلك فإن نسبة الأمطار فيها منخفضة للغاية، ولايمكن قياسها على مدار السنة، إلا نادراً («الشرق الأوسط» 46). يشتمل نهر النيل في هذه المحافظة على واد مسطح، و قليل العرض نسبياً، حيث تعرض للتآكل في بعض المناطق حتى 300 متر أدنى من سطح السهل (هلد، 330). يقع الشريط الخصب من وادي النيل في هذه المحافظة، و هو محدود من الجنوب بواسطة الشلالات، والصحارى، و أراضي المستنقعات في السودان (فيشر، 337).

كان عدد سكان هذه المحافظة يبلغ في 1960م 385 ألفاً (بروكهاوس، I/804) حيث وصل في 1986م إلى 796 ألفاً و هو مايدل على نمو ملحوظ («تقويم»، ن.ص). و تبلغ الكثافة النسبية للسكان في محافظة أسوان حوالي 172,1 نسمة في كم2، و بذلك تعتبر إحدى أكثر محافظات مصر كثافة من الناحية السكانية (ن.ص).

و قد كانت تستخرج موارد ملفتة للنظر من معدن الحديد منذ 1955م في موضع يبعد حوالي 48كم إلى الشرق من مدينة أسوان (الشرق الأوسط»، 52) حيث كان يستخدم حتى السبعينيات في مصنع الفولاذ بحلوان (هلد، 340). و فضلاً عن ذلك، توجد في هذه المحافظة ذخائر المنغنيز و النحاس و الفوسفات في الضفة الشرقية للنيل (شيفرز، IV/267).

و لتشييد السدود في هذه المنطقة تاريخ طويل. فقد تحدث هيرودوتس عن السدود في عصر الفراعنة باعتبارها إحدى العجائب السبع (ظ: شيفرز، ن.ص). و في العصر الحالي حدثت في هذه المنطقة تغييرات في البيئة بعد تشييد السد الثاني لأسوان (1959-1971م) و إحداث بحيرة ناصر الاصطناعية، فقد ارتفعت نسبة الرطوبة، بل و حتى الأمطار في هذه المنطقة (هوپ فود، 2). و من جهة أخرى، فقد ظهرت على الرغم من أهمية هذا السد وقيمته الاقتصادية، قضايا عديدة مرتبطة بالبيئة يمكن أن نذكر منها تغيير مستوى المياه الجوفية، و ظاهرة الملوحة، و تغير الحياة بشكل عام في وادي النيل (فيشر، 339؛ هلد، 332)؛ و فضلاً عن ذلك، فقد انتشرت في المنطقة أنواع الأمراض الطفيلية (فيشر، ن.ص). كما أدى الوحل الذي كان يدخل في وقت ما البحر المتوسط عن طريق النيل، إلى ظهور دلتا جديدة في الجهة الشمالية من البحيرة بسبب تشييد السد (هلد، 330).

كانت منطقة أسوان تحظى منذ القدم بالأهمية من نواح مختلفة منها تمتعها بالمواد الحجرية و المنجمية و موقعها الحدودي وقربها من طرق التجارة و القوافل إلى المناطق الداخلية من أفريقيا (پاولي، ن.ص). و تعتبر مدينة أسوان حاضرة هذه المحافظة.

مدينة أسوان: تقع هذه المدينة التي هي حاضرة محافظة أسوان في مصر العليا، على خطي العرض الشمالي 24°و5´، والطول الشرقي 30° و 35´ (خانجي، 9 (1)/266)، أسفل الشلال الأول للنيل (النتوء الغرانيتي تحت حجر النوبة الرملي) (بروكهاوس، I/803). و على بعد 879كم جنوبي القاهرة (عن طريق خط السكك الحديدية) على الضفة الشرقية من النيل (شيفرز، IV/265) و لذلك، فقد ذكرت باسم ميناء أسوان أيضاً (ماسپرو، 11,430). كانت تقع أمام هذه المدينة جزيرة الفانتين وقـد ذكرت في المصادر المحلية باسم آبو و جزيرة العـاج (رمزي، 1/1). و إن هذه المدينة التي كانت مغطاة في فترة من الفترات بالنخيل و أشجار الأقاقيا (شيفرز، IV/265-266)، كانت الحد الجنوبي من أرض مصر منذ العصور القديمة (غلانويل، 24) ومنطقة تبادل البضائع بين مصر والسودان (حالياً) و العرب والبدو و النوبيين (شيفرز، IV/266). و قد كان المؤلفون الجغرافيون المسلمون يعتبرون أسوان من مدن الإقليم الثاني (الخوارزمي، 8؛ ابن رسته، 96؛ قدامة، 330؛ المقدسي، 67- 68؛ ياقوت، 1/ 269).

كانت أسوان تحظى بالاهتمام في المصادر القديمة باعتبارها نقطة حدودية في جنوب مصر، أو بسبب ارتباطها بمنابع النيل التي كانت تقع على مايعتقد المصريون تحت جلمودتين بين هذه المدينة و جزيرة العاج (پاولي، VII/1019). و على حد قول هيرودوتس فقد كانت هاتان الجلمودتان الشبيهتان بالتل تسميان كروفي و موفي (I/305). يعود الفضل في تطور مدينة أسوان واتساعها إلى حجر الغرانيت الموجود في المنطقة، حيث كان يستغل منذ السلسلة الأولى من ملوك مصر (پاولي VII/1020؛ أيضاً شيفرز، ن.ص). و قد أشار المسعودي إلى شهرة حجر أسوان و صخورها (1/115)، و يحدثنا عن جبال الرخام الكبيرة التي كان القدماء يقطعونها و ينقلونها إلى أمكنة أخرى. و يذكر هو نفسه نوعاً من الحجر كان يستخدم في القواعد و الأعمدة و تيجانها، كان يعرف بالحجر الأسواني. و يرى أن أحجار آسيا و أعمدة الإسكندرية هي من هذا النوع نفسه من الحجر (1/ 388-389). كانت أحجار الغرانيت هذه التي استخدمت في بناء الأهرام (غلانويل، 147)، ذات ألوان وردي و رمادي و أسود (م.ن، 144). و قد أخذ اسم سينيت الذي يطلق عادة على الغرانيت الوردي، من اسم هذا الموضع نفسه (پاولي، ن.ص). و فضلاً عن ذلك، فقد حدثنا الجغرافيون المسلمون عن ذخائر الذهب و الزمرد بالقرب من أسوان ( أشكال العالم...، 59؛ ابن عبدالمنعم، 58). ذكر الإصطخري، أن المسافة بين هذه الذخائر حتى أسوان، هي 15 فرسخاً (مسالك...، 57). ويخبرنا مؤلف حدود العالم أيضاً عن منجم «الفضة و الذهب» في جبل المعظم (الصحيح: المُقَطَّم) الذي يمتد من حد أسوان باتجاه الشمال (ص 36)؛ و فضلاً عن ذلك، فقد كانت توجد بالقرب من أسوان ذخائر الزاج الأبيض أيضاً (القلقشندي، 3/284).

و من جهة أخرى، فإن أهمية أسوان كانت تعود إلى موقعها المواصلاتي باعتبارها موضعاً لالتقاء طرق القوافل التي كانت تتمتع بالأهمية في عصر السلالة السادسة باعتبارها «طرقاً صحراوية» من الناحيتين العسكرية و التجارية، و من هناك إلى الشمال الغربي و واحات ليبيا من جهة، و باتجاه الجنوب (النوبة) بل و حتى أبعد منها (إلى المناطق الداخلية من أفريقيا) (پاولي، VII/1019). و يشير نقش على قبر أحد وجهاء أسوان (متعلق بحوالي 2340 ق.م)، إلى طرق أسوان باتجاه الجنوب (السودان حالياً) (ديفيدسن، «ماضي الأفريقيين»، 44,47-49). كما ذكر هيرودوتس أيضاً الطريق الذي كان يمتد من الفانتين حتى عاصمة إثيوبيا و منطقة أهالي الصحراء (I/309). و على هذا الأساس، فقد اعتبرت أسوان مركزاً تجارياً هاماً طيلة التاريخ (پاولي، ن.ص). ويقول ناصرخسرو إن التجار كانوا يأتون بالعبيد منها في مقابل البضائع التي كانوا ينقلونها من مصر إلى ولاية النوبة (ص 49). ويضيف هو نفسه قائلاً: تأتي السفن من الحبشة و زنجبار و اليمن إلى عيذاب [إلى جوار البحر]، و من هناك يأخذون الحمولات على ظهر الجمال عن طريق هذه الصحراء [بين أسوان و البحر] إلى أسوان و يذهبون بها إلى مصر بالسفن عن طريق نهر النيل (ص 82-83). و يذكر ابن بطوطة أيضاً أن المدن و القرى كانت متصلة ببعضها من الإسكندرية حتى القاهرة، و منه إلى أسوان (ص 54). و في العصر الإسلامي، اكتسب طريق أسوان إلى مكة أهمية خاصة، إلى جانب هذه الطرق. و قد ذكر ابن رسته أن طول هذا الطريق يبلغ مامجموعه 17 يوماً بلياليها (ص 183) و ذكر ناصرخسرو أن المسافة من أسوان حتى البحر في هذا الطريق الصحراوي الطويل تبلغ 200 فرسخ (ص 81، 82).

و بالطبع فإن أسوان لم‌تكن في العصور القديمة تتمتع بأهميتها الحالية، ففي ذلك العصر كانت حاضرة الولاية، و المعابد الرئيسة، و كذلك مقر الحكام تقع في جزيرة الفانتين (پاولي، VII/1018). إن عـدم ذكر اسم هذه المدينة فـي تنظيمـات العصـر الرومـي ـ اليوناني، يدل أيضاً على أنها لم‌تكن ذات أهمية كبيرة آنذاك (ن.م، VII/1018,1022). كما أن هيرودوتس لايذكر هذه المدينة عند ذكره للقواعد العسكرية في المنطقة (I/309). و استناداً إلى الپاپيروسات المكتشفة في الفانتين، فقد أصبحت مدينة أسوان فيما بعد مقر الحاكم الإيراني (پاولي، VII/1018؛ أيضاً ظ: هيرودوتس، ن.ص) و في عهد داريوس الثاني اكتسبت موقعاً يضاهي الفانتين (پاولي، ن.ص).

و يذكر سترابون أن أهالي النوبة هجموا على قاعدة أسوان عند هجوم قسم من القوات الرومية المتواجدة في مصر على الجزيرة العربية، و استولوا على هذه المدينة، و أسروا سكانها، رغم أنهم لم‌يستطيعوا أن يحافظوا عليها إزاء الروم، و دحروا (VIII/137). و في بداية القـرن 2م أقيمت فـي المنطقـة ــ و منها أسوان ــ قلاع لمواجهة القبائل الجنوبية، و المحافظة على أمن الثغور (پاولي، VII/1022)؛ كما يذكر الدمشقي جداراً كان يضم غالبية مدن مصر الشرقية من العريش و حتى أسوان، كانت قد شيدته ملكة مصر (ص 50). بقيت مدينة أسوان محافِظة على أهميتها العسكرية حتى القرن 5م (پاولي، ن.ص).

و في بداية العصر الإسلامي، فتح عمرو بن العاص مصر في 18ه‍/639م، و أخرجها بشكل كامل من السيطرة البيزنطية في 19ه‍ (أوليور «فترة تاريخية قصيرة...»، 70) و في هذه الفترة، كان حاكم مصر عبدالله بن سعد، و كان يقيم في أسوان (المسعودي، 1/441-442). و بعد أن أمر عمر بن الخطاب بالهجوم على النوبة، أقر الصلح بين المسلمين و أهالي النوبة بعد معركة قصيرة. و قد كانت هذه المعاهدة تقضي بأن يسلم حاكم النوبة سنوياً 365 عبداً إلى حاكم مصر، و قد كان موضع استلامهم منطقة تدعى القصر بالقرب من مدينة أسوان (ن.ص)؛ و فضلاً عن ذلك، فقد تمكن التجار المسلمين من الاستقرار، و بناء مسجد فيها، و قد دامت هذه المعاهدة حوالي 600 سنة (برتو، 96). و خلال هذه الفترة أسلم الكثير من أهالي النوبة، و استقر الكثير من المسلمين المصريين فيها (م.ن، 97). و يذكر المسعودي أن مسلمي أسوان حصلوا منذ هذه الفترة على بعض الأملاك في بلاد النوبة (1/443).

و تحدث الجغرافيون المسلمون عن أسوان باعتبارها إحدى المدن الكبيرة في منطقة مصر الجنوبية و وصفوها بأنها ذات أشجار كثيرة من النخل و المحاصيل الزراعية المختلفة (الإصطخري، المسالك، 42؛ المقدسي، 170؛ المسعودي، 1/442؛ ياقوت، 1/ 269). و وصفها المقدسي بأنها مدينة عامرة و كبيرة وذات منارة عالية (ن.ص).

يبدو أن مدينة أسوان فقدت أهميتها السابقة في القرن 9ه‍، فقد اعتبرها الحميري مدينة صغيرة كان سكانها من القبائل العربية المختلفة (ص 57- 58). و بالطبع فإن العرب قدموا إلى هذه المدينة بعد الفتوح الإسلامية؛ إلا أن سكانها الأصليين هم بشكل رئيس الأقباط و النوبيون ( البستاني، 13/353). و يرى المسعودي أن عرب أسوان هم من القحطانيين و ربيعة و مضر و جماعة من قريش، حيث قدم معظمهم من الحجاز و المناطق الأخرى (1/442). و في العصر الحديث و حركة المهديين في السودان، استعادت مدينة أسوان دورها السابق و لكن بشكل مؤقت (پاولي، VIII/1023

وفضلاً عن النقوش و الآثار المنفردة من السلسلتين 6 و 12، فقد تبقت في أسوان آثار كثيرة أخرى (ن.ص)، و قد تعرض الكثير منها للدمار بتشييد سد أسوان الثاني (شيفرز، IV/266)، ومن جملة ذلك جزيرة العاج ذات النخيل و الأبنية التاريخية التي كانت قد تبقت على مر القرون، و دفنت مع ذخائرها النفيسة تحت المياه (غلانويل، 109). و أهم هذه الآثار (حوالي ألفي قطعة حجرية يبلغ وزنها 30 طناً)، حيث تعود الأعمدة و التماثيل التي يرجع تاريخها إلى 3 آلاف سنة، إلى رمسيس الثاني («الشرق الأوسط»، 59)، و قد تم انتشالها من الماء بالتعاون مع خبراء اليونسكو خلال 4 سنوات، و بكلفة تعادل 40 مليون دولار (فان دفين، 157).

تعد أسوان اليوم من المراكز التجارية المهمة في مصر (منشينغ، 160). و مما أوجب اتصال مصر العليا بمصر السفلى، انشطتها المتزايدة، و شق الطرق البرية و المائية («الشرق الأوسط»، 61). و تقع المحطة النهائية للسكك الحديدية العامه في مصر و التي كان من المقرر في فترة من الفترات أن تربط القاهرة بكيب‌تاون (أفريقيا الجنوبية) (هلد، 145)، في هذه المدينة (منشينغ، 161). و رغم أن وحدات مصر الصناعية تتواجد بشكل رئيس في المناطق الوسطى و الشمالية من البلاد، إلا أن أسوان تعتبر من المراكز الصناعية المهمة في مصر العليا (جنوب البلاد) (م.ن، 160). و تضم هذه المدينة مصنعاً لصهر الحديد و مطاراً (م.ن، 162؛ بروكهاوس، I/803). و استناداً إلى اتفاقية بين مصر والسودان في 1983م، فإن هناك طريقاً يربط أسوان بميناء وادي حلفا، و بذلك فإنه يربط البلدين ببعضهما (واربورغ، 185). تحظى مدينة أسوان باهتمام السواح بسبب اشتمالها على فنادق كثيرة وإمكانيات ترفيهية، و خاصة في فصل الشتاء (بروكهاوس، ن.ص). تعتبر بحيرة أسوان بالقرب من هذه المدينة أهم مركز لصيد الأسماك (الصناعي و الرياضي) في مصر، بل فقد حلت من هذه الناحية محل البحر المتوسط نفسه (هلد، 340).

كان عدد سكان هذه المدينة يبلع في بداية الستينات حوالي 30 ألف نسمة (شيفرز، ن.ص)، و قد أخذ يتزايد بوتيرة متسارعة، و قد بلغ في 1966م حوالي 128 ألفاً (منشينغ، 308). و في 1976م بلغ عدد أهالي المدينة 700,144 نسمة ( أفريقا، I/283). و يبلغ عدد سكان أسوان حسب تقديرات 1986م 700,195 نسمة («تقويم»، 753).

نسـب عـدد مـن العلمـاء و المحـدثيـن إلى هـذه المدينـة (ظ: السمعاني، 1/ 158؛ ياقوت، 1/270).

 

سد أسوان (السدود الثنائية في مصر العليا)

يقع سد أسوان الأول على بعد 5 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة أسوان، عند أعلى الشلال الأول (بروكهاوس، ن.ص). و قد كان هذا السد الذي بدأ تشييده في 1898م و أنهته بريطانيا في 1902م، يؤمن المياه اللازمة لإرواء وادي النيل آنذاك ( أفريقا، ن.ص؛ پولك، 156-157؛ أليور، أفريقا...، 179). و في سنين 1908-1912م و 1929-1934م و 1960م تم ترميم بناء السد (منسفيلد، 101) و في 1912م و 1934م زيد من ارتفاع هذا السد (هلد، 330) و هكذا ارتفعت سعته من مليار م3 إلى 3/5 مليارات م3 (منشينغ، 148). يبلغ طول هذا السد 140,2متراً وارتفاعه 54 متـراً و طول بحيرتـه 300كم (بروكهاوس، ن.ص؛ أفريقـا، I/284).

تم تشييد سد أسوان الثاني الذي يسمى السد العالي، على بعد حوالي 8كم إلى الجنوب من السد الأول («الشرق الأوسط»، 58-59). اعتبر هذا السد أحد أهم إنجازات حكومة جمال عبدالناصر في مجال الإصلاحات الاجتماعية و الاقتصادية في مصر (ن.م، 57-58؛ أليور، ن.م، 238؛ منسفيلد، 256؛ لنتشوفسكي، 528). فبعد أن امتعنت كل من الولايات المتحدة و بريطانيا في 1956م عن تأمين المساعدات اللازمة لتشييد السد (ترفليان، 79؛ منسفليد، ن.ص)، قرر ناصر أن يؤمن نفقات بناء السد من عائدات قناة السويس و التي كانت قد أممت لهذا الغرض (أرمجاني 399؛ كلينغ مولر، 228).

و على أثر هذه المبادرة، هجم كل من بريطانيا وفرنسا على مصر بمساعدة الحكومة الإسرائيلية (في أكتوبر 1956) (أُليور، ن.ص، شيفرز، IV/254؛ بيل، 210؛ بيتي، 116؛ أرويان، 305-306). فاتجهت حكومة مصر بعد ذلك إلى الاتحاد السوفياتي (السابق) بسبب القيود المفروضة («الشرق الأوسط» 58؛ غرغس، 50-56). و بدأ العمل بتشييد السد العالي باستخدام ألفي روسي («الشرق الأوسط»، 60). و رغم أنه كان من المقرر حسب البرنامج أن ينتهي العمل بهذا السد في 1972م (بروكهاوس، I/804)، و لكن بناءه انتهى في 1970م («الشرق الأوسط»، 57-58؛ فيشر، 355؛ پري، 261). و تم افتتاحه رسمياً في 1971م (فيشر، ن.ص؛ هلد، 330).

يبلغ ارتفاع هذه السد 111 متراً و طوله في القسم العلوي 8/3كم، و يبلغ سمكه 980 متراً عند قاعدته (م.ن، 331؛ أفريقا، ن.ص). و يبلغ طول بحيرة هذا السد المسماة ببحيرة ناصر («الشرق الأوسط»، 46,54)، حوالي 500كم، و يصل متوسط عرضها 10كم، وسعتها 160 مليار م3 من المياه (هلد، أيضاً «الشرق الأوسط»؛ ن.صص؛ فيشر، 338). تعد هذه البحيرة من حيث المساحة البحيرة الاصطناعية الثانية في العالم («الشرق الأوسط»، 57)، بل إن عظمة هذا السد قورنت بعظمة الآثار المتبقية من عصر الفراعنة (ن.ص). و مع تشييد هذا السد تم نقل حوالي 70 ألف نوبي في 1965م من مصر و شمال السودان من أماكن سكناهم إلى أماكن أخرى (ن.م، 59) و نقل حوالي 55-60 ألف نسمة من أهالي وادي حلفا إلى منطقة في الجنوب الشرقي من الخرطوم (السودان)، و تم إسكان أهالي 33 قرية مصرية في أطراف كوم أومبو (فيشر، ن.ص). و قد توصلت مصر و السودان إلى بعض الاتفاقيات لتقسيم مياه النيل بينهما (ديفيدسن، «أفريقيا اليوم...»، 236).

و ينتج سد أسوان سنوياً حوالي 10 مليارات كيلو واط في الساعة من الكهرباء بالإضافة إلى تأمينه مياه الري و تطوير الزراعة السيحية على مستوى واسع (هلرس، 121؛ «الشرق الأوسط»، 57؛ أفريقا، I/284)؛ و قد سهلت الطاقة الكهربائية المنتجة من إمكانية تأسيس و توسيع الصناعات الخفيفة و الثقيلة في البلاد، فضلاً عن التصدير و إيجاد العائدات لمصر («الشرق الأوسط»، 52). و هكذا، قد كان سد أسوان يتمتع بمكانة خاصة في برامج التنمية الزراعية و الصناعية في مصر (هانزن، 38,81؛ كلينغ مولر، 216؛ كرك، 233). و من جهة أخرى، فقد كان من المؤمل أن تؤمن المواد الغذائية للملايين من المصريين بتشييد هذا السد، و لكن هذا البلد لم‌‌يحقق بعد نجاحات كبيرة في مجال تأمين المواد الغذائية التي يحتاجها (منشينغ، 173؛ أيضاً ظ: هلرس، 123).

 

المصادر

ابن بطوطة، رحلة، تق‍ : محمد عبدالمنعم العريان، بيروت، 1407ه‍/1987م؛ ابن خلكان، وفيات؛ ابن رسته، أحمد، الأعلاق النفيسة، ليدن، 1891م؛ ابن عبدالحكم، عبدالرحمان، فتوح مصر و أخبارها، بغداد، 1920م؛ ابن‌عبد‌المنعم الحميري، محمد، الروض المعطار،تق‍ : إحسان عباس، بيروت، 1975م؛ أشكال العالم، المنسوب إلى أبي‌القاسم الجيهاني، تج‍ : علي بن عبد‌السلام الكاتب، تق‍ : فيروزمنصـورى، طهران، 1368ش؛ الإصطخري، إبراهيم، المسالك و الممالك، تق‍ :محمد جابر عبدالعال الحسيني، القاهرة 1381ه‍/1961م؛ م.ن،مسالك و ممالك (ترجمة فارسيـة)، تق‍ : إيـرج أفشار، طهـران، 1347ش؛ البستانـي؛ حـدود العالـم، تق‍ : منوچهر ستوده، طهران، 1340ش؛ خانجي، محمد أمين، منجم العمران، القاهرة، 1325ه‍/1907م؛ الخوارزمي، محمد، صورة الأرض، تق‍ : هانس فون مجيك، فينا، 1345ه‍/1926م؛ الدمشقي، محمد، نخبة الدهر، تج‍ : حميد طبيبيان، طهران،1357ش؛ الرمزي، محمد، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية، القاهرة، 1953-1954م؛ الزهري، محمد، الجغرافية، تق‍ : محمد الحاج صادق، دمشق، 1968م؛ السمعاني، عبدالكريم، الأنساب، تق‍ : عبدالله عمر البارودي، بيروت، 1408ه‍/ 1988م؛ سهراب، عجائب الأقاليم السبعة،، تق‍ : هانس فون مجيك، فينا، 1347ه‍/ 1929م؛ ضرار، ضرارصالح، تاريـخ السودان الحديث، بيروت، 1968م؛ العهد القديم؛ قدامة بن جعفر، الخراج، تق‍ : دي‌خويه، ليدن، 1889م؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشى، القاهرة، 1383ه‍/1963م؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، بيروت، 1385ه‍/1965م؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسيم، تق‍ : محمد مخزوم، بيروت، 1987م؛ ناصرخسرو، سفرنامه، تق‍ : محمد دبيرسياقي، طهران، 1335ش؛ ياقوت، البلدان؛ و أيضاً:

 

Afrika, entsiklopedicheskiĭ spravochnik, Moscow, 1986-1987; Armajani, Y. and Th. M. Ricks, Middle East, Past and Present, New Jersey, 1986; Aroian, L. A. and R. P. Mitchell, The Modern Middle East and North Africa, New York, 1984; Beatie, K.J., Egypt during the Nasser Years, Boulder, 1984; Bertaux, P., Afrika, Paris, 1966; Bill, J. A. and R. Sprigborg, Politics in the Middle East, New York, 1995; Britannica Book of the Year (1988), Chicago; Brockhaus; Davidson, B.,The African Past, London, 1967; id, Modern Africa, a Social and Politcal History,London, 1994; Ehlers, E., Bevölkerungswachstum-Nahrungsspielraum-Siedlungs-grenzen der Erde, Frankfurt, 1984; Fisher, W. B., «Egypt, Physical and Social Geography», The Middle East and North Africa 1986; Gerges, F. A., The Superpowers and the Middle East:, Boulder, 1994; Glanville, S. R. K., The Legacy of Egypt, Oxford, 1953; Hansen, B., »Economic Development of Egypt«, Economic Development and Population Growth in the Middle East, New York, 1972; Held, C. C., Middle East Patterns, Boulder, 1989; Herodotus, The History, tr.A. D. Godley, London, 1946; Hopwood, D., Egypt: Politics and Society 1945-1990, London, 1990; Kirk, G. E., A Short History of the Middle East, London, 1959; Klingmüler, E., «Geschichte Ägyptens seit 1799», Geschichte der islamischen Länder, Leiden/Köln, 1959; Lenczowski, G., The Middle East in World Affairs, London, 1980; Mansfield, P., A History of the Middle East, London, 1991; Maspero, G., The Dawn of Civilization, London, 1910; Mensching, H. et al., Nordafrika und Vorderasien, Frankfutr, 1977; The Middle East, ed. A. Taylor, London, 1972; Oliver, R. and A. Atmore , Aftica since 1800, Cambridge, 1974; id and J. D. Fage, A short History of Africa, London, 1973; Pauly ; Perry, G. E., The Middle East, New Jersey, 1983; Polk, W. R., The United States and the Arab World. Cambridge, 1975; Schiffers, H., Afrika, München, 1962; Strabo, The Geography, tr. H. L. Jones, London, 1949; Trevelyan, H., The Middle East in Revolution, London, 1970; Van Duyn, J., The Egyptians, London, 1974; Warburg, G. R., Egypt and the Sudan, London, 1985.

عباس سعيدي/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: