الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / إسنا /

فهرس الموضوعات

إسنا

إسنا

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/21 ۲۱:۱۸:۳۱ تاریخ تألیف المقالة

إسْنا، مدينة قديمة في جنوب مصر العليا و الضفة الغربية من نهر النيل. تقع هذه المدينة على خطي العرض الشمالي 25°و17´ والطول الشرقي 30°و14´، بين أرمنت و أدفو و على بعد 42 كم جنوبي أرمنت و حوالي 53كم جنوب غربي الأقصر (لوكسر) و50كم شمالي أدفو و 44 كم جنوبي مدينة طيبة (ثيبة) التاريخية ( البستاني، 13/341، 343؛ الخوري، 172؛ نجيب، 317؛ «فهرست...»، 159؛ بروكهاوس، V/722).

أقدم أسماء هذه المدينة «أونة» (غربال، 1/161). ثم كانت تسمـى في مصر القديمة «تـه سنت» و فـي القبطية «سنـة» (ظ: EI2). و كان اليونانيون يسمونها لاتوپوليس نسبة إلى «لاتوس»، و هو نوع من السمك كان يعتبر مقدساً لدى اليونانيين (ن.ص؛ نجيب، 316؛ أفريقا، I/592؛ آمريكانا، X/500؛ البستاني، 13/341).

اعتبر أبوالفداء إسنا جزءاً من الإقليم الثاني لمصر العليا (ص 112؛ أيضاً ظ: المقريزي، الخطط، 1/14). و ذكر ابن دقماق أن مساحة إسنا و جزرها حوالي 426,6 فداناً (ح 27كم2) (2/30). كانت هذه المدينة تعتبر في العصر الفاطمي و حتى نهاية عهد المماليك من مناطق القوصية، و في العصر العثماني من مناطق جِرجا. و استقلت في 1249ه‍/1833م ثم شكلت مع قنا مديرية واحدة كاملة (الجبوري، 1/12).

تشمـل مدينـة إسنا اليوم حاضرة فـي مديرية قنا و 19 ناحيـة ( كشف... «ع»، أيضاً 8، 395-396).

بلغ عدد نفوس مدينة إسنا في منتصف القرن 14ه‍/20م حوالي 20 ألف نسمة و بلغ المجموع الكلي لسكان الحاضرة 90 ألفاً (غربال، الجبوري، ن.صص؛ البستاني، 13/343). يشكل الأقباط الأرثوذكس غالبية سكانها (ماير، XII/759؛ البستاني، ن.ص). وحسب إحصائية 1396ه‍/1976م، بلغ عدد سكان إسنا 186,34 نسمة (WNGD,553).

 

آثارها القديمة

تعتبر إسنا مدينة قديمة و من آثار الأقباط. ومن بين أبنيتها العجيبة بناء حجري يعرف بـ «بربا» بني بأمر هرمس (ظ: ن.د، أخميم). كان بربا مجمعاً لعلماء المدينة وحكمائها و كان الكهنة الأقباط يدرّسون فيه. نقشت على جدران بربا زخارف ترتبط بالعلوم و الصناعات المختلفة (الإدريسي، 1/126؛ الأنصاري، 35، 233؛ القلقشندي، صبح...، 3/324). و من الآثار القديمة الأخرى في هذه المدينة تمثال الإلٰه خنوم و هيكله و الذي تبقى من عصر البطالسة. كان هذا التمثال الذي يرمزله برأس كبش و جسم إنسان، يعرف في مصر العليا بإلٰه الفيل، و يحتمل أن يكون قد جُلب إلى إسنا في العصور القديمة بواسطة الجماعات المهاجرة. يعتبر خنوم خالق الكون و أحد آلهة إسنا الثلاثة، كما يعد من الآلهة القديمة لمنطقة الشلال الأول (دريوتون، 68-69؛ ولدرينغ، 222؛ نجيب، 326؛ مهران،315-316؛ أيضاً ظ: كاره I/237). يرى بعض علماء الآثار أن بناء معبد خنوم يعود إلى القرون التي سبقت آثار مدينة طيبة (ثيبة) التاريخية، فقد بني الهيكل الأولي له ــ و الذي يشتمل على بوابة و إيوان ــ على يد فراعنة السلالة الثامنة عشرة في أواخر القرن 14م، ثم أكمله الروم فيما بعد. يضم المعبد الحالي 24 عموداً، يبلغ قطر كل منها 52/1 متر و ارتفاعه 20/12 متراً و قد نقشت عليها صور بعض من ملوك الروم في زي الفراعنة مع أسمائهم، و نقشت على سقف المعبد صورة «منطقة البروج». ثم بنى المسلمون فيما بعد في 475ه‍/1082م مئذنة عليه (نجيب، 317؛ آفريقا، I/592؛ آمريكانا، X/500؛ البستاني، 13/341).

و على أثر التنقيبات العلمية في إسنا، تم العثور أيضاً على آثار من معبد أصغر آخر. كما توجد على بعد 4 كيلومترات غرب إسنا كنيسة كبيرة تعود إلى عصر الأقباط تعرف بـ‍ «دير الضحايا»، وقد قيل في سبب تسميتها إن المسيحيين الذين كانوا قد هربوا في عهد ديوكلتيانوس (أو ديوكلسين، ت‍ 313ه‍ )، من ظلم هذا الإمبراطور، تمت إبادتهم في هذه الكنيسة (ظ: آمريكانا، X/500-501؛ البستاني، 13/342؛ كاره، I/54). و قد تم العثور في دير الضحايا على 5 نقوش يونانية (ن.ص).

 

الخلفية التاريخية

كانت إسنا المدينة الوحيدة التي نجت من الدمار في عهد نبوخذنصر، و لكن أهاليها الذين كانوا قد هربوا إلى الجبال طوردوا و أبيدوا على يد جيش نبوخذنصر (القلقشندي، ن.م، 3/380؛ أيضاً ظ: EI2,II/784).

فتحت إسنا صلحاً في العصر الإسلامي و دخل أهاليها في عداد أهل الذمة و بعد الفتوح الإسلامية كانت أرهاط بني عقبة و بني جميلة من قبيلة بني هلال هي التي تسكن إسنا (القلقشندي، نهاية...، 202، 330؛ المقريزي، البيان...، 28؛ البستاني، ن.ص). كما كانت هذه المدينة مواطناً لقبائل هوارة ــ من بـدو مصر العليـا ــ وقد هاجرت مجموعات منها فيما بعد إلى السودان (عابدين، 154).

و في 241ه‍ ولى المتوكل، محمدبن‌عبدالله القمي لإدارة المناطق الجنوبية من مصر العليا و منها إسنا كي يواجه المتمردين البدو البجات (الطبري، 9/204؛ ابن خلدون، 3(3)/586؛ ابن الأثير، 7/ 78؛ ابن تغري بردي، 2/297).

و في عهدحكم ابن طولون، ثار ابن الصوفي العلوي (ن.ع) في مصر و سيطر على إسنا و هزم الجيش الذي كان ابن طولون قد بعثه لقمعه، و لكن جيش ابن طولون هزم أخيراً ابن الصوفي واستولى على المدينة (ابن الأثير، 8/ 238؛ ابن خلدون، 4/(3)/647؛ المقريزي، الخطط، 1/ 319). و في 716ه‍ هلك الكثير من سكان مدينتي إسنا و أسوان بسبب مرض الطاعون. و على حد قول المقريزي ( السلوك، 2(1)/162)، فقد هطل المطر على المدينة ثم انتشر فيها الطاعون بعد هبوب عاصفة سوداء و ريح حارة تسببت في احتراق المدينة.

و من آثار هذه المدينة في العصر الإسلامي الجامع العتيق الذي نسب بناؤه إلى بدرالدين الجمالي وزير المستنصر الفاطمي (تـ‍ 487ه‍/1094م) و لم‌يتبق منه اليوم سوى منارته، و المدرسة الشافعية التي أسسها الأمير أيبك الصالحي (تـ‍ 695ه‍( ) البستاني، 13/343).

 

الموقع الاقتصادي

ذكر الجغرافيون المسلمون إسنا باعتبارها مدينة عامرة، تضم المزارع و بساتين الكروم و النخيلات والحدائق الجميلة، و زراعة مزدهرة (الإصطخري، 42؛ الإدريسي، 1/ 129؛ ياقوت 266). و في القرن 8 ه‍ كانت إسنا مدينة تجارية ذات أبنية و ميادين جميلة و أسواق عديدة و حوالي 13 ألف بيت، ومدرستين و حمامين (ابن دقماق، 2/30؛ أيضاً ظ: أبوالفداء، 113؛ المقريزي، الخطط، 1/237؛ ابن ظهيرة، 68؛ البستاني، 13/342، 343). و قد كانت محاصيلها السنوية تبلغ 40 ألف أردب من التمر (كل مكيال من الأردب يعادل 150 كليوغراماً) و12 ألف أردب من الزبيب (الأدفوي، 25-26؛ المقريزي، ابن‌دقماق، ن.صص). و كانت مساحة أراضيها الزراعية (و تشمل بساتين النخل و الكروم)، تبلغ 360 فادناً (ح 864كم2) (المقريزي، ن.م، 1/84).

يزدهر اليوم في إسنا نسيج الأقشمة الكتانية و إنتاج الأواني الفخارية كما تعتبر هذه المدينة محط رحال القوافل التجارية القادمة من السودان (سنّار) و أثيبوبيا ( لاروس الكبير؛ آمريكانا، البستاني، ن.صص).

و في 1327ه‍/ 1909م بني في شمال إسنا و على بعد 47 كيلومتراً جنوب الأقصر سد بطول 874 متراً و ارتفاع 10 أمتار على نهر النيل لتأمين مياه مديرية قنا (بروكهاوس، V/722؛ بريتانيكا، ماكرو، XIII/107، ميكرو، III/960).

 

الشخصيات المعروفة

ظهر من إسنا مفكرون، شعراء و كتّاب كثيرون، حيث قيل إن إسنا كانت تضم في فترة واحدة 70 شاعراً (الأدفوي، 37؛ ابن دقماق، ن.ص، الجبوري، 1/11، 12)، و لكن غالبية العلماء و الفضلاء هاجروا إلى المدن الأخرى ذلك لأن أجواء هذه المدينة كانت قد تلوثت في فترة من الفترات و تحولت إلى منفى للعواهر (الأدفوي، 38؛ ابن دقماق، أيضاً البستاني، ن.ص).

و من الشخصيات المعروفة في هذه المدينة: عطاء الله بن علي‌بن زيد الإسنائي الفقيه و العالم الرياضي، و تلميذ الشيخ بهاء‌الدين القفطي (الأدفوي، 361)؛ و جمال‌الدين عبدالرحيم‌بن‌علي بن شيث الأموي الإسنائي القوصي (ت‍ 625ه‍)، القاضي والأديب وصاحب ديوان الإنشاء (ابن شاكر، 2/312)؛ وجمال‌الدين عبدالرحيم بن حسن الأرموي الإسنائي (الإسنوي) (تـ‍ 772ه‍ )، الفقيه الشافعي و صاحب طبقات الشافعية و مؤلفات في الفقه والأصول (ابن حجر، 3/147؛ ابن تغري بردي، 11/114؛ الشوكاني، 1/352-353).

 

المصادر

ابن الأثير، الكامل؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الكامنة، حيدرآباد الدكن، 1394ه‍/1974م؛ ابن خلدون، العبر؛ ابن‌دقماق، إبراهيم، الانتصار لواسطة عقد الأمصار، بيروت،.دار الآفاق الجديدة؛ ابن‌شاكر الكتبي، محمد، فوات الوفيات، تق‍ : إحسان عباس، بيروت، دارالثقافة؛ ابن‌ظهيرة، أحمد، الفضائل الباهرة، تق‍ : مصطفى السقا و كامل المهندس، القاهرة، 1969م؛ أبوالفداء، تقويم البلدان، تق‍ : دي سلان، باريس، 1840م؛ الإدريسي، محمد، نزهة المشتاق، بيروت، 1409ه‍/ 1989م؛ الأدفوي، جعفر، الطالع السعيد، تق‍ : سعد محمد حسن، القاهرة 1966م؛ الإصطخري، إبراهيم، المسالك و الممالك، تق‍ : محمد جابر عبدالعال الحسيني، القاهرة، 1381ه‍/1961م؛ الأنصاري الدمشقي، محمد، نخبة الدهر، تق‍ : مرن، لايبزك، 1923م؛ البستاني؛ الجبوري، عبدالله، مقدمة طبقات الشافعية للإسنوي، بغداد، 1390ه‍/1970م: الخوري، سليم جبرائيل و سليم ميخائيل شحادة، آثار الأدهار، بيروت، 1291ه‍/1875م؛ الشوكاني، محمد، البدر الطالع، بيروت، دارالمعرفة؛ الطبري، تاريخ؛ عابدين، عبدالمجيد، تعليقات على البيان والإعراب (ظ: هم‍، المقريزي)؛ غربال، محمد، الموسوعة العربية الميسرة، بيروت، 1401ه‍/1981م؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشى، القاهرة، وزارة الثقافة و الإرشاد القومي؛ م.ن، نهاية الأرب، بيروت، 1405ه‍/1984م؛ كشف أسماء المدن و النواحي المعتبرة، القاهرة، 1955م؛ المقريزي، أحمد، البيان و الإعراب، تق‍ : عبدالمجيد عابدين، القاهرة، 1961م؛ م.ن، الخطط، بيروت، دار صادر؛ م.ن، السلوك، القاهرة، 1970م؛ مهران، محمد، دراسات في تاريخ الشرق الأدنى القديم، الحضارة المصرية، دار المعرفة الجامعية، 1984م؛ نجيب، أحمد، الأثر الجليل لقدماء وادي النيل، القاهرة، 1411ه‍/1991م؛ ياقوت، البلدان؛ و أيضاً:

 

Afrika, Moscow, 1986, vol. I; Americana; Britannica, 1973; ibid, 1978; Brockhaus ; Carré, J. M., Voyageurs et écrivains français en Egypte, Cairo, 1955; Drioton, E. and J. Vandier, L’Egypte des Origines à la conquéte d’ Alexandre, Paris, 1938; EI1; EI2; Grand Larousse; Meyer; WNGD; Woldering, I., Egypt, London, 1965.

ناهدة فوزي/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: