أَسْماء (ت‍ـ 73ه‍/692م)، بنت أبي بكر بن أبي قحافة من أصحـاب النبي (ص)، مـن أوائـل المسلميـن و كذلك راويـة معروفة بذات النطاقين. ولدت في مكة في 27 قبل الهجرة (ابن‌عساكر، 10؛ ابن‌الأثير، علي، 5/392؛ النووي، 2/ 329). اعتنقت الإسلام في طفولتها في مكة بدعوة من أبيها أبي‌بكر وكانت المسلم الثامن عشر (ابن‌سعد، 8/249؛ ابن عبدالبر، 4/1783؛ ابن‌عساكر، أيضاً ابن‌الأثير، علي، ن.صص). تزوجت من الزبير بن ‌العوام وولدت له 8 أولاد. و يعتبر عبدالله و مصعب بن الزبير من أشهر أبنائها (الكلبي، 127؛ ابن سعد، 8/250؛ الزبيري، 276؛ ابن‌عساكر، 5، مخ‍ ).

كانت أسماء من المسلمين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة (ابن عبدالبر، 4/1782-1783) و شهدت معركة اليرموك أيضاً مع الزبير (ابن سعد، 8/253، ابن عساكر، 3)، و لكنها انفصلت عنه بعد فترة و أقامت في مكة مع ابنها عبدالله حتى مقتله (ظ: ابن‌سعد، ن.ص؛ ابن قتيبة، 173، ابن‌عساكر، 9، أيضاً 16- 18). قيل فيما يتعلق باشتهارها بذات النطاقين أن النبي (ص) و أبا‌بكر عندما عزما على الهجرة، قسمت أسماء نطاقها إلى قسمين و لفت زادهما بهما و دعا لها النبي (البخاري، 4/256- 258؛ ابن عبدالبر، 4/1782؛ ابن منجويه، 2/417؛ أبونعيم، 2/55)؛ و لكن أهل الشام الذين كانوا قد خرجوا لمحاربة عبدالله بن الزبير كانوا يعيرونه بالقول «ابن ذات النطاقين» و كانوا يعتبرون هذا اللقب قبيحاً لأمه و أخيه و كان الحجاج أيضاً يطعن عبدالله بهذا اللقب الذي اعترضت أسماء عليه و قد افتخر عبدالله بهذا اللقب عندما أنشد شعراً لأبي ذؤيب الهذلي (ابن عبدربه، 4/417؛ ابن عساكر، 12؛ ابن الأثير، المبارك، 9/145-146).

قيل إن الآية الكريمة «لاينهاكم الله عن الذين لم‌يقاتلوكم في الدين...» (الممتحنة، 60/ 8) نزلت عندما قدمت قتيلة بنت عبدالعزي أم أسماء عليها محملة بالهدايا، و لكن أسماء امتنعت عن قبول الهدايا و السماح لها بدخول البيت بسبب عدم إسلامها و قد سألت النبي (ص) في ذلك فإذن لها (ابن سعد، 8/252؛ ابن عساكر، 6، 17؛ قا: أحمد بن حنبل، 6/347).

روي عن أسماء التي اعتبرها ابن حبان من جملة الثقات (4/63)، حوالي 60 حديثاً حول الصلاة و الحج و الزكاة و الأحكام الإسلامية (ظ: الشوكاني، 731؛ كحالة، 1/ 49؛ فنسينك، 8/11-12). و روى عنهـا أشخـاص مثـل عبـاد بـن عبدالله بن الـزبير، و عروة بن الزبير و ابن أبي مليكة، و عبدالله بن عباس، و فاطمة بنت المنذر (أحمد بن حنبل، 6/344-354؛ ابن منجويه، 2/ 418؛ ابن عساكر، 3، 10).

كانت أسماء تنظم الشعر أيضاً و لكن لم‌يصلنا منها سوى 7 أبيات يشك في أصالة 3 أبيات منها (كحالة، ن.ص؛ أيضاً ظ: فواز، 34). كما كانت عارفة بتفسير الرؤيا و قد تعلم سعيد بن المسيب أحد أكثر مفسري الأحلام مهارة هذا الفن منها (ابن‌عساكر، 21؛ الذهبي، 3/135).

عاشت أسماء كثيراً حتى أصيبت بالعجز و العمى (ابن سعد، ن.ص؛ ابن عبدالله، 4/415). و هناك اختلاف في تاريخ وفاتها، ولكن من المسلم به أنها توفيت قبل مقتل ابنها ببضعة أيام (ابن‌سعد، 8/255؛ ابن‌قتيبة، 173؛ البسوي، 1/224؛ ابن‌عساكر، 9، مخ‍(.

المصادر

ابن‌الأثير، علي، أسد الغابة، بيروت، 1377ه‍؛ ابن‌الأثير، المبارك، جامع الأصول، تق‍ : عبدالقادر الأرنؤوط، بيروت، 1392ه‍/1973م؛ ابن حبان، محمد، الثقات، حيدرآباد الدكن، 1398ه‍/1978م؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار‌صادر؛ ابن عبدالبر، يوسف، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تق‍ علي محمد البجاوي، القاهرة، 1380ه‍/1960م؛ ابن عبد‌ربه، أحمد، العقد الفريد، تق‍ : أحمد أمين وآخرون، بيروت، 1402ه‍؛ ابن عساكر، علي، تاريخ مدينة دمشق، تق‍ : سكينة الشهابي، دمشق، 1402ه‍/1981م؛ ابن قتيبة، عبدالله، المعارف، تق‍ : ثروت عكاشة، القاهرة، 1388ه‍/ 1969م؛ ابن منجويه، أحمد، رجال صحيح مسلم، تق‍ : عبدالله الليثي، بيروت، 1407ه‍/1987م؛ أبونعيم الأصفهاني، أحمد، حلية الأولياء، القاهرة، 1355ه‍/1937م؛ أحمد بن حنبل، مسند، القاهرة، 1313ه‍؛ البخاري، محمد، صحيح، إستانبول، المكتبة الإسلامية؛ البسوي، يعقوب، المعرفة و التاريخ، تق‍ : أكرم ضياء العمري، 1394ه‍/1974م؛ الذهبي، محمد، تاريخ الإسلام، القاهرة، 1368ه‍؛ الزبيري، مصعب، نسب قريش، تق‍ : ليفي پروفنسال، القاهرة، 1953م؛ الشوكاني، محمد، درّ السحابة في مناقب القرابة و الصحابة، تق‍ : الحسين بن عبدالله العمري، دمشق، 1404ه‍/1984م؛ فنسينك، آرنت يان، المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، إستانبول، 1988م؛ فواز العاملي، زينب، الدّر المنثور في طبقات ربات الخدور، بيروت، دارالمعرفة؛ القرآن الكريم؛ كحالة، عمررضا، أعلام النساء، بيروت 1404ه‍/1984م؛ الكلبي، هشام، جمهرة النسب، تق‍ : ناجي حسن، بيروت، 1407ه‍/1986م: النووي، يحيى، تهذيب الأسماء و اللغات، القاهرة، الطباعة المنيرية.

رضوان مساح/خ.