أَسْماءُ بِنْتُ يَزيد (ت‍ـ بعد60ه‍/680م)، من نساء الصحابة التي اشتهرت بخطابتها عند النبي (ص).

لها اسم آخر هو فُكيهة، و ذكر أن كنيتها أم‌عامر و أم‌سلمة (ابن‌سعد، 8/ 319؛ ابن عبدالبر، 4/1787). و هي بنت يزيد بن‌سكن من قبيلة بني عبد الأشهل، من فروع قبيلة الأوس التي كانت قد بايعت النبي (ص) من قبل و استشهد بعض كبارها مثل والد أسماء في معركة أحد (مثلآً ظ: خليفة، 1/177: ابن عبدالبر، 2/532، 4/1576؛ الذهبي، سير...، 2/297). أم أسماء هي أم سعد بنت خُزَيم بن مسعود بن قلع (ابن سعد، ن.ص؛ ابن عساكر، 35). و ذكر البعض أنها بنت عم معاذ بن جبل (م.ن، 36)، و لكن الذهبي رفض هذه النسبة (ن.ص، قا: تجريد...، 2/ 259؛ أيضاً للاطلاع على نسبها، ظ: أبوحبيب، 416).

قيل إن أسماء التي كانت قد أسلمت، وفدت على النبي (ص) مع مجموعة من النساء كممثلة لهن لمبايعته و ألقت في ذلك الموقف خطبة بليغة. و قد ذكرت في هذه الخطبة جهود النساء إلى جانب أزواجهن مشيرة إلى أن النساء يتولين المحافظة على أمن الأسرة، و معتبرة أنهن يتساوين مع الرجال المجاهدين في الأجر والثواب. و بعد أن انتهت خطبتها، أثنى الرسول (ص) و أصحابه علـى بلاغتها (ابن عبدالبر، 4/1787- 1788). و يبـدو أنها لقبـت بـ‍ «خطيبة الأنصار» بسبب هذه الخطبة البليغة (ابن حجر، 12/399). جاء في الروايات أن أسماء كانت ترتدي عندما وفدت على النبي (ص) للبيعة أسواراً ذهبية تخطف الأبصار، فحذرها النبي (ص) من التعلق بمظاهر الدنيا مشيراً إلى الحساب الأخروي، و المقارنة بين بعض الأسوار الذهبية مع أسوار النار في الآخرة (ابن عساكر، 37- 38؛ أبونعيم، 2/76؛ أيضاً ظ: الزمخشري، 1/157).

و منذ ذلك الحين أصبحت أسماء في عداد أصحاب النبي (ص)، و الأنصار (ظ: ابن سعد، 3/434، 7/462؛ خليفة 2/ 878؛ ابن الأثير، 5/590). و قد نقلت أحاديث كثيرة عن النبي (ص) يدور معظمها حول السلوك الاجتماعي و الأسري و مواضيع تتعلق بالنساء و زينتهن و كذلك آخر الزمان، و يوم القيامة، وموضوع الدجال (مثلاً ظ: أحمد بن حنبل، 6/452 و مابعدها؛ أبوداود، 4/21، 437؛ الحاكم، 2/ 249، مخ‍ ). و من بين من روى الحديث عن أسماء، عمرو بن مهاجر مولى أسماء و شهر بن حوشب وعبدالرحمن بن ثابت بن صامت و مجاهد بن جبر وإسحاق بن راشد (ابن سعد، 8/319، 320؛ خليفة، 2/801؛ ابن‌عساكر، 33). وقد أدرجت أحاديثها التي ذكر أن عددها 81 حديثاً (ظ: كحالة، 1/67)، في أثار أشخاص مثل أبي داود السجستاني و الترمذي والنسائي و ابن ماجة و أحمد بن حنبل والطبراني (أحمـد بن حنبل، 6/372-373، 452 و مابعدها؛ أبوداود، 4/211، مخ‍؛ أيضاً الهيثمي، 9/26؛ الصفوي، 9/54). و في ما عدا ذلك، تطالعنا في بعض الآثار مصاحبات أسماء للنبي (ص) (فضلاً عن المصادر المذكورة، ظ: الواقدي، 1/315، 2/476-477). و مما يجدر ذكره أن حكم «العدة» على رواية، صدر لأول مرة بشأنها (ظ: أبو داود، 2/711). أثنى ابن عبدالبر على أسماء بالعقل والدين (4/1787).

عاشت حتى عهد يزيد بن معاوية (حك‍ 60-64ه‍ ( على مايقول الذهبي (سير، 2/297).

المصادر

ابن الأثير، علي، أسد الغابة، القاهرة، 1280-1286ه‍؛ ابن حبيب، محمد، المحبر، تق‍ : إيلزه ليختن شتيتر، حيدرآباد الدكن، 1361ه‍/1942م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، تهذيب التهذيب، حيدرآباد الدكن، 1327ه‍؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر؛ ابن عبدالبر، يوسف، الاستيعاب، تق‍ ‍: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1380ه‍/1960م: أبو داود السجستاني، سنن، تق‍ : محمد محيي‌الدين عبدالحميد، القاهرة، دار إحياء السنة النبوية؛ أبونعيم الأصفهاني، أحمد، حلية الأولياء، القاهرة، 1351ه‍/1933م؛ أحمد‌بن‌حنبل، مسند، القاهرة، 1313ه‍؛ الحاكم النيسابوري، محمد، المستدرك، حيدرآباد الدكن، 1334ه‍؛ خليفة بن الخياط، الطبقات، تق‍ : سهيل زكار، دمشق، 1966م؛ الذهبي، محمد، تجريد أسماء الصحابة، حيدرآباد الدكن، 1315ه‍؛ م.ن، سير أعلام النبلاء، تق‍ : شعيب الأرنؤوط، بيروت، 1405ه‍/1985م؛ الزمخشري، محمود، الفائق، تق‍ : علي محمد البجاوي ومحمد أبوالفضل إبراهيم، القاهرة، 1971م؛ الصفدي، خليل، الوافي بالوفيات، تق‍ : يوزف فان إس، بيروت، 1401ه‍/1981م؛ كحالة، عمررضا، أعلام النساء، بيروت، 1404ه‍/1984م؛ الواقدي، محمد، المغازي، تق‍ : مارسدن جونز، لندن، 1386ه‍/1966م؛ الهيثمي، علي، مجمع الزوائد، القاهرة، مكتبة القدسي.

فرامرزحاج منوچهري/خ.