أَسْماءُ بِنْتُ‌ عُمَيْس (تـ‍ بعد40ه‍/660م)، من النساء الصحابيات. والدها عميس بن مَعَد، من قبيلة بني خثعم بن أنمار القحطانية و والدتها هند بنت عون بن زهير الحميري (الكلبي، 1/356، 358).

لاتتوفر معلومات حول تاريخ ولادتها، و لكننا نعلم أنها أسلمت مع زوجها جعفر بن أبي‌طالب و لذلك كانت من أوائل المسلمين (ظ: ابن إسحاق، 143؛ ابن سعد، 8/280). هاجرت مع زوجها إلى الحبشة في السنة السابعة للبعثة (ابن هشام، 1/346). ولـدت خلال الهجرة 3 أبناء، هم عبدالله و محمد و عون (الكلبي، 1/ 358). وفي 7ه‍ عادت إلى المدينة مع المهاجرين الآخرين و في 8ه‍ فقدت زوجها جعفر في معركة المؤتة. فتزوجها من بعده أبوبكر و ولدت محمداً في سنة حجة الوداع. و كانت ترعى النبي (ص) عند مرضه (ظ: ابن هشام، 4/300؛ البلاذري، 1/545). ثم أصبحت زوجة للإمام علي (ع) و كان ثمرة هذا الزواج على مايقول الكلبي (ن.ص) إبناه يحيى و عون (أيضاً ظ: ابن سعد، 8/280، 285، البلاذري، 1/447). توفي يحيى في الصغر (أبوالفرج، 21)، و لكن لايستبعد أن يكون قد حدث خلط بينه و بين عون بن جعفر لوجود اختلاف بشأن عون (ظ: ابن قتيبة، 21؛ ابن عبدالبر، 4/1785؛ قا: الطبري، 5/154، الذي ذكر عوناً بدلاً عن محمد).

لاتوجد معلومات حول التاريخ الدقيق لوفاة أسماء؛ و رغم أن بعض المصادر ذكرت تاريخي 38ه‍ و مابعد 60ه‍ لوفاتها (ظ: الصفدي، 9/53؛ ابن كثير، 7(4)/331)، و لكن، في أحد المصادر لم‌يشر إلا إلى حياتها بعد شهادة الإمام علي (ع) (ظ: الذهبي، 2/287؛ ابن‌حجر، 2/ 589). من الملاحظات المهمة و البارزة في حياة أسماء، ارتباطها ببيت الإمام علي (ع): فقد كانت من الأشخاص القلائل الذين حضروا مراسم تكفين و دفن فاطمة (ع) ليلاً و الذي يلفه الغموض (ظ: البلاذري، 1/405؛ الحاكم، 3/163-164) بل قيل إنها حضرت أيضاً مراسم زواج الإمام علي (ع) بفاطمة (ع)، و لكن هذه الملاحظة تبدو بعيدة إذا أخذنا بنظر الاعتبار تاريخ هذا الزواج و هو 2ه‍ و عودة أسماء من الحبشة (ظ: م.ن، 3/159؛ گنجي، 302-303؛ قا: الإربلي، 1/365-367؛ الأمين، 3/307). ويبدو أن السبب الذي دفع المصادر الشيعية إلى الثناء عليها هو هذه العلاقة الوثيقة و الصادقة، و قد ذكرت بعض الروايات أن الإمامين الباقر و الصادق (ع) أثنيا عليها (ظ: الكشي، 63-64؛ ابن بابويه، 2/363).

روت أسماء أحاديث عن النبي (ص) (الواقدي، 2/766؛ الحميدي، 1/ 158؛ المزي، 11/ 259-263) و روى عنها أيضاً أشخاص مثل ابنها عبدالله‌بن‌جعفر، و سعيد بن المسيب و عروة‌بن الزبير و آخرون (ظ: الذهبي، ن.ص). و ذكر اليعقوبي (2/101) كتاباً لدى أسماء بنت عميس كان يحتوي على مايبدو على أقوال النبي (ص) و لأن أسماء كانت من المقربين للنبي (ص) و أسرته، فإن قدم وجود مثل هذا النص يتمتع بغاية الأهمية و القيمة. و لكن لايبدو من الممكن التدقيق أكثر في تفاصيل هذا النص و صحة نسبه مع الأخذ بنظر الأعتبار سكوت المصادر عنه (أيضاً ظ: EI2).

المصادر

ابن إسحاق، محمد، السير و المغازي، تق‍ : سهيل زكار، دمشق، 1978م؛ ابن بابويه، محمد، الخصال، تق‍ : علي أكبر الغفاري، قم، 1362ش؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، تقريب التهذيب، تق‍ : عبدالوهاب عبداللطيف، بيروت، 1395ه‍/1975م؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دارصادر؛ ابن عبدالبر، يوسف، الاستيعاب، تق‍ ‍: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1380ه‍/1960م؛ ابن قتيبة، عبدالله، المعارف، تق‍ : ثروت عكاشة، القاهرة 1388ه‍/ 1969م؛ ابن كثير، البداية؛ ابن هشام، عبدالملك، السيرة النبوية، تق‍ : مصطفى السقا و آخرون، القاهرة، 1355ه‍/1936م؛ أبوالفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، تق‍ : أحمد الصقر، 1949م؛ الإربلـي، علـي، كشـف الغمة، تبريـز، 1381ه‍؛ الأميـن، محسن، أعيـان الشيعـة، تق‍ : حسن الأمين، بيروت، 1403ه‍؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تق‍ : محمد حميدالله، القاهرة، 1959م؛ الحاكم النيسابوري، محمد، المستدرك، حيدرآباد الدكن، 1341ه‍؛ الحميدي، عبدالله، المسند، تق‍ : حبيب الرحمان الأعظمي، حيدرآباد الدكن، 1380-1382ه‍؛ الذهبي، محمد، سير أعلام النبلاء، تق‍ : شعيب الأرنؤوط و آخرون، بيروت، 1404ه‍/1984م؛ الصفدي، خليل، الوافي بالوفيات، تق‍ : فان إس، بيروت، 1404ه‍/1981م؛ الطبـري، تاريخ؛ الكشي، محمد، معرفـة الرجال، اختيار الطـوسي، تق‍ : حسن مصطفوي، مشهد، 1348ش؛ الكلبي، هشام، نسب معد و اليمن الكبيـر، تق‍ : ناجي حسن، بيروت، 1408ه‍/ 1988م؛ گنجي، محمد، كفاية الطالب، تق‍ : محمد هادي أميني، طهران، 1404ه‍؛ المزي، يوسف، تحفة الأشراف، بومباي، 1400ه‍/1980م؛ الواقدي، محمد، المغازي، تق‍ : مارسدن جونز، ليدن، 1966م؛ اليعقوبي، أحمد، تاريخ، بيروت، دارصادر؛ و أيضاً:     

 EI2,S.

حسن يوسفي أشكوري/خ.