إسْلامْ‌آباد، العاصمة الجديدة لجمهورية باكستان الإسلامية. اختيرت هذه المدينة الواقعة بالقرب من راولبندي في تشرين الأول 1959 عاصمة لباكستان بدلاً من مدينة كراتشي، و اختير لها اسم إسلام‌آباد في شباط 1960(ذبيح، 241؛ نلسون 147؛ أردو...، 2/702-703).

بعد تأسيس باكستان في 14 آب 1947م كانت كراتشي عاصمتها لمدة 13 سنة (ذبيح، 195) و لأنها لم‌تكن مناسبة من حيث الموقع الدفاعي و الإداري و الجغرافي و الاجتماعي، وكذلك من حيث المناخ، فقد تشكلت في شباط 1959 بأمر أيوب‌خان رئيس الجمهورية آنذاك، لجنة برئاسة يحيى‌خان لاختيار موقع مناسب للعاصمة الجديدة (نلسون، 145) كانت نتيجتها اختيار إسلام‌آباد كعاصمة. بدأ إنشاء هذه المدينة منذ تشرين‌الأول 1961 ( أردو، ن.ص؛ إسلام آباد، 19). و لكن راولبندي التي كانت مركزاً لقيادات الجيش، تحولت إلى عاصمة موقتة خلال 1959-1969م، ذلك لأنه لم‌يكن بالإمكان إعداد العاصمة الجديدة دفعة واحدة (أسعدي، 2/123؛ ذبيح، ن.ص)، حتى أصبحت إسلام‌آباد أخيراً عاصمة باكستان بشكل كامل و قطعي (ن.ص).

الأوضاع الجغرافية

تقع إسلام‌آباد على مسافة 33°و19´ حتى 33°و50´ من خط‌العرض الشمالي، و 72° و 23´ إلى 72° و34´ من خط الطول الشرقي (EI2؛ إسلام‌آباد، ن.ص)، و يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر بين 762-762,1متراً. تقع هذه المدينة على الحافة الشمالية الشرقية من هضبة بوتوهار على سفوح تلال مارغلة («حقائق...»، 80؛ حاج سيد جوادي، 167؛ أيضاً ظ: «نزهة»، 7). يبلغ متوسط درجة الحرارة في إسلام‌آباد في الصيف 39° و في الشتاء 3° سانتي‌غراد (BSE3,X/487). و يبلغ معدل الأمطار سنوياً 143,1مليمتراً (رضا، 26؛ «إسلام‌آباد الجميلة»، 20).

بلغ عدد السكان في إسلام‌آباد و ضواحيها في 1972م، 641,76 نسمة؛ و في 1978م، 165 ألفاً (رضا، ن.ص)؛ و في 1982م، 210 آلاف (ن.ص). و بلغ هذا العدد في 1983م، 286,340، يسكن منه في المدينة 364,204 نسمة (341,113 رجلاً و 023,91 إمرأة) (رضا، ن.ص). و في 1992م كان عدد سكان إسلام‌آباد 380 ألف نسمة («إسلام‌آباد الجميلة»، ن.ص).

كانت تقوم في الموضع الذي تقع فيه إسلام‌آباد حالياً، مدينة قديمة تدعى كوري، كانت مركزاً تجارياً كبيراً على مايبدو في فترة من الفترات و يوجد فيها مسجد النبي الذي بني استناداً إلى بعض الروايات في 189ه‍/805م (حاج سيد جوادي، ن.ص)؛ كما تبقت في منطقة موريان آثار تعود إلى عصر بوذا. كما تبقت مدينة قديمة للهندوس في سيدبور (في ضاحية إسلام‌آباد). كانت هذه المنطقة مساراً لنهر سوان، و قد عثر فيها على آثار تعود إلى عصر ماقبل التاريخ يتم الاحتفاظ بها في «متحف الآثار الطبيعية فى إسلام‌آباد» (ن.ص؛ إسلام آباد، 37-39؛ ذبيح، 487). كما يوجد في هذه المدينة معبد للهندوس. و يمر الطريق القديم الذي تم شقه في عهد الملوك التيموريين، عبر تلال مارغله (ن.صص).

و في 1959م حيث اختيرت إسلام‌آباد حاضرة لباكستان، لم‌تكن توجد فيها مظاهر للعمران تستحق الاهتمام، و لكنها خلال أقل من 10 سنوات أصبحت حافلة بالطرق السريعة، و الشوارع الواسعة، والمباني الضخمة، و الحدائق و المنتزهات العامة والجامعات والمكتبات و المساجد و المدارس و الأسواق وغيرها.

تتميز إسلام‌آباد من حيث التصيم و الطراز المعماري بالانسجام، و هي تشبه مدن نيودلهي و كنبرا و برازيليا، و قد شارك في بناء هذه العاصمة الجديدة معماريون و متخصصون في بناء المدن و مصممون دوليون معروفون مثل دوكسيادس و دارل ستون و بونتي (راجپوت، 44؛ إسلام آباد، 25).

يتفرع من النقطة المركزية لمدينة إسلام‌آباد، 4 طرق سريعة يبلغ عرض كل منها 8/365 متراً، و ينتهي كل منها بساحة بمساحة 1/3كـم2. و يربط الخطان السريعان «إسلام آباد» و«كشمير» إسلام آباد بمدن البلاد الأخرى مثل لاهور و بيشاور ومنطقة كشمير عن طريق الخط السريع العام في باكستان. و تبلغ مساحة المدينة حسب التصميم العام 5/165,1كـم2 (ذبيح، 236).

و قد تم حفر عدة آبار عميقة، و تشييد سدين كبيرين هما راول و سيملي مع بحيراتهما لإيصال المياه إلى إسلام‌آباد. ويشتمل سد راول الذي يبلغ ارتفاعه 38/24متراً على بحيرة بمساحة 8/77كـم2 (م.ن، 477) و يستوعب سد سيملي 110 آلاف كيلومتر من المياه و يبلغ ارتفاعه 84 متراً و يقع في قرية تدعى سيملي على بعد 38 كم عن إسلام‌آباد، و هو أعلى سدود باكستان (م.ن، 246-247).

اللغة و الدين

تتكلم غالبية الأهالي القرويين في هذه المنطقة باللغة البوتوهارية ــ التي هي إحـدى لهجـات اللغـة البنجابيـة ــ ويتحدث معظم أهالي المدينة بالبوتوهارية و البنجابية و الأرديه؛ و لكن اللغة الإنجليزية منتشرة بينهم أيضاً لأن غالبيتهم من موظفي الحكومة المركزية و السفارات، و العمال و الموظفين في بعض المصانع الصغيرة و التجار و أصحاب المحال، حيث تم إسكانهم في إسلام‌آباد في السنوات الثلاثين الأخيرة. دين أهالي المدينة الإسلام، و لايعيش فيها من المسيحيين.سوى عدد قليل.

الجامعات

توجد في إسلام‌آباد 3 جامعات هي جامعة القائد الأعظم، و جامعة العلامة إقبال الحرة، و الجامعة الإسلامية الدولية:

تأسست جامعة القائد الأعظم في 1965م، و قد انتقلت في 1971م إلى الموضع الحالي في شارع مارغله، و في 1976م (الاحتفال بالذكرى المئوية لولادة مؤسس باكستان) سميت القائد الأعظم.

يتجاوز عدد طلاب هذه الجامعة في المراحل المختلفة ألفي شخص، و هو يتزايد سنوياً («كراس...»، مخ‍ ؛ ذبيح، 340- 348؛ «دليل...»، 423-437).

تأسست جامعة العلامة إقبال الحرة على أثر قانون صودق عليه في 1874م و سميت باسم إقبال تزامناً مـع الذكرى المئوية لولادته في 1977م («جامعة...»، مخ‍؛ ذبيح، 349-360؛ «دليل»، 9-29).

و تأسست الجامعة الإسلامية الدولية في 1980م و انضمت مؤسسة البحوث الإسلامية إليها. كانت هذه المؤسسة قد تأسست في 1958م و ارتبطت في 1980م بالجامعة الإسلامية الدولية، وأصحبت جزء منها في 1985م. و تدرس فيها الآن علوم مختلفة مثل الاقتصاد و القانون الإسلامي و العلوم الدينية و اللغة العربية و آدابها، في مراحل البكالوريوس والماجستير و الدكتوراه (ذبيح، 361-369؛ «دليل»، 145-163). تستقبل هذه الجامعة مئات الطلاب من بلدان العالم المختلفة كي يدرسوا العلوم الإسلامية. يتم التدريس في هذه الجامعة باللغة العربية عموماً، و بالإنجليزية في بعض الحالات.

توجد في إسلام‌آباد كلية للعلوم التجارية و 6 كليات للعلوم والأدب خاصة بالبنين، و 6 كليات حكومية للعلوم و الأدب خاصة بالبنات، يدرس فيها الطلاب العلوم و الأدب حتى مرحلة البكالوريوس.

و في عهد ذوالفقار علي بوتو تم تأميم جميع المؤسسات التعليمة، و لكن الحكومة الباكستانية سمحت بعد ذلك للمؤسسات الخصوصية بتأسيس المدارس الابتدائية و الثانويات و الكليات، بل و حتى الجامعات غير الحكومية.

المؤسسات العلمية و الثقافية الأخرى

مجلس النظرية الإسلامية

تأسس هذا المجلس في 1957م وأعضاؤه متخصصون في الفقه و الشريعة الإسلامية، و ينتخبون بتوصية من وزارة الشؤون الدينية بأمر من رئيس الجمهورية. ومسؤوليته الرئيسة دراسة جميع القوانين الموجودة في البلاد ومطابقتها مع الأصول الإسلامية و تقديم مقترحات إلى الحكومة المركزية و المحاكم الشرعية الفيدرالية لإصلاح، أو إلغاء القوانين التي تتنافى مع الشريعة (ذبيح، 411-416).

المحكمة الشرعية الفيدرالية

تأسست هذه المحكمة في 1980م و تتألف من أعضاء تم انتخابهم من بين علماء المذاهب الإسلامية المختلفة و فقهائهم و المتخصصين في القانون. و من جملة واجبات هذه المحكمة دراسة جميع القوانين الموجودة في البلاد وتقديم القوانيين المتناقضة مع الشريعة إلى الحكومة المركزية، و تقديم مقترحات لمطابقتها مع أصول الشريعة الإسلامية وتتعاون هذه المحكمة مع مؤسسة البحوث الإسلامية و مجلس النظرية الإسلامية (م.ن، 415).

المؤسسة الوطنية للغات الحديثة

تأسست هذه المؤسسة المرتبطة بجامعة القائد الأعظم في 1970م باعتبارها مركزاً لتعليم اللغات الحديثة. بدأ القسم الفارسي فيها عمله منذ 1349‍ ش وتم افتتاح مرحلة الماجستير فيه في 1351‍ش. و في 1367ش تخرجت أول دفعة من طلبة الماجستير من هذا القسم (پيرنيا، 99-101).

مركز الدراسات الفارسية الإيرانية و الباكستانية

تأسس هذا المركز في راولبندي حسب اتفاقية بين الحكومتين، و هويمارس نشاطه الآن في إسلام‌آباد. و ترتبط بهذا المركز مكتبة «داتاكنج‌بخش» الكبيرة. تعتبر هذه المكتبة من أغنى المكتبات في باكستان من حيث الكتب الفارسية، وتضم 351,15 مخطوطة باللغات الفارسية و العربية و الأردية و عدداً كبيراً من الكتب النادرة المطبوعة بطبعة حجرية.

«مقدرۀ قومي زبان» المجمع العلمي الباكستاني

ظهرت هذه المؤسسة في 4 تشرين الأول 1979، و مسؤوليتها الرئيسة إعداد و تنفيذ وسائل تطوير اللغة الأردية و اختيار المفردات لها.

المباني الحكومية

من أهم المباني الحكومية في إسلام آباد: أيوان صدر (القصر الجمهوري)، و قصر رئاسة الوزراء، و المجلس الوطني، و محكمة النقض و الإبرام، و قصر وزارة الخارجية، وقصر النواب (ممتاز، 187-188).

المراكز العامة

مزار شاه عبداللطيف إمام بري (من الصوفيين الكبار في عهد شاه‌جهان و أورنج‌زيب)

يقع فيها هذا المزار في القسم الشمالي الغربي من إسلام‌آباد في قرية تدعى نورشاهان. و توجد حوله عدد من المزارات و قبة أحد بيوت النار (ذبيح، 490-491؛ حاج سيد جوادي، 167).

گولره شريف

تقع في ضاحية إسلام‌آباد في غرب راولبندي قرية باسم گولره شريف يقع فيها مزار مهرعلي‌شاه قادري (1859-1937م) (ن.ص؛ ذبيح، 492-493؛ إسلام آباد، 23-24).

توجد في هذه القرية مكتبة كبيرة تحتوي على حوالي 15 ألف كتاب مطبوع بالأردية و الفارسية و العربية، و حوالي 100,1 مخطوطة، و قد كتبت المئات منها بالفارسية و العربية.

جامع فيصل

و هو المسجد الذي وضع حجره الأساس الملك فيصل في 1966م (ذبيح،80-87؛ ممتاز، 188-190).

المصادر

أردو دايرة معارف إسلامية، لاهور، 1400ه‍/1980م؛ أسعدي، مرتضى، جهان إسلام، طهران، مركز نشر دانشگاهي؛ پيرنيا، علي، «مركز تحقيقات فارسي إيران و پاكستان و مؤسسۀ ملي زبانهاي نوين»، دانش، 1370ش، عد 26؛ حاج سيد جوادي، كمال، «إسلام‌آباد»، ميراث جاودان، الملحقية الثقافية لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إسلام آباد، 1370ش؛ ذبيح، محمد أسماعيل، إسـلام‌آبـاد، كــراتشي، 1984م؛ راجپـوت، الله‌بخـش، «إســلام‌آبــاد»، باكستـان، [1969م]؛ و أيضاً:

Allama Iqbal Open University, Islamabad, 1994; BSE3; EI2; Facts About Pakistan, Islamabad, 1988; Handbook of Universities of Pakistan, Islamabad, 1987; Hiking Around Islamabad, Islamabad, 1988; Islamabad, Islamic University, Islamabad, 1982; Islamabad the Beautiful, Islamic Research Institute, Islamabad, 1970; Mumtaz, Kamil Khan, Architecture in Pakistan, Singapore, 1985; Nilsson, S., The New Capitals of India, Pakistan and Bangladesh, London, 1975; Prospectus of Quaid-i-Azam University, Islamabad, 1995-1996; Reza, M. H., Islamabad and Environs, Islamabad.

علي رضا نقوي/خ.