الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / إسلي /

فهرس الموضوعات

إسلي

إسلي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/19 ۱۸:۵۱:۳۱ تاریخ تألیف المقالة

إسْلي، أو إيسلي، نهر في شرق المغرب اشتهر لأسباب تاريخية و سياسية. يجتاز هذا النهر الذي ينبع من جبال مغاز في المناطق الحدودية بين المغرب و الجزائر، مسافة تقرب من 100كم من جنوب غربي وجدة في سهول أنجاد باتجاه الشمال الشرقي و يصب في نهر تفنة بعد اجتيازه وادي مويلة. و يعرف الجزء الذي يصب في وادي مويلة باسم ويد بو نعيم ( البستاني؛ EUE; EI2; EI1).

أضفـى الموقع الستراتيجي لإسلي في الطريق بين شرقي المغرب و غربي الجزائر و خاصة المعارك الكبرى التي حدثت على ضفاف هذا النهر الصغير خلال عدة قرون، أهمية تاريخية وسياسية عليه: ففي القرن 7ه‍ نشبت على ساحل إسلي معركتان من عدة معارك حدثت بين جنود بني مرين و بني عبدالواد و قد حدثت أولى هذه المعارك في 647ه‍/ 1249م بين أبي‌بكر بن‌ عبدالحق، أمير بني مرين و يغمراسن بن زيان، أمير بني عبدالواد. و قد هزم يغمراسن الذي كان متحالفاً مع المرتضى خليفة الموحدين و الذي كان قد هاجم منطقة بني مرين بناء على طلبه، هزيمة فادحة أمام جيش بني مرين خلال معارك ضارية على ضفاف إسلي و هرب مع العدد القليل الذي تبقى من جيشه إلى تلمسان (ابن‌أبي‌زرع، الأنيس...، 294-295، الذخيـرة....، 75-76؛

ابن خلدون، 7(1)/171-172، 7(2)/ 358-360). و حدثت المعركة الأخرى في 670ه‍ بين يعقوب بن عبدالحق و يغمراسن انتهت بهزيمة الأخير. و قد شارك فيها عدد كبير من مقاتلي بني مرين وحلفائهم، فهزم جيش يغمراسن مرة أخرى على ساحل إسلي وقتل عدد من قادته منهم فارس بن يغمراسن و هرب هو نفسه إلى تلمسان مع عدد من المقربين إليه بعد أن جرح خلال الحرب. واستولى يعقوب خلال مطاردته له على وجدة و قام بتدميرها أولاً ثم حاصر تلمسان لفترة (ابن‌‌أبي‌زرع، الأنيس، 309-311، الذخيرة، 129-133؛ ابن خلدون، 7(1)/177-178، 7(2)/ 378-381).

و شهدت إسلي معركة كبيرة أخرى أيضاً غطت أهميتها في التاريخ السياسي المعاصر على الأحداث السابقة، وقد حدثت هذه المعركة بين القوات الفرنسية و المغرب في النصف الأول من القرن 19م؛ فبعد احتلال فرنسا للجزائر، دخلت وحدة من القوات الفرنسية بقيادة الجنرال بوجو هذا البلد بهدف مطاردة الأمير عبدالقادر، القائد الجزائري الذي كان قد لجأ إلى المغرب متمتعاً بدعم مولاي عبدالرحمان سلطان شرفاء المغرب، و واجهت على ساحل إسلي جيشاً من المقاتلين المغاربة بقيادة محمد ولي‌عهد عبدالرحمان.

و في 14 آب 1844 نشبت معركة ضارية بين الجيشين انتهت بانتصار القوات الفرنسية، و في هذه المعركة هزم جنود المغرب الذين كانوا يفتقرون إلى التنظيم، رغم كثرة عددهم، أمام تفوق القوات الفرنسية في التظيم و العدة؛ بحيث أن جيشهم انهار بسرعة و سقطت جميع تجهيزاتهم و ذخائرهم، بل و حتى مقر قيادتهم خلال فترة قصيرة بيد القوات الفرنسية. و يدل هذا الحدث الذي عرف في التاريخ المعاصر بـ‍ «معركة إسلي»، على ضعف التنظيم العسكري للمغرب و عجزها عن مواجهة الأساليب و الأنظمة الأوروبية الحديثة. وعلى إثر هذه الهزيمة، اضطر مولاي عبدالرحمان من أجل التصالح مع الحكومة الفرنسية إلى قبول شروط من جانب القيادة العامة للقوات الفرنسية في الجزائر و منها إخراج الأمير عبدالقادر من المغرب، أو الامتناع عن مساعدته. وقد لقب الجنرال بوجو بـ «دوق إسلي» تقديراً له على هذا الانتصار (السلاوي، 9/49-54؛ الجزائري، 1/447-449؛ ابن سعيد، 65-66؛ لاروس الكبير؛ أبوالنصر، 246,287,288؛ ريموند، 270؛EUE,EI2).

 

المصادر

ابن أبي زرع، علي، الأنيس المطرب، الرباط، 1972م؛ م.ن، الذخيرة السنية، الرباط، 1972م؛ ابن خلدون، العبر؛ البستاني؛ بن سعيد، سعيد، «المثقف المخزني و تحديث الدولة»، الإنتلجانسيا في المغرب العربي، بيروت، 1984م؛ الجزائري، محمد، تحفة الزائر، بيروت، 1384ه‍/1964م؛ السلاوي، أحمد، الاستقصاء، تق‍ : جعفر الناصري ومحمد الناصري، دار البيضاء، 1965م؛ و أيضا:

 

Abun-Nasr, J. M., A History of the Maghrib, Cambridge, 1971; EI1; EI2; EUE; Grand Larousse ; Raymond, A., «North Africa in the Pre- Colonial Period», The Cambridge History of Islam, Cambridge, 1970, vol. II(A).

مهران أرزنده/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: