أسکودار
cgietitle
1442/9/16 ۱۷:۵۵:۱۹
https://cgie.org.ir/ar/article/236165
1446/4/9 ۰۲:۲۸:۱۷
نشرت
7
أُسْكودار، القسم الآسيوي من مدينة إستانبول و حاضرتها. يقع هذا القسم على الساحل الشرقي من مضيق البسفور في المنطقة الجنوبية الغربية من شبه جزيرة قوجا إيلي. تبلغ مساحة أسكودار 186كـم2، و ارتفاعها عن سطح البحر 50متراً و تضم 8 قرى («دائرة المعارف الحديثة...» XII/4530). تبدأ أراضي أسكودار من جبل عالم داغي في الشرق بارتفاع 442 متراً و تمتد بانحدار مناسب باتجاه مضيق البسفور. قسمت أنهار بلبل وجاووش و أحمدية سطحها إلى 3 أقسام من خلال إحداث وديان عميقة نسبياً. تقع أسكودار في داخل حدود بلدية إستانبول، وتعتبر إحدى أكثر مناطق هذه المدينة ازدحاماً بالسكان («دائرة المعارف التركية» YA,VI/4001;XXXIII/218).
كانت أسكودار تسمى في الماضي البعيد خروسوبوليس (سترابون، V/455؛ كسنفون، آناباسيس، III/509 هلنيكا، I/29). جاء في المصادر البيزنطية أن خروسيئس زوجة آخيلوس و ابنة كرسوس الكاهن هربت من زوجها و ذهبت إلى الموضع المسمى اليوم أسكودار، و توفيت فيه؛ و لذلك سمي ذلك الموضع خروسوبوليس (IA,XIII/127;YA,VI/3889). واستناداً إلى رواية أخرى، فلأن كرسوس، أو خرسوس بن آغاممنون أسس هذه المدينة فقد سميت خروسوبوليس على اسمه (سامي، 2/924؛ باكالين، III/560).
و يرى البعض أن هذا الاسم مشتق من كلمة خروسوس اليونانية التي تعني الذهب، ذلك لأن الذهب الذي كان يجبى كضرائب من مدن آسيا الصغرى المختلفة في القرن 6 ق.م في عهد سيطرة الإيرانيين على تلك المناطق، كان يجمع في هذه المدينة، و لذلك سميت خروسوبوليس بمعنى مدينة الذهب، أو المدينة الذهبية (سامي، أيضاً IA، ن.صص). ثم سميت هذه المدينة فيما بعد أسكوتاريون المشتقة على الأرجح من كلمة اسكوتس اليونانية بمعنى الجلد الخام، أؤ المدبوغ. و لأن الدروع كانت تصنع في عصر الحضارة الرومية و اليونانية من الجلد، وكان أكثر حرّاس الإمبراطور الذين كانوا يرتدون الدروع الجلدية يقيمون في هذه المدينة، لذلك سميت إسكوتار، أو إسكوتاريون (YA، ن.ص؛ إييجه، 208-209؛EI1,VIII/1054) ثم تحول هذا الاسم مع مرور الزمن إلى سكوتاري، أو أسكوتاري، حيث ذكرت في بعض المصادر بهذا الاسم (ظ: كلير...، XXIII/1؛ لوئيس، 155؛ كرزن، 2/725؛ تافرنيه، 22).
و قد ذكرها البعض الآخر أسگدار، و قيل إن أصلها من كلمة فارسية بضم الگاف و بمعنى المنزل، أي موضع تبديل خيول سعاة البريد، أوحصان موضع البريد، أو سعاة البريد الذين كانوا يتبادلون أكياس الرسائل بسرعة كي تصل بشكل أسرع، و كانت تطلق أحياناً على كيس حمل الرسائل أيضاً (برهان قاطع؛ شوكون، 141؛ لطفي، 377) أو من المحتمل أن يكون هذا الاسم قد اشتق في العصر البيزنطي من كلمة فارسية (إييجه، 209، ها 68). و يرى هدايت في فرهنگ أنجمن آراي ناصري، أن أسكدار بسكون الكاف تعني ساعي البريد الذي يهيأ له في كل منزل حمار، و ذكر أن أسك تعني الحمار و هي كلمة تركية، و أن أسكدار تعني صاحب الحمير(ص 100) و قد تحولت أخيراً إلى أسكودار (ظ: كاظم قدري، 2/232؛ أولياچلبي، 1/469؛ لطفي، 112).
أسكودار مدينة في غاية القدم كانت على مر التاريخ عرضة لهجوم الأقوام المختلفين و سيطرتهم. و يعود تاريخ ظهورها إلى القرن 7 ق.م. ففي تلك الفترة أنشأ السغاريون الذين كانوا يسكنون في كالسدوان (كادي كوي حالياً)، ورش صناعة السفن حول هذا الموضع. و في 410 ق.م فتحت خروسوبوليس مع بيزانطيون وكالسدفان على يد الأثينيين و سيطروا على تلك المناطق و مدوا سوراً حول هذه المدينة، ثم استطاع البيتينيائيون الذين كانوا يعيشون فيها منذ القرن 7 ق.م، أن يمسكوا بزمام إدارة مدينة خروسوبوليس من خلال تأسيس حكومة ملكية في 280 ق.م و سيطر الروم أخيراً عليها في 74 ق.م (IA,YA، ن.صص). و في عصر الإمبراطورية البيزنطية، كانت خروسوبوليس مجرد قصبة. و اتخذها الجنود البيزنطيون الذين كانوا قد ثاروا ضد الإمبراطور، قاعدة لهم لفترة. و استخدمها المسلمون في عصر الفتوح و محاصرة إستانبول كقاعدة (YA، ن.ص). و منذ تلك الفترة و حتى اليوم تعتبر أسكودار منذ قرون حلقة وصل مهمة بين آسيا و أوروبا («دائرة المعارف التركية»، XXXIII/218).
و قد أورد أولياچلبي في كتابه سياحت نامه شرحاً مفصلاً حول أسكودار امتزج مع أساطير السيد بطّال الغاري المحارب المسلم، فقد كتب قائلاً: مرّ هارون الرشيد بأسكودار و معه 150 ألف جندي و حاصر إستانبول (190ه/806م)، و بعد أن بنى للمسلمين محلة و قلعة عاد إلى بغداد. وقد أقام السيد بطّال في أسكودار خيمة و معسكراً لسبع سنوات و أخذ على عاتقه الحفاظ على المسلمين و خاض الحروب كما انهمك في عمران أسكودار و بنى في أطرافها مواضع للحراسة و حفر الخنادق حتى تلال جاوليجا (1/470-472). و استولى الحاكم العثماني أورخان، بعد فتح بقية الأراضي البيزنطية في الأناضول، على أسكودار في 739ه/1338م، و منذ هذا التاريخ أصبحت هذه المدينة جزءاً من الإمبراطورية العثمانية (شاو، 1/44؛ EI1، ن.ص) و تحولت إلى قاعدة للقوات العثمانية للاستيلاء على القسطنطنية و اتخذها السلطان محمد الفاتح مركزاً لإمداد جيشه («دائرة المعارف التركية»، ن.ص؛ YA,VI/3889).
و بعد فتح إستانبول في 857ه/1453م، أولى العثمانيون أهمية كبيرة لأسكودار، و حولوها من قصبة صغيرة إلى ميناء و مدينة عامرة، و لكن الإعمار الأكبر لها تم في عهد السلطان سليمان القانوني (ميدان لاروس، XII/487؛ أولياچلبي، 1/471). كانت أسكـودار فـي عصـر الإمبـراطوريـة العثمانيـة موضعـاً لتوقـف و استقبـال و توديع السفـراء الذين كانـوا يتوجهون إلى الـشرق و خاصة إيران، أو يعودون منه (IA,XIII/128).
كانت أسكودار في معركة القرم (1269-1272ه/1853-1856م) قاعدة للقوات البريطانية. و في تلك الفترة تم بناء مستشفى عسكري بالقرب من معسكر سليمة، حيث كانت فلورانس نايتغيل ترعى فيه الجنود البريطانيين الجرحى و لذلك اشتهر هذا المستشفى (بريتانيكا، ميكرو، X/309؛ كلير، XXIII).
كانت أسكودار تضم في عصر أوليا چلبي 70 حارة مسلمة، و11 حارة مسيحية و أرمنية و حارة يهودية. كانت المدينة تدار من قبل رجل دين هو الحاكم الشرعي و 100 شخص يعملون تحت إمرته (أوليا چلبي، 1/472). إن سبب اتساع أسكودار في عصر الإمبراطورية العثمانية و تحولها إلى جزء من العاصمة، بل مكملة لها، يعود دون شك إلى تجمع جماعة من الصوفيين والدراوشة و إنشاء التكايا فيها (EI1,VIII/1054).
أولياچلبي، محمد، سياحت نامه، إستانبول، 1314ه؛ برهان قاطع، محمد حسيـن بن خلف التبريزي، تق : محمد معيـن، طهران، 1361ش؛ تافرنيه، سفرنامه، تج : أبو تراب نوري، 1336ش؛ سامي، شمس الدين، قاموس الأعلام، إستانبول، 1306ه؛ شاو، ج. إستانفورد، تاريخ إمبراطوري عثماني و تركيۀ جديد، تج : محمود رمضانزاده، مشهد، 1370ش؛ كاظم قدري، حسين، تورك لغتي، إستانبول، 1928م؛ كرزن، جورج، إيران وقضيۀ إيران، تج : وحيد مازندراني، طهران، 1350ش؛ لطفي باشا، تواريخ آل عثمان، إستانبول، 1341ه؛ لوئيس، برنارد، إستانبول و تمدن إمپراطوري عثماني، تج : ماه ملك بهار، طهران، 1350ش؛ هدايت، رضاقلي، فرهنگ أنجمن آراي ناصري، طهران، إسلامية؛ و أيضاً:
Britannica, 1978; Collier’s Encyclopedia, New York, 1986; EI1; Eyice, S., «İstanbul’ un mahalle ve semt adları hakkında bir deneme», Türkiyat mecmuası, Istanbuıl, 1958, vol. XIII; IA; Meydan Larousse, Istanbul, 1987; Pakalın, M. Z., Osmanlı tarih deyimleri ve terimleri sözlüĝü, Istanbul, 1983; Strabo, The Geography , tr. H. L. Jones, London, 1961; Գükûn, Z., Farsça- Türkce lûgat, Istanbul, 1984; Türk ansiklopedisi, Ankara, 1984; Xenophon, Anabasis, tr. C. L. Brownson, London, 1968; id, Hellenica, tr. C. L. Brownson, London, 1968; YA; Yeni Türk ansiklopedisi, Istanbul, 1985.
جلال خسرو شاهي/خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode