اَلْإسْكافيّ، أبوالفضل‌ جعفر بن‌ محمود (تـ محرم‌ 268/آب‌ 881)، وزير في العصر العباسي. يبدو من‌ نسبته‌ أنه‌ ولد في إسكاف‌ و هي منطقة بين‌ بغداد و النهروان‌ (ظ: ياقوت‌، 1/252)، وأنه‌ سكنها فيما بعد .يبدو من‌ البيتين‌ اللذين‌ نقلهما الجاحظ (2/ 58) عن‌ خالد بن‌ يزيد‌ الكاتـب‌ (تـ ‍269ه‍( حول‌ الإسكافي أنه‌ كان‌ يتولى‌ منصباً مهماً قبل‌ الوزارة أيضاً (ظ: EI2). كما قيل‌ إنه‌ كان‌ قبل‌ الوزارة من‌ المقربين‌ إلى‌ الخليفة العباسي المعتز، و من‌ خواصه (الحصري، 2/873). و عندما بايع‌ الأتراك المعتز (محرم‌ 251)، تولى‌ الوزارة (الطبري، 9/287؛ المسعودي، 7/365)، ولكن‌ يبدو أن‌ دعم‌ الأتراك الذين‌ كانوا يسيطرون‌ على‌ البلاط العباسي، كان‌ له‌ دور في توليه‌ الوزارة (ظ: الصابي، 273).

كان‌ الإسكافي عديم‌ الحظ من‌ العلم‌، و أدب‌ الكتابة (ابن‌‌الطقطقى، 333-334؛ الصفدي، ن‌.ص‌)، فكان‌ يستميل‌ القلوب‌ من‌ خلال‌ البذخ‌، و إعطاء الهدايا (ابن‌ الطقطقى، 334). و يبدو أن‌ خواء الإسكافي هذا، أدى‌ إلى‌ تدخل‌ الأتراك بشكل‌ سافر في الأمور، فلم‌ يكن‌ الخليفة الذي كان‌ يبحث‌ لنفسه‌ عن‌ دور أكبر، يحتمل‌ جرأته‌ عليه‌، و لولا أنه‌ كان‌ يخشى‌ الأتراك لكان‌ قد عزله‌ (ظ: الصابي، ن‌.ص‌). و لكن‌ العلاقات‌ الودية بين‌ الأتراك والإسكافي أثارت‌ معارضة قوية من‌ قبل‌ الجناح‌ الآخر لجند المعتز، أي المغربيين‌، حتى‌ وقعت‌ أخيراً بينهم‌ و بين‌ الأتراك الذين‌ كانوا يدعمون‌ الوزير نزاعات‌ و فتن‌. فاشتكى‌ المغاربة إلى‌ الخليفة، فاستغل‌ الفرصة، و عزل‌ الإسكافي في ربيع‌ الآخر 252 وأرسله‌ إلى‌ تكريت‌ (ابن‌ الطقطقى، ن.ص؛ الصفدي، 11/153‌). ومع‌ كل‌ ذلك، فقد تولى‌ الإسكافي مرة أخرى‌ الوزارة نهاية خلافة المعتز، و رغم‌ أن‌ المعتز كان‌ يصرح‌ بأنه‌ ليس‌ محتاجاً إليه‌، إلا أن‌ جماعة من‌ الأتراك ذهبوا إلى‌ إسكاف‌، و أتوا به‌ إلى‌ دارالخلافة في جمادى الآخرة 255، و ولوه‌ الوزارة (الطبري، 3/ 388؛ ابن‌‌الطقطقى، 335). و في هذا العهد، كما كان‌ الحال‌ في العهد السابق‌، كان‌ الإسكافي يحظى‌ بدعم‌ علني من‌ قبل‌ صالح‌ بن‌ وصيف‌ الذي كان‌ قد قبض على أحمد بن‌ إسرائيل‌ وزير الخليفة وجماعة أخرى‌، ثم‌ قتل‌ المعتز أيضاً (ابن‌ عبدربه‌، 5/124؛ ابن‌‌الطقطقى، ن‌.ص‌؛ ابن‌‌الأثير، 7/216؛ السامرائي، 87).

و عندما تولى‌ المهتدي الخلافة، أخذ الإسكافي البيعة له‌، وظل‌ في منصب‌ الوزارة (ابن‌ الطقطقى، 337)، و لكن‌ الخليفة الجديد عزله‌ بعد فترة، ونفاه‌ إلى‌ بغداد و سجنه‌ فيها (الذهبي، 12/537؛ الصفدي، ن‌.ص‌). و يبدو أن‌ سبب‌ عزله‌ في هذه‌ المرة، كما ذكر في بعض‌ المصادر و خاصة في قطعة شعر هجائية، كان‌ نزعته‌ الشيعية، واتهامه‌ هو و أتباعه‌ بمكاتبة العلويين‌ في خراسان‌، وتزويدهم‌ بالأخبار (ظ: أبوالفرج‌، 20/67؛ الصفدي، ن‌.ص‌؛ قا: السامرائي، 86).

المصادر

ابن‌ الأثير، الكامل‌؛ ابن‌ الطقطقى، محمد، الفخري، تق‍ : هارتويك درنبورغ‌، باريس‌، 1894م‌؛ ابن‌ عبدربه‌، أحمد، العقد الفريد، تق‍ ‍: أحمد أمين‌ وآخرون‌، بيروت‌، 1402ه‍/1982م‌؛ أبوالفرج‌ الأصفهاني، الأغاني، القاهرة‌، 1285ه‍؛ الجاحظ، عمرو، رسائل‌، تق‍ : عبدالسلام‌ محمد هارون‌، القاهرة، 1384ه‍/1964م‌؛ الحصري القيرواني، إبراهيم‌، زهر الآداب‌، تق‍ : علي‌ محمد البجاوي، القاهرة، 1372ه‍/1953م‌؛ الذهبي، محمد، سير أعلام‌ النبلاء، تق‍ ‍: شعيب‌ الأرنؤوط و صالح‌ السمر، بيروت‌، 1404ه‍/1984م‌؛ السامرائي، حسام‌ قوام‌، المؤسسات‌ الإدارية في الدولة العباسية، دمشق‌، 1391ه‍/1971م‌؛ الصابي، محمد، الهفوات‌ النادرة، تق‍ ‍: صالح‌ الأشتر، دمشق‌، 1387ه‍/1967‌م؛ الصفدي، خليل‌، الوافي بالوفيات‌، تق‍ : شكري فيصل‌، فيسبادن‌، 1401ه‍/1981م‌؛ الطبـري، تــاريـخ‌؛ المسعودي، علـي، مـروج‌ الـذهـب‌، تق‍ : باربيه‌ دي منار، باريس‌، 1973م؛ ياقوت‌، البلدان‌؛ و أيضاً:   

EI2.

محمد مهدي مؤذن‌ جامي/خ‌.