الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / إسفندیار اوغلي /

فهرس الموضوعات

إسفندیار اوغلي

إسفندیار اوغلي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/21 ۲۳:۵۴:۱۵ تاریخ تألیف المقالة

إسْفَنْدْيارْ أوغْلي، أو بنو جاندار، من‌ الأسر التي كانت‌‌ تحكم‌ آسيا الصغرى‌، حيث‌ حكمت‌ مدة 174 سنة (690-864ه‍/ 1291-1460م‌) ولايتي قسطموني و سينوب‌ ــ پافلاغونية‌ سابقاً ــ على‌ الساحل‌ الغربي من‌ البحر الأسود.

تعرف‌ هذه‌ الأسرة أيضاً باسم‌ جاندار أوغوللاري (تعني كلمة جاندار المحافظ، و هو من‌ مناصب‌ البلاط السلجوقي)، و لكن‌ المؤرخين‌ العثمانيين نسبوها إلى‌ إسفنديار بك، الأمير الثامن‌ من‌ هذه‌ الأسرة و الذي حكم‌ 47 سنة، و سموها إسفنديار أوغوللاري، أو إسفنديارزادگان‌ (= بنو إسفنديار) (أوزون‌ چارشيلي، «تاريخ‌...»، I/81، «الإمارت...»، 128-127)؛ كما تسمى‌ قزل‌ أحمدلو، نسبة إلى‌ قزل‌ أحمد الحاكم‌ الحادي عشر من‌ هذه‌ الأسرة (منجم‌ باشي، 3/ 29؛ زامباور، 224؛ أوزتونا، I/37).

اقترن‌ حكم‌ هذه‌ الأسرة بمنعطفات‌ منذ بدايته‌ و حتى‌ نهايته. ففي البدء كانوا تابعين‌ للسلاجقة الروم‌، ثم‌ الإيلخانيين‌ فالعثمانيين‌، وقد حكموا كممثلين‌ و منصوبين‌ للأسرة الأخيرة، و حكموا لفترة أيضاً بشكل‌ مستقل‌. كانت‌ رقعة حكمهم‌ تضم‌ قسطموني و سينوب‌ وسامسون و جانغيري و زونغول‌‌داغ و چوروم‌ حتى‌ غرب‌ نهر قزل‌ إيرماق‌ (م‌.ن‌، I/38). لانعلم‌ بالضبط أصل‌ هذه‌ الأسرة، حيث‌ يرى‌ البعض‌ أنها تنحدر إلى‌ الأوغوز و بطن كائي (م‌.ن‌، I/39) أو آلايوند (يوجل‌، 54)، و لكنها تنحدر بنسبها إلى‌ خالد بن‌ الوليد (منجم‌ باشي، ن‌.ص‌). و من‌ المسلم‌ به‌ أنهم‌ التركمان‌ (يوجل‌، 55) الذين‌ فتحوا بلاد الروم‌ في عهد السلاجقة (أبوالفداء، 431).

 

الأرضية التاريخية

خلال‌ النزاع‌ الداخلي بين‌ أعضاء أسرة سلاجقة الروم‌، أعلن‌ ركن‌‌الدين‌ قليج‌ أرسلان‌ في 691ه‍/1292م‌ على‌ رأس‌ التركمان‌ القسطمونيين‌، الثورة على‌ أخيه‌ مسعود السلطان السلجوقي (أوزون‌ چارشيلي، ن‌.م‌، 121، «تاريخ‌»، ن‌.ص‌)، و هزم‌ مسعود وأسر رغم‌ أنه‌ كان‌ قد طلب‌ المساعدة العسكرية من‌ قائد المغول‌ كيخاتو (الآقسرائي، 174)، ولكن‌ القوة الاحتياطية التي أرسلها كيخاتو مرة أخرى‌ بقيادة شمس‌‌الدين‌ يمان‌ جاندار، أدت‌ إلى‌ خلاص‌ مسعود (أوزون‌ چارشيلي، ن‌.ص‌؛ الآقسرائي، 175). و بعد ذلك وهب‌ كيخاتو منطقة أفلاني في ولاية قسطموني إلى‌ شمس‌‌الدين‌ جاندار مكافأة له‌ (منجم‌ باشي، 3/ 29-30؛ أوزون‌ چارشيلي، ن‌.صص‌)، و منذ ذلك الحين‌ ظهر بنوجاندار في مسرح‌ تاريخ‌ الأناضول‌ في القرون‌ 7-9ه‍/13-15م‌. وحكام‌ هذه‌ الأسرة هم‌ كالتالي:

 

1. شمس‌‌الدين‌ يمان‌ (تمر = تيمور)

جاندار، مؤسس‌ الأسرة، ويبدو من‌ شجرة النسب‌ المدرجة في مقدمة وقفية حلويات‌ سلطاني المؤرخة في 876ه‍ و المتعلقة بإسماعيل‌ بك جاندار أوغلي أن‌ شمس‌‌الدين‌ كان‌ الجد الأعلى‌ لهذه‌ الأسرة (يوجل‌، 56). و من‌ المحتمل‌ أن‌ تكون‌ كلمة تمر (ن‌.ص‌)، أو تيمور (منجم‌ باشي، ن‌.ص‌) هي كلمة يمان‌ نفسها، حيث‌ قرئت‌ في منطقة أفلاني پافلاغونية‌ بهذا الشكل‌ (يوجل‌، ن‌.ص‌). لاتتوفر معلومات‌ دقيقة عن‌ تفاصيل‌ حياته‌ و تاريخ‌ وفاته‌، و من‌ المرجح‌ أنه‌ توفي حوالي سنة 708ه‍/ 1308م‌. و كان‌ دائماً تابعاً للإيلخانيين (م‌.ن‌، 57-56؛ أوزون‌ چارشيلي، «الإمارات‌»، ن‌.ص‌).

 

2. سليمان‌‌ باشا ‌(حك‍ 708؟ -740ه‍؟/ 1308- 1339م)

ابن‌‌ شمس‌‌الدين‌، الملقب‌ بشجاع‌‌الدين‌ الغازي (منجم‌‌باشي، زامباور، ن‌.صص‌) و بدرالدين‌ الغازي أيضاً (أوزتونا، ن‌.ص‌). استولى‌ أولاً على‌ قسطموني ثم‌ على‌ زعفرانبولي و نقل‌ حاضرة الحكم‌ من‌ أفلاني إلى‌ قسطموني (أوزون‌ چارشيلي، ن‌.م‌، 122؛ يوجل‌، 58). ثم‌ سيطر على‌ سينوب‌ التي كانت‌ المركز التجاري المهم‌ على‌ ساحل‌ البحر الأسود، و قسم‌ اتباعاً لتقليد قديم‌، رقعة حكمه بين‌ أبنائه‌، و أوكل‌ إدارة سينوب‌ إلى‌ إبراهيم‌ (ابن‌ بطوطة، 1/357) وزعفرانبولي، إلى‌ ابنه‌ الآخر علي بك (أوزون‌ چارشيلي، ن‌.ص‌؛ يوجل‌، 59). و عند هجوم‌ أبي سعيد بهادرخان‌ على‌ الأناضول‌، استقبله‌ في موضع‌ قرانبوك كي يؤكد بذلك طاعته‌ (الآقسرائي، 311)؛ ثم‌ ضرب‌ النقود باسم‌ أبي‌سعيد بهادرخان‌، و بعث‌ الضرائب‌ إلى‌ خزانته‌ (يوجل‌ 60؛ أوزون‌ چارشيلي، «تاريخ‌»، I/82). و لكن‌ سليمان‌ أعلن‌ استقلاله‌ بعد وفاة أبي‌سعيد، و ضعف‌ سلطة الإيلخانيين‌، و ضرب‌ النقود باسمه‌ (يوجل‌، ن‌.ص‌). ولذلك، يمكن‌ اعتباره‌ المؤسس‌ الأصلي لدولة إسفنديارأوغلي.

كانت‌ تربط سليمان‌ علاقات‌ ودية للغاية مع‌ جيرانه‌، أي بيزنطة و الدولة العثمانية في الغرب‌، و الجنويين‌ في البحر الأسود والأمراء التركمان في الأناضول‌ الشمالية (تاج‌‌الدين‌ أوغوللاري) (م‌.ن‌، 61). و قد التقى‌ ابن‌ بطوطة عند توقفه‌ في قسطموني، سليمان‌ ــ الذي سماه‌ السلطان‌ سليمـان‌ ــ و قـال‌ إن‌ عمره‌ كان‌ يناهز السبعين‌، و يجالس‌ الفقهاء و الصلحاء (1/353). وصف‌ سليمان‌ بأنه‌ رجل‌ عالم‌ و محب‌ للعلم‌ (منجم‌ باشي، 3/30)، بحيث‌ أن‌ العلامة محمود بن‌ مسعود الشيرازي دون‌ باسمه‌ كتاب‌ انتخاب‌ سليماني الذي هو عبارة عن‌ مختارات‌ من‌ الترجمة الفارسية لكتاب‌ إحياء علوم‌ الدين للغزالي (أوزون‌ چارشيلي، ن‌.م‌، I/83). كما كان‌ سليمان‌ يضمر الحب‌ لأسرة مولانا. و قد التقاه‌ عارف‌ جلبي حفيد مولانا مرتين‌ وقدم‌ له‌ سليمان‌ في كل‌ مرة هدايا كثيرة (يوجل‌، 60). لانعلم‌ التاريخ‌ الدقيق‌ لوفاته‌ (م‌.ن‌، 61).

 

3. إبراهيـم‌ (تـ‍ 742ه‍/1341م‌)

بعد وفاة سليمان‌، تولى‌ ابنه‌ إبراهيم‌ الملقب‌ بغياث‌‌الدين‌ و الذي كان‌ يتولى‌ الإمارة في عهد أبيه‌ أيضاً، حكم‌ إمارة إسفنديار أوغلي (م‌.ن‌، 66؛ ابن‌ بطوطة، 1/357). كانت‌ المعركة البحرية مع‌ البنادقة‌ و الجنويين‌ في 742ه‍، أكبر حادثة وقعت‌ في عهده‌، حيث‌ دمرت‌ فيها الكثير من‌ سفن‌ البنادقة، و أظهر إسفنديار أوغلي قوته‌ البحرية (يوجل‌، 66-67). بعد أن‌ توفي إبراهيم‌ الذي كان‌ يلقب‌ بالأمير المعظم‌ و «صاحب‌ القلم‌ والسيف‌» و «محب‌ العلماء»، دفن‌ في مقبرة أسرته‌ بسينوب (أوزون‌ چارشيلي، «الإمارات‌»، 124؛ يوجل‌، 67).

 

4. يعقوب‌

و بعد إبراهيم‌ تولى‌ الحكم‌ عمه‌ يعقوب‌ بن‌ شمس‌‌الدين‌. و كانت‌ فترة حكمه قصيرة للغاية، و لاتتوفر لدينا عنه‌ سوى‌ معلومات‌ غاية في القلة (أوزتونا، I/39؛ يوجل‌، ن‌.ص‌).

 

5. عادل‌ بك (ت‍ قبل‌ 763ه‍/1362م‌)

ابن‌ يعقوب‌، و الحاكم‌ الخامس‌ من‌ أسرة إسفنديار أوغلي الذي عرف‌ بالعدل‌ و الإحسان‌ (منجم‌‌باشي، ن‌.ص‌). ذكر في النقود التي ضربت‌ في قسطموني دون‌ تاريخ‌ بلقب‌ «الأمير العادل‌» (أوزون‌ چارشيلي، «تاريخ‌»، ن‌.ص‌). و لاتتوفر لدينا معلومات‌ دقيقة عن‌ أحداث‌ عهده‌ أيضاً. ومن المحتمل‌ أن‌ يكون‌ أول‌ مهجر و ممثلية تجارية للجنويين‌ والبنادقة قد تأسست‌ في سينوب‌ على عهده‌. و في هذه‌ الفترة كانت‌ إمارات‌ آسيا الصغرى‌ ماتزال‌ تابعة للإيلخانيين‌ (يوجل‌، 68-69). ولانعلم‌ أيضاً تاريخ‌ وفاته‌. و استناداً إلى‌ كتاب‌ مقتل‌ حسين‌ الذي تم‌ تأليفه‌ في 763ه‍ باسم‌ ابنه‌ بايزيد، يمكن‌ القول‌ إن‌ من‌ المحتمل‌ أن‌ يكون‌ قد توفي قبل‌ هذا التاريخ‌ (أوزون‌ چارشيلي، «الإمارات‌»، 125).

 

6. بايزيد (حك‍ 763-787ه‍/1362-1385م)

‌المعروف ‌‌بكوتوروم‌ (الفالج‌) و الملقب‌ بجلال‌‌الدين‌ (منجم‌‌باشي، ن‌.ص‌، زامباور، 224؛ أوزون‌ چارشيلي، «تاريخ‌»، أيضاً يوجل‌، ن‌.صص‌). اقترنت‌ فترة حكمه‌ التي امتدت‌ 25 سنة بأحداث‌ و منعطفات‌ كثيرة. و قد حارب‌ في البحر الأسود البنادقة‌ و الجنويين‌. و رغم‌ أنه‌ كان‌ يخشى‌ الاتساع‌ المتزايد لسلطة الأمراء العثمانيين‌، إلا أنه‌ أقام‌ علاقات‌ ودية معهم‌، و لكنه‌ أقام‌ علاقات‌ وثيقة مع‌ الأمراء المحليين‌ الآخرين‌ و منهم‌ الأمير أحمد حاكم‌ آماسية، و ذلك لمواجهة هجماتهم‌ المحتملة، فقد قدم‌ له‌ العون‌ في حربه‌ مع‌ أمير سيواس‌ القاضي برهان‌‌الدين‌ (م‌.ن‌، 70-71). كانت‌ فترة حكمه‌ حافلة أيضاً بالتنافس‌ بين‌ أبنائه‌. فقد كان‌ بايزيد يرغب‌ في إيكال‌ أمور الدولة إلى‌ ابنه‌ الأصغر إسكندر، و لكن‌ ذلك تسبب‌ في سخط ابنه‌ الأكبر سليمان‌ و تمرده‌، حيث‌ قتل‌ أخاه‌ أخيراً (أوزون‌ چارشيلي، «الإمارات‌»، ن‌.ص‌)، فلجأ إلى‌ مراد العثماني (م‌.ن‌، «تاريخ‌»، ن‌.ص‌). و لذلك، ظهرت‌ العداوة بين‌ العثمانيين‌ و إسفنديار أوغلي، فبعث‌ مراد الأول‌، سليمان‌ لاحتلال‌ قسطموني، أيضاً فهزم‌ بايزيد وذهب‌ إلى‌ سينوب‌، و قسمت‌ إمارة إسفنديار أوغلى إلى‌ شعبتين‌ في قسطموني و سينوب‌ (م‌.ن‌، «الإمارات‌»، ن‌.ص‌).

و رغم‌ أن‌ قسطموني تم تداولها عدة مرات‌ خلال‌ الحروب‌ بين‌ الأب‌ و الإبن‌، إلا أن‌ سليمان‌ استقر فيها أخيراً بدعم‌ من‌ مراد العثماني، و تزوج‌ من‌ ابنة‌ أخيه أيضاً. و قد هيأ تدخل‌ الملك العثماني في الشؤون‌ الداخلية لدولة إسفنديار أوغلي الأرضية لسيطرة العثمانيين على‌ دولة هذه‌ الأسرة (يوجل‌،73-74). ولم‌‌يكن‌ بايزيد يرى‌ في نفسه‌ القدرة على‌ مواجهة العثمانيين‌، فكان‌ يثير أمراء أفلاق‌ ضد إيلدرم‌ بايزيد، فكان‌ بذلك يؤخر هجومه‌ (منجم‌ باشي، 3/30).

توفي بايزيد في 787ه‍، و دفن‌ في مقبرة عائلته‌ في مسجد علاء‌الدين‌ بسينوب‌ (أوزون‌ چارشيلي، ن‌.م‌، 127؛ يوجل‌، 74).

 

7. سليمان‌ الثاني (حك‍ 787-795ه‍/1385-1393م‌)

عقب بايزيد، تولى‌ إسفنديار بك الحكم‌ في سينوب‌، و أمسك سليمان‌ بزمام‌ الأمور في قسطموني.كان‌ سليمان‌ تربطه‌ علاقات‌ ودية مع‌ العثمانيين‌، ولذلك فإنه‌ عندما أدرك أن‌ إيلدرم‌ بايزيد ينوي السيطرة على‌ جميع‌ أرجاء الأناضول‌ مما حدا بالعثمانيين‌ إلى‌ أن‌ يشرفوا على‌ المراكز التي كانت‌ تقع‌ على‌ طريق‌ الحرير التجاري بين‌ تبريز وبورسه‌، و التي كانت‌ تعود إلى‌ إسفنديار أوغلي (م.ن‌، 78، ها‌ 170)، تحالف‌ مع‌ أمراء سيواس‌ و قرامان‌ ضد إيلدرم‌ بايزيد (ن‌.ص‌)، ولكنه‌ قتل‌ في الحرب‌ معه‌، و ضمت‌ قسطموني إلى‌ الدولة العثمانية (أوزون‌ چارشيلي، «تاريخ‌»، I/84). كان‌ سليمان‌ الثاني رجلاً سياسياً، وكان‌ يبادر إلى‌ القيام‌ بأي عمل‌ ضروري لإنقاذ رقعة حكمه‌ (يوجل‌، 83).

 

8. اسفنديار بك (حك‍ 795-843ه‍/1393-1439م‌)

أبرز حاكم‌ في هذه‌ الأسرة، و كان‌ يلقب‌ بعزالدين‌ (ظ: أوزون‌ چارشيلي، ن‌.ص‌) و سلطان‌‌زاده‌، و افتخارالدين‌ (أوزتونا، I/40) ومبارزالدين‌ (ن‌.ص‌؛ زامباور، ن‌.ص‌). كان‌ ينحدر بنسبه إلى‌ العثمانيين‌ من‌ جانب‌ الأم‌ (أوزون‌ چارشيلي، ن‌.ص‌). و يحكم‌ سينوب‌ عندما سيطر إيلدرم‌ بايزيد على‌ قسطموني. عقد معاهدة صلح‌ مع‌ إيلدرم‌ بايزيد في السنين‌ الأولى‌ من‌ حكمه‌، وجعلت‌ منطقة كورمبل‌ الحد بين‌ دولتيهما (يوجل‌، 85؛ أوزون‌ چارشيلي، «الإمارات‌»، 129). وعندما هجم‌ تيمور على‌ الأناضول‌، التقاه‌ إسفنديار في أرزنجان‌ (يوجل‌، 87) و بذل له‌ الطاعة، و أهداه‌ ألف‌ حصان‌. فأكرمه‌ تيمور (ابن‌‌عربشاه‌، 194؛ شرف‌‌الدين‌، 861؛ نظام‌ الدين‌، 264) و أعاد إليه‌ جميع‌ أرجاء رقعة حكم‌ أبيه‌ (منجم‌ باشي، ن‌.ص‌؛ كلاويخو، 121) و أوكل‌ إليه‌ أيضاً إدارة منطقتي جانكيري و قلعة‌ جيق‌ (يوجل‌، 88). و ضرب‌ إسفنديار النقود باسم‌ تيمور واستطاع‌ الحفاظ على‌ حكم‌ أسرته‌ (م‌.ن‌، 89). و قد استمر في علاقاته‌ الودية مع‌ التيموريين‌ حتى‌ بعد موت‌ تيمور. و تشير إلى‌ هذا المعنى‌ الرسالة التي كتبها بتاريخ‌ 833ه‍/1430م‌ حول‌ استخلاص‌ آذربايجان‌ من‌ التركمان‌ و تشجيع‌ شاهرخ‌ التيموري على‌ القدوم‌ إلى‌ الأناضول‌. و قد وقعت‌ هذه‌ الرسالة في الطريق‌ بيد ذوي مراد الثاني (ظ: فريدون بك، 1/220-221؛ أسناد ...،255-257).

و قد انتهج‌ إسفنديار بعد وفاة إيلدرم‌ بايزيد، و التنافس‌ والصراع‌ بين‌ أبنائه‌، سياسة حكيمة. فقد ساعد أولاً الأمراء الضعفاء في مواجهة الآخرين‌ و استقبل‌ باحترام‌ موسى‌ الجلبي الذي كان‌ قد قدم‌ إليه‌ (سعد‌الدين‌، 247). ثم‌ تصالح‌ مع‌ السلطان‌ محمد الجلبي الذي كان‌ قد ترأس‌ الأسرة العثمانية و جاء إلى‌ سينوب‌ لمحاربته‌، ووافق‌ على‌ ضرب‌ النقود و قراءة الخطبة باسمه‌ (المقريزي، 4(1)/369). ثم‌ ساعد السلطان‌ في حربه‌ ضد القرامانيين‌ (روملو، 78) و أرسل‌ ابنه‌ قاسم‌‌بك لمساعدته‌ (سعدالدين‌، 284؛ يوجل‌، 91-92). و في 819ه‍/1416م عند الهجوم‌ على‌ أفلاق‌، قدم‌ العون‌ لمحمد الجلبي أيضاً (أوزون‌ چارشيلي، «الإمارات‌»، 130)، و لكن‌ السلطان العثماني منح‌ عند العودة من‌ هذه‌ المعركة، جزء من‌ دولة إسفنديار أوغلي إلى‌ قاسم‌ بك، حيث‌ كان‌ يضم‌ كانقري (جانكيري) و قلعة جيق‌ و طوسيه‌ (سعدالدين‌، 286). و بعد وفاة محمد، أقام‌ إسفندياربك علاقات‌ ودية مع‌ السلطان‌ العثماني مراد الثاني، وزوج‌ حفيدته‌ إبنة إبراهيم‌ من‌ مراد (يوجل‌، 96؛ سعدالدين‌، 320). و اذعن‌ لأن‌ يكون‌ تابعاً‌ للعثمانيين‌ (منجم‌‌باشي، 3/31). و قد تعزّزت‌ هذه‌ الصداقة مرة أخرى‌ من‌ خلال‌ علاقة الزواج‌ و قد زوج مراد الثاني إحدى‌ أخواته‌ من‌ قاسم‌‌بك (سعدالدين‌، 321)، و زوج‌ الأخرى‌ من‌ إبراهيم‌ والد زوجته‌ (يوجل‌، ن‌.ص‌). توفي إسفنديار في 843ه‍، و دفن‌ في مقبرة عائلته بسينوب.

 

9. إبراهيم‌ (حك‍ 843 -847/ه‍ ‍1439-1443م‌)

تولى‌ الحكم‌ بعد إسفنديار ابنه‌ إبراهيم‌. لاتتوفر معلومات‌ كثيرة عن‌ أحداث‌ عهد حكمه‌. و قصارى‌ مايمكن‌ قوله‌ إنه‌ كان‌ يتمتع‌ باحترام‌ فائق‌ بسبب‌ قرابته‌ الوثيقة من‌ الأسرة العثمانية. و يبدو من‌ بعض‌ الوقفيات‌ المنسوبة إلى‌ ابنه‌ إسماعيل‌ أنه‌ كان‌ يلقب‌ بتاج‌‌الدين‌ (م‌.ن‌، 99). دفن‌ إبراهيم‌ أيضاً بسينوب في مقبرة أسرته‌ (أوزون‌ چارشيلي، ن‌.م‌، 133-134).

 

10. أبوالحسن‌‌ إسماعيل‌ (حك‍ 847-864ه‍/1443-1460م‌)

ابن ‌‌إبراهيم‌ و الملقب‌ بكمال‌‌الدين‌ (زامباور، 224)، تولى‌ الحكم‌ بعد أبيه‌. ثار عليه‌ في البدء أخوه‌ قزل‌ أحمد، ولكنه‌ لم‌‌يحقق‌ شيئاً ولجأ إلى‌ الدولة العثمانية، و حظي بدعم‌ محمود باشا، الصدر الأعظم‌ للدولة العثمانية (منجم ‌باشي، ن‌.ص‌؛ أوزون‌ چارشيلي، «تاريخ‌»، I/83). طلب‌ السلطان‌ محمد الفاتح‌ خلال‌ الهجوم‌ على‌ طرابوزان‌ المساعدة من‌ إسماعيل‌، و أوكل‌ إليه‌ إصلاح‌ السفن‌ في سينوب‌ (م‌.ن‌، «الإمارات‌»، 135)، فبعث‌ أفضل‌ جنوده‌ بقيادة ابنه‌ حسن‌ لمساعدة السلطان‌ محمد، ولكن‌ العثمانيين‌ أوقفوا حسناً عندما وصل‌ إلى‌ أنقرة، و طلبوا من‌ إسماعيل‌ أن‌ يسلمهم‌ سينوب‌ (تانسل‌، 257). فما كان‌ منه‌ إلا أن‌ سلم‌ قلعة مدينة سينوب‌ لأنه‌ لم‌‌يكن‌ يرى‌ في نفسه‌ القدرة على‌ المقاومة. فاستقبله‌ السلطان‌ محمد باحترام‌، و أوكل‌ إدارة مناطق‌ يني‌شهر و إينه‌ غول‌ و يار حصار إلى‌ إسماعيل‌، و بولو إلى‌ ابنه‌ حسن‌ (سعدالدين‌، 476؛ تانسل 258) و بعد فترة ذهب‌ إسماعيل‌ إلى‌ روم‌ إيلي بناء على‌ رغبته‌، وتوفي فيها (أوزون‌ چارشيلي، «تاريخ‌»، I/88). و قد كان‌ من‌ بين‌ الأسباب‌ الرئيسة لهجوم‌ العثمانيين‌ على‌ دولة إسفنديارأوغلي تدخل‌ إسماعيل‌ في اتحاد الأوروبيين‌ ضد السلطة العثمانية، وتهديـد الطريق‌ التجـاري بين‌ تبريـز ـ توقـات‌ ـ بورسه‌، وأهمية ميناء سينوب‌ (يوجل‌، 109).

كان‌ إسماعيل‌ بك يعد بين‌ حكام‌ أسرة إسفنديار أوغلي رجلاً عالماً و محباً للعلم‌، و قد ألف‌ كتاب‌ حلويات‌ شاهي في 78 باباً في الفقه‌. و كان‌ هناك علماء مثل‌ فتح‌ الشيرواني و سيد علي العجمي يخدمون‌ في بلاطه‌. كما خلّف‌ آثاراً خيرية كثيرة مثل‌ مسجد ومدرسة و خان‌ للقوافل و خزان‌ ماء في قسطموني وسينوب‌ (أوزون‌ چارشيلي، «الإمارات‌»، 138-139).

 

11. قزل‌ أحمد (حك‍ 864 -866ه‍/1460-1462م‌)

الملقب‌ بجلال‌‌الدين‌، وآخر حاكم‌ لإسفنديار أوغلي و هو الذي تولى‌ إمارة قسطموني بمساعدة الدولة العثمانية (تانسل‌، ن‌.ص‌)، و كان‌ يرافق‌ السلطان‌ محمدالفاتح‌ في هجومه‌ على‌ طرابوزان‌ في 865ه‍، ولكن‌ رقعة حكمه‌ صودرت‌ عند عودته‌ من‌ هناك (أوزون‌ چارشيلي، «تاريخ‌»، I/89؛ «الإمارات‌»، 137)، و عين‌ هو نفسه‌ حاكماً على‌ موره‌، و بذلك انتهى‌ حكم‌ سلالة إسفنديار أوغلي. ولكن‌ أفراد هذه‌ الأسرة تولوا فيما بعد مناصب‌ حكومية مهمة في الدولة العثمانية‌(منجم‌‌‌باشي،‌‌تانسل‌، ن‌.صص‌). وأما أحمد الذي كان قد فقد ملكه‌، فقد امتنع‌ عن‌ الذهاب‌ إلى‌ جزيرة موره‌. فذهب‌ أولاً إلى‌ إبراهيم‌ القراماني (م‌.ن‌، 259) ثم‌ لجأ في آذربايجان‌ إلى‌ أوزون‌ حسن‌ الآق‌‌قويونلوي (كمال‌ باشازاده‌، 7/206-207). و عاد إلى‌ الأناضول‌ بعد وفاة السلطان محمد الفاتح في عهد حكم‌ بايزيد الثاني، ومنحت‌ له‌ ولاية بولو (ن‌.ص‌).

 

عرف‌ أفراد هذه‌ الأسرة بحب العلم و رعاية الأدب. و تعد أعمال مثل‌ تدوين‌ كتاب‌ انتخاب‌ سليماني لمحمود الشيرازى، وتأليف‌ تفسير القرآن‌ الكريم‌ باللغة التركية تحت‌ عنوان‌ جواهر الأصداف‌، بأمر إسفندياربك و كذلك كتب‌ مثنوية مقتل‌ حسين‌ ومعراج‌ نامه‌ و خلاصة الطب‌ و رسالة منجية‌ في القراءات السبع و معيار الأخيار و الأشرار في التصوف‌ ليونس‌ بن‌ خليل‌ ومفتاح‌ النور و خزائن‌ السرور في أمراض‌ العين‌ للخليل‌ بن‌ مؤمن‌ السينوبي، من‌ جملة الآثار التي ترجمت‌ و ألفت‌ في عهد حكمهم‌ (أوزون‌ چارشيلي، ن‌.م‌، 143-142، «تاريخ‌»، ن‌.ص‌).

 

المصادر

الآقسرائي، محمد، مسامرة الأخبار و مسايرة الأخيار، تق‍ ‍: عثمان‌ توران‌، أنقرة، 1943م؛ ابن‌ بطوطة، سفرنامه‌، تج‍ : محمد علي موحد، طهران‌، 1348ش‌؛ ابن‌‌عربشاه‌، أحمد، زندگاني شگفت‌ آور تيمور، تج‍ : محمد نجاتي، طهران‌، 1356ش‌؛ أبوالفداء، تقويم‌ البلدان‌، تج‍ : عبدالمحمد آيتي، طهران‌، 1349ش‌؛ أسناد ومكاتبات‌ تاريخي إيران‌، تق‍ ‍: عبدالحسين‌ نوائي، طهران‌، 1356ش‌؛ روملو، حسن‌، أحسن‌ التواريخ‌، طهران‌، 1349ش‌؛ زامباور، معجم‌ الأنساب‌، تج‍ ‍: زكي محمد حسن‌ وحسن‌ أحمد محمود، بيروت‌، 1980م‌؛ سعدالدين‌، محمد، تاج‌ التواريخ‌، إستانبول‌، 1279ه‍؛ شرف‌الدين‌ علي اليزدي، ظفرنامه‌، تق‍ ‍: عصام الدين‌ أورونبايوف‌، طشقند، 1970م‌؛ فريدون‌ بك، أحمد، منشآت‌ السلاطين‌، إستانبول‌، 1274ه‍؛ كلاويخو، روي، سفرنامه‌، تج‍ ‍: مسعود رجب‌ نيا، طهران‌، 1337ش‌؛ كمال‌ باشا‌زاده‌، تواريخ‌ آل‌ عثمان‌، تق‍ ‍: شرف‌الدين‌ توران‌، أنقرة،‌ 1954م‌؛ المقريزي، أحمد، السلوك، القاهرة، 1972م‌؛ منجم‌ باشي، أحمد، صحائف‌ الأخبار، تج‍ ‍: أحمد نديم‌، إستانبول‌، 1285ه‍؛ نظام‌الدين‌ الشامي، ظفرنامه‌، تق‍ ‍: پناهي سمناني، طهران‌، 1363ش‌؛ و أيضاً:

 

Öztuna, Y., Büyük Türkiye tarihi, Istanbul, 1983; Tansel, S., Osmanlı kaynaklarına göre Fatih Sultan Mehmed’ in siyasî ve askerî faaliyeti, Ankara, 1985; UzunçarŞlı, İ. H., Anadolu beylikleri, ankara, 1969; id -, Osmanlı tarihi, Ankara, 1982; Yücel, Y., Çoban-Ogulları, Candar-Ogulları beylikleri, Ankara, 1980

علي أكبر ديانت/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: