الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / الإسکافي، أبوالقاسم /

فهرس الموضوعات

الإسکافي، أبوالقاسم

الإسکافي، أبوالقاسم

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/15 ۲۱:۵۷:۵۹ تاریخ تألیف المقالة

اَلْإسْكافيّ، أبـوالقاسـم‌ علـي بــن‌ محمــد (تــ ح‌ 343ه‍/ 954م‌)، صاحب‌ الديوان‌، و الأديب‌ في العصر الساماني. كان‌ الإسكافي على‌ مايقول‌ الثعالبي في يتيمة الدهر، من‌ أهالي نيسابور و تلقى‌ العلم‌ فيها أولاً، و تعلم‌ فنون‌ الأدب‌ لدى‌ الحسن‌ بن‌‌المهرجان‌ أحد أكبر أساتذة الأدب‌ في تلك المدينة و انشغل‌ لفترة بالكتابة في أحد الدواوين‌ (4/95-96؛ أيضاً ظ: ياقوت‌، 13/157- 158).

دخل‌ الإسكافي في بداية شبابه‌ بلاط أبي علي محتاج‌ (ظ: ن‌.د، آل‌ محتاج‌)، حاكم‌ الصغانيين‌ و من‌ الأمراء السامانيين‌ المعروفين‌، و قد بلغ‌ من‌ سرعة ترقيه‌ في المناصب‌ حداً بحيث‌ أنه‌ اختير رئيساً لديوان‌ الرسائل‌. و لم‌‌تلبث‌ شهرة الإسكافي أن‌ انتشرت‌ في بخارى عاصمة السامانيين‌، و قد كانت‌ الرسائل‌ التي ترسل‌ بإنشائه‌ بحد أنها أدهشت‌ كتّاب‌ البلاط الساماني و دفعتهم‌ إلى‌ التنافس‌. و لذلك فقد كتب‌ أصحاب‌ المناصب‌ في بلاط نوح‌ ابن نصر (حك‍ 331-343ه‍/943-954م‌) الأمير الساماني، الرسائل‌ إلى‌ أبي علي محتاج‌ كي يبعث‌ الإسكافي إلى‌ بخارى، و لكن‌ أبا علي لم‌‌يجب‌ عليها عناداً، و امتنع‌ عن‌ إرساله‌. و لكن‌ عندما ثار أبوعلي ضد نوح‌ بن‌ نصر، و هزم‌ أمامه‌ بالقرب‌ من‌ بخارى، و فرّ‌ (336ه‍(، كان‌ الإسكافي من‌ جملة مرافقيه‌ الذين‌ وقعوا في أسر الأمير الساماني (الثعالبي، ن‌.م‌، 4/96؛ قا: النظامي، 101-102؛ أيضاً ظ: ن‌.د، آل‌ محتاج‌). و رغم‌ أن‌ نوحاً كان‌ يكن‌ له‌ الحب‌ والاهتمام‌ إلى‌ حد بعيد، إلا أنه‌ سجنه‌ في قهنذز في بخارى و لكنه‌ أحس‌ بالارتياح‌ عندما ثبت‌ له‌ عدم‌ رغبة الإسكافي في الانضمام‌ إلى‌ الصغانيين‌، فأطلق‌ سراحه‌. ثم‌ عينه‌ خليفة للعميد أبي عبدالله‌ المعروف‌ بكُله‌ (والد ابن‌ العميد وزير ركن‌‌الدولة) صاحب‌ ديوان‌ الرسائل‌. ومنذ ذلك الحين‌ لم‌‌يتبق‌ لأبي عبدالله‌ من‌ الرئاسة سوى‌ اسمها، فقد كان‌ الإسكافي هو الممسك الحقيقي بزمام‌ أمور الديوان‌، و بعد وفاة أبي عبدالله‌، أوكلت‌ إليه‌ رئاسة ديوان‌ الرسائل‌ (الثعالبي، ن‌.م‌، 4/96-97).

بقي الإسكافي في منصبه‌ بعد موت‌ نوح‌ بن‌ نصر و تولى ابنه‌ عبدالملك الحكم‌ بعده‌ (343ه‍(، حتى‌ توفي في أوائل‌ حكمه‌ في بخارى (ن‌.م‌، 4/ 99-100). و قد نظم‌ بعض‌ من‌ الشعراء المعاصرين‌ له‌ مثل‌ الهرثمي الأبيوردي (ن‌.ص‌) و الحسن‌ بن‌ علي المطراني (ظ: م‌.ن‌، ثِمار ...،270) أشعاراً في رثائه‌، حيث‌ اشتهر البيت‌ التالي من‌ مرثية الأبيوردي (أيضاً ظ: البيهقي، 795).

أَلَم‌ تر ديوان‌ الرسائل‌ عطّلت‌        بفقدانه‌ أقلامه‌ و دفاتره‌

وفيمـا عدا الثعالبي، قدم‌ نظامي العروضي في چهار مقالـة‌ (ص‌ 13-16) شرحاً عن‌ حياة الإسكافي اقترن‌ بأخطاء تاريخية عجيبـة. و على‌ سبيل‌ المثال‌ فقد اعتبره‌ كاتب‌ نوح‌ بن‌ منصـور (حك‍ 366-387ه‍/977-997م) و ألبتكين‌ (ت‍ 352ه‍/963م‌)، و هو مالايتفق‌ أبداً مع‌ القرائن‌ التاريخية، وكذلك في بعض‌ المصادر (ظ: هدايت‌، 1/ 208). تم‌ الخلط بين‌ أبي‌القاسم‌ الإسكافي وأبي‌حنيفة الإسكافي (ن‌.ع‌) الذي كان‌ يعيش‌ في القرن‌ 5ه‍/11م‌ (للتفصيلات‌، ظ: القزويني، 140؛ فروزانفر، 199).

اعتبر الثعالبي، الإسكافي «لسان‌ خراسان‌» و أوحدها، و يرى‌ أنه‌ كان‌ كالجاحظ قليل‌ الحظ من‌ القريحة الشعرية، رغم‌ أنه‌ كان‌ ماهراً في النثر. و قد بلغ‌ من‌ مهارته‌ في فن‌ الكتابة الديوانية حداً بحيث‌ قيل‌ إنه‌ قرأ ذات‌ مرة على‌ البديهة في حضور نوح‌ بن‌ نصر رسالة كان‌ الأمير قد أمر بكتابتها من‌ قبل‌، ولكنه‌ كان‌ قد تباطأ في كتابتها، بحيث‌ أن‌ الأمير الساماني لم‌‌يفطن‌ إلى‌ تقصيره‌، ثم‌ إن‌ الإسكافي

الإسكافي كتب‌ فيما بعد المواضيع‌ نفسها. و أما مراسلاته‌ الشخصية و إخوانياته‌ فإنها لاتبلغ‌ أبداً مستوى‌ مراسلاته‌ الديوانية (السلطانيات‌) (يتيمة، 4/95- 98). و رغم‌ أن‌ أبا‌حيان‌ يعتبر الإسكافي أكبر كاتب‌ ديواني في خراسان‌، و لكنه‌ يرى‌ أن‌ أهل‌ العراق‌ لم‌‌يكونوا يستحسنون‌ أسلوبه‌ في الكتابة، حيث‌ إنه‌ يشوبه‌ التكلف‌ إلى‌ حدما (3(1)/243-244). بقيت‌ طائفة من‌ كتابات‌ الإسكافي و أشعاره‌ في بعض‌ المصادر (ظ: م‌.ن‌، 2(1)/ 241-243؛ الثعالبي، ن‌.م‌، 4/9997؛ ياقوت‌، 13-16؛ الصفدي، 22/162).

 

المصادر

أبوحيان‌ التوحيدي، علي، البصائر و الذخائر، تق‍ : إبراهيم‌ الكيلاني، دمشق‌، 1964-1966م‌؛ البيهقي، أبوالفضل‌، تاريخ‌، تق‍ : علي أكبر فياض‌، مشهد، 1356ش‌؛ الثعالبي، عبدالملك، ثمار القلوب‌، تق‍ : محمد أبوالفضل‌ إبراهيم‌، القاهرة، 1384ه‍/1965م‌؛ م‌.ن‌، يتيمة الدهر، بيروت‌، 1352ه‍/1934م‌؛ الصفدي، خليل‌، الوافي بالوفيات، تق‍ ‍: رمزي البعلبكي، بيروت‌، 1404ه‍/1983م‌؛ فروزانفر، بديع‌ الزمان‌، سخـن‌ وسخنوران‌، طهـران‌، 1350ش‌؛ القزوينـي، محمد، تعليقـات‌ برچهار مقالة (ظ: هم‍، النظامي العروضي)؛ النظامي العروضي، أحمد، چهار مقالة، تق‍ ‍: محمد القزويني، ليدن‌، 1327ه‍/ 1909م‌؛ هدايت‌، رضاقلي، مجمع‌ الفصحاء، تق‍ ‍: مظاهر مصفا، طهران‌، 1336ش‌؛ ياقوت‌، الأدباء.     

أبوالفضل‌ خطيبي/خ‌.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: