الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / إسک /

فهرس الموضوعات

إسک

إسک

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/15 ۲۱:۳۱:۵۹ تاریخ تألیف المقالة

إسِك، مدينة في بلاد سلوفينيا التاريخية في شرق‌ جمهورية كرواتيا. ذكر اسم‌ هذه‌ المدينة في اللغة الصربو ـ كرواتية‌ على‌ شكل‌ أُسي یک، و في اللغة المجرية على‌ شكل‌ إسك، و في الألمانية إِسِغ‌ وفي التركية أوسك (EI2؛ لطفي باشا، 414؛ الپچوي، 1/152؛ صولاق‌‌زاده‌، 453؛ أولياچلبي، 6/ 178؛ راسم‌، 1/217؛ أوزون‌ چارشيلي، II/480-481). ضبط هذا الاسم‌ على‌ صورة إصِك أيضاً (البستاني، 3/746). و في اللغة الروسية أُخذ بالصورة الصربية ـ الكرواتية لهذا الاسم‌ («معجم‌..»، 942). إن‌ هذه‌ المدينة الواقعة بالقرب‌ من‌ نهر درافا الذي هو من‌ فروع‌ الدانوب‌، كانت‌ تابعة للمجر حتى‌ 1919م‌، و انضمت‌ منذ هذا التاريخ‌ إلى‌ الجمهورية اليوغسلافية (EI2)، و أصبحت‌ تابعة لها بعد تأسيس‌ جمهورية كرواتيا الفدرالية («معجم‌»، ن‌.ص‌).

كان‌ عدد سكان‌ إسك يبلغ‌ في 1953م‌، 300,57 نسمة BSE2,XXX/ 285). و في 1964م‌، 80 ألفاً (بروكهاوس‌، مادة إسگ)، و في 1973م‌، 96 ألفاً (BSE3,XVIII/557)، و في 1981م‌، 104 آلاف‌ نسمة («معجم‌»، ن‌.ص‌).

ذكرت‌ هذه‌ المدينة لأول‌ مرة خلال‌ حرب‌ الدولة العثمانية مع‌ المجريين‌ (EI2). و في مصادر العهد العثماني، ورد ذكر قلعة أوسك أيضاً في القرن‌ 10ه‍/16م‌ بالإضافة إلى‌ المدينة (ظ: أولياچلبي، ن‌.ص؛ الپچوي، صولاق‌‌زاده‌، ن‌.صص‌؛ أولياچلبي، 6/180). و في عهد حكم‌ السلطان‌ سليمان‌ القانوني (926-974ه‍ /1520-1566م)، بدأ إبراهيم باشا الوزير الأعظم و الحاكم لروم‌‌إيلى هجوماً واسعاً على‌ المجر في 932ه‍/1526م، حيث‌ هاجم‌ الجيش‌ العثماني أولاً سيرميوم‌ التي كان‌ المجريون‌ يسمونها سرمسغ‌. و سعى‌ بايول‌ توموري قائد جيش‌ المجر لأن‌ يوقف‌ الجيش‌ العثماني إلى‌ جانب‌ نهر درافا، و لكن‌ الأتراك استولوا بسهولة على‌ مدينة و قلعة إسك في شوال‌ 932/تموز‌ 1526م‌ بعد سيطرتهم‌ على‌ قلعة إيلوق‌. و قد أقام‌ إبراهيم‌ باشا جسراً على‌ نهر درافا مر عليه‌ السلطان‌ سليمان‌ في ذي القعدة من‌ نفس‌ السنة. وتقدم‌ الجنود العثمانيون‌ من‌ خلال‌ عبور الجسر حتى‌ مُهاج‌. ورغم‌ أن‌ المجريين‌ عزموا على‌ المواجهة بعد السيطرة على‌ قلعة إسك، إلا أنهم‌ لم‌‌ينجزوا شيئاً (أوزون‌ چارشيلي،؛ II/323؛ صولاق‌‌زاده‌، ن‌.ص‌؛EI2؛ هامر پورغشتال‌، 2/ 989).

كان‌ الممر القريب‌ من‌ إسك و الذي كان‌ يقع‌ في القسم‌ العلوي من‌ نهر درافا، من‌ قواعد الجيش‌ العثماني الرئيسة للهجوم‌ على‌ المجر حتى‌ قرن‌ و نصف‌. و قد وقعت‌ الهجمات‌ اللاحقة للأتراك على‌ المجر في السنوات‌ 1529م‌، 1532م‌، 1541م و1543م‌ (EI2). و في 974ه‍/1566م‌ خلال‌ الهجوم‌ على‌ سيغتوار، شيد جسر دائم‌ آخر على‌ نهر درافا (ن.ص). كانت‌ قلعة إسك يتعاقب‌ عليها أحياناً الجيش‌ العثماني من‌ جهة، و النسماوي ـ المجري من‌ جهة أخرى‌. وفي شعبان‌ 1095/تموز‌ 1684، سلّم‌ بكري‌ مصطفى‌ باشا الذي كان‌ قد هرب‌ أمام‌ القوات‌ النمساوية، المدن‌ و القصبات‌ الموجودة بين‌ نهري تونا ودرافا إلى‌ العدو دون دفاع، و اتجه‌ هو نفسه‌ إلى‌ حوالي إسك (أوزون‌ چارشيلي، III(1)/461). و في رمضان من‌ نفس‌ السنة تخلى‌ عن‌ إسك أيضاً (م‌.ن‌، III(1)/462). و في ذي القعدة 1098 تقدمت‌ قوات‌ النمسا حتى‌ ضواحي إسك مستغلة التمرد في الجيش‌ العثماني (م‌.ن‌،III(1)/472,473). و في أوائل‌ سنة 1099ه‍/1687م‌ احتلت القوات‌ النمساوية ـ المجرية إسك، وانتزعت‌ من‌ تبعية الدولة العثمانية (EI2؛ أوزون‌ چارشيلي، III(1)/509). و في 1102ه‍/1690م عبر جيش‌ التتار نهر سافا، وتقدم‌ حتى‌ حوالي إسك.ثم حاصر توبال‌ حسين‌ باشا آمر قوات‌ البوسنة الأعظم‌ قلعة إسك، و كبدها أضراراً كثيرة، و لكنه‌ لم‌‌ينجح‌ في احتلالها (م‌.ن‌، III(1)/528).

و استناداً إلى‌ الپچوي، فقد دمرت‌ قلعة إسك تماماً خلال‌ الحرب‌ و ذلك في 936ه‍/1530م، و لكن أعيد بناؤها عند سفر السلطان‌ سليمان‌ القانوني، و بني فيها قصر للسلطان‌ العثماني (1/152-153).

و نسب‌ أوليا‌چلبي (6/ 178) بناء مدينة إسك التي ذكرها كقصبة، إلى‌ ماتياش (ماتياس‌) ملك المجر. و من‌ المحتمل‌ أن‌ يكون‌ قصده‌ «ماتياش‌‌هو‌نيادي» ملك المجر (1458-1490م‌) الذي سعى‌ من‌ أجل‌ توحيد بلاده‌، و حارب‌ الإمبراطورية العثمانية (أيضاً ظ: BSE3,XV/515).

و قد ذكر أوليا‌چلبي خلال‌ حديثه‌ عن‌ قلعة إسك، أنها تقع‌ في أرض‌ واسعة و مسطحة، و أن‌ قلعتها تشتمل‌ على‌ قسمين‌: القلعة الداخلية، و القلعة الوسطى‌. و قد كانت‌ هناك مدينة تدعى‌ واروش‌ تقع‌ خارج‌ القلعة الوسطى‌ التي ترجمها البعض‌ بالقلعة الخارجية (6/180؛ EI2). و قد ذكر أن‌ هذه‌ المدينة كانت‌ تضم‌ 400 بيت‌ خشبي و أنها نظيفة و لم‌‌يستخدم‌ الحجر في بنائها‌ (6/182-183). وكتب‌ قائلاً إن‌ السلطان‌ سليمان‌ حول‌ الكنيسة القديمة للمدينة إلى‌ مسجد، و قد سمي هذا المسجد باسمه‌. و خلال‌ إشارته‌ إلى‌ المساجد الأخرى‌، ذكر مسجد قاسم‌ باشا، و ذكر أن‌ تاريخ‌ بنائه‌ هو 966ه‍/ 1559م‌؛ كما أشار إلى‌ مسجد مصطفى‌ باشا، و وصفه‌ بأنه‌ [مسجد مضوأ] في مفترق‌ الأسواق‌ المزدهم‌ وكانت‌ توجد فيه‌ 4 دور تدريس‌ منها مدرسة مصطفى‌ باشا. و ذكر أن‌ عدد دكاكين‌ المدينة كان‌ يبلغ‌ 200، وكانت‌ تعرض‌ أنواع‌ البضائع‌ الهندية والإيرانية و العربية للزبائن (6/184).

كان‌ الجسر الذي ذكرناه‌ سابقاً، قد بني بأمر سليمان‌ القانوني، على‌ الزوارق‌. وكانت‌ توجد على‌ جانبي الجسر ملاجئ خاصة بالجنود العثمانيين‌. كانت‌ هذه‌ الملاجئ خاصة بمشاة الجيش‌ العثماني (هامرپورغشتال‌، 2/ 989؛ EI2). كان‌ يرابط في هذه‌ الملاجئ مأمورون‌ يأخذون‌ الأتاوات‌ من‌ التجار الذين‌ كانوا يترددون‌. و في الليل‌ كان‌ هذا الجسر يغلق‌ بالسلاسل‌ (أولياچلبي، 6/187- 188). ذكر جسر إسك في المصادر الغربية باعتباره‌ مظهراً فنياً متميزاً في بناء الجسور (EI2). كتب‌ أولياچلبي قائلاً أنه‌ كان‌ بإمكان‌ عربتين‌ المرور إلى‌ جانب‌ بعضهما البعض‌ عبر هذا الجسر (6/ 188). ذُكر أن‌ طوله‌ كان‌ يبلغ‌ 100, 3 قدم‌ (هامرپورغشتال‌، 4/ 2688). و على‌ جانبي النهر تم‌ تشييد مواضع‌ عسكرية بهدف‌ الحفاظ على‌ الجسر. أحرق‌ المجريون‌ هذا الجسر في 1664م‌، ولكن‌ الأتراك بنوه‌ من‌ جديد. و مرة أخرى‌ أحرق‌ الجنرال‌ ليسلي في 1685م القسم‌ الواقع في طرف المستنقعات من‌ الجسر وكذلك قسماً من‌ مدينة إسك، و استعاده‌ من‌ الجيش‌ العثماني (EI2؛ هامرپورغشتال‌، ن‌.ص‌). و في 1687م احتل‌ الأتراك إسك مرة أخرى‌، و لكن‌ احتلالهم‌ لها لم‌‌يدم‌ طويلاً (EI2).

كان‌ أهالي إسك يتكلمون‌ على‌ ماذكر أوليا‌چلبي باللغة المجرية (6/ 178؛ EI2). و يضيف‌ أنه‌ لم‌‌تكن‌ هناك ربط‌ للقوافل‌ في المدينة، ولكن‌ أبواب‌ بيوت‌ الأكابر و الأعيان‌ كانت‌ مفتوحة، وكانوا يستضيفون‌ المسافرين‌. كما ذكر جداولها الرقراقة، ووصفها بأنها مدينة غاية في العمران‌ (6/180، 184).

تعد مدينة إسك ملتقى‌ للسكك الحديدية و الطرق‌ المعبدة والنهرية. تعتبر هذه‌ المدينة أحد المراكز الاقتصادية و الثقافية في سلوفينيا، و تشتمل‌ على‌ الصناعات‌ الغذائية و صناعة الجلود والأقمشة و المواد الإنشائية، و إنتاج‌ ماكنات‌ الحياكة و الزراعة والصناعات‌ الكيمياوية و قطع‌ الخشب‌ و صناعات الموبيليات‌ والكبريت‌ و الورق‌ و صناعة الأقمشة الكتانية، و الصناعات‌ الإلكترونية و غيرها (BSE2,XXXI/281;BSE3,XVIII/557).

 

المصادر

أوليا‌چلبي، سياحت‌ نامه‌، إستانبول‌، 1318ه‍؛ البستاني، بطرس‌، دائرة المعارف‌، بيروت‌، 1295ه‍/ 1878م؛ الپچوي، إبراهيم‌، تاريخ‌، إستانبول‌، 1283ه‍؛ راسم‌، أحمد، عثمانلي تاريخي، إستانبول‌، 1326- 1328ه‍؛ صولاق‌ زاده‌، محمد، تاريخ‌، إستانبول‌، 1297ه‍؛ لطفي باشا، تواريخ‌ آل‌ عثمان‌، إستانبول‌، 1341ه‍؛ هامرپورغشتال‌، ي‌.، تاريخ‌ إمپراتوري عثماني، تج‍ ‍: الميرزا زكي علي آبادي، طهران‌، 1367- 1368ش‌؛ و أيضاً:

 

Brockhaus ; BSE2;BSE3; EI2; Sovetskiĭ entsiklopedicheskiĭ slovar, Moscow, 1987; Uzunçarṣılı, İ. H., Osmanlı tarihi, Ankara, 1983.

عنايت الله رضا/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: