الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أسفزار /

فهرس الموضوعات

أسفزار

أسفزار

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/15 ۱۸:۵۳:۰۸ تاریخ تألیف المقالة

أَسْفِزار، أو أَسْفُزار، الاسم‌ القديم‌ لمنطقة و مدينة في جنوب‌ هراة. ذكر هذا الاسم‌ في حدود العالم‌ (ص‌ 92) على‌ شكل‌ أَسْبُزار (أسبوزار أو أسپوزار) أيضاً و على‌ حد قول‌ ماركورات‌ فإن‌ ضبطه الفارسي هو أَسْپِزار، و معادله‌ في الفارسية الوسيطة (الفهلوية) أَسپِچار بمعنى‌ «مرعى الخيل‌» (ظ: ص‌ 22).

و استناداً إلى‌ أمين‌‌أحمد الرازي (تـ 1010ه‍(، فقد كانت‌ أسفزار تعرف‌ في عصره‌ باسم‌ سبزوار (2/131)، و لكننا نلاحظ اسمها في نصوص‌ ذلك العصر التاريخية و مابعده‌ بكلا الشكلين‌ (مثلاً ظ: إسكندربيك، 1/140،2/1085، مخ‍‍؛ مرعشي، 19، 20؛ الإسترابادي، 156). و كذلك على‌ شكل‌ سبزار بحذف الواو (ظ: مرعشي، 19؛ هدايت‌، 10/ 678). كانت‌ تسمى‌ سبزوار هراة‌ لتمييزها عن‌ مدينة بهذا الاسم‌ (بيهق‌ القديمة) في غرب‌ نيسابور (لسترنج‌، 438).

تعرف‌ أسفزار التي كانت‌ تابعة لهراة في الماضي، اليوم‌ باسم‌ شين‌ دند (آدامك، II/277). و تقع‌ علـى‌ خط العرض‌ الشمالـي 33° و 18´، و خط الطول‌ الشرقي 62°و8´. تم‌ ضم‌ هذه‌ المدينة إلى‌ ولايـة فراه‌ خلال‌ التقسيمات‌ الإدراية لأفغانستان‌ فـي 1964م‌ ( أفغانستان‌، 195؛ إيرانيكا).

و على‌ ماذكر حافظ أبرو (تاريخ‌، 35)، المؤرخ‌ و الجغرافي في القرن‌ 9ه‍/15م‌، تحد ولاية أسفزار بلاد الغور من‌ الشرق‌، و توابع‌ هراة من‌ الشمال‌، و توابع‌ فراه و سجستان‌ من‌ الجنوب‌، و من‌ جانب‌ الغرب‌ تحدها صحراء تقع‌ بين‌ قهستان‌ و سبزار (من‌ قرى‌ إسفزار، ظ: م‌.ن‌، زبدة...، 11/ 258، ها 1‌، قا: جغرافيا، 40، حيث‌ قرأ المحقق‌ سبزار، شيراز خطأً) يبلغ‌ طول‌ هذه‌ الولاية من‌ الشمال‌ إلى‌ الجنوب‌ حوالي مسيرة 3 أيام‌ و عرضها مسيرة يوم‌ واحد (لسترنج‌، ن‌.ص‌).

قيل‌ إن‌ سام‌ نريمان‌ هو‌ الذي أنشأ أسفزار و قام بعمرانها، وكانت‌ في عداد مناطق‌ سجستان‌ منذ العصور القديمة و حتى‌ في العصر الإسلامي (تاريخ‌ سيستان‌، 24،26، 28؛ ياقوت‌، 1/ 248). واعتبرها جغرافيو القرن‌ 4ه‍/10م‌ من‌ مناطق‌ خراسان‌ (ظ: الإصطخري، 264؛ ابن‌‌خراذبه‌، 36؛ ابن‌ حوقل‌، 2/430؛ المقدسي، 295). و استناداً إلى‌ الإصطخري (ن‌.ص‌؛ أيضاً ظ: أبوالفداء، 457) فقد كانت‌ أسفزار اسم‌ كورة، لامدينة، و اعتبرها ابن‌ حوقل‌ (ن‌.ص‌) من‌ حيث‌ كثرة عدد الجند و الشحنة و الخراج‌ أدنى‌ من‌ هراة، فيما ذكرها المقدسي (ص‌ 295، 298) في الموضع‌ الذي ذكر فيه‌ أن‌ خراسان‌ تضم‌ 9 كور و 8 مناطق‌، باعتبارها إحدى‌ مناطق‌ هراة. كانت‌ أسفزار تتشكل‌ بالإضافة إلى‌ حاضرتها التي كانت تسمى أسفزار (ظ: حافظ أبرو، تاريخ‌، ن‌.ص‌)، من‌ 4 مدن‌ أخرى‌ هي أدرسكر (أدرسكن‌) وكواشان‌ وكواران وكوشك، حيث‌ كانت‌ كواشان‌ تعتبر أكبرها (الإصطخري، 264، 267؛ ابن‌‌حوقل‌، 2/439-440؛ المقدسي، 298، 308؛ قا: حدود العالم‌، ن‌.ص‌، الذي نقل‌ مدن‌ إسفزار كالتالي: كواران‌، أرسكن‌، كوژد وجراشان‌).

كما ذكر الإصطخري في مسالك الممالك (ص‌ 249؛ أيضاً ظ: ابن‌‌حوقل‌، 2/421) مدينة أخرى‌ من‌ مدن‌ هذه‌ الولاية تدعى‌ خاستان‌ (خاشان‌، جاشان‌) على‌ حدودها الجنوبية. ومن‌ بين‌ هذه‌ المدن‌ تعتبر أدرسكن‌ و كوشك الآن‌ من‌ توابع‌ هراة (ظ: بارتولد،64؛ باخ‌، 164؛ أفغانستان‌، 196).

كانت‌ أسفزار تقع‌ على‌ الطريق‌ المهم‌ بين‌ هراة و سجستان‌ (ابن‌‌رستة، 173-174؛ ابن‌‌حوقل‌، ن‌.ص‌)، وكانت‌ معروفة بغزارة‌ مياهها الجارية و بساتينها (الإصطخري، 267؛ المقدسي، ن‌.ص‌؛ حمدالله‌، 152).

و على‌ حد قول‌ حافظ أبرو (ن‌.ص‌) فقد كانت‌ مناطق‌ أسفزار عامرة للغاية، و أراضيها تروى‌ من‌ قنوات‌ و نهر يدعى‌ أدرسكن‌ ينبع‌ من‌ جبل‌ غور. يسمى‌ هذا النهر اليوم‌ هارود، ويصب‌ في بحيرة هامون‌ باتجاه‌ الجنوب‌ الغربي (بارتولد 64-65). كانت‌ أسفزار تعرف‌ منذ أقدم‌ العصور باشتمالها على‌ قلاع‌ حصينة تستعصي على‌ الغزاة. يقول‌ الأسفزاري (1/107- 108) خلال‌ حديثه‌ عن‌ قعلعة مظفركوه‌ أكثر قلاع‌ هذه‌ الولاية استحكاماً: كانت‌ تنتهي إلى‌ نهر‌ ‌أسفزار من‌ جهة، و من‌ جهة أخرى‌ كانت‌ قلعتها الصغيرة تقع‌ على‌ قمة جبل‌ شاهق‌، و تضم‌ مسجداً جامعاً و أبنية عالية. قيل‌ إن‌ هذه‌ القلعة بنيت‌ بأمر ألب‌ غازي أخي شهاب‌‌ الدين‌ الغوري حاكم‌ هراة (للتعرف‌ على‌ ألب‌ غازي، ظ: ابن‌‌ الأثير، 12/180-181).

جاء في هفت‌ إقليم‌ (الرازي، 2/131) أن‌ قلعة مظفركوه‌ كانت‌ تقع‌ على‌ قاعدة صخرية صلبة، و أن‌ مياهها الجوفية في أطرافها كانت‌ قريبة من‌ سطح‌ الأرض‌ إلى‌ درجة بحيث‌ أنه‌ يتعذر على المهاجمين‌ إحداث‌ نقب‌ إلى‌ داخلها (أيضاً ظ: الأسفزاري، 1/ 109). ومن بين‌ قلاع‌ أسفزار الأخرى تمكن‌ الإشارة إلى‌ قلعة شارستان‌ المعروفة‌ بشهرستان‌ بلقيس‌، و قلعة بدرآباد و فرمكان‌ التي نُسب‌ بناؤها إلى‌ السلطان‌ مسعود الغزنوي (م‌.ن‌، 1/ 109-112).

و بسبب‌ وجود هذه‌ القلاع‌ و الجبال‌ الراسخة، كانت‌ أسفزار تعتبر قاعدة للخوارج‌ كما كان‌ حال‌ بعض‌ مدن‌ خراسان‌ و سجستان في القرون‌ الإسلامية الأولى‌. و في النصف‌ الثاني من‌ القرن 2ه‍/ 8م‌ لجأ حصين‌ الخارجي إلى‌ أسفزار بعد أن‌ اجتاح‌ مدن‌ سجستان‌، وقُتل‌ فيها في 177ه‍/793م‌ على‌ يد والي خراسان‌ (الگرديزي، 286-287؛ تاريخ‌ سيستان‌، 153-154؛ قا: ابن‌ الأثير، 6/124).

كما هُزم‌ حمزة بن‌ آذرك الخارجي المعروف‌، خلال‌ معركة ضارية في أسفزار في 180ه‍/796م‌ مع‌ عبدالله‌ بن‌ عباس‌ النسفي الذي كان‌ من‌ قادة علي بن‌ عيسى‌ بن ماهان‌ والي خراسان‌، و قُتل‌ الكثير من‌ أنصاره‌ (م‌.ن‌، 6/150-151؛ أيضاً ظ: بازورث‌، 201). وفي‌ 251ه‍/865م عندما قُتل‌ عمار الخارجي على‌ يد يعقوب‌ بن الليث الصفاري، احتمى‌ أنصاره‌ بجبال‌ أسفزار. ثم‌ ثار خارجي آخر يدعى‌ عبدالرحيم‌ مع‌ 10 آلاف‌ مقاتل‌ ضد يعقوب‌، و سيطر على‌ جبال‌ أسفزار و هراة و مناطق‌ أخرى‌ من‌ خراسان‌. فخرج‌ يعقوب‌ لمواجهته‌، ولكن‌ زعيم‌ الخوارج‌ طلب‌ منه‌ الأمان‌، و ولاه‌ الأمير الصفاري «عمل‌ أسفزار». و لم‌‌تكد تمضي سنة حتى‌ قتل‌ الخوارج‌ عبدالرحيم‌، و نصبوا على‌ أنفسهم‌ إبراهيم‌ بن‌ الأخضر؛ ثم‌ اعترف‌ يعقوب‌ رسمياً بخلافته‌ (تاريخ‌ سيستان‌، 207، 217- 218).

و يتضح‌ من‌ قول‌ الإصطخري (ن‌.ص‌) و ابن‌ حوقل‌ (2/240) الدال على أن أهالي أسفزار كانوا من‌ «أهل‌ الجماعة»، بأن‌ نفوذ الخوارج‌ في هذه‌ الولاية انحسر في القرن‌ 4ه‍/10م‌ أو زال‌. كما نقل‌ حمدالله‌ المستوفي في نزهة القلوب‌ (تأليف‌: 740ه‍) عن‌ كتاب‌ صورة الأقاليم‌ أن‌ «أهاليها سنيون‌ على‌ المذهب‌ الشافعي ومتعصبون‌ في الدين‌» (ن‌.ص‌). و لذلك فإن‌ من‌ المحتمل‌ أن‌ تكون‌ رواية حدود العالم‌ (تأليف‌: 373ه‍( بأن‌ أهالي أسفزار «خوارج‌ و حربيون‌» (ص‌ 92)، مأخوذة من‌ مصدر أقدم‌.

كانت‌ أسفزار بعد سيطرة السلاجقة على‌ خراسان‌، من‌ جملة الولايات‌ التي منحت‌ إلى‌ موسى يبغو (بيغو) (ظهيرالدين‌، 18) وكانت‌ في القرن‌ 6ه‍ ضمن‌ رقعة حكم‌ الغوريين‌. و في القرن 7ه‍‍/13م‌ سيطر عليها المغول‌ (منهاج‌، 2/140-141؛ خواندمير، 2/607) ثم‌ استولت‌ عليها أسرة آل‌ كرت‌ (ن‌.ع‌) المحلية في هراة (م.ن، 3/368)؛ و لكن‌ المدينة تعرضت‌ للقتل‌ و النهب‌ بسبب‌ الثوارت‌ المتتالية لولاة أسفزار. و في 701ه‍/1302م‌ عندما ثار الملك حسام‌‌الدين‌ وأخوه‌ الملك ركن‌‌الدين‌ حاكما أسفزار، ضد الملك فخر‌الدين‌ (ح‍ك‍ 697-706ه‍( استولى‌ فخرالدين‌ على‌ أسفزار خلال‌ 3 هجمات‌، وقتل‌ الكثير من‌ الأهالي و نفى البعض‌ الآخر إلى‌ هراة. حتى أنه‌ ساق‌ 200 من‌ وجهائها و كبارها عراة إلى‌ هراة، وأجبرهم‌ على‌ السخرة (سيفي، 343-365؛ فصيح‌، 3/2).

كما ثار الملك قطب‌‌الدين‌ نجل‌ الملك ركن‌‌الدين‌ ضد غياث‌‌الدين‌ كرت‌ (حك‍ 707-729ه‍/1307-1329م‌)، و عزم‌ من‌ خلال‌ دفع‌ مال‌ كثير إلى‌ أمراء خراسان‌ على‌ أن‌ يخرج‌ أسفزار من‌ خلال‌ الاتفاق‌ معهم‌ من‌ سيطرة حكام‌ آل‌ كرت‌، و لكن‌ إقدامه‌ هذا لم‌‌يتمخض‌ عن‌ نتيجة، و اضطر إلى‌ التصالح‌ مع‌ حاكم‌ آل‌ كرت‌، على أن يبقى‌ حاكماً على‌ أسفزار. و مع‌ كل‌ ذلك، فعندما أحرق‌ يسور (يساور) الأمير الجغتائي لما‌وراء‌النهر، هراة بعد فترة، وأرسل‌ جيشاً إلى‌ أسفزار، حمى‌ قطب‌‌الدين‌ المدينة من‌ النهب‌ والسلب‌ من‌ خلال‌ تقديم‌ مال‌ كثير إليهم‌، وأعلن‌ طاعته‌ ليسور، وبعث‌ رسالة إليه‌ مفادها أنه‌ إذا مدّه‌ بالجند، فإنه‌ سيطرد‌ غياث‌‌الدين‌ من‌ أسفزار و يقرأ الخطبة باسمه‌ (سيفي، 717- 718). ثم‌ اصطحب‌ معه‌ الملك ينالتكين‌ حاكم‌ فراه‌ و بعضاً آخر من‌ أمراء سجستان‌، و ثار علناً ضد غياث‌‌الدين‌. و أخيراً خرج‌ غياث‌‌الدين‌ بنفسه‌ للهجوم‌ على‌ أسفزار إثر هزيمة الجيش‌ الذي كان‌ قد بعثه‌ لإخماد الثورة، و أسر قطب‌‌الدين‌، و قتل‌ الكثير من‌ أتباعه‌ (ظ: م‌.ن‌، 726-746؛ فصيح‌، 3/30-31).

و رغم‌ أن‌ أسفزار لم‌‌تتضرر كثيراً خلال‌ هجوم‌ الخوارزمشاهيين‌ و المغول‌ عليها، لكنها تعرضت‌ لقتل‌ و نهب‌ رهيبين‌ خلال‌ هجوم‌ الأمير تيمور الگوركاني‌، بحيث‌ أن‌ الأسفزاري، مؤرخ‌ العهد التيموري (ت‍ـ بعد 899ه‍( يقول‌ في شرحه‌ لموطنه‌: إن‌ الولاية التي كانت‌ معروفة باسم‌ «حديقة هراة» هي الآن‌ في غاية الدمار و الفوضى‌ (1/107). و عندما فتح‌ الأمير تيمور خراسان‌، عين‌ الأمير شيخ‌ على‌ إمارة أسفزار، و أحد أمرائه‌ و يدعى‌ تابان‌ بهادر على‌ شحنتها، ولكن‌ الأمير شيخ‌ لم‌‌يلبث‌ أن‌ قتل‌ الشحنة و لجأ إثر هجوم‌ التيموريين‌ من‌ جديد، إلى‌ قلعة بدر آباد في سبزار. ثم قصد تيمور أسفزار في 785ه‍، و دمر القلعة على‌ رؤوس‌ الأمير شيخ‌ واللاجئين‌ الآخرين‌، حيث إنهم‌ ماتوا كلهم‌. كما أمر بأن‌ يوضع‌ ألفا أسفزاري تحت‌ أكوام‌ من‌ الطين‌ واللّبن‌ و تبنى‌ فوقهم‌ المنارات‌ (نظام‌‌الدين‌، 91؛ شرف‌‌الدين‌، 357؛ حافظ أبرو، پنج‌ رسالة ...،70؛ الأسفزاري، 1/112). و على‌ أي حال‌، فإن‌ أسفزار فقدت‌ ازدهارها و قيمتها السابقة على‌ إثر هجمات‌ التيموريين‌، خلافاً لهراة التي كان‌ نصيبها من‌ الدمار قليلاً (ظ: بارتولد، 65). خاصة أنها تعرضت‌ مرة أخرى‌ للقتل‌ و النهب‌ في عهد السلطان‌ أبي سعيد الگوركاني‌ (حك‍ 854-873ه‍/1450- 1468‌م). و في 864ه‍، أحرق‌ الأمير خليل‌، القائد المتمرد للسلطان‌ أبي سعيد الذي كان‌ قد سيطر على‌ سجستان‌ وقندهار، أسفزار خلال‌ هجومه‌ عليها و قام‌ بنهبها (الأسفزاري، 2/243-246). و في عهد الصفويين‌، كانت‌ أسفزار من‌ جملة مدن‌ هراة التي سيطر الأوزبك عليها. و استناداً إلى‌‌ روايات‌ مؤرخي العصر الصفوي، فقد كانت‌ هذه‌ المدينة مسرحاً‌ للحرب‌ بين‌ الصفويين‌ والأوزبك حيناً، كما‌ كان‌ الأمراء‌‌ الأوزبك يتنازعون‌ عليها فيما بينهم‌ حيناً آخر (ظ: روملو، 345؛ إسكندربيك، 1/559؛ القمي، 1/245).

و في عهدي الشاه‌ طهماسب‌ الأول‌ و الشاه‌ عباس‌ الكبير، كان‌ يتم‌ إرسال‌ حاكم‌ واحد إلى‌ أسفزار و ولايتها الجنوبية فراه‌. وفي عهدحكم‌ الملك طهماسب‌ الأول‌ كان‌ يكان، السلطان الأفشاري يحكم‌ هاتين‌ الولايتين‌؛ و لكنه‌ عزل‌ عن‌ الإمارة في 988ه‍/1580م‌ عندما هب‌ لمساعدة‌ الأمير المتمرد بوشنغ‌ والغوريين‌، وحل‌ محله‌ أحد الأمراء الشاملو‌ (إسكندربيك، 1/254-255؛ واله‌، 601-602). حتى‌ تولى‌ أردوغدي الخان‌ الأفشاري إمارة أسفزار وفراه‌ في عهد حكم‌ الشاه‌ عباس‌ الكبير (إسكندربيك، 2/1085).

و في أواخر حكم‌ الصفويين‌، وعندما سيطر الأبداليون‌ على‌ هراة في 1129ه‍/1717م‌ بقيادة عبدالله‌ السدوزائي، سيطروا أيضاً على‌ أسفزار، و أصبحت‌ منذ ذلك الحين‌ خاضعة لحكم‌ الأبداليين‌ (مرعشي، 19-20؛ الإسترابادي، 6)؛ و لكن‌ نادرشاه‌ حاصر أسفزار خلال‌ هجومه‌ على‌ هراة، و في 1144ه‍/1731م‌ أخرج‌ إسماعيل‌ خان‌ أحد قادته‌، المدينة من‌ سيطرة الأبدال‌ (قدوسي، 545؛ الإسترابادي، 155-156).

و في عهد القاجاريين‌ وخاصة حكم‌ محمدشاه‌ (1250-1264ه‍( أصبحت‌ أسفزار ــ التي كانت‌ آنذاك معروفة في الغالب‌ باسم‌ سبزوار وسبزار ــ لمرات‌ عديدة مسرحاً للحرب‌ بين‌ الإيرانيين‌ والأفغـان‌، و ذلك خلال‌ هجمات‌ إيران‌ علـى‌ هراة (ظ: هدايت‌، 10/ 668، 679-680؛ رياضي، 32).

و يذكر‌ فيرير الذي سافر إلى‌ أسفزار في القرن‌ 13ه‍/19م‌ أن ‌هذه‌ المدينة كانت‌ قد دمرت نتيجة للحروب‌ بين‌ حكام‌ هرا‌ة وقندهار (ظ: بارتولد، ن‌.ص‌). و قال‌ ماك غريغور ضابط الجيش‌ البريطاني خلال‌ زيارته‌ لأسفزار في 1875م‌: لهذه المدينة قلعة صغيرة ذات‌ أسوار عالية، و يوجد عدد من‌ الدور في داخلها وخارجها (1/ 168)؛ و لكن‌ استناداً إلى‌ قول‌ تشارلز إدوارد ييت‌ قنصل‌ بريطانيا في مشهد الذي سافر في أواخر حكم‌ ناصرالدين‌ شاه‌ إلى‌ سبزوار (أسفزار)، فإن‌ هذه‌ المدينة كانت‌ حافلة بالخضرة والبساتين‌ و الأشجار بحيث‌ كان‌ من‌ الصعب‌ رؤية المدينة نفسها من‌ بعيد (ص‌ 15-16). و يضيف‌ قائلاً: رغم‌ أن‌ سبزوار كانت‌ تعد مدينة، ولكن‌ جميع‌ الأهالي كانوا يعيشون‌ خارجها، وكانت‌ القلعة الرئيسة للمدينة مهدمة وخالية من‌ السكان‌ تقريباً (ص‌ 16). كما ذكر ييت‌ بقايا قلعة باسم‌ قلعة دختر (ن‌.ص‌) و التي هي نفسها قلعة صبا المذكورة في رحلة فيرير (ظ: بارتولد، ن‌.ص‌)، و قلعة مظفر كوه‌ المعروفة في تقرير الأسفزاري المؤرخ‌.

برز من أسفزار علماء و أدباء كثيرون‌ نشير إلى‌ أشهرهم‌ أبي‌القاسم‌ منصور بن‌ أحمد بن‌ فضل‌ الأسفزاري من‌ الفقهاء والمتصوفة المعروفين‌ في القرنين‌ 5و6ه‍/11و12م‌ (السمعاني، الأنساب‌، 1/ 228؛ السبكي، 4/312؛ ياقوت‌، 1/ 248)؛ و أبي العز محمد بن‌ علي بن‌ محمد الأسفزاري؛ و أبي حامد أحمد بن‌ إسحاق‌ الأسفزاري؛ و القاضي أبي بكر محمد بن‌ الحسن‌ الأسفزاري من‌ علماء القرن‌ 6ه‍/12م‌ (ظ: البيهقي، 75-76؛ السمعاني، ن‌.ص‌، أيضاً التحبير، 2/115)؛ و معين‌‌الدين‌ محمد زمجي الأسفزاري، المؤرخ‌ المعروف‌ في العهد التيموري و صاحب‌ روضات‌ الجنات‌ في أوصاف‌ مدينة هراة؛ و أبي‌بكر الأسفزاري الشاعر الناطق‌ بالعربية في القرن‌ 5ه‍/11م‌ (لتبيان‌ سيرته‌ و أشعاره‌، ظ: الباخرزي، 2/897-900؛ أيضاً لمعرفة أسماء عدة أخر من‌ الشعراء المنسوبين‌ لإسفزار، ظ: العوفي، 1/111-115، 158-159؛ الرازي، 2/131-133).

 

المصادر

ابن‌ الأثير، الكامل‌؛ ابن‌ حوقل‌، محمد، صورة الأرض‌، تق‍ : دي‌خويه‌، ليدن‌، 1939م‌؛ ابن‌‌خرداذبه‌، عبيدالله‌، المسالك والممالك، تق‍ : دي‌دخويه‌، ليدن‌، 1889م‌؛ ابن رسته، أحمد، الأعلاق النفيسة، تق‍ ‍: دي‌دخويه‌، ليدن‌، 1891م‌؛ أبوالفداء، تقويم‌ البلدان‌، تق‍ ‍: دي‌سلان‌، باريس‌، 1840م‌؛ الإسترابادي، محمد مهدي، جهانگشاي نادري، تق‍ ‍: عبدالله‌ أنوار، طهران‌، 1341ش‌؛ الأسفزاري، محمد، روضات‌ الجنات‌، تق‍ : محمد كاظم‌ إمام‌، طهران‌، 1338-1339ش‌؛ إسكندربيك المنشي، تاريخ‌ عالم‌ آراي‌ عباسي، تق‍ : إيراج‌ أفشار، طهران‌، 1350ش‌؛ الإصطخري، إبراهيم‌، مسالك‌‌الممالك، تق‍ ‍: دي‌دخويه‌، ليدن‌، 1927م‌؛ أفغانستان‌، مكتب‌ الدراسات‌ السياسية و الدولية في وزارة الخارجية، طهران‌، 1372ش‌؛ باخ‌، أروين‌ غروتس‌، جغرافياي شهري در أفغانستان‌، تج‍ ‍: محسن‌ محسنيان‌، مشهد، 1368ش‌؛ الباخرزي، علي، دمية القصر، تق‍ ‍: محمد‌ التونجي، دمشق‌، 1391ه‍؛ بازورث‌، ك. إ.، تاريخ‌ سيستان‌ (أزآمدن‌ تازيان‌ تابرآمدن‌ دولت‌ صفاريان‌) [منذمجيء الأعراب‌ حتى‌ ظهور‌ الدولة الصفوية]، تج‍ : حسن‌ أنوشة، طهران‌، 1370ش‌؛ البيهقي، علي، تتمة صوان‌ الحكمة، تق‍ : محمد‌شفيع‌، لاهور، 1935م‌؛ تاريخ‌ سيستان‌، تق‍ ‍: محمد‌تقي بهار، طهـران‌، 1314ش‌؛ حافـظ أبــرو، عبـدالله‌، تاريـخ‌ (قسم‌ الجغرافيـا في خـراسـان‌)، تق‍ ‍: درتئاكراوفلسكي، فيسبادن‌، 1982م‌؛ م‌.ن‌، جغرافيـا (قسم‌ ربع‌ خراسان‌، هراة‌)، تق‍ ‍: مايل‌ هروي، طهران‌، 1341ش‌؛ م‌.ن‌، پنج‌ رسالۀ‌ تاريخي، تق‍ : فلكس‌ تاور، براغ‌، 1958م‌؛ م‌.ن‌، زبدة التواريخ‌، تق‍ ‍: كمال‌ حاج‌ سيد جوادي، طهران‌، 1372ش‌؛ حدود العالـم‌، تق‍ ‍: منوچهر ستوده‌، طهـران‌، 1340ش‌؛ حمدالله‌ المستوفي، نزهة القلـوب‌، تق‍ ‍: جي. لسترنـج‌، ليدن‌، 1331ه‍/1913م‌؛ خـواندميـر، غيـاث‌ الدين‌، حبيب‌ السـر، تق‍ : محمد دبير‌سياقي، طهران‌، 1353ش‌؛ الرازي، أمين‌ أحمد، هفت‌ إقليم‌، تق‍ ‍: جواد فاضل‌، طهران‌، 1340ش‌؛ روملو، حسن‌، أحسن‌ التواريخ‌، تق‍ ‍: عبدالحسين‌ نوائي، طهران‌، 1349ش‌؛ الهروي، محمد يوسف‌، عين‌ الوقايع،‌ تق‍ ‍: محمد آصف‌ فكرت‌، طهران‌، 1369ش‌؛ السبكي، عبدالوهاب‌، طبقات‌ الشافعية الكبرى‌، بيروت‌، دارالمعرفة‌؛ السمعاني، عبدالكريم، الأنساب، تق‍ ‍: عبدالرحمان‌ بن‌ يحيى‌ المعلمي، حيدرآباد، 1382ه‍/1962م‌؛ م‌.ن‌، التحبير، تق‍ : منيرة ناجي سالم، بغداد، 1395ه‍/1975م‌؛ سيفي الهروي، سيف،‌ تاريخ‌ نامۀ هرات‌، تق‍ ‍: محمد زبير صديقي، كلكتا، 1362ه‍/1943م‌؛ شرف‌‌الدين‌ علي‌ اليزدي، ظفرنامه‌، تق‍ : عصام‌ الدين‌ أورونبايوف‌، طشقند، 1972م‌؛ ظهيرالدين‌ النيسابوري، سلجوقنامه‌، طهران‌، 1332ش‌؛ العوفي، محمد، لباب‌ الألباب‌، تق‍ : إدوارد براون‌، ليدن‌، 1324ه‍/1906م؛ فصيح‌ الخوافي، أحمد، مجمل‌ فصيحي، تق‍ ‍: محمود فرخ‌، مشهد، 1339ش‌؛ قدوسي، محمد حسين‌، نادرنامه،‌ مشهد، 1339ش‌؛ القمي، أحمد، خلاصة التواريخ‌، تق‍ : إحسان‌ إشراقي، طهران‌، 1359ش؛ الگرديزي، عبدالحي، زين الأخبار‌، تق‍ ‍: عبدالحي حبيبي، طهـران‌، 1363ش‌؛ لسترنج‌، جـي‌.، جغرافياي تاريخي سرزمينهاي‌ خلافت‌ شرقـي، تج‍ : محمـود عرفان‌، طهـران‌، 1337ش‌؛ مـرعشي، محمد خليـل‌، مجمع‌ التواريـخ‌، تق‍ : عباس‌ إقبال‌، طهران‌، 1362‌ش؛ المقدسي، محمد، أحسن‌ التقاسيم‌ تق‍ : دي‌دخويه‌، ليدن‌، 1906م‌؛ مك غريغور، سي، إم‌.، شرح‌ سفري به‌ إيالت‌ خراسان‌ و شمال‌ غربي أفغانستان‌، تج‍ ‍: مجيد مهدي زاده‌، مشهد، 1366ش‌؛ منهاج‌ سراج‌، عثمان‌، طبقات‌ ناصري، تق‍ : عبدالحي حبيبي، كابل‌، 1328ش‌/1949م‌؛ نظام‌ الدين‌ الشامي، ظفرنامه‌، تق‍ ‍: پناهـي سمناني، طهران‌، 1363ش‌؛ واله‌ الأصفهاني، محمد يوسف‌، خلد برين‌، تق‍ ‍: هاشم‌ محدث‌، طهران‌، 1372ش‌؛ هدايت‌، عين الوقايع‌، تق‍ : محمد آصف‌ فكرت‌، طهــران‌، 1369ش‌؛ ياقوت‌، البلدان‌؛ ييـت، تشارلـز إدوارد، خراسان‌ و سيستــان‌، تج‍ : قدرت‌ الله‌ روشني زعفرانلو و مهرداد رهبري، طهران‌، 1365ش‌؛ و أيضاً:

 

Adamec, L. W., Historical and Political Gazetteer of Afghanistan, Graz, 1973; Barthold. W., An Historical Geography of Iran, tr. S. Soucek, Princeton, 1984; Iranica ; Markwart, J. Wehrot und Arang, Leiden, 1938.

أبوالفضل‌ خطيبي/خ‌.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: