الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / الإسفراییني، أبو المظفر /

فهرس الموضوعات

الإسفراییني، أبو المظفر

الإسفراییني، أبو المظفر

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/15 ۱۸:۱۶:۴۷ تاریخ تألیف المقالة

اَلْإسْفَرايينيّ، أبوالمظفر عماد الدين‌ شاهفور (شهفور) بن‌ طاهر بن‌ محمـد (تـ 471ه‍/1078م‌)، الفقيه‌ و الأصولي و المفسر والمتكلم.‌ و ذكر الذهبي (18/401) و حاجي خليفة (1/ 268) خلافاً للمصادر الأخرى‌ (مثلاً ظ: الصريفيني، 393؛ ابن‌ عساكر، 276؛ السبكي، 3/175؛ فصيح‌، 2/192) أن‌ اسمه‌ طاهر و اسم‌ أبيه‌ محمد و ذكر البعض‌ أن‌ اسمه‌ طاهر، و شاهفور (معرب‌ شاهپور) لقبه‌ وشهرته‌ (نفيسي، 2/727) ذلك لأن‌ تفسيره‌ تاج‌ التراجم‌ معروف‌ أيضاً باسم‌ تفسير طاهري (لازار، 94؛ إته،‌ I/1465).

سمع‌ الإسفراييني الحديث‌ من‌ ابن‌ مَحمِش‌ و أصحاب‌ عبدالرحمن‌ بن‌ كيسان‌ المعروف‌ بالأصم‌ و كذلك من‌ أصحاب‌ أبي علي حامد بن‌ محمد الرفاء و روى‌ عنهم‌ و نقل‌ الحديث‌ عنه‌ أشخاص‌ مثل‌ زاهر الشحامي (الصريفيني، الذهبي، ن‌.صص‌). و قد أجاز لعبدالغافر الفارسي نقل‌ الحديث‌ عنه‌ (الصريفيني، ن‌.ص‌). أقام‌ الإسفراييني في طوس‌ مدة طويلة و أفاد منه‌ فيها كثيرون‌ (الداودي، 1/212). و استناداً لقول‌ ابن‌ عساكر (ن‌.ص‌) فقد كانت‌ تربطة خلال‌ هذه‌ الفترة علاقات‌ وثيقة مع‌ الخواجه نظام‌‌الملك. وذكر كل‌ من‌ الصريفيني و الذهبي (ن‌.صص‌)، أن‌ الإسفراييني كان‌ صهراً لأبي منصور البغدادي، و قد أثنيا عليه‌ كثيراً.

كان‌ الإسفراييني شافعياً في الفقه‌ (ابن‌ قاضي شهبة، 1/245-246)، و أشعرياً في علم‌ الكلام‌ (ابن‌‌عساكر، ن‌.ص‌). كما كان‌ يتمتع‌ بذوق‌ شعري، حيث‌ نقل‌ عنه‌ الداودي (1/213) خمسة أبيات‌ في الأخلاق‌. توفي الإسفراييني في طوس‌ (الذهبي، ن‌.ص‌).

 

آثـاره‌

لم‌‌يتبق‌ من‌ الإسفراييني سوى‌ أثرين‌:

1. التبصير في الدين‌ وتمييز الفرقة الناجية‌ عن‌ الفرق‌ الهالكين‌، في 15 باباً و قد طبع‌ بتحقيق محمد زاهد الكوثري في القاهرة (1359ه‍/1940م‌) ثم‌ في بغداد (1374ه‍/1955م‌) و في بيروت‌ بتحقيق كمال‌ يوسف‌ الحوت‌ (1403ه‍/1983م). تحدث‌ المؤلف‌ في مقدمة الكتاب‌ باختصار حول‌ معتقدات‌ أهل‌ الحق‌ الذين‌ هم‌ أهل‌ السنة حسب‌ رأيه و أشار في الباب‌ الأول‌ إلى كيفية ظهور الفرق‌ الإسلامية ثم‌ إلى‌ عقائد الفرق‌ المختلفة مثل‌ الشيعة و الخوارج والمعتزلة و المرجئة و الضرارية و الجهمية و البكرية و الكرامية والمشبهة‌ و تحدث‌ في الباب‌ الثالث‌ عشر عن‌ عقائد الفرق الخارجة‌ عن‌ الإسلام‌ حسب‌ رأيه‌، و في الباب‌ الرابع‌ عشر تطرق‌ إلى‌ الأديان‌ و الأمم‌ قبل‌ الإسلام‌ مثل‌ الوثنيين و السوفسطائيين‌ والدهريين‌ و اليهود و المسيحيين‌، و في الباب‌ الأخير بين‌ رأي‌ أهل‌ السنة في المواضيع‌ الكلامية المختلفة، و أشاد بفضائلهم‌.

و ينتقد الإسفراييني في هذا الكتاب‌ بشدة الفرق‌ غير أهل السنة و يحاول‌ أن‌ يثبت‌ وحدة آراء المحدثين‌ و الفقهاء من‌ أهل‌ السنة مثل‌ الشافعي و أبي حنيفه‌ و مالك و الأوزاعي و داود الأصفهاني والزهري و الليث‌ بن‌ سعد، بل‌ و حتى‌ أحمد بن‌ حنبل‌ الذي تختلف‌ معتقداتـه‌ وآراؤه‌ عن‌ مذاهب‌ أهـل‌ السنة الأخرى‌ (ص‌ 164-166).

2. تاج‌ التراجم‌ في تفسير القرآن‌ للأعاجم.‌ يعتبر هذا الكتاب‌ من‌ التفاسير المهمة باللغة الفارسية. و تشتمل‌ مقدمة الكتاب‌ على‌ 4 فصول‌: في فضيلة ترجمة القرآن‌ و وجوبها في بعض‌ الأحوال‌؛ في اعتقاد أهل‌ السنة و الجماعة بأصول‌ الدين‌؛ في معاني أسماء الله‌؛ في بيان‌ ترجمة بعض‌ من‌ صفاته‌. و يبين‌ المؤلف‌ في تفسير كل‌ سورة أولاً خصائص‌ مثل‌ عدد الآيات‌ و الكلمات‌ و الحروف‌ والأجزاء، المكية و المدنية و كذلك فضيلة قراءتها، ثم‌ يذكر ترجمة الآيات‌ حرفية، و يذكر قصصها و أسباب‌ نزولها بإيجاز وبعبارات‌ أنيقة و فصيحة (ابن‌‌يوسف‌، 1/ 78).

و خلال‌ تفسير الآيات‌ القرآنية يشير إلى آراء كعب‌ الأحبار ومحمد بن‌ كعب‌ القُرضي و الكلبي و مجاهد و عكرمة و ابن‌عمر وعبدالله‌ بن‌ مسعود و هشام‌ بن‌ عروة و الضحاك و ابي هريرة، وإلى‌ ابن‌ عباس‌ في‌ جميع‌ صفحات‌ هذا التفسير تقريباً (إته‌، I/1465). و كما أن‌ هذا التفسير تم‌ استنساخه‌ في 478ه‍ في المدرسة النظامية ببلخ‌ (ششن‌، 1/290)، فإن‌ من‌ الممكن‌ أن‌ نحتمل‌ أنه‌ كان‌ متداولاً في بلخ‌ و مدارسها العلمية، و مما يدل‌ على‌ ذلك كثرة مخطوطاته‌ في مكتبات‌ العالم‌ و لايمكن‌ للتفسير الكبير الذي ذكره المؤرخون‌ (الصريفيني، 393؛ الذهبي، 18/401)، إلا أن‌ يكون‌ تفسير تاج‌ التراجم‌ نفسه‌، و يبدو من‌ قول‌ عبدالغافر الفارسي (الصريفيني، ن‌.ص‌) أن‌ هذا الكتاب‌ كان‌ معروفاً في القرن‌ 6ه‍/12م‌ أيضاً، و ذكر حبيش‌ بن‌ إبراهيم‌ التفليـسي (تـ 629ه‍) في كتابه‌ وجوه‌ القرآن‌ في اللغة و التفسير، هذا الكتاب‌ باسم‌ تفسير شابور، و استند إليه‌ (محفوظ، 398، 400) كما أشار مؤلف‌ كتاب‌ مجمل‌ التواريخ‌ و القصص‌ (تأليف‌ في 520ه‍) إلى‌ رواية عن‌ كتاب‌ تاج‌ التراجم‌، و اعتبر إسناده‌ صحيحاً (ص‌ 433)؛ و يبدو أن‌ هذا الكتاب‌ لم‌‌يهتم‌ به‌ المفسرون‌ كثيراً بسبب‌ كونه‌ باللغة الفارسية.

يقول‌ الكوثري في مقدمة كتاب‌ التبصير (ص‌ 7) إن‌ هذا التفسير طبع‌ بتحقيق بعض‌ المستشرقين‌ في إيران‌ و يبدو أنه‌ خلط بينه‌ و بين‌ كتاب‌ منسوب‌ إلى‌ الآقا جمال‌ الخوانساري باسم‌ تاج‌ التراجم‌، أو موائد الرحمن‌ في تفسير القرآن‌ الذي طبع‌ في بومباي (المركزية، 1/26). توجد من‌ هذا الكتاب‌ مخطوطات‌ عديدة في مكتبات‌ إيران‌ و العالم‌ (مثلاً ظ: دانش‌پژوه‌، 1/ 169؛ ستوري، I(2)/1190).

ألف‌ الإسفراييني (ص‌ 176) كتاباً بعنوان‌ الأوسط في أصول‌ العقائد باللغة الفارسية، حيث‌ لم‌‌يبق‌ أثر لهذا الكتاب‌.

 

المصادر

ابن‌ عساكر، علي‌، تبيين‌ كذب‌ المفتري، بيروت‌، 1404ه‍/1984م‌؛ ابن‌‌قاضي شهبة، أحمد، طبقات‌ الشافعية، تق‍ : حافظ عبدالعليم‌ خان‌، بيروت‌، 1407ه‍/1987م‌؛ ابن‌‌يوسف‌ الشيرازي، فهرست‌ كتابخانۀ مدرسۀ عالي سپهسالار، طهران‌، 1313-1315ش‌؛ الإسفرايني، شاهفور، التبصير في الدين‌، تق‍ ‍: محمد زاهد الكوثري، القاهرة، 1374ه‍/1955م‌؛ حاجي خليفة، كشف؛، دانش‌پژوه‌، محمد تقي وبهاء الدين‌ علمي أنواري، فهرست‌كتابهاي خطي كتابخانۀ مجلس‌ سنا، طهران‌، 1355ش‌/1976م‌؛ الداودي، محمد، طبقات‌ المفسرين‌، تق‍ ‍‍: علي محمد عمر، القاهرة، 1392ه‍/1972م‌؛ الذهبي، محمد، سير أعلام‌ النبلاء، تق‍ : شعيب‌ الأرنؤوط و محمد نعيم‌ العرقسوسي، بيروت‌، 1405ه‍/1984م‌؛ السبكي، عبدالوهاب‌، طبقات‌ الشافعية الكبرى‌، بيروت‌، دارالمعرفة؛ ششن‌، رمضان‌، نوادر المخطوطات‌ العربية في مكتبات‌ تركيا، بيروت‌، 1975م‌؛ الصريفيني، إبراهيم‌، تاريخ‌ نيشابور (منتخب‌ السياق‌ لعبد‌الغافر الفارسي)، تق‍ ‍: محمد كاظم‌ المحمودي، قم‌، 1403ه‍؛ فصيح‌ الخوافي، أحمد، مجمل‌ فصيحي، تق‍ ‍: محمود فرخ‌، مشهد، 1339ش‌؛ الكوثري، محمد زاهد، مقدمة التبصير (ظ: هم‍، الإسفراييني)؛ مجمل‌ التواريخ‌ و القصص‌، تق‍ : محمد تقي بهار، طهران‌، 1318ه‍؛ محفوظ، حسين علي، «آثار حبيش التفليسي»، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، 1395ه‍/1975م‌، ج‌ 5، عد 2؛ المركزية، ميكروفيلمها؛ نفيسي، سعيد، تاريخ‌ نظم‌ ونثر در إيران‌، طهران‌، 1344ش‌؛ و أيضاً:

 

Ethé, H., Catalogue of Persian Manuscripts in the Library of the India of fice, Oxford, 1903; Lazard, G., La langue des plus anciens monuments de la prose persane, Paris, 1963; Storey, C. A., Persian Literature, London, 1927.

علي أكبر ضيائي/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: