الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أسفار بن شیرویه /

فهرس الموضوعات

أسفار بن شیرویه

أَسْفارُ بْنُ‌ شيرَوَيْه

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/15 ۱۷:۱۸:۲۶ تاریخ تألیف المقالة

أَسْفارُ بْنُ‌ شيرَوَيْه (مق‍ 319ه‍/931م‌)، القائد الديلمي الذي أنهى‌ حكم‌ العلويين‌ في طبرستان‌، و سعى‌ من‌ أجل‌ تشكيل‌ دولة مستقلة.

هناك روايات‌ مختلفة فيما يتعلق‌ بمسقط رأس‌ أسفار وعشيرته‌. و قد اعتبره‌ أحد المصادر المتأخرة من‌ أهالي لاريجان‌ في طبرستان‌ (مينورسكي، 17). و يبدو أن‌ البعض‌ افترضوا أن‌ لاهيجان‌ هي مسقط رأسه‌ لتصحيح‌ هذا السهو (ظ: إيرانيكا)، و هو ما لايؤيده‌ أي من‌ المصادر المعروفة. و مع‌ الأخذ بعين‌ الاعتبار تفاوت‌ عشيرتي الجيل‌ و الديلم‌، يلاحظ أيضاً الاختلاف‌ في أقدم‌ الروايات‌ عن‌ عشيرة أسفار: فقد رأى‌ المسعودي أنه‌ من‌ الجيل‌ (9/7؛ أيضاً ظ: EI2؛ إيرانيكا)، في حين‌ أن‌ المصادر المتقدمة الأخرى‌، اعتبرت أسفاراً ديلمياً (القمي، 143؛ التنوخي، 1/323). ويرى‌ نظام‌‌الملك الطوسي أن‌ عشيرته‌ هي «وردادوند» (ص‌ 286). وذكر ابن‌ إسفنديار عشيرته تحت‌ عنوان‌ «وروداديه‌» بلحاظ عاقبته‌ (ص‌ 294). و لاتعرف‌ هذه‌ العشيرة بين‌ العشائر والأسر الديلمية المعروفة (مثلاً ظ: الصابي، 13-14؛ ابن‌ حسول‌، 30-31، الذين‌ قدما معلومات‌ عن‌ الأسر الديلمية الشهيرة). وقد ذكر البيهقي النوع‌ المصحّف‌ الوحيد لهذا الاسم‌ إلى‌ جانب‌ أسرة فولادوند‌، وردادوند باعتبارها أشرف‌ الأسر الديلمية (ص‌ 93: دروداوند). و إذا ما صح‌ قول‌ المسعودي حول‌ كون‌ أسفار من‌ الجيل‌، يمكن‌ الاحتمال‌ بأن‌ «وردادوند» تصحيف‌ لـ «فاراوند» وهي من‌ العشائر الجيلية الأربع‌ التي كانت‌ تسكن‌ منطقة «داخل‌» في شرق‌ نهر سپيدرود (الصابي، 14؛ حول‌ داخل‌، ظ: حدود العالم‌، 149). و على‌ أية‌ حال‌، يبدو أن‌ من‌ الموثق‌ أكثر كون‌ أسفار ديلمياً، و أنه‌ ولد في منطقة ديلمان‌ الجبلية.

كان‌ تدخل أسفار في أحداث‌ العقود الأولى‌ من‌ القرن‌ 4ه‍/10م‌، من‌ تبعات‌ نشاط الناصر الكبير المعروف‌ بالأطروش‌ في جيلان‌ وديلمان‌ ثم‌ طبرستان‌. شارك أسفار بعد الناصر الكبير، في المنافسات‌ التي حدثت‌ على‌ خلافته‌ بين‌ العلويين‌. و على‌ إثر مقتل‌ عدد من‌ رؤساء الجيل‌ و الديلم‌ بأمر الحسن‌ بن‌ القاسم‌، خليفة الناصر، انضم‌ أسفار إلى‌ الفئة المعارضة له‌ (الصابي، 36)، و اتحد بعد فترة مع‌ ماكان‌ بن‌ كاكي من‌ أسرة فولادوند (البيهقي، ن‌.ص‌)، ومع‌ عدد آخر، ضد الحسن‌ بن‌ القاسم‌، حيث‌ انتهى‌ ذلك باستيلاء أبي الحسين‌ أحمد ثم‌ أبي القاسم‌ جعفر ابني الناصر الكبير في سنتي 311-312ه‍ على‌ طبرستان‌ (الصابي، 34؛ ابن‌ إسفنديار، 285-286). ولكنه‌ هب‌ لمعارضته‌ بعد ذلك بازدياد نفوذ ماكان‌ مع‌ بعض‌ من‌ رؤساء الجيل‌ و الديلم‌، كما انشغل‌ لفترة بقطع‌ الطرق‌ في أطراف‌ جرجان‌ (م‌.ن‌، 287). وعلى‌ قول‌ ابن‌ الأثير (8/175-176) كان‌ أسفار في هذه‌ الفترة على‌ علاقة‌ ببكر بن‌ محمد بن‌ اليسع‌ والي السامانيين‌ في نيسابور، ثم‌، أعان‌ أبا علي محمد بن‌ أحمد، حفيد الناصر الكبير على‌ الاستيلاء على‌ جرجان‌ وطبرستان‌، و تولى‌ حكم‌ ساري من‌ جانبه‌ (313ه‍)، ثم‌ ثار على أبي جعفر محمد المعروف‌ بصاحب‌ القلنسوة شقيق أبي علي و خليفته‌، و خرج‌ من‌ ساري إلى‌ جرجان‌ بعد فرض‌ مبالغ‌ ضخمة على‌ تلك المدينة، وسيطر بعد فترة على‌ ساري مرة أخرى‌ (ابن‌ إسفنديار، 287-290).

و في 314ه‍ هزم‌ أسفار في ساري و انضم‌ إلى‌ بكر بن‌ محمد قائد السامانيين‌ في جرجان‌ باستيلاء الحسن‌ بن‌ القاسم‌ مرة أخرى‌ على‌ طبرستان‌ الذي كان‌ قد تحالف‌ مع‌ ماكان‌. و في السنة التالية انضم‌ ثانية ــ بعد فشله‌ في السيطرة على‌ طبرستان‌ ــ إلى‌ بكر بن‌ محمد في المدينة نفسها (م‌.ن‌، 290-292). و يبدو أن‌ ماجاء في بعض‌ المصادر بشأن‌ اتّباع‌ أسفار للمذهب‌ الإسماعيلي (البغدادي، 170؛ نظام‌‌الملك، 286-287)، يعود إلى‌ سنوات‌ إقامته‌ في جرجان. فقد كان أبوعلي الداعي الإسماعيلي في جرجان و الذي كان على مايبدو يؤدي مهامه (م.ن، 286) تحت‌ إشراف‌ داعي الإسماعيلية المعروف‌ أبي حاتم‌ الرازي (ن‌.ع‌)، قد أدخل‌ أسفار في مذهبه‌.

و في 316ه‍ عندما استولى‌ الحسن‌ بن‌ القاسم‌ على‌ الري، كلف‌ الأمير نصر بن‌ أحمد الساماني أسفار بفتح‌ طبرستان‌. و استناداً إلى‌ المسعودي (9/6-7)، فإن‌ الأمير الساماني بعث‌ أسفاراً لهذه‌ المهمة مستغلاً العداء القديم‌ بين‌ الجيل‌ و الديلم‌، ولكن‌، و بغض‌ النظر عن‌ النقاط المثيرة للشك التي تطالعنا في تقرير المسعودي (فقد ذكر مثلاً هجوم‌ أسفار على‌ الري مقدماً على‌ طبرستان‌ وفي 317ه‍، ظ : ن‌.ص‌)، و مع‌ الأخذ بعين‌ الاعتبار كون‌ أسفار ديلمياً، فإن‌ من‌ الممكن‌ أن‌ ننسب‌ المبادرة إلى‌ استغلال‌ العداء بين‌ الجيل‌ و الديلم‌ إلى‌ جانب‌ استغلال‌ خلفية العداء الشخصي مع‌ الحسن‌ بن‌ القاسم‌ إلى‌ أسفار نفسه‌. ذلك لأنه‌ هو الذي بعث‌ شخصاً إلى‌ مرداويج‌ بن‌ زيار جيل‌ الذي كان‌ قد قُتل‌ خاله‌ بأمر الحسن‌ بن‌ القاسم‌ (الصابي، 15، 36)، و عينه‌ قائداً لجيشه‌ (ابن‌ الأثير، 8/176).

استغل‌ أسفار حضور الحسن‌ بن‌ القاسم‌ و ماكان‌ بالري في الهجوم على‌ طبرستان‌. كما أن‌ الداعي لم‌‌يحقق‌ نتيجة من‌ عودته‌ إلى‌ آمل‌ و قتل‌ على‌ يد مرداويج‌، و استولى‌ أسفار على‌ المدينة في أواخر رمضان‌ 316 (حمزة، 153؛ الصابي، 36-37؛ ابن‌‌إسفنديار، 292). و حينئذ هزم‌ باستيلائه‌ على‌ الري ماكان‌ إلى‌ طبرستان‌ ثم‌ إلى‌ الديلمان‌، و بذلك أضاف‌ إلى‌ المناطق‌ التي احتلها سابقاً منطقة واسعة كانت‌ تمتد من‌ أبهر و حتى‌ همدان‌ و الري.

و ترى‌ المصادر أن‌ أسفار خرج‌ عن‌ طاعة الأمير نصر الساماني والخليفة العباسي المقتدر بعد هذه‌ الانتصارات‌ رغم‌ طاعته‌ أولاً، وعزم‌ على‌ أن‌ يتوج‌ نفسه‌ في الري و يجلس‌ على‌ مسند الحكم‌. ولذلك، فقـد أرسل‌ الخليفـة ــ استنـاداً إلـى‌ بعـض‌ الـروايـات‌ ــ هارون‌‌بن‌ غريب‌ لقمعه‌، و لكنه‌ لم‌‌يحقق‌ نتيجة رغم‌ تعاون‌ أهل‌ قزوين‌، وفي 317ه‍ هزم‌ هزيمة فادحة حوالي تلك المدينة (المسعودي، 9/ 8-9؛ ابن‌ الأثير، 8/190-192). و لكن‌ استناداً إلى‌ رواية القرطبي الدقيقة (ص‌ 137- 138) التي تفيد بمجيء أسفار إلى‌ الري ثم‌ هزيمة هارون‌ بن‌ غريب‌ في شوال‌ 316 و كذلك سابقة معاتبة الخليفة للأمير نصر الساماني بسبب‌ استيلاء الحسن‌‌بن‌ القاسم‌ على‌ الري (المسعودي، 9/6)، فإنه‌ ليس‌ من‌ المستبعد أن‌ تكون‌ مهمة هارون‌ بن‌‌غريب‌ قد تمت‌ أصلاً لإخراج‌ الداعي من‌ الري، و أن‌ ما ذكر حول‌ تمرد أسفار قد حدث‌ بعد هذه‌ الواقعة (ظ: تتمة المقالة).

و تزامناً مع‌ تطورات‌ طبرستان‌ و جرجان‌ و الري، كانت‌ مرتفعات‌ ديلمان‌ أيضاً موضع‌ تنافس‌ أسر الجستانيين‌ و السلاّريين‌ المحلية. فقد استولى‌ محمد بن‌ مسافر الديلمي المعروف‌ بسلار حاكم‌ قلعة شميران‌ في منطقة طارم‌، حيث‌ يبدو أنه‌ كان‌ في البدء عامل‌ ماكان‌ (م‌.ن‌، 9/16-17؛ ابن‌ الأثير، 8/193؛ منجم‌‌باشي، مادة بنومسافر)، على‌ منطقة رودبار و قلعة ألموت‌ بهزيمة خسروفيروز بن وهسودان‌ و خليفته‌ المهدي بن‌ خسروفيروز من‌ الأسرة الجستانية، حيث لجأ المهدي إلى أسفار بعد ذلك (ابن‌‌واصل‌، 474). و حينئذ عين‌ على‌ قلعة ألموت‌ ابن‌ أخيه‌ محمداً بن‌ مسافر المعروف‌ بسياه‌ چشم‌ بن‌ مالك بن‌ مسافـر الـذي ظُن‌ خطأ أنه‌ المهدي بن‌ خسروفيروز نفسه‌ (مادلونغ‌، 223؛ ابن‌ الأثير، 8/190-191). ومهد أسفار الذي كان‌ على‌ الأرجح‌ يقيم‌ في قزوين‌ في هذه‌ الفترة (316ه‍)، الأرضية لاستيلائه‌ على‌ قلعة ألموت‌ وأثار خشية المهدي و ذلك من‌ خلال‌ تهنئته لسياه‌چشم بهذا المنصب‌ (ابن‌‌واصل‌، ن‌.ص‌). ثم‌ استولى‌ على‌ القلعة بالحيلة و قتل‌ سياه‌‌چشم‌ (ابن‌ الأثير، ن‌.ص‌؛ أيضاً ظ: ابن‌ إسفنديار، 294). وهكذا تهيّأت‌ الأرضية للاصطدام‌ بين‌ أسفار و محمد بن‌ مسافر.

و تزامناً مع‌ توسيع‌ أسفار لرقعة حكمه‌، و خطبته‌ باسم‌ الأمير نصر الساماني (المسعودي، 9/ 8؛ الصابي، 37؛ ابن‌ الأثير، 8/190)، اختار أبا جعفر محمداً بن‌ أحمد حفيد الناصر الكبير في آمل‌ لإمامة الزيديين‌ من‌ أجل‌ السيطرة على‌ الديالمة و الجيليين‌ من‌ المذهب‌ الزيدي، ولكن‌ معارضة الأمير نصر الساماني لوجود إمام‌ زيدي في طبرستان‌، دفعته‌ إلى‌ أن‌ يبعث‌ إمامه‌ المنصوب‌ مع‌ عدد آخر من‌ العلويين‌ إلى‌ بخارى (الصابي، 38؛ ابن‌ إسفنديار، 293؛

ابن‌‌الأثير، ن‌.ص‌). و فشلت‌ أيضاً محاولته‌ للتصالح‌ مع‌ ماكان‌ واستولى‌ الثاني على‌ طبرستان‌ (ابن‌ إسفنديار، ابن‌ الأثير، ن‌.صص‌). وعلى‌ إثر هذه‌ المحاولات‌ الفاشلة سلك سبيل‌ التمرد، فاضطر الأمير نصر الساماني إلى‌ أن‌ يخرج‌ بنفسه‌ من‌ بخارى لفتح‌ الري. وسعى‌ أسفار بمشورة من‌ وزيره‌ مطرف‌ بن‌ محمد الجرجاني للتصالح‌ مع‌ الأمير نصر الساماني، وحال‌ دون‌ تقدم‌ الأخير من‌ نيسابور إلى‌ الري بفرض‌ مبلغ‌ ضخم‌ على‌ أهالي الري (المسعودي، 9/11-15؛ ابن‌ الأثير، 8/192). ولاشك في أن‌ التمرد الذي كان‌ إخوة الأمير نصر قد أعلنوه‌ في غيابه‌ في بخارى (النرشخي، 130؛ ابن‌‌الأثير، 8/ 208-210)، كان‌ له‌ أثر في المصالحة مع‌ الأمير الساماني.

و على‌ إثر ثورة أهالي قزوين‌ و التي أدت‌ إلى‌ مقتل‌ عامل‌ أسفار فيها (ابن‌ إسفنديار، 294). فإنه خرج‌ بجيشه‌، و قمع‌ المتمردين‌ بشدة (المسعودي، 9/10-11؛ أبو علي مسكويه‌، 1/161؛ ابن‌ إسفنديار، ن‌.ص‌؛ ابن‌ الأثير، 8/193). ولايعلم‌ هل‌ إن‌ محمد بن‌ مسافر كان‌ له‌ دور في تمرد قزوين‌، أم‌ إن‌ الهجوم‌ على‌ قزوين‌ كان‌ قد أتاح‌ الفرصة، ذلك لأن‌ أسفار بعث‌ مرداويج‌ بن‌ زيار إلى‌ شميران‌ لدعوة محمد بن‌ مسافر للطاعة، و لكن‌ تشكل‌ عند نهاية هذه‌ المهمة ائتلاف‌ بقيادة مرداويج‌ و بمشاركة أسر الجيل‌ والديلم‌ للإطاحة بأسفار. و بالإضافة إلى‌ محمد بن‌ مسافر (المسعودي، 9/17؛ منجم‌‌باشي، ن‌.ص‌؛ ابن‌ واصل‌، 474-475) وماكان‌ (أبوعلي‌مسكويه‌، 1/275). فإننا يجب‌ أن‌ نعتبر مطرف‌ بن‌‌ محمد الذي كان‌ يخشى‌ على‌ حياته‌ من‌ أسفار لأسباب‌ مالية، الشخص‌ الذي حرض‌ مرداويج‌ للخروج‌ على‌ أسفار (مجمل‌ التواريخ‌، 389؛ أيضاً ظ: ابن‌ الأثير، 8/193-194). و بعد أن‌ كسب‌ مرداويج‌ دعم‌ عشيرة فروداديه‌ (فارافند) التي كانت‌ تتولى‌ في هذه‌ الفترة زعامة عشائر الجيل‌ (الصابي، 14-15)، عزم‌ على‌ القضاء على‌ أسفار (ابن‌‌إسفنديار، ن‌.ص‌). و كخطوة أولى‌، قام‌ بقتل‌ عدد من‌ زعماء وردادوند و منهم‌ شيرزاد أخو أسفار (مادلونغ‌، 212). فهرب‌ أسفار عندما علم‌ بالمؤامرة؛ ولكن‌ مرداويج‌ قتله‌ أخيراً في 319ه‍ عندما كان‌ متوجهاً إلى‌ ألموت‌ (المسعودي، 9/ 18-19؛ ابن‌ إسفنديار، ن‌.ص‌؛ أيضاً ظ: حمزة‌، 153). و يبدو أن‌ انتماء مرداويج‌ إلى‌ الإسماعيلية (رشيدالدين‌، 12؛ أبوالقاسم‌، 22) أدى‌ إلى‌ نسبة قتل‌ أسفار في الفترة اللاحقة إلى‌ الإسماعيلية (حمدالله‌، 409؛ خواندمير، 2/422). و على‌ حد قول‌ ابن‌ إسفنديار (ن‌.ص‌)، فإن‌ الوردادونديين‌ أيضاً لم‌‌يسلموا من‌ انتقام‌ مرداويج‌، بعد أسفار.

و من‌ بين‌ الآراء التي أبديت‌ بشأن‌ أسفار و أعماله‌ فيما بعد، تبدو أقوال‌ المسعودي مهمة: فقد صرح‌ بأن‌ أسفار لم‌‌يكن‌ على‌ الدين‌ الإسلامي، وكان‌ ينوي تتويج‌ نفسه‌ و الجلوس‌ على‌ العرش‌ في الري. وقد أجبر مسلمي تلك المدينة على‌ دفع‌ الجزية. وعند قمع‌ تمرد قزوين‌ منع‌ إقامة الصلاة، وهدّم‌ المساجد، وقتل‌ مؤذناً بجريمة الأذان‌ (9/ 8 -15). و لذلك، فقد وصف‌ أسفار في بعض‌ المصادر المتأخرة باعتباره‌ إيرانياً كان‌ يعمل‌ على‌ إحياء الإمبراطورية الساسانية (لنموذج‌، ظ: EI2؛ إيرانيكا). و مع‌ كل‌ ذلك، يجب‌ الالتفات‌ إلى‌ أن‌ قسماً من‌ التقرير الذي انفرد به‌ المسعودي حول‌ أعمال‌ أسفار في الري، مأخوذ من‌ أشخاص‌ فرضت‌ الجزية عليهم‌ على‌ قول‌ المسعودي (9/14-15). و رغم‌ أن‌ المال‌ الذي فرض‌ على‌ أهالي الري في قضية مصالحة أسفار مع‌ الأميرنصر الساماني، كان‌ يشبه‌ الجزية من‌ حيث‌ كونها ضريبة فردية، ولكنه‌ كان‌ يختلف‌ عنه‌، لأنه‌ كان‌ يشمل‌ المسلمين‌ و أهل‌ الذمة بشكل‌ متساو (م‌.ن‌، 9/13-15). و من‌ خلال‌ الاستنتاج‌ من‌ أقوال‌ المسعودي حول‌ رد فعل‌ أسفار إزاء تمرد قزوين‌، لاشك في أننا يجب‌ أن‌ نأخذ بعين‌ الاعتبار الروايات‌ المتعلقة بانتمائه للإسماعيلية، وكذلك موضوع‌ دعم‌ المذهب‌ الرسمي، أي المذهب‌ السني، و اقتدار الخليفة، باعتبار كل‌ ذلك دافعاً إلى‌ التمرد. خاصة مع‌ ملاحظة أن‌ أعمالاً أكثر بطشاً مما نسب‌ إلى‌ أسفار، نسبت‌ إلى‌ القرامطة خلال‌ المصادمات‌ الطائفية في حوادث‌ هذه‌ الفترة نفسها.

 

المصادر

ابن‌ الأثير، الكامل‌؛ ابن‌ إسفنديار، محمد، تاريخ‌ طبرستان‌، تق‍ ‍: عباس‌ إقبال‌، طهران‌، 1320ش‌؛ ابن‌ حسول‌، أبوالعلاء، «تفضيل‌ الأتراك على‌ سائر الأجناد» (ظ: مل‍‍، بلتن‌)؛ ابن‌ واصل‌، محمد، «تاريخ‌ صالحي»، الانتخابات‌ البهية، تق‍ ‍: برنهارد دارن‌، بطـرس‌ بـورج‌، 1274ه‍/1858م‌؛ أبوعلـي مسكويـه، أحمـد، تجارب الأمـم، تق‍ : ف .آمدروز، القاهرة، 1332ه‍/1914م؛ أبوالقاسم‌ الكاشاني، عبدالله‌، زبدة التواريخ‌، قسم‌ الفاطميين‌ والنزاريين‌، تق‍ ‍: محمد تقي دانش‌پژوه‌، طهران‌، 1366ش‌؛ البغدادي، عبدالقاهر، الفرق‌ بين‌ الفرق‌، تق‍ : محمد زاهد الكوثري، القاهرة، 1367ه‍/1948م‌؛ البيهقي، علي، تاريخ‌ بيهق‌، تق‍ ‍: أحمد بهمنيار، طهران‌، 1361ش؛ التنوخي، محسن‌، نشوار المحاضرة، تق‍ ‍: عبود الشالجي، بيروت‌، 1391ه‍/1971م‌؛ حدود العالم‌، تق‍ ‍: منوچهر ستوده‌، طهران‌، 1340ش‌؛ حمدالله‌ المستوفي، تاريخ‌ گزيده‌، تق‍ ‍: عبدالحسين‌ نوائي، طهران‌، 1362ش‌؛ حمزة الأصفهاني، تاريخ‌ سني ملوك الأرض‌، برلين‌، 1340ه‍؛ خواندمير، غياث‌ الدين‌، حبيب‌ السير، تق‍ ‍: محمود دبيرسياقي، طهران‌، 1333ش‌؛ رشيدالدين‌ فضل‌‌الله‌، جامع‌ التواريخ‌، قسم‌ الإسماعيليين‌ و النزاريين‌ و...، تق‍ ‍: محمد تقي دانش‌پژوه‌ و مدرس‌ رضوي، طهران‌، 1356ش‌؛ الصابي، إبراهيم‌، «التاجي»، أخبار أئمة الزيدية، تق‍ ‍: و. مادلونغ‌، بيروت‌، 1987م‌؛ القرطبي، عريب‌، صلة تاريخ‌ الطبري، تق‍ ‍: دي‌خويه‌، ليدن‌، 1897م؛ القمي، حسن‌، تاريخ‌ قم‌، تق‍ : جلال‌‌الدين‌ الطهراني، طهران‌، 1361ش‌؛ مجمل‌ التواريخ‌ والقصص‌، تق‍: محمد تقي بهار، طهران‌، 1318ش‌؛ المسعودي، علي، مروج‌ الذهب‌، تق‍ : باربيه‌ دي‌ منار، باريس‌، 1877م‌؛ منجم‌ باشي، أحمد، جامع‌ الدول‌، مخطوطة مكتبة طوبقابو ‌سراي، الرقم، 2954؛ النرشخي، محمد، تاريخ‌ بخارا، تق‍ ‍: مدرس‌ رضـوي، طهـران‌، 1351‌ش؛ نظـام‌‌الملك، حسـن‌، سير الملـوك، ( سياست‌ نامـه‌)، تق‍ : هيوبرت‌ دارك، طهران‌، 1364ش‌؛ و أيضاً:

 

Belleten, Ankara, 1940,vol. IV, nos. 14-15; EI2; Iranica ; Madelung, W., «The Minor Dynasties of Northern Iran», The Cambridge History of Iran, , vol. IV Cambridge, 1975; Minorsky, V., «La domination des Dailamites», Iranica, Tehran, 1964.

محمد علي كاظم‌ بيگي/خ.‌

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: