الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أسدالله الأصفهاني /

فهرس الموضوعات

أسدالله الأصفهاني

أسدالله الأصفهاني

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/21 ۲۳:۴۶:۳۲ تاریخ تألیف المقالة

أَسَدُ اللّهِ‌ الْأَصْفَهانيّ، صانع‌ سيوف‌ معروف‌ في القرن‌ 11ه‍/17م‌.

رغم‌ أن‌ جميع‌ المطلعين‌ على‌ الفن‌ الإيرانيين‌ و الأجانب‌ اعتبروه‌ أمهر صناع‌ السيوف‌ في إيران‌، إلا أننا لانمتلك معلومات‌ واضحة عنه‌. و عدّه‌ البعض‌ من‌ الباحثين‌ في القرن‌ الأخير معاصراً للشاه‌‌عباس‌ الأول‌ الصفوي (سل‍ 996- 1038ه‍/ 1588-1629م‌)، بل‌ إن‌ البعض‌ منهم‌ اعتبروه‌ صانع‌ سيوفه‌ الخاص‌ (EI2؛ شتكلاين‌، 2575؛ ماير، 26-27؛ كاتا‌لوغ‌...، 330). نلاحظ اسمه‌ لأول‌ مرة في النصوص‌ الفارسية في كتاب‌ جغرافياي أصفهان‌ الذي ألف‌ في ‍1294ه‍. و استناداً إلى‌ ماذكره‌ مؤلف‌ الكتاب‌، فإن‌ أسداللٰه‌ الأصفهاني وسيوفه‌ كانت‌ تحظى‌ بشهرة واسعة في العقد الأول‌ من‌ النصف‌ الثاني من‌ القرن‌ 13ه‍‌ (تحويلدار، 107). و قد بلغت‌ هذه‌ الشهرة هواة الأدوات الحربية الإيرانية من الأوروبيين في النصف‌ الثاني من‌ القرن‌ 19م‌. يحدثنا هنري موزر الذي كان‌ آنذاك في رحلــة إلـى‌ آسيـا الوسطـى‌ ــ و الذي مازالت‌ مجموعته‌ الكبيرة المتمثلـة فـي الأسلحـة الشرقيـة و خاصـة الإيرانيـة محفوظـة فـي متحـف‌ بـرن‌ فـي سويسـرا ــ عـن‌ سيـف‌ صنعـه‌ أسـدالله، و أهـدي إليه‌ فـي بخارى. وكـان‌ هذا السيـف‌ قد تم‌ الحصول‌ عليه‌ من خيمة مظفر‌الدين‌ أمير بخارى الذي هزم في ‍1283ه‍/1866م‌ أمام‌ الروس‌ في إرجَر (فلينت،‌ 23؛ أميرعالم‌ خان‌، 39).

و قد سعى‌ بعض‌ الباحثين‌ منذ النصف‌ الأول‌ من‌ القرن‌ 14ه‍/20م‌ لأن‌ يحصلوا على‌ معلومات‌ حول‌ أسلوب‌ عمل‌ أسدالله‌ الأصفهاني استناداً إلى‌ دراسة آثاره‌. و يعد شتكلاين‌ أول‌ شخص‌ قدم‌ صورة عن‌ مكانة أسدالله‌ الأصفهاني على‌ أساس‌ معرفة أسلوب‌ آثاره‌. فكتب‌ قائلاً: في القرن‌ 10ه‍‍ تغير شكل‌ مقابض‌ السيوف‌ الإيرانية ــ وهو الشكل‌ الذي بقي ثابتاً حتى‌ القرن‌ 13ه‍ ــ و اكتسبت‌ الأنصال‌ التي غدت‌ ذات‌ حد واحد انحناء أكثر طيلة القرن‌ 11ه‍ . و يعد أسدالله‌ الأصفهاني أحد الأساتذة الإيرانيين‌ الذين‌ يعتبرون‌ من‌ مؤسسي هذا التطور (ن‌.ص‌). و يعتبره‌ شتكلاين‌ من‌ فناني بداية القرن‌ 11ه‍، و يرى‌ أن‌ بعض‌ سيوفه‌ صنعت‌ وفقاً للأسلوب‌ الجديد. و هو يتناول‌ بالتعريف‌ السيفين‌ اللذين‌ صنعهما أسداللّه‌ الأصفهاني للشاه‌ عباس‌، فكتب‌ قائلاً: يشتمل‌ أحدهما على‌ مقبض‌ يعلوه رأس كبش‌، وله‌ نصل‌ صنع‌ على‌ الطريقة القديمة برأس‌ ذي حدين‌. و أما السيف‌ الآخر فيشتمل‌ على‌ مقبض‌ على‌ شكل‌ رأس‌ حصان‌، و يمتد منه‌ نصل‌ منحن‌ و متقارن‌ و متناسب‌ تماماً. و على‌ نصلي كلا السيفين‌ نقش‌ بالذهب‌ اسم‌ أسدالله‌ الأصفهاني، و مربع‌ يشتمل‌ على‌ أربع‌ خانات‌ تحوي اسم‌ «بدوح‌» (على‌ شكل‌ الأعداد 2-4-6- 8) (ن‌.ص‌، أيضاً لوحة 1424). و قد حاول‌ هذا الباحث‌ أن‌ يعين‌ زمان‌ حياة أسدالله‌ ويستعرض‌ آثاره‌، فخلط بين‌ آثاره‌ و آثار صانعي السيوف‌ الآخرين‌. و فيما عدا الأثرين‌ المذكورين‌، يذكر السيوف‌ الثلاثة المعروضة في المعرض‌ الدولي للفن‌ الإيراني في لندن‌ (1931م‌). وتحمل‌ هذه‌ الآثار الثلاثة الكتابات‌ التالية: «أسدالله أصفهاني» و«أسدالله‌» و«إسماعيل‌ بن‌ أسدالله‌ أصفهاني» (كاتالوغ‌، 315,325,330).

استمر هذا الأسلوب‌ منذ ذلك الحين‌ من‌ قبل‌ الباحثين‌ الآخرين‌. وهكذا فقد اعتُبر كل‌ سيف‌ عليه‌ توقيع «أسداللّه‌» من‌ أعمال‌ «أسدالله‌ الأصفهاني. كتب‌ ماير قائلاً: عدد السيوف‌ التي تحمل‌ اسم‌ «أسدالله‌» كثير جداً. لقد استطاع‌ أن‌ يصنع‌ طيلة حياته‌ 300 سيف؛ في حين‌ أن‌ 500 سيف‌ يحمل توقيعه فقط دخلت‌ المجموعات‌ الأوروبية (ص‌ 26). إن‌ مساعي ماير لدراسة التواقيع والتواريخ‌ و أسماء الملوك الذين‌ صنعت‌ السيوف‌ على‌ مايبدو بأسمائهم‌ و لهم‌، لاتساعد على تسليط الضوء على‌ حياة أسدالله‌ الأصفهاني. و تختلف‌ التواقيع المنقوشة على‌ السيوف‌ بعدد الآثار نفسها من‌ حيث‌ الشكل‌ و الأسلوب‌ وكيفية الكتابة. و مما يزيد من‌ صعوبة الاستنتاج‌ وجود تواريخ‌ من‌ 811 حتى1223ه‍ و أسماء جميع‌ الملوك الصفويين‌ تقريباً، بل‌ و حتى‌ الملوك بعدهم‌. و بذلك لايتبقى‌ من‌ وجهة نظر ماير سوى‌ حل‌ واحد و هو أن‌ نعتبر الأغلبية الساحقة من‌ السيوف‌ التي تحمل توقيع‌ أسداللّه‌ مزيفة (ص‌ 26-28).

و قد زاد من‌ تعقيد الموضوع‌ طرح‌ قضايا جديدة من‌ قبل‌ بعض‌ الباحثين‌ الغربيين‌ تشير إلى‌ عدم‌ معرفة التقاليد الجارية في الفن‌ الإيراني. و منها التساؤل‌ التالي و هو: ألايمكن‌ أن‌ يكون‌ «أسدالله‌» اسماً عاماً‌ بين‌ صانعي السيوف‌ الإيرانيين‌؟ (ولش‌، 71؛ إيرانيكا). الجواب‌ على‌ هذا السؤال‌ سلبي‌. فخلافاً للصناع‌ الأوروبيين‌ ــ الذين‌ كانوا يضعون‌ على‌ أعمالهم‌ أسماءهم،‌ أو العلامات‌ الخاصة بأسرهم‌ و تاريخ‌ الصناعة ــ فإن‌ توقيع‌ الفنانين‌ الإيرانيين‌ كان‌ يشتمل‌ دوماً على‌ اسم‌ الصانع‌، و لايكون‌ مقترناً باسم‌ الأب‌، إلا نادراً، و قد يقترن‌ مع‌ تاريخ‌ صناعة الأثر، فلم‌‌يلاحظ‌. استخدام‌ الاسم‌ العام‌ حتى‌ الآن‌ في أي من‌ فروع‌ الفن‌ الإيراني من‌ قبل‌ الفنانين‌ الإيرانيين‌. و من‌ أجل‌ معرفة آثار هذا الفنان‌، و الاطلاع‌ على‌ زمان‌ حياته‌، و الخلاص‌ من‌ هذا الطريق‌ المسدود الذي ظهر نتيجة أسلوب‌ الباحثين‌ المذكورين‌، من‌ الأفضل‌ أن‌ نفصل‌ السيوف‌ التي تحمل‌ توقيع‌ «أسداللّه‌ أصفهاني» من‌ بين‌ العدد الكبير من‌ السيوف‌ التي نقش‌ عليها اسم‌ «أسداللّه‌». و تشكل‌ هذه‌ المجموعة بدورها 3 أنواع‌ مختلفة: 1. الأنصال‌ التي لم‌‌تصنع‌ في إيران‌، و على‌ هذا فإن‌ تواقيعها لايمكن‌ أن‌ تكون‌ أصيلة. 2. السيوف‌ المصنوعة في إيران‌ و التي تحمل تواقيع‌ مزورة. 3. الآثار الأصيلة لأسداللّه‌ الأصفهاني. و قد تم‌ التعريف‌ بعدد من‌ سيوف‌ النوعية الأولى‌ و الثانية، و وصلتنا صور لها بتواقيع‌ مقروءة أحياناً، وتواريخ‌ غير مقروءة. و السيفان‌ اللذان‌ تحدث‌ عنهما شتكلاين‌ في كتاب‌ «دراسة الفن‌ الإيراني» (اللوحة 1424) ينتميان‌ إلى‌ هذه‌ النوعية. و نحن‌ نلاحظ أن‌ مقبض‌ السيف‌ الأول‌ مسبوك تماماً، ومطلي بالميناء، و ينتهي رأس‌ المقبض‌، والذراعان‌ المحافظان‌ على‌ المقبض‌ برأس‌ كبش‌. و أما السيف‌ الثاني فيشتمل‌ على‌ رأس‌ مقبض‌ مسبوك على‌ شكل‌ رأس‌ حصان‌. و هاتان‌ الخصوصيتان،‌ أي سبك المقبض‌، و تزيينه‌ بأشكال‌ رؤوس‌ الحيوانات‌ لم‌‌تكونا شائعتين‌ في فن‌ صناعة السيوف‌ في العصر الإسلامي، و خاصة العصر الصفوي (رومانوفسكي، 96-97؛ أيضاً ظ: «مجموعة...»، لوحة 8). و لكننا نجد هذا الأسلوب‌ في مدرسة صناعة السيوف‌ الهندية في عصر الكوركانيين‌ (حيدر، 155-161). و من جهة، فإننا نعلم‌ أن‌ تعليق‌ السيف‌ على‌ الخاصرة كان‌ يتم‌ في إيران‌ من‌ خلال‌ استعمال‌ حمائل‌ مصنوعة من‌ جلد الجاموس‌ (رومانوفسكي، ن‌.ص‌)؛ في حين‌ أن‌ الأشرطة العريضة للسيفين‌ المذكورين‌ هما من‌ المطرزات‌ الذهبية الهندية (ظ: شتكلاين‌، لوحة 1424). يتم‌ الاحتفاظ بهذين‌ السيفين‌ في مجموعة والاس‌ بلندن‌ (م‌.ن‌، 2575). و قد عرض‌ سيف‌ آخر في مجموعة شتكلاين‌ نفسه‌ في معرض‌ لندن‌ برقم‌ (E)833 يحمل‌ التاريخ‌ 1031ه‍ (كاتالوغ‌، 330). و رغم‌ أنه‌ لم‌‌يتم‌ طبع‌ صورة لهذا السيف‌، و لكن‌ مقبضه‌ المصنوع‌ من‌ العاج‌، و الغطاء الجلدي المعقود لقرابه‌ يدل‌ على‌ كونه‌ هندياً، ذلك لأننا لانجد أياً من‌ الميزتين‌ المذكورتين‌ في السيوف‌ الإيرانية (روما‌نوفسكي، ن‌.ص‌). و يقدم‌ لنا ماير سيفاً رابعاً له‌ بتاريخ‌ 1085ه‍ يحتفظ به‌ في متحف‌ بومباي (ص‌ 27، أيضاً لوحة 4)، إلا أن‌ توقيع‌ هذا السيف‌ يختلف‌ تماماً عـن‌ التواقيـع‌ التـي نعرفها عـن‌ أسـداللّه‌ الأصفهانـي (ظ: التصميم‌ 1).

 

و أما السيوف‌ الثلاثة الأخرى‌ الموجودة في مجموعة موزر، والتي سجلت‌ باسم‌ هذا الفنان‌، والتي جاءت‌ صورتها في اللوحة رقم‌ 8 من‌ دليله‌ تحت‌ الأرقام‌ 1 و3 و 10، فلايمكن‌ نسبتها إلى‌ أسداللّه‌ الأصفهاني رغم‌ أنها كلها تشتمل‌ على‌ أنصال‌ جيدة مصنوعة في إيران‌، لأن‌ توقيع‌ نصل‌ السيف‌ رقم‌ 1 لاتمكن‌ قراءته‌ ومقارنته‌ مع‌ تواقيع‌ الفنان‌ الأصيلة. و أما نصل‌ السيف‌ رقم‌ 1 فموضوع‌ في الغمد، و تواجهنا نفس‌ المشكلة بشأنه‌. في حين‌ أن‌ نصل‌ السيف‌ رقم‌ 10 مشقوق‌ من‌ الوسط، و نقشت‌ عليه عبارة «يا قاضي الحاجات‌»، و هاتان‌ الميزتان‌ لاتلاحظان‌ في سيوف‌ هذا الفنان‌ الأخرى‌. كما أنها لاتحمل‌ توقيعه‌ (ظ: «مجموعة»، نفس‌ اللوحة). و يوجد في القاعة الإسلامية لمركز مؤسسة الملك فيصل‌ بالرياض‌، بين‌ السيوف‌ المعروضة باعتبارها إيرانية، سيفان‌ تحت‌ رقم‌ 51و55 بتوقيع‌ أسداللّه‌ الأصفهاني، مصنوعة للشاه‌ عباس‌ («السيوف‌...»، 26,70,72). و هذان السيفان‌ كلاهما ليسا إيرانيين‌ من‌ حيث‌ الشكل‌، كما أن‌ توقيعيهما مضافان‌. وأما السيف‌ رقم‌ 51 والذي يزينه‌ مقبض‌ مختلف‌ تماماً عن‌ السيوف‌ الإيرانية، و نصل‌ مشقوق‌ الوسط، وغمد فضي (في حين‌ أن‌ الأغماد الإيرانية مصنوعة من‌ الخشب‌ و مغلفة بغطاء جلدي)، وتوقيع‌ لايتطابق‌ مع‌ التوقيع‌ الأصيل‌ لأسداللّه‌ الأصفهاني من‌ حيث‌ أسلوب‌ الخط، وأشكال‌ الطرّات‌ و خاصة أسلوب‌ التذهيب‌، فإنه‌ لايمكن‌ أن‌ يكون‌ من‌ صنعه‌ (ظ: التصميم‌ 2). و في السيف‌ رقم‌ 55 يظهر بوضوح‌ زيف‌ التوقيع‌ من‌ خلال‌ أسلوب‌ حفر الكلمات،  والتوقيع، و الطرة المشتملة على‌ اسم الشاه عباس‌، وتقشّر ورقة الذهب‌ الملتصقة (لاالمدقوقة) (ظ: «السيوف‌»، ن‌.ص‌؛ أيضاً ظ: التصميم‌ 3). و يتم‌ الاحتفاظ في المتحف‌ العسكري بطهران‌، بسيفين‌ من‌ هذه‌ النوعية برقم‌ 325و349، ويلاحظ عليهما عدم‌ انطباق‌ أسلوب‌ الخط وأشكال‌ الطرات‌. ويحمل‌ نصل‌ السيف‌ الأول‌ توقيع‌ أسداللّه‌ الأصفهاني، وطرة في الأعلى‌ تتضمن‌ عبارة «بندۀ‌ شاه‌ ولايت‌ عباس‌». و على‌ نصل‌ السيف‌ الثاني نلاحظ تاريخ‌ 1160ه‍، و طرة في الأعلى‌ تحوي «سلامٌ على‌ إبراهيم‌»، وطرة في الأسفل‌ تحوي عبارة «السلطان‌ أبوالسيف‌ فتحعلي شاه‌ قاجار»، بالإضافة إلى‌ التوقيع‌. ومن‌ الواضح‌ أن‌ هذا السيف‌ الأول‌ كان‌ يعود إلى‌ إبراهيم‌ خان‌ ابن‌ أخ‌ نادرشاه‌ الذي كان‌ يحكم‌ خراسان‌ بين‌ سنة 1161-1163ه‍، وتملكه‌ من‌ بعده‌ فتح‌‌ علي‌ شاه‌، وكتب‌ عليه‌ اسمه‌. وكلا السيفين‌ إيرانيان‌، ولكن‌ أضيف‌ إليهما توقيع‌ أسداللّه‌ الأصفهاني (مذكرات المؤلف؛ أيضاً التصميمان 4و5).

 

آثار أسد اللّه‌ الأصفهاني الأصيلة

1. سيف‌ بنصل‌ فولاذي مُعالَج‌: القياس‌ 29×780 مليمتر، المقبض‌ مصنوع‌ من‌ عاج‌ فيل‌ البحر، ورأس‌ المقبض‌ من‌ الفولاذ المنقوش‌ بالحفر بنقوش‌ نباتية، و واقي المقبض‌ الفولاذي من النقوش‌ البارزة، حيث‌ نقشت‌ على‌ وجه‌ منه‌ «بسم‌ اللّه‌ الرحمٰن‌ الرحيم‌» وعلى‌ الوجه الآخر «إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً»، و على‌ أعلى‌ النصل‌ تحت‌ المقبض‌ طرتان‌ مذهبتان‌: تحوي إحداهما «عمل‌ أسداللّه‌ أصفهاني» في الأسفل‌، و الأخرى‌ أكبر تحوي في الأعلى «بندۀ‌ شاه‌ ولايت‌ عباس‌» بقلم النستعليق‌ الحسن، و يوجد في الزاوية اليسرى‌ العليا للطرات‌ مربع‌ يتكون‌ من‌ 4 خانات‌ يشتمل‌ على‌ الأعداد 2-4-6- 8 (التصميم‌ 6)، و يبلغ‌ وزن‌ النصل‌ 745 غراماً؛ والغمد خشبي ذو غلاف‌ جلدي أسود مدبوغ، و مشابك الغمد من‌ الفولاذ المنقوش‌ بكتابات‌ بارزة، تحوي عبارة «ناد علياً مظهر العجائب‌...»، وزنها 265 غراماً، برقم‌ 323 في المتحف‌ العسكري في سعدآباد بطهران‌ (وثائق‌ المتحف‌؛ مذكرات‌ المؤلف‌).

 

 

2. سيف‌ بنصل‌ فولاذي معالج‌: القياس‌ 48×820 مليمتراً، المقبض‌ من‌ ناب فيل‌ البحر، رأس‌ المقبض‌ من‌ الفولاذ العادي، واقي المقبض‌ من‌ الفولاذ المحفور بنقوش‌ نباتية ذهبية، و توجد في أعلى‌ النصل‌ طرتان‌ مذهبتان‌: إحداهما تحوي عبارة «عمل أسداللّه‌ أصفهاني» في الأسفل‌، والأخرى‌ تضم‌ عبارة: «بندۀ‌ شاه‌ ولايت‌ عباس‌» بقلم النستعليق‌ الحسن، و في الزاوية اليسرى‌ فوقها مربع‌ بأربع‌ خانات‌ فيها اسم‌ بدوح‌ بالأعداد (التصميم‌ 6)؛ والغمد خشبي ذو غلاف‌‌ جلدي مدبوغ أسود بمشابك تشبه واقي المقبض‌ مصنوعة من‌ الفولاذ المنقوش‌، برقم 438 في نفس‌ المتحف‌ (ن‌.صص‌).

 

3. سيف‌ بنصل‌ فولاذي معالج‌: القياس‌ 32×830 مليمتراً، المقبض‌ من‌ ناب‌ فيل‌ البحر، رأس‌ و واقي المقبض‌ من‌ الفولاذ بنقوش‌ نباتية ذهبية بارزة، في أعلى‌ النصل‌ طرتان‌ مذهبتان‌: إحداهما تحوي عبارة «عمل‌ أسداللّه‌ أصفهاني»، والأخرى‌ أكبر و تقع‌ فوقها، وتحوي عبارة «بندۀ‌ شاه‌ ولايت‌ عباس‌» (التصميم‌ 7)، وزن‌ السيف‌ 970 غراماً‌؛ الغمد خشبي ذو غلاف‌ مدبوغ أسود بمشابك فولاذية منقوشة مثل‌ واقي المقبض‌، وزن‌ الغمد 280 غراماً‌، برقم‌ 318 في نفس‌ المتحف‌ (ن‌.صص‌).

 

4. سيف‌ ذو نصل‌ فولاذي معالج‌، بحدّين‌ (ذوالفقار): القياس‌ 30×830 مليمتراً، المقبض‌ مصنوع‌ من‌ قرن‌ الوعل‌، و على‌ الرأس‌ الفولاذي للمقبض‌ «ياحنّان‌» و«يامنّان‌»، واقي المقبض‌ فولاذي منقوش‌ على‌ جانب‌ منه‌ «بسم‌ اللّه‌ الرحمٰن‌ الرحيم‌» و على‌ الجانب‌ الآخر «إنا فتحنا...» بنقش‌ بارز، على‌ أعلى‌ النصل‌ طرة مذهبة تحوي «عمل‌ أسداللّه‌ أصفهاني 1092»، فوق‌ الطرة على‌ الزاوية اليسرى‌ مربع‌ ذو أربع‌ خانات‌ كتب‌ فيها اسم‌ بدوح‌ بالحروف‌، وفوقها آية: «إنه‌ من‌ سليمان‌ و إنه‌ بسم‌‌الله‌ الرحمٰن‌ الرحيم‌» (النمل‌ /27/30) تم‌ تذهيبها بقلم النستعليق‌ الحسن (التصميم‌ 8)، وزن السيف‌ 745 غراماً‌، الغمد خشبي ذو غلاف‌ جلدي مدبوغ أسود، المشابك فولاذية منقوشة تحوي «يامظهر العجائب‌، أسداللّه‌ غالب‌...»، وزن‌ الغمد 300 غرام‌، برقم‌ 358 في نفس‌ المتحف‌ (ن.صص).

 

 

من‌ خلال‌ دراسة خصائص‌ هذه‌ الآثار تتحصل‌ نتائج‌ يمكن‌ أن‌ تكون‌ مقاييس‌ لمعرفة الأعمال‌ الأصيلة لهذا الفنان‌ الإيراني المعروف‌: 1. تناسب‌، و جمال‌ تركيبة الأنصال‌ و معالجتها بمهارة. 2. جمال‌ خط التواقيع‌ و أشكال‌ الطرات‌ المشتملة على‌ اسم‌ صاحب‌ السيف‌، وروعة التذهيب.3. تشابه‌ التواقيع.4. آخر و أهم‌ مقياس‌ وعلامة على‌ صحة نسبتها إلى‌ أسداللّه‌ الأصفهاني، هو تناسق‌ مواضع‌ كتابة كلمات‌ «اللّه‌» في «أسداللّه‌» و «شاه‌» في تركيبة «شاه‌‌ولايت‌» على‌ الأنصال‌، مع‌ رسوم‌ نقش‌ الأختام‌، و نقش‌ أختام‌ الملوك الصفويين‌. و في الآثار المذكورة تعلو كلمة «اللّه‌» في طرات‌ التوقيع‌، وكلمة «شاه‌» في طرات‌ اسم‌ صاحب‌ السيف‌ الكلمات‌ الأخرى‌ (ظ: التصاميم‌ 6- 8). و هذا الحكم‌ يجري أيضاً حتى‌ في الكتابات‌ على‌ واقيات‌ المقابض‌. ونحن‌ لانلاحظ اجتماع‌ جميع‌ هذه‌ الخصائص‌ مرة واحدة في أي من‌ الآثار التي تم‌ التعريف‌ بها والمنسوبة إلى‌ أسداللّه‌ الأصفهاني.

 

و يبدو أن‌ الأشخاص‌ الأوائل‌ الذين‌ تناولوا آثار أسداللّه‌ الأصفهاني بالدراسة و التعريف‌ كانوا يمتلكون‌ سيوفاً عليها علامة «بندۀ‌ شاه‌ ولايت‌ عباس‌»، و لذلك فقد اعتبروه‌ معاصراً للشاه‌ عباس‌ الأول‌ الصفوي حتى‌ تحول‌ ذلك إلى قناعة عامة. ولايجب‌ تجاهل‌ تأثير انتشار قصة لمتون‌ شبه‌ الأسطورية حول‌ معاصرة هذين‌ الشخصين‌ لبعضهما البعض‌، في اتساع‌ هذه‌ القناعة و دخولها المصادر العلمية. فقد كتب‌ لمتون‌ نقلاً عن‌ صناع‌ السيوف‌ في أصفهان‌: بعد أن‌ استلم‌ الشاه‌ عباس‌ الخوذة من‌ السلطان‌ العثماني أعلن‌ أنه‌ سيعطي جائزة لمن‌ يستطيع‌ أن‌ يشق‌ خوذته‌ بسيفه‌. فصنع‌ أسداللّه‌ الأصفهاني سيفاً، شق‌ به‌ الخوذة. فأثابه‌ الملك بأن‌ عفا صناع‌ السيوف‌ من‌ دفع‌ الضرائب‌. وقـد اسـتـمـر هـذا الـعــفـو ــ كما ذكر حتى‌ عصـر الملوك القـاجـارييـن‌.ــ و يضيـف‌ أن‌ صناع‌ السيوف‌ في أصفهان‌ كانوا يجتمعون‌ في يوم‌ معين‌ سنوياً حتى‌ 1316ش‌/1937م‌ عند قبر أسداللّه‌ الأصفهاني في قرية سيجان‌ قرب‌ أصفهان‌، ويقيمون‌ المراسم‌ تقديراً لخدماته‌ (ص‌ 25-26). و لكننا لانمتلك أية وثيقة تاريخية تثبت‌ معاصرة أسداللّه‌ الأصفهاني للشاه‌ عباس‌، وهذه‌ القصة.

 

و من‌ خلال‌ دراسة 4 آثار اكتشفت‌ حديثاً لأسداللّه‌ الأصفهاني يحمل‌ آخرها تاريخ‌ 1092ه‍، ونقش‌ عليها بالذهب‌ خاتم‌ الشاه‌‌سليمان‌ (التصميمان‌ 8 و9؛ ظ: رابينو، لوحة 3)، ولايمكن‌ الشك في أصالتها، يمكننا أن‌ نستنتج‌ أن‌ هذا الفنان‌ كان‌ معاصراً للشاه‌‌عباس‌ الثاني (سل‍ 1052- 1078ه‍( و الشاه‌ سليمان‌ الصفوي (سل‍ 1078-1106ه‍/1667-1695م‌). و قد أدت‌ شهرة أسداللّه‌ الأصفهاني الواسعة إلى‌ أن‌ ينقش‌ بعض‌ الأشخاص‌ اسمه‌ على‌ السيوف‌ الإيرانية و غير الإيرانية القديمة، ويعرضوها على‌ هواة الأسلحة الإيرانية. و هذه‌ الآثار مبعثرة الآن‌ في المتاحف‌ والمجموعات‌ الخاصة في أنحاء العالم‌ (ظ: ماير، 26-29). على‌ أننا يجب‌ أن‌ نأخذ بعين‌ الاعتبار أن‌ من‌ الممكن‌ دائماً أن‌ يتم‌ التعرف‌ على‌ عدد أكثر من‌ الآثار الأصيلة لهذا الفنان‌ الإيراني القدير، و التعريف‌ بها.

 

المصادر

أمير عالم‌ خان‌، خاطره‌ها، طهران‌، 1373ش‌؛ تحويلدار، حسين‌، جغرافياي أصفهان‌، تق‍ : منوچهرستوده‌، طهران‌، 1342ش‌؛ رومانوفسكي، دوبنشا، «تاريخچۀ أسلحه‌هاي سرد «در إيران»، الأسلحة الباردة في إيران‌»، بررسيهاي تاريخي، طهران‌، 1346ش‌، س‌ 3، عد 5؛ القرآن‌ الكريم‌؛ وثائق المتحف العسكري في سعد آباد؛ مذكرات‌ المؤلف‌؛ التصاميم‌ من‌ فريبا افتخار؛ و أيضاً:

 

Catalogue of the International Exhibition of Persian Art, London, 1931; Collection Henri Moser Charlottenfels, armes et armures orientales ed. K. W. Hiersemann, Leipzig, 1912; EI2; Flindt, T. W., «Some Nineteenth-Century Arms from Bukhārā», Islamic Arms and Armour, ed. R. Elgood, London, 1979; Haider, Z., Islamic Arms and Armour of Muslim India, Lahore, 1991; Iranica ; Lambton, A. K. S., Islamic Society in Persia, London, 1954; Mayer, L. A., Islamic Armourers and Their Works, Geneva, 1962; Rabino, H. L., Coins, Medals, and Seals of the Shâhs of Îrân (1500-1941), Hertford, 1945; Stöcklein, H., «Arms and Armour», A Survey of Persian Art, ed. A. U. Pope, Tehran, 1967, vol. VI; Swords and Armour, Riyadh, 1991; Welch, A., Shah ªAbbas and the Arts of Isfahan, New York, 1973.

محمد حسن‌ سمسار/خ‌.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: