الصفحة الرئیسیة / المقالات / إسحاق الترک /

فهرس الموضوعات

إسحاق الترک

إسحاق الترک

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/14 ۱۴:۵۵:۱۴ تاریخ تألیف المقالة

إسْحاقُ‌ التُّرْك، من‌ دعاة أبي مسلم‌ الخراساني (ن‌.ع‌) في النصف‌ الأول‌ من‌ القرن‌ 2ه‍. معلوماتنا عنه‌ أثناء حركة أتباع‌ أبي‌مسلم‌ التي حدثت‌ في القرن‌ 2ه‍ بعد مقتل‌ الأخير قليلة للغاية ومقتصرة تقريباً على‌ الفهرست‌ لابن‌ النديم‌ (ص 408). و رواية ابن‌‌النديم‌ مؤلفة من‌ 3 روايات‌ قديمة لانعلم‌ مصدر اثنتين‌ منهما؛ ولكن‌ الرواية الثالثة مأخوذة من‌ كتاب‌ بعنوان‌ أخبار ماوراءالنهر لمؤلف‌ مجهول‌. و يعد ماذكره‌ الگرديزي (ص‌ 273 و مابعدها) مكملاً إلى‌ حدما للفهرست‌، فهو يقدم‌ لنا معلومات‌ عن‌ ثورة جند أبي داود خالد بن‌ إبراهيم‌ الذهلي عامل‌ خراسان‌ في عهد إسحاق‌ الترك، وتمرد خليفته‌ عبدالجبار بن‌ عبدالرحمان‌ الأزدي (أيضاً ظ: صديقي، 151، نقلاً عن‌ زين‌ الأخبار، مخطوطة كمبردج‌). يبدو أن‌ الگرديزي أخذ وقائع‌ خراسان‌ في القرون‌ الإسلامية الأولى‌ من‌ الكتاب‌ المعروف‌ أخبار ولاة خراسان‌ للسلّامي (تـ 300ه‍/913م‌)؛ لأن‌ الرواية المقتصرة على‌ مؤلف‌ كتاب القند حول‌ المقنّع‌ (ن‌.ع‌) أشارت‌ بوضوح‌ إلى‌ ماذكره‌ السلامي (النسفي، 72)، و بما أن‌ حركة إسحاق‌ الترك حدثت‌ قبل‌ ثورة المقنع‌ فمن‌ المحتمل‌ أن‌ تكون‌ أخبار الگرديزي حول‌ وقائع‌ خراسان‌ بعد مقتل‌ أبي مسلم‌ (137ه‍/754م‌)، مستقاة من‌ كتاب‌ أخبار ولاة خراسان‌ للسلامي.

نقل‌ ابن‌‌النديم‌ روايتين‌ مختلفتين‌ حول‌ موطن‌ إسحاق‌ و نسبه‌: تشير إحداهما إلى‌ أنه‌ كان‌ من‌ العلويين‌ و من‌ أولاد يحيى‌ بن‌ زيد‌بن ‌علي و قد هرب‌ خوفاً من‌ الأمويين‌، و ذهب‌ إلى‌ أرض‌ الأتراك، ولذلك عرف‌ بإسحاق‌ الترك (ن‌.ص‌؛ عن‌ الاحتمالات‌ الأخرى‌ حول‌ نسبه، ظ: صديقي،152؛ آمورتي، 496)، و رفع‌ لواء المعارضة (ظ: بارتولد، 199). و استناداً إلى‌ رواية ابن‌ النديم‌ هذه‌، فمن‌ المحتمل‌ أن‌ يكون‌ إسحاق‌ الترك قد ذهب‌ إلى‌ بلاد الترك قبل‌ مجيء أبي مسلم‌ إلى‌ خراسان‌، وعاد إلى‌ خراسان‌ بعد استلام‌ العباسيين‌ زمام‌ الحكم‌ في إمارة أبي مسلم‌. و أما رواية ابن‌‌النديم‌ الأخرى‌ فمأخوذة من‌ أخبار ماوراءالنهر، حيث‌ يقول‌ نقلاً عن‌ إبراهيم‌ بن‌ محمد أحد العارفين‌ بأخبار المسلمية: «إن‌ إسحاق‌ إنما كان‌ رجلاً من‌ أهل‌ ماوراء‌‌النهر، و كان‌ أمياً، و كان‌ له‌ تابعة من‌ الجن‌، فكان‌ إذا سئل‌ عن‌ شيء أجاب‌ بعد ليلة. فلما كان‌ من‌ أبي‌مسلم‌ ماكان‌، دعا الناس‌ إليه‌ » (ن‌.ص‌).

و يمكن‌ أن‌ يجعلنا اسمه إسحاق‌، نشك في كونه زراد‌شتياً، ولكن‌ يمكننا الظن‌ استناداً إلى‌ آرائه‌ أنه‌ اعتنق‌ الإسلام‌، ثم‌ عاد إلى‌ دينه‌ القديم‌ (صديقي، آمورتي، ن‌.صص‌). و تزامناً مع‌ ثورة‌ إسحاق‌، كان‌ أبو داود خالد بن‌ إبراهيم‌ حاكم‌ خراسان‌ و الذي كان‌ أبومسلم‌ قد استخلفه‌ في 136ه‍/753‌م عند ذهابه‌ إلى‌ العراق‌، وقد قضى‌ على‌ جيش‌ إسحاق‌ (ظ: صديقي، 151)، و قتل‌ هو نفسه‌ في 140ه‍ (الگرديزي، ن‌.ص‌). و إذا ما أذعنا إلى‌ أن‌ إسحاق‌ ذهب‌ إلى‌ ماوراءالنهر و بلاد الترك بعد مقتل‌ أبي مسلم‌، فيمكن‌ اعتبار نشاطه‌ قد بدأ بعد ثورة‌ سنباد (ن‌.ع‌) و قبل‌ حركة المقنع‌. و يبدو أن‌ آراء إسحاق‌ الترك في ماوراء‌النهر، هيأت‌ أرضيات‌ مناسبة للغاية لثورة‌ المقنع‌ و انتصاراته‌ الأولى‌. و لذلك فإن‌ ثورة إسحاق‌ يفترض‌ حدوثها بعد مقتل‌ أبي مسلم‌ و أبي داود في 140ه‍. واستناداً إلى‌ ماذكره‌ الفهرست‌ فقد ادعى إسحاق‌ أن‌ أبا مسلم‌ حي، و أنه‌ محبوس‌ في جبال‌ الري، و سيظهر في زمان‌ معين‌؛ كما نلاحظ أيضاً علاقة بين‌ ادعاءات‌ إسحاق‌ و معتقدات‌ الزرادشتيين‌ (ابن‌‌النديم‌، ن‌.ص‌). ويبدو من‌ رواية ابن‌‌النديم‌ أن‌ إسحاق‌ أحسن‌ استغلال‌ شهرة أبي‌مسلم‌ للفت‌ أنظار الزرادشتيين‌ إلى‌ دعوته‌.

إن‌ ما يلفت‌ النظر في ثورة إسحاق‌ و لانلاحظه في سائر الحركات‌ في العصر العباسي، هو أنه‌ اكتفى‌ بالدعوة، ولم‌‌تقع‌ أية مواجهات‌ ومصادمات‌ بينه‌ هو و أتباعه‌ و بين‌ عمال‌ الحكومة. وتشبه‌ بعض‌ معتقدات‌ إسحاق‌ الترك آراء سنباد و أتباعه‌. و ربما أنهـم‌ كانوا قـد وجدوا فـي تركيب‌ الأفكار الدينيـة وسيلة نافعـة البيت السعيد الاتحـاد بعض‌ الفئات‌ الضعيفة المناوئة للعباسيين‌ (دانيل، 132).

و بعد وفاة إسحاق‌ التي لانعلم‌ تاريخها كما لانعلم‌ تاريخ‌ ولادته‌، تفرق‌ أتباعه‌ الذين‌ كان‌ معظمهم‌ من‌ مسلمية ماوراء‌النهر، ولم‌‌يكتب‌ لحركته‌ الاستمرار.

 

المصادر

ابن‌ النديم‌، الفهرست‌؛ الگرديزي، عبدالحي، زين‌ الأخبار، تق‍ ‍: عبدالحي حبيبي، طهران‌، 1363ش‌؛ النسفي، عمر، القند في ذكر علماء سمرقند، تق‍‍: نظر محمد الفاريابي، الرياض‌، 1412ه‍/1991م‌؛ و أيضاً:

 

Amoretti, B., «Sects and Heresies», The Cambridge History of Iran, Cambridge, 1975, vol. IV; Barthold, W.W., Turkestan Down to the Mongol Invasion, London, 1928; Daniel, E. L., The Political and Social History of Khurasan under Abbasid Rule 747-820, Minneapolis/ Chicago, 1979; Sadighi, Gh. H., Les Mouvements religieux iraniens auIIe et auIIIe siècle de l’ hégire, Paris, 1938.

رضا رضا‌زادۀ لنگرودي/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: