الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أسدآباد، مدینة همدان /

فهرس الموضوعات

أسدآباد، مدینة همدان

أسدآباد، مدینة همدان

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/21 ۲۳:۳۴:۲۲ تاریخ تألیف المقالة

أَسَدُ آباد، مدينة و قضاء في غرب محافظة همدان.

 

التسمية

ذكر اسم هذه المدينة في المصادر المختلفة علی شكل أسداواذ (المقدسي، 51، 386) و أسداباذ (ابن الفقيه، 229؛ الإصطخري، 195؛ ابن الأثير، اللباب، 1/41). و ذكره الرحالة الغربيون بأشكال مختلفة هي سَهَدآباد، و سعيدآباد، و سعدآباد، وسعي آباد (ظ: سعيدي، 51 ها2)؛ و ذكرها آدامك أيضاً باسم سعدآباد (ص 50). و يلفظ أهالي هذه المدينة اسمها بلهجتهم المحلية و هو «سعدوا» (جمالي، 10).

و ينسـب ياقوت هذا الاسم إلی أسـد بن ذي السَّرو الحميري ( البلدان، 1/245، المشترك، 22). و يری صاحب مجمل التواريخ في المقابل، أنه مأخوذ من اسم أسد الدولة المرتبط بعهد الطاهريين، و نسبه بالإضافة إلی ذلك نقلاً عن كتاب بعنوان عجائب العلوم، إلی رجل يدعی باده شير، في عصر يزدجرد (ص 519-520).

 

قضاء أسدآباد

أحد الأقضية الستة لمحافظة همدان، و يتشكل من مدينة، و ناحية، و 6 قری. يقع هذا القضاء بمساحته البالغة 144,1كم2 في غرب محافظة همدان، و يحدها من الشمال الشرقي و الشرق و الجنوب الشرقي حسب الترتيب: قضاء كبودر آهنك و همدان (محافظة همدان)، و من الجنوب و الغرب محافظة كرمانشاه و من الشمال محافظة كردستان ( آمارنامه، 1371ش، 13، 20، 22).

 

طبيعتها

يتكون قضاء أسدآباد من منطقتين جبلية و سهلية. ولكن نظراً إلی أن السهول الخصبة تشكل القسم الأكبر من هذه المنطقـة، فـإن بالإمكـان اعتبارهـا مـن ضمـن المناطـق السهليـة ( فرهنگ جغرافيائي...، 5/11؛ جغرافياي كامل...، 2/1312). ويتراوح ارتفاع المنطقة السهلية بين 300,1-600,1متر عن سطح البحر، و المنطقة الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 600,1متر، تشتمل على نقاط يربو ارتفاعها على 500,2متر، و يمكن أن نذكر من بينها جبل أَمْروله في الغرب، و زريله في الشمال الغربي، و كركس في شرق المنطقة (سعيدي، 9؛ جغرافياي كامل، ن.ص). و ترتبط ارتفاعات هذا القضاء من الناحية الجيولوجية غالباً بتشكيلة زاغروس الجبلية، فقد تشكل سهل أسدآباد من الترسبات الناجمة عن هذه الارتفاعات. و يختلف سمك و تركيب و قابلية خزن المياه في هذه الترسبات من أطراف السهل و حتی المركز: ففي السفوح تكون المواد الرسوبية ضخمة الحبات و تقل قابليتها علی خزن المياه، و لكننا كلما تقدمنا نحو مركز السهل، تصبح الترسبات أكثر نعومة، لتتشكل في الغالب من الرمل والطين الناعم و الخشن، و لتكون قابليتها علی الخزن أكثر. و هكذا فإن وجود الطبقات الطينية الطفلية يؤدي بدوره إلی ظواهر شبه صحراوية في مركز السهل (سعيدي، ن.ص).

و تشير الخصائص المناخية لمنطقة أسدآباد، إلی إقليم شبه جاف، يسوده شتاء بارد، و صيف جاف و حار، و تذبذب شديد في درجات الحرارة يومياً و سنوياً (م.ن، 11). و في فصل الشتاء تهب من الشمال الغربي ريح شديدة البرودة تدعی «كَوَر» تساعد علی انخفاض درجة الحرارة (كيهان، 2/383).

و تتركز الأمطار السنوية في الربيع، إذ تبلغ في هذا الفصل 3/48٪، و في الخريف 4/13٪، و في الصيف 3/36 ٪، و بذلك تستمر فترة الجفاف من أواخر حزيران و حتی أواخر تشرين الأول. وتتذبذب نسبة الأمطار السنوية في هذه المنطقة بين 300 مليمتر في المنطقة السهلية، و 500 مليمتر في المنطقة الجبلية (سعيدي، 15). أبرد شهور السنة هو كانون الثاني بمتوسط درجة حرارة تبلغ 1°سنتيغراد، و أكثر شهور السنة ارتفاعاً في درجات الحرارة هو تموز متوسط 26° سنتيغراد (جعفرپور، 4). تعد الثلوج التي تغطي مرتفعات هذه المنطقة و التي تبقی لشهور بعد هطولها، مصدراً هاماً لتأمين مياه الينابيع العديدة، و الأنهار الفصلية في المنطقة (سعيدي، ن.ص). تتمتع أنهار هذه المنطقة بأهمية محلية، و نظام فصلي (ن.ص؛ جغرافياي كامل، 2/1312-1313). يعد نهر شهاب أهم أنهار المنطقة و ينبع من قرية چهار دولي، و يصب في گاماسياب بعد اجتياز مضيق بوجين و السهل ( فرهنگ جغرافيائي، ن.ص) و يمكـن القول إن جميـع أنهار المنطقة تدخل گاماسيـاب ( آمارنامه، 1371ش، 9، 11). و ينبع الكثير من روافد هذا النهر من منطقة أسدآباد(كيهان، 1/48، 74). و من جهة أخری، تتمتع المياه الجوفية في هذه المنطقة بأهمية أساسية، و يتراوح مستواها من 2 إلی 20 متراً (في السهل) (سعيدي، 17).

و يتمثل الغطاء النباتي لمنطقة أسدآباد في السهوب العلفية، والمناطق المغطاة بالشجيرات، و التي تزول في فصل الجفاف. وتلاحظ آثار و بقايا الغابات علی شكل أشجار و شجيرات منفردة في المنطقة الجبلية. و لم‌تؤد عمليات الاستغلال المبالغ فيها خلال المئات من السنين، و كذلك الرعي غير الأصولي للمواشي، إلی زوال الغطاء النباتي للمنطقة و حسب، بل إلی اتساع استهلاك المصادر الطبيعية، و حدوث ظواهر مثل انزلاق التربة، و ارتفاع نسبة الكلس و الأملاح في المياه (م.ن، 19). و توجد في هذا القضاء حيوانات و طيور متنوعة يعد البعض منها نادراً في إيران ومنها طائر يعرف باسم «ميش مـرغ» (جغرافيای، كامل، 2/1313).

 

الخصائص الاجتماعية ـ الاقتصادية

اعتبرت منطقة أسدآباد، علی الأقل منذ أوائل القرن الماضي، من ضمن «التقسيمات الحكومية» لهمدان (كيهان، 2/380) و كانت في تلك الفترة تشتمل علی 124 قرية مع مدينة مركزية تضم حوالي 37 ألف نسمة (م.ن، 2/383). و في بداية العقد 1330ش، قد بلغ هذا الإحصاء 147 قرية، بعدد سكان يبلغ 500,53 نسمة ( فرهنگ جغرافيائي، 5/11).

و استناداً إلی معطيات الإحصاء العام للسكان في 1365ش، فقد كان عدد سكان هذه المنطقة يبلغ 591, 108 نسمة (124,19 أسرة)، يشكل الرجال منه 4/52٪ (848,56 نسمة)، والنساء النسبة المتبقية (743,51 نسمة) (سرشماري، ...،15). و قد ذكر هذا الرقم في إحصائية المحافظة لعام 1370ش علی صورتين: 790,99 نسمة ( آمارنامه، 30) و108 آلاف نسمة (ن.م، 27). وبذلك فإن نسبتها الجنسية كانت تبلغ حوالي 110 رجال مقابل 100 مرأة. و في نفس الفترة كانت نسبة 8/31٪ من هذه النفوس (516,34 نسمة) تعيش في المدينة، و 2/68٪ (075,74 نسمة) في المناطق الريفية (سرشماري، ن.ص).

اعتبرت أسدآباد قضاء منذ 1370ش. و رغم أن نسبة 1/37٪ من عدد السكان البالغ 385,117 نسمة كانت تعيش في تلك الفترة في مركزها المدني الوحيد ( آمارنامه، 1371ش، 40)، ولكن يمكننا أن نعتبر أسدآباد منطقة ريفية. و في 1365ش ذكر أن عـدد القـری المسكونة فـي هـذه المنطقـة يبلـغ 127 قريــة ( فرهنگ روستائي، 56)، و تعد في الغالب من القری المتوسطة (بعدد سكان يتراوح بين 50- 199 أسرة). و كانت القری الصغيرة (أقل من 50 أسرة)، و القری الأكبر (أكثر من 200 أسرة) تشكل بالترتيب 2/40٪ و6/12٪ ( فرهنگ آباديها...، 5). و في 1370ش بلغ عدد سكان القری في قضاء أسدآباد 614,73 نسمة، شكل الرجال منه 3/51٪ (777,37 نسمة)، و النساء 7/48٪ (837,35)، تركزوا بمجموعهم في 156,12 أسرة ( آمارنامه، 1371ش، ن.ص).

و من عدد سكان القری في هذه المنطقة في 1365ش، تم تصنيف 2/50٪ في الفئة السنية الأقل من 15 سنة، و 47٪ في الفئة السنية 15-64 سنة، و8/2٪ في الفئة السنية 65 سنة فما‌فوق ( فرهنگ آباديها، 2). و هذا مايدل علی ارتفاع نسبة الشباب، وعبء التكفل المرتفع نسبياً في المجتمع الريفي لهذا القضاء.

يقوم اقتصاد منطقة أسدآباد، بالإضافة إلی الأعمال الخدمية ـ التجارية، علی النشاط الزراعي بشكل رئيس، بحيث إن النشاطات الزراعية و تربية المواشي تنتشر حسب الترتيب في 120و124 قرية (من 127 قرية في المنطقة). و من بين النشاطات الاقتصادية الأخری في مناطق أسدآباد الريفية، البستنة و تربية الدواجن والنحل ( فرهنگ روستائي، 150). و تضم الصناعات اليدوية في المنطقة حياكة السجاد، و البُسُط البُسط (جغرافياي كامل، ن.ص). و من جهة أخرى، فإن العدد الملفت للنظر نسبياً للمواشي الموجودة في منطقة أسدآباد، يدل علی أهمية تربية المواشي في الاقتصاد الريفـي. و فـي 1365ش قـدرت الثـروة الحيوانيـة فـي أسـدآبـاد بـ842,165 رأس ضـأن و ماعـز، و 846,18رأس مـن الأبقـار والجاموس ( فرهنگ روستائي، 174).

و في العقود القليلة الأخيرة، اكتسب استثمار الآبار العميقة، وشبه العميقة في هذه المنطقة، أهمية خاصة، بحيث إن ازديادها في فترة قليلة نسبياً أدی إلی زوال عدد ملفت للنظر من قنوات المنطقة و أحدث أيضاً ظواهر تبيؤية و اقتصادية عديدة (سعيدي، 125-133؛ إهلرس، 97-103). و حسب معطيات 1371ش فقد بلغ عدد هذه الآبار 133,1 بئراً، و تبلغ الكميات التي تضخها من المياه سنوياً 276 مليون م3 ( آمارنامه، 1371ش، 28). و قد زالت بعض قری هذه المنطقة، أو كادت تزول لأسباب مختلفة منها انعدام المساواة بين العيش في المدن والقری، وكذلك القضايا المتعلقة باستثمار مصادر المياه و التربة (سعيدي، 166). ويبين الجدول التالي توزيع القری، و سكان الريف في هذا القضاء حسب القری الست ( آمارنامه، 1370ش، 34).

و استناداً إلی قرار مجلس الوزراء 14/10/1370، فقد انفصلت قرية فارسنج (پارسينه) من أسدآباد، وضُمت إلی قضاء كنگاور (محافظة كرمانشاه) (آمارنامه، 1370ش، 27).

 

مدينة أسدآباد

تقع هذه المدينة الصغيرة في خط العرض الشمالي 34°و46´ وخط الطول الشرقي 48°و8´ (مفخم، 1/25)، علی مسافة 52كم من مركز المحافظة (مدينة همدان) علی الطريق الرئيس و القديم بين همدان و كرمانشاه ( آمارنامه، 1370ش، 17؛ فرهنگ جغرافيائي، 5/11). تلبغ مساحة هذه المدينـة 2/5كم2، و كثافتها السكانيـة 2/296,8 نسمة في كم2 ( آمارنامه، 1371ش، 38). و تقع هذه المدينة أسفل المضيق الجبلي المعروف بأسدآباد (كيهان، 2/383). يرتفع مضيق أسدآباد 241,2 متراً عن سطح البحر ( آمارنامه، 1370ش، 2). يعد مناخ مدينة أسدآباد بارداً بسبب وضعها الطبيعي ( فرهنگ جغرافيائي، ن.ص).

 

تاريخها

إن وقوع أسدآباد في إحدی المناطق التاريخية، وعلی الطريق الرئيسي و القديم بين إيران الوسطی و بين‌النهرين، كان دوماً يضفي علی هذه المدينة الصغيرة أهمية باعتبارها محطة سفر و حلقة وصل (شوارتس، 492؛ سعيدي، 7). و يری جكسون أن أسدآباد محطة لجميع المسافرين الذين كانوا يمرون بهذا الطريق التاريخي. و يری أيضاً أن موقع أسدآباد هو نفسه موضع بازيگربان الذي ذكره ايزيدورس خاراكسي، و الذي كان قديماً لدی الإيرانيين يدعی «باجي‌گربنا»، أي موضع أخذ الإتاوات، والجمارك (ص 280-281).

و قد ذكر صاحب مجمل التواريخ الذي ينسب تأسيس كنگور (كنگاور) إلی خسرو أبرويز أن «مطبخ» خسرو أبرويز كان يقع في قرية بهذا الاسم في منطقة أسدآباد (ص 81). و يقول نقلاً عن سير الملوك إن المأكولات كانت تنقل من هذا الموضع حتی أروند همدان (؟) في صحون ذهبية من قبل الغلمان يداً بيد حتی تصل قصر خسرو في كنگاور و هذا مايدل علی كثرة غلمانه (ص 81-82). و قـد تناقل الآخرون أيضاً هذه القصة. و من جهة أخری، فقد سمی ابن الفقيه نقلاً عن خسرو أبرويز أسدآباد «دوزخ در» (باب جهنم) (ص 229)، و يذكر صاحب مجمل التواريخ أن آزرميدخـت بنی في أسدآباد قصـراً سماه باسمـه (ص 83). وذكـر ياقوت أن المسافـة بين أسدآباد حتـى «مطابـخ كسری» 3 فراسـخ، وحتـی قصـر اللصـوص 4 فراسـخ ( البلـدان، 1/245).

كانت أسدآباد في 195ه‍/811م مسرح حروب بين جند المأمون و الأمين ابني هارون‌الرشيد، و التي انتهت بانتصار الطاهر قائد جند المأمون، و علی إثرها سقطت ولاية الجبال بيد المأمون (الطبري، 8/416-417). و علی قول المقدسي، فقد كانت أسدآباد في القرن 4ه‍ مدينة صغيرة، وخصبة، ذات سوق كبير، وعسلها معروف (ص 393). و في بداية القرن 5ه‍، كانت منطقة أسدآباد تحت نفوذ الأكراد من بني حسنويه (ابن الأثير، الكامل، 9/213-214)، وقد سقطت فيما بعد بيد علاء‌الدولة الديلمي، ثم الغز (م.ن، 9/384). و في 514ه‍ و خلال خروج ملك مسعود السلجوقي حاكم الموصل علی أخيه السلطان محمود (حاكم أصفهان)، كانت أسدآباد مسرحاً للمعارك بينهما، حيث انتهت بانتصار محمود (ن.م، 10/562-563؛ أيضاً ظ: بازورث، 121؛ وايل، III/218-222). و في 590ه‍ شهدت أسدآباد هزيمة رسول الخليفة العباسي علی يد تكش‌خان خوارزمشاه (الجويني، 2/32-33؛ خواندمير، 2/638-639).

كانت أسدآباد في القرن 7ه‍ مدينة صغيرة، و تخرج منها علی قول ابن الأثير جمع من العلماء ( اللباب، 1/41). و وصفها الإدريسي قبله بأنها عامرة بالأسواق، و القری الكثيرة، و المزارع الغزيرة المتصلة مع بعضها (2/672). و قد أرسل هولاكو في 655ه‍ عندما قصد فتح بغداد، كتابه من أسدآباد إلی الخليفة (المستعصم العباسي)، و طلبه للحضور (إقبال، 1/182). كانت أسدآباد مدينة صغيرة في عصر المغول، و كانت تؤمن مياهها من القنوات، و تنتج الغلة و القطن و الفاكهة و العنب، و ذكر حمدالله المستوفي أن حقوقها الديوانية بلغت في هذه الفترة توماناً و500,5 دينار (ص 72-73). و منذ هذه الفترة و حتی العصر الحالي لانجد أخباراً كثيرة عن هذه المدينة في المصادر.

كانت أسدآباد في العهد القاجاري إحدی توابع همدان. و في هذه الفترة كان هناك طريقان يصلان هذه المدينة عن طريق مضيقها، و قد كان اجتياز هذين الطريقين كليهما تكتنفه المشاكل و خاصة في الشتاء (اعتمادالسلطنة، 1/75؛ تشريكوف، 88-89). و ذكر زين العابدين (ص 77) أنها «كانت مدينة منذ القدم ولكنها هجرت مع مرور الأيام». و في المقابل، يشير سيف‌الدولة إلی عمرانها و ازدهار زراعتها و بساتينها، و الغزارة النسبية لمصادر مياهها (ص 270؛ أيضاً ظ: اعتمادالسلطنة، 4/2095)، و يعتبرها موطن عشيرة أفشار الناطقة بالتركية (ن.ص). و ذكر ناصرالدين‌شاه خلال سفره إلی كربلاء الكثير من القری التابعة للخانات الأفشار في هذه المنطقة (ص 47- 48). و هكذا، فقد كانت مدينة أسدآباد و منطقتها خاضعتين للخانات الأفشار حتی الحركة الدستورية و لذلك، فقد كان هناك قسم مهم من سهل أسدآباد يسمی سهل أفشار (سعيدي، 52-53). و حسب أحد الأقوال، فقد كان الأفشار منتشرين في 70 قرية بهذه المنطقة (تشريكوف، 89).

و بعد الحركة الدستورية، و إلغاء نظام حكم الخانات (ظ: ن.د، الخان)، و مع ضعف سلطة الخانات الأفشار، اختار فرمان‌فرما مباشره الميرزا مصطفی الآشتياني حاكماً علی أسدآباد، و سيطر عن طريقه على أراض و قری كثيرة في هذه المنطقة (سعيدي، 59؛ آدامك، 50). و في السنوات الأخيرة اكتسبت أسدآباد أهمية من جديد بسبب كونها مسقط رأس السيد جمال‌الدين ( إيرانيكا، II/697).

بلغ عدد سكان مدينة أسدآباد الصغيرة استناداً إلی تقرير تشريكوف (في 1305ه‍( 800 أسرة (ن.ص)، حيث بلغ هذا العدد 7 آلاف نسمة قبل أول إحصاء عام للسكان في البلاد (1335ش) ( فرهنگ جغرافيائي، 5/11). و استناداً إلی إحصائية سنة 1335ش، بلغ عدد سكان هذه المدينة 190,5 نسمة ( گزارش مشروح، 1)، حيث ازداد بسرعة خلال العقدين التاليين، و ارتفع في الفترة 1345-1355ش من 714,6 نسمة إلی 083,12 بنسبة نمو سنوية بلغت 05/6٪، و في الفترة 1355-1365ش 516,34 نسمة بنسبة بلغت 07/11٪، حيث كان هذا المعدل السنوي للنمو في الفترة المذكورة عديم النظير بين مدن المحافظة ( آمارنامه، 1367ش، 18).

و في 1365ش، بلغ عدد الرجال من عدد سكان هذه المدينة البالغ 516,34 نسمة 288,18 (53٪)، فيما بلغ عدد النساء 228,16 نسمة (47٪)، و بذلك كانت النسبة الجنسية تعادل 113 نسمة (رجل إزاء 100 امرأة). و من هذا العدد كان عدد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، يصل إلی 475,16 نسمة (7/47٪) (سرشماري عمومي، 18). وفضلاً عن ذلك، كانت هناك نسبة 3/60٪ من عدد السكان الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات فما فوق في هذه السنة متعلمة، حيث بلغت هذه النسبة بين الرجال 5/72٪ و بين النساء 6/46٪ (ن.ص)، و لكن و طبقاً لآخر إحصاء عام للسكان و الذي أجري في 1370ش، بلغ عدد سكان هذه المدينة 582,43 نسمة، أو مايعادل 010,8 أسرة ( آمارنامه، 1371ش، 40).

و يعود سبب النمو السريع لمدينة أسدآباد الصغيرة إلی هجرة القرويين إليها، حتی إن نسبة السكان المولودين في المدينة فقط بلغت في 1365ش 1/52٪، فيما كانت نسبة المولودين في المناطق القروية 5/42٪ (سرشماري عمومي، ن.ص). وفي هذه الأثناء كان ظهور الاختلافات القومية و القبلية علی صعيد القری، وازدياد أهمية الطريق الرئيس بين طهران و غرب البلاد و جنوبها، و كذلك نمو المدينة باعتبارها مركزاً خدمياً، من عوامل تعزز هذا النمو (مرادي، 77).

من آثار أسدآباد مرقد السيد أحمد، و مخزن المياه في المسجد السلطاني، و حمام المدينة القديم، و كذلك قناتا وير ودره محمد‌خـان المهجورتـان و اللتـان تبقتـا منـذ أزمنـة بعيـدة ( فرهنگ جغرافيائي، ن.ص). كما كان يوجد مسجد قديم في محلة سوق المدينة و قد اندثر بسب عدم الاهتمام به، و حل محله مسجد جديد. و يتكون المبنی القديم للمسجد من 4 أضلاع، جمعت أركانه الأربعة مع 4 حلقات، و جعلت الأضلاع الأربعة على شكل 8 أضلاع، و حول مع حلقاته الثماني الأخری إلی 16 ضلعاً. كانت المواد الإنشائية المستخدمة في هذا البناء عبارة عن آجر باللون الأحمر و الحمصي و ملاط الجص. و كانت ترتفع فوق البناء قبة مدورة مرتفعة (گلزاري، 1). و تعود النقوش الخمسة لمسجد مدينة أسدآباد القديم و التي ذكر فيها العفو، وكيفية جبي الضرائب في هذه المنطقة، إلی عهد الصفويين (م.ن، 1 و مابعدها). و يقع المسجد الجامع الجديد للمدينة، كما ذكر اعتمادالسلطنة، في أزقة جميلة (4/2095).

و علی امتداد طريق كرمانشاه، و علی مسافة 5 كم من المدينة، تقع محطة أسدآباد للأقمار الصناعية، و تشتمل علی هوائيين كبيرين (جغرافياي كامل، 2/1313).

 

المصادر

آمارنامۀ أستان همدان (1367ش)، مركز إحصاء إيران، طهران، 1368ش؛ ن.م (1370ش)، مركز إحصاء إيران، طهران، 1371ش؛ ن.م (1371ش)، مركز إحصاء إيران، طهران، 1372ش؛ ابن الأثير، الكامل؛ م.ن، اللباب، القاهرة، 1357ه‍؛ ابن الفقيه، أحمد، مختصر كتاب البلدان، ليدن، 1302ه‍؛ الإدريسي، محمد، نزهة المشتاق، روما، 1972م؛ الإصطخري، إبراهيم، مسالك الممالك، ليدن، 1927م؛ اعتمادالسلطنـة، محمـد حسن، مـرآة البلـدان، طهـران، 1367- 1368ش؛ إقبال الآشتياني، عباس، تاريخ‌مفصل إيران، طهران، 1347ش؛ تشريكوف، سياحت ـ نامه، تج‍ : آبكار مسيحي، طهران، 1358ش؛ جعفرپور، إبراهيم، پژوهشهاي إقليمي در غرب إيران، طهران، 1356ش؛ جغرافياي كامل إيران، وزارة التربية و التعليم، طهران، 1366ش؛ جكسون، أ.و. ويليامز، سفرنامه، تج‍ : منوچهر أميري و فريدون بدره ‌إي، طهران، 1357ش؛ جمالي أسدآبادي، صفات الله، أسناد و مدارك دربارۀ إيراني الأصل بودن سيد جمال الديـن أسدآبـادي، طهـران، 1327ش؛ الجوينـي، عطاملك، تاريخ جهانگشـاي، تق‍ : محمد القزويني، ليدن، 1334ه‍/1916م؛ حمدالله المستوفي، نزهة القلوب، تق‍ ‍: لسترنج، ليدن، 1331ه‍/1913م؛ خواندمير، غياث الدين، حبيب السير، تق‍ : محمد دبيرسياقي، طهران، 1333ش؛ زين العابدين الشيرواني، بستان السياحة، طهران، 1315ه‍؛ سرشماري عمومي نفوس و مسكن (1365ش)، نتائج تفصيلية، قضاء همدان، مركز إحصاء إيران، 1367ش؛ سيف‌الدولة، سلطان محمد، سفرنامه، تق‍ ‍: علي أكبر خداپرست، طهران، 1364ش؛ الطبري، تاريخ؛ فرهنگ آباديهاي كشور (1365ش)، قضاء همدان، مركز إحصاء إيران، طهران، 1367ش؛ فرهنگ جغرافيائي إيران، دائرة الجغرافيا في أركان الجيش، طهران، 1331ش؛ فرهنگ روستائي (1365ش)، كافة البلاد، مركز إحصاء إيران، طهران، 1369ش؛ گزارش مشروح، شعبة الإحصاء في همدان، وزارة الداخلية، طهران، 1338ش؛ گلزاري، مسعود، «بررسي و معرفي چند سنگ‌نبشته در أسدآباد همدان»، بررسيهاي تاريخي، طهران، 1354ش، س 10، عد 5؛ كيهان، مسعود، جغرافياي مفصل إيران، طهران، 1310-1311ش؛مجمل التواريخ والقصص، تق‍ : محمد تقي بهار، طهران، 1318ش؛ مرادي، أميد علي، گسترش شهري و نقش آن در دگرگوني بافت روستائي منطقة أسدآباد، رسالة تخرج مرحلة ماجستير في جامعة تربيت مدرس، طهران، 1371ش؛ مفخم پايان، لطف الله، فرهنگ آباديهاي إيران، طهران، 1339ش؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسيم، ليدن، 1906م؛ ناصرالدين شاه القاجاري، سفرنامۀ عتبات، تق‍ : إيرج أفشار، طهران، 1363ش؛ ياقوت، البلدان؛ م.ن، المشترك، بيروت، 1406ه‍/1986م؛ وأيضاً:

 

Adamec, L. W., Tehran and Northwestern Iran, Graz, 1976; Bosworth, C.E., «The Political and Dynastic History of the Iranian World», The Cambridge History of Iran, Cambridge, 1968, vol. V; Ehlers, E. and A. Saidi, «Qanats and Pumped Wells, the Case of Assad Abad», Qanat, Kariz and Khattara, London, 1989; Iranica; Saidi, A., Agrarwirtscha-ftlicher Wandel im Iran…, Marburg, 1984; Schwarz, P.,Iran im Mittelalter, Hildesheim, 1969;Weil, G., Geschichte der Chalifen, Osnabrück, 1967.

عباس سعيدي/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: