الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / إسحاق بن الحسین /

فهرس الموضوعات

إسحاق بن الحسین

إسحاق بن الحسین

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/14 ۱۱:۱۷:۳۸ تاریخ تألیف المقالة

إسْحاقُ‌ بْنُ‌ الْحُسَيْن‌، مؤلف‌ كتاب‌ آكام‌ المرجان‌ الجغرافي، من‌ المرجح‌ أنه‌ كان‌ يعيش‌ في القرن‌ 4، أو 5ه‍ .

لاتتوفر لدينا سوى‌ معلومات‌ قليلة عن‌ إسحاق‌ الذي أضيف‌ إلى‌ اسمه‌ في بعض‌ المصادر لقب‌ «المنجّم‌» (ظ: تتمة المقالة)؛ وعلى‌ هذا الأساس‌ فقد حظي كتابه‌ آكام‌ المرجان‌ باهتمام‌ معظم‌ الباحثين‌. و نحن‌ لانستطيع‌ أن‌ نحصل‌ في هذا الكتاب‌ المختصر على‌ مايتعلق‌ بفترة حياته‌ إلا عن‌ طريق‌ الحدس‌ و التخمين‌.

و يبدو من‌ خلال‌ الدراسة الدقيقة لهذا الأثر أن‌ المؤلف‌ كان‌ على‌ الأرجح‌ من‌ أهالي الأندلس‌، أو المغرب‌، ذلك لأنه‌ بالإضافة إلى‌ استخدامه‌ لبعض‌ التعابير الخاصة بتلك المنطقة (ظ: كراتشكوفسكي، 1/ 229)، فإنه‌ يقدم‌ تفصيلاً حول‌ الأندلس‌ يؤيد إلى‌ حدما هذه‌ الملاحظة (إسحاق‌، 30-33؛ أيضاً ظ: كداتسي، 8؛ مينورسكي، 141). كما يمكن‌ اعتباره‌ من‌ ضمن‌ الرجال‌ الذين‌ ظهروا بعد القرن‌ 3ه‍ نظراً إلى‌ أنه‌ ذكر في كتابه‌ مدينة تنّيس‌ بأفريقيا و التي تأسست‌ في 262ه‍ (ظ: ص‌ 23). و من‌ جهة أخرى‌، يستبعد احتمال حياته في فترة بعد هذا التاريخ نظراً لعدم تعرضه‌ لمدينة مراكش‌ التي تأسست‌ في 454ه‍ (كداتسي، كراتشكوفسكي، ن‌.صص‌؛ GAL,S,I/405).

و فضلاً عن ذلك، ذكر الإدريسي في جملة مصادره في تأليف‌ نزهة المشتاق‌ كتاباً بدون‌ عنوان‌ لـ «إسحاق‌ بن‌‌الحسن‌ المنجّم‌» (1/5-6) حيث‌ قال‌ بعض‌ الباحثين‌ إن‌ المقصود هو مؤلف‌ آكام‌ المرجان‌، رغم‌ الاختلاف‌ الموجود في اسم‌ والد إسحاق‌ (أيضاً ظ: الغريفيني، 79؛ كداتسي، 7، نقلاً عن‌ نلينو). و لكن‌ ابن‌ خلدون‌ الذي استند إلى‌ هذا القسم‌ من‌ كتاب‌ الإدريسي فيما يتعلق‌ بمصادره‌، ذكر هذا الاسم‌ على‌ شكل‌ ابن‌ إسحاق‌ المنجم‌ (ص‌ 53)، وفيما ذكر في موضع‌ آخر من‌ هذه المقدمة شخصاً باسم‌ ابن‌‌‌إسحاق‌ المنجم‌ التونسي الذي كان‌ على‌ حد قوله‌ من‌ رجال‌ أوائل‌ القرن‌ 7ه‍ (ص 489). و جواباً على‌ رأي نلينو الذي يقول‌ إن‌ مراد الإدريسي هو إسحاق‌ مؤلف‌ آكام‌ المرجان،‌ فإن كداتسي تحتمل‌ أن‌ المراد من «إسحاق‌ المنجم‌» لدى‌ الإدريسي‌ هو ابن‌‌إسحاق‌ التونسي، لا إسحاق‌ بن‌ الحسين‌ مؤلف‌ آكام‌ المرجان‌.

و لكن‌ يبدو أن‌ احتمال‌ كداتسي لاوجه‌ له‌، ذلك لأن‌ الإدريسي توفي حوالي سنة 560ه‍/1165م‌، كما أن‌ ابن‌ خلدون‌ صرح‌ بأن‌ ابن‌ إسحاق‌ كان‌ يعيش‌ في أوائل‌ القرن‌ 7ه‍ (أيضاً ظ: كراتشكوفسكي، 1/230؛ زوتر، 142-143). كما ذكر الإدريسي‌ في أثره‌ الآخر أنس المهج‌ «إسحاق‌ بن‌ الحسين‌ المنجم‌» (ص‌ 4؛ أيضاً ظ: كداتسي، ن‌.ص‌؛ مؤنس‌، 197، ها ‌2). و لكن‌ يبدو أن‌ من‌ المستبعد أن‌ يكون‌ الإدريسي‌ قد استند إلى‌ آكام‌ المرجان،‌ خاصة أنه كان‌ يستطيع‌ الحصول‌ على‌ مصادر كتاب‌ إسحاق‌، و قد أشار هو نفسه‌ في صدر‌الكتاب‌ إلى‌ بعض‌ منها؛ إلا إذا افترضنا أن‌ آكام‌ المرجان‌ الموجود هو نسخة مختصرة من‌ كتاب‌ أكثر تفصيلاً كان‌ الإدريسي قد استند إليه‌ (أيضاً ظ: تتمة المقالة). وعلى‌ أي حال،‌ فإننا لانمتلك دليلاً متقناً فيما إذا كان‌ آكام‌ المرجان‌ الموجود من‌ مصادر الإدريسي‌.

و يعد أثر إسحاق‌ بن‌ الحسين‌ الذي يحمل‌ عنوان‌ آكام‌ المرجان‌ في أوصاف‌ المدائن‌ المشهورة في كل‌ مكان‌، و كما يبدو من‌ اسمه‌ تأليفاً مختصراً حول‌ المدن‌ المشهورة في الأقطار الإسلامية، كما جاءت‌ فيه‌ شروح‌ مختصرة حول‌ بعض‌ المناطق‌ الأخرى‌. و قد نشرت المخطوطة الوحيدة المعروفة لهذا الكتاب‌ في آمبروزيانا، أنجلا كداتسي المستشرقة الألمانية مع‌ مقدمة متقنة في وصف‌ المخطوطة، وتحليل‌ مواضيعها و ذلك في 1929م‌، ضمن‌ «مجموعة لينتشئي» في روما؛ ولكن‌ نلينو و الغريفيني كانا قد درسا وعرفا بالمخطوطة قبلها‌ (الغريفيني، 79-80؛ كداتسي، 1).

يبدأ الكتاب‌ بعد البسملة بجملة «قال‌ إسحاق‌ بن‌ الحسين‌ رحمه الله‌ تعالى‌» دون‌ خطبة، و يبدأ المؤلف‌ مواضيعه‌ بـ‍ «ذكر مدينة مكة المشرفة»؛ ثم‌ يتطرق‌ إلى‌ مدينة النبي (ص‌) و بيت‌ المقدس‌ (ص‌ 1-4)، ثم‌ إلى‌ بغداد بعدهما (ص‌ 4). و لايسود الكتاب‌ نظام‌ خاص‌، و قد اكتفى‌ المؤلف‌ بذكر المدن‌ الشهيرة. وتعتبر المعلومات‌ التي ذكرها عن‌ كل‌ مدينة قليلة للغاية، و قد خصص‌ معظمها لتحديد الموقع‌ الفلكي للمدن‌. و على‌ حد قول‌ كداتسي (ص‌ 2)، يبدو أن‌ المؤلف‌ كان‌ يستند في مثل‌ هذه‌ الحالات‌ إلى‌ خريطة جغرافية. كما لانلاحظ في هذا الأثر ذكراً مفصلاً للخصائص‌ الطبيعية و الدينية للبلاد. فالمؤلف‌ لايهتم‌ إلا نادراً بهذه‌ المواضيع‌ وخاصة الدين‌ السائد في المناطق‌ التي يتطرق‌ إليها (مثلاً عن‌ حضرموت‌، ظ: ص‌ 11). و يعد آكام‌ المرجان‌ مختصراً إلى‌ درجة بحيث‌ إن كداتسي احتملت أن‌ يكون‌ نسخة مختصرة لكتاب‌ أكثر تفصيلاً (ن‌.ص‌؛ أيضاً ظ: كراتشكوفسكي، 1/229)؛ و مع‌ كل‌ ذلك، فقد أشار المؤلف‌ نفسه‌ في موضع‌ إلى‌ رغبته‌ في اختصار وإيجـاز هذا الأثر (ص‌ 28). و ينتهـي الكتاب‌ بذكر بـلاد الخـزر و الترك (ظ: ص‌ 38 و مابعدها).

و لايشير إسحاق‌ بن‌ الحسين‌ إلى‌ مصادر سوى‌ أنه‌ يقول‌ في أحد المواضع‌ (ص‌ 15) حول‌ تاريخ‌ أصفهان‌ «قال‌ قتيبة»، ويبدو أن‌ المقصود ابن‌ قتيبة، و لكننا لانلاحظ الموضوع‌ الذي استند إليه‌ في كتاب‌ المعارف‌ لابن‌ قتيبـة و الـذي نستطيع‌ أن‌ نجد فيه‌ مثل‌ هذه‌ المعلومـات‌ (أيضـاً ظ: كداتسي، 3-4؛ قا: سعد، 7، الذي خلط بين‌ ابن‌ قتيبة الدينوري بالدينوري مؤلف الأخبار الطوال‌).

و يشترك آكام‌ المرجان‌ في موضوعاته‌ مع‌ بعض‌ المصادر الجغرافية القديمة مثل‌ آثار ابن‌ رسته، و ابن‌ خرداذبه‌، و اليعقوبي، إلا أن‌ شباهة كتاب‌ إسحاق‌ بن‌ الحسين‌ بكتاب‌ البلدان‌ لليعقوبي تبلغ‌ في بعض‌ المواضع‌ خاصة فيما يتعلق‌ ببعض‌ المدن‌ الإيرانية حداً بحيث‌ يبدو وكأنه‌ مقتبس‌ منه‌، مثل‌ همدان‌ (ص‌ 14؛ أيضاً ظ: اليعقوبي، 272)، و الري (ص‌ 15؛ أيضاً ظ: اليعقوبي، 275-276)، وجرجان‌ (ص‌ 17؛ أيضاً ظ: اليعقوبي، 277). كما نشاهد في بعض‌ المواضع‌ التشابه‌ بين‌ آكام‌ المرجان‌ و أثري ابن‌ خرداذبه‌ وابن‌‌رسته (ظ: مينورسكي، 141). و رغم‌ أن‌ بعض‌ الباحثين‌ لم‌‌يستبعدوا تأثير كتاب‌ الجيهاني المعروف‌ بالمسالك و الممالك على‌ هذا الكتاب‌، إلا أن‌ هذا التأثير من‌ المحتمل‌ أنه‌ كان‌ بسبب‌ استناد إسحاق‌ بن‌ الحسين‌ إلى‌ المصادر الوسيطة، لا إلى‌ كتاب‌ الجيهاني بشكل‌ مباشر، كما قال‌ مينورسكي ذلك بحق‌.

و يسود الاضطراب‌ القسمين‌ الأخيرين‌ من‌ كتاب‌ آكام‌ المرجان‌ و اللذيـن‌ يبـدوان‌ مختلفيـن‌ عـن‌ النـص‌ الأصـلـي، و رغـم‌ أن‌ المؤلف‌ اقتبس‌ على‌ ما يبدو هذين‌ القسمين‌ من‌ الأقسام‌ المتعلقة بالخـزر و بورداس‌ و البلغـار من‌ أثر ابن‌ رستــه، و لكن‌ الخلط و الاضطراب‌ اعتراهما لأسباب‌ ما. وقد حقق‌ مينورسكي من‌ جديد هذا القسم‌ في دراسة دقيقة بالمقارنة مع‌ المصادر الأخرى‌ و خاصة ابن‌ رسته، و أشار إلى‌ ملاحظات‌ قيمة‌ حول‌ الكتاب‌ و المؤلف‌ وخاصة القسم‌ المذكور (ص‌ 141-150).

و قد نشر فهمي سعد كتاب‌ آكام‌ المرجان‌ مرة أخرى‌ في 1408ه‍/ 1988م‌، على‌ أساس‌ طبعة كداتسي في بيروت‌، و طبعت‌ ترجمته‌ الفارسية بقلم‌ محمد آصف‌ فكرت‌ في 1370ش‌ على‌ أساس‌ طبعة بيروت‌، في مشهد.

 

المصادر

ابن‌ خلدون‌، عبد‌الرحمان‌، مقدمة، بيروت‌، دارإحياء التراث‌ العربي؛ الإدريسي، محمد، أنس‌ المهج‌ و روض‌ الفرج‌، ط مصورة، تق‍ : فؤاد سزگين‌، فرانكفورت‌، 1405ه‍/1984م‌؛ م‌.ن‌، نزهة المشتاق، بيروت‌، 1409ه‍/1989م‌؛ إسحاق‌ ابن‌‌الحسين‌، آكام‌ المرجان‌، تق‍ : أنجلا كداتسي، بغداد، مكتبة المثنى‌؛ سعد، فهمي، مقدمة آكام‌ المرجان‌، بيروت‌، ‍‍1408ه‍/ 1988م‌؛ كراتشكوفسكي، إ.ي.، تاريخ‌ الأدب‌ الجغرافي العربي، تج‍ : صلاح‌ الدين‌ عثمان‌ هاشم‌، القاهرة، 1963م‌؛ مؤنس‌، حسين‌، تاريخ‌ الجغرافية و الجغرافيين‌ في الأندلس‌، مدريد، 1967م‌؛ اليعقوبي، أحمد، «البلدان»‌، مع الأعلاق النفيسة لابن رسته، تق‍ : دي‌خويه‌، 1892م؛ و أيضاً:

 

Codazzi, A., introd. Akām... (vide: PB, ʾIsḥāq-u-bn-ul-Ḥusayn);GAL,S; Griffini, E., «Die jüngste ambrosianische… Handschriften», ZDMG, 1915, vol. LXlX; Minorsky, V., «The Khazars and the Turks in the Ākām al-Marjān», Bulletin of the School of Oriental Studies, 1937-1939, vol. IX; Suter, H., Die Mathematiker und Astronomen der Araber und ihre Werke, Leipzig, 1900.

علي‌ بهراميان‌/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: