إسحاق، أدیب
cgietitle
1442/9/14 ۱۰:۳۰:۳۴
https://cgie.org.ir/ar/article/236072
1445/11/1 ۰۴:۴۸:۱۳
نشرت
7
إسْحاق، أديب (1272-1301ه/1856-1884م)، كاتب وشاعر وصحفي مسيحي عربي. ولد في الفيحاء من توابع دمشق، و أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة العازاريين بدمشق، و تعلم فيها اللغة الفرنسية. تفتحت قريحته الشعرية منذ بداية طفولته، ونظم الشعر ولما يتجاوز العاشرة، و لكن فقر أسرته اضطره إلى أن يترك الدراسة و هو في الحادية عشرة، و يعمل في جمارك دمشق بأجور زهيدة (شيخو، 2/117؛ حمزة، 2/ 18؛ EI2). و مع ذلك، فإنه لميترك المطالعة، فكان ينشغل بقراءة الآثار الأدبية ونظم الشعر كلما سنحت له الفرصة. و في هذه الفترة استطاع أن يتقن اللغة التركية (عبود، 41؛ زيدان، تاريخ ...،4/ 249).
ذهب أديب و هو في الخامسة عشرة إلى بيروت بناء على طلب أبيه، وعمل في دائرة البريد. وكانت بيئة بيروت الأدبية أرضية مناسبة لنشاطات أديب العلمية و الثقافية. ولذلك، فقد استطاع بعد أن تعرف على عدد من الأدباء و الصحفيين المعروفين مثل إبراهيم اليازجي، و أحمد فارس الشدياق و خليل الخوري، وبطرس البستاني، أن يتولى وهو في السابعة عشرة رئاسة تحرير جريدة ثمرات الفنون، و يتعاون أيضاً مع جريدة التقدم. ثم استقال من رئاسة تحرير ثمرات الفنون، ليتولى رئاسة تحرير التقدم، وسعى من خلال إحداث تغييرات جذرية فيها، لأن يرفع من المستوى العلمي و الأدبي لهذه الصحيفة (مروّة، 165؛ آل جندي، 2/ 348). و بالإضافة إلى ذلك، فقد خصص مقالات و دراسات للقضايا السياسية، و نقد سياسة حكام لبنان، حيث أثار ردود فعل شديدة في الأوساط السياسية، فأثارت بعض الصحف المؤيدة للحكومة مثل البشير ضجة كبيرة ضده ( البستاني، 12/226). ولميكد يبلغ العشرين حتى انضم إلى عضوية جمعية زهرة الآداب الأدبية التي كانت قد تأسست في 1873م، و بعد فترة تولى رئاستها. و في هذه الفترة ذاع صيت أديب، و لفتت مجموعة محاضراته في جمعية زهرة الآداب اهتمام الكثير (حمزة، 2/ 19؛ آلجندي، ن.ص؛ زيدان، تراجم ...،2/96). و في 1875م نشر مع صديقه سليم الخوري كتاب آثار الأدهار، و ألف في هذه الفترة نفسها نزهة الأحداق في مصارع العشاق (مروة، آل جندي، ن.صص). كما ترجم في بيروت بناء على اقتراح القنصل الفرنسي رواية أندروماك راسين و مثّلها على المسرح بالتعاون مع بعض الفنانين المعروفين خلال فترة قصيرة، و أنفق ريعها على بعض الأعمال الخيرية (حمزة، ن.ص؛ نجم، 215).
سافر أديب إلى الإسكندرية حدود سنة 1876م في عهد الخديوي إسماعيل، و ترجم بالتعاون مع سليم النقاش بعض المسرحيات إلى العربية و مثلها على المسرح (مروة، ن.ص؛ حمزة، 2/20). و بعد فترة قصيرة، ذهب من الإسكندرية إلى القاهرة، واتصل فيها بالسيد جمالالدين الأسدآبادي، و أصبح من مريديه (ظ: إسحاق، 20؛ حمزة، ن.ص؛ طرازي، 3/13). و في 1877م، أسس باقتراح من السيد جمالالدين صحيفة مصر الأسبوعية (حمزة، ن.ص). كان أديب يعيش في هذه الفترة في غاية الفقر والعوز، و كان من الصعب عليه تأمين نفقات الصحيفة، و لذلك، فقد نقل إدارتها من القاهرة إلى الإسكندرية و سارع سليم النقاش إلى مساعدته في تحريرها. حظت صحيفة مصر في الإسكندرية بإقبال واسع و نالت شهرة كبيرة، خاصة و إن بعض الأحرار والكتّاب المعروفين مثل السيد جمالالدين كانوا من بين كتّابها (الدسوقي، 1/ 118؛ إسحاق، حمزة، طرازي، ن.صص). لميكتف أديب بصحيفة مصر، فقد أسس في 1878م مع سليم النقاش صحيفة التجارة بدعم مالي من بعض التجار (طرازي، 3/54-55). كان أديب من مؤيدي شريفباشا رئيس الوزراء آنذاك، و كان يدافع عنه بشدة في مقالاته، ولكنه بمجرد أن تولى رياض باشا وزارة الداخلية في 1879م، سرعان ماهب لمعارضته، و أخذ ينتقد سياساته بشدة، و على أثر ذلك لميمر وقت طويل حتى عُطلت صحيفتا التجارة و مصر (م.ن، 3/14؛ حمزة، 2/20، 23؛ المقدسي، 414).
لميكف أديب إسحاق عن ممارسة النشاط الصحفي، فقد أصدر بعد ذلك صحيفة مصر الفتاة في 1879م ثم أسبوعية المحروسة في 1880م، مع سليم النقاش في الإسكندرية (طرازي، 3/56-57؛ اليازجي، 136؛ زيدان، تاريخ، 4/57)، و لكن الضغوط السياسية لحكومة مصر أجبرته على مغادرة الوطن، فذهب إلى فرنسا، وأصدر فيها صحيفة مصر القاهرة، و خصص غالبية مقالاتها لنقد رياض باشا و سياساته عندما كان رئيساً للوزراء (مروة، 234؛ حمزة، 2/24). تعرف أديب في فرنسا على الكثير من الكتّاب والصحفيين، و ألف فيها بالإضافة إلى كتابة العديد من المقالات حول الشرق، كتاب تراجم مصر في هذا العصر (المقدسي، 412-413؛ آل جندي، 2/ 348). كان أديب يعاني من مرض السل، فلميحتمل الإقامة في باريس كثيراً، فاضطر للعودة إلى بيروت بعد 9 أشهر، و تولـى رئاسة تحريـر صحيفـة التقـدم بطلـب من مديرهـا ( البستاني، ن.ص). أقام أديب سنة في بيروت، ثم ذهب إلى مصر في 1881م بدعوة من توفيقباشا (أو شريفباشا في 1882م)، وعلى قول بدعوة مجموعة من أصدقائه، و اختير كاتباً لمجلس النواب. و في هذه الفترة حصل على رخصة إصدار صحيفة مصر من جديد، و لكنه اختار أخاه عوني إسحاق مديراً لها بعد أن اشتد عليه المرض، و اكتفى هو نفسه بكتابة بعض المقالات فيها (المقدسي، 413؛ آل جندي، ن.ص).
و في 1882م عندما تأسست نهضة عرابي باشا في مصر، اتخذ أديب إسحاق الذي كان من الأحرار المعتدلين، موقفاً معارضاً لهذه النهضة. فقد كان يرى أن عرابي و ثورته فسحا المجال للأجانب في البلد. و لذلك فقد كان ينتقد بشدة في مقالاته قادتها. واعتبرهم في أبيات له لصوصاً تسببوا في ذل مصر و انتكاسها (المقدسي، 418-419). اضطر أديب في نفس تلك السنة للعودة إلى بيروت، و نظم فيها قصيدته الطويلة و المعروفة في مدح شريف باشا الذي كانت حكومته قد سقطت على يد عرابي. كما تولى مرة أخرى رئاسة تحرير صحيفة التقدم، و أصدر في 1884م رواية الباريسية الحسناء التي كان قد ترجمها في أوائل شبابه. وفي هذه الفترة اشتد مرضه، و ذهب إلى مصر بناء على توصية الأطباء، و أمضى فترة قصيرة في القاهرة و الإسكندرية. ثم عاد إلى بيروت و توفي فيها و هو في التاسعة و العشرين (حمزة، 2/ 29-32؛ آل جندي، 2/348-350). ذكرت غالبية المصادر أن وفاته كانت في 1885م (شيخو، 2/117؛ عبود، 441؛ عبدالجليل، 297)، ولكن مجلة المقتطف نشرت خبر موته في عدد تموز 1884م (ص 634).
يجب اعتبار العقدين 8 و9 من القرن 19م عصر تحول الصحافة العربية (اليازجي، 134) و كان أديب إسحاق نفسه من رواد هذا التحول. فقد كانت الصحافة آنذاك ضعيفة للغاية من حيث النثر وأسلوب التعبير، فكان استخدام النثر المسجع و الصناعات البديعية مدعاة لافتخار جميع الصحفيين. و قد بذل أديب جهوداً كبيرة في تحول نثر الصحافة و تغييره من النزعة التصنعية والتكلف إلى السلاسة و البساطة، فبلغ بالنثر الصحفي إلى درجة من السلاسة و المتانة، و أحدث فيه تحولاً جذرياً (زيدان، تاريخ، 4/57؛ البستاني، 3/ 358).
1. آثار الأدهار، طبع في بيروت (1875م)؛ 2. أدب المقالة الصحفية، و هو أثر مشترك لأديب إسحاق و محمد عبده وعبدالله النديم، حيث طبع في القاهرة؛ 3. الباريسية الحسناء، مسرحية ترجمها من الفرنسية إلى العربية، وطبعها في بيروت (1884م)؛ 4. الدرر، مجموعة من أشعاره و خطبه و رسائله، حيث جمعها أخـوه عوني إسحــاق، و نشـرت فـي بيـروت (1909م)؛ 5. ديوان أنيس الجليس، و قد نسبه البعض إلى يوسف شلفون (ظ: فنديك، 482-483؛ طرازي، 1/121)؛ 6. نزهة الأحداق في مصارع العشاق، طبع في بيروت (1874م).
و لإسحاق أثران مفقودان: 1. تراجم مصر في هذا العصر؛ 2. غرائب الاتفاق ( البستاني، 12/226؛ كحالة، 2/222).
سرقت بعض آثار أديب خلال حياته من بيته (EI2). و تبلغ الأشعار التي نظمها في سني شبابه، حوالي ألف بيت، و معظمها في الغزل و المدح و العتاب و الرثاء (زيدان، تراجم، 2/95).
آل جندي، أدهم، أعلام الأدب و الفن، دمشق، 1958م؛ إسحاق، أديب، «جمالالدين الأفغاني»، المنتخبات العصرية لدرس الآداب العربية، لينينغراد، 1928م؛ البستاني؛ البستاني، بطرس، أدباء العرب، بيروت، 1979م؛ حمزة، عبداللطيف، أدب المقالة الصحفية، القاهرة، 1965م؛ الدسوقي، عمر، في الأدب الحديث، القاهرة، 1973م؛ زيدان، جرجي، تاريخ آداب اللغة العربية، تق : شوقي ضيف، القاهرة، 1957م؛ م.ن، تراجم مشاهير الشرق، بيروت، دارمكتبة الحياة؛ شيخو، لويس، الآداب العربية في القرن التاسع عشر، بيروت، 1910م؛ طرازي، فيليب، تاريخ الصحافة الـعـربيـة، بـيـروت، 1913-1914م؛ عبـدالجليـل، ج.م.، تـاريـخ أدبيـات عـرب، تج : آذرتاشآذرنوش، تهران، 1363ش؛ عبود، مارون، أدب العرب، بيروت، 1960م؛ فنديـك، إدوارد، اكتفـاء القنـوع، قـم، 1409ه؛ كحالـة، عمررضا، معجـم المؤلفين، بيروت، 1376ه/1957م؛ مروة، أديب، الصحافة العربية، بيروت، 1961م؛ المقتطف، القاهرة، 1884م، عد 10؛ المقدسي، أنيس، الفنون الأدبية و أعلامها، بيروت، 1984م؛ نجم، محمديوسف، المسرحية في الأدب العربي الحديث، بيروت، 1967م؛ اليازجي، كمال، رواد النهضة الأدبية في لبنان الحديث، بيروت، 1962م؛ وأيضاً:
.EI2
عنايتالله فاتحي نژاد/خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode