الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / الاستواء، خط /

فهرس الموضوعات

الاستواء، خط

الاستواء، خط

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/14 ۰۹:۴۰:۳۲ تاریخ تألیف المقالة

اَلِاسْتِواء، خَطّ، دائرة وهمية عظیمة عمودیة علی محور دوران الأرض تقع علی مسافة متساویة من القطبین، و تقسم الأرض إلی نصفین شمالي و جنوبي، و تعتبر نقطة بدء العرض الجغرافي.

الاستواء یعني التساوي و الاستقامة و الاعتدال و الوقوع والمساواة و الاستقرار و التوازن و ما إلی ذلك، و لكنه یعادل في الاصطلاح الجغرافي کلمة «أکواتر» اللاتینیة التي تحمل مفهوم المساوي و المعدَّل للیل و النهار (سکات...، 342). و قد سماه غالبیة علماء الجغرافیا المسلمین خط الاستواء، و لکنه ذکر بأسماء أخری أیضاً منها: خط الاعتدال على قول أبي الریحان البیروني (ص 171) و خط وسط الأرض الذي جاء في آثار الإدریسي (ظ: توني، 202). و سمي خط الاستواء بدائرة الاستواء و الدائرة الاستوائیة الأرضیة أیضاً (حسن‌‌زاده، 1/58-59). و قد سمی بعض مؤلفي المعاجم و الجغرافیین المعاصرین الإیرانیین خط الاستواء «نیمکـان»، أي خـط وسط الأرض (دانشـور، 65؛ جعفـري، 131).

ینقسم الاستواء إلی 4 أقسام: الاستواء الجغرافي، الاستواء السمـاوي (الفل‍‍کي)، الاستـواء المغناطیسي و الاستـواء الحـراري ( البستاني)، و سنبحث هنا الاستواء الجغرافي بإسهاب.

 

الاستواء الجغرافي

لاتتوفر معلومات حول المکان و الزمان اللذین بدأ الإنسان یفکر فیهما بشأن الاستواء، و لکن تواریخ الجغرافیا تفید بأن الیونانیین کانوا هم الذین فکروا لأول مرة في تحدید نقاط و مواضع علی الأرض بمساعدة شبکة من الخطوط الوهمية علی أساس الاستواء و القطب (جیمز، 5, 23). و ینسب إبداع هذا المبدأ المهم، أي تعیین نقاط علی أساس شبکة الطول والعرض الجغرافیین و اللذین یعد خط الاستواء قاعدتهما وأساسهما، إلی أبرخس، العالم الریاضي الیوناني (تـ‍ بعد 127 ق.م). و یعتبر أبرخس أول من قسم الدائرة إلی 360 درجة علی أساس تجارب الأشوریین و أثبت بالإضافة إلی ذلك أن الاستواء الوهمي للأرض یمثل دائرة عظیمة و أن دوائر المدار الموازیة لها تصغر کلما اقتربت من القطب، في حین أن دوائر نصف النهار التي تمر من قطبي الأرض، هي کلها دوائر عظیمة (م.ن، 44-45).

کان العلماء الیونانیون علی علم بخط الاستواء، و بالتالي فإن بطلمیوس (ن.ع)، أبا الجغرافیا الیونانیة، استطاع علی أثر هذه المعرفة أن یدون دلیله الجغرافي في ثمان مجلدات و التي تتضمن الإحداثیات الجغرافیة لنقاط العالم الرئیسة المعروفة آنذاك، علی أساس القیاس من نقطة بدایة خط الاستواء و حتی جزر الخالدات (م.ن، 51).

و قد کان العلماء الیونان یعرفون أیضاً مبدأ الارتفاع التدريجي لحرارة الأرض في المناطق الجنوبیة و المجاورة لخط الاستواء، أي لیبیا و الحبشة و کانوا یتصورون أن حرارة الجو في خط الاستواء تبلغ حداً بحیث تجعل الحیاة غیر ممکنة. و لذلك فقد کانوا یرون أن خط الاستواء هو آخر حد جنوبي لحیاة الإنسان (م.ن، 37).

و خلال السنین المظلمة في القرون الوسطی، أدی نفوذ أرباب الکنیسة إلی محو أفکار بطلمیوس و الاعتقاد بکرویة الأرض ووجود خط الاستواء في أرجاء أوروبا، من الأذهان، و لکن مع ظهور الإسلام و إقامة الدولة الإسلامیة و ضرورة الحصول علی المعلومات الجغرافية بهدف إدارة شؤون المناطق المفتوحة، ترجمت کتب بطلمیوس و العلماء الیونانیین الآخرین و کذلك الکتب العلمیة الهندیة و الإیرانیة في دارالعلم ببغداد إلی العربیة، و لم‌یحافظ المسلمون علی علم الیونانیین حول الکائنات فحسب، بل إنه اجتاز مراحل تکامله. و هکذا فإن تعریف علماء الجغرافیا المسلمین للاستواء قائم في الغالب علی المفاهیم البطلمیوسیة، حیث أضافوا بدورهم بعض المواضیع إلیها.

و قد عرف مؤلف حدود العالم (تألیف: 372ه‍ ) الذي یعتبر أول کتاب جغرافي فارسي في العصر الإسلامي، خط الاستواء کالتالي: «خط الاستواء هو دائرة تنطلق من حد المشرق و تمر من وسط الأرض، و تصل إلی أقصی موضع من کلا القطبین حتی المغرب، و تستمر في امتدادها حتی تبلغ المشرق ثانیة» (ص 9). و کتب مؤلف تقویم البلدان عن الاستواء ببیان أکثر تفصیلاً فقال: «فمن سکن في أحد الأماکن التي علی خط الاستواء، لم‌یختلف علیه اللیل و النهار و استویا علیه أبداً و کان قطبا العالم علی أفق بلده و کانت المدارات قائمة علی الأفق و اجتازت الشمس علی سمت رأسه في السنة مرتین عند کون الشمس في رأسي الحمل و المیزان و بعضهم یری أنه أعدل المواضع و بعضهم یری أنه حارّ و أنه إنما سُمّي خط الاستواء لاستواء اللیل و النهار فیه وأنه غیر معتدل المزاج لاحتراق أهله و من قرب منهم لوناً و شعراً وخلقاً و یصیر في مدة اثني عشر شهراً و هو سنة کاملة في خط الاستواء ربیعان و صیفان و خریفان و شتاءان، فإن الشمس إذا حلت برأس الحمل سامتت رؤوس أهل خط الاستواء و هو أول فصل صیفهم الأول، فإذا حلّت بنصف برج الثور کان أول خريفهم الأول و إذا حلت بأول برج السرطان کان أول فصل شتائهم الأول، لأنها تکون حینئذ في نهایة البعد عن خط الاستواء في الشمال، وإذا حلت بنصف برج الأسد کان أول فصل ربیعهم الأول، و إذا حلت برأس المیزان کان أول الصیف الثاني، و إذا حلت بنصف العقرب کان أول الخریف الثاني، و إذا حلت بأول الجدي کان أول الشتاء الثاني لأنها حینئذ تکون في نهایة البعد عن خط الاستواء في الجنوب، و إذا حلت بنصف برج الدلو کان الربیع الثاني» (أبوالفداء، 6-7، ترجمة، 10).

و لکن أکثر الشروح تفصیلاً حول الاستواء هو ماذکره العالم المسلم الکبیر أبوالریحان البیروني وهو: «سطح معدل النهار یقطع الأرض بنصفین علی دائرة تسمی خط الاستواء... إنه یبتدئ من المشرق في بحر الصين و الهند ويمر ببعض الجزائر التي فيه، حتی إذا جاوز الزنج، امتد علی براري سودان المغرب، المنطقة التي يجلب منها الرقيق، فمن سكن في هذا الخط لم‌يختلف عليه الليل و النهار و استويا أبداً و كان قطبا الكل علی أفقه فقامت المدارات و سطوحها عليه و لم‌تمل واجتازت الشمس علی سمت رأسه في السنة مرتين عند كون الشمس في رأس الحمل والميزان ثم مالت عنه نحو الشمال ونحو الجنوب بمقدار واحد و سمي خط الاستواء و الاعتدال بسبب تساوي النهار و الليل فيه فقط (ص 166،170-171).

و أورد الدمشقي العالم الجغرافي في القرن 8ه‍ أكثر الشروح تفصيلاً حول الكيفية المكانية لخط الاستواء: «و هو خط متوهم يبتدئ من الجزائر الخالدات التي بالبحر المحیط المغربي الأخضر ویمر من جهة المغرب إلی جهة المشرق بشمال جبال القمر وسفالتهم وعلی شمال الزنوج و سواحل جزائرهم وعلی جزائر الديبجات و جنوب جزیرة سرندیب و جزیرة سریرة کله فیما بینهما، ثم علی جزیرة الزابج آخذاً إلی جنوب أرض الصین وينتهي إلی أقصی المشرق، حیث جزائر سلا و أرض أصطیفون» (ص 14، ترجمة، 20).

و لم‌تبق الاكتشافات الجغرافية في القرنین 16و17م والتطورات العلمیة في المساحة و رسم الخرائط في القرنین 19و20م نقطة مجهولة في طول خط الاستواء. و حسب الخرائط الجغرافیة الحالیة، فإن خط الاستواء في المحیط الهادئ یبدأ من جزر جیلبرت (درجة واحدة جنوب خط الاستواء) و یجتاز مناطق غینیا الجدیدة علی الامتداد الغربي للحد الشمالي ثم‌ یقطع أندونیسیا عند جزر سلب، بورنیو و سومطرة لیدخل المحیط الهندي. و بعد عبور هذا المحیط یدخل أفریقیا في جنوب الصومال و یمر في هذه القارة بکینیا، أوغندا، زئير و الغابون ویدخل المحیط الأطلسي، و بعد اجتیاز جزر سایوتوما في غرب قارة أفریقیا یقطع طول المحیط الأطلسي و یصل إلی أمیرکا الجنوبیة في حدود مدخل نهر الأمازون، و بعد اجتیازه شمال البرازیل و جنوب کولومبیا و شمال الإکوادور یدخل المحیط الهادئ و یستمر هناك باتجاه الغرب بعد اجتیاز أرخبیل غالا‌باغوس لیتصل بجزر جیلبرت. و من جملة المدن الشهیرة، أو المهمة التي تقع إلی جوار خط الاستواء، جزیرة نایورو (25 دقیقة جنوب خط الاستواء)، میناء سنغافوره (درجة و 10 دقائق في شمال خط الاستواء)، جبل کینیا (10 دقائق جنوب خط الاستواء)، جزیرة سایوتوما (10 دقائق شمال خط الاستواء)، مدینة کیتو مرکز الإکوادور (15 دقیقة جنوب خط الاستواء) و جزر غالاباغوس الإستراتیجیة (علی خط الاستواء).

لقد کان التوصل إلی قیاس خط الاستواء موضع اهتمام علماء السلف دوماً، فقد قام الکثیر منهم بأبحاث في هذا المجال. و لقد أسلفنا إن خط الاستواء هو دائرة عظیمة وهمية عمودیة علی محور دوران الأرض، وما عدا هذا الخط، فإن کل دائرة أخری متعامدة علی محور الأرض لن‌تکون دائرة عظیمة، و الدوائر العظیمة الأخری المتوهمة المتعامدة علی سطح الأرض هي نصف‌النهار، حیث تمر بکلا قطبي الأرض و هي الدوائر التي خضعت طیلة التاریخ للقیاس عدة مرات و افترض أن طول الاستواء یعادلها دوماً. مع اختلاف واحد و هو أن طول دائرة الاستواء العظیمة المتوهمة أکثر من طول دائرة نصف‌النهار العظیمة قلیلاً، ذلک لأن قطبي الأرض محفوران قلیلاً بالنسبة إلی حجمها. واستناداً إلی ما ذکر في تواریخ الجغرافیا، فإن أول من عمد إلی قیاس طول دائرة نصف‌النهار العظیمة باستخدام الأسلوب العلمي هو إراثوستينس (272-192 ق.م) العالم الیوناني و أمین مکتبة الإسکندریة، علماً أنه ولد في مدینة أسوان الحالیة (في مصر)، ولکنه تخرج من مدارس أرسطو و أفلاطون في أثینا. فقد قام بقياس المسافة بین أسوان و الإسکندریة اللتین کانتا تقعان حسب اعتقاده علی خط واحد لنصف‌النهار، و استخرج زاویة اختلاف العرض الجغرافي لهاتین النقطتین من خلال مشاهدة و مقارنة ظل الشمس في أسوان التي کان یعتبرها واقعة علی مدار رأس السرطان وکذلك في الإسکندریة و توصل في المرة الأولی من خلال الأخذ بنظر الاعتبار 360 درجة من إحدی دوائر طول نصف‌النهار المارة بأسوان و الإسکندریة، أو طول إحدی الدوائر العظیمة، إلی أنها تعادل 25 ألف میل مقابل 860‍ ‍,24 میلاً، حیث یفترض أنه القياس الحقیقي للدائرة العظیمة. وهکذا، فإنه استخرج للمرة الأولی طول إحدی الدوائر العظیمة للکرة الأرضیة، و منه طول الاستواء، لیصبح فیما بعد ملاك العملیات التالیة لمحاسبة المسافات (جیمز، 43).

و بعد إراثوستينس بسنین فإن عالماً آخر یدعی پوسیدونیوس لم‌یکن یعتبر قیاس إراثوستينس صحیحاً، عمد بنفسه إلی القیاس، وتوصل إلی أن محیط الأرض، أو طول الاستواء یبلغ 18 ألف میل. و قد استخدم الملاحون الرقم الأخیر لقرون، حیث شجع هذا الرقم کریستوف کولومبس علی الوصول إلی الهند و كذلك علی رحلته التاریخیة التي أدت إلی اکتشاف النصف الغربي للکرة الأرضیة، ذلك لأنه و استناداً إلی افتراض أن محیط الأرض یبلغ 18 ألف میل، یری أن المسافة بین إسبانیا و حتی الهند عن طریق بحر المغرب لا تتعدی 7 آلاف میل (م.ن، 46). و قد افترض بطلمیوس الذي کانت آراؤه الجغرافیة تشکل أساس تفکیر العلماء المسلمین، في جمیع آثاره المهمة، أن طول محیط الأرض، أو خط الاستواء یبلغ نفس الرقم و هو 18 ألف میل.

و قد اعتبر علماء الجغرافیا في صدر الإسلام غالبیة آراء بطلمیوس حول محیط الأرض ذات قیمة و تناقلوا الأرقام البطلمیوسیة، و لکن المهم أن العلماء المسلمین في عهد الخلیفة العباسي المأمون عمدوا بأمره إلی قیاس درجة من الطول الجغرافي و بالتالي محیط الأرض و خط الاستواء الذي کان یفترض أنه یساوي نصف النهار. و في هذا المجال کتب مؤلف هفت کشور، أو صور الأقالیم المجهول قائلاً: لقد مسح أرخمیدس الحکیم الأرض... و وجد أن کل درجة 7/22 فرسخاً، و کل فرسخ منها 3 أمیال، و کل میل 4.000 ذراع، و الذراع 24 إصبعاً، والإصبع 6 حبات شعیر متوسطة وضعت إلی جانب بعضها و أن حکماء الإسلام علی عهد الخلیفة المأمون و بإشارة منه استقبلوا القطب الشمالي في بیداء سنجار، حیث کانت صحراء خالیة من الجبـال و الروابي و الأودیـة، و قاسوا ارتفـاع کوکب یدعـی الجدي ومسحوا الأرض و وجدوا الدرجة النجومیة 9/22 فرسخاً...، وعندما ضربوها بـ‍ 360 درجة، کانت النتيجة 8.000 فرسخ و هو محیط الأرض و أما قطر الأرض فهو 545,2 فرسخا (ص 5-6).

یقول الجغرافي المسلم المعروف المسعودي في هذا المجال: «وقد زعم بطلمیوس صاحب کتاب المجسطي أن استدارة الأرض کلهـا جبالها وبحارهـا أربعة و عشـرون ألف میـل؛ و أن قطرهـا ــ وهو عرضها و عمقها ــ سبعة آلاف و ستمائة و ستة و ثلاثون میلاً، وأنهم إنما استدرکوا ذلك بأنهم أخذوا ارتفاع القطب الشمالي في مدینتین و هما علی خط واحد من خط الاستواء، مثل مدینة تدمُر التي في البرية بین العراق و الشام، و مثل مدینة الرقة؛ فوجدوا ارتفاع القطب في مدینة الرقة خمسة و ثلاثین جزءاً وثلثاً، ووجدوا ارتفاع القطب في مدینة تدمر أربعة و ثلاثین جزءاً بینهما زیادة جزء و ثلث جزء، و مسحوا مابین الرقة و تدمر فوجدوه سبعة و ستین میلاً؛ فالظاهر من الفلك سبعة و ستون میـلاً من الأرض، و الفـلك ثلثمائة و ستـون جزءاً صحیحـة عندهـم ویصعب ذکرها» (مروج، 1/190-191، ترجمة، 1/87-88).

و تحدث المسعودي في موضع آخر بهذا الشأن: «ذكر حسين المنجم صاحب كتاب الزيج في النجوم، عن خالد بن عبدالملك المروزي و غيره، و قد كانوا رصدوا الشمس لأمير المؤمنين المأمون في برِّية سنجار من بلاد ديار ربيعة، أن مقدار درجة واحدة من وجه الأرض 56 ميلاً، فضربوا مقدار درجة واحدة في 360، فوجدوا دوركرة الأرض المحيطة بالبر و البحر 160,20 ميلاً» (ن.م، 1/182-183).

و في أواخر القرن 15م حیث قام کریستوف کولومبس برحلته التاریخیة (1492م) و نجح في اکتشاف القارة الجدیدة، أصبح من المسلم به أن طول محیط الأرض و استواءها أکثر مما يُتصور وقد أثبتت ذلك الرحلات الاستکشافیة في القرنین 16و17م. وفي 1790م تم في فرنسا مرة أخری قیاس الدرجة الواحدة من نصف النهار و کانت النتیجة أن طول محیط الأرض، أو استوائها یبلغ 40 ألف‌کم و افترض أن المتر الذي تم تعیینه بشکل قانوني کوحدة للطول، یعـادل أربعین من الملیون من محیط الأرض. وبما أن شعاع الأرض في الاستواء أکثر من الشعاع القطبي لها بـ‍ 5/20 کم (جعفري، 70)، فقد ذکرت المصادر الجغرافیـة أن طـول استـواء الأرض یبلـغ رقماً یتـراوح بین 073, 40‌ کم (م.ن، 170؛ شایان، 120) و حتی 094,40کم (البعلبـکـي، 4/67). و الـیـوم تفـتـرض الأوسـاط التعلیمیـة أن طول الدرجة من نصف‌النهار والدرجة من خط الاستواء هو 111کم.

و إذا مـا غضضنا النظـر الآن عـن الکسـر الطفیـف لهـذا الرقم، وافترضنا أن طول الاستواء 40 ألف کم وهو العرف المتداول لحساب محیط الأرض، فإن تفکیکه في المحیطات والمناطق الیابسة حسب القیاسات في الخرائط المعتبرة سیکون كالتالي:

المحیط الهادئ من‌الساحل‌الغربي‌للإکوادور حتی بدایة‌أراضي‌غینیا           600,16كم‍

مناطق غینيا و أندونیسیا حتی غرب سومطره            550,3 كم‍

المحيط الهندي من غرب سومطره حتی ساحل الصومال الشرقي 200,6 كم‍

قارة أفريقيا من‌الساحل‌الشرقي‌للصومال حتى ساحل الغابون الغربي           800,3 كم‍

المحيط الأطلسي من ساحل الغابون الغربي حتى مدخل الأمازون 500,6 كم‍

أميركا الجنوبية من مدخل الأمازون حتی ساحل الإکوادور الغربي           350,3 كم‍

         المجموع            000,40كم‍

و قـد خصص من هذا الرقم حوالي 75٪ للمياه و 25٪ للمناطـق

الیابسة.

و من مواصفات الاستواء أنه یقسم الأرض إلی نصفین شمالي و جنوبي، حیث تقع غالبیة المناطق الیابسة من سطح الأرض، أي قارات آسیا، أوروبا و أمیرکا الشمالیة في النصف الشمالي، فیما تقع معظم میاه العالم، أي المحیط الأطلسي، المحيط الهندي وقسم من المحیط الهادئ في النصف الجنوبي، حیث تفصل قارات أفریقیا، أمیرکا الجنوبیة و أسترالیا عن بعضها البعض.و تکمن أهمیة الاستواء من حیث إنه یقسم العالم إلی قسمین، في أن القدماء کانوا منذ عصور موغلة في القدم ومنذ عصر الحضارة الیونانیة الذهبي، حیث طرح لأول مرة وجود الاستواء، یعتبرون العالم مؤلفاً من نصف مسکون و آخر غیر مسکون وکانوا یفترضون أن خط الاستواء هو آخر حد جنوبي للعالم المسکون. وبعبارة أخری، فقد کان غالبیة علماء الجغرافیا یرون أن لاحیاة في العالم المسکون بعد جزیرة ثول (بریطانیا) حوالي 60 درجة من العرض الشمالي بسبب البرودة الشدیدة، کما لایمکن أن توجد حیاة في الجنوب من عرض 21 حتی 24 درجة و ما بعد بسبب الحرارة الشدیدة (EI2,IV/273).

وکان معظم علماء الجغرافیا المسلمون بدورهم علی هذا الرأي تبعاً للیونانیین و خاصة بطلمیوس، فکانوا یعتبرون خط الاستواء الحد الجنوبي للقسم المسکون من العالم، أو الربع المسکون، وکانوا یسعون دوماً لأن یقیموا الأدلة لإثبات هذا الرأي. کتب الدمشقي‌المؤلف الموسوعي في القرن 8ه‍ و الذي جمع آراء علماء الجغرافیا قبله، في هذا المجال قائلاً: «قال أحمد بن سهل البلخي: سبب خراب هذا الجانب قرب موضع الشمس منه ومسامتتها الرؤس مرّتین وتردّدها علی تلك الأرض فیسخن هواءها حتی یکون سموماً وتغلي میاهها حتی تکون حموماً وتجف الرطوبات الغريزية للأبدان التي لاحیاة للحيوان إلابها وهذه الرطوبات تکون أمدادها المبردة لحرارة الأبدان الباطنة عن الهواء المتنسّم، وقال آخرون رداً علی هذا القول: «إن الخراب من الأرض إنما هو في الجهة التي یمر علیها هذا الخط لاغیر. ثم یقول الدمشقي نفسه: ولهذا لم‌یکن الحرث والنسل فیما مر (خط الاستواء) علیه من الأرض لإفراط الحر فإذا علم ذلك لم‌یمتنع أن یکون الجهة الجنوبیة مسکونة کجهة الشمال» (ص 15-16، ترجمة، 23-24). وأید هو نفسه في موضع آخر اقتصار حیاة الإنسان علی النصف الشمالي بقوله: «قالوا وأول هذا المعمور الشمالي فمن حیث یکون العرض اثنتي عشرة درجة ونصف وربع، کله يسمى به و خط الاستواء مسکون بطوائف السودان في عداد الوحوش و البهائم محترقة ألوانهم و شعورهم، منحرفة أخلاقهم و خلقهم، تکاد أدمغتهم تغلي من شدة إفراط حرّ الشمس... وهذا الموضع تسامته الشمس إذ کانت في ثلاث عشرة درجة من العقرب و ماسوی ذلک رمال و جبال وقفار و بحار بها جزائر یسکنها أمم مشوهة الصور ناقصو الخلق و زائدوه» (ص 15، ترجمة، 23).

و باختصار فإن تقسیم الأرض إلی نصفین هو في رأي القدماء لیس بفعل الاستواء فحسب، لأن الاستواء کان یعتبر آخر حد للمناطق المسکونة من الأرض، أو الربع المسکون، حیث یمتد من حدود الصین حتی جزر الخالدات، ویری البعض أنه تقع في وسطه جزیرة کانت مسافتها حتی الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب متساویة و تسمی قبة الأرض (EI2، ن.ص).

و من مواصفات خط الاستواء الأخری أنه أساس حساب العرض الجغرافي، و العرض الجغرافي هو أحد العنصرین المؤلفین لشبکة متوهمة من دوائر تحیط بکرتنا الأرضیة و تستخدم في تعیین النقاط و رسم الخرائط. و العنصر الآخر هو الطول الجغرافي الذي یستخرج من اختلاف التوقیت بین نقاط الأرض و نقطة بدء حساب (نصف‌النهار غرینتش). و العرض الجغرافي هو المسافة بین زوایا النقاط المختلفة علی سطح الأرض، بالنسبة إلی خط الاستواء الذي یسمی العرض الشمالي، أو العرض الجنوبي حسب وقوع النقطة في شمال خط الاستواء، أو جنوبه، و یتراوح قیاسه من الصفر (خط الاستواء) حتی 90 درجة (قطب الأرض) (جعفري، 92، 93). و قد عرف القدماء مسألة العرض الجغرافي للنقاط منذ أن اعتقدوا بکرویة الأرض. فقد کان أفلاطون و أرسطو وأتباعهما یعتبرون کلهم أن الأرض کرویة، و لکنهم ینسبون إعداد أول شبکة من المدارات و خطوط نصف‌النهار، أو العرض و الطول الجغرافیین إلی أبرخس (جیمز، 44).

و في عصر بطلمیوس (القرن 2م) بلغت معرفة الیونانیین للعالم المعروف آنذاك حداً بحیث استطاع أن یسجل في آثاره العرض الجغرافي لنقاط العالم الرئیسة و التي کانت قد عینت علی أساس خط الاستواء، و کما قیل فإن العلماء المسلمین الذین کانوا یستندون إلی ترجمات آثار بطلمیوس، کانوا یعکسون نفس تلك المعلومات في آثارهم. فقد عرّف العالم الإیراني الکبیر البیروني العرض الجغرافي کالتالي: عرض البلد هو أقصر بعد له عن خط لاستواء نحو الشمال، لأن المدن تقع في هذه الناحیة و یوجد أمامه قوس یشبهه من السماء، من نصف النهار بین سمت الرأس وبین معدل النهار، و إن ارتفاع قطب الشمال في کل مدینة یعادل عرضه، لذا فقد ذکروا ارتفاع القطب بدلاً من عرض البلد. و رغم أن انحطاط القطب الجنوبي یعادله، إلا أنه شيء غائب عن النظر وبعید عن الفهم (ص172).

یؤدي خط الاستواء دوراً مهماً و أساسیاً في تقسیم أقالیم العالم، فکما أنه یعتبر مبدأ و أساس تعیین العرض الجغرافي، فإنه یعد أیضاً مبدأ و أساس تقسیم العالم إلی 7 أقالیم (EI2، ن.ص). ولفکرة تقسيم العالم إلی 7 أقاليم جذور إيرانية، فقد كان الإيرانيون القدامی منذ عصر زرادشت و قبله يستخدمون علی نطاق واسع التقسيمات السبع في نظام معرفتهم للعالم و قد ذكره البيروني بشكل مفصل في تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن (ظ: فرشاد، 1/249، 251). و لكن الأقاليم السبعة التي حددها حكماء اليونان و اقتبس منها علماء الجغرافيا المسلمون عن طريق ترجمات بطلميوس، و كانت تستخدم لقرون عديدة، كانت تقوم على أساس خط الاستواء و العرض الجغرافي و كان الخوارزمي من بين علماء الجغرافيا المسلمين من جملة أوائل الأشخاص الذين قاموا بتقسيم الأقاليم حسب العرض الجغرافي، وقد استخدم تقسيمه علماء الجغرافيا الآخرون؛ حتی إن المقدسي أورد في أحسن التقاسيم استناداً إلی مؤلفات علماء جغرافيين مثل ابن خرداذبه و الجيهاني و أبي زيد البلخي و ابن فقيه الهمداني، شرحاً مفصلاً عن التقسيم الإقليمي القائم على الدوائر المدارية لخط الاستواء. و قد بدأ العلماء من نقطة الاستواء، في تقسيم العالم المسكون إلی 7 أقاليم، و قسموا العالم إلی أطواق سبعة علی أساس العرض الجغرافي، أي المسافة من خط الاستواء، أو علی أساس قياس ارتفاع طول أطول يوم في السنة (م.ن، 1/252-253).

و قد نقل الدمشقي کیفیة تقسیم الأقالیم السبعة علی أساس خط الاستواء کالتالي: «و کیفیة قسمة الأقالیم عرضاً وطولاً هو أن الإنسان یتوهم أنه واقف حیث یشاء من خط الاستواء و یستقبل المغرب ثم المشرق بخط مستقیم مار منه إلیهما، فاصل لما بین الجنوب و الشمال، ثم یقف علی حدود أول الإقلیم الأول کذلك و ینظر إلـی أقصی المغرب و المـشرق ــ مـن برو بحر و سهـل و قاعر ــ و انحصر محیزاً بین خط الاستواء المتوهم المذکور وبین أول خط الإقلیم الأول المتوهم المفروض، فإن ذلك کله داخل في خط الاستواء المحدود باثنتي عشرة درجة و مسمی به، و عرضه کما قلنا اثنتا عشرة درجة و نصف و ربع، و نهاره الأطول اثنتا عشرة ساعة و نصف ساعة، و کذلك محکم الأقالیم الباقیة کل إقلیم منها بین خطین متوهمین مارّین من أقصی المغرب إلی أقصى المشرق و مکیال عرض کل إقلیم مسافة زیادة النهار الأطول نصف ساعة فنصف ساعة أبداً من مبتدأ آخر حدّما هو خط الاستواء المحدود باثنتي عشرة ساعة و نصف في الیوم الواحد الأطول و إلی نهایتها و هي آخر حدود الإقلیم السابع، حيث یکون ذلك النهار الأطول ست عشر ساعة و الذي هو من الأرض» (ص 17-18؛ أيضاً ظ: فرشاد، 1/255-256).

 

الاستواء السماوي (الفلکي)

الاستواء السماوي هو دائرة عظیمة و متوهمة یقطع فیها امتداد سطح الاستواء الجغرافي في الفضاء، الکرة السماویة، و یتوهم أن امتداد سطح استواء الأرض، متعامد بهذه الشاکلة علی محور دوران الأرض ( آمریکانا، X/460). و کما أن علماء الجغرافیا یحددون النقاط علی الأرض بمساعدة زوایا الطول و العرض الجغرافیین، فإن الفلکیین أیضاً یعینون مواقع النجوم في الفضاء بزوایا الطول و العرض. و في هذا المجال أیضاً یکون الاستواء السماوي مبدأ زوایا العرض وأساسها، حیث تعین حسب کونها شمالیة، أو جنوبیة بالعلامات الإیجابیة و السلبیة. و أما مبدأ زوایا الطول الخطي فهو فرضي وتعاقدي، حیث یتشکل من تقاطع سطح استواء الأرض مع سطح مدار حرکته و هو نقطة الاعتدال الربیعي، أي 21 آذار و یوم النیروز الإیراني، حیث يفترض أنه نقطة بدء القیاس و صفر زوایا الطول السماوي (جسترو، 537). و في الکرة السماویة تستقر الشمس مرتین کل سنة في الاستواء السماوي و في هاتین المرتین تسقط أشعتها بشکل عمودي علی خط الاستواء الأرضي و بالتالي یتساوی اللیل و النهار في جمیع أرجاء الکرة الأرضیة وهي الحالة المعروفة بالاعتدالین (الاعتدال الربیعي والاعتدال الخریفي)؛ و لذلك یسمی الاستواء السماوي خط الاعتدالین أیضاً ( آمریکانا، X/460,462,463).

کان علماء الجغرافیا المسلمون یعتبرون الکرة الأرضیة مرکز العالم، و الأفلاك محیطة بها تبعاً لبطلمیوس و حکماء الیونان الآخرین؛ کما یقول المسعودي في هذا الصدد: «والأرض في وسط الجمیع مرکزله کالنقطة في وسط الدائرة و الفلك متجاف عنها من حیث ما أحاط بها بمیل مانحو وجهها الذي یکون علیها حیثما کانت و هو أعلی الفلك علی سمت رأسك، فذلك نصف قطر الفلك الأعلی، أخذ منه نصف قطر الأرض، وهو یدور علیها من المشرق إلی المغرب؛ علی أوسع موضع فیه علی نقطتین وهمیتین متقابلتین في جنبي کرته، إحداهما القطب الشمالي و هو على شمال مستقبل المشرق، و الثانیة القطب الجنوبي، و هو علی یمین مستـدبـر المغـرب ویسمیـان المحوریـن تشبیهـاً بقطب الـرحی» ( التنبیه، 8-9).

و یقول المسعودي حول خط الاستواء السماوي: «و خط الاستواء في وسط الفلك و هو خط مابین الشمال و الجنوب وأوسع موضع فیه من نقطة المشرق إلی نقطة المغرب و هو منقسم بأربعة أرباع، کل ربع منها تسعون درجة علی خطین یتقاطعان علی مرکزه و هو موضع الأرض» (ن.م، 7). و یقول هو نفسه في موضع آخر «ولهذا الفلك نطاق یفصل کرته في متوسط مابین قطبیه، و یفصل محاذاته کرة الأرض بنصفین. و هذا النطاق یسمی فلك معدل النهار، لاستواء اللیل و النهار فیه، ویسمی الفلك المستقیم لاستواء مطالعه و مغاربه؛ و استقامة مدرجه في أرباع الفلك و ما بینها علی نظام واحد» (ن.م، 9).

 

الاستواء المغناطیسي

هو خط منحن غیر منظم یقع في حدود الاستواء الجغرافي للأرض و بالقرب منه و یتشکل من اتصال جمیع النقاط التي لایبدي فیها العقرب المغناطیسي، أي میل باتجاه القطب فیبقی أفقیاً تماماً علی قاعدته المدببة. إن المؤشر المغناطیسي للبوصلة لایتوقف في المسافة بین القطب و الاستواء، بالدوران حول نفسه باتجاه القطب، أي منطبقاً علی نصف النهار المغناطیسي فحسب، بل إنه ینحرف عن سطح الأفق و یمیل باتجاه القطب بمقدار یزداد کلما کانت المسافة بین البوصلة و القطب أقل، و لکننا لانلاحظ مثل هذا الانحراف علی المؤشر في خط الاستواء الذي یقع في مسافة متساویة عن قطبي الأرض، فیکون المؤشر أفقیاً بشکل کامل. و لکن بما أن القطبین المغناطیسیین للأرض لاینطبقان أبداً علی القطبین الجغرافیین و یغیران موضعیهما، فإن خط الاستواء المغناطیسي لاینطبق هو أیضاً علی خط الاستواء الجغرافي فیلاحظ في الخرائط علی شکل منحن غیر منظم إلی جوار الاستواء ( آمریکانا،X/460)

 

الاستواء الحراري

و هو خط غیر منتظم یتکون من اتصال أعلی نقاط الأرض حرارة مع بعضها و یستخدم لرسمه علی الخرائط الجغرافیة الرقم المتوسط للحد الأقصی لدرجة الحرارة في السنة. و لأن هذا المقدار مرتبط بعوامل جغرافیة عدة، فإن خط الاستواء الحراري لاینطبق أبداً علی الاستواء الجغرافي. یقع هذا الخط في کانون الثاني، حیث یسود الشتاء النصف الشمالي في جنوب الاستواء الجغرافي، و یمر من أسترالیا و أفریقیا و أمیرکا الجنوبیة، و في تموز، حیث یسود الصیف النصف الشمالي، یقع في شمال الاستواء الجغرافي، و یشاهد في جنوب آسیا و أمیرکا وشمال أفریقیا ( البستاني، 12/152-153).

 

المصادر

أبوالفـداء، تقویـم البلدان، تق‍ : دوسـلان، باریـس، 1840م؛ م.ن، ن.م، تج‍ : عبدالمحمد آیتي، طهران، 1349ش؛ البستاني؛ البعلبکي، منیر، موسوعة المورد، بیروت، 1981م؛ البیروني، أبوالریحان، التفهیم، تق‍‍ : جلال‌الدين همایي، طهران، 1353ش؛ توني، یوسف، معجم المصطلحات الجغرافیة، القاهرة، 1964م؛ جعفري، عباس، فرهنگ گیتاشناسي، المصطلحات الجغرافیة، طهران،1360ش؛ حدود العالم، تق‍ : منوچهر ستوده، طهران، 1362ش؛ حسن‌زاده‌آملي، حسن، دروس هيئت و دیگر رشته‌هاي ریاضي، قم، 1371ش؛ دانشور، هوشنگ، کارتوگرافي، طهران، 1370ش؛ الدمشقي، محمد، نخبة الدهر، تق‍ : أ.ف. مرن، لايبزك، 1923م؛ م.ن، ن.م، تج‍ : حميد طبيبيان، طهران، 1357ش؛ شایان، سیاوش، فرهنگ اصطلاحات جغرافیاي طبیعي، طهران، 1369ش؛ فرشاد، مهدي، تاریخ علم در إيران، طهران، 1367ش؛ المسعـودي، علـي، التنبیه و الإشراف، بیروت، دارصعـب؛ م.ن.ن.م، تج‍ : أ پــاینـده، طـهــران، 1365ش؛ م.ن، مــروج الـذهـب، تق‍‍ : باربیه دي مينار، باریس، 1874م؛ م.ن، ن.م، تجـ : أبوالقاسم پاینده، طهران، 1367ش؛ هفت کشور، یاصور الأقالیم، تقـ : منوچهر ستوده، طهران، 1349ش؛ وأیضاً:

 

Americana ; EI2 ; James, P. E., All Possible Worlds, Indianapolis, 1977; Jastrow, R. and M. H. Thompson, Astronomy, New York, John Wiley & Sons; Scott, Foresman Advanced Dictionary, ed. E. L. Thorndike and C. Barnhart, Illinois, 1979.

محمد حسن گنجي / خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: