الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / الاستیفاء، دیوان /

فهرس الموضوعات

الاستیفاء، دیوان

الاستیفاء، دیوان

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/14 ۱۰:۱۱:۱۱ تاریخ تألیف المقالة

اَلِاسْتيفاء، ديوان‌، الاستيفاء لغة الحصول‌ على‌ الشيء كاملاً كأن‌ تؤخذ جميع‌ الأموال‌ و الحقوق‌ من‌ شخص‌ ما، وهو اصطلاحاً المعرفة بالقوانين‌ المالية، و ضبط الدخل‌ و الصرف وأسلوب‌ الحسابات‌ المتعلقة بذلك. و قد كان‌ للاستيفاء دوماً نظام‌ ونسق‌ خاص‌ في العصور المختلفة، وكان‌ يتغير حسب‌ العصور التاريخية و الولايات‌ المختلفة. و يرى‌ الآملي في نفائس‌ الفنون‌ أن‌ الاستيفاء هو معرفة القوانين‌ و أنظمة‌ ضبط دخل و صرف الديوان‌ وأسلوب‌ حسابه (ظ: أنوري، 56). و قد كان‌ ديوان‌ الاستيفاء عبارة عن‌ مؤسسة كان‌ يتم‌ فيها تسجيل‌ وضبط فهرس‌ الأموال‌ والممتلكات‌ الحكومية، وكان‌ من‌ مسؤوليتها بشكل‌ عام‌ متابعة الأمور المالية للبلاد (شريك أمين‌، 139؛ إقبال،‌ 26-27). ويرى‌ البعض‌ أن‌ الاستيفاء هو علم‌ الإنشاء ذاته‌. و يستدلون‌ على‌ ذلك بأن‌ موضوع‌ المستوفين‌ في ذلك العلم‌ هو من‌ الصفات‌ التي تطرأ على‌ المال‌، مثل‌ الجمع‌ و النفقات و التغيير و التبديل‌ وغيرها (النخجواني، 1/64).

و قد كان‌ يطلق‌ على‌ المتصدي و المسؤول‌ عن‌ الديوان‌ اسم‌ مستوفي‌الممالك، وصاحب‌ ديوان‌ الاستيفاء (مثلاً ظ: السوزني، 144) و أحياناً صاحب‌ ديوان‌ الإنشاء. وكان‌ مقر ديوان‌ الاستيفاء يعرف‌ بدار الاستيفاء. و هناك شواهد عديدة في هذا الخصوص‌ في النصوص‌ التاريخية و الأدبية (ظ: أنوري، 61). كان‌ ديوان‌ الاستيفاء يعتبر بعد ديوان‌ الوزارة أكبر و أهم‌ التشكيلات‌ الحكومية وكان‌ رئيسه، أو المستوفي العام‌ يعد الشخصية الثانية بعـد الوزير الأعظم؛ بحيث‌ إن‌ غالبية المستوفين‌ كانوا يتولون‌ منصب‌ الوزارة بعد بضع‌ سنوات‌. و أما الفريق‌ الذي يرى أن‌ ديوان‌ الإنشاء هو وحدة مستقلـة و منفصلة عن‌ ديوان‌ الاستيفاء، يقولون‌ إن‌ منصب‌ الاستيفاء كان‌ إلى‌ حد ما أعلى‌ من‌ رئاسة ديوان‌ الإنشاء (العقيلي، 153).

 و قد جرت‌ المحافظة على‌ هذا الترتيب‌ في العصور التالية، حيث‌ ازداد عدد المناصب‌ الديوانية و اتسعت‌ الدوائر الحكومية، حتى‌ إن‌ رستم‌ الحكماء (ظ: ص‌ 210) صنف‌ منصب‌ مستوفي‌الممالك في درجة أدنى‌ من‌ الصدارة.

لم‌‌تجر منذ بداية الإسلام‌ و حتى‌ الآن‌ دراسة شاملة و مستقلة حول‌ ديوان‌ الاستيفاء تشمل‌ جميع‌ العصور التاريخية، و تبين‌ واجبات‌ المستوفين‌ إلا أن من المسلّم به أن الشؤون المالية للجهاز العباسي كانت تحت نظر المستوفي في بعض‌ الأحيان‌ على‌ الأقل،‌ حيث‌ كانت‌ دار‌الاستيفاء في جميع‌ أجزاء رقعة الخلافة تحت‌ تصرفه‌، وكان‌ يعين‌ نواباً عنه‌ في الولايات‌ و الممالك. و في رقعة الخلافة كانت‌ دار‌الاستيفاء تسمى‌ «ديوان‌ الخراج‌»؛ فقد ذكر الخوارزمي (ص 58-62) تحت‌ عنوان‌ «ديوان‌ الخراج‌» جميع‌ المصطلحات‌ المتعلقة بديوان‌ الاستيفاء. و يستنبط من‌ هذا المعنى‌ التشابه‌ بين‌ هذين‌ المصطلحين‌، و التماثل‌ الواضح‌ بين‌ الواجبات‌ المتعلقة بهما. و رغم‌ أنه‌ استخدم‌ في جميع‌ أرجاء الكتاب‌ مصطلح‌ ديوان‌ الخراج‌ بدلاً من‌ ديوان‌ الاستيفاء، إلا أن‌ الجهاز الذي كان‌ يتولى‌ إدارة الشؤون‌ المالية في إيران‌ كان‌ يسمى‌ ديوان‌ الاستيفاء و ذلك في كل من العصر الساماني و الغزنوي والسلجوقي (ظ: أنوري، ن‌.ص‌). واستناداً إلى‌ ما ذكر باحث‌ آخر، فإن‌ رئيس‌ الأمور الماليـة الذي كـان‌ يسمى‌ فـي عصري السامانييـن‌ و الغزنويين، بـ‍ «المستوفي»، فإنه كان‌ يعادل‌ «صاحب‌ الخراج‌» في بغداد (إمام‌‌الدين‌، 70).

و يمكننا دراسة واجبات‌ ديوان‌ الاستيفاء و نطاق‌ صلاحياته‌ في العصور المختلفة التالية:

 

عصر الغزنويين‌

يعد ديوان‌ الوكالة من‌ جملة المؤسسات‌ المالية في الدولة الغزنوية، حيث‌ كان‌ يتولى‌ إدارة الأملاك الخالصة و الإشراف‌ على‌ أموال‌ السلطان‌، ولكنه‌ لم‌‌يكن‌ يتدخل‌ في الأمور المالية الأخرى‌. وكان‌ يأتي من‌ بعده‌ ديوان‌ الوزير الذي كان‌ يخضع‌ لإشراف‌ السلطان‌، و يتولى‌ دخل و خرج أموال‌ البلاد الخاضعة لحكم‌ الغزنويين‌. وكان‌ ديوان‌ الاستيفاء يتولى‌ مسؤوليات‌ أقل‌ بالقياس‌ إليهما، فقد كان‌ من‌ الواجب‌ عليه‌ أن‌ يسجل‌ المعاملات‌ في السجلات‌ العامة و يذكر أسبابها (بازورث‌،68). وفي عهد السلطان‌ مسعود اتسع‌ نطاق‌ واجبات‌ ديوان‌ الاستيفاء وأضيفت‌ إليه‌ متابعة أموال‌ السلطان‌ و تسجيلها و ضبطها؛ بحيث‌ إن‌ مسعوداً وهب‌ أغنامه‌ مرة إلى‌ أحد الأشخاص‌، ثم‌ أمر ديوان‌ الاستيفاء بأن‌ يحذفها من‌ قائمة ممتلكاته‌ (البيهقي، 154-155). وقد نظم‌ مسؤولو ديوان‌ الاستيفاء سجلاً لتنظيم‌ فهرس‌ ممتلكات‌ الملك الغزنوي، و لكننا لانعلم‌ بالضبط ما إذا كانت‌ هذه‌ الوحدة جزء من‌ ديوان‌ الاستيفاء، أو مستقلة عنه‌ (العتبي، 312).

و في هذا العصر، كان‌ لرئيس‌ ديوان‌ الاستيفاء أشخاص‌ بوصفهم مستوفين، أو نواب مستوفين، عنهم،‌ حيث‌ كان‌ كل‌ واحد منهم‌ يتولى‌ مدينة، أو ولاية و يبعث‌ تقريراً بأمورهم‌ المالية وأنشطتهم‌ في‌ تلك المنطقة إلى ديوان الاستيفاء (مير أحمدي، 208). وقد كان‌ المستوفون‌ المبعوثون‌ إلى‌ الولايات‌، مكلفين‌ بتحصيل‌ الموارد الحكومية و خراج‌ تلك المناطق‌ (العتبي، 343).

 

عصر السلاجقة‌

في هذا العصر، كان‌ الملوك السلاجقة يعينون‌ أيضاً المستوفي بالإضافة إلى‌ اختيار الوزير (أو الخواجه الكبير) كرئيس‌ على‌ جميع‌ التشكيلات‌ الديوانية. و قد كان‌ المستوفي العام‌ للبلاد هو المتولي لديوان‌ الاستيفاء، و الشخصية الثانية بعد الصدر‌الأعظم‌ (إقبال‌، 22، 175). و في تلك الفترة، كان‌ ديوان‌ الاستيفاء يتولى‌ أيضاً حسابات‌ العوائد العامة و النفقات‌، ولكن‌ إيصال‌ التقارير المالية إلى‌ السلطان‌ كان‌ من‌ واجب‌ الوزير، و في الحقيقة يمكن‌ القول‌ إن‌ السياسة المالية للبلاد كانت‌ تحت‌ إشراف‌ الوزير (كلاوسنر، 53). وكان‌ المستوفي العام‌ للبلاد يبعث‌ إلى‌ جميع‌ الأقطار مأموراً كنائب‌ عن‌ المستوفي، وكان‌ من‌ واجبه‌ أن‌ يبعث‌ إلى‌ الديوان‌ العام‌ قائمة الدخل و الخرج ضمن‌ نطاق‌ مأموريته‌ استناداً إلى‌ السجلات‌ و الوثائق‌ الموجودة؛ أي إنه‌ كان‌ يقوم‌ بنفس العمل‌ الذي يقوم‌ به‌ الآن‌ موظف‌ الخزانة في المدن‌ (إقبال‌، 28). و فضلاً عن‌ ذلك، فقد كان‌ المستوفي العام‌ يسجّل‌ الصفقات‌ والمعاملات‌ دون‌ أن‌ يفوت‌ من قلمه‌ شيء (ن‌.ص‌).

و كان‌ من‌ جملة موظفي ديوان‌ الاستيفاء في هذه‌ الفترة «محاسبو الديوان‌، ومستوفو أكناف‌ البلاد، و محرّرو خطوط الوزارة، حيث‌ كانوا يعتبرون‌ كلهم‌ نائبي المستوفي العام‌» و كانوا يشرفون‌ على‌ جميع‌ دخل‌ البلاد و خرجه (م‌.ن‌، 27). و قد وردت‌ الإشارة في تاريخ‌ الوزراء الذي ألّف‌ بشأن‌ أحوال‌ وزراء العصر السلجوقي، في معرض‌ ذكر الوزراء، إلى‌ المستوفي و نائبه‌ في ذيل‌ أحوال‌ كل‌ وزير، حيث‌ جاء أن‌ كل‌ وزير كان‌ يختار بعد تعيينه‌ مستوفيه‌ و نائبه‌ (القمي، ده‌ ـ چهارده‌، أيضاً 20، 31).

و كان‌ دخل ديوان‌ الاستيفاء يحفظ في خزانتين‌: الخزانة الأصل‌، وخزانة الخراج‌. وكل‌ مال‌ يُحصل عليه كان‌ يحفظ في الخزانة الأصل‌ (نظام‌‌الملك، 322). وكان‌ الملك يمتلك الخزانة الخاصة به‌ (ميرأحمدي، 239). و قد وردت‌ في سياست‌‌نامه‌، أكثر من‌ جميع‌ مصادر هذا العصر، معلومات‌ حول‌ الاستيفاء و المناصب‌ المرتبطة به‌، و مصطلحات‌ ديوان‌ الاستيفاء، و نظام‌ الضرائب‌، وجبي الخراج‌، و الأمور المالية. و تجب‌ الإشارة هنا إلى‌ مصطلحات‌ مثل‌ الارتفاع‌ (نظام‌‌الملك، 30، 50، 67، 68، 133)، وجامگي (م‌.ن‌، 223)، والإقطاع‌ و المقطع‌ (م‌.ن‌، 43، 134)، وبيستگاني (رواتب‌ الجند) (م‌.ن‌، 135، 154). و في هذا المجال‌ استخدم‌ بهاء‌الدين‌ البغدادي (ص‌ 95) مصطلح‌ «نان‌ پاره‌»، أي كسرة الخبز.

و في أواخر العصر السلجوقي قام‌ السلطان‌ سنجر بإصلاحات‌ في ديوان‌ مرو. و في هذه‌ الفترة كانت‌ أوضاع‌ ديوان‌ الاستيفاء تسودها الفوضى‌ ولم‌‌تكن‌ هناك معلومات‌ صحيحة عن‌ الأوضاع‌ المالية للبلاد. فعين‌ السلطان‌ سنجر، أبا العلاء صاعد بن‌ الحسين‌ المستوفي في منصب‌ الاستيفاء (منتجب‌‌الدين‌، 46-47). و حدّد له‌ بعض‌ المسؤوليات‌ و منها ضبط الحسابات‌ القديمة و الجديدة، وإرسال‌ المأمورين‌ لمتابعة الولايات‌. وكان‌ واجب‌ هؤلاء المأمورين‌ يتمثل‌ بتنظيم‌ المعاملات‌ و الارتفاعات‌ في مناطقهم‌. وكانوا مكلفين‌ بإرسال‌ تقرير أعمالهم‌ إلى‌ السجل‌ الرئيس‌. و كان‌ واجبهم‌ الآخر متابعة مرتبات‌ السادات‌ و المبالغ‌ المدفوعة إلى‌ المستحقين‌، فكانوا يسجلون‌ حصة كل‌ شخص‌ في سجله‌. و كان‌ هناك مأمور آخر يتولى‌ الإشراف‌ عليهم‌ في تقديم‌ المبالغ‌ من‌ ديوان‌ الاستيفاء (ن‌.ص‌). كما قرر سنجر أن‌ يسلّم‌ نواب‌ ديوان‌ الإشراف‌ أيضاً حسابات‌ الأموال‌ في مناطقهم‌ إلى‌ المستوفي كي يلاحظها (م‌.ن‌، 47- 48).

وكانت‌ الإمبراطورية السلجوقية قد قسمت‌ إلى‌ مناطق‌ ضريبية مختلفة كانت‌ كل‌ واحدة منها تدار من‌ قبل‌ مستوف،‌ أو عامل‌. ولم‌‌يكن‌ مستوفو الولايات‌ يعينون‌ حجم‌ الضرائب‌ و الخراج‌ المستلم‌، بل‌ كان‌ يتم‌ تعيين‌ مستواه‌ في ديوان‌ الاستيفاء العام‌ للبلاد (لمتون‌، 257-258). و مع‌ ذلك يمكن‌ القول‌ ببساطة إن‌ واجبات‌ المستوفين‌ في إدارة الولايات‌، بل‌ و حتى‌ الإدارة و الإشراف‌ على‌ النظام‌ الإداري لجهاز السلاطين‌ السلاجقة، لم‌‌تكن‌ أقل‌ من‌ الوزراء، بل‌ كانت‌ تتجاوزهم‌ أحياناً. وقد تحدث‌ النخجواني عن‌ أهمية ديوان‌ الاستيفاء بشكل‌ بحيث‌ اعتبر إدارة البلاد الواسعة مرهونة بخبرة العاملين‌ في الاستيفاء و كفاءتهم‌؛ فهو يقول‌ إن‌ متصدي الاستيفاء يجب‌ أن‌ يتم‌ اختيارهم‌ من‌ بين‌ أكثر المأمورين‌ الديوانيين‌ كفاءة. و يرى‌ أن‌ المستوفي الجيد يجب‌ أن‌ يتقن‌ فن‌ السياق‌، و أن‌ يكون‌ قليل‌ النظير في الدهاء و الكياسة و الكفاءة، وأن‌ يجمع‌ العلم‌ مع‌ الفضائل‌ العلمية في نفسه‌، و أن‌ يكون‌ متقياً وأميناً و متديناً، و يدرب‌ مرؤوسيه‌، و يعينهم‌ في المناصب‌ الديوانية (2/94-95). و المستوفي المثالي يجب‌ أن‌ يقوم‌ بتقسيم‌ مبالغ‌ الخزانة و مرسومات‌ الأمراء و الجند بشكل‌ يرضي الجميع‌ (م‌.ن‌، 2/96-97). و من‌ الواجبات‌ الأخرى للمستوفي الضليع تنظيم‌ الحسابات‌، و تنقيح‌ المعاملات‌، و كتابة الأحكام‌ و ما إليها. كما يجب‌ أن‌ يكون‌ أهل‌ الديوان‌ معه‌، و أن‌ يدقق‌ السجلات‌ الديوانية، ويحيط علماً بـدخل‌ البلاد و خرجها، و لايخفى‌ عليـه‌ شيء (م‌.ن‌، 2/ 98).

و في هذا العصر كانت‌ أوضاع‌ ديوان‌ الاستيفاء في البلاد الإسلامية الأخرى‌ مشابهة لإيران‌ تقريباً. و كما سبقت‌ الإشارة فقد كان‌ ديوان‌ الاستيفاء في الخلافة العباسية يعمل‌ تحت‌ عنوان‌ «ديوان‌ الخراج‌». و في فترة من‌ الفترات‌ كان‌ الخلفاء يعينون‌ مستوفياً واحداً في جميع‌ أنحاء البلاد الإسلامية؛ فقد ذكر النخجواني عن‌ الخواجه علاء‌الدين‌ محمد أنه‌ كان‌ يتولى‌ الاستيفاء العام‌ لجميع‌ البلدان‌ الإسلامية من‌ مصر و حتى‌ آمويه، و قد عين‌ جمال‌‌الدين‌ الساوجي نائباً عنه‌ في إيران‌، كما عين‌ فريقاً لتدقيق‌ سجلات‌ الاستيفاء و الحيلولة دون‌ هدر أموال‌ الديوان‌ (2/100-102). و فضلاً عن‌ ذلك، فقد كانت‌ توجد في هذا العصر دواوين‌ أخرى‌ كانت‌ تتولى‌ واجبات‌ مشابهة للديوان‌ و منها ديوان‌ الإقطاع‌، و ديوان‌ الصعيد الأعلى‌ و الأدنى و ديوان‌ الثغور و ما إلى ذلك. و نحن‌ نلاحظ أسماء بعض‌ من‌ هذه‌ الدواوين‌ مع‌ تغييرات‌ في الوثائق‌ و الفرامين‌ (ظ: ابن‌ الطوير، 66-67).

 

العصر الصفوي

كان‌ ديوان‌ الاستيفاء في هذا العصر يتولى‌ مسؤوليات‌ عديدة؛ ففي عهد الشاه‌‌طهماسب‌ كان‌ للديوان‌ 10 مستوفين‌، ولكن‌ مستوفي‌الممالك كان‌ يعتبر أعلى‌ منصب‌ في الديوان‌ (إسكندربيك، 1/162-163)، و كان‌ يشرف‌ على‌ الاستيفاء العام‌ في جميع‌ البلاد الصفوية (م‌.ن‌، 1/260، 2/437). و كانت‌ أمور تدقيق‌ الحسابات‌ في ديوان‌ الاستيفاء تقع‌ على‌ عاتق‌ المستوفين‌ الآخرين‌. كما ذُكر «مستوفو‌ البقايا» الذين‌ كانوا في مراتب‌ أدنى‌ وكان‌ من‌ بينهم‌ أشخاص‌ يترقون‌ حتى‌ يبلغوا‌ منصب‌ مستوفي‌الممالك؛ كما حدث‌ بالنسبة إلى‌ مير‌شاه‌ القاضي الأصفهاني الذي كان‌ يتولى‌ لسنين‌ عديدة منصب‌ «مستوفي البقايا» في عهد الشاه‌ طهماسب‌، فقد بلغ‌ في عهد إسماعيل‌ الثاني منصب‌ مستوفي‌الممالك بسبب‌ كفاءته‌ (م‌.ن‌، 1/163). و رغم‌ أن‌ مستوفي‌الممالك كان‌ يتولى‌ منصباً مهماً، إلا أنه‌ لم‌‌يكن‌ يتمتع‌ بجميع‌ الصلاحيات‌ التي يتمتع‌ بها اليوم‌ وزير المالية. و في الحقيقة، فقد كان‌ الصدر‌الأعظم‌ هو الذي يتولى‌ أعمال‌ وزير المالية، ولم‌‌يكن‌ المستوفون‌ يؤدون‌ مهمة سوى‌ الأمور الفنية المالية والتدقيق‌ وتنظيم‌ الميزانية، و كانوا يعتبرون‌ المساعدين‌ القريبين‌ من‌ الصدر الأعظم‌، و يجب‌ القول‌ إن‌ مستوفي‌الممالك كان‌ مرتبطاً بالجهاز الإداري للصدر الأعظم‌ (مينورسكي، 83).

و في هذه‌ الفترة أطلق‌ الأوروبيون‌ مثل‌ شاردن‌ و كمپفر الذين‌ زاروا إيران‌ اسم‌ «قاعة الحسابات‌» على‌ مكان‌ عمل‌ المستوفي. وذكر شاردن‌ أنه‌ كان‌ يتم‌ في قاعة حسابات‌ البلاد إحصاء أصحاب‌ المناصب‌ العسكرية و أفراد النظام‌ و المدن‌، ولكن‌ كان‌ هناك موضع‌ آخر تجمع‌ فيه‌ أيضاً هذه‌ المعلومات‌ يدعى‌ الإدارة الخاصة (ظ: م‌.ن‌، 101، الهامش‌). و في هذه‌ الفترة كانت‌ واجبات‌ المستوفي كالتالي: جباية و ضبط الضرائب‌ الديوانية لعموم‌ البلاد، و إقطاعيات‌ و مرتبات‌ الأمراء والحكام‌ و السلاطين‌ و رسوم‌ الوزراء و المستوفين‌ و قادة الشرطة ومرتبات‌ أرباب‌ القلم‌ و أهل‌ النظام‌. ولم‌‌يكن‌ الوزراء يحق‌ لهم‌ التعامل‌ بشيء من‌ ضرائب‌ الديوان‌ دون‌ تصديقه‌؛ كما كان‌ يعيّن‌ أيضاً المشرف‌ على‌ السجل‌ وصاحب‌ التوجيه‌ وكاتب‌ الضابطة والأوارجة (الميرزا سميعا، 17). وكان‌ مستوفي‌الممالك يعين‌ مناصب‌ المستوفين‌ ويرسل‌ التعليمات‌ إلى‌ المأمورين‌ المقيمين‌ في الولايات‌ (مينورسكي، 100). وكان‌ «أصحاب‌ الأرقام‌» العاملون‌ تحت‌ إمرة مستوفي‌الممالك يصل‌ عددهم‌ إلى‌ 5 أشخاص‌، حيث‌ كانوا يعملون‌ في التحرير لديه‌. وكانت‌ واجباتهم‌ تتمثل‌ في ضبط وتسجيل‌ الأرقام‌، و الإيرادات‌ السنوية، و الإقطاعات‌ و الأمور الأخرى‌ المتعلقة بمستوفي‌الممالك. و كانوا يختمون‌ كل‌ مايجدونه‌ صحيحاً بختم‌ مستوفي‌الممالك و يعيدون‌ ماليس‌ صحيحاً إلى‌ صاحبه‌ (الميرزا سميعا، ن‌.ص‌).

و كان‌ مستوفي‌الممالك يتشدد في تدقيق‌ حسابات‌ مرؤوسيه‌، وكان‌ يضع مبالغ كثيرة بحساب «البقايا». و كان‌ الشاه‌‌‌عباس‌ يشرف‌ بدقة على‌ ديوان‌ الاستيفاء، و عندما تظهر خلافات‌ بين‌ مستوفي‌الممالك و المسؤولين‌ الآخرين‌ بشأن‌ حساباته‌، كان‌ يأمر بأن‌ تراجع‌ الحسابات‌ بشكل‌ دقيق‌ (مينورسكي، 102-103).

كانت‌ إدارة الاستيفاء، أوديوان‌ الاستيفاء تتألف‌ تحت‌ إشراف‌ مستوفي‌الممالك من ثلاثة أقسام‌: الخلاصة و التوجيه و كاتب‌ الجند.كما كان‌ هناك أيضاً موظفان‌ رسميان‌ آخران‌ ضمن‌ إدارة الاستيفاء هما المراقب و رئيس العَسَس‌ (م‌.ن‌، 99). و كان‌ المدراء‌ المهمون‌ لديوان‌ الاستيفاء، أي مرؤوسو المستوفي العام‌ يشملون‌ المراقب و رئيس عسس مكتب‌ الديوان‌ و صاحب التوجيه وكاتب‌ الضابطة و كاتب الأوارجة‌ (م‌.ن‌، 98-99). ولم‌‌يذكر قسم‌ الخلاصة في ديوان‌ الاستيفاء سوى‌ السواح‌ الأوروبيين‌ ومنهم‌ شاردن‌، ولكن‌ ذُكر في تذكرة الملوك منصب‌ بعنوان‌ «سركار خالص‌» كانت‌ مسؤولية صاحبه‌ إعداد المعلومات‌ المتعلقة بتاريخ‌ التعيين‌ و الدفع‌ و تسوية الحساب‌ المالي للدوائر الحكومية. و ليس‌ من‌ المستبعد أن‌ يكون‌ قصد شاردن‌ من‌ الخلاصة هو العمل‌ نفسه‌ المذكور في تذكرة الملوك (ظ: مينورسكي، 99-100).

و قد كان‌ واجب‌ المراقب تدقيق‌ الأرقام‌ المستلمة و مرتبات‌ الوظائف‌ والأحكام‌ السنوية و الإقطاعات‌ التابعة لأهل‌ النظام‌ والأرقام‌ المتعلقة بأصحاب‌ المناصب‌. كما كانت‌ تختم‌ من‌ قبله‌ وثائق‌ الحسابات‌ التي كانت‌ تصدر من‌ سجل‌ الديوان‌. وكان‌ أيضاً مكلفاً بتدقيق‌ الحسابات‌ في عموم‌ البلاد (الميرزا سميعا، 36). وكان‌ مراقب‌ السجل‌ في ديوان‌ الاستيفاء يُعَدّ أيضاً مدير العاملين‌ في إدارة الاستيفاء، وكانت‌ مسؤوليته تتمثل‌ في الإشراف‌ على‌ أعضاء الديوان‌، ومعاقبتهم‌ أحياناً. و كان‌ يبت‌ في كل‌ طلب‌، أو دعوى بين‌ الموظفين‌ بحضور المراقب‌، و كان‌ هو الذي يؤيد ويختم‌ جميع‌ أحكام‌ و أرقام‌ أهل‌ النظام‌ (ن‌.ص‌). و كان‌ كاتب‌ الأوارجة يتولى‌ مسؤولية تسجيل‌ ضرائب‌ كل‌ فرد في سجل يحمل‌ اسم‌ أوراجة (ميرأحمدي، 242).

و في العهد الصفوي، و فيما عدا المستوفي‌الممالك الذي كان‌ يتولى‌ الإشراف‌ العام‌ على‌ أنشطة المستوفين‌ في أنحاء البلاد، فإن‌ غالبية الأعمال‌ كان‌ يقوم‌ بها المستوفون‌ الخاصون‌ به‌، فقد دار‌الحديث‌ في تذكرة الملوك عن‌ مستوفي أعمال‌ القورجيين‌ والغلمان‌ والمشاة و المدفعيين‌ و بعض‌ الأعمال‌ الأخرى‌. وجاء الحديث‌ مفصلاً في هذا المصدر عند ذكر الأعمال‌ عن‌ مستوفي كل‌ منهم‌ مع‌ عدد العاملين‌ (الميرزا سميعا،‌ 36-40، 46-47، 50). و من‌ جملة ذلك إيراد معلومات‌ حول‌ مستوفي القورجيين‌، أي الميرزا فتح‌الله‌ الذي اختير بعد هذا المنصب‌ كمستوفٍ للممالك (إسكندربيك، 1/164-165).

و فضلاً عن‌ الأصناف‌، فقد كان‌ للمدن‌ أيضاً مستوفون‌ خاصون‌، ففي أصفهان‌ كان‌ علي أكبر مستوفياً لسنوات‌ (م‌.ن‌، 3/1008). ونشير الآن‌ إلى‌ أهم‌ تقسيمات‌ المستوفين‌ الذين‌ كانوا يتولون‌ في إدارة الاستيفاء مركزاً بارزاً:

 

مستوفي الخاصة

و كانت‌ إدارته‌ على‌ ماصرح‌ شاردن‌ وكمپفرتشبه‌ تماماً ديوان‌ مستوفي‌الممالك، و تستند إلى‌ أسس‌ واحدة، و لكنهما كانا مستقلين‌ و منفصلين‌ عن‌ بعضهما. و كان‌ مستوفي الخاصة يقوم‌ بواجباته‌ تحت‌ إشراف‌ الصدر الأعظم‌. ويرى‌ شاردن‌ أن‌ ديوان‌ الممالك. كانت‌ له‌ المرتبة الأولى‌، و أما ديوان‌ الخاصة فقد كان‌ يتمتع‌ بنفوذ و سلطة أكبر بسبب‌ سعته‌ وموارده‌ الكثيرة. وقد كان‌ مستوفي الخاصة أدنى‌ بقليل‌ من‌ مستوفي‌الممالك. و كان‌ هذا المنصب‌ على‌ الأرجح‌ من‌ جملة الأعمال‌ التي استخدمت‌ في أواخر العهد الصفوي لأن‌ اسم‌ مستوفي الخاصة لم‌‌يرد في قائمة الأعمال‌ على‌ عهد الشاه‌ طهماسب‌ والشاه‌‌عباس‌. و من‌ المحتمل‌ أن‌ وظيفة مستوفي الخاصة كانت‌ الإشراف‌ على‌ نفقات‌ الجيش‌ و تدقيقها، أو على‌ الأقل‌ الإشراف‌ على‌ نفقات‌ الجند الجدد الذين‌ كانوا يوظفون‌ بأمر الشاه‌‌عباس‌ (مينورسكي، 101). و قد كان‌ أبوالفتوح‌ الأصفهاني يتولى‌ هذا المنصب‌ لفترة، و بعد وفاته‌ تولاه‌ حسين‌ الأصفهاني، ثم‌ الميرزا باقر (إسكندربيك، 3/ 1009).

مستوفي أرباب‌ التحاويل‌: و كان‌ واجبه تسجيل‌ و ضبط النقود و الآلات‌ من‌ ذهب‌ و فضة و مرصّعات‌ و مجوهرات‌ و ملابس‌ وإبل‌ و الحيوانات‌ و البضائع‌ الأخرى‌ التي كانت‌ تسلّم‌ إلى‌ أصحاب‌ الجمع‌ كي‌ تتم‌ المحافظة على‌ أموال‌ الديوان‌. و كان‌ يستلم‌ شهرياً الوثائق‌ الجزئية اليومية من‌ المشرفين‌ و يسجّلها في دفاتره (ظ: الميرزا سميعا، 35). و قد كان‌ سيف‌‌الملوك الطهراني يتولى‌ هذا المنصب‌ لفترة في العهد ‌الصفوي (إسكندربيك، 1/165).

 

مستوفي القورجيين‌

و كان‌ يلازمه‌ دائماً 4 كتّاب‌. و كان‌ عمله‌ يتمثل‌ في الإشراف‌ على‌ أعمال‌ القورجيين‌ و ضبطها و تسجيلها وتوظيف‌ الأفراد الجدد في هذا القسم‌، و كان‌ يشرف‌ على‌ دخول‌ السفراء، كما كان‌ يؤيد المرتبات السنوية للقورجيين‌ بعد تسجيلها (الميرزا سميعا، 37).

 

مستوفي الموقوفات‌

و كان‌ جميع‌ مسؤولي الموقوفات‌ والعاملين‌ فيها يسلمون‌ حساباتهم‌ إلى‌ مكتبه، حيث‌ يتم‌ تدقيقها فيه‌. وكان‌ مستوفي الموقوفات‌ يؤيد تسوية الحسابات‌ و أرقامها بعد ختم‌ مفتش‌ الديوان‌ (م.ن‌، 44).

 

مستوفي المال

وكان‌ يتولى‌ هذا العمل‌ الأشخاص‌ الذين‌ كانوا قد تعلموا علم‌ المحاسبة و السياق‌ جيداً. و قد تغير اسم‌ مستوفي‌المال فيما بعد إلى‌ كاتب‌ الضابطة وكاتب‌ المفردة (إسكندربيك، ن‌.ص‌).

 

مستوفي أصفهان‌

و كان‌ يتولى‌ متابعة و تسجيل‌ و ضبط حسابات‌ الرعايا ودافعي ضرائب ديوان مدينة أصفهان‌، و كان‌ يشرف‌ عليه‌ وزير دارالسلطنة في هذه المدينة. و كان‌ يساعد مستوفي أصفهان‌ 4 موظفين‌، و كان‌ يؤيد في النهاية جميع‌ الأحكام‌ المتعلقة بالحسابات‌ (الميرزا سميعا، 50-51).

 

العصر القاجاري

في هذا العصر كانت‌ المؤسسة التي تتم‌ فيها أمور الاستيفاء تسمى‌ «دفترخانه‌» (المكتب)، وكانت‌ تسجل‌ فيها جميع‌ الحسابات‌ و المعاملات‌ الحكومية و الضرائب‌ المختلفة من‌ الجزء والكل‌. وكان‌ الرئيس‌ العام‌ للمستوفين‌ يدعى‌ مستوفي‌الممالك، كما كان‌ الحال‌ في العصور السابقة. و قد كانت‌ حوالات‌ الرواتب‌ وفرامين‌ الألقاب‌ و الامتيازات‌ و الحكومات‌ تختم‌ أولاً من‌ قبل‌ مستوفي‌الممالك، ثم‌ المستوفين‌ الآخرين‌. و في عهد ناصرالدين‌‌شاه‌، كان‌ يقوم‌ بالقرب‌ من‌ دارالحكومة مبنى‌ مؤلف‌ من‌ طابقين‌ كان‌ مخصصاً لمكتب‌ مستوفي‌الممالك. و قد كان‌ هذا المنصب‌ يعود في العهد القاجاري إلى‌ آقاميرزا كاظم‌، وآقا ميرزا يوسف‌، وآقاميرزا حسن‌ الآشتياني الذين‌ كانوا ينتمون‌ كلهم‌ إلى‌ عائلة واحدة معيد الممالك، 45-46).

و مع‌ وقوع‌ الثورة الدستورية، و انقراض‌ الأسرة القاجارية أخيراً لم‌‌يتول‌ شخص‌ آخر هذا المنصب،‌ فزالت‌ بذلك تشكيلات‌ ديوان‌ الاستيفاء ‌مع‌ دخول‌ الحضارة الجديدة إيران.

 

المصادر

ابن‌ الطوير، عبدالسلام‌، نزهة المقلتين‌، تق‍ : أيمن‌ فؤاد سيد، شتوتغارت‌، 1992م‌؛ إسكندربيك المنشي، عالم‌ آراي عباسي، تق‍ : ايرج‌ أفشار، طهران‌، 1350‌ش؛ إقبال‌ الآشتياني، عباس‌، وزارت‌ درعهد سلاطين‌ بزرگ‌ سلجوقي، طهران‌، 1338ش‌؛ أنوري، حسن‌، اصطلاحات‌ ديواني دورۀ غزنوي و سلجوقي، طهران‌، 1355‌ش؛ بهاء‌الدين‌ البغدادي، محمد، التوسل‌ إلى‌ الترسل‌، تق‍ : أحمد بهمنيار، طهران‌، 1315ش‌؛ البيهقي، أبو‌الفضل‌، تاريخ‌، تق‍ : على‌ أكبر فياض‌، مشهد، 1356ش‌؛ الخوارزمي، محمد، مفاتيح‌ العلوم‌، ليدن‌، 1895م‌؛ رستم‌ الحكماء، محمد هاشم‌، رستـم‌ التواريـخ‌، تق‍ : مـحـمـد مشيــري، طـهــران‌، 1352ش‌؛ السـوزنــي السمـرقـنــدي، ديــوان‌، تق‍ : ناصرالدين‌‌ شاه‌ حسيني، طهران‌، 1338ش‌؛ شريك أمين‌، شميس‌، فرهنگ‌ اصطلاحـات‌ ديواني دورۀ مغـول‌، طهران‌، 1357ش‌؛ العتبي، محمد، تاريخ‌ يميني، تج‍ : ناصح‌ جرفاذقانـي، تق‍ : جعفر شعـار، طهران‌، 1357ش‌؛ العقيلي، حاجي بن نظام، آثار الوزراء، تق‍ : جلال الدين المحدث الأرموي، طهران، 1337ش؛ القمي، نجم الدين، تاريخ الوزراء، تق‍ : محمد تقي دانش‌‌پژوه‌، طهران‌، 1363ش‌؛ كلاوسنر، كارلا، ديوان‌‌سالاري در عهد سلجوقي، تج‍ : يعقوب‌ آژند، طهران‌، 1363ش‌؛ معير‌الممالك، دوست‌‌علي‌خان‌، رجـال‌ عصر ناصري، طهـران‌، 1361ش‌؛ منتجـب‌ الديـن‌، بديـع،‌ علي‌، عتبة الكتبــة، تق‍ : محمد القزويني وعباس إقبال‌ الآشتياني، طهران‌، 1329ش‌؛ مير أحمدي، مريم‌، نظام‌ حكومت‌ إيران‌ در دوران‌ إسلامـي، طهران‌، 1368ش‌؛ الميـرزا سميعــا، تـذكـرة الملـوك، تق‍ : محمـد دبيرسيـاقـي، طهـران، 1332ش؛ مينـورسكـي، و.، سـازمـان‌ إداري حكـومـت‌ صفـوي، تج‍ : مسعود رجب نيا، طهران، 1334ش؛النخجواني، محمد،دستور الكاتب، تق‍ : عبدالكريم‌ علي أوغلي، موسكو، 1964م‌؛ نظام‌‌الملك، حسن‌، سير الملوك (سياست‌ نامه‌)، طهران‌، 1364ش‌؛ و أيضاً:

 

Bosworth, C. E., The Ghaznavids, Beirut, 1973; Imamuddin, S. M., Arab Muslim Administration, New Delhi, 1984; Lambton, A. K. S., «Internal Structure of the Saljuq Empire», The Cambridge History of Iran, Cambridge, 1968, vol. V.

علي آل داود/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: