الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / الاستعاذة /

فهرس الموضوعات

الاستعاذة

الاستعاذة

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/13 ۲۲:۵۶:۳۱ تاریخ تألیف المقالة

اَلِاسْتِعاذَة، كلمة و تعبير قرآني يعني اللجوء إلی الله من كل شر وسوء و من وساوس الشيطان أيضاً. و الاستعاذة مصدر من باب الاستفعال جذره «ع و ذ»، و العَوْذ مصدر فعل «عاذَ، يعوذُ»، أي اللجوء إلی الغير سواء كان شيئاً، أم شخصاً، أم مكاناً. والاستعاذة في الثقافة الإسلامية و خاصة في القرآن الكريم دعاء يلجأ الإنسان من خلاله إلی الله لدفع الشرور. و من حيث الاشتقاق الكبير فإن كلمة «لَوذ» هي مصدر فعل «لاذَ، يلوذُ»، والتي وردت في القرآن لمرة واحدة علی شكل «لِواذاً» بمعنی الملجأ (النور/24/63)، هي شكل آخر من كلمة «عوذ» التي جاءت في الأحاديث و الروايات بنفس المفهوم مثل «بك استغثت و لُذت ولا‌ألوذ بسواك» (ظ: الطوسي، مصباح...، 597).

لكلمة عوذ و مفهومها خلفية قديمة في اللغات السامية، فالعوذ (oz، أو ªuz) كانت تستعمل في اللغة العبرية القديمة بمعنی اللجوء (ظ: غزنيوس، 731). و قد كانت هناك عند العرب قبل الإسلام وفي صدر الإسلام أسماء أشخاص مثل عَوذ، مُعَوِّذ، ومُعاذ، وكلها مأخوذة من هذا الجذر (مثلاً ظ: ابن سعد، فهرست الأعلام؛ ابن‌حزم، جمهرة...، 371، 447). و قد اشتقت صيغ مختلفة من جذر عوذ للاستعاذة بالله تطالعنا في الأحاديث بشكل خاص (ظ: تتمة المقالة). و رغم أن غالبية هذه الألفاظ جاءت في صيغ خبرية مثل «أعوذ» و«أستعيذ»، لكنها ذات معنی إنشائي و دعائي. كما اعتبر علماء اللغة كلمات عاذَ و استعاذَ و تعوّذَ بمعنی واحد (الأزهري، 3/147؛ الجوهري، 2/566).

و الاستعاذة، بمعناها الواسع، مصدرها سلوك غريزي. فالإنسان يسعی عند مواجهة الخطر إلی أن يحصل علی السكينة والاطمئنان من خلال اللجوء إلی قوة أكبر منه. و لذلك فقد كانت توجد منذ أقدم العصور شعائر و طقوس خاصة بين البشر لدفع الشرور والآفات. فقد كان العرب قبل الإسلام يستعملون تعويذات مختلفة للخلاص من المساوئ و الشرور منها: الرُّقية و النُّشرة و النَّفرة، والتَّميمة... و غير ذلك، أو يطلبون العون من السحرة و الكهنة الذين كانوا يدّعون العلاقة بالكائنات الغيبية (الجن و الشياطين) ومعرفة الأسرار الخفية، و يتوسلون بتلك الموجودات بواسطتهم. وقد كان هؤلاء الناس من خلال اعتقادهم الراسخ بالجن، يستعيذون بهم أحياناً لحفظ أنفسهم من المصائب؛ فقد كانوا عند السفر إلی أرض مجهولة يلجؤون إلی الجني الذي كان صاحبها وكبيرها (ظ: علي، 6/745-754؛ أيضاً فهد، 171، مخ‍(. و قد أشار القرآن الكريم في سورة الجن (72/6) إلی هذه الفكرة الخاطئة، واعتبر لجوء مجموعة من الناس إلی الجن مؤدياً إلی الضلال والخسران الأكثر (أيضاً ظ: الطبري، 29/67-69؛ الطبرسي، 10/555-556؛ السيوطي، الدر...، 8/299-301؛ البحراني، هاشم، 4/391-392). و قد بين القرآن الكريم مع نزول السور المكية الأولی مثل الناس و الفلق الاستعاذة الحقيقية، و خلافاً للتفكير الجاهلي الذي كان يروّج للاستسلام أمام القوی الشيطانية، فقد أعلن القرآن أن الاستعاذة الحقيقية هي اللجوء إلی الله من كل شر وسوء و وسوسة شيطانية. و علی هذا الأساس فقد ردت الآيات القرآنية بصراحة التهمة التي كان يوجهها المشركون إلی النبي (ص) فيما يتعلق بالعلاقة مع الشياطين (الشعراء /26/210؛ التكوير /81/25)، و ربما لهذا السبب أُمر النبي (ص) أن يستعيذ دوماً بالله تعالی من الشيطان الرجيم قبل تلاوة آيات الوحي (النحل/16/ 98)، كي يكون ذلك ردّاً مفحماً علی تهمهم المتواصلة (ظ: دروزة، 6/103).

 

الاستعاذة في القرآن الكريم

وردت مشتقات «عوذ» في القرآن الكريم 17 مرة جاءت في الغالب من جميع صيغها الثلاثية المجردة مثل: عُذتُ و أعوذُ و يعوذون ومَعاذ، كما جاءت مرة من الثلاثي المزيد من باب الإفعال (أُعيذُها)، و 4 مرات من باب الاستفعال (الاستعاذة) من صيغة الأمر «اسْتعذْ». و قد اعتبر الله في هذه الآيات الملجأ و المأوى الوحيد، سوی مرة واحدة دارالحديث فيها عن ذم لجوء البشر إلی الجن.

و تتضح أهمية الاستعاذة في القرآن عندما نعلم أن السورتين الأخيرتين (الفلق و الناس) خصصتا لهذا الموضوع. و تشتمل هاتان السورتان اللتان يبدؤهما الله مخاطباً النبي (ص)، علی أشمل بيان لأركان الاستعاذة، بحيث يمكننا اعتبار الآيات الأخری المتعلقة بالاستعاذة شرحاً لمفاهيم هاتين السورتين و مصاديقهما. و قد اشتهرت هاتان السورتان بـ «المعوذتين» منذ عصر النزول بسبب بدايتهما المشتركتين، و اكتسبتا مكانة خاصة في منهج تعليم القرآن. و من جانب آخر، فقد أصبحت المعوذتان بديلاً عن أنواع التعاويذ المغلوطة في العصر الجاهلي (ظ: ن.د، التعويذ).

و قد كان النبي الأعظم (ص) يعتبر تلاوة المعوذتين أفضل تعويذ (ابن سعد، 2/212؛ النسائي، 8/251، 252)، و كان عملياً يعوِّذ الحسنين (ع) بهاتين السورتين (الطبرسي، 10/866).

و من الاستعاذات التي ذكرت في القرآن الكريم ماجاء علی لسان الأنبياء مثل نوح و يوسف و موسی (ع)، و كذلك مريم وزوجة عمران (ظ: آل عمران /3/35-36)، و أما الحالات الأخری فهي خطاب للنبي (ص). فقد تعوذ نوح (ع) بالله من أن يطلب شيئاً لايعلمه (هود/11/47). كما استعاذ موسی (ع) بالله أمام آل‌فرعون الذين هدوده بالرجم و القتل (الدخان/44/20؛ غافر /40/27)، من كل متكبر لايؤمن بيوم الحساب؛ كما استعاذ في قصة بقرة بني إسرائيل من أن يكون من الجاهلين (البقرة /2/67). و أجاب يوسف (ع) علی إغواء امرأة عزيز مصر بأن قال «معاذ الله» (يوسف/12/23)، و استعاذ بالله أيضاً عندما ملك في مصر، من أن يعاقب الأبرياء بدل المجرمين (ظ: يوسف/12/79). كما استعاذت مريم بالرحمان من أن تتلوث بالذنب (ظ: مريم / 19/ 18)، و أعاذت زوجة عمران بعد أن ولدت مريم في دعاءلها، ابنتها وذريتها من الشيطان الرجيم (آل عمران/3/36).

و جاءت خطابات الاستعاذة إلی النبي (ص) في سورتي الناس و الفلق بتعبير «قل أعوذ برب...»، و بين في هاتين السورتين طريق التغلب على الشياطين و دفع الشرور. و يبدو من سورة غافر (40/56) التي ورد فيها الأمر بالاستعاذة، ومع الأخذ بعين الاعتبار سياق الآية التي تعتبر الكبر مصدر الجدال في آيات الله، أن النبي (ص) أُمر بأن يستعيذ من كبر الكافرين و عنادهم، كما استعاذ موسی (ع) بالله من كيد فرعون (ظ: الطباطبائي، 17/342). و في آيات من سورة فصلت (41/36)، و الأعراف (7/200)، والمؤمنون (23/97- 98) أمر الله النبي (ص) بأن يستعيذ به من وساوس الشيطان و غمزاته. و يدور سياق الآيات حول سلوك النبي (ص) مع المشركين و هو أن يجيب بالحسنی على سلوكهم السيء، و أن و يعرض عن الجاهلين من خلال العفو و القول الحسن وتجنب الجدل. و بالطبع فإن مثل هذا السلوك صعب للغاية أمام المعاندين، فما أكثر مايؤدي سلوك الجاهلين والسفهاء إلی الغضب الذي يمهد الطريق لنفوذ الوساوس الشيطانية (ظ: الزمخشري، 2/190؛ فخرالدين الرازي، 15/97، 27/127؛ قطب، 3/713)، و في هذه الحالة يشدد الشيطان عداوته، و يضع العراقيل أمام دعوة الأنبياء (ظ: الطباطبائي، 17/392).

و في سورة النحل (16/ 98) طرحت الاستعاذة في خطاب موجه إلی النبي (ص) باعتبارها أحد آداب تلاوة القرآن. و قد أمر الإنسان بالاستعاذة في بداية تلاوة القرآن كي يتجنب القارئ المزالق، و علی هذا فإن النطق بألفاظ الاستعاذة هي مقدمة لتحقق الحالة النفسية للاستعاذة؛ و قد أوضحت الآيتان 99و100 من هذه السورة نفسها حقيقة الأمر و هو امتلاك الإيمان و التوكل علی الله، فهما سدان أمام نفوذ الشيطان و سيطرته (ظ: الطباطبائي، 12/367). ويمكننا أن نجد في بعض المصادر رؤی عرفانية وأخلاقية حول حقيقة الاستعاذة و مراتبها (ظ: النيسابوري، 1/13-16؛ إسماعيل حقي، 1/3-5؛ النراقي، 3/349؛ عصار، 164-170؛ الخميني، 243-257).

 

الاستعاذة في الأحاديث

للاستعاذة استعمال واسع في الأحاديث و الروايات من حيث اللفظ و المعنی. فقد استخدم مفهوم الاستعاذة أحياناً بكلمات مترادفة مثل «الالتجاء» و«الاستجارة» و «الاستغاثة»، بل و حتی بألفاظ غير مترادفة مثل «لبيك»، حيث اعتبرت و كأنها توجه إلی الله و استعاذة به (المجلسي، 81/380). و تحدثت الروايات و الأدعية بالتفصيل عن أنواع من الشرور تجب الاستعاذة منها (قا: إسماعيل حقي، 1/3-4). ويمكن تصنيف هذه الشرور في إطار عام هو: الرذائل الخلقية والذنوب و الوساوس الشيطانية مثل البخل و الخيانة و الحسد والنفاق و سوء الخلق و الحرص؛ و الآفـات الجسمية مثل الأمراض و أضرار الحيوانات المؤذية، و مظاهر العجز في الجسم مثل الشيخوخة؛ و الاضطرابات الروحية و النفسية مثل الغم والحزن و الكسل و الاضطراب؛ و المشاكل الاجتماعية والاقتصادية مثل الفقر و الجوع و الدين و الإفلاس و الظلم والفتن، و غلبة الأعداء المغرضين؛ و الانحرافات العقائدية في الدين مثل الكفر و الضلالة و علی إثرهما الغضب و السخط الإلٰهيان، و العذاب الدنيوي والأخروي مثل زوال النعمة و عذاب القبر و عذاب جهنم (ظ: الصحيفة السجادية...، دعاء 8؛ البخاري، 7/158-160؛ النسائي، 8/255-285؛ الكليني، 2/525-527؛ الغزالي، 1/381-382).

و ذكرت في كتب الأدعية و الأذكار أدعية و كتابات رمزية كأحراز و رقيات و عَوذات و غيرها لدفع الأمراض و الآفات والشرور و التحصن منها (ظ: ن.د، التعويذ). و رغم أن ألفاظ الاستعاذة لم‌تستعمل في هذه التعاويذ بالضرورة؛ فإنه علی سبيل المثـال كان رسول الله (ص) ــ استنـاداً إلـی الـروايـات ــ يعوذ بسورة فاتحة الكتاب (أحمد بن حنبل، 5/ 128) و كما اعتبرت سورة الإخلاص إلی جانب المعوذتين (المعوذات الثلاث) في مجموعة واحدة، باعتبارها أفضل التعويذات (ظ: النسائي، 8/250-251؛ أيضاً ظ الطوسي، تهذيب...، 3/185).

 

الاستعاذة و القراءة

استناداً إلی الآية 98 من سورة النحل (16)، و سنة النبي الأعظم (ص)، فإن المسلمين يستعيذون دوماً عند تلاوة القرآن بعبارة «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» و هذه العبارة مأخوذة من القرآن، و لكنها ليست جزء من آياته (القرطبي، 1/86). و قد اعتبر عموم العلماء المسلمين الاستعاذة مستحبة عند تلاوة القرآن في الصلاة و غيرها، فعلی الرغم من أن ظاهر الأمر بالاستعاذة في الآية المذكورة يدل علی الوجوب، إلا أن هناك أحاديث تدل علی جواز ترك الاستعاذة (مثلاً ظ: مسلم، 1/357؛ الكليني، 3/313؛ ابن الجزري، 1/257- 258؛ المجلسي، 82/5؛ السيوطي، الإتقان، 1/364). و قد جاء في رواية عن الإمام الباقر (ع) أن البسملة يمكن أن تكون بديلاً عن الاستعاذة (الكليني، ن.ص)، ذلك لأن الإنسان يضع نفسه بها في حصن الله، و لاسبيل في هذا الحصن إلی الوساوس و الشروركي تجب الاستعاذة.

و أشهر عبارة للاستعاذة هي «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، حيث يلتئم شكل لفظها مع الآية 98 من سورة النحل (16). وقد تم التأكيد في عدد من الروايات علی أفضليتها علی الوجوه الأخری. و قد علَّم النبي (ص) في رواية له هذا الشكل من الاستعاذة لابن مسعود مؤكداً علی كونها منزلة من الله تعالی (ظ: الزمخشري، 2/633-634؛ ابن الجزري، 1/244-246). كما أكد علماء القراءة و القراء علی استعمال هذه الألفاظ المشهورة (أبوعمرو، التيسير، 16؛ ابن الجزري، 1/243). و مع كل ذلك، يبدو ادعاء السخاوي (2/271) إجماع الأمة علی هذه الألفاظ ضعيفاً (أيضاً ظ: ابن الجزري، 1/246). و يستعمل الإمامية علی نطاق واسع عبارة الاستعاذة المشهورة و كذلك «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم» (المجلسي، ن.ص). و بحث ابن‌الجزري الأشكال المختلفة للاستعاذة مع المستندات الروائية في النشر، و أوصی في الختام باتباع السلف الصالح في هذا الموضوع (1/246-252). و الرأي الآخر هو جواز أي شكل من الإضافة والنقصان في شكل الاستعاذة المشهور (ظ: ن.ص). و في المقابل، فقد أصر حمزة من بين القراء السبعة علی تطابق ألفاظ الاستعاذة المشهورة حداً بحيث يبدو و كأن من الواجب استعمال ألفاظ «أستعيذ»، أو «أستعذت»، أو «نستعيذ» بدلاً من لفظة أعوذ (السيوطي، ن.م، 1/365)، و يجيز ابن الجزري «أعوذ» و«أستعيذ» كليهما (1/246-247؛ أيضاً ظ: البحراني، يوسف، 8/165-166)، علمـاً أن لذلك أمثلة كثيرة فـي النصوص الروائية، ولكـن الإصرار عليه في مقابل الشكل المشهور للاستعاذة لم‌يجد مؤيدين له.

و فيما يتعلق بكيفية أداء الاستعاذة يجب القول إن عموم القراء سوی نافع و حمزة من القراء السبعة، قالوا بالجهر (أبوعمرو، ن.م، 17؛ الشاطبي، 27؛ لمزيد من الشرح، ظ: ابن الجزري، 1/252-253). و القراء يستعيذون عادة قبل بداية تلاوة القرآن. كما يری المفسرون استناداً إلی الآية 98 من سورة النحل أن الاستعاذة قبل القراءة، و يقدرون الفعل «أردتَ» فيه؛ أي إذا أردتَ أن تقرأ القرآن فاستعذ مثل الآية: «... إذا قمتم إلی الصلاة فاغسلوا وجوهكم...» (المائدة /5/6). و مع ذلك فقد نقل عن بعض القراء والفقهاء أنهم أجازوا، استناداً إلی ظاهر الآية 98 من سورة النحل، الاستعاذة بعد قراءة القرآن، و اعتبر فخرالدين الرازي (1/60) خلال جمعه بين الرأيين، الاستعاذة مستحبة في بداية تلاوة القرآن و ختامها (أيضاً ظ: الجصاص، 5/12-13؛ السخاوي، 2/271-272؛ لمزيد من الشرح، ظ: ابن الجزري، 1/254-256). و يقف قراء القرآن بعد الاستعاذة، و يصطلح علماء التجويد علی هذا الوقف بالتام (أبوعمرو، المكتفى، 155؛ أيضاً ابن الجزري، 1/257).

و للاستعاذة التي تستحب قراءتها عند القيام بالأعمال الدينية، أو الأعمال اليومية المستحبة، مكانة خاصة. كما لاتخلو الصلاة باعتبارها أفضل عبادة من ذكر الاستعاذة. فمن مستحبات القراءة في الصلاة أن يستعيذ المصلي بعد تكبيرة الإحرام و قبل قراءة فاتحة الكتاب. و لذلك فقد جاء بحث الاستعاذة في الكتب الفقهية في باب الصلاة، حيث طرح الفقهاء في كتبهم نفس وجهات النظر و الآراء المختلفة حول الاستعاذة قبل تلاوة القرآن مع قليل من الاختلاف.

و من خلال نظرة إجمالية يمكن أن نستنتج أن عموم الفقهاء اعتبروا الاستعاذة مستحبة في الصلاة، سوی إمام المالكية الذي أجازها في صلاة النافلة فقط. و يقول أتباع المذهب الظاهري بوجوب الاستعاذة في الصلاة، و يعد أبوعلي ابن الشيخ الطوسي الفقيه الإمامي الوحيد الذي قال بوجوبها (الشهيد الأول، مادة «سنن القراءة»، من فصل «استحباب الاستعاذة»). و يؤدى ذكر الاستعاذة بالعبارة المشهورة «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» في الركعة الأولی من الصلاة قبل القراءة و بالإخفات، و في حالة نسيانها في الركعة الأولی لاتجب الإعادة (عن اختلاف الآراء لدی المذاهب الفقهية لأهل السنة و الإمامية، ظ: ابن حزم، المحلی، 3/247-250؛ ابن همام، 1/252-254؛ الشربيني، 1/156؛ العلامة الحلي، 3/125- 128؛ ابن مفلح، 1/433-434؛ البحراني، يوسف، 8/161-165؛ العاملي، 2/ 399 ومابعدها؛ الجزيري، 1/256؛ الموسوعة...، 4/11-14).

و مما يجدر ذكره أن هناك رسائل مستقلة ألفت في شرح الاستعاذة و بيان مفاهيمها (كنموذج، ظ: حاجي خليفة، 2/1031؛ صنعاء، 1/103؛ أيضاً ظ: كتاب نامه...، 2/1316).

 

المصادر

ابن الجزري، محمد، النشر في القراءات العشر، تق‍ ‍: علي محمد الضباع، القاهرة، مكتبة مصطفی محمد؛ ابن حزم، علي جمهرة أنساب العرب، بيروت، 1403ه‍/1983م؛ م.ن، المحلی، بيروت، دار الآفاق الجديدة؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الكبری، بيروت، دار صادر؛ ابن مفلح، إبراهيم، المبدع في شرح المقنع، بيروت/ دمشق، 1980م؛ ابن همام، محمد، فتح القدير، القاهرة، 1319ه‍؛ أبوعمرو الداني، عثمان، التيسير، تق‍ ‍: پرتسل، إستانبول، 1930م؛ م.ن، المكتفی في الوقف والابتداء، تق‍ ‍: يوسف عبدالرحمان المرعشلي، بيروت، 1407ه‍/1987م؛ أحمد بن حنبل، مسند، القاهرة، 1313ه‍؛ الأزهري، محمد، تهذيب اللغة، تق‍ ‍: عبدالحليم النجار و آخرون، القاهرة، 1966م؛ إسماعيل حقي البروسوي، تفسير روح البيان، بيروت، 1405ق/1985م؛ البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت، 1403ه‍/1983م؛ البحراني، يوسف، الحدائق الناضرة، تق‍ : محمد تقي الإيرواني، قم، مؤسسة النشر الإسلامي؛ البخاري، محمد، صحيح، إستانبول، 1315ه‍؛ الجزيري، عبدالرحمان، الفقه علـی المذاهب الأربعة، بيروت، 1406ه‍/1986م؛ الجصاص، أحمد، أحكام القرآن، تق‍ ‍: محمد صادق القمحاوي، بيروت، 1405ه‍؛ الجوهري، صحاح، تق‍ ‍: أحمد عبدالغفور عطار، بيروت، 1376ه‍/1956م؛ حاجي خليفة، كشف؛ الخميني، روح الله، آداب الصلاة، تق‍ ‍: أحمد الفهري، مشهد، 1366ش؛ دروزة، محمد عزة، التفسير الحديث، القاهرة، 1382ه‍/1962م؛ الزمخشري، محمود، الكشاف، القاهرة، 1366ه‍/1947؛ السخاوي، علي، جمال القراء، تق‍ ‍: عبدالكريم الزبيدي، بيروت، 1413ه‍/1993م؛ السيوطي، الإتقان، تق‍ ‍: محمد أبوالفضل إبراهيم، القاهرة، 1387ه‍/1967م؛ م.ن، الدر المنثور، بيروت، 1403ه‍/1983م؛ الشاطبي، القاسم، الشاطبية، تق‍ ‍: علي محمد الضباع، القاهرة، 1381ه‍/1961م؛ الشربيني، محمد، مغني المحتاج، القاهرة، 1352ه‍؛ الشهيد الأول، محمد، الذكری، طهران، 1271ه‍؛ الصحيفة السجادية الكاملة؛ صنعاء، المخطوطات؛ الطباطبائي، محمد حسين، الميزان، بيروت، 1393ه‍/1973م؛ الطبرسي، الفضل، مجمع البيان، بيروت، 1408ه‍/1988م؛ الطبري، تفسير؛ الطوسي، محمد، تهذيب الأحكام، تق‍ ‍: حسن الموسوي الخرسان، النجف، 1379ه‍؛ م.ن، مصباح المتهجد، بيروت، 1411ه‍/1991م؛ العاملي، محمد جواد، مفتاح الكرامة، قم، مؤسسة آل البيت؛ عصار، محمد كاظم، تفسيرالقرآن، تق‍ ‍: جلال الدين الآشتياني، مشهد، 1350ش؛ العلامة الحلي، الحسن، تذكرة الفقهاء، قم، 1414ه‍؛ علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، بيروت/ بغداد، 1970م؛ الغزالي، محمد، إحياء علوم الدين، بيروت، 1406ه‍؛ فخرالدين الرازي، محمد، التفسير الكبير، القاهرة، المطبعة البهية؛ القرآن الكريم؛ القرطبي، محمد، الجامع لأحكام القرآن، تق‍ ‍: أحمد عبدالعليم البردوني، بيروت، 1372ه‍/1952م؛ قطب، سيد، في ظلال القرآن، بيروت، 1386ه‍/1967م؛ كتاب نامۀ بزرگ قرآن كريم، تق‍ ‍: حسن بكائي، طهران، 1374ش؛ الكليني، محمد، الكافي، تق‍ ‍: علي أكبر الغفاري، طهران، 1391ه‍؛ المجلسي، محمـد باقر، بحار الأنوار، بيـروت، 1403ه‍/1983م؛ مسلـم بن الحجـاج، صحيح، تق‍ ‍: محمد فؤاد عبدالباقي، القاهرة، 1955م؛ الموسوعة الفقهية، الكويت، 1405ه‍/1985م؛ النراقي، محمد‌مهدي، جامع السعادات، تق‍ ‍: محمد كلانتر، النجف، 1368ه‍؛ النسائي، أحمد، سنن، القاهرة، 1348ه‍؛ النيسابوري، حسن، «غرائب القرآن و رغائب الفرقان»، في حاشية تفسير الطبري (هم‍)؛ و أيضاً:

 

Fahd, T., La Divination arabe, Leiden, 1966; Gesenius, W., A Hebrew and English Lexicon of the Old Testament, ed. F. Brown, Cambridge, 1906.

أحمد بادكوبۀ هزاوه/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: